تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: المهام الكبار والنفوس الكبار

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,790

    افتراضي المهام الكبار والنفوس الكبار

    المهام الكبار والنفوس الكبار



    خرج سيدنا موسى -عليه السلام- من مصر في رحلة شاقة وبعيدة، يقطع صحراء مصر الشرقية ومنها إلى صحراء سيناء بكاملها حتى يصل إلى بلاد مدين، وهناك أَمِنَ خوفه: {لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (القصص:25)، لكن قبل هذا، ماذا كان مع موسى في أثناء رحلته؟ ماذا كان يلبس؟ وماذا كان يحمل معه من متاع أو زاد أو ماء؟
    كيف سار في هذا الليل البهيم الموحش في هذه الصحراء الشاسعة؟ وأين كان يستظل من حرارة الشمس؟ وكيف كان شعوره عندما يجد نفسه وحيدًا؛ الأرض فراشه والسماء لحافه؟!
    سيدنا موسى -عليه السلام- وإن لم يكن يحمل من متاع الدنيا شيئا إلا أنه كان يحمل في صدره قلبًا قويًّا، إنه قلب مليء بالإيمان والثقة، والتوكل واليقين، قلب تعلق بالقوي الكبير، وبالخالق العظيم، هذا القلب هو الذي أوصل موسى -عليه السلام- إلى وجهته، ودله على طريقه، وأرشده إلى الناحية الأوفق له؛ ولذلك وجد موسى -عليه السلام- أمنه وأمانه.
    وبعد هذه الرحلة المضنية التي سار فيها موسى وحده، يعود ليمشي فيها مرة أخرى، لكنه هذه المرة يحمل مسؤولية أخرى، فمعه امرأته زوجه في رحلة العودة من أرض مدين إلى مصر، وبضع غنمات، ليسيرا معًا هذه المسافات الطويلة المخيفة والموحشة، لتكون هذه التجارب كلها تدريبًا لنفسٍ وقلبٍ سوف يحمل عبئًا ضخمًا ومسؤولية عظمى؛ إنها مسؤولية بعث أمة من جديد.
    مسؤولية بني إسرائيل الذين ابتعدوا عن الطريق كثيرًا، بل ودعوة فرعون مصر لأن يدخل في الإيمان ويتخلى عما هو فيه من طغيان النفس بالباطل، وادعاء ما ليس له من الألوهية والربوبية الكاذبة، ويا لها من مهام كبيرة تحتاج لقلبٍ كبيرٍ، ونفسٍ كبيرةٍ.
    فلما آنس من جانب الطور نارًا: {فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى} (طه:10)، وكما توقع وجد على النار هدى، لكنه ليس فقط هدى الطريق الذي يوصله إلى الأرض، وإنما هدى الطريق الذي يوصله بالسماء، بالله الخالق العظيم، {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (النساء:164).
    وبدأت رحلة أخرى في حياة موسى، رحلة هدفها بعث القلوب التي ماتت بالبعد والعناد، رحلة لإنقاذ البشر مما هم فيه، إنها رحلة أصعب وأشق من الرحلة الأولى نحو مدين، وأصعب وأشق من رحلة العودة من مدين.
    ونحن في طريق حياتنا لابد لنا من رحلات نتحمل فيها بعض مشقات طريق الحياة، وهذه المشقات كثيرة، منها: ضغط الحياة المادية وحاجات النفوس، ومشقات مقاومة الشهوات المستفحلة والمتكاثرة، التي أصبحت بكل فجٍّ وطريق، ومشقات الأفكار المنحرفة والأهواء الضالة، والآراء المنحرفة.

    نحتاج لقلوبٍ ملئها الإيمان واليقين، والتوكل والمحبة، والخوف والرجاء حتى نستطيع مقاومة كل هذه الأعباء الجسام والمسؤوليات العظام، وعلى قدر تحمل القلوب تكون المهام، فالمهام الكبار للنفوس الكبار، وليس أجل وأكرم من مهام السير في طريق الله وهداية الناس إليه
    منقول


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    المملكة العربية السعودية حرسها الله
    المشاركات
    1,496

    افتراضي رد: المهام الكبار والنفوس الكبار

    بارك الله فيكم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,790

    افتراضي رد: المهام الكبار والنفوس الكبار

    آمين وفيكم بارك
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •