تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 27 1234567891011 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 528

الموضوع: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,494

    افتراضي كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد



    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    محمود بن عبد الرحيم صافي
    المجلد الاول
    الحلقة (1)


    ـ[الجدول في إعراب القرآن]ـ
    المؤلف: محمود بن عبد الرحيم الصافي
    الناشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان - دمشق
    الطبعة: الرابعة، 1418 هـ
    عدد الأجزاء: 31 (30 ومجلد فهارس) في 16 مجلدا
    [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وهو ضمن خدمة مقارنة تفاسير]





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,494

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الاول
    الحلقة (2)
    من صــ 21 الى صـ 30

    سورة الفاتحة
    [سورة الفاتحة (1) : آية 1]
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)
    الإعراب:
    (بسم) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر. والمبتدأ محذوف تقديره: ابتدائي»
    (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة. (الرحمن) نعت للفظ الجلالة تبعه في الجر. (الرحيم) نعت ثان للفظ الجلالة تبعه في الجر.
    الصرف:
    (اسم) فيه إبدال، أصله سمو، حذف حرف العلة وهو لام الكلمة وأبدل عنه همزة الوصل. ودليل الواو جمعه على أسماء وأسامي، وتصغيره سمىّ. والأصل أسماو وأسامو وسموي، فجرى فيها الإعلال بالقلب.
    (الله) .. أصله الإلاه، نقلت حركة الهمزة إلى لام التعريف ثم سكنت وحذفت الألف الأولى لالتقاء الساكنين وأدغمت اللام في اللام الثانية..
    وحذفت الألف بعد اللام الثانية لكثرة الاستعمال. فالإله مصدر من أله يأله إذا عبد، والمصدر في موضع المفعول أي المعبود.
    (الرحمن) صفة مشتقة من صيغ المبالغة، وزنه فعلان من فعل رحم يرحم باب فرح.
    (الرحيم) صفة مشتقة من صيغ المبالغة، أو صفة مشبهة باسم الفاعل وزنه فعيل من فعل رحم يرحم.
    البلاغة
    1- التكرير: لقد كرّر الله سبحانه وتعالى ذكر الرحمن الرحيم لأن الرحمة هي الإنعام على المحتاج وقد ذكر المنعم دون المنعم عليهم فأعادها مع ذكرهم وقال: «ربّ العالمين الرحمن» بهم أجمعين.
    2- قدم سبحانه الرحمن على الرحيم مع أن الرحمن أبلغ من الرحيم، ومن عادة العرب في صفات المدح الترقي في الأدنى الى الأعلى كقولهم: فلان عالم نحرير. وذلك لأنه اسم خاص بالله تعالى كلفظ «الله» ولأنه لما قال «الرحمن» تناول جلائل النعم وعظائمها وأصولها، وأردفه «الرحيم» كتتمة والرديف ليتناول ما دقّ منها ولطف. وما هو من جلائل النعم وعظائمها وأصولها أحق بالتقديم مما يدل على دقائقها وفروعها. وافراد الوصفين الشريفين بالذكر لتحريك سلسلة الرحمة.
    فباسم الله تعالى تتم معاني الأشياء ومن مشكاة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ تشرق على صفحات الأكوان أنوار البهاء.
    الفوائد
    البسملة:

    عني العلماء ببحث البسملة من سائر وجوهها، نخص منها بالذكر:
    1- اختلفوا حول كونها آية من كتاب الله أم لا، فابن مسعود ومالك والأحناف وقراء المدينة والبصرة والشام لا يرونها آية.
    وابن عباس وابن عمر والشافعي وقراء مكة والكوفة يرون أنها آية من كل سورة.
    2- نزلت البسملة مجزّأة: الجزء الأول في قوله تعالى: «بِسْمِ اللَّهِ مَجْراها وَمُرْساها» الثاني: في قوله: «ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ» الثالث في قوله: «إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
    [سورة الفاتحة (1) : آية 2]
    الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (2)
    الإعراب:

    (الحمد) مبتدأ مرفوع. (لله) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ تقديره ثابت أو واجب. (ربّ) نعت «2» للفظ الجلالة تبعه في الجر وعلامة الجر الكسرة. (العالمين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم.
    وجملة: «الحمد لله..» لا محل لها ابتدائية.
    الصرف:
    (الحمد) مصدر سماعي لفعل حمد يحمد باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون. (ربّ) مصدر يرب باب نصر، ثم استعمل صفة كعدل وخصم، وزنه فعل بفتح فسكون.
    (العالمين) جمع العالم، وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه، وهو مشتق إما من العلم بكسر العين أو من العلامة، وزنه فاعل بفتح العين، وكذلك جمعه.
    البلاغة
    1- إن جملة الْحَمْدُ لِلَّهِ خبر، لكنها استعملت لإنشاء الحمد وفائدة الجملة الاسمية ديمومة الحمد واستمراره وثباته. وفي قوله «لله» فن الاختصاص للدلالة على أن جميع المحامد مختصة به سبحانه وتعالى.
    2- لما افتتح سبحانه وتعالى كتابه بالبسملة وهي نوع من الحمد ناسب أن يردفها بالحمد الكلي الجامع لجميع أفراده البالغ أقصى درجات الكمال.
    3- أما حمد الله تعالى نفسه فإنه إخبار باستحقاق الحمد وأمر به أو أنه مقول على ألسنة العباد، أو مجاز عن إظهار الصفات الكمالية الذي هو الغاية القصوى من الحمد.
    وقد قدم الحمد على الاسم الجليل لاقتضاء المقام فريد اهتمام به، وإن كان ذكر الله تعالى أهم في نفسه والأهمية تقتضي التقديم.
    الفوائد
    الفاتحة:

    لا تكاد تحصى فوائدها نختار منها:
    1- نزل بها الوحي مرتين. الأولى في مكة عند ما فرضت الصلاة.
    الثانية في المدينة عند ما تحولت القبلة.
    2- للفاتحة أسماء عدة: فاتحة الكتاب، وأم القرآن، وأم الكتاب، وسورة الكنز، وسورة الحمد والشكر والدعاء، وسورة الصلاة وسورة الشفاء، والسبع المثاني.
    3- وقع أسلوب الالتفات خلال هذه السورة فقد بدأت بالحديث عن الغائب ثم تحولت الى أسلوب الخطاب، وهذا ضرب من أضرب البلاغة الشائعة في كلام العرب.
    4- تشتمل الفاتحة على الكليات الأساسية في التصور الإسلامي، ولذلك فرض الله تكرارها في كل صلاة بل في كل ركعة،
    وقد ورد في حديث مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله «صلّى الله عليه وسلّم» قوله: «يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل: إذا قال العبد: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، قال الله: أثنى عليّ عبدي.
    فإذا قال: مالِكِ يَوْمِ. قال الله مجدني عبدي. وإذا قال: اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ. قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل» .
    [سورة الفاتحة (1) : آية 3]
    الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3)
    الإعراب:

    (الرحمن) نعت للفظ الجلالة «3» . (الرحيم) نعت ثان للفظ الجلالة.
    [سورة الفاتحة (1) : آية 4]
    مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)
    الإعراب:

    (مالك) نعت للفظ الجلالة «4» مجرور مثله. (يوم) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة.
    (الدين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجر الكسرة.
    الصرف:
    (مالك) اسم فاعل من ملك يملك على معنى الصفة المشبهة لدوام الملكية، باب ضرب وزنه فاعل جمعه ملّاك ومالكون.
    (يوم) اسم بمعنى الوقت المحدد من طلوع الشمس إلى غروبها أو
    غير المحدد. وهنا جاء بمعنى يوم القيامة. وجمعه أيّام، وجمع الجمع أياويم.
    (الدين) مصدر دان يدين باب ضرب بمعنى جزى وأطاع أو خضع، وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين، وثمّة مصدر آخر للفعل هو ديانة بكسر الدال. والدين معناه الجزاء أو الطاعة، وقد يكون بمعنى الملّة أو العادة.
    [سورة الفاتحة (1) : آية 5]
    إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)
    الإعراب:

    (إيّاك) ضمير بارز منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدّم، أو (إيّا) ضمير مبني في محل نصب مفعول به، و (الكاف) حرف خطاب. (نعبد) فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن و (الواو) عاطفة. (إياك نستعين) تعرب كالسابق.
    وجملة: «إياك نعبد..» لا محل لها استئنافية.
    وجملة: «إياك نستعين..» لا محل لها معطوفة على جملة إياك نعبد.
    الصرف:
    (نستعين) ، فيه إعلال أصله نستعون من العون، بكسر الواو، فاستثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى العين وسكنت الواو- وهو إعلال بالتسكين- ثم قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها- وهو إعلال بالقلب-.
    البلاغة
    1- كرّر الله سبحانه وتعالى «إيّاك» لأنه لو حذفه في الثاني لفاتت فائدة التقديم وهي قطع الاشتراك بين العاملين إذ لو قال: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ ونستعين» لم يظهر أن التقدير إيّاك نعبد وإيّاك نستعين أو إيّاك نعبد ونستعينك، وإنه لم يقل نستعينك مع أنه مفيد لقطع الاشتراك بين العاملين وذلك لكي يفيد الحصر بين العاملين.
    وقدم العبادة على الاستعانة مع أن الاستعانة مقدمة، لأن العبد يستعين الله على العبادة ليعينه عليها، وذلك لأن الواو لا تقتضي الترتيب، والاستعانة هي ثمرة العبادة، ولأن تقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة ليستوجبوا الاجابة إليها.
    2- الالتفات في هذه الآية الكريمة التفات من الغيبة الى الخطاب وتلوين للنظم من باب الى باب جار على نهج البلاغة في افتنان الكلام ومسلك البراعة حسبما يقتضي المقام. لما أن التنقل من أسلوب الى أسلوب أدخل في استجلاب النفوس واستمالة القلوب يقع من كل واحد من التكلم والخطاب والغيبة الى كل واحد من الآخرين. كما في قوله تعالى «اللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً» .
    3- وإيثار صيغة المتكلم مع الغير في الفعلين للإيذان بقصور نفسه وعدم لياقته بالوقوف في مواقف الكبرياء منفردا وعرض العبادة واستدعاء المعونة والهداية مستقلا وأن ذلك إنما يتصور من عصابة هو من جملتهم وجماعة هو من زمرتهم كما هو ديدن الملوك، أو للإشعار باشتراك سائر الموحدين له في الحال العارضة له بناء على تعاضد الأدلة الملجئة الى ذلك.
    [سورة الفاتحة (1) : آية 6]
    اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)
    الإعراب:

    (اهد) فعل أمر دعائي مبني على حذف حرف العلة، و (نا) ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. (الصراط) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة «5» .
    (المستقيم) نعت للصراط منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة.
    والجملة: لا محل لها استئنافية.
    الصرف:
    (اهدنا) فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، أصله في المضارع المرفوع تهدينا، وزن اهدنا افعنا (الصراط) ، هو بالسين والصاد، وفي قراءة الصاد إبدال حيث قلبت السين صادا لتجانس الطاء في الإطباق.
    (المستقيم) ، اسم فاعل من استقام، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره.. وفيه إعلال، أصله مستقوم- بكسر الواو- لأن مجرد فعله قام يقوم، ثم جرى فيه ما جرى في نستعين.
    البلاغة
    1- «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ» والمستقيم المستوي والمراد به طريق الحق وهي الملة الحنيفية السمحة المتوسطة بين الإفراط والتفريط. فقد شبه الدين الحق بالصراط المستقيم، ووجه الشبه بينهما أن الله سبحانه وإن كان متعاليا عن الأمكنة لكن العبد الطالب الوصول لا بد له من قطع المسافات، ليكرم الوصول والموافاة وهذا من قبيل الاستعارة التصريحية.
    2- لقد كرّر سبحانه وتعالى ذكر «الصراط» لأنه المكان المهيّأ للسلوك، فذكر في الأول المكان دون السّالك فأعاده مع ذكره بقوله «صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ» المصرح فيه ما يخرج اليهود وهم المغضوب عليهم والنصارى وهم الضالون.
    [سورة الفاتحة (1) : آية 7]
    صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)
    الإعراب:
    (صراط) بدل من صراط الأول تبعه في النصب، وعلامة نصبه الفتحة. (الذين) اسم موصول مبني على الفتح في محل جر مضاف اليه. (أنعمت) فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع، و (التاء) ضمير متصل في محل رفع فاعل. (عليهم) ، (على) حرف جر و (الهاء) ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر ب (على) متعلق ب (أنعمت) ، و (الميم) حرف لجمع الذكور (غير) بدل من اسم الموصول (الذين) تبعه في الجر «6» . (المغضوب) مضاف إليه مجرور (عليهم) كالأول في محل رفع نائب فاعل للمغضوب، (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (الضالّين) معطوف على (غير) مجرور مثله وعلامة الجر الياء لأنه جمع مذكر سالم.
    وجملة: أنعمت عليهم ... لا محل لها صلة الموصول.
    الصرف:
    (المغضوب) ، اسم مفعول من غضب باب فرح، وزنه مفعول.
    (الضالّين) ، جمع الضال وهو اسم فاعل من ضلّ يضلّ باب ضرب وزنه فاعل، وأدغمت عين الكلمة في لامه لأنهما الحرف ذاته.
    (غير) اسم مفرد مذكّر دائما، قد يكون نعتا وقد يكون أداة استثناء..
    فاذا أريد به مؤنث جاز تأنيث فعله المسند إليه. تقول: قامت غير هند وتعني بذلك امرأة.. وهو ملازم للإضافة لفظا وتقديرا. فإدخال الألف واللام عليه خطأ.
    البلاغة
    1- التفسير بعد الإبهام: في هذه الآية الكريمة حيث وضح بأن الطريق المستقيم بيانه وتفسيره: صراط المسلمين، ليكون ذلك شهادة لصراط المسلمين بالاستقامة على أبلغ وجه كما تقول: هل أدلك على أكرم الناس وأفضلهم؟ فلان، فيكون ذلك أبلغ في وصفه بالكرم والفضل من قولك:
    هل أدلك على فلان الأكرم الأفضل لأنك ثنيت ذكره مجملا أولا ومفصلا ثانيا. وأوقعت فلانا تفسيرا وإيضاحا للأكرم الأفضل فجعلته علما في الكرم والفضل.
    2- التسجيع: في الرحيم والمستقيم، وفي نستعين والضالين. والتسجيع هو اتفاق الكلمتين في الوزن والرّوي.
    3- ولو نلاحظ ما فائدة دخول «لا» في قوله تعالى «وَلَا الضَّالِّينَ» مع أن الكلام بدونها كاف في المقصود، وذلك لتأكيد النفي المفاد من «غير» .

    4- الاستهلال:

    لقد استهل الله سبحانه وتعالى القرآن بالفاتحة، والاستهلال فن من أرق فنون البلاغة وأرشقها، وحدّه: أن يبتدئ المتكلم كلامه بما يشير الى الغرض المقصود من غير تصريح بل بإشارة لطيفه.
    5- العدول عن اسناد الغضب إليه تعالى كالإنعام. جرى على منهاج الآداب التنزيليه في نسبة النعم والخيرات إليه عز وجل دون أضدادها كما في قوله تعالى: الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ
    __________

    (1) يجوز أن يكون التعليق بفعل محذوف تقديره أبدأ على رأي الكوفيين.. وقد حذفت الألف في البسملة لكثرة الاستعمال، ولا تحذف في غيرها: باسمك اللهم أبدأ..
    (2) أو بدل من لفظ الجلالة.
    (3) أو بدل من لفظ الجلالة ومثله الرحيم.
    (4) أو بدل من لفظ الجلالة.
    (5) الفعل (هدى) يتعدى إلى المفعول الثاني من غير حرف جر أو بحرف الجر اللام أو بحرف الجر إلى. جاء في المحيط: هداه الله الطريق وله وإليه.
    (6) أو بدل من الضمير في (عليهم) ، أو نعت لاسم الموصول. وهذا الأخير مردود عند المبرد لأن (غير) عنده لا يكون إلا نكرة وإن أضيفت، والاضافة فيه لفظية و (الذين) معرفة.. وقد أجيب عن هذا الاعتراض بجوابين:
    الأول: أن (غير) يكون نكرة إذا لم يقع بين ضدين، فاذا وقع- كما في الآية السابقة- فقد انحصرت الغيرية، فيتعرف حينئذ بالإضافة.
    الثاني: أن الموصول أشبه النكرات بالإبهام الذي فيه، فعومل معاملة النكرات.



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,494

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الاول
    الحلقة (3)
    من صــ 31 الى صـ 42

    سورة البقرة
    من الآية 1- إلى الآية 141
    [سورة البقرة (2) : آية 1]
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    الم (1)

    الإعراب:
    حروف مقطّعة لا محل لها من الإعراب. وهذا اعتمادا على أصح الأقوال وأسهلها وأبعدها عن التأويل «1» .
    البلاغة
    - إن هذه الأحرف في أوائل السور من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه وهي سرّ القرآن، وفائدة ذكرها طلب الإيمان بها.
    وإن تسميتها حروفا مجاز، وإنما هي أسماء مسمياتها الحروف المبسوطة.
    الفوائد
    - هذه السورة من أوائل ما نزل من السور بعد الهجرة. وليس المقصود نزولها بتمامها، وإنما المقصود نزول أولها، إذ المعول في الترتيب الزمني لنزول السور بنزول أوائلها.
    - تفتتح السورة بتقرير مقومات الايمان الواردة في قوله تعالى: (من الآية 1 الى 5) «الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ. أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» .
    - ثمة آراء متعددة حول المقصود بهذه الأحرف الواردة في أوائل السور.
    ونذكر على سبيل المثال الرأي القائل بأن ورود هذه الأحرف ضرب من الإعجاز يحمل في طياته نوعا من الجرس الموسيقي الذي يتناسق مع موسيقا آيات السورة بكاملها. ونضيف الى ذلك احتمال أن الله يذكرنا بهذه الأحرف الهجائية والتي تتكون منها الكلمات وهذه بدورها تحمل إلينا رسالة القرآن ورسالة الحرف والكلمة التي امتاز بها الإنسان عن سائر مخلوقات الله من الحيوان. قال الزمخشري الحروف في أوائل السور أربعة عشر حرفا نصف أحرف الهجاء وهي مشتملة على أصناف أجناس الحروف كالمهموسة والمجهورة إلخ فسبحان من دقّق حكمته.
    [سورة البقرة (2) : آية 2]
    ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ (2)
    الإعراب:

    (ذا) اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب. (الكتاب) بدل من (ذا) ، أو عطف بيان تبعه في الرفع «2» (لا) نافية للجنس (ريب) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب (في) حرف جر و (الهاء) ضمير متصل مبني في محل جر ب (في) متعلق بمحذوف خبر لا. (هدى) خبر ثان للمبتدأ (ذا) مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدّرة على الألف منع من ظهورها التعذّر «3» (للمتقين) جار ومجرور متعلّق ب (هدى) ، أو بمحذوف نعت له، وعلامة الجر الياء لأنّه جمع مذكّر سالم.
    وجملة: «ذلك الكتاب..» لا محل لها ابتدائية.
    وجملة: «لا ريب فيه..» في محل رفع خبر المبتدأ (ذا) .
    الصرف:
    (ذا) اسم للإشارة، والألف من أصل الاسم، وفيه حذف بعض حروفه لأن تصغيره ذيّا، فوزنه فع بفتح فسكون، وألفه منقلبة عن ياء- كما يقول ابن يعيش- قالوا: أصله ذيّ زنة حيّ، ثم حذفت لام الكلمة فبقي ذي، ساكن الياء، ثم قلبت الياء ألفا حتى لا يشابه الأدوات كي، أي.
    (الكتاب) ، اسم جامد يدل على القرآن الكريم، والأصل في اللفظ أخذه من المصدر الكتابة.
    (ريب) ، مصدر راب يريب باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
    (هدى) ، مصدر سماعي لفعل (هدى) باب ضرب. وفي الكلمة إعلال بالقلب، أصله هدي بياء في آخره، لأنك تقول هديت، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا فأعلّت في المصدر كما أعلّت في الفعل.
    (المتقين) ، اسم فاعل مفرده المتّقى، من فعل اتّقى الخماسيّ، على وزن مضارعه بابدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر.
    وفي (المتقين) إعلال بالحذف، حذفت الياء الأولى بعد الجمع بسبب التقاء الساكنين، وزنه مفتعين. وفي (المتقين) إبدال- كما في فعله- فالفعل (اتّقى) الذي مجرّده (وقى) قلبت فيه فاء الكلمة- وهي الواو- إلى تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال، وهذا مطّرد في كل من الواو والياء إذا جاءتا قبل تاء الافتعال حيث تقلبان تاء في الأفعال ومشتقاتها. وما جرى من إبدال في الفعل جرى في اسم الفاعل (المتقين) .
    البلاغة
    1- التقديم: فقد قدم (الريب) على الجار والمجرور لأنه أولى بالذكر ولم يقل سبحانه وتعالى (لا فيه ريب) على حد «لا فِيها غَوْلٌ» لأن تقديم الجار والمجرور يشعر بما يبعد عن المراد وهو أن كتابا غيره فيه الريب كما قصد في الآية تفضيل خمر الجنة على خمور الدنيا بأنها لا تغتال العقول كما تغتالها فليس فيها ما في غيرها من العيب.
    2- وضع المصدر «هدى» موضع الوصف المشتق الذي هو هاد وذلك أوغل في التعبير عن ديمومته واستمراره.
    3- فإن قلت: كيف قال «هُدىً لِلْمُتَّقِينَ» وفيه تحصيل حاصل، لأن المتقين مهتدون؟
    قلت: إنما صاروا متقين باستفادتهم الهدى من الكتاب، أو المراد بالهدى الثبات والدوام عليه. أو أراد الفريقين واقتصر على المتقين، لأنهم الفائزون بمنافع الكتاب، وللإيجاز كما في قوله تعالى سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ أي والبرد فحذف الثاني للإيجاز.
    الفوائد
    - فائدة إملائية: كثير من الكلمات في القرآن الكريم احتفظت برسمها كما رسمت من أيام عثمان مثل: «الكتب، الصلوة، رزقهم، الحيوة» على حين أنها تغيرت في الكتابة المدرسية ونحن نعلم أن أبا الأسود الدؤلي بدأ في وضع علامات الإعراب، والحجاج بن يوسف الثقفي قام بتنقيط الأحرف الهجائية ولم نعلم من التاريخ متى حصل تطوير الكتابة العربية حيث أصبحت مغايرة لكتابة ورسم الكلمات في المصحف.
    - الاسم الثلاثي المعتل الآخر والفعل الثلاثي المعتل الآخر مثل «هدى وغزا» إذا كان أصل الألف ياء رسمت بالياء وإن كانت واوا كتبت ألفا وهذا يقودنا الى وجوب معرفة أصل حرف العلة واوا أو ياء. ولمعرفة ذلك ثلاث وسائل:
    الأولى: أن نحول الفعل الى مضارعه، الثانية: أن نسند ماضيه الى تاء الفاعل. الثالثة: أن نعيده الى مصدره. مثل رمى يرمي رميت رميا وغزا يغزو غزوت غزوا.
    [سورة البقرة (2) : آية 3]
    الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3)
    الإعراب:

    (الذين) اسم موصول مبني على الفتح في محل جر نعت ل (المتقين) «4» . (يؤمنون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون فهو من الأفعال الخمسة و (الواو) ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
    (بالغيب) جار ومجرور متعلق ب (يؤمنون) «5» . (الواو) عاطفة (يقيمون) مثل يؤمنون. (الصلاة) مفعول به منصوب. (الواو) عاطفة (من) حرف جر (ما) اسم موصول مبني على السكون في محل جر ب (من) متعلّق ب (ينفقون) «6» . (رزقنا) فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع (نا) وهو ضمير متصل في محل رفع فاعل، و (الهاء) ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به و (الميم) حرف دال على جمع الذكور.
    (ينفقون) مثل يؤمنون.
    جملة: «يؤمنون بالغيب..» لا محل لها صلة الموصول.
    وجملة: «يقيمون الصلاة..» لا محل لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «رزقناهم..» لا محل لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «ينفقون..» لا محل لها معطوفة على جملة يؤمنون بالغيب.
    الصرف:
    (يؤمنون) ، فيه حذف همزة تخفيفا، وأصله يؤأمنون، وماضيه آمن، فالمدّة مكونة من همزتين: الأولى مفتوحة والثانية ساكنة أي أأمن على وزن أفعل، وفي المضارع تحذف إحدى الهمزتين لاجتماع ثلاث همزات في المتكلّم، وهذا يثقل في اللفظ ثم بقي الحذف في الغائب والمخاطب فقيل: يؤمنون زنة يفعلون بضم الياء. وهذا الحذف مطّرد في مثل هذه الأفعال وفي مشتقاتها: أسماء الفاعلين وأسماء المفعولين.
    (الغيب) ، مصدر غاب يغيب باب ضرب، وهو بمعنى الغائب أي يؤمنون بالغائب عنهم، ويجوز أن يكون بمعنى المفعول أي المغيّب، وزنه فعل بفتح فسكون.
    (يقيمون) ، جرى فيه حذف الهمزة تخفيفا مجرى يؤمنون لأن ماضيه أقام وزنه أفعل.. وفيه إعلال بقلب عين الكلمة الواو إلى ياء وأصله يقومون بكسر الواو، فاستثقلت الكسرة على الواو فسكّنت- وهو إعلال بالتسكين- ونقلت حركتها إلى القاف، فلمّا سكّنت الواو وانكسر ما قبلها قلبت ياء فقيل يقيمون وزنه يفعلون بضم الياء.
    (الصلاة) ، اسم مصدر لفعل صلّى الرباعيّ، أو هو مصدر له، والألف في الصلاة منقلبة عن واو لأن جمعه صلوات، وأصله صلوة، جاءت الواو متحرّكة مفتوح ما قبلها قلبت ألفا. وقد استعمل المصدر هنا استعمال الأسماء غير المصادر لأنه يدلّ على أقوال وأفعال مخصوصة.
    (ينفقون) ، ماضيه أنفق على وزن أفعل، فهناك حذف للهمزة جرى مجرى يؤمنون.
    البلاغة
    1- التكرار: في قوله تعالى يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ويُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وفي تكرار اسم الموصول (الذين) وإن كان الموصوف واحدا، وقد يكون الموصوف مختلفا فهو تكرار للفظ دون المعنى. وفائدته الترسيخ في الذهن، والتأثير في العاطفة.
    - «وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ» إسناد الرزق الى نفسه للإعلام بأنهم ينفقون الحلال الطلق الذي يستأهل أن يضاف الى الله، ويسمى رزقا منه. وأدخل «من» التبعيضيه صيانة لهم وكفا عن الإسراف والتبذير المنهي عنه.
    وقدم مفعول الفعل دلالة على كونه أهم، كأنه قال: ويخصون بعض المال الحلال بالتصدّق به.
    الفوائد
    1- الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ «البقرة آية 3» كان الإيمان بالغيب ولم يزل هو الفارق الأول بين الإنسان والحيوان، خلافا للماديين في كل زمان الذين لا يؤمنون إلا بما يخضع للحواس.
    [سورة البقرة (2) : آية 4]
    وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)
    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ جرّ معطوف على الاسم الموصول في الآية السابقة. (يؤمنون) كالأول في الآية السابقة. (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ بالباء متعلّق بها (يؤمنون) .
    (أنزل) فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إليك) ، (إلى) حرف جرّ و (الكاف) ضمير متّصل مبني في محلّ جرّ ب (إلى) متعلّق ب (أنزل) . (الواو) عاطفة (ما أنزل) يعرب كالأول معطوف عليه (من قبل) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنزل) و (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) عاطفة (بالآخرة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يوقنون) ، (هم) ضمير بارز في محلّ رفع مبتدأ. (يوقنون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون و (الواو) ، ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل.
    جملة: «يؤمنون..» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) وجملة: «أنزل إليك..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول وجملة: «أنزل من قبلك» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وجملة: «هم يوقنون..» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة يؤمنون.
    وجملة: «يوقنون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
    الصرف:
    (قبل) اسم، ظرف للزمان، معرب، يجوز بناؤه على الضمّ إذا قطع عن الاضافة لفظا، وزنه فعل بفتح فسكون.
    (الآخرة) ، مؤنّث الآخر على وزن اسم الفاعل ولكن استعمل هنا استعمال الاسم الجامد لأنه يدّل على دار البقاء. والمد فيه منقلب عن همزة وألف ساكنة، والأصل (أأخرة) .
    (يوقنون) ، جرى فيه حذف الهمزة كما جرى في (يؤمنون) .. وفي الفعل اعلال بالقلب فماضيه أيقن، وأصل مضارعه ييقن، جاءت الياء الثانية ساكنة بعد ضم قلبت واوا فصار يوقن، ووزن يوقنون يفعلون بضم الياء.
    [سورة البقرة (2) : آية 5]
    أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)
    الإعراب:
    (أولاء) ، اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ، و (الكاف) حرف خطاب. (على هدى) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف للتّعذّر.
    (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (هدى) ، و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه و (الميم) حرف لجمع الذكور. (الواو) عاطفة (أولئك) يعرب كالأول (هم) ضمير فصل «7» لا محلّ له.
    (المفلحون) خبر المبتدأ (أولئك) مرفوع وعلامة الرفع الواو لأنه جمع مذكّر سالم.
    جملة: «أولئك على هدى ... » لا محلّ لها استئنافية.
    وجملة: «أولئك هم المفلحون..» لا محلّ لها معطوفة على الجملة الاستئنافية.
    الصرف:
    (أولى) ، اسم إشارة يأتي مقصورا وممدودا (أولاء) ، والواو في كليهما زائدة.
    (المفلحون) ، جمع المفلح، اسم فاعل من أفلح الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، ولهذا حذفت منه الهمزة تخفيفا كما حذفت من مضارعه إذ أصله يؤفلحون.
    البلاغة
    1- «عَلى هُدىً» إن ما في هذا القول من الإبهام المفهوم من التنكير لكمال تفخيمه كأنه قيل على أي هدى لا يبلغ كنهه ولا يقادر قدره.
    وإيراد كلمة الاستعلاء بناء على تمثيل حالهم في ملابستهم بالهدى بحال من يعتلي الشيء ويستولي عليه بحيث يتصرف فيه كيفما يريد أو على استعارتها لتمسكهم بالهدى استعارة تبعية متفرعة على تشبيهه باعتلاء الراكب واستوائه على مركوبه أو على جعلها قرينة للاستعارة بالكناية بين الهدى والمركوب للإيذان بقوة تمكنهم منه وكمال رسوخهم فيه.
    2- والذي هو أرسخ عرفا في البلاغة أن يقال إن قوله «الم» جملة برأسها، أو طائفة من حروف المعجم مستقلة بنفسها و «ذلِكَ الْكِتابُ» جملة ثانية و «لا ريب فيه» ثالثة. و «هُدىً لِلْمُتَّقِينَ» رابعة. وقد أصيب بترتيبها مفصل البلاغة وموجب حسن النظم، حيث جيء بها متناسقة هكذا من غير حرف نسق، وذلك لمجيئها متآخية آخذا بعضها بعنق بعض. فالثانية متحدة بالأولى معتنقة لها، وهلم جرا، الى الثالثة والرابعة.
    بيان ذلك أنه نبه أولا على أنه الكلام المتحدي به، ثم أشير إليه بأنه الكتاب المنعوت بغاية الكمال. فكان تقريرا لجهة التحدي، وشدّا من أعضائه. ثم نفى عنه أن يتشبث به طرف من الريب. ثم أخبر عنه بأنه هدى للمتقين، فقرر بذلك كونه يقينا لا يحوم الشك حوله، ثم لم تخل كل واحدة من الأربع من نكتة ذات جزالة. ففي الأولى الحذف والرمز الى الغرض بألطف وجه وأرشقه، وفي الثانية ما في التعريف من الفخامة، وفي الثالثة ما في تقديم الريب على الظرف وفي الرابعة الحذف. ووضع المصدر الذي هو «هدى» موضع الوصف الذي هو «هاد» وإيراده منكرا. والإيجاز في ذكر المتقين.
    زادنا الله اطلاعا على أسرار كلامه، وتبيينا لنكت تنزيله، وتوفيقا للعمل بما فيه.
    الفوائد
    1- قوله تعالى: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ.
    في هذه الآية نقطة بلاغية كريمة فقد أشار سبحانه الى تمكنهم من الهداية بأن جعلهم يعتلونها كما يعتلى الراكب المطية وهي استعارة تبعية لأنها جرت بالحرف بدلا من الاسم وبالجزء بدلا من الكل. وفي هذا التعبير سمة من سمات الاعجاز القرآني فبدلا من الوصف المباشر بأن يقول: «أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ» فقد أخبر بأنهم على هداية اشارة الى قوة الاهتداء وتمكن المؤمن من الهداية.
    2- لا بد من تقرير هذه القاعدة التي هي من البديهيات والتي يحسن بطالب المعرفة أيّا كانت درجته أن يضعها نصب عينيه وهي: «إنّ كل ضمير يتصل باسم فهو في محل جر بالاضافة» بخلاف الضمير المتصل بالفعل فقد يكون فاعلا مثل «يخادعون» فالواو فاعل وقد يكون مفعولا به كقوله تعالى: «فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً» فالضمير «هم» في محل نصب مفعول به.
    ولاستيفاء الفائدة، لا بد من الاشارة الى أنه لدى اعراب الضمير لا بد من ذكر نوعه وبنائه ومحله من الاعراب.
    3- اختلف سيبويه والكسائي حول مادة «الناس» فذهب سيبويه إلى أنه من مادة «أنس» من الأنس واتجه الكسائي الى أنه من مادة «نوس» من الحركة.
    وبما أن الإنسان تغلب عليه صفة الأنس ويكاد ينفرد بها عن سائر الحيوان في حين أنه يشترك في صفة الحركة مع جميع الأحياء ويعجزنا وجود بعض أصناف الحيوان أكثر حركة من الإنسان، ولهذا يبدو أن الحق في جانب «سيبويه» ولا نكون مجانبين الصواب إذا أخذنا برأيه دون رأي الكسائي فرجحنا أن اسم الإنسان هو من الأنس وليس من الحركة وهي «النوسان» .
    __________
    (1) من أوجه إعراب أخر لهذه الحروف ضربنا صفحا عنها لأنها أقرب الى التعقيد والتكلف.
    (2) يجوز أن يكون خبرا للمبتدأ (ذا) ، وجملة: لا ريب فيه.. حال.
    (3) يجوز أن يكون حالا من الضمير في (فيه) ، أي لا ريب فيه هاديا. والعامل فيه معنى الإشارة.
    (4) ويجوز أن يكون في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم. أو مبتدأ خبره جملة أولئك على هدى.
    (5) هذا التعليق عائد إلى معنى الغيب على أنّه مصدر قصد به الوصف أي بما غاب عنهم من جنّة أو نار أو بعث.. إلخ. ويجوز أن يكون حالا من فاعل يؤمنون أي متلبّسين بالغيبة.
    (6) ويجوز أن تكون (ما) موصوفة في محلّ جرّ، والجملة بعدها نعت لها.
    (7) يجوز أن يعرب في محلّ رفع مبتدأ خبره المفلحون.. وجملة هم المفلحون خبر المبتدأ (أولئك) .


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,494

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد



    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الاول
    سورة البقرة
    الحلقة (4)
    من صــ 42 الى صـ 51

    [سورة البقرة (2) : آية 6]
    إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُم ْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6)

    الإعراب:
    (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد ينصب المبتدأ ويرفع الخبر (الذين) اسم موصول مبني على الفتح في محلّ نصب اسم إنّ.
    (كفروا) فعل ماض مبني على الضمّ، و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. (سواء) خبر مقدّم مرفوع «1» . (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ بحرف الجرّ و (الميم) حرف لجمع الذكور، والجارّ والمجرور متعلقان ب (سواء) . (الهمزة) مصدريّة للتسوية (أنذر) فعل ماض مبني على السكون لاتّصاله بضمير الرفع و (التاء) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به و (الميم) حرف لجمع الذكور (أم) حرف عطف معادل لهمزة التسوية (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تنذر) مضارع مجزوم و (هم) ضمير متّصل مفعول به.
    والمصدر المؤول من الهمزة والفعل في محل رفع مبتدأ مؤخّر أي سواء عليهم إنذارك لهم أم عدم إنذارك (لا) نافية (يؤمنون) مضارع خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)
    مرفوع و (الواو) ضمير متصل في محلّ رفع فاعل.
    وجملة: «إن الذين ... » لا محلّ لها استئنافية.
    وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول.
    وجملة: «سواء عليهم ... » لا محلّ لها اعتراضية «2» .
    وجملة: «أنذرتهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
    وجملة: «لم تنذرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفي.
    وجملة: «لا يؤمنون ... » في محل رفع خبر (إنّ) . «3»
    الصرف:
    (الذين) اسم موصول، جمع الذي- على رأي ابن يعيش- و (ال) فيه زائدة لازمة (سواء) ، مصدر واقع موقع اسم الفاعل أي مستو ... وفيه إبدال حرف العلّة بعد الألف همزة، وأصله سواي لأنه من باب طويت وشويت.. فلمّا جاءت الياء متطرفة بعد ألف ساكنة قلبت همزة، وزنه فعال بفتح الفاء.
    [سورة البقرة (2) : آية 7]
    خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (7)

    الإعراب:
    (ختم) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع. (على قلوب) جارّ ومجرور متعلّق ب (ختم) و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه و (الميم) حرف لجمع الذكور. (الواو) عاطفة (على سمع)خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)
    جارّ ومجرور متعلّق ب (ختم) على حذف مضاف أي مواضع سمعهم، و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) عاطفة (على أبصار) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (هم) في محلّ جرّ مضاف إليه (غشاوة) مبتدأ مؤخّر مرفوع. (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (الميم) لجمع الذكور (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع. (عظيم) نعت ل (عذاب) مرفوع مثله.
    جملة: «ختم الله ... » لا محل لها استئنافية.
    وجملة: «على أبصارهم غشاوة ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافية.
    وجملة: «لهم عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية.
    الصرف:
    (قلوبهم) جمع قلب، اسم جامد للعضو المعروف.
    (سمعهم) مصدر سمع يسمع باب فرح وزنه فعل بفتح فسكون (أبصارهم) جمع بصر مصدر بصر يبصر باب كرم وزنه فعل بفتحتين.
    (غشاوة) اسم جامد لما يغطي العين وزنه فعالة بكسر الفاء، ويجوز فتحها.
    (عذاب) اسم مصدر لفعل عذّب الرباعيّ، وزنه فعال بفتح الفاء.
    (عظيم) صفة مشبّهة من عظم يعظم باب كرم، وزنه فعيل.
    البلاغة
    1- في الآية استعارة تصريحية أصلية أو تبعية إذا أوّلت الغشاوة بمشتق، أو جعلت اسم آلة على ما قيل، ويجوز أن يكون في الكلام استعارة تمثيلية بأن يقال شبهت حال قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم مع الهيئة الحادثة فيها المانعة من وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)

    الاستنفاع بها بحال أشياء معدة للانتفاع بها في مصالح مهمة مع المنع من ذلك الختم والتغطية ثم يستعار للمشبه اللفظ الدال على المشبه به فيكون كل واحد من طرفي المشبه مركبا والجامع عدم الانتفاع بما أعد له.
    2- فإن قلت: فلم أسند الختم إلى الله تعالى وإسناده إليه يدل على المنع من قبول الحق والتوصل إليه بطرقه وهو قبيح والله يتعالى عن فعل القبيح «4» ؟ قلت:
    القصد الى صفة القلوب بأنها كالمختوم عليها. وأما اسناد الختم الى الله عز وجل، فلينبه على أن هذه الصفة في فرط تمكنها وثبات قدمها كالشيء الخلقي غير العرضي.
    3- وحد السمع لوحدة المسموع دون القلوب والأبصار لتنوع المدركات والمرئيات.
    4- وصف العذاب بقوله «عظيم» لتأكيد ما يفيده التنكير من التفخيم والتهويل والمبالغة في ذلك أي لهم من الآلام العظام نوع عظيم لا يبلغ كنهه ولا تدرك غايته.
    5- التنكير: في قوله «غشاوة» وذلك للتفخيم والتهويل.
    [سورة البقرة (2) : آية 8]
    وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة أو استئنافية (من) حرف جرّ (الناس) مجرور به وعلامة الجرّ الكسرة، والجارّ والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم «5» . (من) اسم موصول مبنيّ على السكون في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر «6» (يقول) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (آمنّا) فعل ماض مبني على السكون و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل.
    وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)
    (بالله) جارّ ومجرور متعلّق (بآمنّا) . (الواو) عاطفة (باليوم) جارّ ومجرور معطوف على الأول متعلّق ب (آمنّا) . (الآخر) نعت ل (اليوم) مجرور مثله. (الواو) حاليّة (ما) نافية تعمل عمل ليس (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما. (الباء) حرف جرّ زائد (مؤمنين) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الياء لأنه جمع مذكّر سالم.
    جملة: من الناس من يقول ... لا محل لها معطوفة على استئنافية أو استئنافية.
    وجملة: «يقول ... » لا محلّ لها صلة الموصول.
    وجملة: «آمنّا بالله ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ما هم بمؤمنين ... » في محلّ نصب حال.
    الصرف:
    (الناس) أصله أناس حذفت فاؤه، وجعلت الألف واللام كالعوض منها فلا يكاد يستعمل أناس بالألف واللام «7» .. وعلى هذا فالألف زائدة في الناس لأنه مشتقّ من الإنس. وقال بعضهم: ليس في الكلمة حذف وزيادة. والألف منقلبة عن واو وهي عين الكلمة من ناس ينوس إذا تحرّك.
    (يقول) فيه إعلال بالتسكين أصله يقول بتسكين القاف وضمّ الواو، ثمّ نقلت حركة الواو إلى القاف قبلها لثقل الحركة على حرف العلّة فأصبح يقول.
    (آمنّا) ، المدّة فيه أصلها همزتان: الأولى متحرّكة والثانية ساكنة أي يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)
    (أأمنّا) لأن مضارعه يؤمن «8» .
    (الآخر) ، ذكر في الآية (4) .
    (مؤمنين) ، جمع مؤمن اسم فاعل من آمن الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر، وجرى فيه حذف الهمزة- كما في المضارع- مجرى (المفلحون) ، انظر الآية (5) .
    الفوائد
    1- للنحاة في «ما» رأيان:
    الأول: حجازية: استنادا الى طريقة الحجازيين الذين يعملونها عمل «ليس» فترفع المبتدأ وتنصب الخبر.
    والثاني: طريقة بني تميم وهم يهملونها فالمبتدأ والخبر بعدها مرفوعان.
    2- «بمؤمنين» ذهب النحاة لتسمية هذه الباء التي يمكن حذفها مع بقاء المعنى صحيحا «حرف جر زائد» ولكننا نذهب هنا لتسميتها «حرف توكيد» أدبا مع القرآن الكريم ولكون فائدتها البلاغية هي توكيد الخبر. فالقول «وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ أبعد في التوكيد من قولنا: «وما هم مؤمنون» .
    [سورة البقرة (2) : آية 9]
    يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَما يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (9)
    الإعراب:
    (يخادعون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على لفظ الجلالة. (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. (الواو) حاليّة (ما) نافية يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)

    (يخدعون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و (الواو) فاعل. (إلا) أداة حصر (أنفس) مفعول به منصوب و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه و (الميم) حرف لجمع الذكور (الواو) حاليّة أو عاطفة (ما) نافية (يشعرون) مثل يخدعون.
    جملة: يخادعون ... في محلّ نصب حال من فاعل يقول أو من الضمير المستكنّ في (مؤمنين) «9» وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول.
    وجملة: «ما يخدعون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يخادعون «10» .
    وجملة: «ما يشعرون ... » في محلّ نصب حال من فاعل يخدعون «11»
    الصرف:
    (أنفسهم) جمع نفس، وهو اسم جامد بمعنى الذات أو الروح أو الجسد، وزنه فعل بفتح فسكون. ووزن أنفس أفعل بضم العين وهو من جموع القلّة.
    البلاغة
    1- المخادعة مفاعلة، والمعروف فيها أن يفعل كل أحد بالآخر مثل ما يفعله به فيقتضي هنا أن يصدر من كل واحد من الله ومن المؤمنين ومن المنافقين فعل يتعلق بالآخر وهذا ما يدعى بالمشاكلة لأن الله سبحانه لا يخدع ولا يخدع فهو غني عن كل نيل واصابة واستجرار منفعة لنفسه وأجلّ من أن تخفى عليه خافية.
    فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)
    2- إن قلت كيف قال «يُخادِعُونَ اللَّهَ» مع أن المخادعة إنما تتصور في حق من تخفى عليه الأمور، ليتم الخداع من حيث لا يعلم، ولا يخفى على الله شيء؟
    قلت: المراد يخادعون رسول الله إذ معاملة الله معاملة رسوله كعكسه لقوله تعالى إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ أو سمّى نفاقهم خداعا لشبهه بفعل المخادع. وهذا من قبيل المجاز العقلي.
    الفوائد
    «يُخادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا» البقرة آية 9.
    في هذه الآية نقطة كريمة، وحقيقة يؤكدها القرآن الكريم تلك الحقيقة هي الصلة بين الله والمؤمنين فهو يجعل صفهم صفه، وأمرهم أمره، وشأنهم شأنه يجعلهم سبحانه في كنفه، إذ يجعل عدوهم عدوه ونصيرهم نصيره. وهذا التفضل يرفع مقام المؤمنين الى مستوى سامق لأن حقيقة الإيمان هي أكبر الحقائق. فتأمل هذا المعنى اللطيف الذي يكثر وروده في القرآن الكريم.
    [سورة البقرة (2) : آية 10]
    فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ (10)
    الإعراب:
    (في قلوب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر مقدّم و (هم) ضمير متّصل في محل جرّ مضاف إليه (مرض) مبتدأ مؤخّر مرفوع. (الفاء) عاطفة (زاد) فعل ماض و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به أوّل (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (مرضا) مفعول به ثان منصوب. (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ (هم) ضمير متّصل في محلّ جر باللام متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم (عذاب) مبتدأ مؤخّر مرفوع (أليم) نعت ل (عذاب) مرفوع مثله. (الباء) حرف جرّ سببيّ (ما) حرف فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)
    مصدري «12» . (كانوا) فعل ماض ناقص و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع اسم كان (يكذبون) فعل مضارع مرفوع و (الواو) ضمير فاعل.
    والمصدر المؤول من (ما) والفعل في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف نعت ثان ل (عذاب) أي: عذاب أليم مستحقّ بكونهم كاذبين.
    جملة: «في قلوبهم مرض ... » لا محلّ لها استئنافية بيانية مقرّرة لمعنى قولهم: «ما هم بمؤمنين..» أو تعليليّة.
    وجملة: «زادهم الله مرضا ... » لا محل لها معطوفة على جملة في قلوبهم مرض.
    وجملة: «لهم عذاب أليم ... » لا محل لها معطوفة على جملة زادهم الله مرضا.
    وجملة: «يكذبون ... » في محلّ نصب خبر كانوا، وجملة (كانوا) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي.
    الصرف:
    (مرض) ، مصدر سماعيّ لفعل مرض بمرض باب فرح وزنه فعل بفتحتين.
    (زاد) ، فيه إعلال بالقلب أصله زيد مضارعه يزيد، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. وهو إما فعل لازم مثل زاد المال أو فعل متعدّ لمفعولين مثل زادك الله جلالا.
    (أليم) ، صفة مشبّهة من ألم يألم باب فرح وزنه فعيل.
    (كانوا) ، فيه إعلال بالقلب أصله كون مضارعه يكون، جاءت الواو متحركة بعد فتح قلبت ألفا.
    وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)

    البلاغة

    1- الاستعارة التصريحية في قوله تعالى فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فقد أستعير المرض هاهنا لما في قلوبهم من الجهل وسوء العقيدة وعداوة النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وغير ذلك من فنون الكفر المؤدي إلى الهلاك الروحاني والتنكير للدلالة على كونه نوعا مبهما غير ما يتعارفه الناس من الأمراض.

    __________
    (1) أو خبر (إنّ) والمصدر المؤول (أأنذرتهم) فاعل له لأنه بمعنى مستو. أو مبتدأ والمصدر المؤول خبر. [.....]
    (2) أو خبر (إنّ) والمصدر المؤول (أأنذرتهم) فاعل له لأنه بمعنى مستو. أو مبتدأ والمصدر المؤول خبر.
    (3) يجوز أن تكون جملة «سواء عليهم» في محل رفع خبر (إنّ) أوّل، وجملة (لا يؤمنون) خبر ثان، أو لا محلّ لها استئنافية أو في محلّ نصب حال.
    (4) يشير بهذا إلى اعتقاد المعتزلة بأن الله تعالى يجب عليه فعل الأصلح لعبده وهذا باطل
    (5) يجوز أن يكون الجارّ والمجرور نعتا لمنعوت محذوف هو مبتدأ أي: بعض الناس من يقول ...
    (6) ويجوز أن يكون (من) نكرة موصوفة في محلّ رفع مبتدأ أي: فريق يقول:
    والجملة بعده نعت له.
    (7) وفي لسان العرب: أنّ الناس مخفّف من أناس، ولم يجعلوا الألف واللام عوضا من الهمزة المحذوفة لأنه لو كان كذلك لما اجتمع مع المعوّض في قول الشاعر إنّ المنايا يطّلعن على الأناس الآمنينا
    (8) وقد ذكر في الآية (3) .
    (9) يجوز أن تكون الجملة استئنافية لا محلّ لها هذا وقد رفض ابن حيان كونها حالا من ضمير مؤمنين 1/ 56.
    (10) أو معطوفة على الاستئنافية لا محلّ لها.
    (11) أو معطوفة على الاستئنافية لا محلّ لها.
    (12) أو اسم موصول في محلّ جرّ بالباء، والجملة بعده صلة، والعائد محذوف.






    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,494

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الاول
    سورة البقرة
    الحلقة (5)
    من صــ 51 الى صـ 60


    [سورة البقرة (2) : آية 11]
    وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان يتضمّن معنى الشرط مبني على السكون متعلّق بالجواب قالوا. (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (قيل) . (لا) ناهية جازمة (تفسدوا) فعل مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون و (الواو) فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تفسدوا) . (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ و (الواو) فاعل.
    (إنّما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (مصلحون) خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.
    جملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «لا تفسدوا ... » في محل رفع نائب فاعل «1» .
    أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)
    وجملة: «قالوا» لا محلّ لها من الإعراب جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «نحن مصلحون» في محلّ نصب مقول القول.
    الصرف:
    (إذا) ظرف للزمن المستقبل فيه معنى الشرط، وقد يخلو من الشرط: والليل إذا يغشى. وقد يأتي للمفاجاة: خرجت فإذا رجل بالباب.
    (تفسدوا) فيه حذف للهمزة تخفيفا كما جرى في (يؤمنون، ويقيمون) .
    (قيل) ، فيه إعلال بالقلب، أصله قول بضم أوّله وكسر ثانيه، ولكن الواو- وهو حرف علّة- لا يستطيع حمل الحركة فوجب تسكينه ونقلت حركته إلى القاف فأصبح قول بكسر فسكون، ثم قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فأصبح الفعل قيل.
    (الأرض) ، اسم جامد والهمزة فيه أصليّة، وزنه فعل بفتح فسكون.
    (مصلحون) ، جمع مصلح اسم فاعل من أصلح، وفيه إذا حذف للهمزة تخفيفا كما حذفت من مضارعه لأنه على وزنه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، وأصله مؤصلحون.
    [سورة البقرة (2) : آية 12]
    أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12)

    الإعراب:
    (ألا) حرف تنبيه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ و (الميم) حرف لجمع الذكور (هم) ضمير منفصل «2» في محل رفع مبتدأ (المفسدون) خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو (الواو) عاطفة أو حاليّة (لكن) حرف استدراك وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13)

    (لا) نافية (يشعرون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون (الواو) ضمير متّصل فاعل.
    جملة: إنّهم هم المفسدون لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «هم المفسدون» في محل رفع خبر إنّ.
    وجملة: «لا يشعرون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة أو في محلّ نصب حال من الضمير المستكنّ في اسم الفاعل (المفسدون) .
    الصرف:
    (المفسدون) ، جمع المفسد وهو اسم فاعل من أفسد، وفيه حذف للهمزة تخفيفا كما حذفت من مضارعه لأنّه على وزنه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، وأصله المؤفسدون.
    [سورة البقرة (2) : آية 13]
    وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (13)

    الإعراب:
    (وإذا قيل لهم) سبق إعرابها في الآية رقم (11) . (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون و (الواو) فاعل و (الكاف) حرف جر «3» (ما) مصدرية (آمن) فعل ماض (الناس) فاعل مرفوع.
    والمصدر المؤوّل من (ما) والفعل في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي آمنوا إيمانا كإيمان الناس.
    (قالوا) فعل ماض وفاعله (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (نؤمن) فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (كما آمن السفهاء) تعرب مثل: كما آمن الناس. (ألا إنّهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) تعرب كالآية (12) مفردات وجملا.
    وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13)
    جملة «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «آمنوا ... » في محلّ رفع نائب فاعل «4» .
    وجملة: «قالوا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «نؤمن ... » في محلّ نصب مقول القول.
    الصرف:
    (السفهاء) ، جمع سفيه، صفة مشبّهة من فعل سفه يسفه باب فرح، وزنه فعيل، ووزن سفهاء فعلاء بضمّ ففتح.
    البلاغة
    1- ونلاحظ في الآية الكريمة فن التغاير..
    وهو في قوله تعالى لا يَشْعُرُونَ وقوله تعالى لا يَعْلَمُونَ وتفصيل ذلك:
    أن أمر الديانة والوقوف على أن المؤمنين على الحق، والمنافقون على الباطل يحتاج الى نظر واستدلال حتى يكتسب الناظر المعرفة. وأما النفاق وما فيه من البغي المؤدي إلى الفتنة والفساد في الأرض فأمر دنيوي مبني على العادات معلوم عند الناس، خصوصا عند العرب في جاهليتهم وما كان قائما بينهم من التناصر والتحارب والتحازب، فهو كالمحسوس المشاهد ولذلك قال «لا يَشْعُرُونَ» ولأنه ذكر السفه وهو الجهل فكان ذكر العلم معه أحسن طباقا له ولذلك قال «لا يَعْلَمُونَ» .
    2- الكناية: في قوله تعالى أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ.
    الشرع ينظر للظاهر والله عنده علم السرائر، ولهذا سكت المؤمنون وردّ الله سبحانه عليهم ما كانوا يسرون فالكلام كناية عن كمال إيمان المؤمنين ولكن في قلب تلك الكناية نكاية فهو على شاكلة قولهم «اسمع غير مسمع» في وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)
    احتمال الخير والشر ولذلك نهى عنه.
    3- في قوله تعالى أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ.
    خروج الاستفهام من معناه الأصلي وهو طلب العلم الى أغراض أخرى تفهم من مضمون الكلام. حيث أن معنى الاستفهام هنا الإنكار.
    [سورة البقرة (2) : آية 14]
    وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (14)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (إذا) ظرفيّة شرطيّة غير جازمة متعلقة بالجواب قالوا. (لقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ وفاعله (الذين) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (آمنوا) فعل ماض وفاعله (قالوا) مثل آمنوا. (آمنّا) فعل ماض مبني على السكون و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. (الواو) عاطفة (إذا) سبق إعرابه (خلوا) فعل ماض مبني على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين و (الواو) فاعل. (إلى شياطين) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلوا) و (هم) ضمير متّصل في محل جرّ مضاف إليه. (قالوا) مثل آمنوا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (نا) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم إنّ (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه و (الميم) حرف لجمع الذكور. إنّما نحن مستهزءون سبق إعراب نظيرها في الآية (11) : إنما نحن مصلحون.
    جملة: قالوا ... في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «آمنوا لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «أما» في محلّ نصب مقول القول.
    وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)
    وجملة: «خلوا ... » في محل جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «قالوا ... » الثانية لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «إنّا معكم» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إنّما نحن مستهزءون» لا محلّ لها استئناف بياني.
    الصرف:
    (لقوا) فيه إعلال بالتسكين وبالحذف، وأصله لقيوا بضمّ الياء، أسكنت الياء لثقل الحركة عليها- هو اعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لسكونها وسكون الواو بعدها، وتحرّكت القاف بالضمّ أي بحركة الياء بعد تسكينها.
    (قالوا) ، فيه إعلال بالقلب، أصله قولوا بفتح الواو الأولى، فلمّا تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا.
    (خلوا) فيه إعلال بالحذف، أصله خلاوا، حذفت الألف لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة فأصبح الفعل خلوا، وزنه فعوا بفتح العين.
    (شياطين) جمع شيطان، اسم جامد على وزن فيعال سمي بذلك لمخالفة أمر الله لأن الفعل شطن يشطن باب نظر بمعنى خالفه عن نيّته ووجهه. ووزن شياطين فياعيل.
    (مع) ، اسم له عدّة معان يستعمل مضافا ويكون ظرفا للمكان والمصاحبة: افعل هذا مع هذا، أو ظرفا للزمان: جئتك مع العصر..
    ويأتي منوّنا من غير إضافة: جاؤوا معا.
    (مستهزءون) جمع مستهزئ، اسم فاعل من استهزأ السداسيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره أي وزنه مستفعلون.
    اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)

    [سورة البقرة (2) : آية 15]
    اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)

    الإعراب:
    (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (يستهزئ) فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يستهزئ) ، (الواو) عاطفة (يمدّ) فعل مضارع مرفوع و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (في طغيان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يمدّ) أو ب (يعمهون) ، و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. (يعمهون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و (الواو) فاعل.
    جملة: «الله يستهزئ بهم» : لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يستهزئ بهم» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
    وجملة: «يمدّهم ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يستهزئ.
    وجملة: «يعمهون» : في محلّ نصب حال من ضمير النصب في يمدّهم.
    الصرف:
    (طغيان) ، مصدر سماعي لفعل طغى يطغى باب فتح، وزنه فعلان بضمّ الفاء.
    البلاغة
    1- الاستهزاء ضرب من العبث واللهو وهما لا يليقان بالله تعالى وهو منزه عنهما ولكنه سمى جزاءه باسمه كما سمى جزاء السيئة سيئة إما للمشاكلة في اللفظ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)
    أو المقارنة في الوجود أو يرجع وبال الاستهزاء عليهم فيكون كالمستهزئ بهم.
    2- قوله تعالى اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ استئناف في غاية الجزالة والفخامة. وفيه أن الله عز وجل هو الذي يستهزئ بهم الاستهزاء الأبلغ، الذي ليس استهزاؤهم إليه باستهزاء ولا يؤبه له في مقابلته. وفيه أن الله هو الذي يتولى الاستهزاء بهم انتقاما للمؤمنين.
    3- المخالفة: بين جملة مستهزءون وجملة يستهزئ لأن هزء الله بهم متجدد وقتا بعد وقت، وحالا بعد حال، يوقعهم في متاهات الحيرة والارتباك زيادة في التنكيل بهم.
    [سورة البقرة (2) : آية 16]
    أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (16)

    الإعراب:
    (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محل رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب (الذين) اسم موصول في محلّ رفع خبر.
    (اشتروا) فعل ماضي مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين و (الواو) ضمير متّصل فاعل في محل رفع. (الضلالة) مفعول به منصوب (بالهدى) جارّ ومجرور متعلّق بفعل اشتروا بتضمينه معنى استبدلوا، وعلامة الجرّ والكسر المقدّرة على الألف للتعذّر. (الفاء) عاطفة وهي لربط السبب بالمسبّب (ما) نافية (ربح) فعل ماض و (التاء) للتأنيث (تجارة) فاعل مرفوع و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (كانوا) فعل ماض ناقص مع اسمه (مهتدين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
    جملة: «أولئك الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «اشتروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «ما ربحت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «ما كانوا مهتدين» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)
    الصرف:
    (اشتروا) فيه إعلال بالحذف، أصله اشتراوا، حذفت الألف لمجيئها ساكنة قبل واو الجماعة الساكنة، وفتح ما قبلها دلالة عليها، وزنه افتعوا بفتح العين.
    (الضلالة) ، مصدر سماعي لفعل ضلّ يضلّ باب ضرب وضلّ يضلّ باب فتح، وزنه فعالة بفتح الفاء.
    (تجارتهم) ، مصدر سماعي لفعل تجر يتجر باب نصر، وهذا المصدر يكاد يكون قياسيا لأن الفعل يدلّ على حرفة، وقد يدلّ على الاسم الذي يتّجر به وزنه فعالة بكسر الفاء.
    (مهتدين) ، فيه إعلال بالحذف، أصله مهتديين، بياءين، فلمّا جاءت الأولى ساكنة قبل ياء الجمع الساكنة حذفت، وزنه مفتعين. وهو اسم فاعل من اهتدى الخماسيّ مفرده المهتدي على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخر.
    البلاغة
    1- الاستعارة التصريحية الترشيحية: في قوله تعالى: اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى.
    فاشتراء الضلالة بالهدى مستعار لأخذها بدلا منه أخذا منوطا بالرغبة فيها والإعراض عنه. فقد شبهوا بمن اشترى فكأنهم دفعوا في الضلالة هداهم، فاستعارة الشراء للاختيار رشحت بالربح والتجارة اللذين هما من دواعي الشراء.
    2- الاسناد المجازي: حيث أسند الخسران الى التجارة وهو لأصحابها.
    والاسناد المجازي هو: أن يسند الفعل الى شيء يتلبس بالذي هو في الحقيقة له، كما تلبست التجارة بالمشترين.
    مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17)
    3- فإن قلت: هب أنّ شراء الضلالة بالهدى وقع مجازا في معنى الاستبدال، فما معنى ذكر الربح والتجارة؟ كأن ثمّ مبايعة على الحقيقة.
    قلت: هذا من الصنعة البديعة التي تبلغ بالمجاز الذروة العليا، وهو أن تساق كلمة مساق المجاز، ثم تقفى بأشكال لها وأخوات، إذا تلاحقن لم تر كلاما أحسن منه ديباجة وأكثر ماء ورونقا، وهو المجاز المرشح، وذلك نحو قول العرب في البليد: كأن أذني قلبه خطلا، وإن جعلوه كالحمار، ثم رشحوا ذلك لتحقيق البلادة، فادعوا لقلبه أذنين، وادعوا لهما الخطل ليمثلوا البلادة تمثيلا يلحقها ببلادة الحمار مشاهدة معاينة.
    __________
    (1) الجمهور يجعل هذه الجملة لا محلّ لها مفسّرة لنائب الفاعل المقدّر وهو القول الذي فسّرته الجملة، وذلك لأن الجملة لا يصحّ- على رأيهم- أن تكون نائب فاعل لأنها أصلا لا يصحّ أن تكون فاعلا.. ولكنّ الجملة من وجهة نظر أخرى هي مقول القول للفعل المبنيّ للمعلوم، فلمّا بني للمجهول أصبحت الجملة نائب فاعل. وهذا الرأي يميل إلى الأخذ به بعض علماء النحو القدامى كالزمخشري فيجعل الإسناد لفظيا لا معنويا والمحدثون، وسيمرّ نظير لهذه الآية في آيات كريمة كثيرة، وسنعربها كما أعربت هنا.
    (2) أو ضمير فصل و (المفسدون) خبر إنّ، أو توكيد للضمير المتّصل اسم إنّ فهو مستعار لمحلّ النصب.
    (3) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته- أو في محل نصب حال من المصدر على رأي سيبويه. [.....]
    (4) انظر إعراب الجمل في الآية (11) فثمّة تعليل لجعل الجملة نائب فاعل.





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,494

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الاول
    سورة البقرة
    الحلقة (6)
    من صــ 61 الى صـ 70

    [سورة البقرة (2) : آية 17]
    مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ (17)

    الإعراب:
    (مثل) مبتدأ مرفوع و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (كمثل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر «1» . (الذي) موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (استوقد) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (نارا) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرفية حينيّة تتضمن معنى الشرط متعلّقة بالجواب ذهب (أضاء) فعل ماض (التاء) للتأنيث والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «2» . (حول) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما، و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه (ذهب) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (بنور) جارّ ومجرور متعلّق ب (ذهب) و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. و (الواو) عاطفة (ترك) فعل ماض مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17)
    و (هم) مفعول به أوّل والفاعل هو أي الله (في ظلمات) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان ل (ترك) أي ضائعين أو تائهين (لا) نافية (يبصرون) مضارع مرفوع و (الواو) فاعل.
    جملة: «مثلهم كمثل الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «استوقد نارا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «أضاءت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «ذهب الله ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «تركهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
    وجملة: «لا يبصرون» في محلّ نصب حال من ضمير النصب في تركهم «3» .
    الصرف:
    (مثلهم) ، اسم بمعنى الصفة والحال: مشتقّ من المماثلة وزنه فعل بفتحتين.
    (الذي) ، اسم موصول فيه (ال) زائدة لازمة: أصله (لذ) كعم وزنه فعل بفتح الفاء وكسر العين، وفيه حذف إحدى اللامين لام التعريف أو فاء الكلمة مثل التي والذين.
    (نارا) ، اسم والألف فيه منقلبة عن واو لأن تصغيره نويرة وجمعه أنور بضمّ الواو. أما الياء في نيران فهي منقلبة عن واو لانكسار ما قبلها.
    (أضاءت) ، الألف فيه منقلبه عن واو لأن مصدره الضوء، وأصله أضوأت بتسكين الواو وفتح الهمزة جاءت الواو ساكنة مفتوح ما قبلها قلبت مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17)
    ألفا ويجوز أن ترجع إلى الماضي المجرّد فيأخذ حكم (زاد) «4» .
    (نورهم) ، اسم جامد يدرك بالباصرة وزنه فعل بضمّ فسكون.
    (ظلمات) ، جمع ظلمة، اسم جامد خلاف النور وزنه فعلة بضمّ فسكون.
    البلاغة
    1- التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً حيث أشبهت حالهم حال مستوقد انطفأت ناره.
    2- مراعاة النظير: وهو فن يعرف عند علماء البلاغة بالتناسب والائتلاف. وحدّه أن يجمع المتكلم بين أمر وما يناسبه مع إلغاء ذكر التضادّ لتخرج المطابقة وهي هنا في ذكر الضوء والنور، والسرّ في ذكر النور مع أن السياق يقتضي أن يقول بضوئهم مقابل أضاءت هو أن الضوء في دلالة على الزيادة فلو قال: بضوئهم لأوهم الذهاب بالزيادة وبقاء ما يسمى نورا والغرض هو إزالة النور عنهم رأسا وطمسه أصلا.
    الفوائد
    يمضي سياق القرآن في ضرب الأمثال لتصوير شأن المنافقين ليكشف عن طبيعتهم وتقلباتهم وليزيد صفتهم جلاء ووضوحا لقد استوقدوا النار فلما أضاءت نورها لم ينتفعوا بها، ولذلك عاقبهم الله فذهب بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون.
    وأسلوب التمثيل وأحد الأساليب القرآنية الذي تجلت فيه بلاغة القرآن بأحسن صورها وأكثرها تأثيرا في النفوس واستقرارا في العقول والقلوب.
    مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ (17)
    وكما نجد هذه الخاصة في القرآن الكريم نجدها في الحديث الشريف فهي من أشرف الوسائل في تقرير الحقائق وتجلية الصفات.
    أولا في الآية تشبيه تمثيلي لأن وجه الشبه والصفة المشتركة بين المشبه والمشبه به فتنزعه من صفات أو أشياء متعددة.
    ثانيا: إن أسلوب التشبيه هو من الخصائص البلاغية في القرآن الكريم نقدم بعض الأمثلة ولعل الجزء يغني في إيضاح المقصود عن الكل كقوله تعالى:
    «رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ» وقوله: «مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً وقوله أيضا «مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ. وقوله تعالى: «وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ» .
    ثالثا- في الآيات التفات من المفرد الى الجمع في قوله: «فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ» .
    رابعا: عبر سبحانه وتعالى عن عمى البصيرة بعمى الأبصار وهو ضرب من أضرب المجاز اللغوي. يفسره قوله تعالى: فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ. هذا قليل من كثير ولو تتبعنا ما في هذه الآية من خصائص وفوائد لقادنا ذلك إلى كتابة سفر من الأسفار. فسبحان من هذا كلامه وهذا بيانه..
    يقول صاحب الكشاف: ولأمر ما أكثر الله في كتابه المبين وفي سائر كتبه من أمثاله، وفشت في كلام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكلام الأنبياء والحكماء، ومن سور الإنجيل «سورة الأمثال» .
    وللعرب أمثال كثيرة جرت مجرى الحكم وحيل بين لفظها والتغيير يشبهون مضربها بموردها وقد ألّف فيها المجلدات.
    صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (18)
    [سورة البقرة (2) : آية 18]
    صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (18)

    الإعراب:
    (صمّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم (بكم) خبر ثان مرفوع (عمي) خبر ثالث مرفوع (الفاء) عاطفة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (لا) نافية (يرجعون) مضارع مرفوع و (الواو) فاعل.
    جملة: «هم صمّ» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «هم لا يرجعون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافية وترتبط معها برابط السببيّة.
    وجملة: «لا يرجعون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) الثاني.
    الصرف:
    (صمّ) جمع أصمّ صفة مشبّهة من صمّ يصمّ باب فتح وزنه أفعل، وصمّ وزنه فعل بضمّ فسكون. وهكذا كلّ صفة على وزن أفعل جمعه القياسيّ على وزن فعل بضمّ الفاء.
    (بكم) ، جمع أبكم صفة مشبّهة من بكم يبكم باب فرح وزنه أفعل، وبكم وزنه فعل بضمّ فسكون.
    (عمي) ، صفة مشبّهة من عمي يعمى باب فرح وزنه أفعل، وعمي وزنه فعل بضمّ فسكون.
    البلاغة
    1- هل يسمى ما في الآية الكريمة استعارة؟
    في الواقع مختلف فيه. والمحققون على تسميته تشبيها بليغا لا استعارة، لان المستعار له مذكور وهم المنافقون. والاستعارة إنما تطلق حيث يطوى ذكر المستعار له، ويجعل الكلام خلوا عنه صالحا لأن يراد به المنقول أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)
    إليه لولا دلالة الحال أو فحوى الكلام.
    [سورة البقرة (2) : آية 19]
    أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (19)

    الإعراب:
    (أو) حرف عطف «5» ، (كصيّب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف تقديره مثلهم، وفي الكلام حذف مضاف أي مثلهم كأصحاب صيّب «6» . (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (صيّب) (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم. (ظلمات) مبتدأ مؤخّر مرفوع و (الواو) عاطفة في الموضعين المتتابعين (رعد، برق) اسمان معطوفان على ظلمات مرفوعان مثله. (يجعلون) فعل مضارع مرفوع و (الواو) فاعل. (أصابع) مفعول به منصوب و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (في آذان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجعلون) بتضمينه معنى يضعون و (هم) مضاف إليه (من الصواعق) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجعلون) و (من) سببيّة «7» . (حذر) مفعول لأجله منصوب «8» (الموت) مضاف إليه مجرور. (الواو) استئنافيّة أو اعتراضيّة (الله) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (محيط) خبر مرفوع (بالكافرين) جارّ ومجرور متعلّق ب (محيط)أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)
    وعلامة الجرّ الياء و (النون) عوض من التنوين في الاسم المفرد.
    جملة: « (مثلهم) كصيّب» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية 17.
    وجملة: «فيه ظلمات» في محلّ جرّ نعت ثان ل (صيّب) «9» .
    وجملة: «يجعلون ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانية.
    وجملة: «الله محيط بالكافرين» لا محلّ لها استئنافية أو اعتراضيّة «10»
    الصرف:
    (صيّب) ، صفة مشتقّة على وزن فيعل من صاب المطر يصوب أي انصبّ، وفي اللفظ إعلال بالقلب أصله صيوب بتسكين الياء وكسر الواو، التقى الياء والواو في الكلمة وكان الأول منهما ساكنا قلب الواو إلى ياء وأدغم مع الياء الثاني فأصبح صيّب.
    (السماء) اسم جامد قلب فيه الواو إلى همزة لأنه مشتقّ من السمو، وكل واو أو ياء يأتي متطرّفا بعد ألف ساكنة يقلب همزة.
    (رعد) اسم جامد بمعنى الراعد أو مصدر سماعي لفعل رعد يرعد باب نصر وباب فتح وزنه فعل بفتح فسكون.
    (برق) اسم جامد بمعنى البارق أو مصدر سماعي لفعل برق يبرق باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
    (أصابعهم) جمع إصبع اسم للعضو المعروف، ويصحّ في لفظه تسع لغات بفتح الهمزة وفتح الباء وضمّها وكسرها، وضمّ الهمزة وفتح الباء وضمّها وكسرها، وكسر الهمزة وفتح الباء وضمّها وكسرها.
    أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19)
    (آذان) جمع أذن، اسم للعضو المعروف وزنه فعل بضمّ الهمزة وسكون الذال وضمّها.
    (الصواعق) ، جمع صاعقة اسم جامد من فعل صعق على وزن اسم الفاعل.
    (حذر) ، مصدر سماعيّ لفعل حذر يحذر باب فرح وزنه فعل بفتحتين.
    (الموت) ، مصدر سماعيّ لفعل مات يموت باب نصر وزنه فعل بفتح فسكون.
    (محيط) ، اسم فاعل من أحاط الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل الآخر، وفي اللفظ إعلال بالتسكين والقلب، أصله محوط بكسر الواو، ثقلت الكسرة على الواو فسكنت ونقلت حركتها الى الحاء- اعلال بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فأصبح محيط- وهو إعلال بالقلب- وفيه حذف الهمزة من أوله لأن فعله على وزن أفعل.
    (الكافرين) ، جمع الكافر، اسم فاعل من كفر يكفر باب نصر على وزن فاعل.
    البلاغة
    1- التشبيه التمثيلي: في قوله تعالى أَوْ كَصَيِّبٍ فهو تمثيل لحالهم أثر تمثيل ليعم البيان منها كل دقيق وجليل ويوفى حقها من التفظيع والتهويل فإن تفننهم في فنون الكفر والضلال وتنقلهم فيها من حال الى حال حقيق بأن يضرب في شأنه الأمثال ويرضى في حلبته أعنة المقال ويمد لشرحه أطناب الإطناب ويعقد لأجله فصول وأبواب لما أن كل كلام له حظ من البلاغة وقسط من الجزالة والبراعة لا بد أن يوفى فيه حق كل من مقامي الإطناب والإيجاز.
    يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)
    2- المجاز المرسل: في قوله تعالى يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ.
    حيث عبّر بالأصابع عن أناملها والمراد بعضها لأنهم إنما جعلوا بعض أناملها. وهو من باب اطلاق الكل وإرادة الجزء.
    انه مشهد عجيب حافل بالحركة مشوب بالاضطراب فيه تيه وضلال وفيه هول ورعب، وفيه أضواء وأصداء هو مشهد حسي يرمز لحالة نفسية، ويجسم صورة شعورية كأنها مشهد محسوس.
    [سورة البقرة (2) : آية 20]
    يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)

    الإعراب:
    (يكاد) فعل مضارع ناقص مرفوع (البرق) اسم يكاد مرفوع (يخطف) فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي البرق (أبصار) مفعول به منصوب و (هم) ضمير متّصل في محل جرّ مضاف اليه. (كلّما) ظرفية زمانية متضمنة معنى الشرط «11» متعلّقة ب (مشوا) . (أضاء) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جر و (هم) ضمير متّصل في محلّ جر باللام متعلّق ب (أضاء) ، (مشوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين و (الواو) فاعل. (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محل جر بحرف الجر متعلّق ب (مشوا) . (الواو) عاطفة (إذا) ظرف للمستقبل متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قاموا. (أظلم) فعل ماض والفاعل يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)
    ضمير مستتر تقديره هو أي البرق. (على) حرف جر و (هم) ضمير في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق ب (أظلم) . (قاموا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ و (الواو) فاعل. (الواو) عاطفة (لو) حرف امتناع لامتناع شرط غير جازم (شاء) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) واقعة في جواب لو (ذهب) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بسمع) جارّ ومجرور متعلّق ب (ذهب) و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه (الواو) عاطفة (أبصارهم) مضاف ومضاف اليه معطوف على سمعهم مجرور مثله. (إنّ) حرف مشبه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم انّ منصوب (على كلّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (قدير) (شيء) مضاف إليه مجرور (قدير) خبر إن مرفوع.
    جملة: «يكاد البرق ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يخطف ... » في محلّ نصب خبر يكاد.
    وجملة: «أضاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «مشوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «أظلم ... » في محلّ جرّ بإضافة إذا إليها.
    وجملة: «قاموا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «شاء الله» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «ذهب ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «إنّ الله..» قدير لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
    الصرف:
    (يكاد) ، الألف منقلبة عن واو ففيه اعلال بالقلب، والأصل يكود بفتح الواو، نقلت حركة الواو الى الكاف قبلها- إعلال
    اأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)
    بالتسكين- ثمّ قلبت الواو ألفا لسكونها وفتح ما قبلها.
    (مشوا) ، فيه اعلال بالحذف، أصله مشاوا، جاءت الألف والواو ساكنتين فحذفت الألف لالتقاء الساكنين وفتح ما قبل الواو دلالة على الألف المحذوفة.
    (قاموا) ، الألف فيه أصلها واو لأن مضارعه يقوم، وجرى فيه القلب مجرى قالوا (انظر الآية 14) .
    (شاء) ، فيه الألف منقلبة عن ياء لأن مصدره شيء، وجرى فيه الإعلال مجرى زاد (انظر الآية 10) ، فأصله شيأ بفتح الياء.
    (شيء) ، مصدر سماعي لفعل شاء يشاء باب فتح، وزنه فعل بفتح فسكون.
    (قدير) ، صفة مشبّهة لفعل قدر يقدر باب نصر وباب ضرب وقدر يقدر باب فرح وزنه فعيل.
    الفوائد
    من سمات اللغة العربية وخصائصها الرئيسية تسهيل اللفظ ولما كان نداء المعرف بأل يتسم بصعوبة النطق لذلك يتوسّل إليه بأن تتوسط (أي) بينه وبين أداة النداء وهكذا فقد أقحمت في قوله تعالى «يا أَيُّهَا النَّاسُ» فاستساغ بواسطتها نداء «الناس» وهو معرف بأل.
    __________
    (1) يجوز أن تكون الكاف اسما بمعنى مثل فهي في محل رفع خبر المبتدأ ومضافة إلى مثل بفتح الميم والثاء.
    (2) يجوز أن يكون نكرة موصوفة، والجملة المقدّرة المتعلق بها (حول) صفة.
    (3) يجوز أن تكون الجملة هي المفعول الثاني لفعل ترك، فيتعلق الجار حينئذ بفعل ترك.
    (4) انظر الآية (10) .
    (5) إما للشك وإمّا للتخيير وإمّا للاباحة وإمّا للإبهام.
    (6) ويجوز ان تكون الكاف اسما بمعنى مثل فهي في محلّ رفع إمّا معطوفة على الكاف في كمثل أو خبر لمبتدأ محذوف.
    (7) والجارّ والمجرور هنا في موضع المفعول لأجله.
    (8) أو مفعول مطلق محذوف أي يحذرون حذرا مثل حذر الموت، والمصدر مضاف إلى المفعول.
    (9) ويجوز أن تكون في محل نصب حال لأن النكرة هنا وصفت، ولكنّ العامل في الحال هو الابتداء.
    (10) الاعتراض على رأي الزمخشري إذ جعل جملة يجعلون أصابعهم وجملة يكاد البرق شيئا واحدا لأنهما من قصّة واحدة.
    (11) يجوز إعراب (كلّ) ظرف زمان متعلق ب (مشوا) ، و (ما) حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بإضافة كلّ اليه، والتقدير: كلّ وقت اضاءة ...
    وهكذا يقدّر المصدر المؤوّل في مثل هذا اللفظ.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,494

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الاول
    سورة البقرة
    الحلقة (7)
    من صــ 70 الى صـ 77

    [سورة البقرة (2) : آية 21]
    يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)

    الإعراب:
    (يا) أداة نداء (أيّ) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)
    في محلّ نصب (الناس) بدل من أيّ تبعه في الرفع لفظا، أو عطف بيان له (اعبدوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (ربّ) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه و (الميم) حرف لجمع الذكور (الذي) اسم موصول في محلّ نصب نعت ل (ربّ) . (خلق) فعل ماض و (كم) ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) عاطفة، (الذين) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير النصب في خلقكم (من قبل) جار ومجرور متعلّق بمحذوف صلة الذين و (كم) مضاف اليه. (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ. (تتّقون) فعل مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و (الواو) فاعل.
    جملة النداء: «يا أيها الناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها جواب النداء- استئنافيّة.
    وجملة: «خلقكم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «لعلّكم تتقون» لا محلّ لها تعليلية «1» .
    وجملة: «تتّقون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
    الصرف:
    (تتّقون) فيه إبدال وفيه إعلال، أمّا الإبدال فهو قلب الواو التي هي فاء الفعل تاء، ماضيه المجرّد وقى، وماضيه المزيد اتّقى، وأصله اوتقى، قلبت الواو تاء لمجيئها قبل تاء الافتعال، وهذا القلب الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)
    مطرد في كلّ فعل فاؤه واو أو ياء إذا جاءتا قبل تاء الافتعال تقلبان تاء وتدغمان مع تاء الافتعال وفي اسمي الفاعل والمفعول منه، أمّا الإعلال فهو الإعلال بالحذف، أصله تتقيون، استثقلت الضمّة على الياء فنقلت الحركة الى القاف فالتقى ساكنان هما الياء والواو فحذفت الياء تخلّصا من التقاء الساكنين فأصبح تتّقون وزنه تفتعون.
    2- تأتي لعلّ في القرآن الكريم للترجّي وتأتي للتعليل، وتأتي للتعرض للشيء وكأنه يحضهم على مزاولة العبادة وبذلك يتعرضون للتقوى..
    [سورة البقرة (2) : آية 22]
    الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِراشاً وَالسَّماءَ بِناءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (22)

    الإعراب:
    (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب بدل من (الذي) في الآية السابقة «2» . (جعل) فعل ماض «3» ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعل) ، (الميم) حرف لجمع الذكور. (الأرض) مفعول به منصوب (فراشا) حال منصوبة «4» من الأرض (الواو) عاطفة (السماء) مفعول به لفعل محذوف أي جعل السماء «5» ، (بناء) حال منصوبة من السماء «6» . (الواو) عاطفة (أنزل) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره
    هو (من السماء) جار ومجرور متعلّق ب (أنزل) «7» . (ماء) مفعول به منصوب. (الفاء) عاطفة (أخرج) فعل ماض والفاعل هو (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محل جرّ بالباء متعلّق ب (أخرج) ، (من الثمرات) جارّ ومجرور متعلّق ب (أخرج) «8» . (رزقا) مفعول به منصوب (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف نعت ل (رزقا) . (الفاء) واقعة في جواب شرط مقدّر أو لربط السبب بالمسبّب (لا) ناهية جازمة (تجعلوا) فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (لله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف مفعول به ثان- أو هو المفعول الثاني، (أندادا) مفعول به أوّل منصوب. (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (تعلمون) فعل مضارع مرفوع و (الواو) فاعل.
    جملة: «جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «أخرج ... » لا محل لها معطوفة على جملة أنزل ...
    وجملة: «لا تجعلوا ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن كرّمكم الله بهذه الخيرات فلا تجعلوا لله أندادا، أو إن تعبدوه فلا تجعلوا له أندادا، أو تعليليّة.
    وجملة: «أنتم تعلمون» : في محلّ نصب حال.
    وجملة: «تعلمون» : في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
    الصرف:
    (الأرض) اسم جامد للكوكب السيّار الذي نحن عليه وزنه فعل بفتح فسكون جمعه أرضون وأروض بضمّ الهمزة وأراض وآراض.
    وانظر الآية (11) من هذه السورة.
    (فراشا) اسم جامد لما يفرش، وهو أيضا مصدر سماعيّ لفعل فرش يفرش باب نصر وباب ضرب، وزنه فعال بكسر الفاء.
    (بناء) اسم جامد بمعنى البيت، وهو أيضا مصدر بنى يبني باب ضرب. والهمزة في بناء منقلبة عن ياء، أصله بناي، جاءت الياء متطرّفة بعد الألف الساكنة فقلبت همزة، وهذه القاعدة مطّردة.
    (ماء) ، أصله موه لقولهم ماهت الركية تموه، وفي الجمع أمواه، فلمّا تحرّكت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، ثمّ أبدلوا الهاء بهمزة وليس بقياس «9» .
    (رزقا) اسم جامد لما ينتفع به وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين، وهو في الآية بمعنى المرزوق به.
    (أندادا) جمع ندّا، صفة مشبّهة من ندّ يندّ باب ضرب وزنه فعل بكسر فسكون.
    الفوائد
    زعم بعض اللغويين أن كلمة الأرض هي صفة لكوكبنا لأنها تأرض ما في بطنها بمعنى أنها تأكل كل ما يلج إليها.
    3- من المقرر أن صاحب الحال معرفة يستثني من ذلك عند ما يتقدم النعت على المنعوت فيعرب حالا وفي هذه الحالة يمكن أن يكون صاحب الحال نكرة.
    [سورة البقرة (2) : آية 23]
    وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (23)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافية (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبني على السكون في محلّ جزم فعل الشرط و (التاء) ضمير متّصل في محلّ رفع اسم كان و (الميم) حرف لجمع الذكور (في ريب) جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (ريب) «10» . (نزّلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (على عبد) جارّ ومجرور متعلّق ب (نزّلنا) ، و (نا) ضمير متّصل مضاف اليه في محلّ جرّ.
    (الفاء) رابطة لجواب الشرط (ائتوا) فعل أمر مبني على حذف النون و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (بسورة) جارّ ومجرور متعلّق ب (ائتوا) . (من مثل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت من سورة «11» ، و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه. (الواو) عاطفة (ادعوا) فعل أمر مبني على حذف النون و (الواو) فاعل. (شهداء) مفعول به منصوب و (كم) مضاف اليه (من دون) جار ومجرور متعلّق بمحذوف حال من شهداء (الله) لفظ الجلالة مضاف اليه مجرور (إن كنتم) تعرب كالسابق (صادقين) خبر كنتم منصوب وعلامة النصب الياء.
    وجملة: «كنتم في ريب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «نزّلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «ائتوا بسورة ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «ادعوا شهداءكم ... » في محلّ جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
    وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافيّة «12» ، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه معنى ما قبله أي: إن كنتم صادقين في أن محمدا قاله من عند نفسه فافعلوا هذا الذي طلب منكم.
    الصرف:
    (كنتم) فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون فحذف حرف العلّة لالتقاء الساكنين وهما سكون حرف العلّة وسكون النون.
    (فأتوا) أصله ائتيوا.. فيه إعلال بالحذف بعد الإعلال بالتسكين إذ استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الحركة إلى التاء قبلها ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين وزنه افعوا. وفي الفعل حذف آخر هو حذف همزة الوصل بعد مجيء الفاء وعدّلت كتابة الهمزة الثانية حيث كتبت على ألف.. وهذا التبديل مطّرد في كلّ فعل إذا كان مبدوءا بهمزة وصل وتلتها همزة ثانية أن تحذف همزة الوصل إذا سبقت بفاء أو واو ثمّ تكتب الهمزة الثانية على ألف.
    (سورة) اسم جامد وزنه فعلة بضمّ فسكون، والواو إمّا أصليّة أو منقلبة عن همزة.
    (مثله) صفة مشبّهة من فعل مثل يمثل باب نصر وزنه فعل بكسر فسكون.
    (شهداء) ، جمع شهيد، صفة مشبّهة من شهد يشهد باب فرح، وزنه فعيل.
    (ادعوا) ، فيه إعلال نقلا من المضارع، أصله تدعوون، حذفت الواو لالتقاء الساكنين ثم نقل إلى الأمر.
    (صادقين) ، جمع صادق، اسم فاعل من صدق يصدق باب نصر وزنه فاعل.

    __________

    (1) موقع هذه الجملة مما قبلها موقع الجزاء من الشرط، ويجوز أن تكون حالية من فاعل اعبدوا أي حال كونكم مترجّين للتقوى طامعين بها. والمعنى الكلّي:
    اعبدوا ربّكم على رجائكم للتقوى أو لكي تتّقوا أو متعرّضين للتقوى.
    (2) أو مفعول به لفعل تتقون، أو في محلّ نصب نعت ثان ل (ربّ) ، أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو. [.....]
    (3) جعل هنا بمعنى خلق فهو متعدّ لمفعول واحد.
    (4) الذي سوّغ جواز جعل الفراش حالا وهو اسم جامد أن الكلام يدلّ على تشبيه.
    هذا ويجوز أن يكون (جعل) بمعنى صيّر فيصبح (فراشا) مفعولا به ثانيا.
    (5) يجوز عطف (السماء والبناء) على (الأرض والفراش) عطف تركيب أي عطف مفردات.
    (6) الملاحظة ذاتها الواردة في الحاشية رقم (3) تصحّ بالنسبة ل (بناء) . والجملة المقدّرة لا محلّ لها معطوفة على الجملة المذكورة جعل لكم الأرض.
    (7) أو بمحذوف حال من (ماء) - نعت تقدّم على المنعوت.
    (8) أو بمحذوف حال من (رزقا) .
    (9) العكبري في (إملاء ما منّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات) .
    (10) أو بمحذوف نعت ل (ريب) .. ويجوز أن يكون (ما) نكرة موصوفة، فالجملة بعده نعت له في محلّ جرّ.
    (11) الضمير في قوله (مثله) قد يعود الى المنزّل من الله فيكون الجار والمجرور متعلّق بمحذوف صفة ل (سورة) ، و (من) قد تكون تبعيضيّة أو بيانية. وقد يعود الضمير على الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) في قوله (عبدنا) فيتعلق الجارّ والمجرور ب (ائتوا) ، و (من) لابتداء الغاية أي بسورة كائنة ممن هو على حاله من كونه بشرا أميّا.
    (12) يجوز أن تكون بدلا من جملة كنتم في ريب ...



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,494

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الاول
    سورة البقرة
    الحلقة (8)
    من صــ 77 الى صـ 83


    [سورة البقرة (2) : آية 24]
    فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ (24)

    الإعراب:
    (الفاء) عاطفة (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي وقلب وجزم، (تفعلوا) فعل مضارع مجزوم فعل الشرط «1» ، و (الواو) فاعل. (الواو) اعتراضية (لن) حرف نفي ونصب (تفعلوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون و (الواو) فاعل. (الفاء) رابطة لجواب الشرط (اتقوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون و (الواو) فاعل (النار) مفعول به منصوب، (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت ل (النار) ، (وقود) مبتدأ مرفوع و (ها) مضاف إليه (الناس) خبر مرفوع (الحجارة) معطوف بالواو على الناس مرفوع مثله. (أعد) فعل ماض مبني للمجهول و (التاء) للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي أي النار (للكافرين) جارّ ومجرور متعلق ب (أعدّت) .
    جملة: «لم تفعلوا» لا محلّ لها معطوفة على استئنافية سابقة.
    وجملة: «لن تفعلوا» لا محلّ لها اعتراضيّة.
    وجملة: «اتّقوا النار» في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «وقودها النار» لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
    وجملة: «أعدت..» في محلّ نصب حال من النار «2» .
    الصرف:
    (اتّقوا) فيه إبدال كما في فعل (تتّقون) ، انظر الآية (21) .
    (وقود) ، اسم جامد لما يوقد، وزنه فعول بفتح الواو.. والمصدر منه وزنه فعول بضمّ الفاء. وبعضهم قال كلّ من الفتح والضمّ يصحّ في الاسم والمصدر، فما توقد به النار يقال له وقود بالفتح والضمّ وكذلك إيقادها، ومثل ذلك يقال في الوضوء والسحور.. ولكن ما جاء في الآية أفصح.
    البلاغة
    1- الكناية: في قوله تعالى فَاتَّقُوا النَّارَ..
    فاتقاء النار كناية عن الاحتراز من العناد إذ بذلك يتحقق تسببه عنه وترتبه عليه كأنه قيل فإذا عجزتم عن الإتيان بمثله كما هو المقرر فاحترزوا من إنكار كونه منزلا من عند الله سبحانه فإنه مستوجب للعقاب بالنار لكن أوثر عليه الكناية المذكورة المبنية على تصوير العناد بصورة النار وجعل الاتصاف به عين الملابسة بها للمبالغة في تهويل شأنه
    2- الاعتراض: في قوله تعالى وَلَنْ تَفْعَلُوا..
    الجملة اعتراض بين جزأي الشرطية مقرر لمضمون مقدمها ومؤكد لإيجاب العمل بتاليها وهذه معجزة باهرة حيث أخبر بالغيب الخاص علمه به عز وجل.
    الفوائد
    وردت آيات عدة في القرآن الكريم تحمل روح التحدي والتعجيز للمشركين بأن يحاكوا القرآن أو يقلدوه أو يأتوا بسورة واحدة مماثلة لسوره، ولقد وقفت قريش عاجزة ومستسلمة أمام هذا التحدّي. ويحدثنا التاريخ عن أناس معدودين حاولوا تقليد القرآن الكريم فأتوا بما كان شاهدا على عجزهم ووصمة عار وسخف على لسان أولئك المتنبئين والذين منهم مسيلمة الكذاب والأسود العنسي وسجاح ومنهم المتنبي في شبابه، وهناك من حكى ذلك بهتانا عن المعري في كتابه «الفصول والغايات» .
    وقد نفى ذلك عن المعري سائر المحققين والمنصفين.
    ومما حفظ لنا التاريخ من «قرآن» مسيلمة قوله: «يا ضفدع يا ضفدعين، نقّي كما تنقين نصفك في الماء ونصفك في الطين، لا الماء تكدرين، ولا الشارب تمنعين» .
    وزعم قوم أن ابن المقفع حاول تقليد القرآن فلما شدهه أسلوب القرآن أحرق ما قد كان كتب. وبذلك يبقى التحدي قائما الى يوم القيامة.
    [سورة البقرة (2) : آية 25]
    وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ (25)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (بشّر) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (الذين) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به. (آمنوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ و (الواو) فاعل. (الواو) عاطفة (عملوا) فعل وفاعل (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة فهو جمع مؤنث سالم (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محل جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر مقدّم.
    (جنات) اسم أنّ مؤخّر منصوب وعلامة نصبه الكسرة.
    والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بباء محذوفة، والجارّ والمجرور متعلّق ب (بشّر) «3» .
    (تجري) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء (من تحت) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجري) «4» و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الأنهار) فاعل مرفوع. (كلما) ظرفيّة شرطية غير جازمة «5» . (رزقوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول مبنيّ على الضمّ و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل (من) حرف جرّ و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (رزقوا) ، (من ثمرة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من رزقا «6» - نعت تقدّم على المنعوت- (رزقا) مفعول به ثان منصوب (قالوا) فعل وفاعل، (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم اشارة في محلّ رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول في محلّ رفع خبر وهو على حذف مضاف أي مثل الذي رزقنا.. (رزقنا) فعل ماض مبنيّ للمجهول و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل- والمفعول الثاني محذوف أي رزقناه- (من) حرف جرّ (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (رزقنا) . (الواو) اعتراضيّة أو حاليّة (أتوا) فعل ماض مبنيّ للمجهول و (الواو) نائب فاعل (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محل جرّ متعلّق ب (أتوا) ، (متشابها) حال منصوبة من الهاء في (به) . (الواو) عاطفة (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محل جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، (في) حرف جرّ (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف الخبر (أزواج) مبتدأ مؤخّر مرفوع (مطهّرة) نعت ل (أزواج) مرفوع مثله. (الواو) عاطفة (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (فيها) متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
    جملة: «بشّر ... » لا محلّ لها استئنافيّة ولا يصحّ العطف على جملة اتّقوا في الآية السابقة.
    وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول.
    وجملة: «تجري ... » في محلّ نصب نعت ل (جنّات) .
    وجملة: «رزقوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه «7» وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «هذا الذي ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «رزقنا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «أتوا ... » لا محلّ لها اعتراضيّة أو حاليّة بتقدير قد.
    وجملة: «لهم فيها أزواج» لا محلّ لها مقطوعة على الاستئناف «8» .
    وجملة: «هم فيها خالدون» في محل نصب حال من الضمير في (لهم) والعامل فيها الاستقرار.
    الصرف:
    (الصالحات) ، جمع صالحة مؤنث الصالح، اسم فاعل من صلح الثلاثي وزنه فاعل.
    (جنّات) ، جمع جنّة، اسم جامد مأخوذ من فعل جنّ بمعنى ستر، وسمّيت كذلك لأنها مكان مستور أو ساتر لكثرة الأشجار، وزنه فعلة بفتح الفاء وسكون العين.
    (الأنهار) ، جمع نهر اسم جامد وزنه فعل بفتح فسكون أو بفتحتين.
    (أتوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله أتيوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة إلى التاء، فلمّا التقى ساكنان حذفت الياء، وزنه فعوا.
    (متشابها) ، اسم فاعل من تشابه الخماسيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره.
    (أزواج) ، جمع زوج، وهو لفظ يستعمل للرجل والمرأة وكلّ منهما زوج الآخر، وفي الآية قصد به النساء وزوج وزنه فعل بفتح فسكون.
    (مطهّرة) ، والمذكّر منه مطهّر، وهو اسم مفعول من طهّر الرباعيّ، وهو على وزن مضارعه المبنيّ للمجهول بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة.
    (خالدون) ، جمع خالد، اسم فاعل من خلد يخلد باب نصر وزنه فاعل.
    البلاغة
    1- المجاز المرسل: في قوله تعالى تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ والعلاقة المحلية هذا إذا كان النهر مجرى الماء أما إذا كان بمعنى الماء في المجرى فلا مجاز فيه.
    2- التشبيه البليغ: في قوله تعالى هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ أي هذا مثل الذي رزقناه من قبل أي من قبل هذا في الدنيا ولكن لما استحكم الشبه بينهما جعل ذاته ذاته. وقد حذفت منه أداة التشبيه ولذلك سمي بليغا.
    الفوائد
    في قوله: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ.
    - يطّرد سقوط الجار قبل أن المصدرية وأن المؤكدة ذات الهمزة المفتوحة «وَبَشِّرِ ... أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ» كما يجوز حذف الجار سماعا فينتصب المجرور ويعرب منصوبا على سقوط حرف الجر، وفي تعبير القدامى «على نزع الخافض» كقول جرير: تمرّون الديار ولم تعوجوا ... فقد نصب «الديار» بعد سقوط حرف الجر.
    __________

    (1) الجمهور يجعل الجازم (لم) لا (إن) ، لأن الأول أقوى في العمل، ولكن لا يمنع أن نجعل العامل (إن) حتى يخلص الفعل للاستقبال ويبقى كذلك، لأن الفعل إذا جزم ب (لم) قلب معناه إلى الماضي وهذا يخلّ بمفهوم الشرط.
    (2) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها.
    (3) هذا مذهب الخليل.. أو في محلّ نصب مفعول به على مذهب سيبويه، ولكن الأول أقيس.
    (4) وفيه حذف مضاف أي: تجري من تحت أشجارها الأنهار. [.....]
    (5) انظر وجها آخر لإعرابه في الآية (20) .
    (6) أو هو بدل من المجرور السابق (منها) بدل اشتمال فهو يتعلّق بما تعلّق به المبدل.
    (7) والكلام المكوّن من أداة الشرط وشرطها وجوابها في محلّ نصب حال من فاعل آمنوا أي مرزوقين على الدوام ويجوز أن يكون حالا من جنّات- لأنها وصفت- وفي الجملة ضمير يعود إليها.
    (8) أو في محل نصب معطوفة على جملة تجري، وكذلك جملة: هم فيها خالدون.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,494

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الاول
    سورة البقرة
    الحلقة (9)
    من صــ 83 الى صـ 89


    [سورة البقرة (2) : آية 26]
    إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ماذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفاسِقِينَ (26)

    الإعراب:
    (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (لا) نافية (يستحيي) مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أن) حرف مصدري ونصب (يضرب) مضارع منصوب والفاعل هو (مثلا) مفعول به منصوب (ما) زائدة للتوكيد «1» ، (بعوضة) بدل أو صفة أو عطف بيان من (مثلا) منصوب مثله (الفاء) عاطفة (ما) اسم موصول في محل نصب معطوف على بعوضة «2» ، (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما، و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه.
    والمصدر المؤوّل من (أن) والفعل في محل جر ب (من) محذوف متعلّق ب (يستحيي) ، أي: لا يستحيي من أن يضرب مثلا.
    (الفاء) استئنافيّة (أمّا) حرف شرط وتفصيل (الذين) مبتدأ في محل رفع (آمنوا) فعل وفاعل (الفاء) رابطة لجواب الشرط (يعلمون) مضارع مرفوع و (الواو) فاعل (أنّ) كالسابق و (الهاء) ضمير في محل نصب اسم أنّ (الحقّ) خبر أنّ مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الحقّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) عاطفة (أمّا الذين كفروا فيقولون) تعرب كنظيرها.. (ما) اسم استفهام في محل رفع مبتدأ (ذا) اسم موصول في محل رفع خبر «3» - أي: فما الذي- (أراد) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ (ها) حرف تنبيه (ذا) اسم إشارة في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أراد) (مثلا) تمييز لاسم الإشارة منصوب أو حال أي ممثلا به. (يضلّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (يضلّ) . (كثيرا) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (يهدي به كثيرا) تعرب كنظيرها المتقدّمة. (الواو) استئنافيّة أو حاليّة (ما) نافية (يضلّ) مثل الأول، وكذلك (به) ، (إلا) أداة حصر (الفاسقين) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء.
    جملة: «إنّ الله لا يستحيي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لا يستحيي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «الذين آمنوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «يعلمون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) «4» .
    وجملة: «الذين كفروا..» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة الثانية.
    وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
    وجملة: «يقولون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) الثاني «5» وجملة: «ماذا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أراد الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ذا) .
    وجملة: «يضلّ به كثيرا» في محلّ نصب نعت ل (مثلا) «6» .
    وجملة: «يهدي به ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يضلّ.
    وجملة: «ما يضلّ به ... » لا محلّ لها استئنافيّة أو في محلّ نصب حال.
    الصرف:
    (بعوضة) ، اسم جامد مفرد للحشرة المعروفة، والجمع بعوض، وزنه فعولة بفتح الفاء.
    (فوق) اسم، ظرف للمكان نقيض تحت، وقد يستعمل للزمان: أقام في المدينة فوق شهر. ويدلّ على الزيادة: هذا فوق ذاك. وزنه فعل بفتح فسكون.
    (الحقّ) ، مصدر حقّ يحقّ بابا نصر وضرب.. وزنه فعل بفتح فسكون.
    (أراد) ، فيه إعلال بالقلب، أصله أرود بفتح الواو وزنه أفعل لأن ماضيه المجرّد راد يرود بمعنى طلب، نقلت حركة الواو الى الراء قبلها، ثمّ قلبت الواو ألفا لانفتاح ما قبلها وتحركها في الأصل فأصبح أراد.
    (يضل) ، فيه حذف همزته التي في الماضي أضل وأصله يؤضلل، وجرى فيه الحذف مجرى يؤمن ويقيم وينفق.
    (كثيرا) ، صفة مشبّهة من كثر يكثر باب كرم وزنه فعيل.
    (الفاسقين) ، جمع الفاسق، اسم فاعل من فسق يفسق باب نصر وزنه فاعل.. أو من باب ضرب لغة حكاها الأخفش.
    البلاغة
    1- التمثيل: في هذه الآية الكريمة مثل ضرب للدنيا وأهلها فإن البعوضة تحيا ما جاعت وإذا شبعت ماتت، كذلك أهل الدنيا إذا امتلأوا منها هلكوا. وهذا اشارة الى حسن التمثيل في الآية.
    الفوائد
    - أمّا: تأتي لثلاث حالات: للشرط والتفصيل والتوكيد.
    وقد نجد الشرط والتفصيل واردا في الآية الكريمة: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا ...
    وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا.. وأما الشرط والتوكيد ففي قول سيدنا علي: أمّا بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة. وهذه سمة من سمات الخطابة وسنة متبعة لدى خطباء المنابر. وفي الرسائل التقليدية.
    [سورة البقرة (2) : آية 27]
    الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (27)
    الإعراب:
    (الذين) اسم موصول مبني في محل نصب نعت ل (الفاسقين) «7» . (ينقضون) مضارع مرفوع، و (الواو) فاعل (عهد) مفعول به منصوب (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (ينقضون) . (ميثاق) مضاف إليه مجرور و (الهاء) في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو)
    عاطفة (يقطعون) مثل ينقضون (ما) اسم موصول في محل نصب مفعول به «8» ، (أمر) فعل ماض (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أمر) . (أن) حرف مصدريّ ونصب (يوصل) مضارع منصوب مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على (ما) .
    والمصدر المؤوّل من (أن) والفاعل في محلّ نصب بدل من (ما) ، أي:
    يقطعون وصل ما أمر الله، أو بدل من الهاء في (به) أي يقطعون ما أمر الله بوصله.
    جملة: «ينقضون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «يقطعون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «أمر الله» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    (الواو) عاطفة (يفسدون) مثل ينقضون (في الأرض) جار ومجرور متعلّق ب (يفسدون) - (أولاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب. (هم) ضمير فصل «9» الخاسرون خبر المبتدأ أولاء مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
    وجملة: «يفسدون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينقضون.
    وجملة: أولئك هم الخاسرون» لا محلّ لها استئنافيّة.
    الصرف:
    (عهد) مصدر سماعيّ لفعل عهد يعهد باب فرح وزنه فعل بفتح فسكون.
    الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27)
    (بعد) اسم، ظرف للزمان ضد قبل يلزم الإضافة، فإن قطع عنها بني على الضمّ، أو نصب منوّنا وزنه فعل بفتح فسكون.
    (ميثاق) ، مصدر ميميّ على غير القياس من وثق يثق الباب السادس، وزنه مفعال بكسر الميم، وفي الكلمة إعلال بالقلب، أصله موثاق جاءت الواو ساكنة بعد كسر قلبت ياء فأصبح (ميثاق) .
    (الخاسرون) ، جمع الخاسر وهو اسم فاعل من خسر الثلاثيّ، على وزن فاعل.
    (يفسدون) ، فيه حذف الهمزة أصله يؤفسدون لأن ماضيه أفسد ...
    البلاغة
    1- الاستعارة المكنية: في قوله تعالى: الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ.
    استعمال النقض في إبطال العهد من حيث استعارة الحبل له لما فيه من ارتباط أحد كلامي المتعاهدين بالآخر.
    2- المقابلة: وهي تعدّد الطباق في الكلام، فقد طابق بين يضل ويهدي وبين يقطعون ويوصل.
    الفوائد
    1- كيف: من الأسماء المبنية وبناؤها على الفتح وأكثر ما تكون للاستفهام ولها أربعة أحوال من الاعراب: تأتي خبرا كما تأتي مفعولا ثانيا لأفعال «ظن وأخواتها» .
    وتأتي حالا لما بعدها وتأتي مفعولا مطلقا مثل «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ ...
    __________

    (1) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب مفعول به ثان أي: يضرب مثلا شيئا من الأشياء أو هي صفة ل (مثلا) أو بدل، و (بعوضة) بدل من (ما) .
    (2) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب معطوفة على بعوضة.
    (3) يجوز إعراب (ماذا) كلمة واحدة: اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به مقدّم لفعل أراد، والتقدير: أي شيء أراد الله.
    (4) في هذا التعبير، وجوب اقتران جواب (أمّا) بالفاء.. وقد تدخل الفاء على خبر المبتدأ، وذلك لأن قوله: أما الذين آمنوا فيعلمون ... أصله: مهما يكن من أمر فالذين آمنوا يعلمون.. فحين استبدل (أمّا) ب (مهما) وفعلها انتقلت الفاء الرابطة إلى الخبر حكما. وهكذا في كلّ تعبير جاء المبتدأ تاليا (أمّا) تقترن الفاء بالخبر.
    (5) انظر الملاحظة رقم (2) في الصفحة السابقة.
    (6) يجوز أن تكون في محل نصب حال من لفظ الجلالة. أو لا محلّ لها استئنافيّة لبيان ما سبق وهو رأي أبي حيّان وقد رفض كونها نعتا حتى لا تكون من كلام الكافرين.
    (7) يجوز أن يكون في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة لا محلّ لها استئنافيّة.
    (8) أو نكرة موصوفة في محلّ نصب، وجملة أمر الله.. في محلّ نصب نعت ل (ما) .
    (9) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره الخاسرون، وجملة: هم الخاسرون خبر المبتدأ أولئك


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,494

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الاول
    سورة البقرة
    الحلقة (10)
    من صــ 90 الى صـ 96


    [سورة البقرة (2) : آية 28]
    كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)

    الإعراب:
    (كيف) اسم استفهام للتعجّب مبنيّ في محلّ نصب حال من الواو في (تكفرون) ، وهو العامل مضارع مرفوع و (الواو) فاعل (بالله) جار ومجرور متعلّق ب (تكفرون) ، (الواو) حاليّة (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون و (تم) ضمير متّصل في محلّ رفع اسم كان (أمواتا) خبر كان منصوب (الفاء) عاطفة (أحيا) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ثمّ) حرف عطف في المواضع الثلاثة (يميت) مضارع مرفوع (كم) مفعول به والفاعل هو (يحييكم) مثل يميتكم ... (إلى) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (ترجعون) وهو مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل.
    جملة: «تكفرون بالله» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كنتم أمواتا» في محلّ نصب حال مع تقدير (قد) .
    وجملة: «أحياكم» في محل نصب معطوفة على جملة كنتم أمواتا.
    وجملة: «يميتكم» في محلّ نصب معطوفة على جملة أحياكم.
    وجملة: «يحييكم» في محل نصب معطوفة على جملة يميتكم.
    وجملة: «ترجعون» في محل نصب معطوفة على جملة يحييكم.
    الصرف:
    (كيف) اسم مبهم، مبنيّ على الفتح، قد يأتي للاستفهام وقد يأتي للشرط، وزنه فعل بفتح فسكون ثم البناء على الفتح.
    (أحياكم) ، الألف في (أحيا) تكتب طويلة ولو لم يتّصل به ضمير النصب أو غيره، ذلك لأن الألف سبقت بياء، ولولا الياء لرسمت قصيرة برسم الياء غير المنقوطة لأنها رابعة.
    (أمواتا) ، جمع ميّت وزنه فيعل فيه إعلال بالقلب، أصله ميوت لأن ألفه واو، مصدره الموت. فلمّا اجتمعت الواو والياء وكانت الأولى ساكنة قلبت الواو ياء وأدغمت مع الياء الأولى فأصبح (ميّت) ، جمعه أموات وزنه أفعال.
    [سورة البقرة (2) : آية 29]
    هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)
    الإعراب:
    (هو) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (الذي) اسم موصول في محل رفع خبر (خلق) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير متصل في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (خلق) ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (جميعا) حال منصوبة أي مجتمعا (ثمّ) حرف عطف (استوى) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (استوى) بتضمينه معنى عمد أو قصد. (الفاء) عاطفة (سوّى) مثل استوى، و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به و (النون) حرف لجمع الإناث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. (سبع) مفعول به ثان منصوب (سموات) مضاف اليه مجرور (الواو) عاطفة أو حاليّة (هو) ضمير في محلّ رفع مبتدأ (بكلّ) جارّ ومجرور متعلق ب (عليم) ، (شيء) مضاف إليه مجرور (عليم) خبر المبتدأ مرفوع.
    وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «استوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «سوّاهن ... » لا محل لها معطوفة على جملة استوى.
    وجملة: «هو.. عليم» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف ويجوز أن تكون في محلّ نصب حال والعامل فيها الأفعال المتقدّمة.
    الصرف:
    (جميعا) اسم بمعنى الجماعة وضدّ التفرّق وزنه فعيل، وقد يستعمل استعمال الصفة.
    (استوى) ، فيه إعلال بالقلب أصله استوي- بياء مفتوحة في آخره- تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، ورسمت الألف برسم الياء لأنها خماسيّة.
    (سوّاهنّ) ، فيه إعلال مثل استوى.
    (عليم) ، صفة مشتقّة مبالغة اسم الفاعل من علم المتعدّي ومنه فعيل.
    [سورة البقرة (2) : آية 30]
    وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ (30)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافية (إذ) ظرف للزمن الماضي مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بفعل قالوا الآتي «1» ، (قال) فعل ماض (ربّ) فاعل مرفوع و (الكاف) في محلّ جرّ مضاف إليه (للملائكة) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) . (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الياء) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم، (جاعل) خبر مرفوع (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (جاعل) . (خليفة) مفعول به لاسم الفاعل جاعل، منصوب. (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضم و (الواو) فاعل، (الهمزة) للاستفهام (تجعل) فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (تجعل) . (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (يفسد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (فيها) مثل الأول متعلّق ب (يفسد) . (الواو) عاطفة (يسفك) مثل يفسد (الدماء) مفعول به منصوب (الواو) حاليّة (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (نسبّح) فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (بحمد) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل نسبّح أي: مشتملين بحمدك و (الكاف) مضاف إليه (الواو) عاطفة (نقدّس) مثل نسبّح (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (نقدّس) . (قال) مثل الأول (إنّي) سبق إعرابها (أعلم) مضارع مرفوع هو (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (خلق) ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف صلة ما (جميعا) حال منصوبة أي مجتمعا (ثمّ) حرف عطف (استوى) فعل ماض مبني على الفتح المقدّر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إلى السماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (استوى) بتضمينه معنى عمد أو قصد. (الفاء) عاطفة (سوّى) مثل استوى، و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به و (النون) حرف لجمع الإناث، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو. (سبع) مفعول به ثان منصوب (سموات) مضاف اليه مجرور (الواو) عاطفة أو حاليّة (هو) ضمير في محلّ رفع مبتدأ (بكلّ) جارّ ومجرور متعلق ب (عليم) ، (شيء) مضاف إليه مجرور (عليم) خبر المبتدأ مرفوع.
    وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «استوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «سوّاهن ... » لا محل لها معطوفة على جملة استوى.
    وجملة: «هو.. عليم» لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف ويجوز أن تكون في محلّ نصب حال والعامل فيها الأفعال المتقدّمة.
    الصرف:
    (جميعا) اسم بمعنى الجماعة وضدّ التفرّق وزنه فعيل، وقد يستعمل استعمال الصفة.
    (استوى) ، فيه إعلال بالقلب أصله استوي- بياء مفتوحة في آخره- تحرّكت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا، ورسمت الألف برسم الياء لأنها خماسيّة.
    (سوّاهنّ) ، فيه إعلال مثل استوى.
    والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «2» (لا) نافية (تعلمون) مضارع مرفوع، و (الواو) فاعل.
    جملة: «قال ربّك ... » في محلّ جرّ بإضافة إذ إليها.
    وجملة: «إنّي جاعل ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بياني.
    وجملة: «تجعل فيها ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «يفسد فيها» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «يسفك الدماء» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «نحن نسبّح ... » في محلّ نصب حال.
    وجملة: «نسبّح ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ نحن.
    وجملة: «نقدّس ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة نسبّح.
    وجملة: «قال الثانية» لا محلّ لها استئناف بياني.
    وجملة: «إني أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أعلم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «تعلمون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    الصرف:
    (إذ) ظرف للزمن الماضي لا يأتي بعده إلا جملة، وقد تحذف الجملة ويستعاض منها بالتنوين، وقد تكون للمفاجاة: بينما أنا جالس إذ جاء زيد.
    (ملائكة) ، قيل جمع مألك وزن مفعل مشتقّ من الألوكة وهي الرسالة، فالهمزة فاء الكلمة ثمّ أخّرت فجعلت بعد اللام فقالوا ملأك فأصبح وزنه معفل والجمع ملائكة على معافلة. وقيل أصل الكلمة لأك فعين الكلمة همزة، وأصل ملك ملأك من غير نقل، وألقيت حركة الهمزة على اللام وحذفت الهمزة، فلمّا جمع الاسم ردّت الهمزة فوزنه الآن مفاعلة. وقال قوم: عين الكلمة واو وهو من لاك يلوك أدار أراد الشيء في فيه، فكأن صاحب الرسالة يدير الرسالة في فيه، فيكون أصل ملك ملاك مثل معاذ، ثمّ حذفت عينه تخفيفا فيكون أصل ملائكة ملاوكة مثل مقاولة فأبدلت الواو همزة كما أبدلت واو مصائب. وقال آخرون ملك مثل من الملك وهي القوّة، فالميم أصل ولا حذف فيه ولكنّه جمع على فعائلة شاذّا «3» .
    (جاعل) ، اسم فاعل من جعل الثلاثيّ، وزنه فاعل.
    (خليفة) ، فعيلة بمعنى فاعل وزيدت التاء للمبالغة، فهو صفة مشبّهة.
    (الدماء) ، جمع دم، ولامه محذوفة، أصله دمي بياء في آخره لأن المثنّى دميان «4» . وفي كلمة (الدماء) قلب الياء همزة لتطرّفها بعد ألف ساكنة وأصله الدماي.
    (حمد) ، مصدر سماعيّ لفعل حمد يحمد باب فرح وزنه فعل بفتح فسكون.
    البلاغة
    1- الاستفهام: الوارد في قوله تعالى أَتَجْعَلُ خروج لمعناه الأصلي عن موضوعه.
    فهو استكشاف عن الحكمة الخفية وعما يزيل الشبهة وليس استفهاما عن الجعل نفسه والاستخلاف لأنهم قد علموه قبل، فالمسئول عنه هو الجعل ولكن لا باعتبار ذاته بل باعتبار حكمته ومزيل شبهته، أو تعجب من أن يستخلف لعمارة الأرض وإصلاحها من يفسد فيها.
    الفوائد
    1- إذ ظرف لما مضى من الزمن ويأتي بعدها جملة، وفي إعرابها خمسة أوجه:
    أ- ظرف..
    ب- مفعول به..
    ج- بدلا من مفعول به..
    د- مضاف إليه على أن يكون المضاف اسم زمان.
    هـ- وتقع بعد بينا وبينما وحينئذ تكون للمفاجاة «فبينما العسر إذ دارت معاسير.
    __________
    (1) أو هو في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره قول ربّك ... [.....]
    (2) أو نكرة موصوفة والجملة بعدها نعت لها.
    (3) العكبري من كتاب (إملاء ما منّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن) .
    (4) كما جاء في القاموس المحيط.






    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,494

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الاول
    سورة البقرة
    الحلقة (11)
    من صــ 97 الى صـ 103


    [سورة البقرة (2) : آية 31]
    وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (31)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (علّم) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (آدم) مفعول به منصوب (الأسماء) مفعول به ثان منصوب (كلّ) توكيد معنوي منصوب و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (ثمّ) حرف عطف (عرض) مثل علّم و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (على الملائكة) جارّ ومجرور متعلّق ب (عرضهم) (الفاء) عاطفة (قال) مثل علّم (أنبئوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون و (الواو) فاعل و (النون) للوقاية و (الياء) مفعول به (بأسماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنبئوني) . (ها) حرف تنبيه (أولاء) اسم إشارة في محلّ جرّ مضاف إليه (إن) حرف شرط جازم (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون في محلّ جزم فعل الشرط و (تم) ضمير متّصل في
    محلّ رفع اسم كان. (صادقين) خبر كان منصوب وعلامة النصب الياء.
    جملة: «علّم ... » لا محلّ لها استئنافيّة «1» .
    وجملة: «عرضهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة علّم.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة عرضهم.
    وجملة: «أنبئوني ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافيّة، وجواب الشرط، محذوف دلّ عليه ما قبله أي: إن كنتم صادقين فأنبئوني بأسمائهم.
    الصرف:
    (آدم) ، اسم علم، والمدّة فيه منقلبة عن همزتين الأولى مفتوحة والثانية ساكنة زنة أفعل وهو مشتق من أديم الأرض أو الأدمة.
    (الأسماء) ، جمع اسم ... انظر البسملة من سورة الفاتحة.
    [سورة البقرة (2) : آية 32]
    قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلاَّ ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)

    الإعراب:
    (قالوا) فعل وفاعل (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نسبّح (الكاف) مضاف اليه (لا) نافية للجنس (علم) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (اللام) حرف جرّ و (نا) ضمير متّصل في محلّ جر باللام متعلّق بمحذوف خبر لا (إلا) أداة استثناء (ما) حرف مصدريّ «2» (علّمت) فعل ماض مبني على السكون و (التاء) فاعل و (نا) مفعول به (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الكاف) اسم إنّ (أنت) ضمير فصل «3» لا محلّ له (العليم) خبر إنّ مرفوع (الحكيم) خبر ثان مرفوع.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: « (نسبّح) سبحان» لا محلّ لها اعتراضيّة دعائية.
    وجملة: «لا علم لنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «علّمتنا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) .
    وجملة: «إنّك أنت العليم» لا محلّ لها تعليلية.
    والمصدر المؤوّل (ما علّمتنا) في محلّ رفع بدل من محلّ الضمير المستكنّ في خبر لا وهو كائن أو موجود.
    الصرف:
    (سبحانك) مصدر سماعيّ لفعل سبح يسبح باب فتح الثلاثي وزنه فعلان بضمّ الفاء.
    (علم) ، مصدر سماعيّ لفعل علم يعلم باب فرح وزنه فعل بكسر الفاء.
    (الحكيم) ، صفة مشبّهة من حكم يحكم باب نصر، وزنه فعيل.
    [سورة البقرة (2) : آية 33]
    قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)
    الإعراب:
    (قال) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (ياء)
    أداة نداء (آدم) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب (أنبئ) فعل أمر و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بأسماء) جارّ ومجرور متعلّق ب (أنبئ) و (هم) مضاف اليه. (الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين يتضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال (أنبأ) فعل ماض و (هم) مفعول به والفاعل هو، (بأسمائهم) مثل الأول متعلّق ب (أنبأ) . (قال) مثل الأول (الهمزة) للاستفهام التوبيخي (لم) حرف نفي وقلب وجزم (أقل) مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أقل) . (إنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) اسم إنّ (أعلم) مضارع مرفوع والفاعل أنا (غيب) مفعول به منصوب (السموات) مضاف اليه مجرور (الواو) عاطفة (الأرض) معطوف على السموات مجرور مثله (الواو) عاطفة (أعلم) مثل الأول (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «5» ، (تبدون) فعل مضارع مرفوع و (الواو) فاعل. (الواو) عاطفة (ما) موصول معطوف على ما الأول «6» (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون (تم) ضمير متّصل في محل رفع اسم كان (تكتمون) مثل تبدون.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أنبئهم ... » لا محلّ لها جواب النداء وهي من نوع الاستئناف.
    وجملة: «أنبأهم ... » في محل جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «قال الثانية لا محلّ لها جواب الشرط غير الجازم.
    وجملة: «لم أقل في محلّ نصب مقول القول لفعل قال.
    وجملة: «إنّي أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول لفعل أقل.
    وجملة: «أعلم في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «أعلم الثانية في محلّ رفع معطوفة على جملة أعلم الأولى.
    وجملة: «تبدون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «كنتم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني وجملة: «تكتمون» في محلّ نصب خبر كنتم.
    الصرف:
    (أقل) فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وأصله (أقول) ، وزنه أفل.
    (تبدون) ، فيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، أصله تبديون، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت الضمّة الى الدال- وهو إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت، الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة الساكنة وزنه تفعون. وفي الفعل تحذف الهمزة تخفيفا كما حذفت من يؤمنون ويقيمون (انظر الآية 3) .
    البلاغة
    - المقابلة: حيث طابق بين السموات وبين الأرض وبين تبدون وتكتمون.
    هذا وإن الطباق من الألفاظ التي خالفت مضمونها ولذلك سماه بعضهم التضاد والتكافؤ وهو الجمع بين معنيين متضادين.
    [سورة البقرة (2) : آية 34]
    وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (34)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (إذ قلنا للملائكة) سبق إعراب نظيرها «7» (اسجدوا) فعل أمر وفاعله. (لآدم) جار ومجرور متعلّق ب (اسجدوا) ، وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلميّة والعجمة (الفاء) استئنافيّة (سجدوا) فعل ماض وفاعله (إلا) أداة استثناء (إبليس) مستثنى ب (إلا) منصوب ممتنع من التنوين للعلمية والعجمة. (أبى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي إبليس (الواو) عاطفة (استكبر) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الواو) اعتراضيّة أو حاليّة (كان) فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من الكافرين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كان، وعلامة الجرّ الياء.
    وجملة: «قلنا ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها.
    وجملة: «اسجدوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «سجدوا» لا محلّ لها استئنافية مرتبطة مع ما قبلها برابط السببيّة.
    وجملة: «أبى» في محلّ نصب حال بتقدير قد، أي ترك السجود آبيا له «8» .
    وجملة: «استكبر» في محلّ نصب معطوفة على جملة أبى.
    وجملة: «كان من الكافرين» لا محلّ لها اعتراضيّة، أو في محلّ نصب حال بتقدير قد.
    الصرف:
    (قلنا) فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، وهذا يطّرد في كلّ فعل معتلّ أجوف، وزنه فلنا بحذف عينه.
    (إبليس) هو لفظ أعجمي وزنه إفعيل، وقيل هو عربيّ مشتقّ من الإبلاس وهو اليأس ومنع من الصرف للعلميّة فقط شذوذا.
    (أبى) ، فيه إعلال بالقلب، فالألف أصلها ياء، والفعل أصله أبي يأبى باب فتح أو أبي يأبى باب ضرب، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
    (كان) ، فيه إعلال بالقلب، فالألف منقلبة عن واو، مضارعه يكون وأصله كون بفتح الواو، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.


    __________

    (1) يجوز أن تكون معطوفة بالواو على جملة: قال ربك للملائكة ... فتكون في محلّ جرّ.
    (2) أو اسم موصول في محلّ رفع بدل من محلّ الضمير في خبر لا.
    (3) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره العليم، والجملة خبر إنّ.
    (4) أو حرف مصدريّ.. والمصدر المسئول في محلّ نصب مفعول به.
    (6) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محل نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
    (7) انظر الآية (20) .
    (8) يجوز إعرابها استئنافيّة جاءت لتأكيد الاستثناء في إبليس. أو هو استئناف بياني جاء جوابا عن سؤال مقدّر


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,494

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الاول
    سورة البقرة
    الحلقة (12)
    من صــ 103 الى صـ 110



    [سورة البقرة (2) : آية 35]
    وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ (35)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (قلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) فاعل (يا) أداة نداء (آدم) منادى مفرد علم مبنيّ على الضم في محلّ نصب (اسكن) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (أنت) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للفاعل المستتر (الواو) عاطفة (زوج) معطوف على الضمير المستتر تبعه في الرفع «1» و (الكاف) مضاف إليه في محلّ جرّ (الجنّة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (كلا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون و (الألف) ضمير متّصل مبنيّ في رفع فاعل (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (كلا) (رغدا) مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي أكلا رغد «2» (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (كلا) ، (شئتما) فعل وفاعل.. (التاء) فاعل و (ما) حرف عماد دالّ على التثنية (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تقرب) مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون و (الألف) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ نصب مفعول به (الشجرة) بدل من ذه «3» تبعه في الجرّ (الفاء) فاء السببيّة (تكونا) مضارع ناقص منصوب ب (أن) مضمرة بعد فاء السببيّة، و (الألف) ضمير متّصل في محل رفع اسم تكون (من الظالمين) جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر تكون، وعلامة الجرّ الياء.
    جملة: «قلنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة قلنا للملائكة في الآية السابقة.
    وجملة: «يا آدم اسكن» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «اسكن ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «كلا منها» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
    وجملة: «شئتما» في محلّ جرّ بإضافة (حيث) إليها.
    وجملة: «لا تقربا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء.
    الصرف:
    (كلا) ، فيه حذف فاء الكلمة وهي الهمزة، ماضيه أكل..
    وزنه علا.
    (رغدا) مصدر سماعيّ لفعل رغد يرغد باب فرح، وزنه فعل بفتحتين.
    (حيث) ، ظرف للمكان مبنيّ على الضمّ، وقد يأتي للزمان أيضا وزنه فعل بفتح فسكون ثمّ البناء على الضمّ.
    (شئتما) فيه إعلال بالحذف، حذفت عينه لالتحاق تاء الفاعل وبناء الفعل على السكون، وتمّ الحذف لالتقاء الساكنين وزنه فلتما بكسر الفاء.
    (الظالمين) جمع الظالم، اسم فاعل من الثلاثي ظلم وزنه فاعل والجميع فاعلين.
    [سورة البقرة (2) : آية 36]
    فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (36)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة (أزلّ) فعل ماض و (هما) ضمير متّصل في محل نصب مفعول به (الشيطان) فاعل مرفوع (عن) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (أزلّهما) ، (الفاء) عاطفة (أخرجهما) مثل أزلّهما (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محل جرّ ب (من) «4» متعلّق ب (أخرجهما) . (كان) فعل ماض ناقص و (الألف) ضمير في محلّ رفع اسم كان (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر كان (الواو) عاطفة (قلنا) فعل ماض وفاعله (اهبطوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (بعض) مبتدأ مرفوع و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه (لبعض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من عدوّ- نعت تقدّم على المنعوت- (عدوّ) خبر المبتدأ بعضكم (الواو) عاطفة أو استئنافيّة (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف الخبر (مستقرّ) مبتدأ مؤخّر مرفوع (متاع) معطوف بالواو على مستقرّ مرفوع مثله (الى حين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (متاع) «5» .
    جملة: «أزلّهما الشيطان» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أخرجهما» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «كانا فيه» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «قلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «اهبطوا» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «بعضكم لبعض عدو» في محلّ نصب حال أي اهبطوا متعادين «6» .
    وجملة: «لكم في الأرض مستقرّ» في محلّ نصب معطوفة على جملة الحال أو هي مستأنفة.
    الصرف:
    (بعض) اسم للجزء أو الطائفة أو الفرد من الشيء، وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه أبعاض.
    (عدوّ) ، اسم أشبه المصدر في وزنه، وعدّه بعضهم مصدرا وزنه فعول، وقد أدغمت الواو واللام معا لأنهما من ذات الحرف.
    (مستقرّ) ، اسم مكان من فعل استقرّ السداسيّ، فهو على وزن اسم المفعول. وقد يكون مصدرا ميميا بمعنى الاستقرار.
    (متاع) ، اسم لما ينتفع به، وزنه فعال بفتح الفاء، وقد يكون اسم مصدر لفعل تمتّع واستمتع بكذا..
    (حين) ، اسم بمعنى الوقت والمدّة، وزنه فعل بكسر الفاء وسكون العين، والجمع أحيان وجمع الجمع أحايين.
    [سورة البقرة (2) : آية 37]
    فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)

    الإعراب:
    (الفاء) عاطفة (تلقّى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف (آدم) فاعل مرفوع (من ربّ) جار ومجرور متعلّق ب (تلقّى) و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه (كلمات) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة (الفاء) عاطفة (تاب) فعل ماض والفاعل هو أي الله (على) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تاب) .
    (إنّ) حرف توكيد ونصب و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم إنّ (هو) ضمير فصل «7» (التوّاب) خبر إنّ مرفوع (الرحيم) خبر ثان مرفوع.
    جملة: «تلقّى آدم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئناف في الآية السابقة.
    وجملة: «تاب عليه» لا محلّ لها معطوفة على جملة تلقّى آدم.
    وجملة: «إنّه هو التوّاب» لا محلّ لها تعليليّة.
    الصرف:
    (تلقّى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله تلقّي بفتح الياء، تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا فأصبح وزنه تفعّل.
    (كلمات) ، جمع كلمة اسم لما يتلفّظ به الإنسان مفردا كان أو مركّبا وزنه فعلة بفتح فكسر ففتح أو بكسر فسكون ففتح أو بفتح فسكون ففتح.
    (تاب) ، فيه إعلال بالقلب، أصله توب بفتح الواو لأن المضارع يتوب، تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا قيل تاب.
    (التوّاب) ، مشتقّ من تاب يتوب باب نصر فهو مبالغة اسم الفاعل، وزنه فعّال بفتح الفاء.
    (الرحيم) ، انظر الفاتحة الآية (1)
    [سورة البقرة (2) : آية 38]
    قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْها جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)

    الإعراب:
    (قلنا) فعل وفاعل (اهبطوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من) حرف جرّ و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (اهبطوا) . (جميعا) حال منصوبة أي مجتمعين (الفاء) استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (ما) زائدة (يأتينّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط و (النون) نون التوكيد الثقيلة و (كم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (من) حرف جرّ و (النون) للوقاية و (الياء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يأتينّ) ، (هدى) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف، (الفاء) رابطة لجواب الشرط إن (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تبع) فعل ماض والفاعل هو (هدى) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على الألف و (الياء)مضاف اليه (الفاء) رابطة لجواب الشرط الثاني (لا) نافية مهملة «8» .
    (خوف) مبتدأ مرفوع (على) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (يحزنون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل.
    وجملة: «قلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «اهبطوا» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «يأتينّكم» لا محلّ لها استئنافيّة «9» .
    وجملة: «من تبع هداي» في محلّ جزم جواب الشرط إن مقترنة بالفاء.
    وجملة: «تبع هداي» في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «10» .
    وجملة: «لا خوف عليهم» في محلّ جزم جواب الشرط (من) مقترنة بالفاء.
    وجملة: «هم يحزنون» في محل جزم معطوفة على جملة جواب الشرط.
    وجملة: «يحزنون» في محل رفع خبر المبتدأ (هم) .
    الصرف:
    (خوف) مصدر سماعيّ لفعل خاف يخاف باب فرح، وزنه فعل بفتح فسكون.
    الفوائد
    «فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً..
    1- يكثر وقوع «ما» بعد «إن» الشرطية فتدغم فيها نطقا وكتابة كقوله تعالى «إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما، أَوْ كِلاهُما فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ» وقوله تعالى: «فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ» وتسمّى في هذه الصورة «إن المؤكدة بما» .
    وثمة أنواع أخرى ل «إن» منها «إن» المخفّفة من الثقيلة، و «إن» النافية الناسخة و «إن» النافية التي لا تعمل «وإن» الشرطية التي لا تجزم وهي أقلها ورودا في كلام العرب والأفضل إهمالها ...
    2- إذا وقع اسم الشرط مبتدأ كقولهم «مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ» ففي الخبر ثلاثة أقوال: الأول جملة فعل الشرط. والثاني جملة جواب الشرط والثالث الجملتان معا وهذا ما نرتاح اليه.
    __________
    (1) هذا الإعراب يصحّ استنادا للقاعدة التي تقول: يغتفر في الثواني ما لا يغتفر في الأوائل.. لأن الأصل ألا يصحّ في النثر مثلا أن يقال: اسكن زوجك- بضمّ الجيم- على أنه فاعل، بل يقال: لتسكن زوجك. وعلى هذا فإن (زوجك) في الآية الكريمة
    عند ابن مالك هو فاعل لفعل محذوف تقديره لتسكن زوجك، والعطف هو من عطف الجمل لا عطف المفردات.
    (2) يجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي كلا مستطيبين متهنّئين.
    (3) أو عطف بيان منه. [.....]
    (4) أو هو نكرة موصوفة بمعنى نعيم أو عيش في محلّ جرّ، والجملة بعده نعت له.
    (5) أو متعلّق ب (متاع) لأنه في حكم المصدر.
    (6) أو هي استئنافيّة لا محلّ لها.
    (7) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره التّواب، والجملة خبر إنّ.
    (10) أو عاملة عمل ليس، وخوف اسمها وعليهم خبرها.. هذا وإذا تكرّرت (لا) بالعطف يصحّ في المعطوف والمعطوف عليه الحالات التالية: 1- إن رفع المعطوف عليه- بإهمال لا أو بإعمالها عمل ليس- جاز في المعطوف وجهان:
    آ- البناء على الفتح. ب- الرفع. 2- إن نصب المعطوف عليه، أو بني على الفتح جاز في المعطوف ثلاثة أوجه: آ- النصب. ب- البناء على الفتح- ج- الرفع.
    (9) يجوز أن تكون جواب شرط مقدّر، أي إن تهبطوا منها فإني أنعم عليكم بالهداية.
    (10) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,494

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الاول
    سورة البقرة
    الحلقة (13)
    من صــ 110 الى صـ 116



    [سورة البقرة (2) : آية 39]
    وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (39)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (كفروا) فعل ماض وفاعله (الواو) عاطفة (كذّبوا) مثل كفروا (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (كذّبوا) و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (أولاء) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ رفع مبتدأ و (الكاف) حرف خطاب، (أصحاب) خبر مرفوع (النار) مضاف اليه مجرور (هم)ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (في) حرف جرّ و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (خالدون) وهو خبر المبتدأ هم مرفوع وعلامة رفعه الواو.
    جملة: «الذين كفروا» في محلّ جزم معطوفة على جملة من تبع هداي في الآية السابقة «1» .
    وجملة: «كفروا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «كذّبوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «أولئك أصحاب النار» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .
    وجملة: «هم فيها خالدون» في محلّ نصب حال من أصحاب أو من النار.
    الصرف:
    (آيات) ، جمع آية، اسم بمعنى العلامة، وأصلها أيية، فاؤها همزة وعينها ولأمها ياءان لأنها من تأيّى القوم إذا اجتمعوا.. ثم أبدلوا الياء الأولى ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، فاجتمعت الهمزة والألف الساكنة فأدغمتا ووضع فوقهما مدّة. ووزن آيات فعلات.
    (أصحاب) ، جمع صاحب، وهو اسم فاعل من صحب يصحب باب فرح، وزنه فاعل.
    [سورة البقرة (2) : آية 40]
    يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40)

    الإعراب:
    (يا) أداة نداء (بني) منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، (إسرائيل) مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الفتحة فهو ممنوع من الصرف للعلميّة والعجمة (اذكروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (نعمة) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلّم منع من ظهورها اشتغال المحلّ بحركة المناسبة و (الياء) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت ل (نعمتي) ، (أنعمت) فعل ماض وفاعله (على) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (أنعمت) ، (الواو) عاطفة (أوفوا) مثل اذكروا (بعهد) جار ومجرور وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء متعلّق ب (أوفوا) ، (الياء) مضاف إليه (أوف) فعل مضارع مجزوم بجواب الطلب وعلامة الجزم حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (بعهدكم) جارّ ومجرور ومضاف إليه متعلّق ب (أوف) . (الواو) عاطفة (إيّاي) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره ارهبوا (الفاء) زائدة «2» ، (ارهبوا) فعل أمر مبني على حذف النون.. والواو فاعل و (النون) للوقاية، وقت الفعل من الكسر باتّصاله بياء المتكلّم التي حذفت للتخفيف وهي مفعول به.
    جملة: «يا بني إسرائيل..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «اذكروا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «أنعمت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
    وجملة: «أوفوا..» لا محل لها معطوفة على جملة النداء.
    وجملة: «أوف ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن توفوا أوف.
    وجملة: « (ارهبوا) المقدّرة» لا محلّ لها معطوفة على جملة النداء.
    وجملة: «ارهبون» لا محلّ لها تفسير للجملة المقدّرة.
    الصرف:
    (بني) ، جمع ابن، والألف في ابن عوض من لام الكلمة المحذوفة فأصلها بنو.
    (إسرائيل) ، علم أعجمي، وقد يلفظ بتخفيف الهمزة إسراييل، وقد تبقى الهمزة وتحذف الياء أي إسرائل، وقد تحذف الهمزة والياء معا أي:
    إسرال.
    (نعمة) ، الاسم لما ينعم به لفعل نعم ينعم بابي نصر وفتح ونعم ينعم باب فرح، وزنه فعلة بكسر فسكون.
    (أوفوا) ، فيه إعلال بالحذف مع الإعلال بالتسكين، أصله أوفيوا، بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها الى الفاء- وهو إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لسكونها وسكون واو الجماعة، فقيل أوفوا، وزنه أفعوا.
    (أوف) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم، وزنه أفع.
    [سورة البقرة (2) : آية 41]
    وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (آمنوا) فعل آمر.. والواو فاعل، (الباء) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (آمنوا) ،والعائد محذوف (أنزلت) فعل ماض وفاعله (مصدّقا) حال من الضمير المفعول في أنزلت (اللام) لام التقوية زائدة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل «3» .
    (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة الموصول و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تكونوا) مضارع ناقص مجزوم وعلامة الجزم حذف النون و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع اسم تكون (أول) خبر تكون منصوب (كافر) مضاف اليه مجرور (الباء) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (كافر) ، (الواو) عاطفة (لا تشتروا) مثل لا تكونوا ولكنّه تام بتضمينه معنى تستبدلوا (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (تشتروا) ، و (الياء) مضاف اليه (ثمنا) مفعول به منصوب (قليلا) نعت ل (ثمنا) منصوب مثله (الواو) عاطفة (إياي فاتّقون) مثل اياي فارهبون في الآية السابقة.
    جملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء في الآية السابقة.
    وجملة: «أنزلت» لا محلّ لها صلة الموصول.
    وجملة: «لا تكونوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
    وجملة: «لا تشتروا» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
    وجملة: « (اتقوا) المقدّر» لا محلّ لها معطوفة على جملة آمنوا.
    وجملة: «اتّقون» لا محلّ لها تفسيريّة للجملة المقدّرة.
    (1) هذا المحلّ الأبعد، أما الأقرب ففي محلّ جرّ باللام، ويجوز تعليق اللام ب (مصدّقا) .
    ولكنّه تام (الحقّ) مفعول به منصوب (بالباطل) جارّ ومجرور متعلّق ب (تلبسوا) ، (الواو) عاطفة أو واو المعيّة (تكتموا) مضارع مجزوم معطوف على تلبسوا- أو منصوب ب (أن) مضمرة بعد واو المعيّة- «1» .. والواو فاعل (الحق) مفعول به منصوب (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (تعلمون) مضارع مرفوع.. الواو فاعل.
    جملة: «لا تلبسوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة النهي في السابقة.
    وجملة: «تكتموا..» لا محلّ لها معطوفة على جملة تلبسوا.
    وجملة: «أنتم تعلمون» في محلّ نصب حال.
    وجملة: «تعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
    الصرف:
    (الباطل) ، اسم فاعل من بطل يبطل باب كرم، وهو ضدّ الحقّ، وزنه فاعل.
    __________
    (1) يجوز قطعها على الاستئناف فلا محلّ لها.
    (2) جاءت لتوكيد المعنى وتزيين اللفظ- عند الفارسيّ- وهي عاطفة عند غيره، عطفت الجملة المذكورة على الجملة المقدّرة ارهبوا أو على جملة مقدّرة جديدة، أي تنبّهوا فارهبوني وهو اختيار أبي حيّان.
    (3) هذا المحلّ الأبعد، أما الأقرب ففي محلّ جرّ باللام، ويجوز تعليق اللام ب (مصدّقا) .






    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,494

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الاول
    سورة البقرة
    الحلقة (14)
    من صــ 117 الى صـ 123


    [سورة البقرة (2) : آية 43]
    وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة، (أقيموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الصلاة) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (آتوا) مثل أقيموا (الزكاة) مفعول به منصوب، (الواو) عاطفة (اركعوا) مثل أقيموا (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (اركعوا) ، (الراكعين) مضاف اليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
    وجملة: «قيموا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تلبسوا.. في الآية السابقة.
    وجملة: «آتوا الزكاة» لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا.
    وجملة: «اركعوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا.
    الصرف:
    (أقيموا) ، فيه إعلال بالقلب، أصله أقوموا، جرى فيه مجرى (يقيمون) في الآية (3) .
    (الصلاة) ، اسم مصدر من صلّى الرباعيّ، والألف فيه منقلبة عن واو لأنّ جمعها صلوات، جاءت الواو متحرّكة وفتح ما قبلها قلبت ألفا وزنه فعلة بتحريك الفاء والعين واللام بالفتح.. انظر الآية (3) .
    (آتوا) ، فيه إعلال بالتسكين وبالحذف، أصله آتيوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فسكنت- وهو إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت لالتقائها ساكنة مع الواو الساكنة- وهو إعلال بالحذف- ثمّ حرّكت التاء بالضمّ بحركة الياء المحذوفة.
    (الزكاة) ، فيه إعلال بالقلب، فالألف منقلبة عن واو لقولهم زكا يزكو، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا. وزنه فعلة بتحريك الفاء والعين واللام بالفتح.
    (الراكعين) ، جمع الراكع، وهو اسم فاعل من ركع يركع باب فتح، وزنه فاعل.
    البلاغة
    - المجاز المرسل: في قوله تعالى وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ، وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ أي صلوا مع المصلين، فعبّر بالجزء وهو الركوع وأراد الكل وهو الصلاة. فعلاقة هذا المجاز جزئية.
    [سورة البقرة (2) : آية 44]
    أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (44)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (تأمرون) مضارع مرفوع..
    والواو فاعل (الناس) مفعول به منصوب (بالبرّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (تأمرون) ، (الواو) عاطفة (تنسون) مثل تأمرون (أنفس) مفعول به منصوب و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (تتلون) مثل تأمرون (الكتاب) مفعول به منصوب. (الهمزة) للاستفهام التوبيخي الإنكاري (الفاء) عاطفة (لا) نافية (تعقلون) مثل تأمرون.
    جملة: «تأمرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    جملة: «تنسون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    جملة: «أنتم تتلون ... » في محلّ نصب حال من فاعل تنسون.
    جملة: «تتلون..» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
    جملة: «تعقلون» لا محلّ لها (معطوفة) على الاستئنافيّة» .
    الصرف:
    (البرّ) ، اسم لجميع أنواع الخير وفعله برّ يبرّ باب فرح، وزنه فعل بكسر فسكون.
    (تنسون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله تنساون، التقى سكونان الألف والواو، فحذفت الألف تخلّصا من الساكنين وبقي ما قبل الواو مفتوحا دلالة عليها، وزنه تفعون.
    (تتلون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله تتلوون، التقى ساكنان لام الكلمة وواو الجماعة، حذفت لام الكلمة تخلّصا من التقاء الساكنين، وزنه تفعون.
    البلاغة
    - قوله تعالى وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ حيث صدّر الكلام بالضمير للتبكيت وزيادة التقبيح.
    [سورة البقرة (2) : آية 45]
    وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعِينَ (45)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (استعينوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (بالصبر) جارّ ومجرور متعلّق ب (استعينوا) ، (الصلاة) معطوف بالواو على الصبر مجرور مثله. (الواو) حاليّة (إن) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) اسم إنّ و (اللام) هي المزحلقة تفيد التوكيد (كبيرة) خبر إنّ مرفوع (إلا) أداة حصر «2» . (على الخاشعين) جارّ ومجرور متعلّق ب (كبيرة) .
    جملة: «استعينوا..» لا محل لها معطوفة على جملة أقيموا الإنشائية الواردة في الآية (43) ، وما بين الجملتين من نوع الاعتراض.
    وجملة: «إنها لكبيرة..» في محلّ نصب حال.
    الصرف:
    (الصبر) ، مصدر سماعيّ لفعل صبر يصبر باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
    (كبيرة) ، مؤنّث كبير وهو صفة مشبّهة من كبر الثلاثي باب فرح وزنه فعيل.
    (الخاشعين) ، جمع الخاشع اسم فاعل من خشع الثلاثي باب فتح، وزنه فاعل.
    [سورة البقرة (2) : آية 46]
    الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ (46)

    الإعراب:
    (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت ل (الخاشعين) «3» ، (يظنّون) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون.. الواو فاعل (أنّ) حرف توكيد ونصب و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم أنّ (ملاقو) خبر أنّ مرفوع وعلامة رفعه الواو، وحذفت النون للإضافة.
    وأنّ واسمها وخبرها في تأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي يظنّون.
    (الواو) عاطفة (أنّهم) مثل سابقه (الى) حرف جرّ (الهاء) مضاف إليه، متعلّق ب (راجعون) خبر أنّ، والمصدر المؤول من أنّ واسمها وخبرها معطوف على المصدر المؤوّل السابق.
    جملة: «يظنون..» لا محلّ لها صلة الموصول.
    الصرف:
    (ملاقو) ، جمع الملاقي، اسم فاعل من لاقى الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره، و (ملاقو) فيه إعلال بالحذف، أصله ملاقيو بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها الى القاف- وهو إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء تخلّصا من التقاء الساكنين.(راجعون ) ، جمع راجع اسم فاعل من رجع الثلاثي باب ضرب، على وزن فاعل.
    الفوائد
    اللام في قوله تعالى «وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ» تدعى اللام المزحلقة لأن الأصل أن تكون في أول المبتدأ ولكن عند ما اجتمع مؤكدان أقواهما «إنّ» فقد استقلّت «إنّ» في أول المبتدأ ودفعت ب «اللام» الى أول الخبر فقيل انها تزحلقت وسميت المزحلقة.
    [سورة البقرة (2) : آية 47]
    يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ (47)

    الإعراب:
    يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ مرّ إعرابها مفردات وجملا (الآية 40) . (الواو) عاطفة (أنّ) حرف مشبّه بالفعل و (الياء) ضمير في محلّ نصب اسم أنّ (فضّلت) فعل وفاعل و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (على العالمين) جارّ ومجرور متعلّق ب (فضّلتكم) ، وعلامة الجرّ الياء لأنه ملحق بجمع المذّكر السالم.
    والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها في محلّ نصب معطوف على المصدر (نعمة) في قوله اذكروا نعمتي ...
    [سورة البقرة (2) : آية 48]
    وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (اتّقوا) فعل أمر وفاعله (يوما) مفعول به منصوب على حذف مضاف أي أهوال يوم (لا) نافية (تجزي) مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء (نفس) فاعل مرفوع (عن نفس) جارّ ومجرور متعلّق ب (تجزي) «4» ، (شيئا) مفعول مطلق ناب عن المصدر أي لا تجزي جزاء لا قليلا ولا كثيرا أو لا تجزي شيئا من الجزاء. (الواو) عاطفة (لا) نافية (يقبل) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع (من) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يقبل) ، (شفاعة) نائب فاعل مرفوع. (الواو) عاطفة (لا يؤخذ منها عدل) تعرب كنظيرتها المتقدّمة. (الواو) عاطفة (لا) نافية مهملة (هم) ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ (ينصرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون ... والواو نائب فاعل.
    جملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء في الآية (47) .
    وجملة: «لا تجزي نفس» في محلّ نصب نعت ل (يوما) ، والرابط محذوف تقديره فيه أي: لا تجزي فيه.
    وجملة: «لا يقبل منها شفاعة في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تجزي والرابط مقدّر.
    وجملة: «لا يؤخذ منها عدل» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تجزي والرابط مقدّر.
    وجملة: «لا هم ينصرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تجزي والرابط مقدّر «5» .
    وجملة: «ينصرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
    الصرف:
    (نفس) ، اسم بمعنى الروح أو الجسد أو الشخص، وزنه فعل بفتح فسكون. (شفاعة) ، مصدر شفع يشفع باب فتح وزنه فعالة بفتح الفاء.
    (عدل) ، مصدر عدل يعدل باب ضرب، بمعنى الفداء، وزنه فعل بفتح فسكون.
    البلاغة
    - أتى بالجملة المعطوفة الأخيرة وهي «وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ» اسمية مع أن الجمل التي قبلها فعلية للمبالغة والدلالة على الثبات والدّيمومة أي أنهم غير منصورين دائما ولا عبرة بما يصادفونه من نجاح.
    __________

    (1) الزمخشري يعطفها على جملة مقدّرة بعد الهمزة أي: أتغفلون فلا تعقلون؟
    (2) النفي قبلها مقدّر، أي: إنّها لا تخفّ ولا تسهل إلا على الخاشعين.
    (3) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة استئنافيّة. [.....]
    (4) أو بمحذوف حال من (شيئا) .
    (5) عاد الضمير مذكّرا جمعا على النفس لأنها هنا بمعنى العباد أو الأناسيّ.






    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,494

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الاول
    سورة البقرة
    الحلقة (15)
    من صــ 123 الى صـ 131




    [سورة البقرة (2) : آية 49]
    وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (إذا) اسم ظرفي في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكروا (نجينا) فعل ماض وفاعله و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (من آل) جارّ ومجرور متعلّق ب (نجّينا) ، (فرعون) مضاف اليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف للعلميّة والعجمة (يسومون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و (كم) مفعول به (سوء) مفعول به ثان منصوب (العذاب) مضاف اليه مجرور (يذبّحون) مضارع مرفوع وفاعله (أبناء) مفعول به منصوب و (كم) مضاف اليه (الواو) عاطفة (يستحيون نساءكم) مثل يذبّحون أبناءكم. (الواو) استئنافية (في) حرف جرّ (ذا) اسم اشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم، و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب و (الميم) لجمع الذكور (بلاء) مبتدأ مؤخّر مرفوع (من ربّ) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (بلاء) و (كم) مضاف اليه (عظيم) نعت ثان ل (بلاء) مرفوع مثله.
    جملة: «نجّيناكم..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «يسومونكم» في محل نصب حال من (آل فرعون) .
    وجملة: «يذبّحون» في محلّ نصب بدل من جملة يسومونكم «1» .
    وجملة: «يستحيون» في محلّ نصب معطوفة على جملة يذبّحون.
    وجملة: «في ذلكم بلاء» لا محلّ لها استئنافيّة «2» .
    الصرف:
    (آل) ، أصل الهمزة هاء أي أهل فأبدلت الهاء بالهمزة لقربها منها في المخرج ثمّ قلبت الهمزتان مدة لأن الأولى مفتوحة والثانية ساكنة، وقيل: أصل آل أول من آل يؤول لأن الإنسان يؤول إلى أهله.
    (فرعون) ، اسم أعجميّ معرفة، لقب لمن ملك مصر. قيل: ولا يعرف لفرعون تفسير بالعربيّة. وقد اشتقّ من هذا اللقب- لعتوّ صاحبه وجبروته- فعل تفرعن أي أصبح ذا دهاء ومكر.
    (سوء) ، اسم لما يزعج الإنسان من أمر دنيوي أو أخروي، وهو في الأصل مصدر ويؤنّث بالألف السوءى، وزنه فعل بضمّ فسكون.
    (العذاب) ، اسم مصدر لفعل عذّب لأن حروفه نقصت عن حروف المصدر وهو تعذيب. وزنه فعال بفتح الفاء.. وانظر الآية (7) من هذه السورة.
    (أبناء) ، جمع ابن- انظر الآية 40- (يستحيون) ، فيه إعلال بالحذف، أصله يستحييون بكسر الياء الأولى، وقد جرى فيه الحذف مجرى تشتروا (الآية 41) .
    (نساء) ، الهمزة فيه منقلبة عن واو لظهورها في مرادفه نسوة أو نسوان، أصله نساو، فلمّا جاءت الواو متطرّفة بعد الألف قلبت همزة وهذا القلب مطّرد. وهو جمع لا مفرد له من لفظه، مفرده امرأة.
    (بلاء) مصدر سماعيّ لفعل بلا يبلو باب نصر، والهمزة فيه منقلبة عن واو- كما ظهر في الفعل- وزنه فعال بفتح الفاء.
    البلاغة
    1- المجاز المرسل: في قوله تعالى يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ فقد ذبحوا بعض الأبناء فقط، لأنهم لم يذبحوا الأصاغر والأكابر فعلاقة هذا المجاز العموم.
    [سورة البقرة (2) : آية 50]
    وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْناكُم ْ وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (إذ فرقنا) مثل إذ نجّينا في الآية السابقة (الباء) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جر متعلّق ب (فرقنا) والباء للسببيّة، (البحر) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (أنجينا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير في محلّ رفع فاعل و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (الواو) عاطفة (أغرقنا) مثل أنجينا (آل) مفعول به منصوب (فرعون) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الفتحة، (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (تنظرون) مضارع مرفوع..
    والواو فاعل.
    جملة: «فرقنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «أنجيناكم» في محلّ جرّ معطوفة على جملة فرقنا.
    وجملة: «أغرقنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة فرقنا.
    وجملة: «أنتم تنظرون» في محلّ نصب حال.
    وجملة: «تنظرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
    الصرف:
    (البحر) ، اسم جامد للماء الكثير والمالح، وزنه فعل بفتح فسكون.
    [سورة البقرة (2) : آية 51]
    وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ (51)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (إذ واعدنا) مثل إذ فرقنا ... أو نجّينا (موسى) مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على الألف (أربعين) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم (ليلة) تمييز منصوب (ثمّ) حرف عطف (اتّخذتم) فعل ماض وفاعله (العجل) مفعول به منصوب وهو المفعول الأول، أمّا الثاني فمحذوف تقديره (إلها) . (من بعد) جار ومجرور متعلّق ب (اتّخذتم) ، و (الهاء) ضمير متّصل مضاف اليه، (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل مبتدأ (ظالمون) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو.
    جملة: «واعدنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «اتخذتم ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة واعدنا.
    وجملة: «أنتم ظالمون» في محلّ نصب حال.
    الصرف:
    (موسى) ، اسم أعجمي علم. وقيل هو من أوسيت رأسه إذا حلقته، فهو على وزن اسم المفعول وقيل هو فعلى بضمّ الفاء من ماس يميس إذا تبختر، فالواو في موسى على هذا بدل من الياء لسكونها وانضمام ما قبلها، ولكنّ هذا الكلام لا ينطبق على اسم النبيّ، بل ينطبق على الموسى الذي يقطع.
    (أربعين) ، اسم من أسماء ألفاظ العقود في الأعداد، وهو ملحق بجمع المذكر.
    (ليلة) ، مؤنث ليل من مغرب الشمس الى طلوع الفجر، وقيل الليلة واحدة الليل على أنّه اسم جمع، وقيل الليل والليلة بمعنى واحد، والجمع الليالي.
    (العجل) ، اسم جامد للحيوان المعروف وزنه فعل بكسر فسكون.
    [سورة البقرة (2) : آية 52]
    ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)

    الإعراب:
    (ثمّ) حرف عطف للتراخي (عفونا) فعل ماض وفاعله (عن) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (عفونا) ، (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (عفونا) ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل و (كم) اسم لعلّ في محلّ نصب، (تشكرون) مضارع مرفوع و (الواو) فاعل.
    جملة: عفونا في محلّ جرّ معطوفة على جملة اتخذتم العجل في الآية السابقة.
    وجملة: «لعلّكم تشكرون» لا محلّ لها تعليليّة «3» .
    وجملة: «تشكرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
    الصرف:
    (عفونا) ، أعيدت الألف الى أصلها حين أسند الفعل الى ضمير جمع المتكلّم.
    [سورة البقرة (2) : آية 53]
    وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (إذا آتينا) مثل إذ نجّيناكم «4» ، (موسى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (الفرقان) معطوف بالواو على الكتاب منصوب مثله (لعلّكم تهتدون) مثل لعلّكم تشكرون في الآية السابقة.
    جملة: «آتينا ... » في محلّ جرّ بإضافة إذ إليها.
    وجملة: «لعلّكم تهتدون» لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «تهتدون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
    الصرف:
    (آتينا) ، المدّة منقلبة عن همزتين: الأولى مفتوحة والثانية ساكنة لأن المضارع يؤتي، وقد عادت الألف لام الكلمة الى أصلها لاتّصالها بضمير المتكلّم الجمع، وزن آتينا أفعلنا.
    (الفرقان) ، هو في الأصل مصدر سماعيّ لفعل فرق يفرق من بابي نصر وضرب، ثمّ جعل اسما للقرآن الكريم، وزنه فعلان بضمّ فسكون.
    (تهتدون) ، فيه إعلال بالحذف، وأصله تهتديون بضمّ الياء، والحذف فيه جرى مجرى (تشتروا) ، في الآية (41) . وزنه تفتعون.
    [سورة البقرة (2) : آية 54]
    وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (إذ) اسم دال على ما مضى من الزمن في محلّ نصب معطوف على إذ المفعول به في الآية السابقة (قال) فعل ماض (موسى) فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الألف (لقوم) جارّ ومجرور متعلّق ب (قال) ، و (الهاء) مضاف إليه. (يا) أداة نداء (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (كم) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم إنّ (ظلمتم) فعل ماض وفاعله (أنفس) مفعول به منصوب و (كم) مضاف إليه (باتّخاذ) جارّ ومجرور متعلّق ب (ظلمتم) ، والباء للسببيّة و (كم) مضاف إليه (العجل) مفعول به للمصدر اتّخاذ، والمفعول الثاني محذوف تقديره إلها. (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر ربط السبب بالمسبّب (توبوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... والواو فاعل (الى بارئ) جارّ ومجرور متعلّق ب (توبوا) و (كم) مضاف إليه (الفاء) عاطفة (اقتلوا) مثل توبوا (أنفس) مفعول به منصوب و (كم) مضاف إليه. (ذا) اسم إشارة في محلّ رفع مبتدأ والإشارة الى القتل و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب و (الميم) لجمع الذكور (خير) خبر مرفوع (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (خير) ، (عند) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (خير) ، (بارئ) مضاف إليه مجرور و (كم) ضمير في محلّ جرّ. (الفاء) عاطفة (تاب) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ (وكم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تاب) . (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) اسم إنّ (هو) ضمير فصل «5» ، (التوّاب) خبر انّ مرفوع (الرحيم) خبر ثان مرفوع.
    جملة: «قال موسى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إنّكم ظلمتم ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «ظلمتم ... » في محل رفع خبر إنّ.
    وجملة: «توبوا ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أردتم عفو الله وغفرانه فتوبوا إليه «6» .
    وجملة: «اقتلوا» في محلّ جزم معطوفة على جملة توبوا.
    وجملة: «ذلكم خير لكم» لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «تاب عليكم» معطوفة على جملة مقدّرة أي فعلتم فتاب عليكم.
    وجملة: إنّه هو التوّاب لا محلّ لها تعليليّة.
    الصرف:
    (قوم) اسم جمع لا واحد له من لفظه، مفرده رجل، اشتقاقه من فعل قام يقوم، ويطلق على الرجال ولا يطلق على النساء وحدهنّ البتة.. وانظر الآية (60) من هذه السورة.
    (اتّخاذكم) ، مصدر قياسيّ لفعل اتّخذ الخماسيّ، وزنه افتعال على وزن ماضيه بكسر الحرف الثالث وإضافة ألف قبل الآخر.
    (عند) ، اسم للمكان وللزمان، ولا يقع إلا ظرفا أو مجرورا ب (من) .
    (بارئ) ، اسم فاعل من برأ يبرأ باب فتح، وزنه فاعل.
    (خير) ، اسم تفضيل حذف منه الهمزة لكثرة الاستعمال وزنه فعل بفتح الفاء.
    البلاغة
    1- المجاز المرسل: في قوله تعالى فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ.
    روي أنه أمر من لم يعبد العجل أن يقتل من عبده، والمعنى عليه استسلموا أنفسكم للقتل، وسمى الاستسلام للقتل قتلا على سبيل المجاز.
    2- الالتفات: في قوله تعالى فَتابَ عَلَيْكُمْ فهو خطاب منه سبحانه وتعالى على نهج الالتفات من التكلم الذي يقتضيه النظم الكريم وسياقه الى الغيبة إذ كان مقتضى المقام أن يقول: فوفقتكم فتبت عليكم.
    __________
    (1) أو هي حال من فاعل يسومونكم.
    (2) أو معترضة بين جمل الحديث عن بني إسرائيل.
    (3) أو في محلّ نصب حال من الضمير في عنكم أي: مرتجين تقديم الشكر.
    (4) في الآية (49) من هذه السورة.
    (5) أو ضمير منفصل مبتدأ خبره التّواب، والجملة خبر إنّ.
    (6) يجوز أن تكون معطوفة على جملة جواب النداء ... وطلب التوبة مسبّب عن ظلم الأنفس.





    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,494

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الاول
    سورة البقرة
    الحلقة (16)
    من صــ 131 الى صـ 137


    [سورة البقرة (2) : آية 55]
    وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55)
    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (إذا) مثل إذ في الآية السابقة (قلتم) فعل وفاعل (يا) أداة نداء (موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر في محلّ نصب (لن) حرف نفي ونصب (نؤمن) مضارع منصوب، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (اللام) حرف جرّ و (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (نؤمن) بتضمينه معنى نقرّ أو اللام للتعليل (حتّى) حرف غاية وجرّ (نرى) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة بعد حتّى، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف والفاعل نحن (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب به منصوب (جهرة) مصدر في موضع الحال من لفظ الجلالة أي تراه ظاهرا «1» . (الفاء) عاطفة عطفت المسبّب
    على السبب (أخذ) فعل ماض و (التاء) للتأنيث و (كم) مفعول به (الصاعقة) فاعل مرفوع (الواو) حاليّة (أنتم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (تنظرون) مضارع مرفوع ... والواو فاعل.
    جملة: «قلتم ... » في محل جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «النداء وجوابها» في محل نصب مقول القول.
    وجملة: «لن نؤمن ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «أخذتكم الصاعقة» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
    وجملة: «أنتم تنظرون» في محلّ نصب حال.
    وجملة: «تنظرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
    الصرف:
    (قلتم) ، فيه إعلال بالحذف، حذفت عين الفعل لمناسبة البناء على السكون، فلمّا التقى ساكنان حذفت الألف، وأصله (قالتم) ، ثمّ ضمّ الحرف الأول من الفعل دلالة على نوع الحرف المحذوف فأصل الألف واو. وزنه فلتم بضمّ الفاء.
    (نرى) ، فيه حذف الهمزة- وهي عين الكلمة- تخفيفا، وأصله نرأى وزنه نفل بفتحتين (جهرة) مصدر جهر مجهر باب فتح، وزنه فعلة بفتح فسكون، وثمّة مصدر آخر للفعل هو جهارا بكسر الجيم.
    (الصاعقة) ، اسم للشرارة الكهربائية الناتجة من احتكاك الغيوم المختلفة الشحنة. وهو على وزن اسم الفاعل وبمعناه.
    [سورة البقرة (2) : آية 56]
    ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)

    الإعراب:
    (ثمّ) حرف عطف للتراخي (بعثنا) فعل ماض وفاعله و (كم) ضمير متّصل في محلّ نصب مفعول به (من بعد) جار ومجرور متعلّق ب (بعثنا) ، (موت) مضاف إليه مجرور و (كم) مضاف إليه في محلّ جرّ. (لعلّكم تشكرون) سبق إعرابها «2» .
    جملة: «بعثناكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة أخذتكم الصاعقة.
    وجملة: «لعلّكم تشكرون» لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «تشكرون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
    [سورة البقرة (2) : آية 57]
    وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)

    الإعراب:
    (الواو) ، عاطفة (ظلّلنا) مثل بعثنا في الآية السابقة (على) حرف جرّ و (كم) ضمير متصل في محلّ جرّ متعلّق ب (ظلّلنا) ، (الغمام) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (أنزلنا) مثل بعثنا و (عليكم) سبق إعرابه متعلّق ب (أنزلنا) ، (المنّ) مفعول به منصوب (السلوى) معطوف بالواو على المنّ منصوب مثله وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف.
    (كلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (من طيّبات) جارّ ومجرور متعلق ب (كلوا) ، (ما) اسم موصول «3» ، في محلّ جرّ مضاف إليه (رزقنا) مثل بعثنا و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به. (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (ظلمونا) فعل ماض وفاعله ومفعوله (الواو) عاطفة (لكن) حرف استدراك (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ..
    والواو اسم كان (أنفس) مفعول به مقدّم و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (يظلمون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
    وجملة: ظلّلنا.. لا محلّ لها معطوفة على جملة بعثناكم في الآية السابقة.
    وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ظلّلنا.
    وجملة: «كلوا ... » في محلّ نصب مقول القول لفعل محذوف تقديره قلنا.
    وجملة: «رزقناكم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «ما ظلمونا» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لكن كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما ظلمونا.
    وجملة: «يظلمون» في محلّ نصب خبر كانوا.
    الصرف:
    (المنّ) ، اسم جنس من النبات أو الحلوى، جاء في المعجم: هو الذي أنزله الله بأعجوبه في البرية على بني إسرائيل، وزنه فعل بفتح فسكون.
    (كلوا) ، فيه تغيير بالحذف، حذفت منه الهمزة على غير القياس، وزنه علوا.
    (طيّبات) ، جمع طيّب صفة مشبّهة من فعل طاب يطيب، وزنه فيعل، وقد أدغمت الياءان معا.
    (السلوى) ، اسم جنس لطير السماني، أو هو نوع منه، ووزن السلوى فعلى بفتح فسكون.
    [سورة البقرة (2) : آية 58]
    وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (إذ) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (قلنا) فعل ماض وفاعله (ادخلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون والواو فاعل (ها) حرف تنبيه (ذه) اسم إشارة مبنيّ على الكسر في محلّ نصب مفعول به (القرية) بدل من ذه أو عطف بيان له منصوب (الفاء) عاطفة (كلوا) مثل ادخلوا.. (من) حرف جرّ و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (كلوا) ، (حيث) ظرف مكان مبنيّ على الضمّ متعلّق ب (كلوا) ، (شئتم) فعل ماض مبنيّ على السكون و (التاء) فاعل و (الميم) حرف لجمع الذكور (رغدا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي أكلا رغدا «4» . (الواو) عاطفة (ادخلوا) سبق إعرابه (الباب) مفعول به منصوب، (سجّدا) حال منصوبة من فاعل ادخلوا (الواو) عاطفة (قولوا) مثل ادخلوا (حطّة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره سؤالنا أو مسألتنا. (نغفر) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (اللام) حرف جرّ و (كم) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (نغفر) . (خطايا) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف و (كم) ضمير في محلّ جرّ مضاف إليه. (الواو) استئنافيّة (السين) للاستقبال (نزيد) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (المحسنين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
    جملة: «قلنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «ادخلوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «كلوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ادخلوا.
    وجملة: «شئتم» في محلّ جرّ بإضافة (حيث) إليها.
    وجملة: «ادخلوا الثانية» في محلّ نصب معطوفة على جملة ادخلوا الأولى.
    وجملة: «قولوا ... » في محل نصب معطوفة على جملة ادخلوا الثانية.
    وجملة: « (مسألتنا) حطّة» في محل نصب مقول القول.
    وجملة: «نغفر ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
    وجملة: «سنزيد المحسنين» لا محلّ لها استئنافيّة.
    الصرف:
    (القرية) ، اسم جامد.. وقد يكون مأخوذا من قريت أي جمعت، لجمعها لأهلها.. وهو في الأصل اسم للمكان، ولكن قد يطلق على من يسكن فيه مجازا.
    (شئتم) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة بناء الفعل على السكون، فالتقى سكونان فحذفت الألف المنقلبة عن ياء، وهذا مطّرد في كلّ فعل معتلّ أجوف، وكسرت فاء الفعل لدلالة الحرف المحذوف وهو الياء، وزنه فلتم.
    (سجّدا) ، جمع ساجد، اسم فاعل من سجد يسجد باب نصر، وزنه فاعل.. ووزن سجّد فعّل بضمّ الفاء وفتح العين المشدّدة.
    (حطّة) ، مصدر هيئة من فعل حطّ يحطّ باب نصر وزنه فعلة بكسر الفاء، وقيل هو لفظ أمروا به ولا يدرى معناه «5» .
    (خطايا) ، جمع خطيئة، اسم بمعنى الذنب وزنه فعيلة، قيل: إنّ خطايا وزنه فعائل أصله خطايئ بياء مكسورة قبل الهمزة، ثمّ قلبت الياء همزة مكسورة «6» ، فاجتمع همزتان فقلبت الثانية ياء «7» ، ثمّ تحرّكت الهمزة بالفتح للخفّة، وكذلك الياء الأخيرة، ثمّ قلبت الياء ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، ثمّ قلبت الهمزة ياء للهرب من الثقل فأصبح خطايا.
    وقيل- وهو قول سيبويه- إنّ خطايا أصله خطائئ، ثمّ أبدلت الهمزة الثانية ياء بحسب قواعد الإبدال. ثمّ أبدل من الكسرة في الهمزة فتحة فانقلبت الياء ألفا، ثمّ أبدلت الهمزة ياء «8» .
    (المحسنين) ، جمع المحسن وهو اسم فاعل من أحسن الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره.
    __________

    (1) أو مفعول مطلق لفعل محذوف أي: جهرتم القول جهرة.. أو مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو يلاقي فعل الرؤية في المعنى.
    والمصدر المؤوّل من (أن) والفعل نرى في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (نؤمن) .
    (2) في الآية (52) .
    (3) أو نكرة موصوفة.. والجملة بعدها نعت لها في محلّ جرّ.
    (4) ويجوز أن يكون حالا بتقدير هانئين.
    (5) حاشية الجمل على الجلالين.. وقيل هي التوبة.
    (6) تقلب الواو أو الياء همزة بعد ألف مفاعل أو فعائل. [.....]
    (7) تبدل الهمزة المتطرفة ياء إذا جاءت بعد همزة.
    (8) انظر النحو الوافي ج 4 ص 578.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,494

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الاول
    سورة البقرة
    الحلقة (17)
    من صــ 137 الى صـ 147


    [سورة البقرة (2) : آية 59]
    فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (59)

    الإعراب:
    (الفاء) عاطفة (بدّل) فعل ماض (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل (ظلموا) فعل ماض وفاعله (قولا) مفعول به منصوب (غير) نعت ل (قولا) منصوب مثله (الذي) موصول مضاف إليه في محلّ جرّ (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي القول (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (قيل) . (الفاء) عاطفة (أنزلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و (نا) فاعل (على) حرف جرّ (الذين) موصول في محلّ جرّ متعلّق ب (أنزلنا) ، (ظلموا) سبق إعرابه (رجزا) مفعول به منصوب (من فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59) السماء) جارّ ومجرور متعلق ب (أنزلنا) «1» ، (الباء) حرف جرّ للسببيّة (ما) حرف مصدري (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ و (الواو) اسم كان (يفسقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
    جملة: «بدّل الذين ظلموا» في محلّ جرّ معطوفة على جملة قلنا في الآية السابقة.
    وجملة: «ظلموا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «قيل لهم» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «أنزلنا» في محلّ جرّ معطوفة على جملة بدّل.
    وجملة: «ظلموا الثانية» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
    وجملة: «كانوا يفسقون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفي (ما) .
    وجملة: «يفسقون» في محلّ نصب خبر كانوا.
    والمصدر المؤوّل من (ما) والفعل في محلّ جرّ بالباء ... متعلّق ب (أنزلنا) .
    الصرف:
    (قولا) مصدر سماعي لفعل قال يقول، وزنه فعل بفتح فسكون ولم تعلّ الواو لسكونها.
    (رجزا) ، اسم لكلّ قبيح أو مكروه، وزنه فعل بكسر فسكون.
    البلاغة
    - قوله تعالى فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا وضع الظاهر موضع المضمر للتعليل والمبالغة في الذم والتقريع وللتصريح بأنهم بما فعلوا قد ظلموا أنفسهم بتعريضها لسخط الله تعالى.
    [سورة البقرة (2) : آية 60]
    وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (إذ استسقى موسى لقومه) مثل إذ قال موسى لقومه «2» . (الفاء) عاطفة (قلنا) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل (اضرب) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (بعصا) جارّ ومجرور متعلّق ب (اضرب) ، والباء للاستعانة وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الألف و (الكاف) مضاف اليه (الحجر) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (انفجر) فعل ماض و (التاء) للتأنيث، (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (انفجرت) ، (اثنتا) فاعل مرفوع وعلامة الرفع الألف فهو ملحق بالمثنّى (عشرة) جزء عدديّ مبنيّ على الفتح لا محلّ له (عينا) تمييز منصوب (قد) حرف تحقيق (علم) فعل ماض (كلّ) فاعل مرفوع (أناس) مضاف إليه مجرور (مشرب) مفعول به منصوب (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف اليه. (كلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون ... و (الواو) فاعل (الواو) عاطفة (اشربوا) مثل كلوا (من رزق) جارّ ومجرور متعلّق بالفعلين المتقدّمين من باب التنازع في إعمال الثاني (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (تعثوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. و (الواو) فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تعثوا) ، (مفسدين) حال مؤكّدة منصوبة وعلامة النصب الياء.
    جملة «استسقى موسى» في محلّ جرّ مضاف اليه.
    وجملة: «قلنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة استسقى.
    وجملة: «اضرب ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «انفجرت منه اثنتا عشرة» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أي: فضرب فانفجرت.
    وجملة: «علم كلّ أناس ... » لا محلّ لها استئنافيّة «3» .
    وجملة: «كلوا» لا محلّ لها استئنافيّة «4» .
    وجملة: «اشربوا» لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا.
    وجملة: «لا تعثوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كلوا.
    الصرف:
    (استسقى) ، فيه إعلال بالقلب أصله استسقي بفتح الياء، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
    (عصا) ، الألف فيه منقلبة عن واو لأن المثنّى عصوان، وتقول:
    عصوت بالعصا أي ضربت، ووزن عصا فعل بفتحتين.
    (الحجر) ، اسم جامد وزنه فعل لفتحتين.
    (اثنتان) ، مؤنّث اثنان، وهو اسم ضعف الواحد، وفيه حذف لام الكلمة، والألف والنون مزيدتان للتثنيه، فهو ملحق بالمثنّى لأنه لا واحد له من لفظه، وحذفت النون من اثنتا عشرة لأنه شبيه بالتركيب الإضافي.
    (عشرة) ، اسم لأول العقود مؤنّث العشر، وجاء مؤنّثا موافقا للمعدود لأنه مركب مع ما قبله.
    (عينا) ، اسم جامد بمعنى الينبوع جمعه أعين وعيون، وزنه فعل بفتح فسكون.
    (أناس) ، جمع انس، اسم جمع بمعنى البشر، واحده المنسوب إليه أي إنسيّ. وثمّة جمع آخر له هو أناسيّ بفتح الهمزة، ووزن أناس فعال بضمّ الفاء.
    (مشرب) ، اسم مكان من شرب يشرب باب فرح وزنه مفعل بفتح الميم والعين لأن عين المضارع مفتوحة وهو فعل صحيح.
    (تعثوا) ، فيه إعلال بالحذف، أصله تعثاوا، جاءت الألف ساكنة قبل الواو الساكنة فحذفت الألف لالتقاء الساكنين، وزنه تفعوا. فعله عثا يعثو، وعثي يعثى من بابي نصر وفرح.
    [سورة البقرة (2) : آية 61]
    وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ فَادْعُ لَنا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِها وَقِثَّائِها وَفُومِها وَعَدَسِها وَبَصَلِها قالَ أَتَسْتَبْدِلُو نَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ (61)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (إذ قلتم يا موسى) سبق إعرابها في الآية (55) ، (لن) حرف ناصب وناف (نصبر) مضارع منصوب والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (على طعام) جارّ ومجرور متعلّق ب (نصبر) ، (واحد) نعت ل (طعام) مجرور مثله (الفاء) لربط المسبّب بالسبب، أو رابطة لجواب شرط مقدّر (ادع) فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ، و (نا)ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (ادع) ، (ربّ) مفعول به منصوب و (الكاف) ضمير مضاف إليه (يخرج) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (لنا) مثل الأول متعلّق ب (يخرج) . (من) حرف جرّ (ما) اسم موصول في محلّ جرّ ب (من) «5» متعلّق ب (يخرج) ، ومفعول يخرج محذوف تقديره شيئا (تنبت) فعل مضارع مرفوع (الأرض) فاعل مرفوع (من بقل) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول تنبت المحذوف أي: ممّا تنبته الأرض من بقل «6» . و (ها) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه. (وقثّائها وفومها وعدسها وبصلها) أسماء مضافة معطوفة بحروف العطف على بقلها مجرورة مثله.
    جملة: «قلتم ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها.
    وجملة: «النداء وجوابها» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «لن نصبر ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «ادع ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء لأنها في حيّز النداء.. أو في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن كنّا بحاجة الى أكثر من نوع من الطعام فادع لنا ربّك..
    وجملة: «يخرج..» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
    وجملة: «تنبت الأرض» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    (قال) فعل ماض والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (تستبدلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ
    (أدنى) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الألف (الباء) حرف جرّ (الذي) موصول في محلّ جرّ متعلّق بفعل تستبدلون. (هو خير) مثل هو أدنى. (اهبطوا) فعل أمر مبني على حذف النون و (الواو) فاعل (مصرا) مفعول به منصوب (الفاء) تعليلية.. أو رابطة لجواب شرط مقدّر (إنّ) حرف مشبّه بالفعل (اللام) حرف جرّ (كم) ضمير متصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (ما) اسم موصول في محلّ نصب اسم إنّ مؤخّر، (سألتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. وفاعله. (الواو) استئنافيّة (ضرب) فعل ماض مبنيّ للمجهول بتضمينه معنى جعلت و (التاء) للتأنيث (على) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (ضربت) ، (الذلّة) نائب فاعل مرفوع (المسكنة) معطوفة بالواو على الذلّة مرفوع مثله (الواو) عاطفة (باءوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (بغضب) جار ومجرور متعلّق بمحذوف حال من الواو والباء للملابسة (من الله) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (غضب) . (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الباء) حرف جرّ (أنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (هم) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم أنّ (كانوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كان (يكفرون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
    والمصدر المؤوّل من (أنّ) واسمها وخبرها في محلّ جرّ بالباء متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ذلك، أي ذلك الغضب مستحقّ بكفرهم.
    (بآيات) جارّ ومجرور متعلّق ب (يكفرون) ، (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور. (الواو) عاطفة (يقتلون) مثل يكفرون (النبيين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (بغير) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل يقتلون، أي يقتلونهم مبطلين «7» ، (الحق) مضاف إليه مجرور.
    (ذلك) سبق اعرابه (الباء) حرف جرّ للسببيّة (ما) حرف مصدريّ (عصوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل، والضمّ مقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.
    والمصدر المؤوّل (ما عصوا) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبر المبتدأ ذلك.
    (الواو) عاطفة (كانوا) مثل الأول (يعتدون) مثل يكفرون.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بياني لسؤال مقدّر.
    وجملة: «تستبدلون ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «هو أدنى» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الأول.
    وجملة: «هو خير» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
    وجملة: «اهبطوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة «8» .
    وجملة: «إنّ لكم ما سألتم» لا محلّ لها تعليليّة «9» .
    وجملة: «سألتم» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «ضربت» عليهم الذلّة لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «باءوا ... » لا محل لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «ذلك بأنهم كانوا ... » لا محلّ لها تعليليّة أو استئناف من غير تعليل.
    وجملة: «كانوا يكفرون» في محلّ رفع خبر أنّ.
    وجملة: «يكفرون» في محلّ نصب خبر (كانوا) وجملة: «يقتلون» في محل نصب معطوفة على جملة يكفرون.
    وجملة: «ذلك بما عصوا» لا محلّ لها بدل من جملة ذلك بأنهم كانوا ...
    وجملة: «عصوا» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «كانوا يعتدون» لا محلّ لها معطوفة على جملة عصوا.
    وجملة: «يعتدون» في محلّ نصب خبر كانوا.
    الصرف:
    (طعام) ، اسم للمأكول من أي نوع، وزنه فعال بفتح الفاء.
    (واحد) ، اسم يدلّ على الفرد بالمذكّر، أو صفة مشتقّة على وزن فاعل.
    (ادع) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، وزنه افع بضمّ العين.
    (بقل) ، اسم لما تنبته الأرض من النجم ممّا لا ساق له، وزنه فعل بفتح فسكون، جمعه بقول بضمّ الباء.
    (قثّاء) ، اسم للنبات المعروف، وهو اسم جمع واحدته قثّاءة بكسر القاف وفتح الثاء المشدّدة، والهمزة أصليّة لقولهم: أقثأت الأرض أي كثر قثّاؤها.
    (فوم) ، اسم جامد للنبات المعروف وهو الثوم، وقيل هو الحنطة،وزنه فعل بضمّ الفاء وسكون العين.
    (عدس) ، اسم جامد، اسم جمع واحدته عدسة زنة فعلة بفتحتين، وكذلك عدس وزنه فعل بفتحتين.
    (بصل) ، اسم جامد للنبات المعروف، وزنه فعل بفتحتين.
    (أدنى) ، ألفه منقلبة عن واو لأنه من دنا يدنو، وزنه أفعل صفة مشبّهة، وقيل الألف مبدلة من همزة لأنه مأخوذ من دنؤ يدنؤ باب كرم فهو دنيء أي خسيس.
    (مصرا) ، اسم بمعنى بلد أو مصر بعينها، وزنه فعل بكسر فسكون.
    (الذلّة) ، مصدر سماعيّ لفعل ذلّ يذلّ باب ضرب، وزنه فعلة بكسر فسكون، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي: ذلّ بضم الذال، وذلالة بفتح الذال، ومصدر ميميّ هو مذلّة.
    (المسكنة) ، مصدر ميميّ من السكون لأن المسكين قليل الحركة، وزنه مفعلة، والتاء للمبالغة.
    (غضب) ، مصدر سماعيّ لفعل غضب يغضب باب فرح، وزنه فعل بفتحتين.
    (النبيين) ، جمع النبيّ وهو صفة مشبّهة على وزن فعيل، وأصله النبيء، لأنه من النبأ وهو الخبر لأنه يخبر عن الله، وخفّف بقلب الهمزة ياء، ثمّ أدغمت الياءان معا. أو هو مأخوذ من النبوة أي الارتفاع لأن رتبة النبيّ ارتفعت عن رتب سائر الخلق «10» .
    (عصوا) ، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى (تعثوا) في الآية السابقة.
    (يعتدون) ، فيه إعلال بالحذف جرى فيه مجرى (تهتدون) في الآية (53) .
    البلاغة
    - الكناية: في قوله تعالى وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ أي جعلتا محيطتين بهم إحاطة القبة بمن ضربت عليه أو الصقتا بهم وجعلتا ضربة لازب لا تنفكان عنهم مجازاة لهم على كفرانهم من ضرب الطين على الحائط بطريق الاستعارة بالكناية.
    __________
    (1) أو بمحذوف نعت ل (رجزا) .
    (2) في الآية (54) من هذه السورة.
    (3، 4) أو في محلّ نصب حال من (اثنتا عشرة عينا) ، والرابط محذوف تقديره منها.
    (5) أو نكرة موصوفة.. والجملة بعدها نعت لها.
    (6) أو هو بدل من (ما) بإعادة الجارّ.
    (7) يجوز تعليقه بمحذوف نعت لمصدر محذوف- أي مفعول مطلق نائب عن المصدر- أي قتلا حاصلا بغير الحق.
    (8) يجوز أن تكون في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
    (9) يجوز أن تكون جوابا لشرط مقدّر أي: إن تهبطوا فإنّ لكم ما سألتم.
    (10) العكبري: كتاب (وجوه الإعراب والقراءات ... ) .


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,494

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الاول
    سورة البقرة
    الحلقة (18)
    من صــ 147 الى صـ 154


    [سورة البقرة (2) : آية 62]
    إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)

    الإعراب:
    (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الذين) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب اسم إنّ (آمنوا) فعل ماضي مبني على الضمّ..
    والواو فاعل (الواو) عاطفة (الذين) اسم موصول معطوف على الاسم الأول في محلّ نصب (هادوا) مثل آمنوا (والنصارى والصابئين) اسمان معطوفان بحرفي العطف على الاسم الموصول الأول، منصوبان وعلامة النصب في الأول الفتحة المقدرة على الألف وعلامة نصب الثاني الياء.
    (من) اسم موصول في محلّ نصب بدل من الأسماء السابقة «1» ، (آمن)فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (آمن) ، (اليوم) معطوف بالواو على لفظ الجلالة مجرور مثله (الآخر) نعت ل (اليوم) مجرور مثله، (الواو) عاطفة (عمل) مثل آمن (صالحا) مفعول به منصوب (الفاء) زائدة (اللام) حرف جرّ و (هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر مقدّم (أجر) مبتدأ مؤخر مرفوع و (هم) متّصل مضاف اليه، (عند) ظرف متعلّق بمحذوف حال من أجر (ربّ) مضاف إليه مجرور و (هم) متّصل مضاف إليه (الواو) عاطفة (لا) نافية مهملة «2» (خوف) مبتدأ مرفوع (على) حرف جرّ و (هم) متّصل في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (هم) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (يحزنون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل.
    جملة: «إنّ الذين آمنوا» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «آمنوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
    وجملة: «هادوا» لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
    وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «لهم أجرهم» في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «لا خوف عليهم» في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم أجرهم.
    وجملة: «لا هم يحزنون» في محلّ رفع معطوفة على جملة لهم أجرهم.
    وجملة: «يحزنون» في محل رفع خبر (هم) .
    الصرف:
    (هادوا) ، فيه إعلال بالقلب إذ الألف منقلبة عن واو لأنه من هاد يهود إذا تاب. وبعضهم قال إن أصلها ياء من هاد يهيد إذا تحرّك.
    (النصارى) ، جمع نصرانيّ نسبة الى نصران أو ناصرة.. وهي من النسبة الشاذّة في اللغة.
    (الصابئين) ، جمع الصابئ، اسم فاعل من صبأ الثلاثي وزنه فاعل.
    (صالحا) ، اسم فاعل من صلح الثلاثي، وزنه فاعل.
    (أجر) ، في الأصل مصدر أجره الله يأجره من بابي نصر وضرب، وقد يعبّر به عن الشيء نفسه المجازي به، والآية الكريمة تحتمل المعنيين، وزنه فعل بفتح فسكون.
    [سورة البقرة (2) : آية 63]
    وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (إذ) اسم مبنيّ على السكون في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكروا (أخذ) فعل ماض مبنيّ على السكون و (نا) ضمير فاعل (ميثاق) مفعول به منصوب و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (الواو) حاليّة (رفعنا) مثل أخذنا (فوق) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (رفعنا) و (كم) مضاف إليه (الطور) مفعول به منصوب. (خذوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون..
    والواو فاعل (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (آتينا) مثل أخذنا و (كم) مفعول به، والمفعول الثاني محذوف أي آتيناكموه (بقوّة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من مفعول آتيناكم أي متمتعين بقوة (الواو) عاطفة (اذكروا) مثل خذوا (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (في) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف صلة ما (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير متّصل في محل نصب اسم لعل (تتّقون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
    جملة: «أخذنا ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها.
    وجملة: «رفعنا..» في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .
    وجملة: «خذوا ... » في محل نصب مقول القول لقول محذوف «3» ، والجملة المقدّرة في موضع الحال.
    وجملة: «آتيناكم» لا محلّ لها صلة الموصول.
    وجملة: «اذكروا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة خذوا.
    وجملة: «لعلّكم تتقون» لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «تتّقون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
    الصرف:
    (الطور) ، اسم عام يطلق على كلّ جبل أو خاص يطلق على جبل بعينه، وزنه فعل بضمّ فسكون.
    (خذوا) ، فيه حذف الهمزة من أوّله تخفيفا، وزنه علوا بضمّ العين.
    (قوّة) ، مصدر سماعيّ لفعل قوي يقوى باب فرح، وزنه فعلة بضمّ فسكون، وقد أدغمت عينه ولامه بعد القلب، وأصله قوية، اجتمعت الواو والياء وكانت الأولى منهما ساكنة فقلبت الواو الى ياء فقيل قيّة بضمّ القاف ولمجيء الياء الأولى ساكنة وقبلها مضموم قلبت واوا ولحقت بها الياء الساكنة لمناسبة التضعيف، فقيل قوّة.
    [سورة البقرة (2) : آية 64]
    ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ (64)

    الإعراب:
    (ثمّ) حرف عطف (تولّيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. وفاعله (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (تولّيتم) ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب.
    (الفاء) استئنافيّة (لولا) حرف امتناع لوجود، شرط غير جازم (فضل) مبتدأ مرفوع، والخبر محذوف وجوبا تقديره موجود (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (على) حرف جرّ و (كم) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (فضل) ، (الواو) عاطفة (رحمة) معطوفة على فضل مرفوع مثله و (الهاء) مضاف إليه، (اللام) واقعة في جواب لولا (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ على السكون.. و (تم) ضمير متّصل اسم كان (من الخاسرين) جار ومجرور متعلّق بمحذوف خبر كنتم وعلامة الجرّ الياء.
    جملة: تولّيتم في محلّ جرّ معطوفة على جملة أخذنا في الآية السابقة.
    وجملة: «لولا فضل الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كنتم من الخاسرين» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    الصرف:
    (فضل) مصدر سماعيّ لفعل فضل يفضل باب كرم، وزنه فعل بفتح فسكون.
    (رحمة) ، مصدر سماعيّ لفعل رحم يرحم باب فرح، وزنه فعلة بفتح فسكون.
    بفتح فسكون، فإذا قيل يوم السبت فقد استعمل مصدرا.
    (قردة) ، جمع قرد وهو اسم للحيوان المعروف، وزنه فعل بكسر فسكون، ووزن قردة فعلة بكسر ففتح ثمّ فتح.
    (خاسئين) ، جمع خاسئ، اسم فاعل من خسئ يخسأ باب فرح، وهو من اللازم بمعنى بعد وانزجر وخسأ يخسأ الكلب أي طرده من باب فتح وقد يرد هذا الباب لازما أيضا. ووزن خاسئ فاعل.
    [سورة البقرة (2) : آية 66]
    فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)
    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة (جعلنا) فعل وفاعل و (ها) ضمير في محل نصب مفعول به أوّل ويعود إلى العقوبة (نكالا) مفعول به ثان منصوب (اللام) حرف جرّ (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (نكالا) ، (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء فهو مثنّى و (ها) ضمير مضاف اليه (الواو) عاطفة (ما) موصول معطوف على الأول (خلف) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما و (ها) ضمير مضاف إليه (موعظة) معطوف بالواو على (نكالا) منصوب مثله (للمتّقين) جارّ ومجرور متعلّق ب (موعظة) .
    جملة: «جعلناها ... » لا محلّ لها من الإعراب استئنافيّة.
    الصرف:
    (نكالا) ، اسم لما نكلت به غيرك أي عاقبته، أو اسم لما يجعل عبرة للآخرين أو منعا لهم، وزنه فعال بفتح الفاء.
    (بين) اسم بمعنى وسط، ظرف مكان وقد يدخله ما الحرف المصدريّ الظرفي: بينما، أو تدخله الألف عوض من ما: بينا.
    (يديها) ، مثنّى يد، وفيه حذف اللام، أصله يدو لأن الواو تعود حين النسب يدوي. وانظر الآية (79) من هذه السورة.
    (موعظة) ، مصدر ميميّ من وعظ يعظ باب ضرب، وزنه مفعلة بكسر العين، والتاء للمبالغة.
    __________

    (1) يجوز أن يكون في محلّ رفع مبتدأ وهو امّا اسم شرط أو اسم موصول، خبر جملة لهم أجرهم.. والجملة الاسمية خبر إنّ
    (2) أو تعمل عمل ليس، و (خوف) اسمها و (عليهم) خبرها.. وانظر الآية (38) من هذه السورة.
    (3) يجوز أن تكون الجملة جوابا للقسم لأن أخذ الميثاق قسم. [.....]


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,494

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الاول
    سورة البقرة
    الحلقة (19)
    من صــ 154 الى صـ 161


    [سورة البقرة (2) : آية 67]
    وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَتَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (67)

    الإعراب:
    (وإذ قال موسى لقومه) سبق إعرابها «1» . (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (الله) لفظ الجلالة اسم إنّ منصوب (يأمر) مضارع مرفوع و (الكاف) ضمير مفعول به و (الميم) حرف لجمع الذكور، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (أن) حرف مصدري ونصب (تذبحوا) مضارع منصوب وعلامة النصب حذف النون.. والواو فاعل (بقرة) مفعول به منصوب.
    والمصدر المؤوّل من (أن) والفعل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (يأمركم) «2» أي يأمركم بذبح بقرة.
    (قالوا) فعل وفاعل (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (تتّخذ) مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت و (نا) ضمير في محلّ نصب مفعول به (هزوا) مفعول به ثان منصوب (قال) فعل ماض والفاعل هو (أعوذ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا (بالله) جارّ ومجرور متعلّق ب (أعوذ) ، (أن) حرف ناصب (أكون) مضارع ناقص منصوب واسمه ضمير مستتر تقديره أنا (من الجاهلين) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر أكون وعلامة الجرّ الياء.
    والمصدر المؤوّل (أن أكون..) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أعوذ) أي من أن أكون من الجاهلين.
    وجملة: «قال موسى ... » في محلّ جرّ بإضافة (إذ) إليها.
    وجملة: «إنّ الله يأمركم» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «يأمركم..» في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بياني.
    وجملة: «أتتّخذنا هزوا» في محل نصب مقول القول.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أعوذ بالله» في محلّ نصب مقول القول.
    الصرف:
    (بقرة) ، اسم جامد لواحد البقر، وزنه فعلة بثلاث فتحات- وقد يقع على الذكر والأنثى- وسمي هذا الجنس بقرا لأنه يبقر الأرض أي يشقّها بالحرث، ومنه بقر بطنه.
    (هزوا) ، مخفّف من هزؤا وهو مصدر سماعيّ لفعل هزأ يهزأ باب فتح وهزئ يهزأ باب فرح.. وقد استعمل في الآية بمعنى المهزوء (الجاهلين) ، جمع الجاهل، اسم فاعل من جهل يجهل باب فرح، وزنه فاعل.
    [سورة البقرة (2) : آية 68]
    قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ (68)

    الإعراب:
    (قالوا) فعل وفاعل (ادع) فعل أمر مبنيّ على حذف حرف العلّة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت (اللام) حرف جرّ و (نا)ضمير متّصل مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق ب (ادع) ، (ربّ) مفعول به منصوب و (الكاف) مضاف اليه (يبيّن) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (لنا) مثل الأول متعلّق ب (يبيّن) ، (ما) اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع خبر، (قال) فعل ماض والفاعل هو (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و (الهاء) ضمير اسم إنّ (يقول) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (إنّها) مثل إنّه (بقرة) خبر إنّها مرفوع (لا) نافية مهملة (فارض) نعت ل (بقرة) مرفوع مثله «3» ، (الواو) عاطفة (لا) نافية واجبة (بكر) معطوفة على فارض مرفوع مثله، (عوان) نعت ثان ل (بقرة) مرفوع (بين) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (عوان) ، (ذا) اسم إشارة في محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (افعلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به والعائد محذوف (تؤمرون) مضارع مبنيّ للمجهول مرفوع و (الواو) ضمير متّصل في محلّ رفع نائب فاعل.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ استئناف بياني.
    وجملة: «ادع» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «يبيّن» لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.
    وجملة: «ما هي» في محلّ نصب مفعول به لفعل يبيّن «4» .
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّه يقول» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «يقول ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «إنها بقرة» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «افعلوا ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن عرفتم ذلك فافعلوا.
    وجملة: «تؤمرون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    الصرف:
    (فارض) ، اسم فاعل من فرض سنّه أي قطعه، وزنه فاعل من بابي ضرب وكرم.
    (بكر) ، صفة مشبّهة من بكر يبكر باب فرح وزنه فعل بكسر فسكون، وهو مستعمل للمذكّر والمؤنّث، جمعه أبكار.
    (عوان) ، في المصباح العوان النصف في السنّ من النساء والبهائم، والجمع عون بضمّ العين وسكون الواو، والأصل بضمّ الواو لكن سكّن تخفيفا. هو صفة مشبّهة، ووزن عوان فعال بفتح الفاء.
    [سورة البقرة (2) : آية 69]
    قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنُها قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69)

    الإعراب:
    (قالوا ادع ... يقول إنّها بقرة) سبق إعراب نظيرها في الآية السابقة مفردات وجملا.. (صفراء) نعت ل (بقرة) مرفوع مثله (فاقع) نعت ثان ل (بقرة) مرفوع مثله «5» ، (لون) فاعل لاسم الفاعل فاقع مرفوع (ها) ضمير مضاف إليه (تسرّ) مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الناظرين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء.
    وجملة: تسرّ الناظرين في محلّ رفع نعت ل (بقرة) .
    الصرف:
    (لون) اسم لحال الشيء في منظره وهيئته من حيث بياضه وسواده، وزنه فعل بفتح فسكون.
    (صفراء) ، صفة مشبّهة مؤنّث أصفر، والهمزة زائدة للتأنيث، وزنه فعلاء.
    (فاقع) ، اسم فاعل من فقع يفقع بابي نصر وفتح، وزنه فاعل.
    (الناظرين) ، جمع الناظر وهو اسم فاعل من نظر ينظر باب نصر، وزنه فاعل.
    [سورة البقرة (2) : آية 70]
    قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا وَإِنَّا إِنْ شاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70)

    الإعراب:
    (قالوا ادع لنا ربّك يبيّن لنا ما هي) مرّ إعرابها «1» ، (إنّ) حرف مشبه بالفعل (البقر) اسم إن منصوب (تشابه) فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو (على) حرف جرّ و (نا) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق به (تشابه) ، (الواو) عاطفة (إنّ) كالأول و (نا) اسم انّ، (إن) حرف شرط جازم (شاء) فعل ماض مبني في محلّ جزم فعل الشرط (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (اللام) المزحلقة تفيد التوكيد (مهتدون) خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
    جملة: «إن البقر تشابه» لا محلّ لها تعليليّة أو استئناف بيانيّ.
    وجملة: «تشابه علينا» في محلّ رفع خبر (إنّ) .
    وجملة: «إنّا ... لمهتدون» لا محلّ لها معطوفة على التعليلية أو استئنافيّة.
    وجملة: «إن شاء الله» لا محلّ لها اعتراضيّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فهدايتنا حاصلة.
    [سورة البقرة (2) : آية 71]
    قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيها قالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ (71)

    الإعراب:
    (قال إنّه يقول إنّها بقرة) مرّ إعرابها «7» . (لا) نافية (ذلول) نعت ل (بقرة) مرفوع مثله «8» ، (تثير) فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الأرض) مفعول به منصوب (الواو) عاطفة (لا) نافية (تسقي) فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (الحرث) مفعول به منصوب (مسلّمة) نعت ل (بقرة) مرفوع مثله (لا) نافية للجنس (شية) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف خبر لا. (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ.. والواو فاعل (الآن) ظرف زمان مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (جئت) وهو فعل وفاعل (بالحقّ) جارّ ومجرور متعلّق ب (جئت) والباء للتعدية «9» .
    (الفاء) عاطفة (ذبحوا) مثل قالوا و (ها) مفعول به (الواو) حاليّة (ما) نافية (كادوا) فعل ماض ناقص مبنيّ على الضمّ.. والواو اسم كاد (يفعلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّه يقول» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «يقول ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «إنّها بقرة» في محلّ نصب مقول القول لفعل يقول.
    وجملة: «تثير الأرض» في محلّ رفع نعت ل (بقرة) داخلة في حكم النفي قبلها أي لا ذلول ولا تثير الأرض.
    وجملة: «لا تسقي الحرث» في محلّ رفع معطوفة على جملة تثير الأرض.
    وجملة: «لا شية فيها» في محلّ رفع نعت ل (بقرة) .
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «جئت بالحقّ» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ذبحوها» لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي بحثوا عنها. فوجدوها فذبحوها.
    وجملة: «ما كادوا يفعلون» في محلّ نصب حال.. أي: ذبحوها في حال نصب انتفاء مقاربتهم لفعل الذبح، وكان زمن الانتفاء سابقا لزمن الذبح.
    وجملة: «يفعلون» في محلّ نصب خبر كادوا.
    الصرف:
    (ذلول) ، صفة مشبّهة من فعل ذلّ يذل باب ضرب وزنه فعول بفتح الفاء، وهي من الصفات التي يستوي فيها التذكير والتأنيث.
    (الحرث) ، اسم جامد للأرض أو المزروع، وزنه فعل بفتح فسكون، وفعله من باب نصر. واللفظ مصدر سماعيّ للفعل أيضا.
    (مسلّمة) مؤنّث مسلّم، اسم مفعول من سلّم الرباعيّ بمعنى سليم، وزنه على وزن مضارعه المبنيّ للمجهول، بحذف حرف المضارعة وإبداله ميما مضمومة.
    (شية) ، هو في الأصل مصدر فعل وشيء من باب وعد إذا خلط لونا بلون آخر. والمراد هنا اللون نفسه. وفي الكلمة إعلال بالحذف، حذفت فاؤه كما جرى ذلك في عدة وزنه علة.
    (الآن) ، الألف واللام فيه زائدة لازمة، وهو ظرف للزمان ملازم للبناء.
    (جئت) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، حذفت عينه لمجيئها ساكنة بعد لامه المبنيّة على السكون، فحذفت العين لالتقاء الساكنين وزنه فلت بكسر الفاء لدلالة نوع حرف العلّة المحذوف وهو الياء.
    (كاد) فيه إعلال بالقلب، أصله كود بكسر الواو، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا فأصبح كاد. ألفه منقلبة عن واو لأن مصدره كود زنة فعل بفتح فسكون، وإنّما يكسر فاؤه مع إسناده لضمير الرفع بسبب حركة عينه المكسورة فهو من باب فرح.
    البلاغة
    1- في هذه الآيات المتقدمة فن التكرير وهو داخل في باب الإطناب.
    2- قوله تعالى وَما كادُوا صورة مجسدة لطبائع اليهود ولجوئهم الى اللجاج والمكابرة، فقد فعلوا الذبح بعد لجاج طويل.
    __________
    (1) في الآية (54) من هذه السورة.
    (2) يجوز نصبه على أنّه مفعول به ثان عامله يأمركم، أي: يأمركم ذبح بقرة.
    (3) يجوز جعله خبرا لمبتدأ محذوف تقديره لا هي فارض ... ومثله (لا بكر) .
    (4) وقد علّق الفعل بالاستفهام (ما) .. ويجوز أن يكون المفعول محذوفا فالجملة استئناف بيانيّ لا محل لها.
    (5) يجوز أن يكون خبرا مقدّما و (لونها) مبتدأ مؤخّرا.. والجملة نعت ل (بقرة) .
    (6) انظر الآية (68) مفردات وجملا.
    (7) انظر الآية (68) .
    (8) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي.. والجملة نعت ل (بقرة) .
    (9) يجوز تعليق الجار بمحذوف حال من التاء من جئت أي: جئت متلبسا بالحق.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,494

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد


    كتاب الجدول في إعراب القرآن

    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الاول
    سورة البقرة
    الحلقة (20)
    من صــ 162 الى صـ 165


    [سورة البقرة (2) : آية 72]
    وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها وَاللَّهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكروا. (قتلتم) فعل وفاعل (نفسا) مفعول به منصوب (الفاء) عاطفة (ادّارأتم) فعل ماض مبنيّ على السكون و (التاء)
    فاعل و (الميم) لجمع الذكور (في) حرف جرّ و (ها) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (ادّارأتم) ، (الواو) اعتراضيّة (الله) مبتدأ مرفوع (مخرج) خبر مرفوع (ما) اسم موصول «1» في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل مخرج، والعائد محذوف (كنتم) فعل ماض ناقص.. و (تم) اسم كان (تكتمون) فعل مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
    جملة: «قتلتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «ادّارأتم» في محلّ جرّ معطوفة على جملة قتلتم.
    وجملة: «الله مخرج» لا محلّ لها اعتراضيّة بين المعطوف والمعطوف عليه.
    وجملة: «كنتم تكتمون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «تكتمون: في» محلّ نصب خبر (كنتم) .
    الصرف:
    (ادّارأتم) ، أصله تدارأتم من الدرء وهو الدفع، اجتمعت التاء مع الدال وهما قريبتا المخرج فسهل الإدغام بينهما ولكن بقلب التاء دالا. فلمّا بدأ الفعل بالساكن بسبب الإدغام أضيفت همزة الوصل فقيل ادّارأتم وزنه أتفاعلتم المنقلب من تفاعلتم، ويجوز أن يكون افّاعلتم.
    (مخرج) ، اسم فاعل من أخرج الرباعيّ، فهو على وزن مضارعه بإبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل آخره.
    البلاغة
    - المجاز المرسل: في قوله تعالى وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها وَاللَّهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ أي: ألقى كل منكم تهمة القتل على الآخر، والقتل لم يصدر عن الجميع وإنما صدر عن واحد منهم فعبّر بالعام وأراد الخاص. فعلاقة المجاز العموم.
    [سورة البقرة (2) : آية 73]
    فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى وَيُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)

    الإعراب:
    (الفاء) عاطفة (قلنا) فعل وفاعل (اضربوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و (الهاء) ضمير مفعول به (ببعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (اضربوه) ، و (الهاء) مضاف إليه. (الكاف) حرف جرّ «2» (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق بمحذوف مفعول مطلق و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (يحيي) مضارع مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على الياء (الله) لفظ الجلالة فاعل مرفوع (الموتى) مفعول به منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على الألف (الواو) عاطفة (يري) مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمّة المقدّرة على الياء و (كم) ضمير في محلّ نصب مفعول به (آيات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة و (الهاء) مضاف إليه. (لعلّ) حرف مشبّه بالفعل للترجّي و (كم) ضمير في محلّ نصب اسم لعلّ (تعقلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل.
    جملة: «قلنا..» في محلّ جرّ معطوفة على جملة ادّارأتم في الآية السابقة.
    وجملة: «اضربوه» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «يحيي..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يريكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يحيي.
    وجملة: «لعلّكم تعقلون» لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «تعقلون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
    الصرف:
    (الموتى) ، جمع ميّت.. انظر الآية (28) من هذه الآية.
    [سورة البقرة (2) : آية 74]
    ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)

    الإعراب:
    (ثمّ) حرف عطف (قست) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (التاء) للتأنيث (قلوب) فاعل مرفوع و (كم) مضاف اليه (من بعد) جارّ ومجرور متعلّق ب (قست) ، (ذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب. (الفاء) تعليليّة (هي) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (كالحجارة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (أو) حرف عطف للإباحة (أشدّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي «3» . (قسوة) تمييز منصوب. (الواو) استئنافيّة أو حاليّة (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد (من الحجارة) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر إنّ مقدّم (اللام) للتوكيد (ما) اسم موصول في محلّ نصب اسم إنّ مؤخّر (يتفجّر) مضارع مرفوع (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (يتفجّر) (الأنهار) فاعل مرفوع (الواو) عاطفة (إنّ منها) مرّ إعرابهما (لما يشّقق) مثل لما يتفجّر (الفاء) عاطفة (يخرج) مضارع مرفوع (من) حرف جرّ و (الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ متعلّق ب (يخرج) ، (الماء) فاعل مرفوع. (الواو) عاطفة (إنّ منها لما يهبط) سبق اعراب نظيرها (من خشية) جارّ ومجرور متعلّق ب (يهبط) (الله) لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور (الواو) استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (الله) لفظ الجلالة اسم ما مرفوع (الباء) حرف جرّ زائد (غافل) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (عن) حرف جرّ (ما) اسم موصول «4» مبنيّ في محلّ جرّ متعلّق باسم الفاعل غافل والعائد محذوف أي تعملونه.
    جملة: «قست قلوبكم» لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أي فضربوها فحييت..
    وجملة: «هي كالحجارة» لا محلّ لها تعليلية.
    وجملة: « (هي) أشدّ قوّة» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
    وجملة: «إن من الحجارة ... » لا محلّ لها استئنافيّة أو في محلّ نصب حال.
    وجملة: «يتفجّر منه الأنهار» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
    وجملة: «إنّ منها لما ... » معطوفة على جملة إنّ من الحجارة ...
    وجملة: «يشّقّق» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
    وجملة: «يخرج منه الماء» لا محلّ لها معطوفة على جملة يشّقّق.
    وجملة: «إنّ منها لما يهبط» معطوفة على جملة إنّ من الحجارة ...
    وجملة: «يهبط» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثالث.
    وجملة: «ما الله بغافل» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الرابع.
    الصرف:
    (قست) ، فيه اعلال بالحذف، أصله قسات، جاءت الألف ساكنة قبل تاء التأنيث الساكنة فحذفت تخلّصا من التقاء الساكنين، وزنه فعت.
    (الحجارة) ، جمع الحجر (انظر الآية 60) من هذه السورة.
    (أشدّ) ، اسم تفضيل من فعل شدّ، وزنه أفعل، وقد أدغمت العين من اللام.
    (قسوة) ، مصدر سماعيّ لفعل قسا يقسو باب نصر، وثمة مصادر أخرى للفعل منها قسوا بفتح فسكون وقساوة بفتح القاف وقساءة بقلب الواو همزة. وزن قسوة فعلة بفتح فسكون.
    (يشقق) ، أصله يتشقق، قلبت التاء شينا وأدغمت مع الشين الثانية، وزنه يفّعّل وأصله يتفعّل.
    (خشية) ، مصدر سماعيّ لفعل خشي يخشى باب فرح، وزنه فعلة بفتح فسكون، وثمّة مصادر أخرى للفعل هي خشي بفتح الخاء وكسرها وخشاة بفتح الخاء وخشيان بفتح الخاء والشين ومخشية بفتح الميم وكسر الشين ومخشاة بقلب الياء ألفا وفتح ما قبلها.
    (غافل) ، اسم فاعل من غفل يغفل باب فرح ومنه. فاعل.
    البلاغة
    1- الاستعارة المكنية التبعية: في قوله تعالى ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ حيث استعيرت القسوة لنبو قلوبهم عن التأثر بالعظات والقوارع التي تميع منها الجبال وتلين بها الصخور.
    2- التشبيه المرسل: حيث شبه قلوبهم بالحجارة أو بما هو أقسى من الحجارة وقد ذكر أداة التشبيه فكان التشبيه مرسلا.
    3- وإيراد الجملة أسميه مع كون ما سبق فعليه للدلالة على استمرار قساوة قلوبهم.
    4- المجاز العقلي: في قوله تعالى وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ فهو مجاز من الانقياد لأمره تعالى والمعنى أن الحجارة ليس منها فرد إلا وهو منقاد لأمره عز وعلا آت بما خلق له من غير استعصاء وقلوبهم ليست كذلك.
    __________

    (1) يجوز أن تكون (ما) مصدريّة، والمصدر المؤوّل في محلّ نصب مفعول به.
    (2) أو اسم بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه صفته أي: إحياء مثل ذلك.
    (3) يجوز عطفه على الخبر المتقدّم الذي تعلّق به الجار والمجرور (كالحجارة) . [.....]
    (4) أو حرف مصدري.. و (ما) والفعل في تأويل مصدر في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق باسم الفاعل غافل.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •