تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: معاني كلمات القرآن للإمام قتادة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    الدولة
    بوكانون- الجزائر
    المشاركات
    212

    افتراضي معاني كلمات القرآن للإمام قتادة

    إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهد الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وَاشْهَدْ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران 3: 102]. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَبَثَّ مِنْهُما رِجالًا كَثِيراً وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء: 1] . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً () يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب: 70- 71] . أما بعد ، فهذه كلمات يسيرة للإمام قتادة بن دعامة السدوسي البصري رحمه الله في بيان آيات كتاب الله عز وجل و تفسير بعض كلماته وقد جمعت كلامه رحمه الله من تفسير عبد الرزاق الصنعاني وغيره من التفاسير الأثرية التي عنيت بذكر أقوال السلف من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين كتفسير الإمام ابن جرير الطبري و ابن أبي حاتم و ابن المنذر و غيرهم... وقد حذفت الطرق و الأسانيد إلى هذا الإمام اختصارا و اقتصرت على ذكر أقواله. و الإمام قتادة رحمه الله كغيره من علماء السلف يخطئ و يصيب فلا يسلم له كل أقواله و تفسيراته و عنده اختيارات خالفه فيها غيره فمثلا اختار رحمه الله في تفسير فواتح السور أنها اسم من أسماء القرآن و هذا أحد الأقوال في المسألة . بل عنده اختيارات جانبه فيها الصواب قطعا كما في تفسيره لقوله تعالى : {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا} [الأحقاف: 17] قَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصديق رضي الله عنهما و هذا لا يصح لأن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه ردت هذا التفسير على مروان و هي أعلم بالقرآن و بأسباب نزوله . و في الجملة يعتمد قتادة رحمه الله في تفسيره على كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم و أقوال الصحابة رضي الله عنهم لاسيما المعروفين بالتفسير كابن عباس وابن مسعود كما يفسر كذلك بمقتضى لغة العرب. ومما يؤخذ عليه إدخال الإسرائيليات و أخبار بني إسرائيل في تفسيره و كثرة البلاغات التي هي نوع من أنواع المنقطع الذي هو بدوره قسم من أقسام الضعيف.و كذا إرساله عن عدد من الصحابة ممن لم يدركهم دون التصريح سماعا بالسند الواسطة بينه و بينهم مع كونه معروفا بالتدليس عفا الله عنا و عنه و غفر لنا و له و من المعروف أن الحديث المرسل من أقسام الضعيف و أن المدلس لا بد أن يصرح بالسماع أو التحديث من شيخه الذي سمع منه حتى يقبل حديثه فإن روى الحديث بصيغة تحتمل اللقي و السماع كقال و عن وأن فلا يقبل ذلك منه و لا أريد أن استفيض في هذا و بالنسبة للجوانب الحسنة في تفسيره فيمكن ذكر عدد منها على سبيل المثال لا الحصر : كالتنبيه على الآيات التي لها أسباب النزول فهو رحمه الله كثيرا ما يذكر سبب نزول الآية وإن كان في غالب الأحيان لا يذكر سنده في ذلك. و من محاسن تفسيره التنبيه على الآيات الناسخة والمنسوخة و إن كان يتوسع رحمه الله أحيانا في ادعاء النسخ لآيات ليست منسوخة عند التحقيق كما هو الشأن مع آيات العفو و الصفح و من الجدير بالذكر أن تخصيص العام و تقييد المطلق هو نوع من النسخ عنده . و من فوائده كذلك الإشارة إلى بعض القراءات الشاذة لاسيما قراءة ابن مسعود رضي الله عنه. ومن فوائده أيضا بيان عقيدة السلف كما هو الحال مع آيات الصفات حيث أجراها على ظاهرها اللائق بالله عز و جل كغيره من علماء التابعين و في ذلك رد على الجهمية وأضرابهم و يمكن أن أضرب أمثلة على ذلك حيث قال عند قوله تعالى {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَة ُ } [البقرة: 210]: «يَأْتِيهِمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ , وَتَأْتِيهِمُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ الْمَوْتِ» و في قوله : {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: 26] , قَالَ: «الْحُسْنَى الْجَنَّةُ , وَالزِّيَادَةُ فِيمَا بَلَغَنَا النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ» وفي قوله تعالى {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} [الزخرف: 28] قَالَ: «التَّوْحِيدُ وَالْإِخْلَاصُ لَا يَزَالُ فِي ذُرِّيَّتِهِ مَنْ يَعْبُدِ اللَّهَ وَحْدَهُ». ومن فوائده بيان الأحكام الشرعية في عدد من المواطن كقوله بوجوب العمرة عند تفسير قوله تعالى «و أتموا الحج والعمرة لله ». و قوله عند تفسير الآية الكريمة {قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ} [الأحزاب: 50] قَالَ: «فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِنَّ أَلَّا تُنْكَحْنَ إِلَّا بِوَلِيٍّ وَشَهِيدَيْ عَدْلٍ , وَصَدَاقٍ وَلَا يَنْكِحُ الرَّجُلُ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعَةٍ ». و من فوائده كذلك تعيين المبهمات من الأسماء كما في قوله تعالى {أو
    كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا}قال : «هو عزير». و من فوائده فهم السيرة النبوية بشكل صحيح حيث قال مثلا عند تفسيره {لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُواعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح: 23]: «كَانَتْ آلِهَةً يَعْبُدُهَا قَوْمُ نُوحٍ , ثُمَّ كَانَتِ الْعَرَبُ تَعْبُدُهَا بَعْدُ فَكَانَ وَدًّا لِكُلَيْبٍ بِدَوْمَةَ الْجَنْدَلِ , وَكَانَ سُوَاعٌ لِهُذَيْلٍ , وَكَانَ يَغُوثُ لِبَنِي غُطَيْفٍ مِنْ مُرَادِ بِالْجَرْفِ , وَكَانَ يَعُوقُ لِهَمْدَانَ , وَكَانَ نَسْرٌ لِذِي الْكَلَاعِ مِنْ حِمْيَرٍ»{ ففي هذا الأثر يذكر عددا من الأصنام التي كانت تعبدها بعض القبائل العربية و هذا قد يفيد الباحث في السيرة النبوية. ومن فوائده بيان معاني لغة العرب ففي قوله تعالى {الزَّبَانِيَةَ} [العلق: 18] قَالَ: «الزَّبَانِيَةُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الشُّرَطُ» والكلام يطول جدا و لست هنا بصدد نقد تفسيره و إنما أردت بهذا الكتاب تسهيل تفسيره و تقريب أقواله حتى يسهل على طالب العلم معرفتها و تمييزها عن أقوال غيره .و قد بعثت بهذه الرسالة إلى مكتبة الألوكة حتى ينشروها و يعم نفعها و لكن لم يبالوا بها أصلا فأسأل الله أن ينفع بها المسلمين رغم أنوف هؤلاء و الحمد لله أنه لم يجعل بيد هؤلاء مقاليد السموات و الأرض و إلا لمنعوا الناس القطر والهواء.. أسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه و أن يغفر لنا و للإمام قتادة و لسائر المسلمين و الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على رسوله الأمين وعلى آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة
    اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بالخلق الحسن

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •