مُزاحُهُ ومُداعَبتهُ صلَّى الله عليه وسلَّم


روى الترمذي (1990), وصححه الألباني, عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قالوا يا رسول الله إنك تُداعبنا ؟ قال:" إني لا أقول إلا حقاً ".
وروى البخاري (6129), عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُخالطنا، حتى يقول لأخ لي صغير:" يا أبا عُمَير ما فعل النُّغَير ؟ ".
وروى أبو داود (4998), وصححه الألباني, عن أنس رضي الله تعالى عنه: أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحمله, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إنا حاملوك على ولد الناقة "، فقال: يا رسول الله، ما أصنع بولد الناقة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" وهل تلد الإبل إلا النوق ".
وروى أبو داود (5002), وصححه الألباني, عن أنس رضي الله تعالى عنه: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:" يا ذا الأذنين ".
وروى البخاري (4509), عن عدي قال: أخذ عدي عقالاً أبيض وعقالاً أسود حتى كان بعض الليل نظر فلم يستبينا، فلما أصبح قال: يا رسول الله ، جعلت تحت وسادتي . قال: « إن وسادك إذا لعريض أن كان الخيط الأبيض والأسود تحت وسادتك ». ورواه أبو نعيم، وأدخله في باب مداعبته مَن أخطأ ليزول عن المخطئ بذلك الخجل.
وروى الإمام أحمد (12669), بسند على شرط الشيخين, عن أنس : أن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهراً كان يهدي للنبي صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية, فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن زاهراً باديتنا ونحن حاضروه. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه وكان رجلاً دميماً, فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يوماً - وهو يبيع متاعه - فاحتضنه من خلفه وهو لا يُبصره, فقال الرجل: أرسلني مَن هذا؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل لا يألو ما ألصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه, وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: مَن يشتري العبد! فقال: يا رسول الله إذاً والله تجدني كاسداً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لكن عند الله لست بكاسد أو قال لكن عند الله أنت غالٍ ".
وروى أبو يعلى (4476)، وابن عساكر (44/90) . وقال الهيثمي (4/316): رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح خلا محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حسن, عن عائشة قالت : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بخزيرة طبختها له فقلت لسودة كلي والنبي - صلى الله عليه وسلم - بيني وبينها فقلت: لتأكلن أو لألطخنَّ وجهكِ فأبت فوضعت يدي في الخزيرة فطليتُ بها وجهها فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضع فخذه لها وقال لسودة لطخي وجهها فلطختْ وجهي فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضًا فمرَّ عمر فنادى: يا عبد الله يا عبد الله فظنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سيدخل فقال: قوما فاغسلا وجوهكما. قالت عائشة: فما زلتُ أهابُ عمر لهيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياه ".
وروى أبو داود (5000), وصححه الألباني, عن عوف بن مالك الأشجعي قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم فسلَّمتُ فردَّ, وقال " ادخل ". فقلتُ: أكلِّي يارسول الله ؟ قال: " كلك ". فدخلتُ .
وروى الإمام أحمد (26320), بسند جيد, عن عائشة قالت :" خرجتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره - وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن - فقال للناس: تقدَّموا فتقدموا, ثم قال لي تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقته, فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت, خرجتُ معه في بعض أسفاره, فقال للناس: تقدَّموا فتقدموا, ثم قال: تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقني, فجعل يضحك وهو يقول: " هذه بتلك ".
وروى الترمذي في الشمائل, وحسنه الألباني، عن الحسن قال:" أتت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة . فقال : ( يا أم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز ) . قال : فولت تبكي . فقال : ( أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز إن الله تعالى يقول : إنا أنشأناهن إنشاء . فجعلناهن أبكارا . عربا أترابا ).
وروى ابن حبان (5596), وحسَّنه محققه, عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يدلع لسانه للحسين فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش إليه فقال له عيينة بن حصن بن بدر : ألا أرى تصنع هذا بهذا والله ليكون لي الابن قد خرج وجهه وما قبلته قط فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" من لا يرحم لا يرحم ".
وروى أحمد (21978), وحسَّنه محققه, عن سفينة رضي الله تعالى عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه أصحابه فثقل عليهم متاعهم فقال لي ابسط كساءك فبسطته فجعلوا فيه متاعهم ثم حملوه على فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم احمل فإنما أنت سفينة فلو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة ما ثقل على إلا أن يجفوا ".
في بيان غريب ما سبق:
المزاح: بضم الميم وبالزاي: قال في الصحاح: المزاح الدعابة، وقد مزح يمزح والاسم المزاح بالضم والمزاحة أيضا، أما المزاح بالكسر فهو مصدر مازحه.
المداعبة: بميم مضمومة، فدال مهملة، فألف فعين مهملة، فموحدة الممازحة.
النغير: بنون مضمومة، فغين معجمة مفتوحة، فتحتية ساكنة، فراء: طائر يشبه العصفور أحمر المنقار، ويجمع على نغران.
الكاسد: بكاف، فألف، فسين مهملة مكسورة فدال، أي غير نافق.
الخزيرة: بخاء معجمة ثم زاي، وروي بحاء وراء مهملتين، الأولى من النخالة، والثانية من اللبن.
يدلع: بتحتية مفتوحة، فدال مهملة ساكنة، فلام، فعين مهملة: يخرج.
يهش: بتحتية مفتوحة، فهاء مكسورة فشين معجمة: يفرح، ويستبشر، ويرتاح ويخف للشئ.
الزاملة: بزاي، فألف، فميم مكسورة، فلام مفتوحة، فتاء تأنيث: البعير الذين يحمل عليه الطعام والمتاع، وأكثر ما يستعمل في حمل البغل والحمار.
وقر بعير: بواو مكسورة، فقاف ساكنة، فراء: حمل جمل.

منقول