تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أذكار مهمة فضلها ومعناها والعمل بمقتضاها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي أذكار مهمة فضلها ومعناها والعمل بمقتضاها

    المقدمة:
    الحمد لله الذي تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن، وأشهد أن لا إله إلا الله الكبير الذي لا حول ولا قوة إلا به، وأستغفره، وأصلي على من لا نبي بعده؛ أما بعد:
    فهذه رسالة مختصرة، فيها أذكار مهمة مع بيان معناها، وكيفية العمل بمقتضاها.
    وينبغي أن يردد المسلم هذه الأذكار بلسانه ومن أعماق قلبه، مستحضرًا لمعناها عاملًا بمقتضاها.
    والله أسأل أن ينفع بها ويتقبلها.
    الذكر الأول: «لا إله إلا الله».
    • معناها:
    لا معبود بحق إلا الله.
    قال الإمام الطبري في تفسيره لقوله تعالى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ [النمل: 26]: "وقوله: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾؛ يقول تعالى ذكره: الله الذي لا تصلح العبادة إلا له، لا إله إلا هو، لا معبود سواه تصلح له العبادة، فأخلصوا له العبادة، وأفردوه بالطاعة، ولا تشركوا به شيئًا"؛ [جامع البيان (٩/ ٥١١)].
    • فضلها:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الذكر لا إله إلا الله))؛ [رواه الترمذي وابن ماجه].
    وقال عليه الصلاة والسلام: ((أحب الكلام إلى الله أربع - وذكر منها - لا إله إلا الله))؛ [رواه مسلم].
    • العمل بمقتضاها:


    لا إله إلا الله: قول وعمل واعتقاد.






    •أما من جهة القول: فدائمًا تردد بلسانك، وتجدد إيمانك بقول: لا إله إلا الله؛ فهي خير الذكر وأفضله.






    وأما من جهة العمل: فلا إله إلا الله منهج حياة، فهي تعني أن حياتك كلها لله وعبادتك وتعلقك بالله وحده دونما سواه، فلا خوف ولا رجاء، ولا توكل ولا سجود، ولا خضوع ولا استعانة، ولا استغاثة إلا بالله، ولا ذبح ولا نَذْرَ، ولا صلاة ولا دعاء إلا لله رب العالمين.






    •وأما من جهة الاعتقاد: فلا مستحق للعبادة إلا الله، وبغضٌ في القلب وكره وكفر بكل ما يعبد من دون الله.






    قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].


    الذكر الثاني: «سبحان الله».


    • معناها:


    تنزيهه سبحانه وتعالى عن كل نقص وسوء.






    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "والأمر بتسبيحه يقتضي أيضًا تنزيهه عن كل عيب وسوء، وإثبات صفات الكمال له"؛ [مجموع الفتاوى (١٢٥/ ١٦)].






    • فضلها:


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحب الكلام إلى الله أربع - وذكر منها - سبحان الله))؛ [رواه مسلم].






    • العمل بمقتضاها:


    وسبحان الله: قول وعمل واعتقاد.






    • أما من جهة القول: فالتسبيح باللسان من أجل الذكر وأحبه إلى الله تعالى، فسبحان الله عما يقول الظالمون من نسبة الولد والشريك له سبحانه.






    • وأما من جهة العمل: فلا يُتَّخَذُ ندٌّ ولا شريك مع الله، يخاف ويُرجَى ويُدعَى من دون الله، فسبحان الله عما يفعل المشركون.






    • وأما من جهة الاعتقاد: فتسبيح الله عز وجل إبعاد القلوب والأفكار عن أن تظن به نقصًا، أو تنسب إليه شرًّا، وتنزيهه عن كل عيب نسبه إليه المشركون والملحدون.






    قال تعالى: ﴿ قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا * سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا * تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 42 - 44].








    الذكر الثالث: «الحمد لله».


    • معناها:


    هو الثناء على الله تعالى، ووصفه بكل صفات الكمال.






    قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: "فالحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبِّه وإجلاله وتعظيمه"؛ [بدائع الفوائد (٣٢٥/ ٢)].






    • فضلها:


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحب الكلام إلى الله أربع - وذكر منها - والحمد لله))؛ [رواه مسلم].






    • العمل بمقتضاها:


    وحمد الله يكون في القلب واللسان.






    •فمن جهة القول: الثناء على الله بكل صفات الجلال والكمال، نطقًا باللسان.






    • ومن جهة القلب: اعتقاد القلب أن الله هو الكامل من كل الوجوه في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.






    والله يُحمَد ويُثنَى عليه سبحانه من جهتين:


    الأولى: من جهة ذاته العظيمة، وأسمائه الحسنى، وصفاته العلى الكريمة.






    والجهة الثانية:أنه يحمد ويثنى عليه أيضًا لإحسانه وخيره، وجوده، ونِعَمِهِ، وكرمه على عباده.






    قال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ [سبأ: 1].








    الذكر الرابع: «الله أكبر».


    • معناها:


    أي: إنه سبحانه أكبر من كل شيء، وأجلُّ وأعظم وأعز من كل شيء.






    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وكذلك التكبير يُراد به أن يكون [الله] عند العبد أكبر من كل شيء"؛ [مجموع الفتاوى (١٢١/ ٣)].






    • فضلها:


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحب الكلام إلى الله أربع - وذكر منها - والله أكبر))؛ [رواه مسلم].






    • العمل بمقتضاها:


    الله أكبر: قول وعمل واعتقاد.






    • أما من جهة القول: فالله أكبر، من أحب الذكر وأعظمه، نطقًا باللسان.






    • وأما من جهة العمل: فيُعظَّم الله ويعظم أمره، فأمره أكبر الأمور ونهيه أعظم النواهي، فمثلًا عندما تسمع نداء الجمعة أو نداء الصلاة تترك كل شيء وتسعى إلى الصلاة؛ فالله أكبر من هذه الدنيا وملهياتها.






    وأما من جهة القلب والاعتقاد: فالله أكبر في قلب العبد المؤمن من كل شيء، وأجلُّ من كل شيء، فالله أكبر في ألوهيته فلا يستحق العبادة إلا هو، والله أكبر في ربوبيته فلا ربَّ سواه ولا مدبر عداه، والله أكبر في أسمائه وصفاته وأفعاله، فلا ندَّ له ولا شبيه ولا نظير، ولا سَمِيَّ ولا كفءَ ولا شريك له، له الكمال كله والجلال كله والعظمة كلها، وسِع كرسيه السماوات والأرض وهو العلي العظيم.






    قال تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ [الإسراء: 111].








    الذكر الخامس: «لا حول ولا قوة إلا بالله».


    • معناها:


    لا حول في دفع شرٍّ ولا جلب خير إلا بالله، ولا قوة في تحصيل خير ولا دفع شرٍّ إلا بالله.






    وقيل: لا حول عن معصية الله إلا بعصمته، ولا قوة على طاعته إلا بمعونته، وحُكي هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه؛ [شرح مسلم للنووي (٢١/ ١٧)].






    • فضلها:


    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا عبدالله بن قيس، ألَا أدلُّك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت: بلى يا رسول الله، قال: قل: لا حول ولا قوة إلا بالله))؛ [متفق عليه].






    • العمل بمقتضاها:


    لا حول ولا قوة إلا بالله: قول وعمل واعتقاد.






    • أما من جهة القول: نطقًا باللسان فلا حول ولا قوة إلا بالله هي من أجلِّ الذكر، وكنز من كنوز الجنة.






    • وأما من جهة العمل: فهي تعني أن يتبرأ الإنسان من حوله وقوته، ويعتمد على الله، فلا معين على الأشياء والخير، وأداء العبادة إلا الله، ولا رادَّ للشر ولا جالب للخير إلا الله سبحانه، وذلك بحوله وقوته لا شريك له.






    • وأما من جهة القلب والاعتقاد: فبكلمة لا حول ولا قوة إلا بالله، لا يتعلق القلب إلا بالله، ولا يتوكل ولا يعتمد إلا على الله في جلب المنافع ودفع المضار.






    قال تعالى: ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [غافر: 44].










    الذكر السادس: «أستغفر الله».
    • معناها:
    طلب العبد من ربه أن يمحو ذنوبه ويستر عيوبه.
    قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى:‏ "عندما تقول: أستغفر الله تسأل الله شيئين:
    ستر الذنب.
    التجاوز عنه بحيث لا يعاقبك الله عليه؛ [الفتاوى (١٦/ ٨٧)].
    • فضلها:
    قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((طوبى لمن وُجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا))؛ [رواه ابن ماجه وصححه الألباني].
    • العمل بمقتضاها:
    والاستغفار يكون أيضًا من جهة القلب والقول والعمل.
    • أما من جهة القول: فهو النطق بهذا الذكر الجليل العظيم.
    • وأما من جهة القلب: فبما يقوم في القلب من معنى الاستغفار من طلب لمحو الذنوب وستر العيوب من الله تعالى، والندم والعزم في القلب على عدم اقتراف الذنوب والعودة إليها.
    • وأما من جهة العمل: فبما يتبع الاستغفار من فعل للطاعات وترك للمعاصي والمنكرات، وذلك بقصد محو الذنوب وستر العيوب، والحسنات يذهبن السيئات.
    قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135]، وقال: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].
    الذكر السابع: الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
    • معناها:
    أنك تدعو الله أن يثنيَ على نبيه صلى الله عليه وسلم في الملأ الأعلى.
    قال أبو العالية: "صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة"؛ [فتح الباري (٣٩٢/ ٨)].
    • فضلها:
    قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكْثِروا عليَّ من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم معروضة عليَّ))؛ [رواه أبو داود وابن ماجه].
    • العمل بمقتضاها:
    ويكون ذلك من جهة القول والقلب:
    أما من جهة القول: فالإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم باللسان، وخاصة يوم الجمعة، وعندما يُذكر عليه الصلاة والسلام، يُصلَّى عليه.
    وأما من جهة القلب: فاستحضار معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأن هذه الصلاة تُعرَض على النبي عليه الصلاة والسلام.
    قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
    الخاتمة:
    هذه الأذكار تكون في القلب، وتقع على اللسان، وتظهر على جوارح الإنسان.
    فلا إله إلا الله فيها الكفر بكل ما يُعبَد من دون الله والتعلق به وحده، وسبحان الله فيها تنزيه الله عن كل النقائص، والحمد لله فيها وصف الله بكل كمال، والله أكبر فيها تعظيم الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله فيها الاعتماد على الله وحده، وأستغفر الله فيها محو الذنوب وستر العيوب، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها الثناء على أفضل الخلق من الله تعالى.
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

    https://www.alukah.net/sharia/0/149070/
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    sudan
    المشاركات
    96

    افتراضي رد: أذكار مهمة فضلها ومعناها والعمل بمقتضاها

    جزاكم الله خيراً وزادكم علما ، ونفع الله العباد بكم ، وأسأله أن ينفعنا بما قرأنا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •