تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: (4) بَراءةُ النِّسْبَةِ ‏(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة ...

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    81

    Post (4) بَراءةُ النِّسْبَةِ ‏(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة ...

    بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
    بَراءةُ النِّسْبَةِ
    (حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة
    وظاهرةِ الوَأْدِ عندَ العربِ)
    * شهادةُ القرآنِ بذلك:
    وقد شهِدَ القرآنُ الكريمُ بما فعلَه بعضٌ مِن العرب في الجاهليّة مِن وَأْدِ بناتِهم،وسجّلَ عليهم فِعلَهم الشّنيعَ هذا،تَهْوِيلًا له، وإِعْظامًا. قال عزّوجلّ:
    1- (وَإِذَا ‏الْمَوءُودَةُ سُئِلَتْ. بِأَيِّ ذَنْبٍ ‏قُتِلَتْ) التّكوير/8 – 9.
    2- (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ ‏نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ‏إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا) الإسراء/31. ‏
    3- (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُم) الأنعام/151.
    4- (وَإِذَا بُشِّرَ ‏أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ ‏وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ‏أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ ‏يَدُسُّهُ فِي ‏التُّرابِ أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) النَّحْل/58 - 59.‏
    5- (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ ‏اللّهُ اِفْتِرَاءً عَلَى اللّهِ قَدْ ‏ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) الأنعام/140.
    * أوّلُ مَن وأدَ في الجاهليّة،ونماذ جُ مِن الوَأد:
    يُرجعُ أكثرُ الباحثينَ أَوَّلِيَّةَ الوَأْدِ في العرب لِغزوة ‏النُّعمان بنِ المنذِر مَلِكِ ‏الحِيرَة لِقبيلة بني تميم؛وكان سببُ ذلكَ أنّهم مَنعُوا الملِكَ ضَرِيبتَه،وهي الإتاوةُ الّتي كانت عليهم،فجرَّدَ إليهم النّعمانُ أخاهُ الرَّيّان بنَ المنذر ‏مع دَوْسَر،ودَوْسَ رُ إِحدى كَتائِبهِ،وكانَ جُلُّ رجالِها مِن بني بكرِ بنِ وائِلٍ،فتمكَّنَ منهم النّعمانُ،فاستا قَ نَعَمَهم،وسَبى ‏ذراريَهم.وفي ذلك يقولُ أبو المُشَمْرَِج اليَشْكُرِيُّ[1]:‏
    لَمَّا رَأوْا رَايَةَ النّعمان مُقْبِلَةً ... قالُوا أَلا لَيْتَ أدْنى دارِناَ عَدَنُ
    يا لَيْتَ أُمَّ تَميمٍ لم تكُنْ عَرَفَتْ ... مُرًّا وكانَتْ كَمَن أَوْدَى به الزَّمَنُ
    إنْ تَقْتُلُونَا فأَعْيَارٌ مُجَدَّعَةٌ ... أو تُنْعِمُوا فقَديماً منكمُ المِنَنُ
    مِنهم زهيرٌ وعَتّابٌ ومُحْتَضَرٌ ... ابنا لَقيطٍ وأَوْدى في الوَغى قَطَنُ
    وكانت ابنةُ ‏‏قيسِ بنِ عاصِمٍ التَّميميّ مِن بين السَّبايا.‏وحين َ وفدَتْ وفودُ بني تَميمٍ على النّعمان بن المنذر،وكَلَّمو ه في الذّراريّ،حكمَ النّعمانُ ‏بأنْ يجعلَ الخِيارَ في ذلك إلى النّساء، فأَيَّةُ امرأةٍ اِختارَتْ أَباها رُدَّتْ إليه،وإنِ اِختارَتْ زوجَها تُرَِْكَتْ عليهِ؛فشَكَروا له هذا ‏الصَّنيعَ. ‎وحينَ خيّرَ النّعمانُ السَّبايا بحُرِّيَّةِ العَودةِ اِختلَفْنَ في الخِيار،فكلُّهُ نّ اختارَتْ أَباها، واختارَتْ ابنةُ قيسِ بنِ عاصِمٍ سابيَها عَمرو بن الـمُشَمْرَِج[2]‏ على زوجِها؛فغضِبَ قيسُ بنُ عاصِم،وأقسم بوَأْدِ (في رواية: ونذَرَ أنْ يَدُسَّ) كلّ بنتٍ تُولَدُ له في التّرابِ،فوَأَد َ بضعَ عشرةَ ‏بنتاً.وبصَنيعِ قيسِ بنِ عاصمٍ[3] هذا،بإِحيائِه هذه السُّنَّة نزلَ القرآنُ بذمِّ وَأْدِ البناتِ.
    وروايةٌ ثانيةٌ[4] تقولُ:إنّ أوّلَ قبيلةٍ وَأَدَت البَناتِ مِن العربِ ‏رَبِيعَةُ؛ وذلك على ما ‏‏يُروَى أنّ قومًا مِن الأعرابِ أَغاروا على قبيلةِ ربيعة،وسَبَوْا بنتًا لِأميرٍ لهم،فاسترَدَّها بعد ‏‏الصُّلْحِ، وبعد أنْ خَيَّروها بين أنْ ترجِعَ إلى أَبيها أو أنْ تبقى عند مَن هي عنده مِن الأعداء؛اختارَت ْ وفضَّلَتْ سابيَها،وآثرتهُ على أَبيها؛عند ذلكَ غضبَ أبوها،وسَنَّ لِقومِه شريعةَ الوَأْدِ، ففعلُوا غَيرةً ‏‏منهم،وخوفًا مِن تَكرار هذه الحادثة.
    لكن من المتَّفَق عليه أنّ بني تميم وبني كِندة وبني ربيعة ‏كانُوا من القبائل الّتي انتشرَ فيها ‏وأدُ البناتِ.وتواترت الرّوايةُ على أنّ قيسَ بنَ عاصِم يعتبرُ أوّلَ[5] تَميميّ فعَلَ ذلك،فقد (وَأدَ … مِن ‏بني تَمِيم ثَمانِ بَناتٍ لَهُ قَبْلَ إسْلامِهِ)[6]. ‏‎قال ابن خلِّكان[7]:إنّه(أوّلُ مَن وأدَ البناتِ في الجاهليّة للغَيرةِ والأَنَفَةِ ‏مِن النِّكاح،وتَبعَ هُ النّاسُ في ذلك ‏إلى أنْ أبطَلَه الإسلامُ)،وكان سيِّدًا في قومه.‎فقد روى (النّعمانُ بنُ بشيرٍ عن عمرَ بنِ الخطّاب رضي اللّه عنهما قال:جَاءَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ التَّمِيمِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي وَأَدْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ثَمَانَ بَنَاتٍ،فَقَالَ :" أَعْتِقْ عَنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ نَسَمَةً ".وَلِهَذَا شَاهِدٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ... عن خَلِيفَةَ بنِ حُصَيْنٍ،عَنْ قَيْسِ بْنِ عَاصِمٍ،أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:إِنِّي وَأَدْتُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَوْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ بِنْتًا لِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ ،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَعْتِقْ عَدَدَهُنَّ نَسَمًا)[8].
    وسببُ ذلك أنّ (بعضَ أعداءِ قيس بنِ عاصمٍ أغارَ ‏عَلَيْهِ فَأَسَرَ بنتَه فاتّخذَها لنَفسِهِ ثمَّ حصلَ بَينهم صلحٌ فَخيّرَ ابْنَتَه فَاخْتَارَتْ ‏زَوجَهَا،فآلى قيسٌ على نَفسِه أَن لَا تُولَد لَهُ بنتٌ إلاَّ دَفنهَا حَيَّة،فَتَبِعَ هُ الْعَرَبُ على ‏ذَلِك)[9].
    * أوّلُ مَن فَدى الموءودة :
    ‏(وَكَانَ صعصعةُ ‏بنُ نَاجِية ‏التَّمِيمِيّ جدُّ الفرزدق همّام بن غَالب بن صعصعة أوّلَ مَن فَدى ‏الموءودة، وَذَلِكَ أَنّه كَانَ يعمِدُ ‏إِلَى مَن يفعلُ ذَلِك فيَفدِي الوَلَدَ مِنْهُ بِمَالٍ يتّفقانِ ‏عَلَيْهِ، وَإِلَى ذَلِك أَشَارَ الفرزدقُ بقوله [‏مُفتخِرا]:‏
    وجَدّي الَّذِي مَنَعَ الوَائِداتِ ... وأَحْيى الوَئِيدَ فَلَمْ يُؤَدِ)[10].‏
    وقال أيضا:‏‎
    (ومِنّا الّذي أحْيا الوَئِيدَ وغالِبٌ ... وعَمروٌ ومِنّا حاجبٌ والأقارِعُ)[11].
    يتبع ...
    الهوامش:

    [1] - الكامل في اللّغة (1/ 392)،مجمع الأمثال (1/ 425)،معجم الشّعراء (1/ 211)،شرح مقامات الحريريّ (4/ 177 – 178). ‏
    [2] - في صبح الأعشى (1/ 404):(عمرو بن الجَمُوح).
    [3] - قال جواد عليّ في ‏المُفصَّل في تاريخ العرب قبل الإسلام (9/ 92):(والظّاهرُ أنّ وأدَ " قيس [بن عاصم] " لِبناتٍ مِن بناتِه، ووجودَه في تميمٍ خاصّةً بعد أنْ خَفَّ عند بقيّةِ العرب،حَمَلَ أصحابَ الأخبارِ على إرجاعِ ‏أصلِه وأساسِه إلى " قيس [بن عاصم] "،مع أنّهم يذكرون حوادثَ عن الوَأدِِ،مثلَ ما ذكروه عن " سودة بنت زهرة " الكاهِنَة، تتقدّمُ في الزّمنِ على ‏‏" قيسٍ ".والوَأْدُ عند العربِ أقدمُ منه،وربّما يعودُ إلى ما قبل الميلادِ). ‏
    [4] - التّحرير والتّنوير (30/ 146 سورة التّكوير) بتصرُّف.
    [5] - عمدة القاري (22/ 136 رقم 5975).
    [6] - الدُّرّ المنثور (15/ 268).
    [7] - وفيات الأعيان (1/184 رقم 75).
    [8] - السّنن الكبرى للبيهقيّ (8/ 202 رقم 16424، 16425)،وغيرُه ‏.
    [9] - عمدة القاري (22/ 136 رقم 5975).
    [10] - أدب الكتّاب (1/ 173)،عمدة القاري (22/ 136 رقم 5975)‏.
    [11] - معاهِد التّنصيص (1/ 1/ 119).

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: (4) بَراءةُ النِّسْبَةِ ‏(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة ...

    جزاكم الله خيرًا، وبارك في جدهدك.
    يستحسن أن يكون الموضوع في نفس المكان، ما دام مرتبطًا ببعضه.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    81

    افتراضي رد: (4) بَراءةُ النِّسْبَةِ ‏(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة ...

    بارك اللّه فيك .
    أفعل إن شاء اللّه . شكرا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: (4) بَراءةُ النِّسْبَةِ ‏(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تبركان مشاهدة المشاركة
    بارك اللّه فيك .
    أفعل إن شاء اللّه . شكرا
    آمين وإياكم
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    81

    افتراضي رد: (4) بَراءةُ النِّسْبَةِ ‏(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    آمين وإياكم
    معذرة للأخ المشرف لم أستطع فعل ما وعدتُ به !.
    لقد حاولت نشر مقالي في نطاق الردود،لكنّني لا أستطيع التحكّم فيه بالتّعديل والتنسيق ؟!.
    شكرا.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: (4) بَراءةُ النِّسْبَةِ ‏(حولَ خبرِ وَأْدِ عمرَ بن الخطّاب رضي اللّهُ عنه لِابنتِه في الجاهليَّة ...

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تبركان مشاهدة المشاركة
    معذرة للأخ المشرف لم أستطع فعل ما وعدتُ به !.
    لقد حاولت نشر مقالي في نطاق الردود،لكنّني لا أستطيع التحكّم فيه بالتّعديل والتنسيق ؟!.
    شكرا.
    لا عليك، وإذا أردت المساعدة فلك ذلك
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •