حب العبد لله









ياسر برهامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن حبَّ الله -سبحانه وتعالى- هو أصل دين الإسلام، فلن يكون المرء مؤمنًا صحيح الإيمان إلا وهو يحب الله مِن كل قلبه أكبر مِن أي شيءٍ آخر، حتى مِن نفسه ووالديه، وأي شيء في الدنيا.

وهذا الحب يجعل العبد يطيع الله -تعالى- ويحرص على عبادته، والتي أهمها الصلاة؛ حتى يعطيه الله فيها مِن رحمته وفضله ويجعله سعيدًا، قرير العين، حتى ولو في أضيق مكان وأبغضه إلى النفوس، فحافظوا على نعمة الله علينا بالإسلام بطاعة الله، والمحافظة على الصلاة في أول وقتها مِن غير طلبٍ مِن أحد، بل مِن أنفسكم، واصبروا على طاعة الله وابتعدوا عن أصحاب السوء، مثل: "مجالس التلفزيون، والغيبة والشتم"، ولابد أن يبحث الإنسان لنفسه عن أصدقاء مؤمنين مصلين، مطيعين لله -سبحانه وتعالى-.

كل ما تحتاجه لابد أن تطلبه مِن الله، وتدعوه به، وتُلِح وتكرر الدعاء، ولا تقل: "لماذا لم يستجب لنا؟!"، فالله عليم حكيم، يجعل كل شيء في وقته بحكمته، لمصلحة عبده المؤمن؛ لأنه يحبه ولا يُحب مساءته، ولكن أحيانًا تكون مصلحة المؤمن في أمر يكرهه المؤمن، كالدواء المر الذي يجعل الله فيه الشفاء: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) (البقرة:216)، وقال -تعالى-: (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) (النساء:19)، وقد قال -تعالى- عن المؤمنين: (فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ . وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (آل عمران:146-147).

أكثروا مِن الدعاء للمسلمين، خصوصًا في فلسطين والعراق، وأفغانستان والشيشان، وفي كل مكان؛ عسى الله أن يجيب دعوة صالحة صادقة، فيرفع عن المسلمين تسلط عدوِّهم عليهم.