أهل الاصطفاء للشيخ جمال القرش
أهل القرآن هم أولى الناس بخلق القرآن، فهم أهل الاصطفاء، إذا تخلقوا بخلق القرآن، ف​ينبغي على حملة القرآن الكريم وشيوخ الإقراء الحرص على نشر المودة والتراحم بين الطلاب وبين حملة القرآن خاصة، وسلامة القلب والنفس من حظوها، والبعد عن كل ما يثير الفتنة والتشتت، والتفرقة، ويهيح بينهم دون أن يدري من خلال نبذ التعصب لرأي معين ورفض الرأي الأخر ولو كان محتملا وله مصادره الثقات، دون تثبت وتحرير علمي معلوم لدى كل باحث، من خلال تحري المسألة من جميع زواياها وسرد كل فريق ومن تبنى ذلك، ودليله، وكذلك ينبغي توحيد الجهود، وتقريب المفاهيم، والبعد عن الغلو في الخلاف، وتحويل الخلاف إلى مذاهب ومدارس متنافرة، وليست متقابلة، ولا متألفة، وقد يصل الأمر إلى تبديع الأخر، نا هيك عن التنابذ ، والتلاسن ، والسخرية ، والاستهزاء الذي يمكن أن يحدث من بعض المبتدئين، نظرا لأن شيخهم نفى مطلقا ، أو بدع من قال بذلك ، مع أن الرأي الأخر له واجهته، ومدارسه المعتبرة ، فيتشتت طلاب العلم بينهم ولا حول ولا قوة إلا بالله، وكل منهم يناصر شيخة، بعيد عن مسلك البحث العلمي في بيان الرأي والرأي الأخر وأدلة كل فريق، بكل إنصاف ومصداقية، فمن أبرز أسباب الإيمان المؤمنين بعد سلامة العقيدة والقصد، والإيمان سبب دخول الجنة كما قال : ( لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا .. إلخ ) وقوله تعالى: ( إلا من أتى الله بقلب سلم)، سلامة القلب من الرياء والسمعة والشهرة... إلخ، وأهل القرآن هم أولى الناس أن يحرصوا على ذلك
نحن في أمس الحاجة إلى من يجمع شمل أهل القرآن لا من يشتتهم ويفرقهم ، يجممهم عنده ويفرقهم عن باقي الشيوخ، يقربهم منه وينفرهم من باقي الشيوخ والعياذ بالله فهل هذه هذه هي الربانية ؟؟. التي حث عليها الشارع الحكيم في كتابه في قوله : ولكن كونوا ربانين بما كنتم تعلمون الكتاب ... ) أي علماء حلماء حكما فقهاء قادة للناس في أمر دينهم ودنياهم
ليخرج جيلا قرآنيا ربانيا معتدلا منصفا، لا متعسفا، محررا مدققا، لا مرتجلا، جامعا لا مفرقا، مؤلفا لا مشتتا، متراحما لا منفرا.
نسأل الله العلي الكبير أن يخلقنا بخلق القرآن وأن يهدينا لنور القرآن هو ولي ذلك والقادر عليه
للمشاركة وإثراء الموضوع
https://www.facebook.com/permalink.p...&id=1226774898