صفات الله وآلاؤه

فالح عبدالله العجمي




الكلام عن صفات الله وآلائه عظيم، والكلام عن العظيم عظيم، يقول ابن القيم -رحمه الله- واصفا الله: «هو الأول الذي ليس قبله شيء، وهو الآخر الذي ليس بعده شيء، هو -تبارك وتعالى- أحق من ذكر، وأحق من عبد، وأحق من حمد، وأولى من شكر، وأنصر من ابتغي، وأجود من سئل، وأعفى من قدر، وأكرم من قصد، وأعدل من انتقم، حكمه بعد علمه، وعفوه بعد قدرته، ومغفرته عن عزته، ومنعه عن حكمته، هو الملك الذي لا شريك له، والفرد فلا ند له، والغني فلا ظهير له، والصمد فلا ولد له ولا صاحبة، وكل ملك زائل إلا ملكه، وكل ظل خالص إلا ظله، وكل فضل منقطع إلا فضله، وكل شيء هالك إلا وجهه، لن يطاع إلا بإذنه، ولن يعصى إلا بعلمه، يطاع فيشكر، ويعصى فيغفر، كل نقمة منه عدل، وكل نعمة منه فضل، أقرب شهيد، حال دون النفوس، وأخذ بالنواصي، وسجل الآثار، والغيب عنده شهادة، وكتب الآجال، القلوب له مفضية، والسر عنده علانية، عطاؤه كلام، وعذابه كلام، { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}.

عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- مرفوعاً: «يَطْوِي الله السماوات يوم القيامة، ثم يَأْخُذُهُنَّ بيده اليمنى، ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ثم يَطْوِي الأَرَضِينَ السبع، ثم يأخذهن بشماله، ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟». رواه مسلم.

وفي رواية: «حين يميت الله من في السموات والأرض إلا بإذنه يقول: لمن الملك اليوم، فيقول: لله الواحد القهار، فيرمي بالسموات والأرض ويردهما ويقول أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟.


إنه الله -جل جلاله- يسأله من في السماوات والأرض، كل يوم هو في شأن، يغفر ذنبا، ويفرج هما، ويكشف كربا، ويجبر كسيرا، ويغني فقيرا، ويعلم جاهلا، ويهدي ضالا، ويرشد حيران، ويغيث لهفان، ويشبع جائعا، ويكسو عاريا، ويشفي مريضا، ويعافي مبتلى، ويجزي محسنا، وينصر مظلوما، ويقبل تائبا، ويقصم جبارا، ويقيل عثرة، ويستر عورة، ويؤمن روعة، ويرفع أقواما، ويضع آخرين، لا ينام ولا ينبغي له أن ينام.