فما ظنكم برب العالمين









سعيد السواح


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

ما ظنك أيها الإنسان بربك؟

وما غرك أيها الإنسان بربك الكريم؟

أترى أن الله تعالى خلقنا عبثًا أو لعبًا؟

أترى أن الله خلقنا ثم تركنا سدى؟

أترى أن الله خلقنا لنأكل، ونشرب، ونلعب، ونمرح؟

قال تعالى (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم) سورة المؤمنون

فما ظنكم برب العالمين؟

أخلقكم لتأكلوا وتشربوا وتمرحوا وتتمتعوا بلذات الدنيا، وتتقلبون في نعيمها، ويترككم هكذا دون أن يأمركم، وينهاكم، ثم يثيب الطائعين، يعاقب المعاندين الجاحدين المتكبرين؟

فنقول لك أيها الحبيب (ألم تعلم بأن الله يرى)

أما علمت (أن إلى ربك الرجعى)

فيا أيها الناس، إنكم لم تخلقوا عبثًا، ولن تتركوا سدى، وإن لكم معادًا ينزل الله فيه للحكم بينكم، والفصل بينكم، حيث (فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره) فخاب وخسر وشقي عبد أخرجه الله من رحمته، وحرم عليه الجنة، إنها –والله- لجنة عرضها السموات والأرض، وإنكم أيها الناس، في كل يوم تشيعون غاديًا، ورائحاً إلى الله تعالى، قد قضى نحبه، وغيبوه في صدع من الأرض في بطن صدع غير ممهد، ولا موسد، قد فارق الأحباب، وباشر التراب، مرتهن بعمله (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير).

فلتعلم أيها الحبيب أن الله تعالى منزه عن العبث، وعن كل ما لا يليق بجلاله وكماله، فتعالى الله الملك الحق، الذي قصد بالخلق معرفته، وعبادته، فهو رب العرش الكريم، رب العرش العظيم، الذي خضعت له الرقاب، وعفرت الوجوه بالتراب لعظمته وكبريائه سبحانه.

فيا أيها الإنسان (ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك. في أي صورة ما شاء ركبك).


(واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كلش نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)

بل اسمع أيها الحبيب لقول ربك سبحانه وتعالى ( يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يومًا لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئًا. إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور).