السؤال:
♦ الملخص:
سائل تاب عن تسخُّطه على أقدار الله، ثم إن نفسه تُوسوس له بذلك، ويسأل: هل الاعتراض على أقدار الله في القلب يكون كفرًا؟
♦ التفاصيل:
شخص تاب من التسخط على أحكام الله عز وجل، لكنه يسأل عن حكم وسوسة نفسه بالتسخط على أمر الله تعالى؛ إذ يشعر في قلبه بالسخط الشديد من تقدير الله، وتحدِّثه نفسه بالاعتراض على أحكام الله، فقال لشخص ما: (لا تسمع لأمِّك)، وهو يعلم أن ذلك غالبًا لا حكم له؛ لأنه لما قال هذا الكلام، نوى به الاعتراض في الظاهر، رغم علمه بأن هذا الكلام ليس فيه اعتراض واضح على حكم الله تعالى، ولكن المشكلة أنه شعر بالفرح بعد ذلك باعتراضه على حكم الله، أو فعل ما لا يجوز، وربما كان فرحه لشدة غضبه ولأنه كسر القوانين بتلك الكلمة، أو فعل ما يُغضِب ربَّه عياذًا بالله، علمًا بأنه لما نطقها ما كان يريد معنى الاعتراض على الحكم، لكنه خائف من الشعور الذي جاء بعد هذا الفعل؛ وهو الفرح، وكأن غيظ التسخط قد ذهب أدراج الريح، فهل هذا التسخط والفرح كفر بالله تعالى واعتراض على شرعه وحكمته؟ حيث قرأت أن التسخط الذي يكون فيه اعتراض على الربوبية، أو على حكمة الله في القلب - يكون كفرًا، وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فمن الواضح - أختنا الكريمة - أن قلبكِ مطمئن بالإيمان، ولكنكِ مصابة بوسواس كما ذكرتِ، والدليل على أن قلبكِ مطمئن بالإيمان هذه الرسالة التي أرسلتِها إلينا، تتألمين فيها من هذا التفكير.
ولذلك فأنتِ معذورة، وليس هذا كفرًا بالنسبة لكِ، وإنما يكون كفرًا في حالة الرضا التام بهذه الأمور.
والنصيحة لكِ أن تُكثري من ذكر الله تعالى، وقراءة القرآن، وسماع دروس العلم، وطرد هذه الوساوس فور إتيانها، والاستعاذة بالله منها، ولو احتاج الأمر إلى الذهاب إلى طبيبة نفسية، فافعلي.
ونسأل الله تعالى لنا ولكِ التوفيق والسداد.

https://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/148295/