تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل يمكن الوصول الى الامن والطمأنينة بغير طريقة القران ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2021
    المشاركات
    10

    Question هل يمكن الوصول الى الامن والطمأنينة بغير طريقة القران ؟

    الجواب لا . قال الله تعالى {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}
    يقول عبد الكريم الخضير :
    "فلن يتحقق الأمن، لن يتحقق الأمن إلا بتحقيق التوحيد ونفي الشرك بجميع صوره وأشكاله، الأمن لا يحققه القوة والقهر والحديد والنار، يحققه تحقيق التوحيد ونفي الشرك.
    وإذا نظرنا إلى الواقع الذي نعيشه منذ ما يقرب من ثمانين سنة في هذه البلاد من أمن وافر، يعني من خلال ثمانين سنة، قريباً من ثمانين سنة عاشت هذه البلاد في أمن لم يذكر له نظير في التاريخ؛ كل هذا بسبب تحقيق التوحيد"
    "{أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}": لهم الأمن في الدنيا والآخرة، فالذي يحقق التوحيد، ويخلِّص هذا التوحيد من أنواع الشرك والبدع والمعاصي له الأمن التام، وإذا حصل فيه خلل اختلَّ هذا الأمن بقدر هذا الخلل كما يقول ابن القيم: "الحصة بالحصة".
    "كلٌّ بحسبه، أنت لا تظن أن الأمن هو مجرد أن يعيش الإنسان من غير حروب مثلاً، يعني ليس الأمن التام في مقابل الحروب والتدمير والفساد، الأمن المطلق يقابله الخوف المطلق، والأمن الجزئي يقابله الخوف الجزئي، يعني أمن القلب وطمأنينته، افترض أنه يمر بحروب لكن الإنسان آمن، وقلبه مطمئن مرتاح، هذا بقدر ما يحقق من التوحيد على سبيل الأفراد.
    وعلى سبيل المجتمعات هناك أيضاً ما يخل بالأمن بقدر ما يختلُّ بالتوحيد، {أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}."
    ا.ه من شرح كتاب التوحيد - باب فضل التوحيد

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: هل يمكن الوصول الى الامن والطمأنينة بغير طريقة القران ؟

    (فضل التوحيد) يعني: فوائده وما يحصل لأهله الذين يحققونه، ما يحصل لهم من الفضل، والمراد هاهنا الذين وحدوا الله تعالى توحيدا كاملا، وأخلصوا له العبادة، ولم يلتفتوا بقلوبهم وأعمالهم إلى غيره؛ فإنهم أهل التوحيد الذين يحصلون على هذه الفوائد، فالآية في سورة الأنعام قال تعالى: { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } لما نزلت وفيها {وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } خاف الصحابة وقالوا: (يا رسول الله، وأينا لم يظلم نفسه ؟ فقال: إنما ذلكم الشرك )؛ لقول الله تعالى: {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }.
    يعني أن الإيمان هاهنا هو: الإيمان التام، الذي لا يكون فيه لبس بشرك، { وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ }يعني ما خلطوه بشرك؛ بل توحيد خالص، وتوحيد صادق، ليس فيه ما يخالطه، هذا هو معنى هذه الآية لم يخلطوه بشرك.
    والظلم قد يطلق على ظلم النفس، في حديث أبي بكر -رضي الله عنه- ( قال: يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني )مع أن أبا بكر -رضي الله عنه- من خيرة الصحابة؛ ومع ذلك أمره بأن يعترف: إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، فليس منا إلا من قصر في حق نفسه، وقصر في حق ربه، وغفل وسها؛ ولكن الظلم في هذه الآية { وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }؛ هو: الشرك والكفر .
    قال تعالى: { وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ }يقول بعض المفسرين: الحمد لله الذي قال: { وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ }لم يقل والظالمون هم الكافرون، فإذا حصل الإيمان الصحيح، والتوحيد الخالص الذي لم يخلط بشرك؛ لا بشرك صغير، ولا بشرك كبير؛ فإنه يحمل في الحقيقة على الإحسان، وعلى الأعمال الصالحة، ويكون صاحبه من الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون، فيكون على هذا مستحقا للأمن وللاهتداء، فتحصل له فائدتان من فوائد هذا التوحيد الأمن والاهتداء.
    ولا شك أن الإيمان أهله يتفاوتون، وكذلك التوحيد، فكذلك أيضا الأمن والاهتداء يتفاوت قدرها؛ فمن الناس من يكون آمنا أمنا مطلقا، آمنا من الخوف في الآخرة، آمنا من عذاب القبر، آمنا من عذاب الفزع الأكبر في الآخرة، آمنا من سوء الخاتمة، آمنا من مغبة الكفر ونحوه، آمنا من عذاب النار، ومن دخولها، ومن رؤيتها، { أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ }؛ هذا له الأمن التام، وكذلك أيضا يكون من المهتدين؛ مهتديا في دنياه، مهتديا في دينه، مهتديا في عقله، ومهتديا في أعماله، يكون على سبيل الهدى، {لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ }الأمن التام والاهتداء التام.
    وأما إذا كان معه شيء من المعاصي فقد يكون له مطلق الأمن لا جميع الأمن؛ وذلك لأن العصاة قد يعتريهم فزع، قد يعتريهم شيء من الخوف، ولكن الأمن التام أي الأمن لهم مطلق الأمن، يعني أنهم وإن دخلوا النار فإنهم آمنون من الخلود، قد يدخلها بعضهم ولكن لهم الأمن أنهم يُخرجون منها، ألا يخلدوا فيها، فمآلهم إلى دخول الجنة، هذا هو الأمن، الأمن يعني ينقسم إلى: أمن مطلق، وأمن مقيد، الأمن المطلق هو: الأمن التام من دخولها ومن الخلود فيها، والأمن المقيد هو: الأمن من الخلود وإن دخلها، تجدون هذا موضحا في فتح المجيد وغيره.


    http://www.ibn-jebreen.com/books/7-1...171-30346.html

    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •