تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: فوائد مختارة من تفسير الإمام القرطبي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي فوائد مختارة من تفسير الإمام القرطبي

    فوائد مختارة من تفسير الإمام القرطبي (1)


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ


    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن تفاسير القرآن الكريم المشهورة: تفسير الإمام القرطبي ( ت 671 هـ) رحمه الله, المسمى " الجامع لأحكام القرآن "
    وقد أثنى كثيرون على تفسيره من المتقدمين والمتأخرين. قال الكتبي: مليح إلى الغاية.
    وقال ابن العماد: ما أكثر فوائده. وقال السيوطي: سارت به الركبان. وقال الصفدي: تفسير عظيم في بابه.
    وقال أبو شهبة: من أجل التفاسير وأعظمها نفعاً. وقال محمد الطاهر عاشور: من أهم التفاسير. وقال القصبي محمود زلط: موسوعة علمية رائعة. وقال مشهور حسن آل سلمان: من أجود كتب التفسير وأكثرها نفعاً لسهولة أسلوبه وحسن تنظيم مسائله. وقال صالح عبدالعزيز آل الشيخ: تميز بأنه فيه من العلوم المتنوعة والأحكام والفوائد ما لا يوجد في غيره. وقال عبدالله عبدالمحسن التركي: جمع فيه أكثر العلوم وكان لأحكام القرآن الحظ الأوفى منه...فأضحى غنياً في مضمونه شاملاً في موضوعه. وقال فهد عبدالرحمن الرومي: أفضل وأشهر تفاسير آيات الأحكام القرآنية حتى يومنا هذا. وقال عمر سليمان عبدالله الأشقر: المؤلفات في تفسير القرآن كثيرة ومن أفضلها تفسيره.
    وقد أجاد الإمام القرطبي في نقده لأهل البدع والأهواء.
    قال محمد سعيد القحطاني : كان شديد الإنكار على الصوفية المهرقطة أصحاب الخرافة والتواكل وكان نقده لهم نقداً علمياً رصيناً وكان شديد الإنكار على القدرية والمعتزلة والرافضة.
    ومما يؤخذ على الإمام القرطبي عفا الله عنه, أن تفسيره لم يكن على منهج السلف, إضافة إلى وجود بعض الأحاديث الضعيفة. قال محمد راشد البركة :جرى في تفسيره هذا على طريقة الأشاعرة في تأويل الأسماء والصفات. وقال عبدالكريم عبدالله الخضير: على مذهب الأشاعرة...فيه الأحاديث الضعيفة. وقال محمد سعيد القحطاني: كانت تنتابني الحسرة والألم والحرقة على المزالق التي وقع فيها هذا الإمام العظيم في باب توحيد الأسماء والصفات !! فقد أصابته لوثة الأشاعرة التي لا تثبت لله إلا سبع صفات بالدليل العقلي!! وتؤول بقية صفات الله تعالى...فيا ليته كان في باب الصفات على منهج سلف الأمة لكن نسأل الله أن يتجاوز عنا وعنه.
    والتفسير كما وسمه أهل العلم من أكبر الموسوعات العلمية, فقد حوى علماً غزيراً, في فنون كثيرة, كما يوجد به الفوائد الكثيرة, وقد يسّر الله الكريم لي فاخترت بعضاً منها, وقد وثقت ما اخترت منها بذكر رقم الجزء, والصفحة, في نهاية كل فائدة, علماً أني أنقل من التفسير الذي طبعته: الهيئة المصرية العامة للكتاب, بدولة مصر, الطبعة الثالثة, عام ( 1987م)
    هذا وقد استفدت من الكتاب النافع الجيد: "فوائد علمية هامة من تفسير القرطبي " للدكتور محمد بن سعيد القحطاني, ومن كتاب: " ليدبروا آياته " المجموعة الأولى, الطبعة الأولى(1429هـ, 2008م)أسأل الله أن ينفعني والجميع بما اخترت من فوائد
    طلب العلم:
    تدوين العلم:
    الحفظ قد تعتريه الآفات من الغلط والنسيان, وقد لا يحفظ الإنسان ما يسمع, فيقيده لئلا يذهب عنه, قال معاوية بن قرة: من لم يكتب العلم لم يعد علمه علماً. [ 11/205-206]
    مرتبة العلم:
    طلب العلم فضيلة عظيمة, ومرتبة شريفة, لا يوازيها عمل. قال الربيع: سمعت الشافعي يقول: طلب العلم أوجب من الصلاة النافلة.[:8/295,296]
    بركة العلم:
    شرطي في هذا الكتاب: إضافة الأقوال إلى قائليها, والأحاديث إلى مصنفيها, فإنه يقال: من بركة العلم أن يضاف القول إلى قائله.[:1/3]
    الحذر أن يكون طلب العلم للدنيا:
    الشهوة الخفية: الرجل يتعلم العلم يحب أن يجلس إليه.[:5/180]
    الحذر من كتم العلم:
    قال الحسن وقتادة: من علم شيئاً فليعلمه, وإياكم وكتمان العلم فإنه هلكه. وقال محمد بن كعب: لا يحل لعالم أن يسكت على علمه[:4/304]
    الدعاء:
    شروط الدعاء:
    قال سهل بن عبدالله التستري: شروط الدعاء سبعة: التضرع, والخوف, والرجاء, والمداومة, والخشوع, والعموم, وأكل الجلال,[ 2/311]
    أسباب عدم استجابة الدعاء:
    قيل لإبراهيم بن أدهم: ما لنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟ قال: لأنكم عرفتم الله فلم تطيعوه, وعرفتم الرسول فلم تتبعوا سنته, وعرفتم القرآن فلم تعملوا به, وأكلتم نِعم الله فلم تؤدوا شكرها, وعرفتم الجنة فلم تطلبوها, وعرفتم النار فلم تهربوا منها, وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه, وعرفتم الموت فلم تستعدوا له, ودفنتم الموتى فلم تعتبروا, وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس[:2/312]
    الدعاء ولو كان الإنسان مقصراً في طاعة الله, مرتكباً للذنوب:
    قال سفينان بن عيينه: لا يمنعن أحد من الدعاء ما يعلمه من نفسه, فإن الله قد أجاب دعاء شر الخلق إبليس: ( قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون * قال فإنك من المنظرين ) [:2/313]
    الدعاء للذرية:
    قال مالك بن مقول: اشتكى أبو معشر ابنه إلى طلحة بن مصرف, فقال: استعن عليه بهذه الآية: ( رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين ) [الأحقاف/15][ 16/195]
    دعاء من أعظم ما يكون من الجوائز:
    قال الحسن: لما ورد البشير على يعقوب, لم يجد عنده شيئاً يثيبه به, فقال: والله ما أصبتُ عندنا شيئاً, وما خبزنا شيئاً منذ سبع ليال, ولكن هوّن الله عليك سكرات الموت. قلت [القائل الإمام القرطبي] : وهذا الدعاء من أعظم ما يكون من الجوائز, ومن أفضل العطايا والذخائر.[:9/261]
    رباعيات:
    أربعة مساجد لم يبنهن إلا نبي:
    الكعبة, بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام, بيت أريحا ببيت المقدس, بناه داود وسليمان عليهما السلام, مسجد المدينة, ومسجد قباء, اللذين أسِّسا على التقوى, بناهما رسول الله صلى عليه وسلم.[:8/260]
    الأذلاء أربعة:
    قال أكتم بن صيفي: الأذلاء أربعة: النمام والكذاب والمديون واليتيم. [:20/10!]
    أربع يعصمن من البلاء:
    قيل: كل بلدة فيها أربعة فأهلها معصومون من البلاء: إمام عادل لا يظلم, وعالم على سبيل الهدى, ومشايخ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويُحرضون على طلب العلم والقرآن, ونساؤهم مستورات لا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى.[:4/49]
    من قال أربعاً أمِنَ من أربع:
    من قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله أمِنَ من العين.
    ومن قال: حسبنا الله ونعم الوكيل أمِنَ من كيد الشيطان.
    ومن قال: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين أمِنَ من الغمّ.
    ومن قال أفوض أمري إلى الله أمِنَ من مكر الناس.[10/407]
    في الخمر أربع خصال:
    روى الضحاك عن ابن عباس قال: في الخمر أربع خصال السُّكر, والصداع, والقيء, والبول, وقد ذكر الله تعالى خمر الجنة فنزهها عن هذه الخصال.[:17/204]
    أربع من كنّ فيه كنّ له:
    قال مكحول: أربع من كنّ فيه كنّ له: الشكر, والإيمان, والدعاء, والاستغفار [:5/426]
    التوبة النصوح يجمعها أربعة أشياء:
    التوبة النصوح...قال القرظي: يجمعها أربعة أشياء: الاستغفار باللسان, والإقلاع بالأبدان, وإضمار ترك العود بالجنان, ومهاجرة سيء الخلان.[:18/198]
    البكاء أربعة:
    قال ابن عباس رضي الله عنهما: البكاء أربعة: بكاء من الخوف, وبكاء من الجزع, وبكاء من الفرح, وبكاء رياء.[:19/268]
    الإبل تجمع أربع خلال:
    الإبل أجمع للمنافع من سائر الحيوان, لأن ضروبه أربعة: حلوبة, وركوبة, وأكُولة, وحُمولة, والإبل تجمع هذه الخلال الأربع, فكانت النعمة بها أعم.[20/35]
    بُليت بأربعٍ:
    إني بُليــــــــــت ُ بــــــــأربـــ ــــــــــعٍ يرميني بالنبل قد نصبوا عليّ شراكهم
    إبليسُ والدنيا ونفسي والهـوى من أين أرجو بينهن فكـــــاكــــــ ا
    يا ربِّ ســـــــــــاعد ني بعـــــــفوٍ إنني أصبحت لا أرجو لهن ســــــــوكا[20/67]
    فروق:
    الغضب والغيظ:
    الغيظ لا يظهر على الجوارح, بخلاف الغضب فإنه يظهر على الجوارح مع فعل ما ولا بد.[:4/207]
    العقوبة والانتقام:
    قيل: العقوبة ما تقدرت, والانتقام غير مقدر.[:16/134]
    البغي والافتراء:
    الفرق بين البغي والافتراء, أن البغي بالفعل, والافتراء بالقول.[:16/135]
    العفو والعفران:
    العفو: عفو الله جل وعز عن خلقه, وقد يكون بعد العقوبة وقبلها, بخلاف الغفران فإنه لا يكون معه عقوبة ألبته.[ 1/397]
    العفو والصفح:
    العفو: ترك المؤاخذة بالذنب, والصفح: إزالة أثره من النفس.[:2/71]
    الخطيئة والإثم:
    قيل: هما بمعنى واحد, وقال الطبري: إنما فرق بين الخطيئة والإثم, أن الخطيئة تكون عن عمد وعن غير عمد, والإثم لا يكون إلا عن عمد. وقيل: الخطيئة الصغيرة, والإثم الكبيرة.[ 5/380]
    الذل والخشوع:
    الفرق بين الذل والخشوع. وإن تقارب معناهما, أن الذل: أن يكون ذليل النفس, والخشوع أن يتذلل لذي طاعة.[:11/248]
    الظلم والهضم:
    الفرق بين الظلم والهضم, أن الظلم: المنع من الحق كله, والهضم: المنع من بعضه, والهضم ظلم وإن افترقا من وجه[:11/249]
    الجلاء والإخراج:
    الفرق بين الجلاء والإخراج وإن كان معناهما في الإبعاد واحداً من وجهين:
    أحدهما أن الجلاء ما كان مع الأهل والولد والإخراج قد يكون مع بقاء الأهل والولد
    الثاني: أن الجلاء لا يكون إلا لجماعة والإخراج يكون لواحد ولجماعة.[:18/5-6]

    المنّ والتفضل:
    المنّ: عفو عن الذنب, والتفضل: إحسان غير مستحق. [15/292]
    العجمي والأعجمي:
    العجمي: الذي ليس من العرب كان فصيحاً أو غير فصحيح, والأعجمي: الذي لا يفصح كان من العرب أو من العجم.[15/368]

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي رد: فوائد مختارة من تفسير الإمام القرطبي

    فوائد مختارة من تفسير الإمام القرطبي (2)


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ



    قصص فيها عبر وفوائد:
    العفو والصفح والإحسان تجلب محبة القلوب:

    قال عصام بن المصطلق: دخلت المدينة, فرأيت الحسن بن علي عليهما السلام, فأعجبني سمته, وحسن روايته, فأثار مني الحسد ما كان يُجنّه صدري لأبيه من البغض, فقلتُ: أنت ابن أبي طالب !
    قال: نعم, فبالغت في شتمه وشتم أبيه, فنظر إليّ نظرة عاطف رءوف ثم قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف:199] فقرأ إلى قوله: {فإذا هم مبصرون} ثم قال لي: خفّض عليك, أستغفر الله لي ولك, لو استطعنا أعنّاك, ولو استرفدتنا أرفدناك, ولو استرشتدتنا أرشدناك, فتوسم في الندم على ما فرط مني, فقال: {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين} [يوسف:92] أمن أهل الشام أنت ؟ قلتُ: نعم. قال: شنشنة أعرفها من أخزم.
    حيّاك الله وبياك, وعافاك, انبسط إلينا في حوائجك, وما يعرض لك, تجدنا عند أفضل ظنك, إن شاء الله. قال عصام: فضاقت عليّ الأرض بما رحبت وودت أنها ساخت بي, ثم تسللت منه لواذاً, وما على وجه الأرض أحبّ إليّ منه ومن أبيه. [:7/350]
    إفحام الخصم:
    حُكي أن ابن عباس لقيه رجل من اليهود, فقال اليهودي: ممن أنت ؟
    قال: من قريش. فقال: أنت من القوم الذين قالوا: { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك} الآية [الأنفال:32] فهلاّ عليهم أن يقولوا: إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا له ! إن هؤلاء قوم يجهلون.
    قال ابن عباس: وأنت يا إسرائيلي, من القوم الذين لم تجف أرجلهم من بلل البحر الذي أغرق فيه فرعون وقومه, وأنجي موسى وقومه, حتى قالوا: { اجعل لنا إلها كما لهم آلهة}[الأعراف:138] فقال لهم موسى: {إنكم قوم تجهلون } فأطرق اليهودي مفحماً.[:7/398]
    آمن ثم ارتد, فدعا علية رسول الله علية الصلاة والسلام, فأكله الأسد:
    قوله تعالى: {قُتل الإنسان ما أكفره} [عبس:17] نزلت في عتبة بن أبي لهب, وكان قد آمن, فلما نزلت " النجم " ارتد, وقال: آمنت بالقرآن كله إلا النجم, فأنزل الله جل ثناؤه فيه: ( قُتل الإنسان ) أي لعن عتبة, حيث كفر بالقرآن, ودعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: ( اللهم سلط عليه كلبك أسد الغاضرة ) فخرج من فوره بتجارة إلى الشام, فلما انتهى إلى الغاضرة, تذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم, فجعل لمن معه ألف دينار إن أصبح حياً, فجعلوه في وسط الرفقة, وجعلوا المتاع حوله, فبينما هم على ذلك أقبل الأسد, فلما دنا من الرحال وثب, فإذا هو فوقه فمزقه, وقد كان أبوه ندبه وبكى, وقال: ما قال محمد شيئاً قط إلا كان. [19/217]
    إسلام يهودي, بعد أن تبين له أن القرآن الكريم محفوظ من الزيادة والنقصان:
    قال يحيى بن أكتم: كان للمأمون....مجلس نظر, فدخل في جملة الناس رجل يهودي, فتكلم فأحسن الكلام فلما أن تقوض المجلس دعاه المأمون فقال له إسرائيلي ؟ قال: نعم قال له أسلم حتى أفعل بك, ووعده, فقال: ديني ودين آبائي, وانصرف, فلما كان بعد سنة, جاء مسلماً, فلما تقوض المجلس دعاه المأمون وقال: ألست صاحبنا؟ قال: بلى قال: فما كان سبب إسلامك؟ قال: انصرفت من حضرتك فأحببت أن أمتحن هذه الأديان وأنت تراني حسن الخط فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ, فزدت فيها ونقصت وأدخلتها الكنيسة فاشتريت مني, وعمدت إلى الإنجيل, فكتبت ثلاث نسخ, فزدت فيها ونقصت, وأدخلتها البيعة, فاشتريت مني, وعمدت إلى القرآن فعملت ثلاث نسخ, وزدت فيها ونقصت, وأدخلتها الوراقين فتصفحوها, فلما أن وجدوا فيها الزيادة والنقصان رموا بها فلم يشتروها, فعلمت أن هذا الكتاب محفوظ فكان هذا سبب إسلامي. قال يحيى بن أكتم: فحججت تلك السنة, فلقيت سفيان بن عيينة فذكرت له الخبر فقال: مصداق هذا في كتاب الله عز وجل, قلتُ: في أي موضع؟ قال في قول الله تبارك وتعالى في التوراة والإنجيل: ( بما استحفظوا من كتاب الله) [المائدة:44]فجعل حفظه إليهم فضاع وقال عز وجل{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}[الحجر:9]فحفظه عز وجل علينا فلم يضع[10/5-6]
    حكايات وروايات وأخبار غير صحيحة:
    حكاية نبي الله داود عليه السلام مع أوريا:
    ذكر هذه الحكاية عند تفسيره لقوله تعالى: {وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب} [ص:21] ثم قال: ولا يصح.[15/166]
    الحكايات في ابتلاء نبي الله أيوب عليه السلام:
    ذكر هذه الروايات عند تفسيره لقول تعالى: {واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب } [ص:41] ثم قال: قال ابن العربي القاضي أبو بكر رضي الله عنه: ولم يصح عن أيوب في أمره إلا ما أخبرنا الله عنه في كتابه في آيتين, الأولى: قوله تعالى: {وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر} [الأنبياء:83] والثانية: في "ص" {أني مسني الشيطان بنصب وعذاب} وأما النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصح عنه أنه ذكره بحرف واحد إلا قوله: ( بينا أيوب يغتسل إذ خرّ عليه رِجل جراد من ذهب ) الحديث. وإذا لم يصح عنه فيه قرآن ولا سنة إلا ما ذكرناه, فمن الذي يوصل السامع إلى أيوب خبره, أم على أيّ لسان سمعه ؟ والإسرائيليات مرفوضة عند العلماء على البتات, فأعرض عن سطورها بصرك, وأصم عن سماعها أذنيك, فإنها لا تعطى فكرك إلا خيالاً, ولا تزيد فؤادك إلا خبالاً.[15/210]
    أن قوله تعالى: (ومنهم من عاهد الله) نزلت في حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه:
    قوله تعالى: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين} [التوبة:75] ذُكِرَ عن ابن عباس في سبب نزول الآية, أن حاطب بن أبي بلتعة أبطأ عنه ماله بالشام, فحلف في مجلس من مجالس الأنصار, إن سَلِم ذلك لأتصدقن منه, ولأصلن منه, فلما سَلِم بَخِل بذلك, فنزلت.
    قلت [القائل الإمام القرطبي ]: وثعلبة بدري أنصاري, وممن شهد الله له ورسوله بالإيمان,...فما روي عنه غير صحيح.[8/209-210]
    قصة حسان بن ثابت مع صفية بنت عبدالمطلب رضي الله عنهما:
    قالت صفية بنت عبدالمطلب رضي الله عنهما: كنا يوم الأحزاب في حصن حصين حسان ابن ثابت, وحسان معنا في النساء والصبيان, والنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في نحر العدو, لا يستطيعون الانصراف إلينا, فإذا يهودي يدور, فقلت لحسان: انزل إليه فاقتله, فقال: ما أنا بصاحب هذا يا ابنة عبدالمطلب ! فأخذتُ عموداً ونزلت من الحصن فقتلته, فقلت: يا حسان, انزل فاسلبه, فلم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل, فقال: مالي بسلبه حاجة يا ابنة عبدالمطلب ! فنزلتُ فسلبته.
    قال أبو عمر بن عبدالبر: وقد أنكر هذا عن حسان جماعة من أهل السير, وقالوا: لو كان حسان من الجبن ما وصفتم لهجاه بذلك الذين كان يهاجيهم في الجاهلية والإسلام, ولهُجِي بذلك ابنه عبدالرحمن, فإنه كان كثيراً يهاجي الناس من شعراء العرب.[14/135]

    القول بأن ابن جرير الطبري يجيز أن تكون المرأة قاضية:
    نقل عن محمد بن جرير الطبري أنه يجوز أن تكون المرأة قاضية, ولم يصح ذلك عنه.[13/183]





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,443

    افتراضي رد: فوائد مختارة من تفسير الإمام القرطبي

    فوائد مختارة من تفسير الإمام القرطبي (3)


    فهد بن عبد العزيز الشويرخ



    متفرقات:
    آية كانت سبباً لتوبة عابدين:
    هذه الآية: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} [الحديد:16] كانت سبب توبة: الفضل بن عياض, وابن المبارك رحمهما الله.[17/250]
    " من جهل شيئا عاده " في موضعين من القرآن الكريم:
    قيل للحسن بن الفضل: هل تجد في القرآن: من جهل شيئاً عاده. قال: نعم, في موضعين:{بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه } [يونس:39] وقوله: {وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفك قديم} [الأحقاف:11]
    حافظ القرآن الكريم:
    من أوتى علم القرآن فلم ينتفع, وزجرته نواهيه فلم يرتدع, وارتكب من المآثم قبيحاً, ومن الجرائم فضوحاً, كان القرآن حجة عليه, وخصماً لديه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( القرآن حجة لك أو عليك ) خرجه مسلم, فالواجب على من خصه الله بحفظ كتابه أن يتلوه حق تلاوته, ويتدبر حقائق عبارته, ويتفهم عجائبه, ويتبين غرائبه قال الله تعالى: ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ) [ص:29] وقال الله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} [محمد:24] جعلنا الله ممن يرعاه حق رعايته. ويتدبره حق تدبره[1/2]
    تقديم الظالم على المقتصد والسابق بالخيرات:
    قوله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير} [فاطر:32] تكلم الناس في تقديم الظالم على المقتصد والسابق, فقيل: التقديم في الذكر لا يقتضي تشريفاً, كقوله تعالى: {لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة } [الحشر:20] وقيل: قدم الظالم, لئلا ييئس من رحمة الله وأخر السابق لئلا يعجب بعمله [14/349]
    الاستماع إلى كتاب الله تعالى بنية صادقة:
    إذا استمع العبد إلى كتاب الله تعالى, وسنة نبيه علية الصلاة والسلام بنية صادقة, على ما يحب الله أفهمه الله كما يحب, وجعل له في قلبه نوراً.[:11/176]
    خطورة الابتداع والزيادة في الشريعة:
    قوله تعالى: {فبدل الذين ظلموا قولاً } أي: فبدل الظالمون منهم قولاً غير الذي قيل لهم: قولوا حطة, فقالوا: حنطة...فزادوا حرفاً في الكلام, فلقوا من البلاء ما لقوا, تعريفاً أن الزيادة في الدين والابتداع في الشريعة عظيمة الخطر, شديدة الضرر, هذا في تغير كلمة هي عبارة عن التوبة, أوجبت كل ذلك من العذاب, فما ظنك بتغير ما هو من صفات المعبود.[:1/415]
    تشبيه الدنيا بالماء:
    قوله تعالى: {واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء } [الكهف:45] قالت الحكماء: إنما شبه تعالى الدنيا بالماء, لأن الماء لا يستقر في موضع, كذلك الدنيا لا تبقى على حال واحد, ولأن الماء لا يستقيم على حالة واحدة كذلك الدنيا, ولأن الماء لا يبقى, ويذهب كذلك الدنيا تفنى, ولأن الماء لا يقدر أحد أن يدخله ولا يبتل, كذلك الدنيا لا يسلم أحد دخلها من فتنتها وآفتها, ولأن الماء إذا كان بقدر كان نافعاً منبتاً, وإذا جاوز المقدار كان ضاراً مهلكاً, وكذلك الدنيا الكفاف منها ينفع, وفضولها يضرّ.[10/412]
    أعمال الدين وسِمَته تظهر على المتدين:
    {صبغة الله} [البقرة:138]قال الأخفش: دين الله. فسمى الدين صبغة استعارة ومجازاً من حيث تظهر أعماله وسِمَته على المتدين كما يظهر أثر الصبغ في الثوب[2/144]
    فوائد صحبة الصالحين ومحبتهم:
    قوله تعالى: {وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد} [الكهف:18] إذا كان بعض الكلاب قد نال هذه الدرجة العليا بصحبته ومخالطته الصلحاء والأولياء, حتى أخبر الله تعالى بذلك في كتابه, فما ظنك بالمؤمنين الموحدين المخالطين المحبين للأولياء والصالحين ؟ قال ابن عطية: وحدثني أبي...قال سمعت أبا الفضل الجوهري في جامع مصر يقول على منبر وعظه سنة تسع وستين وأربعمائة: إن من أحب أهل الخير نال من بركتهم, كلب أحب أهل فضل وصحبهم, فذكره الله في محكم تنزيله.[10/371]
    الغيبة ثلاثة أوجه:
    قال الحسن: الغيبة ثلاثة أوجه كلها في كتاب الله تعالى, الغيبة, والإفك, والبهتان, فأما الغيبة فهو أن تقول في أخيك ما هو فيه, وأما الإفك فأن تقول فيه ما بلغك عنه, وأما البهتان فأن تقول فيه ما ليس فيه.[:16/335]
    الهوى:
    قال أبو الدرداء رضي الله عنه: إذا أصبح الرجل اجتمع هواه وعمله وعلمه, فإن كان عمله تبعاً لهواه فيومه يوم سوء, وإن كان عمله تبعاً لعلمه فيومه يوم صالح.
    قال سهل بن عبدالله التستري: هواك داؤك, فإن خالفته فدواؤك. وقال وهب: إذا شككت في أمرين ولم تدر خيرهما فانظر أبعدهما من هواك فإنه.[16/167-168]
    ما يقال عند صوت الرعد:
    روى مالك عن عامر بن عبدالله عن أبيه أنه كان إذا سمع صوت الرعد قال: سبحان الذي يُسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته, ثم يقول: إن هذا وعيد لأهل الأرض شديد.[:9/296]
    عدم رفع الصوت عند قراءة كلام الرسول علية الصلاة والسلام:
    قال القاضي أبو بكر بن العربي: حرمة النبي صلى الله عليه وسلم ميتاً كحرمته حيّاً, وكلامه المأثور بعد موته في الرفعة مثال كلامه المسموع من لفظه, فإذا قرئ كلامه وجب على كل حاضر ألا يرفع صوته, ولا يعرض عنه, كما كان يلزمه ذلك في مجلسه عند تلفظه به.[16/307]
    القرض الحسن:
    ** ألا يقصد إلى الرديء فيخرجه لقوله تعالى: {ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون } [البقرة: 267]
    ** أن يخفى صدقته, لقوله تعالى: {وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم } [البقرة:271]
    ** ألا يمُنّ, لقوله تعالى: {لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى}[البقرة:264]
    ** أن يكون من أحب أمواله, لقوله تعالى: { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } [آل عمران:92]
    ** أن يتصدق في حال يأمل الحياة, فإن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أفضل الصدقة, فقال: «أن تعطيه وأنت صحيح شحيح, تأمل العيش, ولا تهمل, حتى إذا بلغت التراقي قلت لفلان كذا, ولفلان كذا »
    ** أن يكون كثيراً, لقوله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الرقاب أعلاها ثمنا, وأنفسها عند أهلها» ** أن يستحقر كثير ما يعطي, لأن الدنيا كلها قليلة.
    ** أن يكون المتصدق به صادق النية, يبتغي به وجه الله دون الرياء والسمعة.
    ** أن يكون من الحلال[:17/242-243]
    الأعمال أمارت ظنية لا أدلة قطعية:
    لعل من يحافظ على الأعمال الظاهرة يعلم الله من قلبه وصفاً مذموماً لا تصح معه تلك الأعمال, ولعل من رأينا عليه تفريطاً أو معصية يعلم الله من قلبه وصفاً محموداً يغفر له بسببه, فالأعمال أمارات ظنية لا أدلة قطعية, ويترتب عليها عدم الغلو في تعظيم من رأينا عليه أفعالاً صالحة, وعدم الاحتقار لمسلم رأينا عليه أفعالاً سيئة. بل تُحتقر وتُذمّ تلك الحالة السيئة, لا تلك الذات السيئة, فتدبر هذا, فإنه نظر دقيق, وبالله التوفيق.[:16/326-327]
    الناس ثلاثة:
    قال شميط العجلان: الناس ثلاثة:
    رجل ابتكر للخير في حداثة سنه, وداوم عليه حتى خرج من الدنيا, فهذا هو السابق المقرب.
    ورجل ابتكر عمره بالذنوب, ثم طول الغفلة, ثم رجع بتوبته حتى ختم له بها, فهذا من أصحاب اليمين.
    ورجل ابتكر عمره بالذنوب, ثم لم يزل عليها حتى ختم له بها, فهذا من أصحاب الشمال.[17/199-200]
    نفس المؤمن تنشط للخروج عند الموت:
    عن ابن عباس قال: أنفس المؤمنين عند الموت تنشط للخروج, وذلك أنه ما مؤمن يحضره الموت إلا وتعرض عليه الجنة قبل أن يموت, فيرى فيها ما أعدَّ الله له من أزواجه وأهله من الحور العين, فهم يدعونه, فنفسه إليهم نشِطة أن تخرج فتأتيهم. [:19/191]
    من أدب الاستماع:
    قال وهب بن منبه: من أدب الاستماع: سكون الجوارح, وغض البصر, والإصغاء بالسمع, وحضور العقل, والعزم على العمل, وذلك هو الاستماع كما يحب الله تعالى, وهو أن يكف العبد جوارحه, ولا يشغلها, فيشتغل قلبه عما يسمع, ويغض طرفه فلا يلهو قلبه بما يرى, ويحضر قلبه فلا يُحدث نفسه بشيء سوى ما يستمع إليه ويعزم أن يفهم فيعمل بما يفهم.[:11/176]
    استبقاء الطيبات للآخرة:
    قال قتادة: ذكر لنا أن عمر رضي الله عنه قال: لو شئت كنت أطيبكم طعاماً, وألينكم لباساً, ولكني أستبقي طيباتي للآخرة. ولما قدم الشام صُنع له طعام لم ير قط مثله, فقال: هذا لنا! فما لفقراء المسلمين الذين ماتوا وما شبعوا من خبر الشعير! فقال خالد بن الوليد: لهم الجنة. فاغرورقت عينا عمر بالدموع, وقال: لئن كان حظنا من الدنيا هذا الحطام, وذهبوا هم في حظهم بالجنة, فلقد باينونا بوناً بعيداً [:16/201]
    بكاء السماء والأرض على المؤمن:
    قال مجاهد: إن السماء والأرض يبكيان على المؤمن أربعين صباحاً. قال أبو يحيى: فعجبت من قوله. فقال: أتعجب! وما للأرض لا تبكي على عبد يعمرها بالركوع والسجود! وما للسماء لا تبكي على عبد كان لتسبيحه وتكبيرة فيها دوي كدوي النحل. وقال عليّ وابن عباس رضي الله عنهما: إنه يبكى عليه مصلاه من الأرض, مصعد عمله من السماء. قال عطاء الخراساني: ما من عبد يسجد لله سجدة في بقعة من بقاع الأرض إلا شهدت له يوم القيامة وبكت عليه يوم يموت[:16/140]
    من ينتقصون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    روى أبو عروة الزبيري من ولد الزبير, قال: كنا عند مالك بن أنس, فذكروا رجلاً ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقرأ مالك هذه الآية: ( محمد رسول الله والذين معه) حتى بلغ {يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار } [الفتح:29] فقال مالك: من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية, ذكره الخطيب أبو بكر.
    قلت [القائل: الإمام القرطبي]: لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله, فمن نقص واحداً منهم, أو طعن عليه في روايته, فقد ردّ على الله رب العالمين, وأبطل شرائع المسلمين[16/296-297]
    الكِبر لا يمكن إخفاؤه:
    قال العلماء: كل ذنب يمكن التستر منه, وإخفاؤه إلا الكِبر, فإنه فسق يلزمه الإعلان, وهو أصل العصيان كله.[10/95]
    الوفاة على معصية:
    قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا يتوفى أحد على معصية إلا بضرب شديد لوجهه وقفاه.[16/250]
    من حفر حفرة لأخيه وقع فيها:
    عن ابن عباس أن كعباً قال له: إني أجد في التوراة " من حفر حفرة لأخيه وقع فيها " فقال ابن عباس: فإني أجد ذلك في القرآن ذلك. قال: وأين ؟ قال: فاقرأ: ( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ) وفي أمثال العرب: من حفر لأخيه جُبّاً وقع فيه مُنكباً.[:14/359]
    النميمة نار محرقة:
    قال أكتم بن صيفي لبنيه: إياكم والنميمة, فإنها نار محرقة, وإن النمام ليعمل في ساعة ما لا يعمل الساحر في شهر[20/239]
    الحاسد مغموم:
    الحسد أول ذنب عُصي به الله في السماء, وأول ذنب عُصي به الأرض, فأما في السماء فحسدُ إبليس لآدم, وأما في الأرض فحسدُ قابيل لهابيل.
    والحسد مذموم, وصاحبه مغموم, وهو يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. قال الحسن: ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من حاسد, حزن لازم, وعبرة لا تنفذ. وقال عبدالله بن مسعود: لا تُعادوا نعم الله, قيل: ومن يعادي نعم الله ؟ قال: الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله. [:5/251]
    فضيلة الصدق:
    قال مالك بن أنس: قلّما كان رجل صادقاً لا يكذب, إلا مُتع بعقله, ولم يصبه ما يصيب غيره من الهرم, والخرف.[:8/288]
    من فوائد الشورى:
    قال ابن العربي: الشورى ألفه للجماعة, ومسبار للعقول, وسبب إلى الصواب, وما تشاور قوم قط إلا هُدُوا.[:16/37]
    المروءة في السفر:
    قال ربيعة بن أبي عبدالرحمن: المروءة في السفر: بذل الزاد, وقلة الخلاف على الأصحاب, وكثرة المزاح في غير مساخط الله.[:5/189]
    الرؤيا الصادقة قد تكون منذرة من قبل الله تعالى:
    الرؤيا الصادقة قد تكون منذرة من قبل الله تعالى, لا تسرّ رائيها, وإنما يريها الله تعالى المؤمن رفقاً به ورحمة, ليستعد لنزول البلاء قبل وقوعه, فإن أدرك تأولها بنفسه, وإلا سأل عنها من له أهلية ذلك. وقد رأى الشافعي رضي الله عنه وهو بمصر رؤيا لأحمد بن حنبل, تدل على محنته, فكتب إليه بذلك ليستعد لذلك.[9/127]
    الظلم والذنوب سبب للعذاب:
    قال ابن مسعود: كاد الجُعل أن يُعذب في جُحرة بذنب ابن آدم. وقال يحيى بن أبي كثير: أمر رجل بالمعروف ونهي عن المنكر, فقال له رجل: عليك نفسك, فإن الظالم لا يضر إلا نفسه, فقال أبو هريرة: كذبت والله الذي لا إله إلا هو. ثم قال: والذي نفسي بيده أن الحبارى لتموت هُزلاً في وكرها بظلم الظالم. قال الثمالي ويحيى بن سلام: يحبس الله المطر فيهلك كل شيء.[:14/361]
    طول الأمل:
    طول الأمل داء عضال, ومرض مزمن, ومتى تمكن من القلب فسد مزاجه, واشتد علاجه, ولم يفارقه داء, ولا نجع فيه دواء, بل أعيا الأطباء, ويئس من برئه الحكماء والعلماء, وحقيقة الأمل: الحرص على الدنيا والانكباب عليها, والحب لها, والإعراض عن الآخرة. قال الحسن: ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل.
    وصدق رضي الله عنه.[:10/2-3]
    دعاء لابن عباس رضي الله عنهما عند شربه لماء زمزم:
    كان ابن عباس إذا شرب ماء زمزم قال: اللهم إني أسألك علماً نافعاً, ورزقاً واسعاً, وشفاء من كل داء.[:9/370]
    كلمات من درر السلف:
    * الاستغفار بلا إقلاع توبة الكذابين[:9/3]
    * ما أقبل أحد بقلبه على الله تعالى إلا أقبل الله تعالى بقلوب أهل الإيمان إليه, حتى يرزقه مودتهم ورحمتهم[:11/161]
    * في المثل: أيهم أحب إليك أخوك أم صديقك ؟ قال: أخي إذا كان صديقي [:12/316]
    * من خَدَع من لا يُخدع فإنما يخدعُ نفسه.[:1/196]
    * علل القلوب من اتباع الهوى, كما أن علل الجوارح من مرض البدن[:1/197]
    * لن تنالون ما تحبون إلا بترك ما تشتهون, ولا تدركون ما تأملون إلا بالصبر على ما تكرهون.[:4/133]
    * من حفظ ود الكثير وأداه فالقليل أولى, ومن خان اليسير أو منعه فذلك في الكثير أكثر.[:4/116]
    * لا تطلبوا من الأعمى حاجة فإن الحياء في العينين.[:4/117]
    * قال لقمان لابنه: يا بني لا يكن الديك أكيس منك, ينادي بالأسحار وأنت نائم. [:4/40]
    * من آخر الفرصة عن وقتها فليكن على ثقة من فوتها.[:5/384]
    * ردّ الخصوم حتى يصطلحوا, فإن فصل القضاء يورث بينهم الضغائن.[:5/384]
    * ما خطوة أحبّ إلى الله عز وجل من خطوة في إصلاح ذات البين.[:5/385]
    * إذا رأيت ظالماً ينتقم من ظالم فقف, وانظر إليه متعجباً.[:7/85]





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •