تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 29

الموضوع: هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

  1. #1

    افتراضي هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

    لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تكاد تجمع التيارات السلفية على القول ببدعية تخصيص ليلة النصف من شعبان بصلاة أو عبادة،
    فياأيها الاحباب ،ما رأيكم في هذه النقول:
    _ يقول شيخ الإسلام بن تيمية _نور الله ضريحه_:( ومن هذا الباب ليلة النصف من شعبان فقد روى في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها ليلة مفضلة وأن من السلف من كان يخصها بالصلاة فيها وصوم شهر شعبان قد جاءت فيه أحاديث صحيحة ...
    لكن الذي عليه كثير من أهل العلم أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها وعليه يدل نص أحمد لتعدد الأحاديث الواردة فيها وما يصدق ذلك من الآثار السلفية وقد روى بعض فضائلها في المسانيد والسنن وإن كان قد وضع فيها أشياء أخر )اقتضاء الصراط المستقيم.
    ويقول الإمام المناوي _قدس الله روحه_ في فيضه:( قال المجد ابن تيمية : ليلة نصف شعبان روي في فضلها من الأخبار والآثار ما يقتضي أنها مفضلة ومن السلف من خصها بالصلاة فيها وصوم شعبان جاءت فيه أخبار صحيحة )فيض القدير.
    ويقول شيخ مشايخنا المباركفوري _رحمه الله_في التحفة:( اعلم أنه قد ورد في فضيلة ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث مجموعها يدل على أن لها أصلا فمنها ... فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء والله تعالى أعلم )تحفة الأحوذي.
    والنقل عن الإمام أحمد الذي أشار إليه شيخ الإسلام هو ماروه ابنه عبد الله في السنة: ( عن عبَّاد بن العوام قال : قدم علينا شريك فسألناه عن الحديث : إنَّ الله ينزل ليلة النصف من شعبان ، قلنا : إنَّ قوماً ينكرون هذه الأحاديث
    قال : فما يقولون ؟ قلنا : يطعنون فيها
    قال : إنَّ الذين جاءوا بهذه الأحاديث هم الذين جاءوا بالقرآن ، وبأنَّ الصلوات خمس، وبحج البيت ، وبصوم رمضان ، فما نعرف الله إلا بهذه الأحاديث).السنة لعبد الله بن أحمد.
    فهل يمكن ان نقول بعد هذا أن الإحياء بدعة؟ حتى لو رجحنا قول المضعفين لكل تلك الاحاديث،واخترنا عدم الإحياء،فالفاعل له سلف من الائمة المتبوعين.
    علما أن الشيخ الالباني صحح حديث فضل ليلة النصف كما في الصحيحة 1144،وتحقيق السنة لابن أبي عاصم.
    أما أقوال الفقهاء في استحباب تخصيص هذه الليلة بالعبادة فكثيرة،ومن أرادها جئناه بها.
    والله الموفق.
    قال يونس الصدفي : ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة ؟!

  2. #2

    افتراضي رد: هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

    طيب وما الإشكال وفقك الله فكون ليلة النصف من شعبان ورد في فضلها أحاديث وآثار هل يعني ذلك تخصيصها بعبادة أو إحياء ليلتها جماعة كما يفعل البعض ؟
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله :" إذَا صَلَّى الإِنْسَانُ لَيْلَةَ النِّصْفِ وَحْدَهُ ، أَوْ فِي جَمَاعَةٍ خَاصَّةٍ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ طَوَائِفُ مِنْ السَّلَفِ ، فَهُوَ أَحْسَنُ .
    وَأَمَّا الاجْتِمَاعُ فِي الْمَسَاجِدِ عَلَى صَلاةٍ مُقَدَّرَةٍ . كَالاجْتِمَاعِ عَلَى مِائَةِ رَكْعَةٍ ، بِقِرَاءَةِ أَلِفِ : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } دَائِمًا . فَهَذَا بِدْعَةٌ ، لَمْ يَسْتَحِبَّهَا أَحَدٌ مِنْ الأَئِمَّةِ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ" .
    والله أعلم
    وأما ما ورد عن بعض التابعين أو غيرهم فإن كلامهم يُستدل له لا به أليس كذلك يا أبا عائشة ؟
    قال القاضي بدرالدين بن جماعة :
    " وليحذر من التقيد بالمشهورين وترك الأخذ عن الخاملين فقد عدّ الغزالي وغيره ذلك من الكبر على العلم وجعله عين الحماقة ؛ لأن الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها حيث وجدها "

  3. #3

    افتراضي رد: هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

    طيب وما الإشكال وفقك الله فكون ليلة النصف من شعبان ورد في فضلها أحاديث وآثار هل يعني ذلك تخصيصها بعبادة أو إحياء ليلتها جماعة كما يفعل البعض ؟
    تنبه لما تذكره هنا يا أبا عبد الرحمن،أنت هنا تعترف بأمر وتنكر أمرين:
    _تعترف بورود الاحاديث والآثار في فضل الليلة،وهذا أمر حاول إنكاره بعض المحدثين،وليس هذا موضوعنا.
    _تنكر أمرين:
    _تخصيصها بعبادة
    _إحياء ليلتها جماعة
    ثم تأمل _وفقك الله_ النقل الذي نقلته :
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله :" إذَا صَلَّى الإِنْسَانُ لَيْلَةَ النِّصْفِ وَحْدَهُ ، أَوْ فِي جَمَاعَةٍ خَاصَّةٍ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ طَوَائِفُ مِنْ السَّلَفِ ، فَهُوَ أَحْسَنُ .
    وَأَمَّا الاجْتِمَاعُ فِي الْمَسَاجِدِ عَلَى صَلاةٍ مُقَدَّرَةٍ . كَالاجْتِمَاعِ عَلَى مِائَةِ رَكْعَةٍ ، بِقِرَاءَةِ أَلِفِ : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } دَائِمًا . فَهَذَا بِدْعَةٌ ، لَمْ يَسْتَحِبَّهَا أَحَدٌ مِنْ الأَئِمَّةِ . وَاَللَّهُ أَعْلَمُ" .
    فشيخ الإسلام يخالف ما قررته من إنكار تخصيص الليلة بعبادة،وهذا ما يوافقك فيه معظم السلفيين اليوم،فكيف تنقل مؤيدا كلامك بما ينقضه؟
    وهذا النقل إنما يوافقك في إنكار الإحياء جماعة،بالصلاة المخصوصة والقراءة المخصوصة،فهذا عمل منكر لا شك،وقد أنكره كبا ر الأئمة.
    إذن ما رايك اخي الحبيب فيمن يخصصهذه الليلة بكثرة الصلاة والذكر اعتقادا بفضلها،وائتساء بالسلف الصالح فيها؟
    وأما ما ورد عن بعض التابعين أو غيرهم فإن كلامهم يُستدل له لا به أليس كذلك يا أبا عائشة ؟
    نحن لسنا في الاستدلال لم وبم،نحن فيما لو أن شخصا اقتدى بأولائك التابعين وائتسى باولائك السلف،هل تعدونه مبتدعا؟
    قال يونس الصدفي : ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة ؟!

  4. #4

    افتراضي رد: هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

    _تعترف بورود الاحاديث والآثار في فضل الليلة،وهذا أمر حاول إنكاره بعض المحدثين،وليس هذا موضوعنا.
    إنما نفوا صحة الحديث بناء على العلم !
    إذن ما رايك اخي الحبيب فيمن يخصصهذه الليلة بكثرة الصلاة والذكر اعتقادا بفضلها،وائتساء بالسلف الصالح فيها؟
    أخطأ ؛ فليست من فعل النبي ولا الصحابة ، وإنما هي من فعل بعض التابعين وخالفهم غيرهم منهم وأنكروا ذلك ، فغلط أن يقال أن هذا الفعل ( ائتساء بالسلف الصالح ) !
    لو أن شخصا اقتدى بأولائك التابعين وائتسى باولائك السلف،هل تعدونه مبتدعا؟
    " مبتدعا " مباشرة ! دون أن يُحدد إن كان عالما أم عاميا ونحوه ؟ قل : تعدونه " ارتكب بدعة " مثلا .. على أية حال ، راجع :
    http://majles.alukah.net/showthread.php?t=6538

  5. #5

    افتراضي رد: هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

    أخي عبد الملك السبيعي ـ بارك الله فيك ـ من هم السلف الصالح عندك؟؟؟
    و ما المعيار عندكم في القول بأن فلانا من الناس ائتسى بالسلف الصالح و آخر لم يأتسي ؟ مع أنه اتبع التابعين من أهل القرون المفضلة!!!!
    " إيثار الحق على الخلق في رد الخلافات إلى المذهب الحق"

  6. #6

    افتراضي رد: هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

    إنما نفوا صحة الحديث بناء على العلم !
    وغيرهم صححه بالمتابعات والشواهد،وهي من العلم.
    أخطأ ؛ فليست من فعل النبي ولا الصحابة ، وإنما هي من فعل بعض التابعين وخالفهم غيرهم منهم وأنكروا ذلك ، فغلط أن يقال أن هذا الفعل ( ائتساء بالسلف الصالح ) !
    لكن الفاعلين وإن أنكر غيرهم هم من سادة التابعين وأئمة الدين،فكيف لا يقال ائتساء بالسلف الصالح والمقصود بعضهم؟
    ثم هل أفهم من كلامك أن اولائك الفاعلين كانوا على بدعة؟
    فما السلف الصالح إذن؟
    وهل وجدت البدع العملية عند السلف؟(أقصد هل تقع البدعة العملية من إمام من أهل القرون المفضلة؟)
    وهل اختلاف الائمة العظام في مسألة يجيز لنا وصف أحد القولين أو المقتدي بهم بالبدعة؟

    " مبتدعا " مباشرة ! دون أن يُحدد إن كان عالما أم عاميا ونحوه ؟ قل : تعدونه " ارتكب بدعة "مثلا
    طيب والعلماء الذين يستحبون ذلك هل تعدهم مبتدعة؟
    ..
    على أية حال ، راجع :
    [url]http://majles.alukah.net/showthread.php]
    للأسف،لقد أحلتني على غير مليء،وما وجدت شيئا يشفي العليل أو يروي الغليل،وإنما هي آراء لبعض الأفاضل خلو عن الأدلة والمناقشة.
    وفقك الله
    قال يونس الصدفي : ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة ؟!

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    4

    افتراضي رد: هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

    في الأم للإمام الشافعي 2/264:

    ( العبادة ليلة العيدين :
    أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا إبراهيم بن محمد قال أخبرنا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن أبي الدرداء قال : " من قام ليلة العيد محتسبا لم يمت قلبه حين تموت القلوب " .
    قال الشافعي : وبلغنا أنه كان يقال : إن الدعاء يستجاب في خمس ليال في ليلة الجمعة , وليلة الأضحى , وليلة الفطر , وأول ليلة من رجب , وليلة النصف من شعبان
    أخبرنا الربيع قال أخبرنا الشافعي قال أخبرنا إبراهيم بن محمد قال رأيت مشيخة من خيار أهل المدينة يظهرون على مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العيد فيدعون ويذكرون الله حتى تمضي ساعة من الليل , وبلغنا أن ابن عمر كان يحيي ليلة جمع , وليلة جمع هي ليلة العيد لأن صبيحتها النحر
    قال الشافعي : وأنا أستحب كل ما حكيت في هذه الليالي من غير أن يكون فرضا )
    وقال بن رجب الحنبلي في لطائف المعارف ص 263:
    ( وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول و لقمان بن عامر و غيرهم يعظمونها و يجتهدون فيها في العبادة و عنهم أخذ الناس فضلها و تعظيمها و قد قيل أنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك فمنهم من قبله منهم وافقهم على تعظيمها منهم طائفة من عباد أهل البصرة و غيرهم ...

    واختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين :
    أحدهما : أنه يستحب إحياؤها جماعة في المساجد كان خالد بن معدان و لقمان بن عامر و غيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم و يتبخرون و يكتحلون و يقومون في المسجد ليلتهم تلك و وافقهم إسحاق بن راهوية على ذلك و قال في قيامها في المساجد جماعة : ليس ببدعة نقله عنه حرب الكرماني في مسائله

    و الثاني : أنه يكره الإجتماع فيها في المساجد للصلاة و القصص و الدعاء و لا يكره أن يصلي الرجل فيها لخاصة نفسه و هذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام و فقيههم و عالمهم و هذا هو الأقرب إن شاء الله تعالى ...
    و لا يعرف للإمام أحمد كلام في ليلة نصف شعبان و يتخرج في استحباب قيامها عنه روايتان من الروايتين عنه في قيام ليلتي العيد فإنه في رواية لم يستحب قيامها جماعة لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه و استحبها في رواية لفعل عبد الرحمن بن يزيد بن الأسود و هو من التابعين .إ.هـ
    و بارك الله فيكم أستاذ أبا عائشة...

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,018

    افتراضي رد: هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

    سمعت أنه سئل الشيخ ابن عثيمين بعد نهاية رمضان ، هل نستمر في القيام جماعة ؟

    قال لا يجوز إلا أن يقوم الشخص وحده ، أو إن قدر إجماع ناس من غير اتفاق في وقت القيام جاز لهم القيام جماعة ، و مثل له بجماعة خرجوا للتنزه في الليل ثم رغبوا في قيام الليل فيصلون جماعة مع أنهم قصدوا الصلاة ما قصدوا الجماعة

    هذا تفريق أهل العلم

    ( لعل هذا هو الفرق الذي ذكره ابن تيمية بين الجماعة العامة المقصودة في المساجد و الجماعة الخاصة التي قصد بها إحياء الليلة و لم يقصد الإجتماع على ذلك )

  9. #9

    افتراضي رد: هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

    من صحح الحديث كان ذلك بعلم ، ومن ضعفه كان بعلم ؛ وإنما الإنكار على لمزك لمن ضعفه !
    صحة الحديث المقصود لا تدل على مشروعية تخصيص تلك الليلة بشيء .
    النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال الحديث ، وأصحابه الذين نقلوه ، لم يثبت عنهم تخصيص هذه الليلة بشيء .
    لا أراك إلا باحثا عن وصف لأهل الفضل ممن يرى عدم المشروعية بـ " البدعة " ، ولا أرى لمناقشة ذلك فائدة ؛ إذ ما يعنيني هو ثبوت مشوعية العمل من عدمها .
    أخيرا : اتق الله واكتف بالنقاش دون إثارة ؛ فلست تخاطب زنديقا أو رافضيأ !

  10. #10

    افتراضي رد: هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالملك السبيعي مشاهدة المشاركة
    من صحح الحديث كان ذلك بعلم ، ومن ضعفه كان بعلم ؛ وإنما الإنكار على لمزك لمن ضعفه !
    صحة الحديث المقصود لا تدل على مشروعية تخصيص تلك الليلة بشيء .
    النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال الحديث ، وأصحابه الذين نقلوه ، لم يثبت عنهم تخصيص هذه الليلة بشيء .
    لا أراك إلا باحثا عن وصف لأهل الفضل ممن يرى عدم المشروعية بـ " البدعة " ، ولا أرى لمناقشة ذلك فائدة ؛ إذ ما يعنيني هو ثبوت مشوعية العمل من عدمها .
    أخيرا : اتق الله واكتف بالنقاش دون إثارة ؛ فلست تخاطب زنديقا أو رافضيأ !
    لافض الله فاك فأنا والله توقفت عن النقاش لأني أدركت فيما بعد الهدف من الموضوع أصلح الله الأحوال ...
    قال القاضي بدرالدين بن جماعة :
    " وليحذر من التقيد بالمشهورين وترك الأخذ عن الخاملين فقد عدّ الغزالي وغيره ذلك من الكبر على العلم وجعله عين الحماقة ؛ لأن الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها حيث وجدها "

  11. #11

    افتراضي رد: هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالملك السبيعي مشاهدة المشاركة
    لا أراك إلا باحثا عن وصف لأهل الفضل ممن يرى عدم المشروعية بـ " البدعة " ، ولا أرى لمناقشة ذلك فائدة ؛ إذ ما يعنيني هو ثبوت مشوعية العمل من عدمها .
    أردت : ممن يرى المشروعية .

  12. #12

    افتراضي رد: هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

    الأخوان الحبيبان أبا عبد الرحمن وعبد الملك
    غفر الله لكما وسامحكما الله،والله استحييت أن أقول لكما الموعد الله،فقد تسورتما على النيات بغير بينة،وفتشتما في المقاصد دوم حجة،ولهذا أشهد الله تعالى وملا ئكته وحملة عرشه والناس أجمعين والناس أني ما رمت إلا العلم،وما قصدت إلا الحق،وما بحثت عن إثارة،ولا هدفت إلى طرح شبهة،وإنما هو دين ندين الله به،وحق نقصده ونبغيه.
    وبعد هذه الشهادة ،استغفرا الله وتوبا إليه،أما من جهتي سامحكما الله.
    أوكلما جئناكم بما لا تألفونه اتهمتم النيات والمقاصد؟هاتوا ما عندكم من علم،ووالله لنطأطئن الرءوس ولنأخذن به وأنوفنا في التراب،ولنعلن ذلك بين الناس.
    عبد الملك رزقنا الله وإياك التقوى
    أبو عبد الرحمن إتق الله واصلح الله حالك وحالنا
    الموضوع مفتوح لممن أرا د العلم والعلم فقط
    وفقكم الله
    قال يونس الصدفي : ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة ؟!

  13. #13

    افتراضي رد: هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    جزاك الله خيرا أخي المغربي على إثارتك لهذا الموضوع لا سيما ونحن بصدد هذه الليلة المباركة التي نسأل الله عز وجل ألا يحرمنا خيرها.
    ولكن لي على كلامك بعض الملاحظات أرجو أن تقبلها مني بصدر رحب.
    قولك : ( تكاد تجمع التيارات السلفية على القول ببدعية تخصيص ليلة النصف من شعبان بصلاة أو عبادة )
    أقول : أخي المغربي هذه المسألة التي أثرتها هي مسألة فقهية بحتة ولا علاقة لها بالسلفية لا من قريب ولا من بعيد لأن السلفية ليست مذهبا فقهيا وإنما هي منهج دعوي متكامل.
    فإذا تكلمت في مسألة فقهية مثلا لا تقول : المذهب السلفي في هذه المسألة هو كذا ، ولكن تقول : المذهب المالكي في هذه المسألة كذا أو المذهب الشافعي هو كذا وهكذا.
    فلو عدَّلت من كلامك وقلت مثلا : كثير من العلماء في هذا العصر قالوا بكذا أو كثير من طلبة العلم ذهبوا إلى كذا لكان أولى وأفضل.
    _ قولك : ( يقول شيخ الإسلام بن تيمية _نور الله ضريحه_:( ومن هذا الباب ليلة النصف من شعبان فقد روى في فضلها من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها ليلة مفضلة وأن من السلف من كان يخصها بالصلاة فيها وصوم شهر شعبان قد جاءت فيه أحاديث صحيحة ...
    لكن الذي عليه كثير من أهل العلم أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها وعليه يدل نص أحمد لتعدد الأحاديث الواردة فيها وما يصدق ذلك من الآثار السلفية وقد روى بعض فضائلها في المسانيد والسنن وإن كان قد وضع فيها أشياء أخر )اقتضاء الصراط المستقيم.)

    أقول : نعم قد ورد في فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث يشد بعضها بعضا وهي صحيحة بمجموعها كما حقق ذلك الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (1144).
    ونص الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يطلع الله تبارك و تعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ).
    وقد روي هذا الحديث عن عدد من الصحابة و هم معاذ بن جبل و أبو ثعلبة الخشني و عبد الله بن عمرو و أبي موسى الأشعري و أبي هريرة و أبي بكر الصديق و عوف بن مالك و عائشة .
    فالقول بثبوت فضل هذه الليلة لا يشك فيه أحد ممن صحح هذا الحديث ، لكن ينبغي أن يُفهم هذا الفضل كما ورد في الحديث ولا نتعدى ذلك إلى غيره.
    بمعنى آخر : الحديث نص على أمرين اثنين وهما :
    1- أن الله تبارك وتعالى يطَّلع إلى جميع خلقة في هذه الليلة.
    2- أن الله تبارك وتعالى يغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن.
    فلا ينبغي أن نفهم هذا الحديث على غير ما ورد فيه ، بمعنى آخر : لا ينبغي لنا أن نثبت فضلا خاصا بهذه الليلة لم يرد ذكره في الحديث.
    وهذا الذي ذكرتُه هو الذي مشى عليه أكثر السلف ، بل هو الذي عناه شيخ الاسلام ابن تيمية في الكلام الذي تفضلت بنقله عنه حين قال مستدركا :( لكن الذي عليه كثير من أهل العلم أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها وعليه يدل نص أحمد لتعدد الأحاديث الواردة فيها...).
    وأنا هنا لا أنكر أن طائفة من السلف فهموا من هذا الحديث أكثر مما ذكرنا ، كما ذكر ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية أيضا في الكلام الذي نقلته عنه حين قال : ( وأن من السلف من كان يخصها بالصلاة فيها ).
    وهذا منقول عن طائفة من التابعين من اهل الشام كخالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم.
    لكن أنكر ذلك أكثر علماء الحجاز ، كما نقل ذلك الحافظ ابن رجب في كتابه " لطائف المعارف "، وقد قام الأخ صالح المقبلي وفقه الله بنقل كلام الحافظ ابن رجب كاملا في رده فلا أرى إعادة ذكره هنا تفاديا للتكرار.
    لكن سأقوم هنا بنقل كلام بعض العلماء المتأخرين في حكم تخصيص هذه الليلة بصيام أو صلاة أو نحو ذلك.
    قال الامام أبو بكر الطرطوشي في كتابه " الحوادث والبدع " : ( وروى ابن وضاح عن زيد بن أسلم قال : ما أدركنا أحدا من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى النصف من شعبان ، ولا يلتفتون إلى حديث مكحول ، ولا يرون لها فضلا على ما سواها.
    وقيل لابن أبي مليكة : إن زيادا يقول : إن أجر ليلة النصف من شعبان كأجر ليلة القدر ، فقال : لو سمعته وبيدي عصا لضربته ). انتهى
    وإن كانت لي ملاحظة على النقل الأول عن زيد بن أسلم ؛ لأنه يُفهم من كلامه أنه لم يرد في فضل ليلة النصف من شعبان حديث صحيح ، وهو الذي قصده بقوله :( ولا يلتفتون إلى حديث مكحول ).
    ومكحول إنما رواه عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل.
    وهذا الإسناد بمفرده ضعيف منقطع ؛ لأن مكحولا لم يلق مالك بن يخامر ، كما ذكر ذلك الحافظ الذهبي ، ولذلك قال الشيخ الألباني :( و لولا ذلك لكان الإسناد حسنا ، فإن رجاله موثوقون ).
    ولكن سبق وأن ذكرنا بأن هذا الحديث قد روي عن عدد من الصحابة ، ولذلك فهذا الإسناد يتقوى بغيره.
    والغرض من هذا النقل عن زيد بن اسلم هو بيان أن هناك من السلف من أنكر فضل هذه الليلة بالكلية فضلا عن أن يثبت لها خصوصية لبعض العبادات.
    وأما إنكار ابن أبي مليكة وهو من علماء الحجاز على زياد فلأجل أنه ساواها بليلة القدر ، وهذا يقل به فيما علمت غير زياد.
    والفرق بين الليلتين واضح : فإن ليلة القدر قد ثبت فيها فضل من قامها إيمانا واحتسابا ، كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ).
    ومثل هذا لم يرد في ليلة النصف من شعبان ، فتأمل.
    ولأجل هذا أنكر ابن أبي مليكة على زياد قوله بالتسوية ، وهذا لا يعني بأنه ينكر فضل ليلة النصف من شعبان ، بل يثبت لها الفضل الوارد في الحديث دون تخصيصها بعبادة.
    وقال العلامة الشوكاني في " الفوائد المجموعة " : ( حديث : " من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان يقرا في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات إلا قضى الله له كل حاجة.." هو موضوع وفي ألفاظه المصرحة بما يناله فاعلها من الثواب ما لا يمتري إنسان له تمييز في وضعه ورجاله مجهولون ، وقد روي من طريق ثانية وثالثة كلها موضوعة ورواتها مجاهيل ، وقال في المختصر : حديث صلاة نصف شعبان باطل ، ولابن حبان من حديث علي : " إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها " ، ضعيف ، وقال في اللآلئ : مائة ركعة في نصف شعبان بالإخلاص عشر مرات مع طول فضله للديلمي وغيره موضوع وجمهور رواته في الطرق الثلاث مجاهيل ضعفاء ، قال : واثنتا عشر ركعة بالإخلاص ثلاثين مرة موضوع وأربع عشرة ركعة موضوع.
    وقد اغتر بهذا الحديث جماعة من الفقهاء كصاحب الإحياء وغيره ، وكذا من المفسرين ، وقد رويت صلاة في هذه الليلة أعني ليلة النصف من شعبان على أنحاء مختلفة ، كلها باطلة موضوعة ، ولا ينافي هذا رواية الترمذي من حديث عائشة لذهابه صلى الله عليه وسلم إلى البقيع ، ونزول الرب ليلة النصف إلى سماء الدنيا وأنه يغفر لأكثر من عدة شعر غنم كلب ، فإن الكلام إنما هو في هذه الصلاة الموضوعة في هذه الليلة على أن حديث عائشة هذا فيه ضعف وانقطاع كما أن حديث علي الذي تقدم ذكره في قيام ليلها لا ينافي كون هذه الصلاة موضوعة على ما فيه من الضعف حسبما ذكرناه.) انتهى
    أقول : فهذه الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي ذكرها الإمام الشوكاني ربما هي مستند من ذهب من السلف إلى تخصيص هذه الليلة بالصلاة.
    وأنت إذا تأملت كلام الإمام الشوكاني جيدا وجدته يفرق بين القول بإثبات الفضل لليلة النصف من شعبان وبين القول بوجود خصوصية وفضل لعبادة من العبادات في هذه الليلة دون غيرها من الليالي.
    وهذا تجده في قوله السابق : ( ولا ينافي هذا رواية الترمذي من حديث عائشة لذهابه صلى الله عليه وسلم إلى البقيع ، ونزول الرب ليلة النصف إلى سماء الدنيا وأنه يغفر لأكثر من عدة شعر غنم كلب ، فإن الكلام إنما هو في هذه الصلاة الموضوعة في هذه الليلة ).
    على أن حديث عائشة المذكور رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وهو في " ضعيف الجامع " برقم (754).
    وقد ضعفه الشوكاني نفسه بعد ذلك مباشرة حين قال : ( على أن حديث عائشة هذا فيه ضعف وانقطاع ).
    وكذلك حديث علي عند ابن حبان الذي ذكره فقد رواه ابن ماجه وغيره وهو في "ضعيف الجامع" برقم (294) وفي "السلسلة الضعيفة" برقم (2132).
    وقال الحافظ العراقي : ( حديث صلاة ليلة النصف موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذب عليه ).انتهى
    وقال الامام النووي : ( الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب ، وهي اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة من رجب ، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة هاتان الصلاتان بدعتان منكرتان ، ولا يُغتر بذكرهما في كتاب "قوت القلوب" و"إحياء علوم الدين" ، ولا بالحديث المذكور فيهما ، فإن كل ذلك باطل ، ولا يُغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما فإنه غالط في ذلك ).انتهى
    قولك : (والنقل عن الإمام أحمد الذي أشار إليه شيخ الإسلام هو ماروه ابنه عبد الله في السنة: ( عن عبَّاد بن العوام قال : قدم علينا شريك فسألناه عن الحديث : إنَّ الله ينزل ليلة النصف من شعبان ، قلنا : إنَّ قوماً ينكرون هذه الأحاديث
    قال : فما يقولون ؟ قلنا : يطعنون فيها
    قال : إنَّ الذين جاءوا بهذه الأحاديث هم الذين جاءوا بالقرآن ، وبأنَّ الصلوات خمس، وبحج البيت ، وبصوم رمضان ، فما نعرف الله إلا بهذه الأحاديث).السنة لعبد الله بن أحمد.)

    أقول : هذا الحديث الذي سئل عنه شريك سبقت الإشارة إليه ، وهو حديث رواه الترمذي وابن ماجه عن عائشة قالت : ( فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء، فقال : يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله ؟ قالت : قد قلت وما بي ذلك ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك ، فقال : إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب ).
    وهذا الحديث ضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (739) وضعيف ابن ماجه (1389) وضعيف الجامع (754).
    قولك : (فهل يمكن ان نقول بعد هذا أن الإحياء بدعة؟ حتى لو رجحنا قول المضعفين لكل تلك الاحاديث،واخترن ا عدم الإحياء،فالفاعل له سلف من الائمة المتبوعين.
    علما أن الشيخ الالباني صحح حديث فضل ليلة النصف كما في الصحيحة 1144،وتحقيق السنة لابن أبي عاصم.
    أما أقوال الفقهاء في استحباب تخصيص هذه الليلة بالعبادة فكثيرة،ومن أرادها جئناه بها.
    والله الموفق.)[/QUOTE]

    أقول : قد ثبت بالبيان المتقدم أنه لم يرد في فضل إحياء ليلة النصف من شعبان حديث صالح للإحتجاج به ، وكل ما ورد في ذلك إما ضعيف أو موضوع.
    وعليه فإننا نقول : خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
    فالتذرع بعمل بعض التابعين المخالف للسنة الصحيحة لأجل القيام بعبادة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم سبيل إلى الإبتداع في الدين.
    ولذلك سأضع بين يديك وبين يدي القارئ الكريم هذه القاعدة الذهبية التي سطرها شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه النفيس "اقتضاء الصراط المستقيم" حيث قال : ( إن العمل بأي جزئية من الدليل العام لم يكن عليه عمل السلف الصالح سبيل إلى الإبتداع في الدين ).
    وقال أيضا : ( ليس كل عموم يُعمَل به إذا كان السلف الصالح أعرض عنه ).
    وهنا أريد التنبيه على أمرين اثنين وهما :
    1- قد يقول قائل : وهؤلاء التابعون الذين أحيوا ليلة النصف من شعبان أليسوا من السلف الصالح ؟
    فأقول : بلى ، ولكن سبقهم من هم أفضل منهم بكثير ، وهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ، ولم يثبت عن واحد منهم ما فعله من جاء بعدهم ، والخير كل الخير في اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
    ثم إني أقول : بل لو ثبت أن واحدا من الصحابة خالف النبي صلى الله عليه وسلم في سنة لم يُلتَفت إلى قوله ووجب العمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وتقديمها على قول الصحابي.
    ويشهد لهذا ما قاله ابن عباس لما اعترض عليه معترض في قضية التمتع ، فقال : ( يوشك أن تسقط عليكم حجارة من السماء ، أقول لكم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون : قال أبو بكر وعمر ).
    2- ينبغي أن نفرق بين المبتدع وبين من وقع في بدعة ، فإن الخلط في هذا الباب يوقع الإنسان في متاهات عظيمة لا يخرج منها إلا إذا فقه هذه القاعدة وهي : ليس كل من وقع في البدعة فهو مبتدع ، كما أنه ليس كل من وقع في الكفر فهو كافر ، ولهذه القاعدة شرح طويل لا يتسع المقام لذلك.
    وبناء على ما تقدم : فلا يمكن أن يُصنَّف هؤلاء التابعين الذين أحيوا ليلة النصف من شعبان في خانة المبتدعة لاحتمال أن يكون قد استندوا في ذلك إلى بعض تلك الأحاديث التي سبق ذكرها ولم يتبين لهم ساعتها ضعفها أو وضعها.
    ونفس الكلام يقال عمن قلدهم ممن جاء بعدهم بشرط ألا يكون قد وصله بالحجة والبرهان ما يدل على ضعف ما استند إليه وإلا كان حينئذ معاندا ومخالفا.
    وعلى كل حال فإن هذه المسألة تحتاج إلى أكثر من هذا البيان ولكن حسبي أن أكون قد أضأت إضاءات لمن يأتي بعدي ممن يريد التعمق أكثر.والله تعالى أعلى واعلم
    وأشكر الأخ المغربي مرة أخرى على إثارته لهذا الموضوع وأشكر له كذلك طول صبره لقراءة هذه الأسطر.
    والشكر أيضا موصول لجميع الإخوة والأخوات ممن اطلعوا على هذه المشاركة.
    وإلى لقاء آخر ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  14. #14

    افتراضي رد: هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

    أبا عائشة وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه

    كنت قد كتبت أول تعليق لي على كلامك ولمّا أقرأ كلامك كله بعد بل اكتفيت بنظرة سريعة وهذا خطأ مني ثم لما رجعت إلى كلامك وجدتُك أقحمت السلفية وتياراتها فما علاقة ذلك أصلحك الله ؟

    أليست مسألة فقهية ؟

    ومن ضعف الأحاديث فسيرى أن تخصيص ذلك اليوم بعبادة بدعة فما وجه الإنكار عليه ؟

    هل فعل بعض الأئمة من التابعين لأمر لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم - في نظره - يجعل البدعة سنة ؟

    ثم لي أيضا أن أقلب عليك القضية وأقول : من السلف والعلماء من يرى أن هذا العمل بدعة فلماذا الإنكار على من اقتدى بهم ؟

    ويلزم من قولك هذا لوازم فلو قال لك قائل : أنا أقتدي بطائفة من السلف ممن أجاز النبيذ من غير العنب فلاتنكر علي فما رأيك بقوله ؟

    وفي الأخير رأيت إسمك في ملتقى أهل الحديث فأود أن تضع الموضوع هناك وننظر إلى المشاركات هناك ونستفيد ؟

    رزقنا الله وإياك العلم النافع والعمل الصالح .........
    قال القاضي بدرالدين بن جماعة :
    " وليحذر من التقيد بالمشهورين وترك الأخذ عن الخاملين فقد عدّ الغزالي وغيره ذلك من الكبر على العلم وجعله عين الحماقة ؛ لأن الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها حيث وجدها "

  15. #15

    افتراضي رد: هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

    وفيك بارك أخي الحبيب صالح المقبلي
    اختيار جد موفق للإسم المستعار
    قال يونس الصدفي : ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة ؟!

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

    بارك الله فيكم ..

    اخي الفاضل عبد الرحيم بن علي الجزائري-بارك الله فيك- ..

    قد ثبت أن ليلة النصف من شعبان لها فضيلة على غيرها من لياليه ،..

    وإني سائلك هل الصلاة في هذه الليلة كالصلاة في غيرها من ليالي شعبان ..؟

    وفي انتظار جوابك ..،

    أقول : إن مضاعفة ثواب الطاعات و العبادات متعلق بفضيلة المكان والزمان ،وهذا ليس بخاف..،

    ولعل هذا كاف..،



    وهذه إضافات ...،

    وهل اغتنام فضيلة تلك الليلة بالصلاة بدعة ..؟

    وهل الافضل ان يطلع عليك الله وانت قائم تصلي او قد ملأ النوم جفونك....؟

    واما تخصيص السلف لهذه الليلة بالعبادة ..، فهذا لعلمهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يثبت فضيلة لزمان إلا حضا منه عليه الصلاة والسلام على اغتنام ذلك الزمان بالعبادة والطاعة وهذا متواتر مشهور ، فحملوا رحمهم الله هذا الحديث على هذا المحمل ،...

    ولو كان اطلاع الله على عباده في هذه الليلة لكفى بها فضيلة تذهب الوسن عن العيون ،ولكن مغفرته لجميع لعباده مزيد تفضل من الله عز وجل ،وفي هذا الشطر الثاني نهي عن الشرك والتشاحن بدلالة التضمن...،لأن انتفاءهما شرط في وجوب المغفرة في تلك الليلة...،

    واما ذكر الأخ الاستاذ الفاضل أبو عائشة المغربي لـ"التيارات السلفية "في مقابل البدعة -وفي نفس السياق ..، له محمل -مع ذكره للسلف الصالح الذين كانوا يحيون هذه الليلة -،فتأمل .

    وقولك اخي الفاضل :(وهذا الذي ذكرتُه هو الذي مشى عليه أكثر السلف ، بل هو الذي عناه شيخ الاسلام ابن تيمية في الكلام الذي تفضلت بنقله عنه حين قال مستدركا :( لكن الذي عليه كثير من أهل العلم أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها وعليه يدل نص أحمد لتعدد الأحاديث الواردة فيها...).).

    ولعل شيخ الإسلام رحمات ربي عليه قبل كلامه هذا ،ذكر من نفى فضيلة هذه الليلة -وانالم اراجع كلامه بعد- ، وهذا ما حذفه الاخ ابو عائشة ،فهو إذا إثبات لكلامه الأول ، وليس فيه إشارة إلى ما ذهبت إليه..،

    وقولك : (لكن سأقوم هنا بنقل كلام بعض العلماء المتأخرين في حكم تخصيص هذه الليلة بصيام أو صلاة أو نحو ذلك.)

    من تقصد بالعلماء المتأخرين ،أبوبكر الطرطوشي أو ابن وضاح أو غيرهما...؟

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    518

    افتراضي رد: هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

    استدراك :

    أقصد بالعبادة العبادة الشرعية التي توافق السنة المحمدية السَنية ،..حتى لا يظن ظان ان الامر ينطبق على ما يفعله المتصوفة وغيرهم في هذه الليلة من بدع ومحدثات .

  18. #18

    افتراضي رد: هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

    أخي عبد الرحيم
    بارك الله فيك ،وشكر الله لك حسن الأدب،وروح العلم،وحسن الظن.
    أقول : أخي المغربي هذه المسألة التي أثرتها هي مسألة فقهية بحتة ولا علاقة لها بالسلفية لا من قريب ولا من بعيد لأن السلفية ليست مذهبا فقهيا وإنما هي منهج دعوي متكامل.
    فإذا تكلمت في مسألة فقهية مثلا لا تقول : المذهب السلفي في هذه المسألة هو كذا ، ولكن تقول : المذهب المالكي في هذه المسألة كذا أو المذهب الشافعي هو كذا وهكذا.
    أنا أعلم أن المسألة فقهية،لكن لا يخفى عليك أن المناهج الدعوية المعاصرة لها اختيارات فقهية،فتجد القول الفقهي يتبناه رؤوس التيار وعلماؤه وأتباعه،لا يكاد يخرج واحد منهم عنه،حتى إن الدكتور صلاح الصاوي لما جمع قي كتابه ما يراه من الثوابت ألحق بمواضع الإجماع الاختيارات الفقهية التي تتفق عليها الحركات موضع الدراسة.
    أزيدك بيانا:
    القول بتحريم الإسبال مطلقا ولو لغير مخيلة هو اختيار معظم السلفيين حتى صار علما عليهم.
    القول بجواز كشف وجه المرأة وكفيها هو اختيار غالب التيارات الإخوانية ومحل خلاف عند غيرهم.
    فلو عدَّلت من كلامك وقلت مثلا : كثير من العلماء في هذا العصر قالوا بكذا أو كثير من طلبة العلم ذهبوا إلى كذا لكان أولى وأفضل.
    هذا يا أخي هو الدافع لتحديد التيار السلفي،لأننا لو بحثنا المسألة بغض النظر عن هذه التصنيفات لم وجدنا هذا القول مذهب الغالب ولا الكثير،أما لو حددنا تيارا بعينه فيمكن ذلك.
    أ
    قول : نعم قد ورد في فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث يشد بعضها بعضا وهي صحيحة بمجموعها كما حقق ذلك الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (1144).
    ونص الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يطلع الله تبارك و تعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان ، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ).
    وقد روي هذا الحديث عن عدد من الصحابة و هم معاذ بن جبل و أبو ثعلبة الخشني و عبد الله بن عمرو و أبي موسى الأشعري و أبي هريرة و أبي بكر الصديق و عوف بن مالك و عائشة .
    فالقول بثبوت فضل هذه الليلة لا يشك فيه أحد ممن صحح هذا الحديث ، لكن ينبغي أن يُفهم هذا الفضل كما ورد في الحديث ولا نتعدى ذلك إلى غيره.
    بمعنى آخر : الحديث نص على أمرين اثنين وهما :
    1- أن الله تبارك وتعالى يطَّلع إلى جميع خلقة في هذه الليلة.
    2- أن الله تبارك وتعالى يغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن.
    بارك الله فيك على هذا الإقرار.
    فلا ينبغي أن نفهم هذا الحديث على غير ما ورد فيه ، بمعنى آخر : لا ينبغي لنا أن نثبت فضلا خاصا بهذه الليلة لم يرد ذكره في الحديث.
    هذا ما لا نوافقك فيه البتة،وإلا مافائدة ذكر هذا الفضل،وما فائدة معرفته،إن لم يكن للحض على زيادة التعبد فيه والتقرب إلى الله تعالى،أم ذلك مجرد ترف علمي؟
    وهذا الذي ذكرتُه هو الذي مشى عليه أكثر السلف ، بل هو الذي عناه شيخ الاسلام ابن تيمية في الكلام الذي تفضلت بنقله عنه حين قال مستدركا :( لكن الذي عليه كثير من أهل العلم أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم على تفضيلها وعليه يدل نص أحمد لتعدد الأحاديث الواردة فيها...).
    وأنا هنا لا أنكر أن طائفة من السلف فهموا من هذا الحديث أكثر مما ذكرنا ، كما ذكر ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية أيضا في الكلام الذي نقلته عنه حين قال : ( وأن من السلف من كان يخصها بالصلاة فيها ).
    وهذا منقول عن طائفة من التابعين من اهل الشام كخالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم.
    لم أر هذه الكثرة التي تحدثت عنها،أما النقل عن شيخ الإسلام بن تيمية فليس فيه البتة إنكار تخصيص هذه الليلة بزيادة العبادة،وحتى لا نضيع الوقت في تفكيك مفردات هذا النقل،أتركه وآتيك بصريح كلامه في المسألة،يقول _نور الله ضريحه_:( مسألة : في صلاة نصف شعبان ؟ .
    الجواب : إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده ، أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف ، فهو أحسن . وأما الاجتماع في المساجد على صلاة مقدرة . كالإجتماغ على مائة ركعة ، بقراءة ألف : قل هو الله أحد دائما . فهذا بدعة ، لم يستحبها أحد من الأئمة . والله أعلم ) الفتاوى الكبرى ومجموع الفتاوى.
    فشيخ الإسلام يستحب صراحة صلاة ليلة النصف،بل يرى استحباب الاجتماع لذلك قي جماعات خاصة،ونقل ذلك عم طوائف من السلف،وليس بعض الشاميين فقط.
    لكن أنكر ذلك أكثر علماء الحجاز ، كما نقل ذلك الحافظ ابن رجب في كتابه " لطائف المعارف "، وقد قام الأخ صالح المقبلي وفقه الله بنقل كلام الحافظ ابن رجب كاملا في رده فلا أرى إعادة ذكره هنا تفاديا للتكرار.
    عفوا لم أر هذا الإنكار فيما نقله المقبلي،وللإنصاف أقوم بنقله:
    قال الحافظ ابن رجب _رحمه الله_:وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز منهم عطاء و ابن أبي مليكة و نقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة و هو قول أصحاب مالك و غيرهم و قالوا : ذلك كله بدعة ) .
    لكن سأقوم هنا بنقل كلام بعض العلماء المتأخرين في حكم تخصيص هذه الليلة بصيام أو صلاة أو نحو ذلك.
    قال الامام أبو بكر الطرطوشي في كتابه " الحوادث والبدع " : ( وروى ابن وضاح عن زيد بن أسلم قال : ما أدركنا أحدا من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى النصف من شعبان ، ولا يلتفتون إلى حديث مكحول ، ولا يرون لها فضلا على ما سواها.
    وقيل لابن أبي مليكة : إن زيادا يقول : إن أجر ليلة النصف من شعبان كأجر ليلة القدر ، فقال : لو سمعته وبيدي عصا لضربته ). انتهى
    هذا النقل لا يزيد ولا ينقص في المسألة شيئا،لأنه معارض بقول الأكثر والأعلم،وإليك البيان:
    الأحناف:قال ابن نجيم_رحمه الله_:(ومن المندوبات إحياء ليالي العشر من رمضان وليلتي العيدين وليالي عشر ذي الحجة وليلة النصف من شعبان كما وردت به الأحاديث وذكرها في الترغيب والترهيب مفصلة).البحر الرائق.
    المالكية:جاء في مواهب الجليل : ( وندب إحياء ليلته )قال في جمع الجوامع للشيخ جلال الدين السيوطي { من أحيا ليلتي العيدين وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب } قال : رواه الحسن بن سفيان عن ابن كردوس عن أبيه،ولفظ آخر { : من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب } قال رواه الطبراني عن عبادة بن الصامت،ولفظ آخر { : من أحيا الليالي الأربع وجبت له الجنة ليلة التروية وليلة عرفة وليلة النحر وليلة الفطر } رواه الديلمي وابن عساكر وابن النجار عن معاذ،ولفظ آخر { : من قام ليلة العيد محتسبا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب } رواه ابن ماجه وقال الدارقطني المحفوظ أنه موقوف على مكحول ) .
    الشافعية:سبق النثل عنهم في مداخلة الاخ المقبلي.
    الحنابلة:سبق نقل كلام شيخ الإسلام،ونزيد:
    قال البهوتي _رحمه الله_:( وأما ليلة النصف من شعبان ففيها فضل وكان ) في ( السلف من يصلي فيها , لكن الاجتماع لها لإحيائها في المساجد بدعة ا هـ وفي استحباب قيامها ) أي ليلة النصف من شعبان ( ما في ) إحياء ( ليلة العيد هذا معنى كلام ) عبد الرحمن بن أحمد ( بن رجب ) البغدادي ثم الدمشقي ( في ) كتابه المسمى ( اللطائف ) في الوظائف . ويعضده حديث { من أحيا ليلتي العيدين وليلة النصف من شعبان , أحيا الله قلبه يوم تموت القلوب } رواه المنذري في تاريخه بسنده عن ابن كردوس عن أبيه قال جماعة وليلة عاشوراء وليلة أول رجب وليلة نصف شعبان ).كشاف القناع.
    فهذه أقوال أئمة المذاهب المتبوعة،نصت صراحة على استحباب تخصيص اليلة بالصلاة والعبادة.
    و
    إن كانت لي ملاحظة على النقل الأول عن زيد بن أسلم ؛ لأنه يُفهم من كلامه أنه لم يرد في فضل ليلة النصف من شعبان حديث صحيح ، وهو الذي قصده بقوله :( ولا يلتفتون إلى حديث مكحول ).
    ومكحول إنما رواه عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل.
    وهذا الإسناد بمفرده ضعيف منقطع ؛ لأن مكحولا لم يلق مالك بن يخامر ، كما ذكر ذلك الحافظ الذهبي ، ولذلك قال الشيخ الألباني :( و لولا ذلك لكان الإسناد حسنا ، فإن رجاله موثوقون ).
    ولكن سبق وأن ذكرنا بأن هذا الحديث قد روي عن عدد من الصحابة ، ولذلك فهذا الإسناد يتقوى بغيره.
    والغرض من هذا النقل عن زيد بن اسلم هو بيان أن هناك من السلف من أنكر فضل هذه الليلة بالكلية فضلا عن أن يثبت لها خصوصية لبعض العبادات.
    هذا لب المسألة أخي الحبيب،فإن من أنكر تخصيصها بالعبادة إنما فعل ذلك لعدم ثبوت النص عنده،فكان بدهيا أن ينكر التخصيص،ومن أثبت الفضل أتبت التخصيص،أما إثبات الفضل وإنكار التخصيص فقول محدث لا يعلم لك فيه سلف.فإما أن تنكر مطلقا أو تثبت مطلقا.
    وقال العلامة الشوكاني في " الفوائد المجموعة " : ( حديث : " من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان يقرا في كل ركعة بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات إلا قضى الله له كل حاجة.." هو موضوع وفي ألفاظه المصرحة بما يناله فاعلها من الثواب ما لا يمتري إنسان له تمييز في وضعه ورجاله مجهولون ، وقد روي من طريق ثانية وثالثة كلها موضوعة ورواتها مجاهيل ، وقال في المختصر : حديث صلاة نصف شعبان باطل ، ولابن حبان من حديث علي : " إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها " ، ضعيف ، وقال في اللآلئ : مائة ركعة في نصف شعبان بالإخلاص عشر مرات مع طول فضله للديلمي وغيره موضوع وجمهور رواته في الطرق الثلاث مجاهيل ضعفاء ، قال : واثنتا عشر ركعة بالإخلاص ثلاثين مرة موضوع وأربع عشرة ركعة موضوع.
    وقد اغتر بهذا الحديث جماعة من الفقهاء كصاحب الإحياء وغيره ، وكذا من المفسرين ، وقد رويت صلاة في هذه الليلة أعني ليلة النصف من شعبان على أنحاء مختلفة ، كلها باطلة موضوعة ، ولا ينافي هذا رواية الترمذي من حديث عائشة لذهابه صلى الله عليه وسلم إلى البقيع ، ونزول الرب ليلة النصف إلى سماء الدنيا وأنه يغفر لأكثر من عدة شعر غنم كلب ، فإن الكلام إنما هو في هذه الصلاة الموضوعة في هذه الليلة على أن حديث عائشة هذا فيه ضعف وانقطاع كما أن حديث علي الذي تقدم ذكره في قيام ليلها لا ينافي كون هذه الصلاة موضوعة على ما فيه من الضعف حسبما ذكرناه.) انتهى
    أقول : فهذه الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي ذكرها الإمام الشوكاني ربما هي مستند من ذهب من السلف إلى تخصيص هذه الليلة بالصلاة.
    هذا غير صحيح،فنحن لا نتعبد الله تعالى بالأحاديث الباطلة والموضوعة،أما الأحاديث الضعيفة في باب الفضائل فنعم،لكن يكفينا في مسألتنا هذه ما أقررت بصحته من الفضل،فهو مستلزم عندنا لاستحباب زيادة التعبد.
    وأنت إذا تأملت كلام الإمام الشوكاني جيدا وجدته يفرق بين القول بإثبات الفضل لليلة النصف من شعبان وبين القول بوجود خصوصية وفضل لعبادة من العبادات في هذه الليلة دون غيرها من الليالي.
    تأملته أخي الكريم جيدا،فلم أر فيه البتة ما رأيت،الشوكاني يا أخي يتحدث عن صلاة نصف شعبان،أي صلاة معلومة بصفة مخصوصة،ذكرها صاحب الإحياء وغيره
    فإن الكلام إنما هو في هذه الصلاة الموضوعة في هذه الليل
    ةوهي بدعة دون شك،وحديثنا نحن عن مطلق التعبد،فلا يختلط عليك الأمر بارك الله فيك.
    وانظر كلام النووي_رحمه الله_( الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب ، وهي اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة من رجب ، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة هاتان الصلاتان بدعتان منكرتان ، ولا يُغتر بذكرهما في كتاب "قوت القلوب" و"إحياء علوم الدين" ، ولا بالحديث المذكور فيهما ، فإن كل ذلك باطل ، ولا يُغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما فإنه غالط في ذلك ).انتهى[/SIZE][/CENTER]
    [COLOR="blue"،فالحديث دائما عن تلك الصلاة الموضوعة.
    وإلى الآن لم أر لك سلفا فيما ذهبت إليه.
    أقول : قد ثبت بالبيان المتقدم أنه لم يرد في فضل إحياء ليلة النصف من شعبان حديث صالح للإحتجاج به ، وكل ما ورد في ذلك إما ضعيف أو موضوع.
    لكن صح الحديث بإثبات الفضل،وهوكاف ولله الحمد.
    عليه فإننا نقول : خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
    فالتذرع بعمل بعض التابعين المخالف للسنة الصحيحة لأجل القيام بعبادة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم سبيل إلى الإبتداع في الدين.
    حقا،خير الهدي هديه صلى الله عليه وآله وسلم،ونبرأ إلى الله تعالى من كل عبادة تخالف سنته الغراء،لكننا نتعبد الله تعالى بفهم السلف لحديث فضل الليلة،فنحن موافقون لسنته إن شاء الله.
    ولذلك سأضع بين يديك وبين يدي القارئ الكريم هذه القاعدة الذهبية التي سطرها شيخ الاسلام ابن تيمية في كتابه النفيس "اقتضاء الصراط المستقيم" حيث قال : ( إن العمل بأي جزئية من الدليل العام لم يكن عليه عمل السلف الصالح سبيل إلى الإبتداع في الدين ).
    وقال أيضا : ( ليس كل عموم يُعمَل به إذا كان السلف الصالح أعرض عنه ).
    بارك الله فيك على هذه القاعدة العظيمة،لكن الاستشهاد بها في هذا المقام يرد عليه مأخذان:
    الأول: أن هذا التخصيص قد ورد عن طوائف من السلف،فما فائدة القاعدة هنا؟
    الثاني:أن شيخ الإسلام نفسه واضع القاعدة،وأعلم الناس بمفرداتها،جاءك النقل عن بالاستحباب،بل وجماعة،فلم يصح الاستدلال بهذه القاعدة.
    وأزيدك من كلامه _رحمه الله_:( وأما ليلة النصف فقد روى فى فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينكر مثل هذا وأما الصلاة فيها جماعة فهذا مبنى على قاعدة عامة فى الاجتماع على الطاعات والعبادات ).
    هنا أريد التنبيه على أمرين اثنين وهما :
    1- قد يقول قائل : وهؤلاء التابعون الذين أحيوا ليلة النصف من شعبان أليسوا من السلف الصالح ؟
    فأقول : بلى ، ولكن سبقهم من هم أفضل منهم بكثير ، وهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ، ولم يثبت عن واحد منهم ما فعله من جاء بعدهم ، والخير كل الخير في اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
    ثم إني أقول : بل لو ثبت أن واحدا من الصحابة خالف النبي صلى الله عليه وسلم في سنة لم يُلتَفت إلى قوله ووجب العمل بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وتقديمها على قول الصحابي.
    ويشهد لهذا ما قاله ابن عباس لما اعترض عليه معترض في قضية التمتع ، فقال : ( يوشك أن تسقط عليكم حجارة من السماء ، أقول لكم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون : قال أبو بكر وعمر ).
    فرق يا أخي بين مخالفة السنة وبين إعمال عمومها.
    2
    - ينبغي أن نفرق بين المبتدع وبين من وقع في بدعة ، فإن الخلط في هذا الباب يوقع الإنسان في متاهات عظيمة لا يخرج منها إلا إذا فقه هذه القاعدة وهي : ليس كل من وقع في البدعة فهو مبتدع ، كما أنه ليس كل من وقع في الكفر فهو كافر ، ولهذه القاعدة شرح طويل لا يتسع المقام لذلك.
    وبناء على ما تقدم : فلا يمكن أن يُصنَّف هؤلاء التابعين الذين أحيوا ليلة النصف من شعبان في خانة المبتدعة لاحتمال أن يكون قد استندوا في ذلك إلى بعض تلك الأحاديث التي سبق ذكرها ولم يتبين لهم ساعتها ضعفها أو وضعها.
    ونفس الكلام يقال عمن قلدهم ممن جاء بعدهم بشرط ألا يكون قد وصله بالحجة والبرهان ما يدل على ضعف ما استند إليه وإلا كان حينئذ معاندا ومخالفا.
    التفريق بين الوقوع في البدعة والحكم على الواقع فيها واضح لا يحتاج إلى تطويل ولا زيادة تفصيل،لكن لا وجه له في مسألتنا هذه،فهذا عمل قام به بعض السلف،ونصت عليه كتب كل المذاهب،واستحبه كبار الأئمة،أيقال بعد هذا أنه بدعة،فضلا عن الحكم على صاحبه.
    وفقك الله أخي الحبيب وبارك فيك و رعاك.
    قال يونس الصدفي : ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة ؟!

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,018

    افتراضي رد: هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

    كلام للشاطبي في الإعتصام في المسألة و ما شابهها

    ( فإن قيل هذا كله رد على الأئمة الذين اعتمدوا على الأحاديث التى لم تبلغ درجة الصحيح فإنهم كما نصوا على اشتراط صحة الإسناد كذلك نصوا أيضا على أن أحاديث الترغيب والترهيب لا يشترط في نقلها للاعتماد صحة الاسناد بل إن كان ذلك فبها ونعمت وإلا فلا حرج على من نقلها واستند إليها فقد فعله الأئمة كمالك في الموطأ وابن المبارك في رقائقه وأحمد بن حنبل في رقائقه وسفيان في جامع الخير وغيرهم
    فكل ما في هذا النوع من المنقولات راجع إلى الترغيب والترهيب وإذا جاز اعتماد مثله جاز فيما كان نحوه مما يرجع إليه كصلاة الرغائب والمعراج وليلة النصف من شعبان وليلة أول جمعة من رجب وصلاة الإيمان والأسبوع وصلاة بر الوالدين ويوم عاشوراء وصيام رجب والسابع والعشرين منه وما أشبه ذلك فإن جميعها راجع إلى الترغيب في العمل الصالح فالصلاة على الجملة ثابت أصلها وكذلك الصيام وقيام الليل كل ذلك راجع إلى خير نقلت فضيلته على الخصوص
    وإذا تبث هذا فكل ما نقلت فضيلته في الأحاديث فهو من باب الترغيب فلا يلزم فيه شهادة أهل الحديث بصحة الإسناد بخلاف الأحكام
    فإذا هذا الوجه من الاستدلال من طريق الراسخين لا من طريق الذين في قلوبهم زيغ حيث فرقوا بين أحاديث الاحكام فاشترطوا فيها الصحة وبين أحاديث الترغيب والترهيب فلم يشترطوا فيها ذلك
    فالجواب أن ما ذكره علماء الحديث من التساهل في أحاديث الترغيب والترهيب لا ينتظم مع مسألتنا المفروضة وبيانه ان العمل المتكلم فيه إما أن يكون منصوصا على اصله جملة وتفصيلا أو لا يكون منصوصا عليه لا جملة ولا تفصيلا أو يكون منصوصا عليه جملة لا تفصيلا فالأول - لا إشكال في صحته كالصلوات المفروضات والنوافل المرتبة لأسباب وغيرها وكالصيام المفروض أو المندوب على الوجه المعروف إذا فعلت على الوجه الذي نص عليه من غير زيادة ولا نقصان كصيام عاشوراء أو يوم عرفة والوتر بعد نوافل الليل وصلاة الكسوف
    فالنص جاء في هذه الأشياء صحيحا على ما شرطوا فثبتت أحكامها من الفرض والسنة والاستحباب فإذا ورد في مثلها أحاديث ترغيب فيها أو تحذير من ترك الفرض منها وليست بالغة مبلغ الصحة ولا هي أيضا من الضعف بحيث لا يقبلها أحد أو كانت موضوعة لا يصح الاستشهاد بها فلا بأس بذكرها والتحذير بها والترغيب بعد ثبوت أصلها من طريق صحيح
    والثاني ظاهر أنه غير صحيح وهو عين البدعة
    لأنه لا يرجع إلا لمجرد الرأى المبنى على الهوى وهو أبدع البدع وافحشها كالرهبانية المنفية عن الإسلام والخصاء لمن خشى العنت والتعبد بالقيام في الشمس أو بالصمت من غير كلام أحد
    فالترغيب في مثل هذا لا يصح إذ لا يوجد في الشرع ولا اصل له يرغب في مثله أو يحذر من مخالفته
    والثالث ربما يتوهم أنه كالأول من جهة أنه إذا ثبت أصل عبادة في الجملة فيسهل في التفصيل نقله من طريق غير مشترط الصحة
    فمطلق التنفل بالصلاة مشروع فإذا جاء ترغيب في صلاة ليلة النصف من شعبان فقد عضده أصل الترغيب في صلاة النافلة
    وكذلك إذا ثبت اصل صيام ثبت صيام السابع والعشرين من رجب وما اشبه ذلك وليس كما توهموا لأن الأصل إذا ثبت في الجملة لا يلزم إثباته في التفصيل فإذا ثبت مطلق الصلاة لا يلزم منه إثبات الظهر والعصر أو الوتر أو غيرها حتى ينص عليها على الخصوص

    وكذلك إذا ثبت مطلق الصيام لا يلزم منه إثبات صوم رمضان أو عاشوراء أو شعبان أوغير
    ذلك حتى يثبت بالتفصيل بدليل صحيح
    ثم ينظر بعد ذلك في أحاديث الترغيب والترهيب بالنسبة إلى ذلك العمل الخاص الثابت بالدليل الصحيح
    وليس فيما ذكر في السؤال شىء من ذلك إذ لا ملازمة بين ثبوت التنفل الليلى والنهاري في الجملة وبين قيام ليلة النصف من شعبان بكذا وكذا ركعة يقرأ في كل ركعة منها بسورة كذا على الخصوص كذا وكذا مرة
    ومثله صيام اليوم الفلاني من الشهر الفلانى حتى تصير تلك العبادة مقصودة على الخصوص ليس في شىء من ذلك ما يقتضيه مطلق شرعية التنفل بالصلاة أو الصيام
    والدليل على ذلك أن تفضيل يوم من الأيام أو زمان من الأزمنة بعبادة ما يتضمن حكما شرعيا فيه على الخصوص كما ثبت لعاشوراء مثلا أو لعرفة أو لشعبان مزية على مطلق التنفل بالصيام فإنه ثبت له مزية على الصيام في مطلق الأيام
    فتلك المزية اقتضت مرتبة في الأحكام أعلى من غيرها بحيث لا تفهم من مطلق مشروعية الصلاة النافلة لأن مطلق المشروعية يقتضى أن الحسنة بعشر أمثالها - إلى سبعمائة ضعف في الجملة
    وصيام يوم عاشوراء يقتضى أنه يكفر السنة التي قبله فهو أمر زائد على مطلق المشروعية ومساقه يفيد له مزية في الرتبة وذلك راجع إلى الحكم
    فإذا هذا الترغيب الخاص يقتضى مرتبة في نوع من المندوب خاصة فلا بد من رجوع إثبات الحكم إلى الأحاديث الصحيحة بناء على قولهم إن الأحكام لا تثبت إلا من طريق صحيح والبدع المستدل عليها بغير الصحيح لا بد فيها من الزيادة على المشروعات كالتقييد بزمان أو عدد أو كيفية ما
    فيلزم أن تكون أحكام تلك الزيادات ثابتة بغير الصحيح وهو ناقض إلى ما اسسه العلماء
    ولا يقال إنهم يريدون أحكام الوجوب والتحريم فقط
    لأنا نقول هذا تحكم من غير دليل بل الأحكام خمسة
    فكما لا يثبت الوجوب إلا بالصحيح فإذا ثبت الحكم فاستسهل أن يثبت في احاديث الترغيب والترهيب ولا عليك
    فعلى كل تقدير كل ما رغب فيه إن ثبت حكمه ومرتبته في المشروعات من طريق صحيح فالترغيب بغير الصحيح مغتفر
    وإن لم يثبت إلا من حديث الترغيب فاشترط الصحة ابدا وإلا خرجت عن طريق القوم المعدودين في أهل الرسوخ
    فلقد غلط في هذا المكان جماعة ممن ينسب إلى الفقه ويتخصص عن العوام بدعوى رتبة الخواص
    وأصل هذا الغلط عدم فهم كلام المحدثين في الموضعين وبالله التوفيق )

  20. #20

    افتراضي رد: هل تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعبادة بدعة؟

    هذه بعض الروابط المفيدة فيها مزيد بيان لهذه المسألة فأرجو التمعن والتأمل :
    http://www.otiby.net/makalat/articles.php?id=116

    http://www.otiby.net/makalat/articles.php?id=170

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •