حول التحقيق الجديد لكتاب المنتقى لابن الجارود لشيخنا المحدث أبي إسحاق الحويني – حرس الله مهجته –تنبيه : كتبته يوم السبت الماضي في ملتقى أهل الحديث .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد : فبين يدي مقالي هذا أكتب توطئة تحكي بعض رحلتي مع كتاب ابن الجارود – برد الله مضجعه - .
فمنذ ما يزيد على السبع سنوات وأنا أعمل على فترات متقطعة على كتاب المنتقى لابن الجارود ، وكان سبب اتجاهي للكتاب هو شيخنا الدكتور عاصم القريوتي – حفظه الله تعالى - ؛ حيث إنني كنت أقرأه عليه على مجالس ، وكانت تستوقفنا التصحيفات الكثيرة ، وقد طلب مني شيخنا د . عاصم – بارك الله فيه وفي عمره وآله – ( حينما كان يسكن – سلمه الله - المدينة النبوية – على ساكنها أزكى الصلاة والسلام - ) أن أطابق الكتاب مع إتحاف المهرة ؛ لعدم توفر النسخ الخطية وقتها ، وقد استفدت وقتها استفادة عظيمة ، وصححت كثيرا من تصحيفات الكتاب ، واستدركت كثيرا على محققي الكتاب – لا لفضلي ، ولكن لضآلة عملي بالنسبة لعملهم - ، وكان ذلك في عام 1420 تقريبا ، كما استفدت من الشيخ د . عاصم – رفع الله قدره - استفادة عظيمة من خلقه وعلمه وأدبه .
وفي هذا الوقت كنت أبحث كثيرا عن مخطوطة الكتاب ، فلم أهتد وقتها لمخطوطة واحدة ، ولكن صدر كتاب "الحافظ ابن الجارود وزوائد منتقاه على الأصول الستة" لأستاذنا الدكتور مقبل الرفيعي – وفقه الله – في حدود سنة 1425 تقريبا ، فوجدته يذكر مخطوطة المنتقى من منتقى ابن الجارود لابن قطلوبغا ، وأنها في برلين ، نقلا عن الفهرس الشامل ، فاجتهدت في البحث عنها ، وبفضل من الله تعالى استطعت الحصول عليها ، وأغلب الأحاديث المنتقاة فيها من عوالي الكتاب ( أي : الرباعيات ) ، ولم أمل البحث عن المخطوط الأصلي ، وكنت أحيانا أشعر بأني لن أستطيع الحصول عليها ؛ بسبب ما سمعته من أخبار عن المكتبة السعيدية بالهند ، وكنت أستشير بعض مشايخنا كالشيخ الوالد د . حكمت بشير ياسين ، والشيخ د . عبد الباري ابن الشيخ حماد الأنصاري ، والشيخ د . بدر العماش ، والشيخ د. أنيس طاهر – حفظهم الله ورعاهم - ، وكانوا يشجعونني على ذلك ، خلا شيخنا المربي د . بدر العماش – بارك الله في عمره وعمله وجميع مشايخنا - ؛ فقد كان يصرفني عن العمل على الكتاب ، حتى لا يصرفني ذلك عن التأسيس القوي في بداية الطلب ، فكنت أترك العمل فيه ، ثم أجد عملي السابق يراودني فلا أملك جوارحي ومَلِكَهَا ، وقد حكى لي الشيخ الوالد الحبيب د . حكمت بشير – رفع الله قدره - قصة الكتاب وتحقيقه في مركز خدمة السنة النبوية ثم ضياع الكتاب ومخطوطته ، وهي التي زادت من عزمي نوعا ما ، وكنت أستغرب كتاب له قيمة علمية قوية ، ولا يخدم الخدمة التي تليق بمكانته ، حتى خرج التحقيق الجديد لشيخنا الحبيب ، الشيخ أبي إسحاق الحويني – حفظه الله تعالى - ، والذي زاد فرحتي أكثر أن الشيخ – وفقه الله – قال : " ...وبينما كنت في " دولة البحرين " للتدريس في بعض الدورات العلمية في الرابع والعشرين من شهر جمادى الأولى 1427 هـ ، الموافق 20 / 6 / 2006 [م] – لقيت الأخ الفاضل خالد الأنصاري ، فأتحفني بمخطوطة الكتاب – جزاه الله خيرا - ....." .
فكلمت الشيخ المفضال أبا محمد خالدا الأنصاري – حفظه الله من كل سوء ومكروه – فلم يأل جهدا في تزويدي بالمخطوطة ، أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك له في عمره وعمله وآله وماله - ، ثم شرعت في مطابقة المخطوطة كاملة ، ثم تفضل علينا الفاضل الشيخ أبو يعلى البيضاوي – بارك الله فيه – بالطبعة الهندية من الكتاب ، فقمت بمطابقتها كذلك ، وكذلك أرشدني أيضا الفاضل الشيخ " السني " – وفقه الله – إلى هذه النسخة وأنها موجودة بالمكتبة الأزهرية ، ولكني طلبت من أحد الأخوة الأفاضل - جزاه الله عني خيرا - الذهاب للمكتبة الأزهرية ، فذهب وأخبرني بوجود نسختين متشابهتين من الطبعة الهندية ، ولكنه لم يستطع تصويره ، فجزاه الله عني خيرا ، وقد أكد لي ، وكذا الشيخ " السني " - وفقهما الله - أن النسخة التي رفعها الشيخ المفضال البيضاوي هي نفس النسختين اللتين بالمكتبة الأزهرية .
ولكني بعد أن اشتريت طبعة الشيخ الحويني – وفقه الله – وطار قلبي بها فرحا ، ولكني وجدت تصحيفات في هذه الطبعة كذلك ، فعزمت على جمعها وإهدائها للشيخ ، لكن لم يتيسر ذلك – مع كثرة محاولاتي للقائه - .
فقلت : أنشرها لأخواني في هذا الملتقى المبارك ؛ رجاء دعوة صالحة ، وكذا من باب أداء الحقوق إلى أهلها ، فأسأل الله تعالى أن يجزي القائمين على هذا الملتقى المبارك عنا جميعا خير الجزاء ، وأن يرفع قدرهم في الدارين ، وأن يجمعنا وإياهم مع الحبيب محمد – صلى الله عليه وسلم في جنته ودار مقامته .
وحان الآن الشروع في المقصود ؛ ذكرا الخطأ مع الصفحة " في نسخة شيخنا أبي إسحاق الحويني – حفظه الله – " وبجانبه الصواب باللون الأحمر ، وما بين المعقوفتين زيادة مني للتوضيح ، فأقول مستعينا بالله :
1- " مزروع المدينة مكاتبة .." ( ص3 ) : المَدَنِيِّةُ .
2- " أنبأنا به الفقيه رضي الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر .."( ص3 ) : أنا .
3- " عن البدر محمد بن أحمد بن خالد الفاربي " ( ص3) : الفارقي [ وهو : البدر محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن أبي بكر الفارقي ( انظر الدرر الكامنة وذيل التقييد ) ] .
4- " ..لجمعيه بمنزله برباط مراغة بمكة المشرفة "( ص4 ) : لجميعه .
5- يوم الجمعة لعشر بقين من الحجة ( ص4 ) : لعشر أربعين [ أي : العاشر من ذي الحجة ، إشارة إلى قوله تعالى : " ووعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر ..الآية " ، وقول أكثر المفسرين : الثلاثون من ذي القعدة ، والعشر من ذي الحجة ، والله تعالى أعلم ] .
6- محمد بن الحسين [ــــــ] الأنصاري الطاهري سماعا بالمرية ( ص 4 ) : محمد بن الحسين بن أحمد الأنصاري الظاهري [ المذهب ] .
7- وأبو الدقاء نفيس بن علي بن القديم الأنصاري المقرىء ( ص 4 ) : وأبو البقاء يعيش بن علي ابن القديم الأنصاري المقرىء .
يتبع إن شاء الله تعالى ، على أن أعود إليكم يوم الخميس القادم بإذن الله تعالى