الأثر أخرجه إبن هشام في السيرة (تدمري 74|1) والطبري في تاريخه(251|2) والبيهقي في الدلائل(419|2): وسند الطبري ضعيفٌ غايةٌ, لأجل شيخه إبن حميد الرازي, وسند البيهقي فيه ضعفٌ لأجل أحمد بن عبدالجبار العطاردي, وقيل: سماعه للسيرة صحيحٌ, وهو الراوي لسيرة إبن إسحق من طريق يونس بن بكير, وإبن إسحق - رأسٌ في المغازي والسير, وقد صرّح بالتحديث عندهم جميعاً...ويكفينا سند إبن هشام: وهو عالٍ وصحيحٌ.... ولكن مشكلتها جميعاً هى: جهالة الأشياخ!!
- فمن يرتضي مثل هذه الجهالة لأنها في الطبقات العُليا من الرواة, وكون هؤلاء الأشياخ: إمّا أن يكونوا صحابة - وهذا ماجزم به الصوياني في( الصحيح من أحاديث السيرة ص106) أو من كبار التابعين, لكون عاصم بن عمر: ثقةٌ, عالمٌ بالمغازي, ويروي عن كليهما, فإن كانوا صحابة فالسند صحيحٌ قطعاً, وإن كانوا من التابعين, فهم من قرون الخيرية, وهم من الأنصار, وجهالتهم مغتفرةٌ بالعدد, وبعلو الطبقة, يُصحح مثل هذا الإسناد, وهذا مافعله العمري في (السيرة النبوية الصحيحة 195|1), وحسّن السند..... ويصحح مثل هذا السند الصوياني في(الصحيح من السيرة النبوية ص106), والعودة في (السيرة النبوية في الصحيحين وعند ابن إسحاق ص173), والعلي في (صحيح السيرة النبوية ص145).
- ومن يرى بأنّ جهالة الأشياخ علةٌ مؤثرةٌ في هذا السند, يضعّف مثل هذا الأثر, ولذا ضعفّه البرزنجي في (ضعيف تاريخ الطبري 42|7), وموصلي في تحقيق( دلائل النبوة للبيهقي 560|2).والأول أقربٌ.....والله تعالى أعلم