لا اله الا الله ركنان هما:
النفي والإثبات.

فالركن الأول :
"لا إله" وهو نفي العبادة عما سوى الله، وإبطال الشرك،
و الكفر بكل ما يعبد من دون الله .
والركن الثاني : "إلا الله" وهو إثبات العبادة لله وحده، وإفراده سبحانه بجميع أنواع العبادة
والدليل على ذلك قوله تعالى: { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } .
فقوله: { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ } معنى الركن الأول (لا إله)،
وقوله: { وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ } هو معنى الركن الثاني (إلا الله).

النفي والإثبات.
نفي الألوهية عن غير الله تعالى وإثباتها لله،
فهي كفر بالطاغوت وإيمان بالله.
قال تعالى: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى
وقال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ
وقال تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
. وقال تعالى: قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآَبِ {الرعد: 36}.
فدلت الآيات على أن حقيقة التوحيد تتحقق بإثبات العبادة لله وحده ونفيها عما سواه.
قال ابن القيم:
وطريقة القرآن في مثل هذا أن يقرن النفي بالإثبات،
فينفي عبادة ما سوى الله
ويثبت عبادته،
وهذا هو حقيقة التوحيد،
والنفي المحض ليس بتوحيد،
وكذلك الإثبات بدون النفي،
فلا يكون التوحيد إلا متضمنا للنفي والإثبات. اهـ.

النفي والإثبات؛ فى قوله تعالى:
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِننِي
بَرَا ء مِما تَعْبُدُونَ إِلاَ الذي فَطَرَنِي فَإِنه سَيَهْدِينِ
فالركن الأول:
النفي، وهو معنى )لَا إله، في قوله إِننِي بَرَا ء
مما تَعْبُدُونَ
الركن الثاني:
الإثبات، وهو معنى إلَا الله، في قوله: إِلا الذِي فطرني

قال الشيخ صالح آل الشيخ
: "-
كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) معناها (لا إلهَ غَيْرُهُ) .
والإله في كلمة التوحيد وفي قوله (لا إلهَ غَيْرُهُ) هذا دخل عليه النفي.
فالمَنْفِيُّ جنس الآلهة التي تستحق العبادة، والله - عز وجل - ليس داخلا في هذا النفي -كما في إعراب كلمة التوحيد-.
وكلمة (إلا الله) موافقة لـ (غَيْرُهُ) ؛ لأن الغَيرِيَّةْ:
- ربما كانت غيرية في الذوات كقولك: ما دخل رجل غيرُ زيد، فهنا ذات الرجال غير ذات زيد.
- أو في الصفات كقولهم: جاءكم بوجه غير الذي ذهب به.
الوجه من حيث هو واحد لكن من حيث الصفة اختلف.
فإذاً الغَيرِيَّةْ قد ترجع إلى غيرية الذات، وقد ترجع إلى غيرية الصفات.
وفي النفي (لا إله إلا الله) هنا الإله المنفي هو جنس الآلهة التي تستحق العبادة.
* و (إلا الله) ليس هذا مُخْرَجاً من الآلهة؛ لأنه لم يدخل أصلاً فيها حتى يخرج منها لأن النفي راجع إلى الآلهة الباطلة

***
(لا إله) نفي و(إلا الله) إثبات، (لا إله) تنفي جميع المعبودات وجميع الآلهة بغير حق ،
و(إلا الله) تثبت العبادة بالحق لله وحده ،
باجتماع النفي والإثبات يتحقق التوحيد، ،
فلا يتحقق التوحيد إلا بإثبات ونفي -
اذا فكلمة التوحيد لا اله الا الله هي أصل الدين وأساس الملة.
والواجب على جميع المكلفين من جن وإنس أن يأتوا بها رجالًا ونساء،
مع إيمان بمعناها واعتقاد له وإخلاص العبادة لله وحده.-
وليس المراد مجرد قولها باللسان بل لا بد من الاعتقاد والقول والعمل،
ولا يتم ذلك إلا بعد معرفة معناها
، وقد جاء ذلك واضحا في قوله تعالى:
(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)
فهذه الكلمة العظيمة تتكون من ركنين:
الركن الأول: وهو النفي (لا إله) ، والذي يطابق في الآية السابقة قوله تعالى (وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)
الركن الثاني: وهو الإثبات (إلا الله) ، والذي يطابق في الآية السابقة قوله تعالى (اعْبُدُوا اللَّهَ)