كيف نعالج الفراغ في العطلة الصيفية

للكاتب: الفرقان

عَنِ ابنِ عباسٍ - رضي اللهُ عنهما - قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «نِعمَتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناسِ: الصَّحَّةُ والفَّراغُ»؛ لذلك من المهم أن يحرص الآباء على استفادة أبنائهم من أوقات فراغهم في العطلة الصيفية والتخطيط معهم لشغل هذه الأقوات بالنافع المفيد.

- في البداية لابد أن ندرك أهمية استغلال العطلة لأطفالنا بما يعود عليهم بالنفع العظيم من خلال تنظيم جاد لأوقات فراغهم ومساعدتهم في الخروج من الأجواء المشحونة والترفيه عنهم.

- لابد من التخطيط الجيد للإجازة، وذلك بوضع جدول للأسرة ما بين نزهة وتعليم وثقافة وقراءة للقرآن وتعلم للعلوم الشرعية، فيساهم في خلقِ جيلٍ واعٍ مدرك لقيمة الوقت.

- الاستغلال الأمثل لأوقات فراغ الأبناء يأتي من خلال تنمية مهاراتهم وقدراتهم خلال العطلة الصيفية، وذلك بالبحث عن أفضل البرامج لشغل أوقات فراغهم في شيء مفيد ومثمر بدلًا من الجلوس بصحبة الجوال أو الخروج مع الأصدقاء.

- أولادنا أمانة في أعناقنا، وضرورة استغلال عطلتهم في شيء مفيد بما يعود بالنفع عليهم يرجع إلى التنظيم الممتاز لأوقاتهم بعيدًا عن صحبة السوء.

- لابد من قيام الآباء بمشاركة أبنائهم في تنظيم عطلتهم من خلال المشاركة في اختيار الأماكن أو الرحلات الترفيهية التي تعود بالنفع على الجميع.

- لابد من تخصيص وقت دائم لقراءة القرآن خلال العطلة الصيفية، وتعليم الصلاة والحرص عليها، فضلا عن تخصيص وقت لتنمية مهارات جديدة أو تقوية بعض نقاط الضعف بأخذ بعض الدورات التدريبية التي لا يمكن الالتحاق بها في أثناء وقت الدراسة.

- لابد من مشاركة أولادنا في الأعمال التطوعية التي تسهم في خدمة المجتمع، كرعاية المسنين، وتقديم الخدمات لمن يحتاجها، ورعاية الحي وتنظيفه.

- هناك أمور ينبغي للأسرة خلال عطلة أطفالهم وهي:

- زيارة الأقارب لتعويد الأبناء على عبادة صلة الرحم.

- تدريبهم على بعض الرياضات كالسباحة وغيرها.

- الكتاب خير جليس في هذا الزمان، مقولة عظيمة ينبغي تنميتها لدى أطفالنا، بعد أن غزت الأجهزة اللوحية عقولهم وأضاعت شخصيتهم.

من مدمرات العلاقة بين الزوجين غياب التقدير بين الطرفين

عندما تقل نسبة تقدير كلا الزوجين لبعضهما، يميل كلاهما للتصارع، نظرا لأن كلا من الرجال والنساء يتوقون إلى التقدير الإيجابي، وعندما يتوقف الأزواج عن الاعتراف بجهود بعضهم بعضا، أو يفشلون في التعبير عن امتنانهم للإيماءات اللطيفة المحبة، فمن المحتمل أن تتوقف تلك الأعمال التي كانت موضع تقدير، وهنا يميل الأزواج إلى الشعور بالمرارة والغضب من بعضهم بعضا، لذا من المهم أن يستمر كلا الزوجين في تقدير بعضهما على ما يفعلانه معا.
ربِّي أبناءك على خشية الله
إن لم تفعلي مع أبنائك سوى أن تزرعي خشية الله في قلوبهم، وتربطي لهم مواقفهم في الدنيا بموقفهم بين يدي الله يوم الحساب، وإن لم تعلميهم من السنة سوى قول الله -عز وجل- في الحديث القدسي: «يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه « فنامي قريرة العين مطمئنة، إذ بذلك تكوني قد اجتزتِ بهم المهالك، فلولا الخشية ما ثبت إيمان، ولا استقامت جوارح.
كلامكِ لن يُنسى
اعلمي أن كل نصيحة أو توجيه لأبنائك، يقع منهم موقع الأساس للبنيان، فيظل راسخا في قلوبهم ما بقوا، فيتذكرون كل خطبكِ ومواعظكِ التي كنتِ تعظينهم بها، وسيعودون حتما إلى أصولهم وقيمهم، سيكونون مثلكِ في أخلاقكِ ومبادئكِ، بل يحدث كثيرًا أن يتفوق الأبناء على الآباء ويكون لهم مواقف تشرف آباءهم وتبهرهم في أوقات عصيبة ولحظات فارقة يكون فيها الإنسان ذا قيمة في عين نفسه وفي عيون الناس جميعا.

المواقف التربوية

وإنّ المواقف التربوية التي تكون بين الآباء والأبناء تبقى في نفوس الأبناء، وتظل ترافقهم طوال حياتهم، ولذلك ستظلين تربي أبناءكِ في كل مراحل حياتهم حتى تفارقيهم، وستظلين تجذبينهم جذبا عنيفا إلى أصولهم وأخلاقهم التي ربيتهم عليها خوفا عليهم من الصدام بالخذلان وطبائع السوء، ويظل هذا الصراع قائما حتى نهايتك، وفي جميع الأحوال أنتِ المنتصرة، فسيلينون لك ويطيعونك ويتشبثون بما ربيتهم عليه من كريم الأخلاق وحسن العبادات وطيب الأثر. وستكونين قريرة العين في الآخرة؛ لأنهم عمل صالح لا ينقطع.
علقي قلوبهم بالله
ربّي أبناءك على وزن أعمالهم قبل أن توزن عليهم، واربطيهم دائما بالله، وعلقي قلوبهم برحمته -سبحانه-، وخوفيهم ظُلم الناس ولو بالكلمة، دون أن تُثقلي عليهم بخطب طويلة وتوجيهات ثقيلة وحكايات لا تنتهي، فقط تنبيهات يسيرة في كل موقف منك تنبيها، لا تزيدي على أن تقولي لابنك: زِن موقفك هذا في الدنيا بموقفك بين يدي الله في الآخرة. هل يسرك ما تفعل، أم يسوؤك؟
سهلة بنت سهيل
هي الصحابية سهلة بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حِسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي العامري، وأمها فاطمة بنت عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حِسل، إخوتها عبدالله بن سهيل وأبو جندل بن سهيل وهند بنت سهيل وعتبة بن سهيل.
إسلامها
كانت من الأوائل الذين شهدوا فجر الإسلام، وهاجرت الهجرتين، وقد أسلمت في وقت مبكر في مكة، وبايعت الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهاجرت إلى الحبشة، وأنجبت لزوجها أبي حذيفة بن عتبة ابنها محمدا، وعاشت في الحبشة مع زوجها وابنها مطمئنة على نفسها ودينها، ولكن كان قلبها معلقا بالبلد الحرام، ويُروى أن هذه الصحابية خرجت مع زوجها مهاجرة إلى المدينة المنورة، وتركا كل ما يملكان وراءهما في مكة، وقد عادا إلى مكة رافعين راية الإسلام عالية يوم الفتح.
مواقفها مع النبي - صلى الله عليه وسلم
مما يتعلق بفقه النساء فقد استحاضت سهلة بنت سهيل، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمرها أن تغتسل لكل صلاة، فلما جَهدها ذلك أمرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تجمع بين الظهر والعصر بغسل واحد.
أزواجها
تزوجت الصحابية أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة وولدت له محمدا، ثم تزوجت عبد الله بن الأسود من بني مالك بن حسل، وولدت له سليط بن عبد الله. ثم تزوجت شماخ بن سعيد بن قائف وولدت له بكير، ثم تزوجت عبد الرحمن بن عوف وولدت له سالم بن عبد الرحمن بن عوف.
وفاتها
عاشت سهلة بنت سهيل حتى عصر دولة بني أمية، وتوفيت في المدينة المنورة ودُفنت بها، فرضي الله عنها وأرضاها.