قِصة الأنبياء في الأرضِ المقدسةِ

أيمن الشعبان






الأرض المقدسة بلاد الشام عمومًا وبيت المقدس وفلسطين خصوصًا، لها مكانةٌ خاصة، وتلازمٌ كبير وحضور منقطع النظير لدى أنبياء الله -عليهم الصلاة والسلام-، فإما ولد فيها نبي ونشأ أو مَرَّ أو سكن وعاش أو صلى وتعبد أو هاجر إليها أو دفن، حتى عرفت بأرض الرسالات ومهدها، ومهبط الوحي.

لبيت المقدس مكانة عظيمة في حياة الأنبياء والمرسلين؛ فهو قبلتهم ومنارة الدعوة إلى توحيد الله -عز وجل-، منبر الأنبياء، ومحراب الأتقياء.

يقول مجير الدين الحنبلي -رحمه الله- عن بيت المقدس: «ما فيه موضع شبر إلا وقد سجد عليه نبي أو قام عليه ملك...، وأول أرض بارك الله فيها بيت المقدس...، وكلَّم الله موسى في أرض بيت المقدس، وتاب الله على داود وسليمان -عليهما السلام- في أرض بيت المقدس، ورد الله على سليمان ملكه في بيت المقدس، وبشر الله زكريا بيحيى في بيت المقدس، وسخر الله لداود الجبال والطير في بيت المقدس، وكانت الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- يقربون القرابين ببيت المقدس، وتتغلب يأجوج على الأرض كلها غير بيت المقدس ويهلكهم الله في أرض بيت المقدس».

الارتباط المتين

بدأ الارتباط المتين بين الأنبياء والأرض المقدسة، منذ خلق آدم -عليه السلام-، ويستمر إلى أن ينزل مسيح الحق (عيسى -عليه السلام-) في آخر الزمان، ويقتل مسيح الضلال (المسيح الدجال)، على أرض فلسطين، وينتهي الصراع بين الحق والباطل.

بداية القصة

بدأت قصة الأنبياء في الأرض المقدسة، بمجرد بناء المسجد الأقصى ثاني مسجد وضع في الأرض في عهد آدم، فعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ مسجدٍ وُضِع في الأرضِ أولَ؟ قال: «المسجدُ الحرامُ». قال: قلتُ: ثم أيٌّ؟ قال: «المسجدُ الأقصى». قلتُ: كم كان بينهما؟ قال: «أربعونَ سنةً، ثم أينَما أدرَكَتكَ الصلاةُ بعدُ فصلِّهِ، فإنَّ الفضلَ فيه»، وقد رجح الحافظ ابن حجر -رحمه الله- أن بناء المسجد الأقصى في عهد آدم، كما بني المسجد الحرام في عهده، فيقول: وكذا قال القرطبي بأن الحديث لا يدل على أن إبراهيم وسليمان بنيا المسجدين بل ذلك تجديد لما كان أسسه غيرهما.

أحداث عظام

بهذه البداية أصبحت الأرض المقدسة، على موعد مع أحداث عظام ومواقف جسام، وصور مشرقة من حياة الأنبياء، فيها فوائد وعبر وعظات ودرر، ترسم لمن بعدهم الطريق، بما فيه من عقبات ومحن، وابتلاءات وفتن، وصعوبات وشجن.

إبراهيم -عليه السلام

إبراهيم -عليه السلام- خليل الرحمن، وخير الخلق بعد النبي العدنان، بعد أن نجّاه الله من النار ومن عبَّاد الأصنام في العراق، هاجر مع لوط -عليه السلام- إلى الأرض المقدسة التي باركها الله، بذلك يكون أول من هاجر من أرض الكفر والشرك إلى بلاد التوحيد والإيمان، قال -تعالى-: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}
، أي أنه -تعالى- أتم عليه النعمة، فأنجاه وأنجى لوطا معه إلى الأرض التي باركها، بكثرة ما بعث فيها من الأنبياء الذين انتشرت شرائعهم، في أقاصي المعمور، مع كثرة خصبها وأشجارها وثمارها وأنهارها، فهي أساس الخيرات الدينية والدنيوية معا.


تأسيس مجتمع موحد

بدأ خليل الرحمن في الأرض المقدسة فلسطين، تأسيس مجتمع موحد يحقق العبودية لرب البرية، وهذا أسمى معاني الهجرة في سبيل الله؛ إذ ارتفع رصيد تلك الأرض بعد أن وطئها إبراهيم -عليه السلام-، ودعا ربه أن يرزقه ذرية صالحة لبداية نشأة مجتمع رباني، قال -تعالى- على لسان إبراهيم {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ}، أي مهاجر إلى بلد أعبد فيه ربي، وأعصم فيه ديني. وقوله: سَيَهْدِينِ أي إلى ما فيه صلاح ديني، أو إلى مقصدي، قال مقاتل: هو أول من هاجر من الخلق مع لوط وسارة، إلى الأرض المقدسة وهي أرض الشام، {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} أي بعضَ الصَّالحينَ يعينني على الدَّعوةِ والطَّاعةِ ويؤنسني في الغُربةِ.

إتمام النعمة

ولإتمام النعمة رزقه الله -سبحانه وتعالى تفضلا ومنة وكرما في الأرض المقدسة- بإسحاق؛ إذ بشرته الملائكة الذين كانوا في طريقهم لتدمير القرية التي فيها قوم لوط، ومن وراء إسحق يعقوب -عليهم السلام- جميعا، قال -تعالى-{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ. وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ}، بعطف أئمة على صالحين، اهتمامًا بهذا الجعل الشريف، وهو جعلهم هادين للناس بعد أن جعلهم صالحين في أنفسهم، فأعيد الفعل ليكون له مزيد استقرار، وبعد وفاة إبراهيم -عليه السلام- ودفنه في الأرض المقدسة، قامت ذريته إسحاق ويعقوب بواجبهم في الدعوة إلى الله وهداية الناس، وحافظوا على إمامتهم وقيادتهم للناس.

ولما كان إبراهيم -عليه السلام- وذريته هم الكرماء؛ إذ ما من نبي بعث بعده إلا من ذريته ولا كتاب نزل كذلك إلا على أحد ذريته، وهنا يتعانق الخير الوفير الديني لتلك الذرية المباركة، مع بركة الأرض الشرعية والدنيوية، يقول - صلى الله عليه وسلم -: «الكريمُ، ابنُ الكريمِ، ابنِ الكريمِ، ابنِ الكريمِ، يوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ عليهم السَّلامُ».

يوسف -عليه السلام

بهذا الوصف النبوي العظيم الذي ما وصف نبي به، نأخذ العلاقة القوية المتينة بين يوسف -عليه السلام- والأرض المقدسة، وَقَالَ النَّوَوِيّ -رحمه الله-: وأصل الْكَرم كَثْرَة الْخَيْر وَقد جمع يُوسُف -عَلَيْهِ الصَّلاة وَالسَّلام- مَكَارِم الأَخْلاق مَعَ شرف النُّبُوَّة، وَكَونه ابْنا لثَلاثَة أَنْبيَاء متناسلين وَمَعَ شرف رياسة الدُّنْيَا ملكهَا بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَان.

يوسف -عليه السلام- الذي ولد في الأرض المقدسة، رأى في المنام وهو صغير قبل أن يحتلم كأن أحد عشر كوكبًا- وهم إخوته- والشمس والقمر- وهما أبواه- قد سجدوا له... فعرف أبوه أن سينال منزلة عالية ورفعة عظيمة في الدنيا والآخرة... فأمره بكتمانها، وألا يقصها على إخوته، كيلا يحسدوه، ويبغوا له الغوائل، ويكيدوه بأنواع الحيل والمكر.

بعد أن تآمر عليه إخوته ألقوه في غيابة الجب، وهو بئر في بيت المقدس ذكر ذلك قتادة كما في تفسير الطبري، ثم تستمر القصة العجيبة التي أفرد الله لها سورة كاملة، وتتحقق رؤيا يوسف، بجمع شمله مع أبويه وإخوته بعد أن أصبح حاكما نافذ الكلمة في مصر.

تعلق يوسف -عليه السلام- بالأرض المقدسة

يبقى تعلق يوسف -عليه السلام- بتلك الأرض المقدسة؛ إذ أوصى علماء بني إسرائيل أن ينقلوا جثمانه معهم عند خروجهم من مصر إلى بيت المقدس، فعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: أتى النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أعرابيًّا فأكرَمه فقال له: (ائتِنا) فأتاه فقال له رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (سَلْ حاجتَكَ) قال: ناقةٌ نركَبُها وأعنُزٌ يحلُبُها أهلي، فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «أعجَزْتُم أنْ تكونوا مِثْلَ عجوزِ بني إسرائيلَ»؟ قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما عجوزُ بني إسرائيلَ؟ قال: «إنَّ موسى -عليه السلام- لَمَّا سار ببني إسرائيلَ مِن مِصرَ ضلُّوا الطَّريقَ فقال: ما هذا؟ فقال علماؤُهم: إنَّ يوسُفَ -عليه السلام- لَمَّا حضَره الموتُ أخَذ علينا مَوثقًا مِن اللهِ ألَّا نخرُجَ مِن مِصْرَ حتَّى ننقُلَ عِظامَه معنا قال: فمَن يعلَمُ موضِعَ قبرِه؟ قال: عجوزٌ مِن بني إسرائيلَ فبعَث إليها فأتَتْه فقال: دُلِّيني على قبرِ يوسُفَ قالت: حتَّى تُعطيَني حُكْمي قال: وما حُكْمُكِ؟ قالت: أكونُ معكَ في الجنَّةِ فكرِه أنْ يُعطيَها ذلكَ فأوحى اللهُ إليه: أنْ أعطِها حُكْمَها فانطلَقَتْ بهم إلى بُحيرةٍ موضعِ مُستنقَعِ ماءٍ فقالت: أنضِبوا هذا الماءَ فأنضَبوه فقالت: احتَفِروا فاحتَفَروا فاستخرَجوا عِظامَ يوسُفَ فلمَّا أقلُّوها إلى الأرضِ وإذا الطَّريقُ مِثْلُ ضوءِ النَّهارِ».

موسى -عليه السلام

بعد أن امتن الله -سبحانه- على موسى وقومه بأن أنجاهم من فرعون وجنوده، قصدوا البقعة المباركة بيت المقدس، وعندما اقتربوا من الوصول ذكرهم موسى -عليه السلام- بنعم الله عليهم الدينية والدنيوية، وحثهم على جهاد الجبابرة الوثنيين، فتخاذلوا وعوقبوا بالتيه أربعين سنة.

الدخول إلى الأرض المقدسة

ولما انفصل موسى -عليه السلام-، من بلاد مصر وواجه بلاد بيت المقدس وجد فيها قوما من الجبارين، من الحيثانيين والفزاريين والكنعانيين وغيرهم، فأمرهم موسى -عليه السلام- بالدخول عليهم ومقاتلتهم، وإجلائهم إياهم عن بيت المقدس، فإن الله كتبه لهم، ووعدهم إياه على لسان إبراهيم الخليل، وموسى الكليم الجليل، فأبوا ونكلوا عن الجهاد، فسلط الله عليهم الخوف، وألقاهم في التيه، يسيرون ويحلون ويرتحلون ويذهبون ويجيئون، في مدة من السنين طويلة هي من العدد أربعون، كما قال الله -تعالى-: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (20) يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ}.

فترة التيه

في فترة التيه نزلت التوراة على موسى، وحصلت معجزات عديدة، منها إنزال المن والسلوى، وخروج الماء من الحجارة التي يضربها موسى بعصاه فتتفجر اثنتا عشرة عينا، لكل سبط عين، وتظليل الغمام عليهم، ومع ذلك ما رعوها حق رعايتها وسألوا أن يستبدلوا منها ببدلها مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها، {قَالَ أَتَسْتَبْدِلُو نَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}، ولأن دعوة موسى امتداد لسائر الأنبياء، فتعلقه بالأرض المباركة تعلقا كبيرا إلا أن قومه خذلوه، وعندما دنا أجله دعا الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية حجر، فيقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: فلو كنتُ ثَمَّ لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر، قال النووي في شرح مسلم: وَأَمَّا سُؤَالُهُ الإِدْنَاءَ مِنَ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ فَلِشَرَفِهَا وَفَضِيلَةِ مَنْ فِيهَا مِنَ الْمَدْفُونِينَ مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِهِمْ، ودلَّ الحديث على فضل الدفن في الأرض المقدسة، وأنه أمنية الأنبياء والمرسلين، وعباد الله الصالحين؛ حيث سأل موسى ربه أن يدنيه من بيت المقدس رمية بحجر.

يوشع بن نون -عليه السلام

بعد ذلك قاد بني إسرائيل فتى موسى نبي الله يوشع بن نون -عليهم السلام-، حتى انقضى ذلك الجيل الذي خالف أوامر موسى وخذله ممن نكل عن دخول الأرض المقدسة، الذين قالوا: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}، بهذا الجيل الجديد الموحد الذي حقق العبودية، سار بهم يوشع لفتح بيت المقدس، وحصلت المعجزة العظيمة التي لم تحصل عبر التاريخ إلا في فتح بيت المقدس، وهي حبس الشمس عن الغروب، يقول - صلى الله عليه وسلم -: «ما حُبست الشمس على بشر قط إلا على يُوشع بن نون ليالي سَار إلى بيت المقدس».

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها، ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها، ولا رجل اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولادها، فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك فقال للشمس: إنك مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علينا، فحبست حتى فتح الله عليه، فجمع الغنائم فجاءت يعني النار لتأكلها، فلم تطعمها فقال: إن فيكم غلولا فليبايعني من كل قبيلة رجل، فلزقت يد رجل بيده فقال: فيكم الغلول فجاؤوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب فوضعها فجاءت النار فأكلتها». زاد في رواية: فلم تحل الغنائم لأحد قبلنا ثم أحل الله لنا الغنائم رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا».

طالبو النصر والتمكين

وهنا التفاتة جميلة لطالبي النصر والتمكين، التي أسبابها كلها معنوية كما في كتاب الله وسنة نبيه الصحيحة؛ إذ طلب يوشع ألا يشارك معه في فتح بيت المقدس، كل من تعلق قلبه بالدنيا، أو انشغل فكره وعقله بأمر من شؤونها، لذلك يقول النووي -رحمه الله- في شرحه على مسلم: إن الأمور المهمة ينبغي أن لا تفوض إلا إلى أُولي الحزم وفراغ البال لها ولا تفوض إلى متعلق القلب بغيرها؛ لأن ذلك يضعف عزمه ويفوت كمال بذل وسعه فيه.

الأمر بدخول المدينة عند فتح بيت المقدس أمرهم الله


على لسان يوشع -عليه السلام- بدخول المدينة ركعا خاضعين متذللين متواضعين شكرا لله على نعمه عليهم، فعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قيل لبني إسرائيل: {ادخلوا البَّاب سُجدًا وقولوا حطة}، فدخلوا يزحفون على أستاههم، فبدلوا، وقالوا: حطة، حبة في شعرة، {فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا} منهم، ولم يقل فبدلوا لأنهم لم يكونوا كلهم بدلوا {قَوْلا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ} فقالوا بدل حطة: حبة في حنطة، استهانة بأمر الله، واستهزاء وإذا بدلوا القول مع خفته فتبديلهم للفعل من باب أولى وأحرى، ولهذا دخلوا يزحفون على أدبارهم، ولما كان هذا الطغيان أكبر سبب لوقوع عقوبة الله بهم، قال: {فَأَنزلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} منهم (رِجْزًا) أي: عذابا (مِنَ السَّمَاءِ) بسبب فسقهم وبغيهم.