تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 22 من 27 الأولىالأولى ... 12131415161718192021222324252627 الأخيرةالأخيرة
النتائج 421 إلى 440 من 528

الموضوع: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

  1. #421
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة الفرقان
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء الثامن عشر
    (الحلقة 421)
    من صــ 307الى صـ 319





    [سورة الفرقان (25) : الآيات 7 الى 8]
    وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً (7) أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَسْحُوراً (8)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبتدأ (لهذا) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ ما (في الأسواق) متعلّق ب (يمشي) ، (لولا) حرف تحضيض وتقريع (إليه) متعلّق ب (أنزل) ، (الفاء) فاء السببيّة (يكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (معه) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر يكون «1» ، (نذيرا) حال من اسم يكون والعامل فيها الاستقرار الذي هو خبر.
    والمصدر المؤوّل (أن يكون ... ) معطوف على مصدر مأخوذ من الطلب المتقدّم أي: هلّا كان نزول ملك فوجوده معه نذيرا.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف متقدّم «2» .
    وجملة: «ما لهذا الرسول» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «يأكل ... » في محلّ نصب حال من الرسول «3» .
    وجملة: «يمشي ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يأكل.
    وجملة: «أنزل إليه ملك) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «يكون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    8- (أو) حرف عطف للتخيير (إليه) متعلّق ب (يلقى) ، (له) متعلّق بخبر تكون (منها) متعلّق ب (يأكل) ، (الواو) عاطفة (إن) حرف نفي (الّا) للحصر..
    وجملة: «يلقى إليه كنز» لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل ...
    وجملة: «تكون له جنّة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل.
    وجملة: «يأكل ... » في محلّ رفع نعت لجنّة.
    وجملة: «قال الظالمون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالوا ...
    وجملة: «تتّبعون» في محلّ نصب مقول القول.
    الصرف:
    (الأسواق) ، جمع سوق، اسم لمكان البيع والشراء، وزنه فعل بضمّ فسكون، ويستوي فيه التذكير والتأنيث.
    البلاغة
    1- الكناية: في قوله تعالى «وَقالُوا مالِ هذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ» قوله «يَأْكُلُ الطَّعامَ» كناية عن الحدث، لأنه ملازم أكل الطعام. وقوله «يَمْشِي فِي الْأَسْواقِ» كناية عن طلب المعاش.
    2- وضع الظاهر موضع المضمر: في قوله تعالى «وَقالَ الظَّالِمُونَ» .
    وضع المظهر موضع ضميرهم، تسجيلا عليهم بالظلم فيما قالوه، لكونه إضلالا خارجا عن حد الضلال، مع ما فيه من نسبته صلى الله عليه وآله وسلم إلى ما يشهد العقل والنقل ببراءته منه، أو إلى ما لا يصلح أن يكون متمسكا لما يزعمون من نفي الرسالة.

    [سورة الفرقان (25) : آية 9]
    انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً (9)

    الإعراب:
    (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب حال عاملها (ضربوا) ، (لك) متعلّق ب (ضربوا) ، (الفاء) عاطفة في الموضعين (لا) نافية (سبيلا) مفعول به منصوب بتضمين الفعل معنى يملكون..
    جملة: «انظر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ضربوا ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام كيف بتقدير الجار.
    وجملة: «ضلّوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ضربوا.
    وجملة: «لا يستطيعون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ضلّوا.

    [سورة الفرقان (25) : آية 10]
    تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً (10)

    الإعراب:
    (شاء) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط و (جعل) في محلّ جزم جواب الشرط (لك) متعلّق بمحذوف مفعول ثان (من ذلك) متعلّق ب (خيرا) ، (جنّات) بدل من (خيرا) منصوب وعلامة النصب الكسرة (من تحتها) متعلّق ب (تجري) بحذف مضاف أي من تحت أشجارها «4» ، (الواو) عاطفة (يجعل) مضارع مجزوم معطوف على محلّ جعل (لك) الثاني متعلّق بمفعول ثان عامله يجعل.
    جملة: «تبارك الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إن شاء جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
    وجملة: «تجري ... الأنهار» في محلّ نصب نعت لجنّات.
    وجملة: «يجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعل..

    [سورة الفرقان (25) : الآيات 11 الى 14]
    بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً (11) إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (12) وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً (13) لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً (14)

    الإعراب:
    (بل) للإضراب الانتقاليّ (بالسّاعة) متعلّق ب (كذّبوا) ، (الواو) واو الحال (لمن) متعلّق ب (أعتدنا) «5» (بالساعة) الثاني متعلّق ب (كذّب) ، (سعيرا) مفعول به عامله أعتدنا.
    جملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أعتدنا ... » في محلّ نصب حال بتقدير (قد) .
    وجملة: «كذّب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    12- (من مكان) متعلّق ب (رأتهم) ، (لها) متعلّق ب (سمعوا) «6» .
    وجملة: «رأتهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «سمعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    13- (الواو) عاطفة، و (الواو) في (ألقوا) نائب الفاعل للمبنيّ للمجهول ألقوا (منها) متعلّق بحال من (مكانا) وهو ظرف مكان منصوب متعلّق ب (ألقوا) ، (مقرّنين) حال منصوبة من الواو في (ألقوا) ، (دعوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين.. و (الواو) فاعل (هنا لك) اسم إشارة في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق ب (دعوا) ، (ثبورا) مفعول به منصوب «7» .
    وجملة: «ألقوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «دعوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    14- (لا) ناهية جازمة (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تدعوا) ...
    وجملة: «لا تدعوا ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي تقول لهم الملائكة ...
    وجملة: «ادعوا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة لا تدعوا.
    الصرف:
    (تغيّظا) ، مصدر قياسيّ لفعل تغيّظ الخماسيّ، وزنه تفعّل بفتح التاء وضمّ العين المشدّدة.
    (ألقوا) ، فيه إعلال بالحذف أصله ألقيوا- بضم الياء- نقلت حركة الياء إلى القاف- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، فأصبح ألقوا، وزنه أفعوا.
    (ثبورا) ، مصدر سماعيّ لفعل ثبر يثبر باب نصر بمعنى هلك، وزنه فعول بضمّتين.
    البلاغة
    الاستعارة: في قوله تعالى «إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً» .
    قيل: إن قوله تعالى «رأتهم» من
    قوله صلى الله عليه وآله وسلم: إن المؤمن والكافر لا تتراءى ناراهما،
    وقولهم: دورهم تتراءى وتتناظر، كأن بعضهم يرى بعضا، على سبيل الاستعارة بالكناية والمجاز المرسل. ويجوز أن يكون من باب التمثيل، وأيا ما كان، فالمراد إذا كانت بمرأى منهم، وقوله سبحانه: «سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً» على تشبيه صوت غليانها بصوت المغتاظ وزفيره، وفيه استعارة تصريحية أو مكنية، ويجوز أن تكون تمثيلية.
    الفوائد
    1- رأي السنّة في مشاهد القيامة:
    أ- قالوا: لو فتح باب التأويل والمجاز في شؤون المعاد لتطوح من يسلك ذلك إلى وادي الضلالة. وأجابوا عن سماع تغيظ جهنم بما يلي:
    1- إنه على حذف مضاف أي سمعوا صوت تغيظها.
    2- إنه على حذف فعل تقديره «سمعوا ورأوا تغيظا وزفيرا» .
    3- أن يضمّن «سمعوا» معنى يشمل الأمرين، أي «أدركوا» لها تغيظا وزفيرا.
    أما قوله تعالى رأتهم هو من باب القلب، أي رأوها.
    ب- أما رأي المعتزلة فإنهم يحملون ذلك كله على المجاز. والله أعلم.
    2- فعل الشرط وجواب الشرط:
    أ- قد يكونان مضارعين، نحو «وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ» .
    ب- وقد يكونان ماضيين، نحو «وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا» .
    ج- يكونان ماضيا فمضارعا، أو مضارعا فماضيا.
    ملاحظة: إذا وقع فعل الشرط ماضيا جاز في جوابه الجزم والرفع.
    [سورة الفرقان (25) : الآيات 15 الى 17]
    قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَمَصِيراً (15) لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً (16) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِي هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (أم) حرف عطف- هي المتّصلة- (جنّة) معطوف على اسم الإشارة المبتدأ (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نعت ل (جنّة) ، (المتّقون) نائب الفاعل لفعل (وعد) ، والعائد محذوف أي وعدها المتّقون (لهم) متعلّق ب (جزاء) خبر كانت «8» .
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أذلك خير ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «وعد المتّقون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
    وجملة: «كانت لهم جزاء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    16- (لهم) الثاني متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) ، (فيها) متعلّق بالخبر المحذوف (خالدين) حال منصوبة من فاعل يشاءون (على ربّك) متعلّق بحال من خبر كان (وعدا) ، واسم كان يعود على الوعد المفهوم من سياق الكلام «9» .
    وجملة: «لهم فيها ما يشاءون» لا محلّ لها استئناف بيانيّ آخر.
    وجملة: «يشاءون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «كان.. وعدا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    17- (الواو) عاطفة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (الواو) الثانية عاطفة «10» (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على ضمير المفعول في (يحشرهم) ، (من دون) متعلّق بحال من العائد المحذوف أي: يعبدونه (الفاء) عاطفة (الهمزة) للاستفهام (هؤلاء) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب نعت لعبادي- أو بدل- (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة..
    وجملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف قل.
    وجملة: «يحشرهم» في محلّ جرّ مضاف إليه وجملة: «يعبدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «يقول ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يحشرهم.
    وجملة: «أأنتم أضللتم ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أضللتم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
    وجملة: «هم ضلّوا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «ضلّوا ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
    الفوائد
    - ورد سؤال حول قوله تعالى: «أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ» .
    وفحوى السؤال: كيف يجري التفضيل بين ما هو كلمة خير وبين ما هو كلمة شر؟.
    وجاء الجواب، أن الآية ليست من باب التفضيل، وإنما السؤال عن أيهما هو الخير وأيهما هو الشر. ومن البديهي أن الاستفهام ليس مساقا على حقيقته، وإنما هو للتنديد والتعريض بجهل المشركين وعدم تفريقهم بين الخير والشر.
    [سورة الفرقان (25) : آية 18]
    قالُوا سُبْحانَكَ ما كانَ يَنْبَغِي لَنا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآباءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكانُوا قَوْماً بُوراً (18)

    الإعراب:
    (سبحانك) مفعول مطلق لفعل محذوف (لنا) متعلّق ب (ينبغي) ، (من دونك) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (أولياء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به أوّل وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف فهو ملحق بالاسم المنتهي بألف التأنيث الممدودة (الواو) عاطفة (لكن) حرف للاستدراك (حتّى) حرف غاية وجرّ..
    والمصدر المؤوّل (أن نتّخذ ... ) في محلّ رفع فاعل ينبغي.. واسم كان ضمير مستتر وجوبا تقديره هو يعود على المصدر المؤوّل على سبيل التنازع.
    والمصدر المؤوّل (أن نسوا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (متّعتهم) .
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: « (نسبّح) سبحانك ... » لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
    وجملة: «ما كان ينبغي ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ينبغي ... » في محلّ نصب خبر كان.
    وجملة: «نتّخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «متّعتهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
    وجملة: «نسوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «كانوا قوما ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نسوا.
    الصرف:
    (بورا) ، جمع بائر أي هالك، اسم فاعل من الثلاثيّ بار، وزنه فاعل، ووزن بور فعل بضمّ فسكون كعائذ وعوذ، وقيل هو مصدر في الأصل يستوي فيه المفرد والمثنى والجمع والمذكّر والمؤنّث كالبوار بمعنى الهلاك أو بمعنى الفساد، وهو من قولهم أرض بور أي لا نبات فيها.
    الفوائد
    - «لكن» :
    «لكن» لها معنيان: الاستدراك، نحو «فلان شجاع لكنه بخيل» ، والتوكيد، نحو:
    لو جاءني خليل لأكرمته، لكن لم يجيء.
    ولتمام الفائدة نقول: لكن حرف مشبه بالفعل وسميت «إنّ وأخواتها» أحرفا مشبهة بالفعل، لفتح أواخرها من جهة، ووجود معنى الفعل في كل واحد منها، فالتأكيد والتشبيه والاستدراك والتمني والترجي هي من معاني الأفعال.
    [سورة الفرقان (25) : آية 19]
    فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً (19)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة (قد) حرف تحقيق (ما) حرف مصدريّ «11» ، (الفاء) عاطفة و (ما) الثاني للنفي (لا) زائدة لتأكيد النفي..
    والمصدر المؤوّل (ما تقولون ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (كذّبوكم) .
    (الواو) استئنافيّة (منكم) متعلّق بحال من فاعل يظلم «12» ، (عذابا) مفعول به ثان منصوب.
    جملة: «كذّبوكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «تستطيعون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «من يظلم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يظلم ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «13» .
    وجملة: «نذقه ... » لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
    الصرف:
    (صرفا) ، مصدر سماعيّ لفعل صرف باب ضرب بمعنى ردّ ودفع، وزنه فعل بفتح فسكون.
    [سورة الفرقان (25) : آية 20]
    وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً (20)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (قبلك) ظرف منصوب متعلّق ب (أرسلنا) ، (من المرسلين) مفعول به مجرور لفظا منصوب محلّا «14» ، وعلامة الجر الياء (إلّا) أداة حصر (اللام) لام المزحلقة للتوكيد (في الأسواق) متعلّق ب (يمشون) ، (لبعض) متعلّق بحال من فتنة (الهمزة) للاستفهام وفيه معنى الأمر «15» ، (الواو) حالية جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّهم ليأكلون ... » في محلّ نصب حال من المرسلين.
    وجملة: «يأكلون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «يمشون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يأكلون.
    وجملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «تصبرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كان ربّك بصيرا» في محلّ نصب حال من فاعل تصبرون والرابط مقدّر أي بكم.
    الفوائد
    - توالي التوكيدات:
    في هذه الآية تتوالى التوكيدات، لتقرير شأن المرسلين، وأنهم بشر كغيرهم من الناس يتمتعون بصفات البشر سائرها.
    أولا: ساق الآية مساق الحصر ب «ما وإلا» ، ثم أتبع ذلك بمؤكد آخر وهو «إن» .
    ثم جاء باللام، في خبر «إنّ» ، وهذه اللام عملها التوكيد.
    وهكذا نجد أن الأسلوب القرآني كثيرا ما يعمد إلى التوكيد، لتقرير المعاني والأفكار المساقة إلى المشركين لعلهم يوقنون.. وقد نوهنا بذلك من قبل.
    انتهى المجلد التاسع، ويليه المجلد العاشر
    __________
    (1) أو متعلّق ب (نذيرا) على أنّه هو الخبر.
    (2) في الآية (4) من هذه السورة.
    (3) والعامل في الحال الاستقرار العامل في الجارّ.
    (4) أو متعلّق بحال من الأنهار.
    (5) أو متعلّق بحال من (سعيرا) .
    (6) أو متعلّق بحال من (تغيّظا) .
    (7) أو هو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه مبيّن لنوعه أي دعاء الثبور.
    (8) أو متعلّق بحال من جزاء- نعت تقدّم على المنعوت-.
    (9) يجوز أن يعود على الموصول ما يشاءون.
    (10) قيل هي واو المعيّة و (ما) مفعول معه في محلّ نصب.
    (11) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف، والجملة صلة. [.....]
    (12) أو تمييز للشرط (من) .
    (13) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
    (14) أو متعلّق بنعت للمفعول المقدّر أي عددا من المرسلين.
    (15) أو هو لمجرّد الاستفهام.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #422
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة الفرقان
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء التاسع عشر
    (الحلقة 422)

    من صــ 5الى صـ 17



    الجزء التّاسع عشر
    بقية سورة الفرقان
    من الآية 21 إلى الآية 77 سورة الشّعراء آياتها 227 آية سورة النّمل من الآية 1 إلى الآية 55

    [سورة الفرقان (25) : آية 21]
    وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً (21)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (لا) نافية (لولا) حرف تحضيض (علينا) متعلّق ب (أنزل) ، (الملائكة) نائب فاعل للمجهول أنزل (أو) حرف عطف (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (في أنفسهم) متعلّق ب (استكبروا) بحذف مضاف أي في شأن أنفسهم «1» ، (عتوا) مفعول مطلق منصوب.
    وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لا يرجون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «لولا أنزل ... الملائكة» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «نرى ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أنزل..
    وجملة: «استكبروا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ...
    وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة..
    وجملة: «عتوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استكبروا.
    الصرف:
    (عتوّا) ، مصدر سماعيّ لفعل عتا الثلاثيّ، وزنه فعول بضمّتين، وجاءت واو فعول مدغمة مع لام الكلمة.
    [سورة الفرقان (25) : آية 22]
    يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً (22)

    الإعراب:
    (يوم) مفعول به لفعل محذوف، تقديره اذكر، والضمير في (يرون) يعود على الذين لا يرجون لقاء الله (لا) نافية للجنس (بشرى) اسم لا مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف في محلّ نصب (يومئذ)ظرف مضاف إلى ظرف منصوب متعلّق بخبر لا، والتنوين عوض من محذوف أي يوم إذ يرون الملائكة (للمجرمين) متعلّق بخبر لا (الواو) عاطفة (حجرا) مفعول مطلق لفعل محذوف «2» ، (محجورا) نعت لحجر منصوب وهو مؤكّد للمعنى.
    جملة: «يرون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «لا بشرى ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدر، أي يقولون لا بشرى ... وجملة القول المقدّرة في محلّ نصب حال من الملائكة.
    وجملة: «يقولون ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة يرون الملائكة.
    وجملة: «حجرا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    الصرف:
    (محجورا) ، اسم مفعول من الثلاثي حجر وزنه مفعول.

    [سورة الفرقان (25) : آية 23]
    وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً (23)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (إلى ما) متعلّق ب (قدمنا) (من عمل) متعلّق بحال من العائد المحذوف أي إلى ما عملوه من عمل «3» ، (هباء) مفعول به ثان عامله جعلناه.
    جملة: «قدمنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «جعلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قدمنا.
    الصرف:
    (هباء) ، اسم جمع لما يرى في أشعة الشمس من غبار وغيره، واحدته هباءة، والهمزة منقلبة عن واو أصله هباو، تطرّفت بعد ألف ساكنة قلبت همزة.
    (منثورا) ، اسم مفعول من نثر الثلاثيّ، وزنه مفعول.
    البلاغة
    الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى «وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً» .
    حيث مثلت حال هؤلاء الكفرة، وحال أعمالهم التي عملوها في كفرهم، بحال قوم خالفوا سلطانهم، واستعصوا عليه، فقدم إلى أشيائهم، وقصد إلى ما تحت أيديهم، فأفسدها وجعلها شزر مزر، ولم يترك لها من عين ولا أثر واللفظ المستعار وقع فيه استعمال- قدم- بمعنى عمد وقصد لاشتهاره فيه، ويسمى القصد الموصل إلى المقصد قدوما لأنه مقدمته وتضمن التمثيل تشبيه أعماله المحبطة بالهباء المنثور بدون استعارة.
    [سورة الفرقان (25) : آية 24]
    أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً (24)

    الإعراب:
    (يومئذ) ظرف منصوب متعلّق بالخبر (خير) ، (مستقرّا) تمييز منصوب ...
    جملة: «أصحاب الجنّة ... خير» لا محلّ لها استئنافيّة.
    الصرف:
    (مقيلا) ، اسم مكان من قال يقيل بمعنى استراح في نصف النهار، باب ضرب، وفيه إعلال بالتسكين أصله مقيل- بسكون القاف وكسر الياء- سكنت الياء لثقل الكسرة عليها ونقلت حركتها إلى القاف قبلها وزنه مفعل.
    البلاغة
    الاستعارة: في قوله تعالى «وَأَحْسَنُ مَقِيلًا» .
    المقيل: في الأصل مكان القيلولة- وهي النوم نصف النهار- ونقل من ذلك إلى مكان التمتع بالأزواج، لأنه يشبهه في كون كل منهما محل خلوة واستراحة، فهو استعارة وقيل: أريد به مكان الاسترواح مطلقا، استعمالا للمقيد في المطلق، فهو مجاز مرسل وإنما لم يبق على الأصل، لما أنه لا نوم في الجنة أصلا.
    [سورة الفرقان (25) : آية 25]
    وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً (25)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (تشقق) مضارع مرفوع محذوف منه إحدى التاءين (بالغمام) متعلّق ب (تشقّق) والباء سببيّة «4» ، (تنزيلا) مفعول مطلق منصوب.
    جملة: «تشقّق السماء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «ونزّل الملائكة ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة تشقّق.

    [سورة الفرقان (25) : آية 26]
    الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً (26)

    الإعراب:
    (يومئذ) متعلّق بالملك فهو مصدر «5» ، (الحقّ) نعت للملك «6» ، (للرحمن) متعلّق بخبر المبتدأ (الواو) عاطفة واسم (كان) ضمير مستتر يعود على اليوم المتقدّم (يوما) خبر كان منصوب (على الكافرين) متعلّق ب (عسيرا) وهو نعت ل (يوما) منصوب.
    وجملة: «الملك ... للرحمن» ... لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كان يوما ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    [سورة الفرقان (25) : الآيات 27 الى 29]
    وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (29)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (يوم يعضّ) مثل (يوم تشقّق) «7» ، (على يديه) متعلّق ب (يعض) ، وعلامة الجرّ الياء (يا) أداة تنبيه (ليتني) حرف مشبّه بالفعل للتمنّي، والنون للوقاية، والياء اسم ليت (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول ثان عامله اتّخذت.
    جملة: «اذكر» يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يعضّ الظالم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «يقول ... » في محلّ نصب حال من الظالم.
    وجملة: «ليتني اتّخذت ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «اتّخذت» في محلّ رفع خبر ليت.
    (يا) أداة نداء وتحسّر (ويلتا) منادى متحسّر به من نوع المضاف «8» منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الألف، والألف المنقلبة عن ياء مضاف إليه (خليلا) مفعول به ثان منصوب ...
    وجملة: «النداء والتحسّر ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «ليتني ... » لا محلّ لها جواب النداء «9» .
    وجملة: «لم أتّخذ ... » في محلّ رفع خبر ليت.
    (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (عن الذكر) متعلّق ب (أضلّني) ، (بعد) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (أضلّني) ، (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ جر مضاف إليه (الواو) استئنافيّة (للإنسان) متعلّق ب (خذولا) .
    وجملة: «أضلّني ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «جاءني ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «كان الشيطان خذولا» لا محلّ لها استئنافيّة.
    الصرف:
    (فلانا) اسم كناية عن علم من يعقل وزنه فعال بضمّ الفاء، فإذا عرّف ب (ال) كان كناية عن غير العاقل. وجاء في المحيط: «قد يقال للواحد يا فل وللاثنين يا فلان- بكسر النون- وللجمع يا فلون بضمّتين وفتح ... ومنع سيبويه أن يقال فل ويراد فلان إلّا في الشعر ... » اه.
    (خذولا) ، صيغة مبالغة من الثلاثيّ خذل، وزنه فعول بفتح الفاء.
    البلاغة
    الكناية: في قوله تعالى «وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ» .
    عض اليدين والأنامل وأكل البنان وحرق الأسنان ونحوها، كنايات عن الغيظ والحسرة، لأنها من روادفهما.
    الفوائد
    1- قوله تعالى «يا وَيْلَتى لَيْتَنِي» .
    - المندوب المضاف لياء المتكلم: إذا ندب المضاف إلى ياء المتكلم، نحو «يا ويلتي» أو نودي، جاز فيه ست لغات.
    أ- حذف الياء والاكتفاء بالكسرة، وهو الأجود والأكثر ورودا في القرآن الكريم، نحو «يا عِبادِ فَاتَّقُونِ» . وهكذا يجري على المنادي ما يجري على المندوب.
    ب- ثبوت الياء ساكنة، نحو يا عبادي لا خوف عليكم. أيضا هذا المثال على المنادي.
    ج- ثبوت الياء مفتوحة، نحو قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا.
    د- قلب الكسرة فتحة والياء ألفا، نحو «يا ويلتا» كما في الآية التي نحن بصددها، ويا حسرتا.
    هـ- حذف الألف المنقلبة عن الياء، وبعبارة أخرى حذف الياء المنقلبة ألفا، والاكتفاء بالفتحة، كقول الشاعر:
    ولست براجع ما فات مني ... بلهف ولا بليت ولا لونّي
    أصله «بقولي يا لهف» .
    وضمّ الآخر، بغية الإضافة، كما تضمّ المفردات. ويكثر ذلك فيما يغلب فيه ألّا ينادى إلا مضافا، مثل «الأب والابن والأم والرب» ورد قولهم «يا أمّ لا تفعلي» وقرأ بعضهم:
    «رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ» بالرفع.
    ونضيف إلى هذه اللغات الست التي ذكرناها.
    أ- أن تعوّض تاء التأنيث من ياء المتكلم المحذوفة وتكسر، وهو الأكثر، أو تفتح، أو تضم. وقد قرئ بالثلاثة في قوله تعالى يا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً ب- وقد يجمع بين التاء والألف المبدلة من الياء، على قلة، نحو «يا أبتا ويا أمتا» . ومنه المثال الذي نحن في صدده «يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا ... » وفيه جمع بين العوض والمعوض.
    2-
    من روائع الحديث في وصف غناء الحور العين قوله (صلّى الله عليه وسلّم) فيما يرويه عنه ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) : إن أزواج أهل الجنة يغنين أزواجهن بأحسن أصوات، ما سمعها أحد قط. إنّ مما يغنين به: «نحن الخيّرات الحسان أزواج قوم كرام، ينظرن بقرة أعيان»
    فائدة:
    أ- «فلان» كناية عن علم من يعقل.
    ب- «وفل» كناية عن نكرة من يعقل من الذكور.
    ج- وفلانة: كناية عن علم من يعقل من الإناث.
    د- وفلة، كناية عن نكرة من يعقل من الإناث.
    هـ- والفلان والفلانة، معرفين بالألف واللام، كناية عن غير العاقل. فتأمّل.
    [سورة الفرقان (25) : آية 30]
    وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30)

    الإعراب:
    (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة، والياء مضاف إليه، وعلامة النصب في (قومي) الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء (القرآن) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- منصوب (مهجورا) مفعول به ثان منصوب.
    جملة: «قال الرسول ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إنّ قومي اتّخذوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «اتّخذوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    الصرف:
    (مهجورا) ، اسم مفعول من هجر الثلاثيّ، وزنه مفعول.

    [سورة الفرقان (25) : آية 31]
    وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً (31)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله جعلنا، والإشارة إلى جعل العدوّ للنبيّ «10» ، (لكلّ) متعلّق بمفعول به ثان (من المجرمين) متعلّق بنعت ل (عدوّا) ، (الواو) استئنافيّة (ربّك) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل كفى (هاديا) حال منصوبة من ربّك «11» .
    جملة: «جعلنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كفى بربّك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    الفوائد
    - زيادة أحرف الجر:
    يزاد من أحرف الجر «من والباء والكاف واللام ... » ، وبما أنه ورد في هذه الآية قوله تعالى «وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً» فسوف نذكر لك مواضع زيادة الباء سماعا أو قياسا، ذلك أن الباء أكثر أحرف الجر زيادة، وهي تزاد في النفي والإثبات، وزيادتها تكون في خمسة مواضع:
    أ- في فاعل «كفى» ، نحو الآية التي نحن في صددها، نحو قوله تعالى وَكَفى بِاللَّهِ وَلِيًّا كَفى بِاللَّهِ نَصِيراً.
    ب- وفي المفعول به «سماعا ... » ، نحو قولهم: «أخذت بزمام الفرس ... » ومنه قوله تعالى:
    وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وقوله وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ إلخ ومنه زيادتها في مفعول «كفى» المتعدية إلى واحد، نحو «كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع»
    ومنه أيضا زيادتها في مفعول: «عرف وعلم ودري وجهل وسمع وأحسّ» .
    ج- وتزاد في المبتدأ، إذا اشتق من لفظ «حسب» ، نحو «بحسبك درهم» أو كان بعد لفظ «ناهيك ... » ، نحو «ناهيك بخالد شجاعا ... » أو بعد إذا الفجائية، نحو: خرجت فإذا بالأستاد أو بعد كيف، نحو: «كيف بك إذا حصل كذا» د- وتزاد في الحال المنفي عاملها، نحو: «فما رجعت بخائبة ركاب» ، وجعل بعضهم هذه الزيادة مقيسة.
    هـ- وتزاد في خبر «ليس وما» كثيرا، وهذه الزيادة مقيسة، نحو: «أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ» وقوله تعالى: وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ.
    وقد دخلت الباء في خبر «ان» ، نحو: أو لم يروا أنّ الله بقادر على أن يحيي الموتى.
    [سورة الفرقان (25) : الآيات 32 الى 34]
    وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلاً (32) وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً (33) الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلى وُجُوهِهِمْ إِلى جَهَنَّمَ أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً (34)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة) (لولا) حرف تحضيض (عليه) متعلّق ب (نزّل) ، (جملة) حال منصوبة بتأويل مشتقّ أي مجتمعا (كذلك) متعلّق بمحذوف حال من القرآن»
    ، (اللام) للتعليل (به) متعلّق ب (نثبّت) ...
    والمصدر المؤوّل (أن نثبّت ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بالفعل المقدّر العامل في الحال السابقة، أي أنزل القرآن مفرّقا كذلك لنثبّت به فؤادك.
    (الواو) عاطفة (ترتيلا) مفعول مطلق منصوب.
    جملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «نزّل ... القرآن» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أنزلناه كذلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «نثبّت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «رتّلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلناه المقدّرة «13» .
    (الواو) عاطفة (لا) نافية (بمثل) متعلّق ب (يأتونك) ، (إلّا) أداة حصر (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل جئناك، أو من المفعول، أي متلبّسين بالحقّ أو متلبسّا بالحقّ (الواو) عاطفة (أحسن) معطوف على الحقّ مجرور وعلامة الجرّ الفتحة فهو ممنوع من الصرف للوصفية ووزن أفعل (تفسيرا) تمييز منصوب.
    وجملة: «لا يأتونك ... » لا محلّ لها معطوفة على الجملة المقدّرة أنزلناه.
    وجملة: «جئناك ... » في محلّ نصب حال من مفعول يأتونك.
    (34) (الذين) اسم موصول مبتدأ «14» ، و (الواو) في (يحشرون) نائب الفاعل (على وجوههم) متعلّق بحال من نائب الفاعل أي منكّسين (إلى جهنّم) متعلّق ب (يحشرون) ، وعلامة الجرّ الفتحة، والفعل مضمّن معنى يساقون (مكانا) تمييز منصوب وكذلك (سبيلا) .
    وجملة: «الذين يحشرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يحشرون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «أولئك شرّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين) .

    __________
    (1) والمعنى أنّهم أصرّوا الاستكبار في أنفسهم.
    (2) قيل هذا المصدر لا يظهر ناصبه ولا يتصرّف فيه.
    (3) يجوز أن يكون تمييزا للموصول (ما) .
    (4) يجوز أن تكون الباء للملابسة فالجارّ والمجرور متعلّق بحال.
    (5) أو هو ظرف للاستقرار الخبر الذي تعلّق به (للرحمن) .
    (6) أو هو خبر المبتدأ (الملك) ، وللرحمن متعلّق بالحقّ أو بحال منه.
    (7) في الآية (25) من هذه السورة.
    (8) يجوز أن يعرب (ويلتا) مفعولا مطلقا لفعل محذوف غير مستعمل في اللغة، وحينئذ تكون (يا) أداة تنبيه.
    (9) يجوز أن تكون استئنافيّة مؤكّدة لجملة ليتني الأولى، وتكون جملة يا ويلتا اعتراضيّة للدعاء.
    (10) يجوز أن تكون الكاف بمعنى مثل في محلّ نصب مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته. [.....]
    (11) أو تمييز منصوب.
    (12) أي أنزلنا القرآن مفرّقا كذلك، ويجوز أن يكون متعلّقا بمفعول مطلق أي إنزالا كذلك. والعامل في الحال أو المفعول المطلق مقدّر أي أنزلنا القرآن كذلك.
    (1) أو هي حال من المفعول بتقدير (قد) .
    (2) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم ... أو مفعول به لفعل محذوف على الذمّ أو تقديره أعني.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #423
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة الفرقان
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء التاسع عشر
    (الحلقة 423)
    من صــ 17الى صـ 30

    الصرف:
    (32) جملة: اسم لجمع الشيء أو جماعته من فعل جمل يجمل باب نصر بمعنى جمع، وزنه فعلة بضمّ فسكون.
    (ترتيلا) ، مصدر قياسيّ لفعل رتّل الرباعيّ وزنه تفعيل.
    (33) تفسيرا: مصدر قياسيّ لفعل فسّر الرباعيّ، وزنه تفعيل.
    البلاغة
    الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ. حيث شبه السؤال بالمثل، بجامع البطلان، لأن أكثر الأمثال أمور متخيلة.
    قوله تعالى: أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلًا.
    وصف المكان بالشر، والسبيل بالضلال، من باب الاسناد المجازي للمبالغة.

    [سورة الفرقان (25) : الآيات 35 الى 36]
    وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً (35) فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً (36)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الكتاب) مفعول به ثان منصوب (معه) ظرف منصوب متعلّق ب (جعلنا) «1» ، (هارون) عطف بيان- أو بدل- منصوب ومنع من التنوين للعلميّة والعجمة (وزيرا) مفعول به ثان منصوب.
    جملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.
    وجملة: «جعلنا معه ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
    (36) (الفاء) عاطفة (إلى القوم) متعلّق ب (اذهبا) ، (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للقوم (بآياتنا) متعلّق ب (كذّبوا) ، (الفاء) عاطفة (تدميرا) مفعول مطلق منصوب.
    وجملة: «قلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جعلنا.
    وجملة: «اذهبا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «دمّرناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: فذهبا إليهم فكذّبوهما فدمّرناهم ...
    [سورة الفرقان (25) : آية 37]
    وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ وَجَعَلْناهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ عَذاباً أَلِيماً (37)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (قوم) مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده أي: أغرقنا قوم نوح (لمّا) ظرف بمعنى حين مجرد من الشرط متعلّق بالفعل المحذوف (للناس) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعلناهم (للظالمين) متعلّق ب (أعتدنا) ...
    جملة: « (أغرقنا) قوم نوح ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتينا «2» .
    وجملة: «كذّبوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «أغرقناهم ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
    وجملة: «جعلناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على أغرقناهم.
    وجملة: «أعتدنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أغرقنا المقدّرة.
    [سورة الفرقان (25) : آية 38]
    وَعاداً وَثَمُودَ وَأَصْحابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً (38)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (عادا) مفعول به لفعل محذوف تقديره دمّرنا أو أهلكنا (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (ثمود، أصحاب ... ،
    قرونا) أسماء معطوفة على (عادا) منصوبة مثله (بين) ظرف منصوب متعلّق بنعت ل (قرونا) (كثيرا) نعت ثان ل (قرونا) منصوب.
    وجملة: «دمّرنا ... » عادا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعتدنا «3» .
    الصرف:
    (الرسّ) ، اسم للبئر القديمة، وزنه فعل بفتح الفاء، وجاءت عينه ولامه من حرف واحد.
    [سورة الفرقان (25) : آية 39]
    وَكُلاًّ ضَرَبْنا لَهُ الْأَمْثالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِيراً (39)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (كلّا) مفعول به لفعل محذوف يفسّره ما بعده أي: أنذرنا أو خوّفنا (له) متعلّق ب (ضربنا) ، و (كلّا) الثاني مفعول به مقدّم منصوب (تتبيرا) مفعول مطلق منصوب.
    وجملة: «أنذرنا» كلّا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (دمّرنا) عادا.
    وجملة: «ضربنا ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
    وجملة: «تبّرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة (أنذرنا) كلّا.
    الفوائد
    1- إعراب «كل» :
    لنا في إعرابها ثلاثة أوجه:
    أ- أن تكون توكيدا لمعرفة، وهو مذهب البصريين، وعندهم لا يجوز توكيد النكرة، خلافا لابن مالك، فقد أجاز توكيدها، نحو: صمت شهرا كلّه.
    ولا بد من إضافتها إلى مضمر راجع إلى المؤكد، نحو: فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ. وقد يخلف الظاهر الضمير، نحو: يا أشبه الناس كل الناس بالقمر.
    ب- أن تكون نعتا لمعرفة، فتدل على كمال، ويجب إضافتها إلى اسم ظاهر يماثله لفظا ومعنى: «هم القوم كلّ القوم يا أم خالد» .
    ج- أن تكون ثالثة للعوامل:
    فتكون مضافة إلى الظاهر، نحو: كل نفس بما كسبت رهينة وغير مضافة، نحو هذه الآية التي نحن بصددها. وكلّا ضربنا له الأمثال، وكلا تبرنا تتبيرا.
    وقد تنوب عن المصدر، فتكون في محل نصب مفعول مطلق، نحو «فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ» . وإذا أضيفت إلى الظرف أعربت في محل نصب مفعول فيه نحو «سرت كل الليل ... » .
    2- إضافة «كل ... » .
    فيه ثلاثة أوجه:
    أ- أن تضاف إلى ظاهر.
    ب- أن تضاف إلى ضمير محذوف «وَكُلًّا ضَرَبْنا» .
    ج- أن تضاف إلى ضمير مذكور نحو «وَكُلُّهُمْ آتِيهِ» .
    [سورة الفرقان (25) : آية 40]
    وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَها بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً (40)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (لقد أتوا) مثل لقد آتينا «4» ، (على القرية) متعلّق ب (أتوا) بتضمينه معنى مروا (التي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للقرية، ونائب الفاعل لفعل (أمطرت) ضمير يعود على القرية (مطر) مفعول مطلق منصوب- بمعنى الإمطار- «5» ، (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (بل) للإضراب الانتقالي (لا) نافية.
    وجملة: «أتوا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ... وجملة القسم المقدّرة استئنافيّة.
    وجملة: «أمطرت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
    وجملة: «يكونوا يرونها ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي «أيمرّون فلم يكونوا ... » .
    وجملة: «يرونها ... » في محلّ نصب خبر يكونوا ...
    وجملة: «كانوا لا يرجون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لا يرجون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.
    الصرف:
    (مطر) ، اسم مصدر لفعل أمطر، والمصدر القياسيّ الإمطار، وزن مطر فعل بفتحتين.
    البلاغة
    المجاز: في قوله تعالى «بَلْ كانُوا لا يَرْجُونَ نُشُوراً» .
    والمراد بالرجاء التوقع مجازا كأنه قيل: بل كانوا لا يتوقعون النشور المستتبع للجزاء الأخروي وينكرونه.
    [سورة الفرقان (25) : الآيات 41 الى 42]
    وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً (41) إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْلا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً (42)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (إن) نافية (إلّا) أداة حصر (هزوا) مفعول به ثان منصوب أي مهزوّا به (الهمزة) للاستفهام (رسولا) حال من الضمير العائد المحذوف أي: بعثه الله مرسلا.
    جملة: «رأوك ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «إن يتّخذونك ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «هذا الذي ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي يقولون أهذا الذي ... وجملة القول المقدّر في محلّ نصب حال من فاعل يتّخذونك ...
    وجملة: «بعث الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    (42) (إن) مخفّفة من الثقيلة مهملة وجوبا (اللام) هي الفارقة (عن آلهتنا) متعلّق ب (يضلّنا) بتضمينه معنى يصرفنا (أن) حرف مصدري (عليها) متعلّق ب (صبرنا) .
    والمصدر المؤوّل (أن صبرنا ... ) في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف وجوبا ...
    (الواو) استئنافيّة (سوف) حرف استقبال (حين) ظرف منصوب متعلّق ب (يعلمون) ، (من) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره (أضلّ) «6» ، (سبيلا) تمييز منصوب.
    وجملة: «كاد ليضلّنا ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «يضلّنا ... » في محلّ نصب خبر كاد.
    وجملة: «صبرنا (موجود) » . لا محلّ لها استئناف في حيّز القول ...
    وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي لصرفنا عنها ...
    وجملة: «صبرنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «يعلمون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يرون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «من أضلّ ... » في محلّ نصب مفعول به- أو سدّت مسدّ المفعولين- لفعل يعلمون المعلّق بالاستفهام.
    [سورة الفرقان (25) : الآيات 43 الى 44]
    أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام (رأيت) بمعنى أخبرني (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به أوّل (إلهه) مفعول به ثان منصوب (هواه) مفعول به أوّل (الهمزة) للإنكار (عليه) متعلّق ب (وكيلا) .
    جملة: «رأيت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «اتخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «أنت تكون ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل رأيت «7» .
    وجملة: «تكون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنت) .
    (44) (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة..
    والمصدر المؤوّل (أنّ أكثرهم يسمعون ... » في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي تحسب.
    (إن) نافية (إلّا) أداة حصر (كالأنعام) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ هم (بل) للإضراب الانتقاليّ.
    وجملة: «تحسب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يسمعون ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
    وجملة: «يعقلون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يسمعون.
    وجملة: «إن هم كالأنعام» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «هم أضلّ سبيلا» لا محلّ لها استئنافيّة.
    البلاغة:
    1- التقديم: في قوله تعالى أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ.
    «اتخذ» متعدية لمفعولين، أولهما «هواه» ، وثانيهما «إلهه» ، وقدم على الأول للاعتناء به من حيث أنه الذي يدور عليه أمر التعجب، لا من حيث أن الإله يستحق التعظيم والتقديم، كما قيل، أي: أرأيت الذي جعل هواه إلها لنفسه بأن أطاعه وبنى عليه أمر دينه معرضا عن استماع الحجة الباهرة وملاحظة البرهان النير بالكلية، على معنى انظر إليه وتعجب منه وقال ابن المنير في تقديم المفعول الثاني: هنا نكتة حسنة، وهي إفادة الحصر، فإن الكلام- قبل دخول (أرأيت- واتخذ) - الأصل فيه هواه إلهه، على أن هواه مبتدأ خبره إلهه، فإذا قيل:
    إلهه هواه، كان من تقديم الخبر على المبتدأ، وهو يفيد الحصر، فيكون معنى الآية حينئذ: أرأيت من لم يتخذ معبوده إلا هواه، وذلك أبلغ في ذمه وتوبيخه.
    2- التمثيل: في قوله تعالى إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا.
    يتخلص هذا الفن، في أن يريد المتكلم معنى، فلا يعبر عنه بلفظه الخاص، ولا بلفظي الإشارة، ولا الإرداف، بل بلفظ هو أبعد من لفظ الإرداف قليلا، يصلح أن يكون مثلا للّفظ الخاص، لأن المثل لا يشبه المثل من كل الوجوه، ولو تماثل المثلان من كل الوجوه لا تحدا.
    ومن التمثيل أيضا نوع آخر، ذهب إليه من جاء بعد قدامة، وهو أن يذكر الشيء ليكون مثالا للمعنى المراد، وإن كان معناه ولفظه غير المعنى المراد ولفظه، كأنهم لثبوتهم على الضلالة بمنزلة الأنعام والبهائم بل أضل سبيلا، لأن البهائم تنقاد لمن يتعهدها، وتميز من يحسن إليها ممن يسيء إليها، أما هؤلاء فقد أسفّوا إلى أبعد من هذا الدرك.
    الفوائد
    - حسب هي من أفعال القلوب، وتفيد في الخبر الرجحان واليقين، والغالب كونها للرجحان. وتنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر.
    أ- مثال الرجحان قول زفر بن الحارث الكلابي:
    وكنا حسبنا كل بيضاء شحمة ... ليالي لاقينا جذام وحميرا
    ب- مثال اليقين: قول لبيد العامري:
    حسبت التقى والجود خير تجاره ... رباحا إذا ما المرء أصبح ثافلا
    مضارعها: يحسب بفتح السين وكسرها، والمصدر: محسبة ومحسبة بفتح السين والكسر أيضا وحسبان.
    [سورة الفرقان (25) : الآيات 45 الى 46]
    أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شاءَ لَجَعَلَهُ ساكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً (45) ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً (46)

    الإعراب
    - (الهمزة) للاستفهام التعجّبيّ (إلى ربّك) متعلّق ب (ترى) بمعنى تنظر (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محل نصب حال عاملها مدّ (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب لو (ساكنا) مفعول به ثان منصوب (عليه) متعلّق ب (دليلا) .
    جملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «مدّ ... » في محلّ جرّ بدل من (ربّك) «8» .
    وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
    وجملة: «جعله ساكنا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «جعلنا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة مدّ الظلّ (إلينا) متعلّق ب (قبضناه) ، (قبضا) مفعول مطلق منصوب.
    وجملة: «قبضناه ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة جعلنا الشمس.
    الصرف:
    (ساكنا) ، اسم فاعل من سكن بمعنى أقام وهدأ، وزنه فاعل.
    (دليلا) ، صفة مشتقّة وزنها فعيل بمعنى فاعل، وقيل بمعنى مفعول لذلك لم تؤنّث مع الشمس، ودليل أصبح في حكم الاسم كما يقال الشمس برهان أو الشمس حقّ.
    (قبضا) ، مصدر سماعيّ لفعل قبض الثلاثيّ وزنه فعل بفتح فسكون.
    [سورة الفرقان (25) : الآيات 47 الى 49]
    وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً (47) وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً (49)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (لكم) متعلّق ب (جعل) «9» ، (الواو) عاطفة (النوم سباتا) معطوفان على (الليل لباسا) «10» ، (نشورا) مفعول به ثان منصوب.
    جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «جعل (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    (48) (الواو) عاطفة (بشرا) حال منصوبة من الرياح (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (بشرا) ، (يدي) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء (الواو) عاطفة (من السماء) متعلّق ب (أنزلنا) .
    وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
    وجملة: «أرسل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
    وجملة: «أنزلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة، فيها التفات.
    (49) (اللام) لام التعليل (نحيي) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (به) متعلّق ب (نحيي) والباء سببيّة..
    والمصدر المؤوّل (أن نحيي..) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (أنزلنا) .
    (الواو) عاطفة (نسقيه) مضارع منصوب معطوف على فعل نحيي ...
    والهاء مفعول به ثان (ممّا) متعلّق بحال من (أنعاما وأناسيّ) ، واستعمل ما للتغليب (أنعاما) مفعول به أوّل منصوب لفعل نسقي، ومنع أناسيّ من التنوين لأنه تكسير على صيغة منتهى الجموع.
    وجملة: «نحيي ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «نسقيه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة صلة الموصول الحرفيّ.
    وجملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    الصرف:
    (سباتا) ، مصدر سبت يسبت، باب نصر وباب ضرب، وزنه فعال بضمّ الفاء.
    (طهورا) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ طهر يطهر، باب نصر وباب كرم، وزنه فعول بفتح الفاء. أو مصدر طهر استعمل صفة للمبالغة.
    (49) بلدة: اسم جامد للمدينة جاء منتهيا بالتاء وقد تحذف وزنه فعلة بفتح فسكون.
    (ميتا) ، جاء اللفظ مذكّرا وكان حقّه التأنيث لأنه يستوي فيه التأنيث والتذكير، أو جاء مذكّرا مراعى فيه معنى البلدة وهو المكان.
    (أناسيّ) ، جمع إنسان، وأصله أناسين كسرحان وسراحين، ثمّ أبدلت النون ياء وأدغمت مع الياء الأخرى، وقيل هو جمع إنسيّ- وهو قول الفرّاء- فوزنه على القول الأول فعالين، وعلى القول الثاني فعاليّ والقول الأول أرجح.
    البلاغة
    التشبيه: في قوله تعالى جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِباساً وَالنَّوْمَ سُباتاً.
    شبه الليل باللباس الساتر، والنوم واليقظة شبههما بالموت والحياة.
    التقديم والتأخير: في قوله تعالى لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنا أَنْعاماً وَأَناسِيَّ كَثِيراً.
    قدم إحياء الأرض وسقي الأنعام على سقي الأناسي، لأن حياة الأناسي بحياة أرضهم وحياة أنعامهم. فقدم ما هو سبب حياتهم وتعيشهم على سقيهم، ولأنهم إذا ظفروا بما يكون سقيا أرضهم ومواشيهم، لم يعدموا سقياهم.
    الفوائد
    - جعل:
    فعل يفيد الرجحان، وينصب مفعولين، بشرط ألا يكون للخلق والإيجاد، ولا للإيجاب، نحو: جعلت له كذا، بمعنى أوجبت:
    أ- الرجحان نحو:
    «وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً» .
    ب- وقد تفيد التصيير، وهو الانتقال من حالة إلى أخرى، نحو «فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً» .
    ثانيا: من الأفعال النواسخ التي تفيد الشروع، وتعمل عمل كان، إلا أنّ خبرها يجب أن يكون جملة فعليّة فعلها مضارع.
    وشذّ مجيء الجملة الاسمية خبرا لها نحو:
    وقد جعلت قلوص بني سهيل ... من الأكوار مرتعها قريب
    - وتأتي جعل فعلا ماضيا، على الأصل. وقد يأتي منها الفعل المضارع على قلّة.
    ثالثا: عند ما تأتي جعل بمعنى أوجد، تتعدّى إلى مفعول واحد، كقوله تعالى:
    وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ أي خلقها.
    __________
    (1) يجوز أن يكون متعلّقا بالمفعول الثاني المحذوف، و (وزيرا) حالا من (أخاه) .
    (2) في الآية السابقة.
    (3) في الآية السابقة.
    (4) في الآية (35) من هذه السورة، والضمير في (أتوا) يعود على أهل مكة.
    (5) يحتمل أن يكون مفعولا به لأن المعنى قذفت بالحجارة- وهي مطر السوء- فهو كما يظهر منصوب على نزع الخافض.
    (6) أو هو اسم موصول في محلّ نصب مفعول به ... و (أضلّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو، والجملة صلة.
    (7) والفاء زائدة للتزيين، أو هي عاطفة عطفت جملة أنت تكون على جملة مقدّرة هي المفعول الثاني للفعل أي: أأنت مهتمّ له، فأنت تكون عليه وكيلا.
    (8) أيّ: ألم تر إلى مدّ ربّك الظلّ.
    (9) أو متعلّق بحال من (لباسا) - نعت تقدّم على المنعوت-
    (10) أو هما مفعولان لفعل جعل مقدّرا والعطف حينئذ من عطف الجمل. [.....]

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  4. #424
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة الفرقان
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء التاسع عشر
    (الحلقة 424)
    من صــ 30الى صـ 53




    [سورة الفرقان (25) : الآيات 50 الى 52]
    وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً (50) وَلَوْ شِئْنا لَبَعَثْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً (51) فَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَجاهِدْهُمْ بِهِ جِهاداً كَبِيراً (52)

    الإعراب:
    (ولقد صرّفناه) مثل ولقد آتينا «1» ، (بينهم) متعلّق ب (صرّفناه) ، (اللام) للتعليل.
    والمصدر المؤوّل (أن يذّكّروا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (صرّفناه) .
    (الفاء) عاطفة (إلّا) أداة حصر «2» ، (كفورا) مفعول به منصوب.
    جملة: «صرّفناه ... » لا محلّ لها جواب القسم.
    وجملة: «يذّكّروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «أبى أكثر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
    (51) (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم (اللام) واقعة في جواب لو (في كلّ) متعلّق ب (بعثنا) ..
    وجملة: «شئنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
    وجملة: «بعثنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    (52) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (لا) ناهية جازمة، وعلامة الجزم في (تطع) السكون وحرّك بالكسر لالتقاء الساكنين (به) متعلّق ب (جاهد) ، والضمير يعود على القرآن (جهادا) مفعول مطلق منصوب.
    وجملة: «لا تطع ... » جواب شرط مقدّر أي إن أرسلناك إلى الناس كافّة فلا تطع ...
    وجملة: «جاهدهم ... » معطوفة على جملة لا تطع ...
    [سورة الفرقان (25) : الآيات 53 الى 54]
    وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً (53) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً (54)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (فرات) خبر ثان مرفوع (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان (الواو) عاطفة (حجرا) معطوف على (برزخا) منصوب (محجورا) نعت لحجر منصوب.
    جملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «مرج البحرين ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «هذا عذب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «3» .
    وجملة: «هذا ملح» لا محلّ لها معطوفة على جملة هذا عذب.
    وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    (54) (الواو) عاطفة (من الماء) متعلّق ب (خلق) ، (الفاء) عاطفة (نسبا) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة.
    وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
    وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «جعله ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
    وجملة: «كان ربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هو الذي خلق.
    الصرف:
    (عذب) ، صفة مشبّهة للثلاثيّ عذب يعذب باب كرم، وزنه فعل بفتح فسكون.
    (فرات) ، صفة مشبّهة للثلاثي فرت يفرت باب كرم، وزنه فعال بضمّ الفاء، وفرت الماء عذب.
    (ملح) ، صفة مشبّهة للثلاثيّ ملح يملح باب كرم، وباب نصر وباب فتح، وزنه فعل بكسر فسكون، والملح أيضا اسم للمادّة المعروفة فهو جامد.
    (أجاج) ، صفة مشبّهة من فعل أجّ الثلاثيّ بمعنى ملح وأصبح مرّا من باب نصر، وزنه فعال بضمّ الفاء.
    (صهرا) ، اسم بمعنى القرابة وزنه فعل بكسر فسكون جمعه أصهار.
    البلاغة
    المجاز: في قوله تعالى حِجْراً مَحْجُوراً.
    هي الكلمة التي يقولها المتعوذ، وهي هاهنا واقعة على سبيل المجاز، كأن كل واحد من البحرين يتعوذ من صاحبه ويقول له: حجرا محجورا، كما قال: «لا يَبْغِيانِ» أي لا يبغي أحدهما على صاحبه بالممازجة، فانتفاء البغي ثمة كالتعوذ هاهنا: جعل كل واحد منهما في صورة الباغي على صاحبه، فهو يتعوذ منه. وهي من أحسن الاستعارات وأشدها على البلاغة.

    [سورة الفرقان (25) : آية 55]
    وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكانَ الْكافِرُ عَلى رَبِّهِ ظَهِيراً (55)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (من دون) متعلّق بحال من الموصول ما مفعول يعبدون و (كان) الواو استئنافيّة (على ربه) متعلّق ب (ظهيرا) بحذف مضاف أي على عصيان ربّه.
    وجملة: «يعبدون» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لا ينفعهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «يضرّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «كان الكافر ... » لا محلّ لها استئنافيّة «4» .
    [سورة الفرقان (25) : آية 56]
    وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (56)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (إلّا) أداة حصر (مبشرا) حال منصوبة.
    والجملة: «ما أرسلناك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    [سورة الفرقان (25) : الآيات 57 الى 59]
    قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (57) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفى بِهِ بِذُنُوبِ عِبادِهِ خَبِيراً (58) الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً (59)

    الإعراب:
    (ما) نافية (عليه) متعلّق بمحذوف حال من أجر، والضمير يعود على التبليغ المفهوم من قوله: أرسلناك «5» ، (أجر) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به ثان عامله أسألكم (إلّا) للاستثناء المنقطع، بمعنى لكن (من) اسم موصول وفي محلّ نصب على الاستثناء المنقطع (إلى ربّه) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله يتّخذ.
    والمصدر المؤوّل (أن يتّخذ ... ) في محلّ نصب مفعول به عامله شاء.
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ما أسألكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «يتّخذ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    (58) (الواو) عاطفة (على الحيّ) متعلّق ب (توكّل) ، (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للحيّ (لا) نافية (الواو) عاطفة (بحمده) متعلّق بحال من فاعل سبّح أي متلبّسا بحمده (الواو) استئنافيّة (الباء) . حرف جرّ زائد و (الهاء) فاعل كفى في محلّه البعيد (بذنوب) متعلّق ب (خبيرا) وهو حال منصوب من فاعل كفى.
    وجملة: «توكّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل.
    وجملة: «لا يموت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «سبّح ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة توكّل.
    وجملة: «كفى به ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    (59) (الذي) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره الرحمن «6» ، (الواو) عاطفة في الموضعين (ما) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلق بمحذوف صلة ما (في ستة) متعلّق ب (خلق) (ثمّ) حرف عطف (على العرش) متعلّق ب (استوى) ، (الرحمن) خبر المبتدأ الذي «7» ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (به) متعلّق ب (خبيرا) «8» .
    وجملة: «الذي خلق ... الرحمن» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «خلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
    وجملة: «استوى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خلق.
    وجملة: «اسأل ... » جواب شرط مقدّر أي: إن شئت تحقيق، أو تفصيل ما ذكر فاسأل به خبيرا.
    الفوائد
    1- الاستواء على العرش:
    ذهب السلف إلى أن الاستواء هو كما يعلمه الله ويليق بجلالته. أما الخلف فقد ذهبوا إلى أن الاستواء هو بمعنى الاستيلاء والتصرف كما يريد بسائر الكائنات والمخلوقات.
    2- (إذا) ظرف زمان تضمن معنى الشرط، وتأتي ظرفا غير متضمن معنى الشرط كقوله تعالى: وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى» .
    [سورة الفرقان (25) : آية 60]
    وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ أَنَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا وَزادَهُمْ نُفُوراً (60)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (للرحمن) متعلّق ب (اسجدوا) ، (الواو) عاطفة «9» (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره (الرحمن) ، (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (ما) حرف مصدريّ «10» .
    والمصدر المؤوّل (ما تأمرنا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (نسجد) .
    (الواو) استئنافيّة، وفاعل (زادهم) ضمير يعود على القول الذي قيل لهم (نفورا) مفعول به ثان منصوب.
    جملة: «قيل ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «اسجدوا ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «11» .
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «ما الرحمن ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر أي: ما السجود وما الرحمن.. أو نسجد وما الرحمن «12» .
    وجملة: «أنسجد ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
    وجملة: «تأمرنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «زادهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    [سورة الفرقان (25) : الآيات 61 الى 62]
    تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرادَ شُكُوراً (62)

    الإعراب:
    (في السماء) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان «13» ، وكذلك (فيها) ...
    جملة: «تبارك الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «جعل (الأولى) » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «جعل (الثانية) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    (62) (الواو) عاطفة (خلفة) مفعول به ثان (لمن) متعلّق بالمصدر خلفة (ان) حرف مصدريّ.
    والمصدر المؤوّل (أن يذّكّر ... ) في محلّ نصب مفعول به لفعل الإرادة.
    وجملة: «هو الذي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبارك الذي ...
    وجملة: «أراد ... » جعل (الثالثة) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
    وجملة: «أراد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «يذّكّر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «أراد (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة أراد الأولى.
    الصرف:
    (سراجا) ، اسم لنوع من المصابيح فيه زيت وفتيل، وزنه فعال بكسر الفاء جمعه سرج بضمّتين، وهو مستعمل في الآية على سبيل المجاز.
    (خلفة) ، مصدر هيئة من خلف الثلاثيّ باب نصر، أو اسم مصدر بمعنى المخالفة، وزنه فعلة.
    (شكورا) ، مصدر سماعيّ لفعل شكر الثلاثيّ باب نصر، وثمّة مصادر أخرى هي شكر بضمّ فسكون، وشكران بضمّ فسكون ... ووزن شكور فعول بضمّتين.

    [سورة الفرقان (25) : الآيات 63 الى 76]
    وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً (65) إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (66) وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً (67)
    وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (68) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً (69) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (70) وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتاباً (71) وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً (72)
    وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً (74) أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً (75) خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (76)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (عباد) مبتدأ مرفوع خبره جملة: أولئك يجزون «14» ...
    (الذين) اسم موصول مبنيّ في محل رفع نعت لعباد «15» ، (على الأرض) متعلّق ب (يمشون) ، (هونا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته أي: مشيا هونا «16» ، (الواو) عاطفة (سلاما) مفعول به عامله قالوا «17» ، وهو نعت لمحذوف أي: قالوا كلاما يسالمون فيه الكفّار.
    جملة: «عباد الرحمن ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يمشون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الأول.
    وجملة: «خاطبهم الجاهلون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    (64) (الواو) عاطفة (الذين) موصول معطوف على الموصول الأول في محلّ رفع (لربّهم) متعلّق ب (سجّدا) وهو خبر يبيتون الناقص- الناسخ- «18» .
    وجملة: مرّوا باللغو ... في محلّ جرّ مضاف إليه ...
    وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة الأخيرة.
    وجملة: «مرّوا (الثانية) » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    (73) (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ رفع معطوف على الموصول الأول، والواو في (ذكّروا) نائب الفاعل (بآيات) متعلّق ب (ذكّروا) ، (عليها) متعلّق ب (يخرّوا) بتضمينه معنى أكبّوا أو أقاموا (صمّا) حال منصوبة من فاعل يخرّوا..
    وجملة: «ذكّروا..» في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) السابع.
    وجملة: «لم يخروا» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    (74) (الواو) عاطفة (الذين) معطوف على الموصول الأول (ربّنا) منادى مضاف منصوب ... ونا مضاف إليه (هب) فعل أمر دعائيّ، والفاعل أنت (لنا) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان لفعل هب (من أزواجنا) متعلّق بحال من (قرّة أعين) «19» ، وهو المفعول الأول لفعل هب (الواو) عاطفة (للمتّقين) متعلّق بحال من (إماما) (20)»
    ، (إماما) مفعول به ثان عامله اجعلنا «21» .
    وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثامن.
    وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «هبّ لنا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «اجعلنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
    (75) (أولئك) اسم إشارة مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، خبره جملة يجزون، والواو في (يجزون) نائب الفاعل (ما) حرف مصدريّ (يلقّون) مثل يجزون (فيها) متعلّق ب (يلقّون) ، (تحيّة) مفعول به منصوب عامله يلقّون أي يعطون.
    والمصدر المؤوّل (ما صبروا) في محل جرّ بالباء متعلّق ب (يجزون) .
    وجملة: «أولئك يجزون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (عباد الرحمن) «22» .
    وجملة: «يجزون الغرفة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
    وجملة: «يلقّون ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يجزون.
    (76) (خالدين) حال منصوبة من نائب الفاعل في (يجزون) ، (فيها) متعلّق بخالدين (حسنت) فعل ماض لإنشاء المدح، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره هو (مستقرّا) تمييز ضمير منصوب، والمخصوص محذوف أي الغرفة.
    وجملة: «حسنت مستقرّا ... » في محلّ نصب حال من الغرفة بتقدير (قد) .

    يتبع

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  5. #425
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة الفرقان
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء التاسع عشر
    (الحلقة 425)
    من صــ 30الى صـ 53





    الصرف:
    (63) هونا: مصدر سماعيّ لفعل هان يهون باب قال، وزنه فعل بفتح فسكون.
    (65) غراما: اسم مصدر من أغرمه الشيء أي ألزمه إيّاه. وفي المختار: الغرام: الشرّ الدائم والعذاب، وزنه فعال بفتح الفاء.
    وجملة: يبيتون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
    (65) (الواو) عاطفة (الذين يقولون) مثل الذين يبيتون (ربّنا) منادى مضاف منصوب ... ونا مضاف إليه (عنّا) متعلّق ب (اصرف) ، وعلامة الجرّ في (جهنّم) الفتحة ممنوع من الصرف.
    وجملة: «يقولون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثالث.
    وجملة: «النداء وجوابها ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «اصرف ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «إنّ عذابها ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «كان غراما ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    (66) وفاعل (ساءت) ضمير مستتر وجوبا تقديره هو، والفعل لإنشاء الذمّ (مستقرّا) تمييز للضمير- فاعل ساءت- منصوب، والمخصوص بالذّم محذوف تقديره هي أي جهنّم.
    وجملة: «إنّها ساءت ... » لا محلّ لها تعليل آخر لصرف العذاب.
    وجملة: «ساءت ... » في محل رفع خبر إنّ.
    (67) (الواو) عاطفة (الذين) في محلّ رفع معطوف على الذين الأول، واسم (كان) ضمير مستتر يعود على الإنفاق المفهوم من سياق الآية (بين) ظرف منصوب متعلّق ب (قواما) ... أو بحال منه (ذلك) مضاف إليه وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الرابع.
    وجملة: «أنفقوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «لم يسرفوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «لم يقتروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
    وجملة: «كان ... قواما» . لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
    (68) (الواو) عاطفة (الذين) في محلّ رفع معطوف على الموصول الأول (لا) نافية (مع) ظرف منصوب متعلّق بحال من إله، ومنع (آخر) من التنوين لأنه ممنوع من الصرف صفة على وزن أفعل (لا يقتلون) مثل لا يدعون (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت للنفس، والعائد محذوف أي حرّمها (إلّا) أداة حصر (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل يقتلون أي متلبّسين بالحقّ (لا يزنون) مثل لا يدعون (الواو) اعتراضية (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ، وعلامة الجزم في (يلق) حذف حرف العلّة وهو جواب الشرط.
    وجملة: «لا يدعون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الخامس.
    وجملة: «لا يقتلون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يدعون.
    وجملة: «حرّم الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
    وجملة: «لا يزنون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يدعون.
    (67) قواما: مصدر الفعل الثلاثيّ قام بمعنى اعتدل وكان وسطا، وزنه فعال بفتح الفاء، وقد استعمل في موضوع الوصف.
    (68) يزنون: فيه إعلال بالحذف، أصله يزنيون، استثقلت الضمّة على الياء الثانية فسكّنت ونقلت حركتها إلى النون- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة فأصبح يزنون، يفعون.
    وجملة: «من يفعل ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ...
    وجملة: «يفعل ذلك ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) «23» .
    وجملة: «يلق ... » لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء.
    (69) (يضاعف) مضارع مجزوم بدل من فعل (يلق) ، مبنيّ للمجهول (له) متعلّق ب (يضاعف) ، (العذاب) نائب الفاعل مرفوع (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يضاعف) ، (يخلد) مضارع مجزوم معطوف على (يضاعف) ، (فيه) متعلّق ب (يخلد) أي في عذابه (مهانا) حال منصوبة من فاعل يخلد.
    وجملة: «يضاعف ... » لا محلّ لها بدل من جملة يلق ...
    وجملة: «يخلد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يضاعف.
    (70) (إلّا) أداة استثناء (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل (عملا) مفعول به منصوب «24» (الفاء) زائدة لمشابهة الموصول للشرط «25» ، (أولئك) مبتدأ، والإشارة إلى الموصول (من) مراعي فيه معناه، والخبر جملة يبدّل (حسنات) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الكسرة (الواو) استئنافيّة (رحيما) خبر ثان.
    وجملة: «تاب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «آمن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تاب.
    وجملة: «عمل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تاب.
    وجملة: «أولئك يبدّل ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «يبدّل الله ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أولئك) .
    وجملة: «كان الله غفورا ... » لا محلّ لها استئنافيّة فيها معنى التعليل.
    (71) (الواو) عاطفة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (تاب) فعل ماض مبنيّ على الفتح في محلّ جزم فعل الشرط (صالحا) مثل عملا، وهو نعت عن منعوت محذوف (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إلى الله) متعلّق ب (يتوب) ، (متابا) مفعول مطلق منصوب.
    وجملة: «من تاب ... » لا محلّ لها معطوفة على المعترضة (من يفعل ذلك) .
    وجملة: «تاب ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
    وجملة: «عمل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة تاب.
    وجملة: «إنّه يتوب ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «يتوب ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    (72) (الواو) عاطفة (الذين) موصول في محلّ رفع معطوف على الموصول الأول: الذين يمشون ... (الزور) مفعول به عامله يشهدون بمعنى يحضرون، أو بمعنى يقيمون الشهادة «26» ، (الواو) عاطفة (باللغو) متعلّق ب (مرّوا) (كراما) حال منصوبة من فاعل مرّوا الثاني.
    وجملة: «لا يشهدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) السادس.
    (يلق) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وزنه يفع.
    (أثاما) ، مصدر سماعيّ من أثمه يأثمه باب نصر وباب ضرب بمعنى عدّه عليه إثما أو جازاه جزاء الإثم وزنه فعال بفتح الفاء كنكال.
    (69) مهانا: اسم مفعول من (أهان) الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين. وفيه إعلال بالتسكين وبالقلب أصله مهين، نقلت الفتحة إلى الهاء وقلبت الياء ألفا لتحركها بالأصل وفتح ما قبلها.
    (72) كراما: جمع كريم، صفة مشبهة من الثلاثيّ كرم الباب الخامس وزنه فعيل، ويطلق الكريم على أحسن الشيء وعلى كلّ ما يرضي ويحمد ... ويجمع كريم أيضا على كرماء زنة فعلاء بضمّ ففتح، ووزن كرام فعال بالكسر.
    (74) قرّة أعين: مصدر يكنى به عن السرور من (قرّت) العين أي بردت سرورا وجفّ دمعها ورأت ما كانت متشوّقة إليه، وزنه فعلة بضمّ فسكون ... وثمّة مصادر أخرى للفعل هي قرّة بفتح القاف، وقرورة بضم القاف.
    (75) الغرفة: اسم جنس أريد به الجمع، وقصد به الدرجة الرفيعة، وزنه فعلة بضمّ فسكون.
    البلاغة
    1- النفي والإثبات: في قوله تعالى لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً.
    قوله تعالى لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها ليس بنفي للخرور، وإنما هو إثبات له، ونفي للصمم والعمى، كما تقول: لا يلقاني زيد مسلما، وهو نفي للسلام لا للقاء. والمعنى أنهم إذا ذكروا بها أكبوا عليها حرصا على استماعها، وأقبلوا على المذكر بها وهم في إكبابهم عليها، سامعون بآذان واعية، مبصرون بعيون راعية، لا كالذين يذكرون بها، فتراهم مكبين عليها مقبلين على من يذكر بها، مظهرين الحرص الشديد على استماعها، وهم كالصم العميان، حيث لا يعونها ولا يتبصرون ما فيها كالمنافقين وأشباههم.
    2- التنكير والتقليل: في قوله تعالى قُرَّةَ أَعْيُنٍ:
    نكّر وقلل، أما التنكير فلأجل تنكير القرّة لأن المضاف لا سبيل إلى تنكيره إلا بتنكير المضاف إليه، كأنه قيل: هب لنا منهم سرورا وفرحا. وإنما قيل (أعين) دون عيون لأنه أراد أعين المتقين، وهي قليلة بالإضافة إلى عيون غيرهم. «قال تعالى: وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ» .
    ويجوز أن يقال في تنكير (أعين) أنها أعين خاصة، وهي أعين المتقين.
    الفوائد
    1- فعل بات:
    ورد في القاموس «وبات يفعل كذا يبيت ويبات بيتا وبياتا ومبيتا وبيتوتة أي يفعله ليلا وليس من النوم.
    قال الشريف الرضي:
    أتبيت ريان الجفون من الكرى ... وأبيت منك بليلة الملسوع
    وتكون بات تامة مكتفية بمرفوعها إذا كانت بمعنى عرّس، وهو النزول آخر الليل، كقول ابن عمر «أمّا رسول الله فقد بات بمنى» .
    إذن ل «بات» معنيان: إما أن تكون ناقصة، فهي تحتاج إلى اسم وخبر، وخبرها يكون منصوبا وإما أن تكون تامة، فتكتفي بفاعلها، وذلك عند ما تكون بمعنى بقي حتى الصباح.
    2- «وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ» .
    فيضاعف بدل كل من كل، أو بدل مطابق. وللبدل أقسام أخرى:
    أ- بدل البعض من الكل.
    ب- بدل الاشتمال.
    ج- بدل الجملة من المفرد والمفرد من الجملة.
    3- القوام هو التوسط في الأمور، وهو فضيلة الفضائل، لأنه يشمل كل «خليقة» ، فلا إفراط ولا تفريط. ويمرّ ذكر هذه الفضيلة كثيرا في القرآن الكريم. وقد نوهنا إلى ذلك في وصايا لقمان لابنه. وقد نوّه أيضا فلاسفة اليونان بهذه الفضيلة.
    4- من فضائل التوبة النصوح أنها تقلب سيئات الإنسان إلى حسنات، وهل ثمة تجارة أكثر ربحا من ذلك. فتبصّر.
    5- صفات عباد الرحمن:
    أ- الإعراض عن الجاهلين.
    ب- طلب النجاة من النار.
    ج- الحكمة في الإنفاق.
    د- عدم الشرك بالله.
    هـ- لا يقتلون إلّا بالحق.
    و لا يزنون.
    ز- الحض على التوبة.
    ح- لا يشهدون الزور.
    ط- يتنزهون على لغو الكلام ي- يتقبلون الذكرى ويتلقون النصيحة.
    ك- طلب الذرية الصالحة.
    ل- سؤال الله أن يجعلهم في مقدمة المتقين.

    [سورة الفرقان (25) : آية 77]
    قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً (77)

    الإعراب:
    (ما) نافية (بكم) متعلّق ب (يعبأ) ، (لولا) حرف امتناع لوجود فيه معنى الشرط (دعاؤكم) مبتدأ مرفوع والخبر محذوف وجوبا تقديره موجود (الفاء) تعليليّة (قد) للتحقيق (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (سوف) حرف استقبال، واسم (يكون) ضمير مستتر يعود على العذاب المفهوم من سياق الآيات ...
    وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ما يعبأ بكم ربّي ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «لولا دعاؤكم (موجود) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ ...
    وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: لولا دعاؤكم ... ما يعبأ بكم ربّي ...
    وجملة: «كذّبتم ... » لا محلّ لها تعليليّة ...
    وجملة: «سوف يكون لزاما ... » جواب شرط مقدّر هو تعليل ثان لما سبق أي: من يكذّب فسوف يكون العذاب لزاما عليه ...
    سورة الشّعراء
    آياتها 227 آية
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 1 الى 2]

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    طسم (1) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (2)

    الإعراب:
    جملة: تلك آيات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
    [سورة الشعراء (26) : آية 3]
    لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3)

    الإعراب:
    (نفسك) مفعول به لاسم الفاعل باخع منصوب (لا) نافية.
    والمصدر المؤوّل (ألّا يكونوا ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بباخع أي: من عدم إيمانهم.
    وجملة: «لعلّك باخع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يكونوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أنّ) .
    الفوائد
    1- ط س م:
    تقدم الحديث عن هذه الأحرف التي هي فواتح للسور. وللعودة إلى ما قلناه:
    أليست هذه ثلاثة أحرف من أحرف الهجاء، وهي: ط، س، م. أما الغاية من ذكرها، وخصوصا في أول السور، فتلك موضع خلاف المفسرين واللغويين، ولا أزال أقول قد تكون الغاية من ذكر هذه الأحرف هو التنويه بقيمة هذه اللغة، سواء أكانت نطقا أم كتابة أم قراءة. وحسب هذه اللغة أنها الحد الفاصل بين الإنسان والحيوان، وحسب هذه الأحرف فضلا أنها هي لحمة اللغة وسداها..!
    2- باخِعٌ نَفْسَكَ:
    أ- باخع «اسم فاعل» واسم الفاعل يعمل عمل فعله، سواء أكان لازما أم متعديا لمفعول واحد أم متعديا لمفعولين.
    ب- اللازم نحو «خالد مجتهد أولاده» .
    ج- المتعدي لواحد نحو «هل مكرم سعيد ضيوفه» ملاحظة: لا تجوز إضافة اسم الفاعل إلى فاعله فلا يقال: هل مكرم سعيد ضيوفه؟
    3- شروط عمله:
    أ- إذا كان مقترنا ب «ال» فلا يحتاج إلى شرط آخر، ويعمل في الماضي والحال والمستقبل. ومثاله: جاء المعطي المساكين أمس، أو الآن، أو غدا.
    ب- إذا لم يكن مقترنا ب «أل» ، يشترط ليعمل، أن يكون بمعنى الحال أو الاستقبال، وأن يكون مسبوقا بنفي أو استفهام أو اسم مخبر عنه، أو موصوف، أو اسم يكون هو الأول، مثال الأول: ما طالب صديقك رفع الخلاف.
    الثاني: هل عارف أخوك قدر الإنصاف.
    الثالث: خالد مسافر أبواه.
    الرابع: هذا رجل مجتهد أبناؤه.
    الخامس: يخطب علي رافعا صوته.
    ملاحظة: قد يكون الاستفهام والموصوف مقدرين:
    الأول، نحو: مقيم سعيد أم منصرف؟
    الثاني، كقول الشاعر:
    كناطح صخرة يوما ليوهنها ... فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
    ملاحظة هامة: صيغ مبالغة اسم الفاعل تعمل عمله، وكذلك منه المثنى والجمع، وبشروطه السابقة.
    __________
    (1) في الآية (35) من هذه السورة والضمير الغائب يعود على الماء.
    (2) جاء الاستثناء مفرّغا لما في (أبى) من معنى النفي.
    (3) أو في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر هو حال من البحرين أي مقولا فيهما.
    (4) أو معطوفة على الاستئنافيّة.
    (5) في الآية السابقة.
    (6) أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.. أو مفعول به لفعل محذوف تقديره أعني، وحينئذ (الرحمن) مبتدأ أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.
    (7) يجوز أن يكون بدلا من الضمير في (استوى) إذا أعرب الموصول خبرا.
    (8) الضمير يعود على تفصيل ما ذكر من الخلق والاستواء، أو يعود على الرحمن.
    (9) أو زائدة.
    (10) أو اسم موصول ... أو نكرة موصوفة في محلّ جرّ والعائد لهما محذوف.
    (11) هي في الأصل جملة مقول القول في الفعل المبنيّ للمعلوم.
    (12) أو هي جملة مقول القول إذا كانت الواو زائدة.
    (13) أو بمحذوف حال إذا ضمّن (جعل) معنى خلق.. ومثل ذلك يصبح تعليق الجارّ (فيها) وإعراب الاسم (خلفة) على حذف مضاف أي ذوي خلفة.
    (14) في الآية (75) الآتية من هذه السورة. [.....]
    (15) يجوز أن يكون خبرا للمبتدأ عباد ...
    (16) أو مصدر في موضع الحال أي متمهّلين.
    (17) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا لفعل محذوف أي نسلّم سلاما، والجملة مقول القول.
    (18) أو هو حال من فاعل يبيتون إذا كان تامّا.
    (19) يجوز أن يتعلّق ب (هب) ، ومن لابتداء الغاية.
    (20) أو متعلّق ب (إماما) بكونه مصدر، عند من يجيز تقديم معمول المصدر عليه.
    (21) أفرد لفظ (إماما) إمّا لأنه مصدر في الأصل أي ذوي إمام، أو لدلالته على الجنس، أي كل واحد منا.. وقيل هو جمع.
    (22) في الآية (63) من هذه السورة.
    (23) يجوز أن يكون الخبر جملتي الشرط والجواب معا.
    (24) هذا إذا كان (عملا) بمعنى الشيء المعمول ... وهو مفعول مطلق إذا كان مصدرا.
    (25) إذا كانت (إلّا) بمعنى لكن ف (من) موصول مبتدأ خبره جملة أولئك يبدّل على زيادة الفاء.. أو (من) اسم شرط مبتدأ خبره جملة تاب.. وجملة أولئك يبدل جواب الشرط.
    (26) أو هو منصوب على نزع الخافض أي: لا يشهدون بالزور.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  6. #426
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة الشعراء
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء التاسع عشر
    (الحلقة 426)
    من صــ 53الى صـ 64




    [سورة الشعراء (26) : الآيات 4 الى 6]
    إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ (4) وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (6)

    الإعراب:
    (عليهم) متعلّق ب (ننزّل) ، (من السماء) متعلّق ب (ننزّل) «1» ، (الفاء) عاطفة (لها) متعلّق بالخبر خاضعين.
    جملة: «نشأ ... » لا محلّ لها استئناف تعليليّ.
    وجملة: «ننزّل ... » لا محلّ لها جواب شرط غير مقترنة بالفاء.
    وجملة: «ظلّت أعناقهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الجواب «2» .
    (5) (الواو) عاطفة (ما) نافية (ذكر) مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل يأتيهم (من الرحمن) متعلّق بنعت لذكر «3» (إلّا) أداة حصر (عنه) متعلّق بالخبر معرضين.
    وجملة: «ما يأتيهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن نشأ.
    وجملة: «كانوا عنه معرضين..» في محلّ نصب حال من ضمير الغائب المفعول.
    (6) (الفاء) تعليليّة (قد) حرف تحقيق (الفاء) الثانية رابطة لجواب شرط مقدّر (السين) حرف استقبال (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (به) متعلّق ب (يستهزئون) .
    وجملة: «كذّبوا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «يأتيهم ... » جواب شرط مقدّر أي إن يكذّبوا فسيأتيهم ...
    وجملة: «كانوا به يستهزئون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «يستهزئون» في محلّ نصب خبر كانوا.
    الصرف:
    (خاضعين) ، جمع خاضع اسم فاعل من الثلاثي خضع وزنه فاعل والجمع فاعلين.
    البلاغة
    المخالفة في العطف: في قوله تعالى فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ.
    قوله تعالى فظلّت معطوف على الجزاء الذي هو ننزل، لأنه لو قيل: أنزلنا، لكان صحيحا. ولعله كان مما يقتضيه السياق. ولكنه خولف لأن في عطف الماضي على المستقبل إشعارا بتحقيقه وأنه كائن لا محالة، لأن الفعل الماضي يدل على وجود الفعل وكونه مقطوعا، وله في القرآن نظائر سترد في مواضعها.
    المجاز العقلي: في قوله تعالى أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ.
    فقد يقال كيف صح مجيء خاضعين خبرا عن الأعناق، والخضوع من خصائص العقلاء، وقد كان أصل الكلام «فظلوا لها خاضعين» . والسر في ذلك، أنه لما وصفت بالخضوع الذي هو للعقلاء قيل خاضعين، كما تقدم في قوله تعالى لِي ساجِدِينَ
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 7 الى 9]
    أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (7) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (9)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (الواو) عاطفة «3» ، (إلى الأرض) متعلّق ب (يروا) أي ينظروا (كم) خبرية كناية عن عدد مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (فيها) متعلق ب (أنبتنا) ، (من كلّ) تمييز كم..
    جملة: «يروا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي أجحدوا ولم يروا ...
    وجملة: «أنبتنا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «4» .
    (8) (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) للابتداء تفيد التوكيد (آية) اسم إنّ منصوب (الواو) اعتراضيّة- أو حاليّة- (ما) نافية.
    وجملة: إنّ في ذلك لآية لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «ما كان أكثرهم مؤمنين ... » لا محلّ لها اعتراضيّة- أو حال من فاعل يروا.
    (9) (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (الرحيم) خبر ثان مرفوع.
    وجملة: «إنّ ربّك ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ في ذلك.
    وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

    [سورة الشعراء (26) : الآيات 10 الى 11]
    وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (10) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ (11)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (إذ) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (أن) تفسيريّة «5» ...
    جملة: «نادى ربّك ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «ائت ... » لا محلّ لها تفسيريّة ...
    (11) (قوم) بدل من القوم منصوب مثله (ألا) أداة عرض فيها معنى التعجّب ...
    وجملة: «يتّقون ... » لا محلّ لها استئناف بياني.

    [سورة الشعراء (26) : الآيات 12 الى 14]
    قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ (13) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14)

    الإعراب:
    (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف ... والياء المحذوفة مضاف إليه، والنون المذكورة في (يكذّبون) نون الوقاية، جاءت قبل الياء المحذوفة لمناسبة فاصلة الآية.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة النداء ... في محلّ نصب مقول القول «6» .
    وجملة: «إنّي أخاف ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «أخاف» في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «يكذّبون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    والمصدر المؤوّل «أن يكذّبون» في محلّ نصب مفعول به عامله أخاف.
    (13) (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة-، والثانية عاطفة فقط (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر «7» ، (إلى هارون) متعلّق ب (أرسل) ، وعلامة الجرّ الفتحة، ممنوع من الصرف.
    وجملة: «يضيق صدري..» في محلّ رفع معطوفة على جملة أخاف «8» .
    وجملة: «لا ينطلق لساني..» في محلّ رفع معطوفة على جملة يضيق صدري.
    وجملة: «أرسل إلى هارون ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن أصبح رسولا فأرسل ...
    (14) (الواو) استئنافيّة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ذنب) ، (عليّ) متعلّق بالخبر المحذوف (الفاء) عاطفة «9» ، (أن يقتلون) مثل أن يكذّبون ...
    وجملة: «لهم عليّ ذنب ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «أخاف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لهم عليّ ذنب «10» .
    وجملة: «يقتلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    والمصدر المؤوّل (أن يقتلون) في محلّ نصب مفعول به عامله أخاف.

    [سورة الشعراء (26) : الآيات 15 الى 17]
    قالَ كَلاَّ فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (15) فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ (16) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ (17)

    الإعراب:
    فاعل (قال) ضمير يعود على الله (كلّا) حرف ردع وزجر (الفاء) عاطفة (بآياتنا) متعلّق بحال من فاعل اذهبا أي متلبّسين بآياتنا (معكم) ظرف منصوب متعلّق ب (مستمعون) ، «11» .
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ ... ومقول القول مقدر دلّ عليه حرف الردع أي ارتدع عن الخوف ...
    وجملة: «اذهبا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول المقدّرة.
    وجملة: «إنّا معكم مستمعون ... » لا محلّ لها تعليليّة ...
    (16) (الفاء) عاطفة في الموضعين، (رسول) خبر إنّ، وقد أفرد لأنه من الألفاظ التي يستوي فيها الإفراد والتثنية والجمع كالطفل والضيف «12» .
    وجملة: «ائتيا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة اذهبا..
    وجملة: «قولا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة ائتيا.
    وجملة: «إنّا رسول ... » في محلّ نصب مقول القول.
    (17) (أن) حرف تفسير «13» ، (معنا) ظرف منصوب متعلّق ب (أرسل) ، (بني) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم.
    وجملة: «أرسل ... » لا محلّ لها تفسيريّة..
    الصرف:
    (مستمعون) ، جمع مستمع، اسم فاعل من الخماسيّ استمع، وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.
    البلاغة
    المجاز: في قوله تعالى إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ الاستماع في حقه عز وجل مجاز عن السمع، اختير للمبالغة، لأن فيه تسليما للإدراك، وهو مما ينزه الله تعالى عنه سواء كان بحاسة أم لا.
    وقال بعضهم: «إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ» جملة استعارة تمثيلية، مثل سبحانه حاله عز وجل، بحال ذي شوكة قد حضر مجادلة قوم يستمع ما يجري بينهم، ليمد أولياءه ويظهرهم على أعدائهم، مبالغة في الوعد بالإعانة.
    الفوائد
    - كلّا:
    قال سيبويه: «وأما كلّا فردع وزجر» لا معنى لها عندهم غير ذلك.
    وأقرب ما يقال فيها كما يقول ابن فارس:
    إن كلّا تقع في تصريف الكلام على أربعة أوجه: الرّدّ، والردع، وصلة اليمين، وافتتاح الكلام بها مثل «ألا» . وفي القرآن الكريم أمثلة على هذه الأقسام الأربعة فلا تتعجّل ... !
    - كلمة «رسول» :
    يجوز أن تكون صفة للواحد والتثنية والجمع، مثلها مثل المصادر، حتى قيل: إنّ «الرسول» بمعنى الرسالة، ولذلك اعتبر من المصادر. والله أعلم ... !
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 18 الى 19]
    قالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ (19)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام التقريري «14» ، وعلامة الجزم في (نربّك) حذف حرف العلّة (فينا) متعلّق بفعل نربك بحذف مضاف أي في منازلنا (وليدا) حال منصوبة من ضمير الخطاب (الواو) عاطفة (فينا) الثاني متعلّق ب (لبثت) بحذف مضاف كذلك (من عمرك) متعلّق بحال من سنين- نعت تقدّم على المنعوت- (سنين) ظرف زمان منصوب وعلامة النصب الياء، ملحق بجمع المذكّر، متعلّق ب (لبثت) .
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «نربّك» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «لبثت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
    (19) (الواو) عاطفة (التي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لفعلتك (الواو) حاليّة (من الكافرين) خبر أنت.
    وجملة: «فعلت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
    وجملة: «فعلت (الثانية) » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
    وجملة: «أنت من الكافرين» في محلّ نصب حال من فاعل فعلت.
    الصرف:
    (نربّك) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم وأصله نربيّك، وزنه نفعّك.
    (وليدا) ، صفة مشتقّة من الثلاثي ولد المبني للمجهول، وزنه فعيل بمعنى مفعول.
    (فعلتك) ، مصدر مرّة من فعل وزنه على لفظه بفتح الفاء.
    البلاغة
    الإبهام: في قوله تعالى وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ.
    - عدد نعمته عليه من ذلك ووبخه بما جرى على يديه من قتل خبازه وفظعه عليه بقوله «وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ» ومن وجه التفظيع عليه أن في إتيانه به مجملا مبهما، إيذانا بأنه لفظاعته مما لا ينطق به إلا مكنى عنه ونظيره في التفخيم المستفاد من الإبهام قوله «فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ» . ومثله كثير.
    فعلتك «مصدر المرة» أو مصدر العدد، هو ما يذكر لبيان عدد الفعل.
    أ- ويبنى من الثلاثي المجرد على وزن «فعلة» بفتح الفاء وسكون العين. مثل وقفت وقفة ووقفتين ووقفات.
    ب- إذا كان الفعل فوق الثلاثي ألحقنا بمصدره التاء، مثل «أكرمته إكرامة وتدحرج تدحرجة» .
    ج- إذا كان مصدره مختوما بتاء فيذكر ما يدل على عدده:
    مثل: رحمته رحمة واحدة.
    ملاحظة: إذا كان للفعل ما فوقه الثلاثي مصدران، أحدهما أشهر من الآخر، جاء بناء المرة على الأشهر من مصدريه، فتقول: زلزلته زلزلة واحدة وقاتلته مقاتلة واحدة ولا تقول زلزالة ولا قتالة.

    [سورة الشعراء (26) : الآيات 20 الى 22]
    قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ (22)

    الإعراب
    - (إذا) - بالتنوين- حرف جواب لا عمل له (الواو) حالية (من الضالّين) خبر المبتدأ أنا. «15»
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «فعلتها ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أنا من الضالّين» في محلّ نصب حال من فاعل فعلتها.
    (21) (الفاء) عاطفة في الموضعين (منكم) متعلّق ب (فررت) ، (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب المقدّر (لي) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله وهب (من المرسلين) متعلّق بمفعول به ثان ل (جعلني) .
    وجملة: «فررت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة فعلتها.
    وجملة: «خفتكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
    وجملة: «وهب ... ربّي» في محلّ نصب معطوفة على جملة فررت.
    وجملة: «جعلني ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة وهب.
    (22) (الواو) عاطفة (تلك) اسم إشارة مبتدأ «16» ، خبره نعمة (عليّ) متعلّق ب (تمنّها) ، (أن) حرف مصدري.
    والمصدر المؤوّل (أن عبّدت..) في محلّ رفع عطف بيان للمبتدأ (تلك) «17» .
    (بني) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر السالم.
    وجملة: «تلك نعمة ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «18» .
    وجملة: «تمنّها ... » في محلّ رفع نعت لنعمة.
    وجملة: «عبّدت..» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    [سورة الشعراء (26) : آية 23]
    قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ (23)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ خبره (ربّ) .
    جملة: «قال فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ما ربّ العالمين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقدّرة هي مقول القول: أي: هل ثمة إله غيري وما ربّ ...
    [سورة الشعراء (26) : آية 24]
    قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (24)

    الإعراب:
    (ربّ) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (ما) اسم موصول في محلّ جرّ معطوف على السموات (بينهما) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة ما (كنتم) فعل ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط.. وتم اسم كان.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «هو» ربّ» .. في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إن كنتم موقنين..» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول ... وجواب الشرط محذوف تقديره: فآمنوا به وحده «19» .
    [سورة الشعراء (26) : آية 25]
    قالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ (25)

    الإعراب:
    (لمن) متعلّق ب (قال) ، (حوله) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (ألّا) أداة عرض للتعجّب.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تستمعون..» في محلّ نصب مقول القول.
    __________
    (1) أو متعلّق بمحذوف حال من آية.
    (2) يجوز أن تكون مقطوعة على الاستئناف فلا محلّ لها. [.....]
    (3) تعطف الفعل على استئناف مقدّر، فلا مانع من جعلها استئنافيّة.
    (4) أو في محلّ نصب حال من الأرض.
    (5) سبقت بفعل فيه معنى القول دون حروفه وهو (نادى) ... ويجوز أن تكون مصدريّة، والمصدر المؤوّل (أن أئت) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (نادي) ، أي بأن أئت.
    (6) يجوز أن تكون اعتراضيّة دعائيّة للاسترحام، وجملة إنّي أخاف تصبح هي مقول القول.
    (7) لأن فيها معنى السببيّة.
    (8) أو هي استئنافيّة في حيّز القول فلا محلّ لها.
    (9) أو رابطة لجواب شرط مقدّر لأن فيها معنى السببيّة.
    (10) أو هي خبر لمبتدأ محذوف تقديره أنا، والجملة الاسميّة جواب الشرط المقدّر أي: إن ذهبت إليهم فأنا أخاف أن يقتلون.
    (11) سبق الكلام بالجمع للتعظيم.
    (12) أو أنّ كلّ واحد منّا رسول إليك.
    (13) لما في كلمة (رسول) من معنى القول دون حروفه، ويجوز أن يكون حرفا مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق برسول.
    (14) أو التقريعيّ.
    (15) من الضالّين أي من الجاهلين، قال ابن جرير: العرب تضع الضلال موضع الجهل. [.....]
    (16) ذكر الأخفش أن ثمّة همزة استفهام مقدّرة تفيد التوبيخ أي: أتلك نعمة ... لأن تعبيد بني إسرائيل ليس بنعمة.
    (17) أو هو بدل من الهاء في (تمنّها) ، أو هو في محلّ جرّ بباء مقدّرة، أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي ...
    (18) أو هي استئناف في حيّز القول.
    (19) أو فهذا أولى بالإيقان لظهوره.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  7. #427
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة الشعراء
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء التاسع عشر
    (الحلقة 427)
    من صــ 64الى صـ 76


    [سورة الشعراء (26) : آية 26]
    قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (26)

    الإعراب:
    (ربّكم) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (ربّ) معطوف بالواو على ربّكم مرفوع..
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «هو» ربّكم» في محلّ نصب مقول القول.
    البلاغة
    العموم والخصوص: في قوله تعالى قالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ.
    ذكر السموات والأرض وما بينهما قد استوعب به الخلائق كلها، ثم ذكرهم وذكر آباءهم بعد ذلك، وذكر المشرق والمغرب، فقد عمم أولا، ثم خصص من العام، لبيان أنفسهم وآبائهم لأن أقرب المنظور فيه من العاقل نفسه ومن ولد منه، وما شاهد وعاين من الدلائل على الصانع، والناقل من هيئة إلى هيئة وحال إلى حال من وقت ميلاده إلى وقت وفاته ثم خصص المشرق والمغرب، لأن طلوع الشمس من أحد الخافقين، وغروبها في الآخر، على تقدير مستقيم في فصول السنة، وحساب مستو، من أظهر ما استدل به ولظهوره انتقل إلى الاحتجاج به خليل الله، عن الاحتجاج بالإحياء والإماتة على نمرود بن كنعان فبهت الذي كفر.

    [سورة الشعراء (26) : آية 27]
    قالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ (27)

    الإعراب:
    (الذي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لرسولكم، ونائب الفاعل لفعل (أرسل) ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إليكم) متعلّق ب (أرسل) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد ...
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّ رسولكم ... لمجنون» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أرسل إليكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    [سورة الشعراء (26) : آية 28]
    قالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (28)

    الإعراب:
    مرّ إعراب نظيرها- مفردات وجملا- «1» .
    وجملة: «تعقلون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.

    [سورة الشعراء (26) : آية 29]
    قالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29)

    الإعراب:
    (اللام) موطّئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (اتّخذت) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (إلها) مفعول به أول منصوب و (غيري) مفعول به ثان منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء.. والياء مضاف إليه (اللام) الثانية لام القسم (أجعلنّك) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع.. والكاف مفعول به (من المسجونين) متعلّق بمحذوف مفعول ثان عامله أجعلنّك.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إن اتّخذت ... » لا محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أجعلنّك ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ...
    وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
    الصرف:
    (المسجونين) ، جمع المسجون، اسم مفعول من (سجن) الثلاثيّ، وزنه مفعول.

    [سورة الشعراء (26) : آية 30]
    قالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام (الواو) حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم (بشيء) متعلّق ب (جئتك) .
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «جئتك ... » في محلّ نصب حال والعامل مقدّر هو مقول القول أي أتفعل ذلك بي في حال مجيئي بشيء يبيّن صدق دعواي ...
    وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما تقدّم.

    [سورة الشعراء (26) : آية 31]
    قالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31)

    الإعراب:
    (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (به) متعلّق ب (ائت) ، (من الصادقين) خبر كنت.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ائت به ... » جواب شرط مقدّر أي: في محلّ جزم إن كنت صادقا فأت به ... وجملة الشرط في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «كنت من الصادقين ... » لا محلّ لها تفسيريّة ...
    وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي: فأت به..

    [سورة الشعراء (26) : الآيات 32 الى 33]
    فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة، وفاعل (ألقى) ضمير يعود على موسى عليه السّلام (الفاء) عاطفة (إذا) حرف فجاءة (مبين) نعت لثعبان مرفوع.
    جملة: «ألقى عصاه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «هي ثعبان ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    (33) (الواو) عاطفة (للناظرين) متعلّق بمحذوف خبر ثان للمبتدأ هي أي مبهرة «2» .
    وجملة: «نزع ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «هي بيضاء ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نزع.
    الفوائد
    إذا الفجائية:
    مرّ معنا أن «إذا» تكون تفسيرية وظرفية وفجائية.
    ونحب هنا أن نؤكّد على إذا الفجائية.
    أ- فهي تختص بالجمل الاسمية، ولا تحتاج إلى جواب، ولا تقع في ابتداء الكلام، ومعناها الحال، والأرجح أنها حرف، نحو قوله تعالى: فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى.
    وقوله في الآية التي نحن بصددها «فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ» «وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذا هِيَ بَيْضاءُ لِلنَّاظِرِينَ» .
    ب- وتكون جوابا للجزاء، مثلها مثل الفاء. قال الله تعالى وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ.
    ج- وقد تسد مسدّ الخبر، نحو «جئتك فإذا أخوك» «التقدير جئتك فإذا أخوك موجود» .

    [سورة الشعراء (26) : الآيات 34 الى 35]
    قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَماذا تَأْمُرُونَ (35)

    الإعراب:
    (للملأ) متعلّق ب (قال) (حوله) ظرف مكان منصوب متعلّق بحال من الملأ (اللام) المزحلقة للتوكيد.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّ هذا لساحر ... » في محلّ نصب مقول القول.
    (35) (من أرضكم) متعلّق ب (يخرجكم) ، (بسحره) متعلّق ب (يخرجكم) ، والباء سببيّة (الفاء) عاطفة (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به مقدّم «3» .
    وجملة: «يريد ... » في محلّ رفع نعت لساحر «4» .
    وجملة: يخرجكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    والمصدر المؤوّل (أن يخرجكم) في محلّ نصب مفعول به عامله يريد.
    وجملة: «تأمرون» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.

    [سورة الشعراء (26) : الآيات 36 الى 37]
    قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37)

    الإعراب:
    (أرجه) فعل أمر والهاء مفعول به (أخاه) معطوف على الهاء بالواو منصوب وعلامة النصب الألف و (الهاء) مضاف إليه (في المدائن) متعلق ب (ابعث) بتضمينه معنى انشر.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
    وجملة: «أرجه ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ابعث ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أرجه.
    (37) (بكلّ) متعلّق ب (يأتوك) المجزوم بجواب الطلب، وعلامة الجزم حذف النون.
    وجملة: «يأتوك ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء.

    [سورة الشعراء (26) : الآيات 38 الى 40]
    فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39) لَعَلَّنا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كانُوا هُمُ الْغالِبِينَ (40)

    الإعراب:
    (الفاء) عاطفة (لميقات) متعلّق بجمع (معلوم) نعت ليوم مجرور.
    جملة: «جمع السحرة» لا محلّ لها معطوفة على مستأنف مقدّر أي: فبعث الحاشرين فجمع السحرة.
    (39) (الواو) عاطفة (للناس) متعلّق ب (قيل) ، (هل) حرف استفهام فيه معنى الحثّ، والترجيّ في (لعلّنا) لمعنى الرغبة في عدم اتّباع موسى (كانوا) فعل ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط (هم) ضمير فصل «5» .
    وجملة: «قيل ... (6)» لا محلّ لها معطوفة على جملة جمع السحرة.
    وجملة: «هل أنتم مجتمعون» في محلّ رفع نائب الفاعل» .
    وجملة: «لعلّنا نتّبع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «نتّبع ... » في محلّ رفع خبر لعلّنا.
    وجملة: «كانوا ... الغالبين» لا محلّ لها استئناف بيانيّ ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
    الصرف:
    (مجتمعون) ، جمع مجتمع، اسم فاعل من الخماسيّ اجتمع وزنه مفتعل بضمّ الميم وكسر العين.
    [سورة الشعراء (26) : آية 41]
    فَلَمَّا جاءَ السَّحَرَةُ قالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغالِبِينَ (41)

    الإعراب:
    (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق ب (قالوا) ، (لفرعون) متعلّق ب (قالوا) (الهمزة) للاستفهام (لنا) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (اللام) لام الابتداء للتوكيد (أجرا) اسم إن منصوب (كنّا) فعل ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (نحن) ضمير فصل «7» ، (الغالبين) خبر كنّا منصوب.
    جملة: «جاء السحرة..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «إنّ لنا لأجرا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: إن كنّا ... الغالبين ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
    [سورة الشعراء (26) : آية 42]
    قالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42)

    الإعراب:
    (نعم) حرف جواب لا عمل له (الواو) عاطفة (إذا) حرف جواب (اللام) للتوكيد (من المقرّبين) خبر إنّ.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «إنكم لمن المقرّبين ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول المقدّرة المدلول عليها بحرف الجواب نعم أي: إنّ لكم لأجرا وإنّكم لمن المقرّبين.

    [سورة الشعراء (26) : آية 43]
    قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43)

    الإعراب:
    (لهم) متعلّق ب (قال) ، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به والعائد محذوف أي ملقونه.
    وجملة: «قال لهم موسى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ألقوا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أنتم ملقون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 44 الى 48]
    فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ (44) فَأَلْقى مُوسى عَصاهُ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ (46) قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسى وَهارُونَ (48)

    الإعراب:
    (الفاء) عاطفة، وكذلك (الواو) ، (بعزة) متعلّق بفعل محذوف تقديره نقسم (اللام) للتوكيد.
    جملة: ألقوا ... لا محلّ لها معطوفة على جملة قال لهم موسى «8» .
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقوا «9» .
    وجملة: « (نقسم) بعزّة فرعون» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إنا لنحن الغالبون» لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
    وجملة: «نحن الغالبون» في محلّ رفع خبر إنّ.
    (45) (الفاء) عاطفة في الموضعين (إذا هي) مر إعرابها «10» ، (ما) موصول مفعول به والعائد محذوف أي يأفكونه.
    وجملة: «ألقى موسى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقوا ...
    وجملة: «هي تلقف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقى.
    وجملة: «تلقف ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هي) .
    وجملة: «يأفكون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    (46) (الفاء) عاطفة (السحرة) نائب الفاعل للفعل (ألقي) (ساجدين) حال منصوبة من السحرة وعلامة النصب الياء.
    وجملة: «ألقي السحرة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقى موسى ...
    (47- 48) (بربّ) متعلّق ب (آمنّا) ... (ربّ) بدل من ربّ الأول مجرور «11» .
    وجملة: «قالوا ... » في محلّ نصب حال من السحرة بتقدير (قد) «12» وجملة: «آمنّا ... » في محل نصب مقول القول.
    البلاغة
    الاستعارة التبعية: في قوله تعالى فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ.
    عبّر عن الخرور بالإلقاء، لأنه ذكر مع الإلقاءات، فسلك به طريق المشاكلة. وفيه أيضا، مع مرعاة المشاكلة، أنهم حين رأوا ما رأوا، لم يتمالكوا أن رموا بأنفسهم إلى الأرض ساجدين، كأنهم أخذوا فطرحوا طرحا. فهناك استعارة تبعية زادت حسنها المشاكلة.
    [سورة الشعراء (26) : آية 49]
    قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنّ َكُمْ أَجْمَعِينَ (49)

    الإعراب:
    (له) متعلّق ب (آمنتم) بتضمينه معنى استسلمتم وانقدتم (قبل) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (آمنتم) (لكم) متعلّق ب (آذن) .
    والمصدر المؤوّل (أن آذن) في محلّ جرّ مضاف إليه.
    (اللام) المزحلقة للتوكيد (الذي) اسم موصول في محلّ رفع نعت لكبيركم (الفاء) عاطفة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (سوف) حرف استقبال (من خلاف) متعلّق بحال من الأيدي والأرجل (أجمعين) حال منصوبة «13» .
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «آمنتم له ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «آذن لكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «إنّه لكبيركم ... » لا محلّ لها تعليليّة..
    وجملة: «علّمكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «لسوف تعلمون ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر ...
    وجملة القسم المقدّرة في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
    وجملة: «أقطّعنّ ... » لا محلّ لها عطف بيان على جملة تعلمون.
    وجملة: «أصلّبنّكم ... » لا محلّ لها عطف نسق على جملة أقطّعنّ.

    [سورة الشعراء (26) : الآيات 50 الى 51]
    قالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ (50) إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (51)

    الإعراب:
    (لا) نافية للجنس (ضير) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (إلى ربّنا) متعلّق ب (منقلبون) ، وخبر لا محذوف تقديره:
    علينا- أو في ذلك.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لا ضير ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إنّا ... منقلبون» لا محلّ لها تعليليّة.
    (51) (أن) حرف مصدريّ ونصب (لنا) متعلّق ب (يغفر) ، (أن) حرف مصدريّ ...
    والمصدر المؤوّل (أن يغفر ... ) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (نطمع) ، أي بأن يغفر.
    والمصدر المؤوّل (أن كنّا ... ) في محلّ جرّ بلام محذوفة متعلّق ب (يغفر) ، أي لأن كنّا ...
    وجملة: «إنّا نطمع ... » لا محلّ لها تعليل ثان أو بدل من جملة التعليل.
    وجملة: «نطمع ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «يغفر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «كنّا أوّل المؤمنين» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
    الصرف:
    (ضير) ، مصدر سماعيّ لفعل ضاره الأمر يضيره باب ضرب أي أضرّ به، وزنه فعل بفتح فسكون.
    الفوائد
    - لا ضير «لا النافية للجنس» :
    أ- أقسام اسمها وأحكامه:
    ينقسم اسمها إلى ثلاثة أقسام: مفرد، مضاف، شبيه بالمضاف.
    1- المفرد: كقوله تعالى ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ. وحكمه: أن يبنى على ما ينصب به «من فتحة أو ياء أو كسرة» نحو: «لا رجل في الدار ولا رجال فيها، ولا رجلين عندنا، ولا مذمومين في المدرسة، ولا مذمومات محبوبات» ويجوز بناء جمع المؤنث السالم على الفتح أيضا.
    2- المضاف: يكون معربا منصوبا.
    3- الشبيه بالمضاف: حكمه أيضا أن يكون معربا منصوبا.
    ملاحظة: ندر حذف اسمها، نحو «لا عليك» أي لا بأس عليك، وكثر حذف خبرها إذا علم، نحو «لا بأس» وقوله تعالى: قالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ أي لا ضير علينا، وكذلك هذه الآية التي بين أيدينا.
    [سورة الشعراء (26) : آية 52]
    وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَسْرِ بِعِبادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (إلى موسى) متعلّق ب (أوحينا) ، (أن) تفسيريّة «14» ، (أسر) فعل أمر مبني على حذف حرف العلّة، والفاعل أنت (بعبادي) متعلّق ب (أسر) والباء للمصاحبة.
    جملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أسر ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
    وجملة: «إنّكم متّبعون ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    __________
    (1) في الآية (24) من هذه السورة.
    (2) جاء الخبر كونا خاصّا لأنه مؤكّد لمعنى الخبر الأول.
    (3) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر وجملة (ماذا ... ) استئنافيّة، والعائد للموصول محذوف أي تأمرون به، وجملة تأمرون صلة الموصول.
    (4) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من ساحر لأنه وصف.
    (5) أو ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل في (كانوا) .
    (6) لأنها في الأصل جملة مقول القول.
    (7) أو ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل في (كنّا) .
    (8) في الآية السابقة.
    (9) يجوز أن تكون الجملة حاليّة بتقدير (قد) فهي في محلّ نصب.
    (10) في الآية (32) من هذه السورة. [.....]
    (11) أو عطف بيان لأن لفظ (ربّ موسى) أصرح وأوضح من لفظ (ربّ العالمين) ، لأن فرعون كان قد ادّعى الربوبيّة فلو اقتصر عليه لم يكن ذلك صريحا بالربّ الحقّ سبحانه ... قاله ابن هشام.
    (12) أو هي استئناف بيانيّ لا محلّ لها.
    (13) أو توكيد لضمير الخطاب المنصوب.
    (14) أو حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل (أن أسر) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أوحينا) أي بأن أسر.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  8. #428
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة الشعراء
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء التاسع عشر
    (الحلقة 428)
    من صــ 76الى صـ 89



    [سورة الشعراء (26) : الآيات 53 الى 56]
    فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ (53) إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ (56)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة (في المدائن) متعلّق ب (أرسل) بتضمينه معنى بثّ أو نشر (حاشرين) مفعول به منصوب، وعلامة النصب الياء.
    جملة: «أرسل فرعون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    (54) (اللام) للتوكيد (قليلون) نعت لشرذمة تبعه في معناه.
    وجملة: إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ ... في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر، والمقدّر في محلّ نصب حال من فرعون: أي: أرسل يقول إنّ هؤلاء ...
    (55) (لنا) متعلّق ب (غائظون) «1» ، (اللام) المزحلقة للتوكيد.
    وجملة: «إنّهم لنا لغائظون» في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّ هؤلاء ...
    (56) (لجميع) مثل لشرذمة (حاذرون) نعت لجميع مرفوع «2» .
    وجملة: «إنّا لجميع ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة إنّ هؤلاء ...
    الصرف:
    (54) شرذمة: اسم بمعنى الطائفة وزنه فعللة بكسر الفاء واللام الأولى وسكون العين.
    (55) غائطون: جمع غائط اسم فاعل من غاظه أي أغضبه باب ضرب، وزنه فاعل.
    (56) جميع: جاء اللفظ هنا بمعنى الجماعة أو الجمع أو القوم، اسم جمع لا مفرد له من لفظه، وزنه فعيل.
    (حاذرون) ، جمع حاذر، اسم فاعل من (حذر) الثلاثيّ باب فرح بمعنى المستعدّ والمتأهّب، زنة فاعل.
    البلاغة
    في قوله تعالى إِنَّ هؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ.
    الشرذمة هي الطائفة أو الجماعة القليلة. وكان يمكن الاكتفاء بها تعبيرا عن القلة، ولكنه وصفها بالقلة القليلة، زيادة في احتقارهم واستصغار شأنهم.
    فقد قللهم من أربعة أوجه: عبّر عنهم بالشرذمة وهي تفيد القلة، ثم وصفهم بالقلة، وجمع وصفهم ليعلم أن كل ضرب منهم قليل، واختار جمع السلامة ليفيد القلة وهناك وجه آخر في تقليلهم يكون خامسا: وهو أن جمع الصفة والموصوف منفرد، قد يكون مبالغة في لصوق ذلك الوصف بالموصوف وتناهيه فيه بالنسبة إلى غيره من الموصوفين به، كقولهم: معا زيد جياع، مبالغة في وصفه بالجوع، فكذلك هاهنا جمع قليلا وكان الأصل إفراده فيقال:
    لشرذمة قليلة، كما أفرد في قوله «كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ» . ليدل بجمعه على تناهيهم في القلة.
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 57 الى 58]
    فَأَخْرَجْناهُم ْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (58)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة (من جنّات) متعلّق ب (أخرجناهم) ..
    وجملة: «أخرجناهم..» لا محلّ لها استئنافيّة.

    [سورة الشعراء (26) : الآيات 59 الى 60]
    كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها بَنِي إِسْرائِيلَ (59) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60)

    الإعراب:
    (كذلك) متعلّق بخبر لمبتدأ مقدّر أي إخراجنا كذلك (الواو) عاطفة (بني) مفعول به ثان منصوب، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر.
    جملة: « (إخراجنا) كذلك ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أورثناها ... » لا محلّ لها معطوفة على استئنافيّة.
    (60) (الفاء) عاطفة (مشرقين) حال منصوبة من فاعل أتبعوهم.
    وجملة: «أتبعوهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مستأنفة مقدّرة أي فاجتمعوا فأتبعوهم.
    [سورة الشعراء (26) : آية 61]
    فَلَمَّا تَراءَا الْجَمْعانِ قالَ أَصْحابُ مُوسى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال (اللام) للتوكيد.
    جملة: «تراءى الجمعان ... » في محلّ جر مضاف إليه.
    وجملة: «قال أصحاب ... » لا محل لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «إنّا لمدركون ... » في محلّ نصب مقول القول.
    الصرف:
    (تراءى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله تراءي- بياء في آخره- تحرّكت الياء بعد فتح قلبت ألفا ورسمت برسم الياء غير المنقوطة لأنها فوق الرابعة.
    (مدركون) ، جمع مدرك اسم مفعول من أدرك الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
    [سورة الشعراء (26) : آية 62]
    قالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)

    الإعراب:
    (كلّا) حرف ردع وزجر (معي) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ (ربّي) اسم إنّ، وعلامة النصب في الكلمتين (معي، ربّي) الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء (السين) حرف للمستقبل، و (النون) في (سيهدين) هي نون الوقاية جاءت قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة الفاصلة.
    جملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
    وجملة: «إنّ معي ربّي ... » لا محلّ لها تعليل لمقول القول المقدّر أي: كلّا لن يدركونا.
    وجملة: «سيهدين» في محلّ رفع خبر ثان للمشبّه بالفعل «3» .
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 63 الى 68]
    فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67)
    وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة (إلى موسى) متعلّق ب (أوحينا) ، (أن) تفسيريّة «4» ، (بعصاك) متعلّق بفعل اضرب، و (الباء) للاستعانة (الفاء) عاطفة في الموضعين (كالطود) متعلّق بمحذوف خبر كان.
    جملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «اضرب ... » لا محلّ لها تفسيريّة.
    وجملة: «انفلق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مقدّرة أي فضرب فانفلق.
    وجملة: «كان كلّ فرق ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة انفلق.
    (64) (الواو) عاطفة (ثمّ) ظرف مبنيّ على الفتح في محلّ نصب متعلّق ب (أزلفنا) .
    وجملة: «أزلفنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوحينا.
    (65) (الواو) عاطفة في الموضعين (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب معطوف على موسى (معه) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (أجمعين) حال منصوبة من موسى وقومه «5» ، وعلامة النصب الياء.
    وجملة: «أنجينا» ... لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجينا.
    (66) (ثم) حرف عطف.
    وجملة: أغرقنا لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجينا.
    (67) في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (آية) اسم إنّ مؤخّر منصوب (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية.
    وجملة: «إنّ في ذلك لآية ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «ما كان أكثرهم مؤمنين.» لا محلّ لها اعتراضيّة.
    (68) (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (الرحيم) خبر ثان للمبتدأ هو.
    وجملة: «إنّ ربك لهو ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ في ذلك ...
    وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    الصرف:
    (63) فرق: اسم بمعنى الطائفة أو المنفلق من الشيء، وزنه فعل بكسر فسكون.
    (الطود) ، اسم جامد ذات للجبل العظيم، وزنه فعل بفتح فسكون جمعه أطواد.
    الفوائد
    1- «زيادة الباء في خبر ليس وكان» : تختص ليس وكان بجواز زيادة الباء في خبر كل منهما، وتكثر زيادتها في خبر ليس، وفي خبر ما الحجازية أما كان فلا تزاد في خبرها إلا إذا سبقها نفي أو نهي، نحو قول الشنفري:
    وإن مدّت الأيدي إلى الزاد لم أكن ... بأعجلهم إذا جشع القوم أعجل
    2- وصف مصر:
    لما استقر عمرو بن العاص على ولاية مصر، كتب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن صف لي مصر، فكتب إليه:
    «ورد كتاب أمير المؤمنين أطال الله بقاءه يسألني عن مصر:
    اعلم يا أمير المؤمنين، أن مصر قرية غبراء، وشجرة خضراء، طولها شهر، وعرضها عشر، يكنفها جبل أغبر، ورمل أعفر، يخطر وسطها نيل مبارك الغدوات، ميمون الروحات، تجري فيه الزيادة والنقصان كجري الشمس والقمر. له أو ان يدرّ حلابه، ويكثر فيه ذبابه، تمدّه عيون الأرض وينابيعها، حتى إذا ما اصلخمّ عجاجه، وتعظمت أمواجه، فاض على جانبيه، فلم يمكن التخلص من القرى بعضها إلى بعض إلا في صغار المراكب، وخفاف القوارب، وزوارق كأنهن في المخايل ورق الأصائل فإذا تكامل في زيادته نكص على عقبيه، كأول ما بدا في جريته، وطما في دركه، فعند ذلك تخرج أهل ملّة محقورة وذمة مخفورة، يحرثون الأرض ويبذرون بها الحب، يرجون بذلك النماء من الرب لغيرهم ما سمعوا من كدهم، فناله منهم بغير جدهم فإذا أحدق الزرع وأشرق، سقاه الندى وغذاه من تحت الثرى. فبينما مصر يا أمير المؤمنين لؤلؤة بيضاء، إذا هي عنبرة سوداء، فإذا هي زمردة خضراء، فإذا هي ديباجة رقشاء، فتبارك الله الخالق لما يشاء» إلى آخر تلك الرسالة الممتعة.
    وقد شرح المقريزي، في خططه، غوامض هذه الرسالة، شرحا موفيا ومفيدا. فمن شاء فليعد إليها في مظانها من المطولات.
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 69 الى 70]
    وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ (69) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ (70)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة «6» (عليهم) متعلّق ب (اتل) ، (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب بدل من نبأ بدل اشتمال «7» (لأبيه) متعلّق ب (قال) ، (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم عامله (تعبدون) .
    جملة: «اتل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «تعبدون ... » في محلّ نصب مقول القول.

    [سورة الشعراء (26) : آية 71]
    قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ (71)

    الإعراب:
    (الفاء) عاطفة (لها) متعلّق بالخبر عاكفين.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «نعبد ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «نظل لها عاكفين..» في محلّ نصب معطوفة على جملة نعبد.
    البلاغة
    الإطناب: في قوله تعالى قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ.
    قوله تعالى «ما تَعْبُدُونَ» سؤال عن المعبود فحسب، فكان القياس أن يقولوا:
    أصناما، كقوله تعالى وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ، ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ، ماذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا خَيْراً ولكنّ هؤلاء قد جاؤوا بقصة أمره كاملة كالمبتهجين بها والمفتخرين، فاشتملت على جواب إبراهيم، ألا تراهم كيف عطفوا على قولهم نعبد «فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ» ، ولم يقتصروا على زيادة نعبد وحده.
    ومثاله أن تقول لبعض الشطار: ما تلبس في بلدك؟ فيقول: ألبس البرد الأتحمي (ضرب من البرود) فأجرّ ذيله بين جواري الحي. وإنما قالوا: نظل، لأنهم كانوا يعبدونها بالنهار دون الليل، وهذه هي مزية الإطناب، تزيد في اللفظ عن المعنى، لفائدة مقصودة، أو غاية متوخاة، فإذا لم تكن ثمة فائدة في زيادة اللفظ فإنه يكون تطويلا مملا.
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 72 الى 73]
    قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73)

    الإعراب:
    (هل) حرف استفهام (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق ب (يسمعونكم) «8» ، (أو) عاطفة في الموضعين.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يسمعونكم ... » في محلّ نصب مقول القول «9» .
    وجملة: «تدعون ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «ينفعونكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يسمعونكم.
    وجملة: «يضرّون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة يسمعونكم «10» .
    [سورة الشعراء (26) : آية 74]
    قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ (74)

    الإعراب:
    (بل) للإضراب الانتقاليّ (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يفعلون «11» .
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «وجدنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... ومقول القول مقدّر أي لم نجدها كذلك.
    وجملة: «يفعلون ... » في محلّ نصب مفعول به ثان عامله وجدنا.
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 75 الى 82]
    قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79)
    وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام (الفاء) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «رأيتم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقدّرة هي مقول القول أي: أتأمّلتم فرأيتم ...
    وجملة: «كنتم تعبدون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «تعبدون» في محلّ نصب خبر كنتم.
    (76) (أنتم) ضمير منفصل مبنيّ في محلّ رفع توكيد للضمير الفاعل في (تعبدون) ، (الواو) (عاطفة (آباؤكم) معطوف على الضمير الفاعل في (تعبدون) .
    (77) (الفاء) استئنافيّة «12» ، (لي) متعلّق بنعت لعدو (إلّا) أداة استثناء (ربّ) مستثنى منصوب على الاستثناء المنقطع «13» .
    وجملة: «إنّهم عدوّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول السابق.
    (78) (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب نعت لربّ العالمين «14» ، والنون في (خلقني) للوقاية وكذلك في الأفعال (يهدين، يطعمني، يسقين، يشفين، يميتني، يحيين) ، (الفاء) عاطفة ... وحذفت الياء من الأفعال للفواصل.
    وجملة: «خلقني ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «هو يهدين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «يهدين ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .
    (79) (الواو) عاطفة (الذي) موصول معطوف على الذي الأول، كذلك الموصولان الآتيان..
    وجملة: «هو يطعمني ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثاني.
    وجملة: «يطعمني ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) .
    وجملة: «يسقين ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يطعمني (80) (الواو) عاطفة (الفاء) رابطة لجواب الشرط ...
    وجملة: «مرضت ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «هو يشفين» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «يشفين» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هو) الثاني.
    (81) وجملة: «يميتني ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الثالث.
    وجملة: «يحيين» لا محلّ لها معطوفة على جملة يميتني.
    (82) (أن) حرف مصدريّ ونصب (لي) متعلّق ب (يغفر) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يغفر) .
    وجملة: «أطمع» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) الرابع.
    وجملة: «يغفر» ... لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    والمصدر المؤوّل «أن يغفر ... » في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (أطمع) ، أي أطمع بأن يغفر.
    البلاغة
    1- التعريض: في قوله تعالى: فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ.
    وإنما قال «عَدُوٌّ لِي» تصويرا للمسألة في نفسه، على معنى: أني فكرت في أمري فرأيت عبادتي لها عبادة للعدو، فاجتنبتها، وآثرت عبادة من الخير كله منه وأراهم بذك أنها نصيحة نصح بها نفسه أولا، وبنى عليها تدبير أمره، لينظروا فيقولوا: ما نصحنا إبراهيم إلا بما نصح به نفسه، وما أراد لنا إلا ما أراد لروحه، ليكون أدعى لهم إلى القبول، وأبعث على الاستماع منه. ولو قال: فإنه عدوّ لكم، لم يكن بتلك المثابة ولأنه دخل من باب من التعريض، وقد يبلغ التعريض للمنصوح ما لا يبلغه التصريح، لأنه يتأمّل فيه، فربما قاده التأمل إلى التقبل ومنه ما يحكى عن الشافعي، رضي الله عنه، أن رجلا واجهه بشيء فقال:
    لو كنت بحيث أنت، لاحتجت إلى أدب.
    2- أسرار حروف العطف: وهنا موضع دقيق المسلك، لطيف المرمى، قلما ينتبه إليه أحد أو يتفطن إليه كاتب، فإن أكثر الناس يضعون حروف العطف في غير مواضعها، فيجرون ب «في» ما ينبغي له أن يجر ب «على» : كما أنهم يعطفون دون أن يتفطنوا إلى سر الحرف الذي عطف به الكلام، فقد قال تعالى:
    «وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ، وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ، وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ» فالأول عطفه بالواو التي هي لمطلق الجمع، وتقديم الإطعام على الإسقاء، والإسقاء على الإطعام، جائز لولا مراعاة حسن النظم، ثم عطف الثاني بالفاء لأن الشفاء يعقب المرض بلا زمان خال من أحدهما، ثم عطف الثالث بثم لأن الإحياء يكون بعد الموت بزمان ولهذا جيء في عطفه بثم التي هي للتراخي.
    3- التنكيت: في قوله تعالى وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ فإن السر في إضافة المرض إلى نفسه التأدب مع الله تعالى بتخصيصه بنسبة الشفاء الذي هو نعمة ظاهرة إليه تعالى، إذ أسند إلى الله أفعال الخير كلها وأسند فعل الشر إلى نفسه، وللاشارة إلى أن كثيرا من الأمراض تحدث بتفريط الإنسان في مأكله ومشربه وغير ذلك.
    الفوائد
    مراعاة الفواصل:
    في قوله تعالى: يَهْدِينِ، ويَسْقِينِ، ويَشْفِينِ، ويُحْيِينِ» وجميع هذه الآيات حذفت فيها ياء المتكلم، مراعاة للنسق اللفظي في سائر آيات السورة. وهذا المقام ليس الوحيد الذي تراعى فيه الفواصل والجرس الموسيقي للنظم القرآني. ففي القرآن مواطن كثيرة، قد أخذت بهذا الاتجاه الذي ليس له غاية سوى التأثير في أذهان السامعين، وخصوصا المعاندين من مشركي قريش.
    وقد حصل هذا التأثير في مواطن كثيرة كما يروي لنا التاريخ ... !
    __________
    (1) أو (اللام) للتقوية زائدة، وضمير المتكلّم في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل غائظون.
    (2) أو خبر إن ثان مرفوع.
    (3) أو هي الخبر فقط، والظرف قبلها (معي) متعلّق بحال من ربّي ... يجوز أن تكون الجملة حالا من ربّي، والعامل في الحال معنى التوكيد في إنّ.
    (4) تقدّمها فعل فيه معنى القول دون حروفه وهو أوحينا.. ويجوز أن يكون الحرف مصدريّا، والمصدر المؤوّل في محلّ جر بحرف جر محذوف متعلّق ب (أوحينا) ، أي بأن اضرب.
    (5) أو توكيد معنوي لموسى وقومه منصوب.
    (6) المعربون يجعلونها عاطفة تعطف جملة (اتل) على الجملة المقدّرة التي تعلّق بها (إذ) في قوله: إذ نادى ربّك موسى ... الآية (10) ، وفي هذا ما فيه من التكلّف.
    (7) أو متعلّق بالمصدر نبأ.
    (8) الأفعال (يسمعون، تدعون، ينفعون، يضرّون) هي مضارعة لفظا ماضية معنى.
    (9) في الكلام تقدير مضاف أي: هل يسمعون دعاءكم، أو جملة مقدّرة حاليّة أي:
    هل يسمعنكم تدعون.
    (10) حذف المفعول من فعل يضرّون للفاصلة أي يضرّونكم. [.....]
    (11) أو متعلّق ب (يفعلون) .
    (12) أو تعليليّة إذا أوّل فعل الرؤية بمعنى أخبروني أي أخبروني عمّا تعبدون هل هم حقيقي بالعبادة فإنّهم عدوّ ...
    (13) أو المتّصل بحسب تأويل اعتقادهم بالمعبود إن كان الله من بين ما يعبدون أو لا.
    (14) أو مبتدأ خبره جملة هو يهدين بزيادة الفاء ... أو هو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  9. #429
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة الشعراء
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء التاسع عشر
    (الحلقة 429)
    من صــ 89الى صـ 102



    [سورة الشعراء (26) : الآيات 83 الى 89]
    رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87)
    يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)

    الإعراب:
    (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) مضاف إليه (لي) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله هب (الواو) عاطفة (بالصالحين) متعلّق ب (ألحقني) .
    جملة: «ربّ ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «هب لي ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «ألحقني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة هب ...
    (84) (الواو) عاطفة (لي) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله اجعل (في الآخرين) متعلّق بنعت للسان- أو بحال منه-.
    وجملة: «اجعل ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
    (85) (الواو) عاطفة (من ورثة) متعلق بمفعول به ثان لفعل اجعلني ...
    وجملة: «اجعلني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
    (86) (الواو) عاطفة (لأبي) متعلّق ب (اغفر) ، (من الضالّين) متعلّق بخبر كان.
    وجملة: «اغفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
    وجملة: «إنّه كان من الضالّين ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «كان من الضالّين..» في محلّ رفع خبر إنّ.
    (87) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة، وعلامة الجزم في (تخزني) حذف حرف العلّة.. و (النون) للوقاية (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (تخزني) ، و (الواو) في (يبعثون) نائب الفاعل ...
    وجملة: «لا تخزني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب النداء.
    (88) (يوم) الثاني بدل من الظرف الأول منصوب (لا) نافية و (لا) الثانية زائدة لتأكيد النفي (بنون) معطوف بالواو على مال مرفوع، وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر.
    وجملة: «لا ينفع مال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    (89) (إلّا) أداة استثناء (من) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء المتّصل «1» ، (بقلب) متعلّق بمحذوف حال من فاعل أتى.
    وجملة: «أتى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    الصرف:
    (85) ورثة: جمع وارث، اسم فاعل من الثلاثيّ ورث، وزنه فاعل، ووزن ورثة فعلة بفتحتين.
    (89) سليم: صفة مشبّهة من الثلاثي سلم باب فرح، وزنه فعيل.
    البلاغة
    1- التقديم: في قوله تعالى رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ .
    فقد استوهب الحكم أولا، ثم طلب الإلحاق بالصالحين، والسر فيه دقيق جدا، ذلك أن القوة النظرية مقدمة على القوة العملية، لأنه يمكنه أن يعلم الحق وإن لم يعمل به، وعكسه غير ممكن، لأن العلم صفة الروح والعمل صفة البدن، وكما أن الروح أشرف من البدن، كذلك العلم أفضل من الصلاح.
    2- المجاز: في قوله تعالى وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ.
    فاللسان مجاز عن الذكر بعلاقة السببية، واللام للنفع، ومنه يستفاد الوصف بالجميل.

    [سورة الشعراء (26) : الآيات 90 الى 93]
    وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة «2» ، (الجنّة) نائب الفاعل مرفوع (للمتّقين) متعلّق ب (أزلفت) .
    جملة: «أزلفت الجنّة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    (91) (الواو) عاطفة (الجحيم للغاوين) مثل الجنّة للمتّقين.
    وجملة: «برّزت الجحيم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أزلفت.
    (92) (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق ب (قيل) ، (أين) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (ما) ، والعائد محذوف أي تعبدونها ...
    وجملة: «قيل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أزلفت.
    وجملة: «أين ما كنتم ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «3» .
    وجملة: «كنتم تعبدون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «تعبدون..» في محلّ نصب خبر كنتم.
    (93) (من دون) متعلّق بحال من العائد المقدّر (هل) حرف استفهام للإنكار والاستهزاء (أو) حرف عطف.
    وجملة: «ينصرونكم» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «ينتصرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينصرونكم.
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 94 الى 95]
    فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة، والواو في (كبكبوا) نائب الفاعل (فيها) متعلّق ب (كبكبوا) بتضمينه معنى ألقوا على وجوههم (هم) ضمير في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل نائب الفاعل (الغاوون) معطوف على الضمير نائب الفاعل، مرفوع وعلامة الرفع الواو.
    جملة: «كبكبوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    (95) (الواو) عاطفة (جنود) معطوف على الضمير المتّصل نائب الفاعل (أجمعون) توكيد للألفاظ المتعاطفة مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
    البلاغة
    قوة اللفظ لقوة المعنى: في قوله تعالى فَكُبْكِبُوا فِيها هُمْ وَالْغاوُونَ.
    وهذا مما انفرد به ابن جني في كتاب «الخصائص» فإن الكبكبة تكرير الكب.
    جعل التكرير في اللفظ دليلا على التكرير في المعنى، كأنه إذا ألقي في جهنم ينكب مرة بعد مرة حتى يستقرّ في قعرها.
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 96 الى 102]
    قالُوا وَهُمْ فِيها يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ (98) وَما أَضَلَّنا إِلاَّ الْمُجْرِمُونَ (99) فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ (100)
    وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102)

    الإعراب:
    (الواو) حاليّة (فيها) متعلّق ب (يختصمون) .
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «هم فيها يختصمون» في محلّ نصب حال من فاعل قالوا.
    (97) (التاء) تاء القسم (الله) لفظ الجلالة مجرور ب (التاء) متعلّق بفعل أقسم مقدرا (إن) مخففّة من الثقيلة مهملة، (اللام) هي الفارقة «4» ، (في ضلال) متعلّق بخبر كنّا.
    وجملة: « (أقسم) بالله» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إن كنّا لفي ضلال ... » لا محلّ لها جواب القسم.
    (98) (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق بالاستقرار الذي تعلّق به خبر كنّا «5» ، (بربّ) متعلّق ب (نسوّيكم) .
    وجملة: «نسوّيكم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    (99) (الواو) اعتراضيّة (ما) نافية (إلّا) أداة حصر (المجرمون) فاعل أضلّنا مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
    وجملة: «ما أضلّنا إلّا المجرمون» لا محلّ لها اعتراضيّة.
    (100) (الفاء) عاطفة (ما) نافية (لنا) متعلّق بخبر مقدّم (شافعين) مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ مؤخّر.
    وجملة: «ما لنا من شافعين» لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
    (101- 102) (الواو) عاطفة (لا) زائدة لتأكيد النفي (صديق) معطوف على شافعين، مجرور مثله لفظا. (الفاء) استئنافيّة (لو) حرف تمنّ (لنا) متعلّق بخبر أنّ (كرّة) اسم أنّ مؤخّر منصوب (الفاء) فاء السببيّة (نكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد الفاء، واسم نكون ضمير مستتر تقديره نحن (من المؤمنين) خبر نكون.
    والمصدر المؤوّل (أنّ لنا كرّة) في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف أي لو رجوعنا حاصل.
    والمصدر المؤوّل (أن نكون ... ) في محلّ نصب معطوف على المصدر كرّة أي: ليت لنا رجوعا فكوننا مؤمنين.
    وجملة: «لو رجوعنا (حاصل) » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «نكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    الصرف:
    (شافعين) ، جمع شافع اسم فاعل من (شفع) الثلاثيّ، وزنه فاعل.
    (حميم) ، صفة مشبّهة من حمّ الأمر فلانا بمعنى أهمه باب نصر، والحميم القريب الذي تهتمّ بأمره أو الصديق، وزنه فعيل.
    البلاغة
    الإيضاح: في قوله تعالى وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ.
    والإيضاح: هو أن يذكر المتكلم كلاما، في ظاهره لبس، ثم يوضحه في بقية كلامه والإشكال الذي يحله الإيضاح يكون في معاني البديع من الألفاظ وفي إعرابها، ومعاني النفس دون الفنون. وهو هنا في قوله تعالى: وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ فإن الصديق الموصوف بصفة حميم هو الذي يفوق القرابة ويربو عليه، وهو أن يكون حميما، فالحميم من الاحتمام، وهو الاهتمام، أي يهمه أمرنا ويهمنا أمره. وقيل من الحامة وهي الخاصة من قولهم حامة فلان أي خاصته.
    الفوائد
    1- تقدم الكلام على حرفي الجر «الواو والتاء» واختصاصهما بالقسم، وأن التاء مختصة بلفظ الجلالة، ونحب الآن أن نشير إلى هاتين الفائدتين:
    الأولى أن أحرف الجر تنقسم إلى ثلاثة أقسام: «أصلي، وزائد، وشبيه بالزائد» أ- الأصلي: هو ما يحتاج إلى تعليق ولا يستغنى عنه لا معنى ولا إعرابا.
    ب- الزائد: ما يستغنى عنه إعرابا ولا يحتاج إلى متعلق.
    ج- الشبيه بالزائد: هو ما لا يمكن الاستغناء عنه لفظا ولا معنى إلا أنه لا يحتاج إلى تعليق، وهو خمسة أحرف: «رب وخلا وعدا وحاشا ولعلّ» .
    2- يجر الاسم في ثلاثة مواضع:
    أ- أن يقع بعد حرف جر.
    ب- أن يكون مضافا إليه.
    ج- أن يكون تابعا لمجرور.
    ولكل من هذه المواضع الثلاثة تفصيلات نتعرض لها في مناسباتها.

    [سورة الشعراء (26) : الآيات 103 الى 104]
    إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (104)

    الإعراب:
    (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) للتوكيد (آية) اسم إنّ مؤخّر منصوب (وما كان ... الرحيم) مرّ إعرابها «6» .
    جملة: «إنّ في ذلك لآية ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «ما كان أكثرهم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
    وجملة: «إنّ ربّك لهو ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ في ذلك ...
    وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

    [سورة الشعراء (26) : الآيات 105 الى 110]
    كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (109)
    فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (110)

    الإعراب:
    أنّث الفعل في (كذّبت) باعتبار معنى الفاعل وهو الجماعة أو الأمة لا لفظه بينما روعي لفظ القوم في قوله أخوهم.
    جملة: «كذّبت قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    (106) (إذ) ظرف للزمن الماضي متعلّق ب (كذّبت) ، (لهم) متعلّق ب (قال) ، (نوح) عطف بيان ل (أخوهم) مرفوع (ألا) أداة عرض.
    وجملة: «قال لهم أخوهم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «ألّا تتّقون..» في محلّ نصب مقول القول.
    (107) (لكم) متعلّق برسول بمعنى مرسل.
    وجملة: «إنّي لكم رسول ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    (108) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر، و (النون) في (أطيعون) هي للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة للفاصلة.
    وجملة: «اتّقوا ... » في محل جزم جواب شرط مقدّر أي إن صدّقتموني فاتّقوا الله «7» .
    وجملة: «أطيعون ... » معطوفة على جملة اتّقوا الله.
    (109) (الواو) عاطفة (ما) نافية (عليه) متعلّق بأجر بحذف مضاف أي على تبليغه (أجر) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به عامله أسألكم (إن) حرف نفي (إلّا) للحصر (على ربّ) متعلّق بخبر المبتدأ أجري.
    وجملة: «ما أسألكم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
    وجملة: «إن أجري إلّا على ربّ ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    (110) (فاتّقوا الله وأطيعون) مثل الأولى مفردات وجملا «8» .
    البلاغة
    التكرير: في قوله تعالى فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ التكرر هنا للتأكيد والتنبيه على أن كلا منهما مستقل في إيجاب التقوى والطاعة فكيف إذا اجتمعا.
    [سورة الشعراء (26) : آية 111]
    قالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام (لك) متعلّق ب (نؤمن) ، (الواو) واو الحال ...
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أنؤمن لك ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «اتّبعك الأرذلون ... » في محلّ نصب حال.

    [سورة الشعراء (26) : الآيات 112 الى 115]
    قالَ وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (112) إِنْ حِسابُهُمْ إِلاَّ عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ (113) وَما أَنَا بِطارِدِ الْمُؤْمِنِينَ (114) إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ (115)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبتدأ (علمي) خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل الياء. و (الياء) مضاف إليه (ما) حرف مصدريّ «9» ...
    والمصدر المؤوّل (ما كانوا يعملون) في محلّ جرّ ب (الباء) متعلّق بالمصدر علمي.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ما علمي ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول المقدّر أي أهم كذلك وما علمي ... ؟
    جملة: «كانوا يعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «يعملون» في محلّ نصب خبر كانوا.
    (113) (إن) نافية (إلّا) للحصر (على ربّي) متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ حسابهم (لو) حرف شرط غير جازم ...
    وجملة: «إن حسابهم إلّا على ربّي» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «تشعرون ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي لعلمتم أنّ حسابهم على ربّي.
    (114) (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنا) ضمير منفصل في محلّ رفع اسم ما (طارد) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (المؤمنين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء.
    وجملة: «ما أنا بطارد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إن حسابهم ...
    (115) (إن) حرف نفي (أنا) ضمير منفصل مبتدأ (إلّا) للحصر (نذير) خبر المبتدأ مرفوع.
    وجملة: «إن أنا إلّا نذير» لا محلّ لها تعليليّة.

    [سورة الشعراء (26) : آية 116]
    قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116)

    الإعراب:
    (اللام) موّطئة للقسم (إن) حرف شرط جازم (لم) حرف نفي (تنته) مضارع مجزوم فعل الشرط، (اللام) لام القسم (تكوننّ) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (من المرجومين) متعلّق بخبر تكوننّ.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لم تنته ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة النداء: «يا نوح» لا محلّ لها اعتراضيّة.
    وجملة: «تكوننّ ... » لا محلّ لها جواب القسم ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم.
    الصرف:
    (تنته) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة الجزم ...
    وزنه تفتع.
    (المرجومين) ، جمع المرجوم اسم مفعول من الثلاثيّ رجم، وزنه مفعول.
    الفوائد
    في هذه الآية اجتمع القسم والشرط، والسابق القسم وبما أن القاعدة تقول إذا اجتمع شرط وقسم وكان الجواب واحدا فيعتبر الجواب للأسبق منهما، ويحذف جواب المتأخر، ويقدر مفسرا بالأول (إذن لتكونن جوابا للقسم) قال ابن مالك في ألفيته:
    واحذف لدى اجتماع شرط وقسم ... جواب ما أخرت فهو ملتزم
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 117 الى 118]
    قالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118)

    الإعراب:
    (ربّ) منادى مضاف منصوب، حذفت منه أداة النداء، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف ...
    و (الياء) المحذوفة مضاف إليه، و (النون) في (كذّبون) للوقاية، جاءت قبل ياء المتكلّم المحذوفة للفاصلة، و (الياء) مفعول به.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة النداء: «ربّ وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول «10» .
    وجملة: «إنّ قومي كذّبون ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «كذّبون» في محلّ رفع خبر إنّ.
    (118) (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب «11» ، (بيني) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (افتح) ، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المضاف إليه (بينهم) معطوف على بيني بالواو ومتعلّق بما تعلّق به (فتحا)مفعول مطلق منصوب (الواو) عاطفة في الموضعين، و (النون) في (نجّني) للوقاية (من) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير المتكلّم مفعول نجنّي (معي) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (من المؤمنين) متعلّق بحال من العائد المقدّر في الصلة «12» .
    وجملة: «افتح ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «13» .
    وجملة: «نجّني ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة افتح.
    الصرف:
    (نجّني) ، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، مضارعه ينجّي، فلمّا انتقل إلى الأمر بني على حذف الياء، وزنه فعنّي.
    __________

    (1) المستثنى منه مقدّر في الآية السابقة أي: يوم لا ينفع مال ... أحدا إلّا من أتى ... ويجوز أن يكون منقطعا والمستثنى منه مال وبنون ... وبعض المعربين يجعل (إلّا) بمعنى لكن، و (من) بعدها مبتدأ خبره محذوف تقديره: ينفعه ذلك ... هذا وفعل (أتى) جاء ماضيا لفظا ومضارعا معنى، وكذلك الأفعال أزلفت، برّزت، كبكبوا، قالوا ... الآتية ...
    (2) أو عاطفة تعطف جملة أزلفت على جملة لا ينفع ... في محلّ جرّ.
    (3) هي في الأصل مقول القول للفعل المبنيّ للمعلوم.
    (4) وهي عوض من لام القسم الواجبة في خبر إنّ.
    (5) لم يتعلّق بالمصدر ضلال لأنه وصف قبل أن يعمل ... وبعضهم يجيز التعليق، وبعضهم يقدّر فعلا محذوفا أي ضللنا إذ نسوّيكم، وبعضهم يعلّقه بمبين أي كنّا في غاية الضلال الفاحش وقت تسويتنا إيّاكم برب ...
    (6) انظر الآيتين (67، 68) من هذه السورة.
    (7) وجملة الشرط المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
    (8) في الآية- 108- من هذه السورة.
    (9) أو اسم موصول في محلّ جرّ بالباء متعلّق بالمصدر علمي، والعائد محذوف أي يعملونه.
    (10) أو هي اعتراضيّة لا محلّ لها سيقت للاسترحام ... وجملة انّ قومي ... مقول القول في محلّ نصب. [.....]
    (11) أو رابطة لجواب شرط مقدّر.
    (12) أو هو تمييز للموصول (من) .
    (13) أو هي جواب شرط مقدّر أي: إن أردت إعانتي فافتح ...

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  10. #430
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة الشعراء
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء التاسع عشر
    (الحلقة 430)
    من صــ 102الى صـ 115




    [سورة الشعراء (26) : الآيات 119 الى 120]
    فَأَنْجَيْناهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنا بَعْدُ الْباقِينَ (120)

    الإعراب:
    (الفاء) عاطفة وكذلك (الواو) ، (من) اسم موصول في محلّ نصب معطوف على ضمير الغائب مفعول أنجينا (معه) مثل السابق «1» ، (في الفلك) متعلّق بالصلة المحذوفة «2» .
    جملة: «أنجيناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال ربّ ... «3» .
    (120) (ثمّ) حرف عطف (بعد) ظرف مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب متعلّق ب (أغرقنا) ...
    وجملة: «أغرقنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنجيناه.
    الصرف:
    (المشحون) ، اسم مفعول من الثلاثيّ شحن، وزنه مفعول.
    (الباقين) ، جمع الباقي، اسم فاعل من (بقي) الثلاثيّ، ووزن الباقين الفاعين، فيه إعلال بالحذف أصله الباقيين- بياءين- التقي ساكنان حذفت إحداهما وهي لام الكلمة.

    [سورة الشعراء (26) : الآيات 121 الى 122]
    إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (122)

    الإعراب:
    مرّ إعراب الآيتين مفردات وجملا «4» .
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 123 الى 135]
    كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ (124) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (125) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (126) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (127)
    أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128) وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129) وَإِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131) وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِما تَعْلَمُونَ (132)
    أَمَدَّكُمْ بِأَنْعامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135)

    الإعراب:
    (كذّبت عاد ... ربّ العالمين) آيات مرّ إعرابها، مفردات وجملا «5» .
    (128) (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (بكلّ) متعلّق ب (تبنون) .
    وجملة: «تبنون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تعبثون ... » في محلّ نصب حال من فاعل تبنون «6» .
    (129) (الواو) عاطفة، و (تتّخذون) متعدّ لواحد بمعنى تبنون، وفي معنى (لعلّكم) خلاف بين المفسّرين.
    وجملة: «تتّخذون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبنون.
    وجملة: «لعلّكم تخلدون ... » لا محلّ لها في حكم التعليل «7» .
    وجملة: «تخلدون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ.
    (130) (الواو) عاطفة (جبّارين) حال منصوبة من فاعل بطشتم.
    وجملة: «بطشتم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «بطشتم (الثانية) » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    (131) (فاتّقوا الله وأطيعون) مرّ إعرابها «8» مفردات وجملا.
    (132) (الواو) عاطفة (بما) متعلّق ب (أمدّكم) ، والعائد محذوف.
    وجملة: «اتّقوا الذي.» في محلّ جزم معطوفة على جملة اتّقوا الله.
    وجملة: «أمدّكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «تعلمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    (133- 134) (بأنعام) متعلّق ب (أمدّكم) الثاني (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة.
    وجملة: «أمدّكم (الثانية) » لا محلّ لها بدل من جملة أمدّكم الأولى (135) (عليكم) متعلّق ب (أخاف) .
    وجملة: «إنّي أخاف ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «أخاف ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    الصرف:
    (128) تبنون: فيه إعلال بالحذف أصله تبنيون- بياء بعد النون- استثقلت الضمّة على الياء فسكنت ونقلت الضمّة إلى النون- إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الفاعل فأصبح تبنون، وزنه تفعون.
    (ريع) ، جمع ريعة وهو المكان المرتفع أو الطريق المنفرج في الجبل، وزنه فعل بكسر فسكون.
    (129) مصانع: جمع مصنعة وهو الحوض أو البركة، وزنه مفعلة بفتح الميم أو ضمّها وفتح اللام أو ضمّها وهو من نوع اسم المكان ...
    ووزن مصانع مفاعل بفتح الميم وكسر العين ... والمصانع أيضا الحصون.
    الفوائد
    1- إذ قال لهم أخوهم هود:
    في قوله تعالى: أخوهم هود لفتة كريمة، تشير إلى أن الرسول أو النبي يكون من أوساط القوم المرسل إليهم، فليس هو جبارا من جبابرتهم، ولا هو ملك من ملائكة السماء، وإنما هو عبد من عباد الله، قد اختاره لتأدية رسالته لفئة من خلقه، فهو يشاركهم في سائر شؤونهم البشرية، ويختص بالوحي ينزل عليه ويؤمر بتبليغه، فهو أخوهم على كل حال.
    2- عند ما يكون البدل اسما والمبدل منه اسم استفهام أو اسم شرط، وجب أن يسبق البدل همزة الاستفهام أو «إن» الشرطية، نحو: كم رجالك أعشرون أم ثلاثون.
    ويسميه النحاة بدل تفصيل. وهو ينحصر في البدل المطابق، نحو من جاءك أزيد أم عمرو، ونحو:
    «من يجتهد إن علي أو خالد فأكرمه» فمن اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ، والجملة بعده خبره، وإن حرف شرط لا عمل لها هنا، لأنه أتي بها لإيضاح المعنى وليس للعمل، وعلي بدل من الضمير المستتر في يجتهد، وخالد معطوف على علي، وجملة فأكرمه في محل جزم جواب الشرط.
    ونحو: حيثما تنتظر في المدرسة وإن في الدار أو إفك فتبصّر وأرجو لك الهداية إلى الصواب.

    [سورة الشعراء (26) : الآيات 136 الى 138]
    قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ (136) إِنْ هذا إِلاَّ خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138)

    الإعراب:
    (سواء) خبر مقدّم مرفوع (علينا) متعلّق بسواء «9» ، (الهمزة) حرف مصدريّ للتسوية (أم) حرف عطف معادل للهمزة (من الواعظين) متعلّق بمحذوف خبر تكن.
    والمصدر المؤوّل (أوعظت ... ) في محلّ رفع مبتدأ مؤخّر أي:
    وعظك سواء علينا أم عدم وعظك.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: « (وعظك) سواء ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «وعظت ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (الهمزة) .
    وجملة: «لم تكن من الواعظين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وعظت.
    (137) (إن) حرف نفي (إلّا) أداة حصر (خلق) خبر المبتدأ هذا ...
    لفظا منصوب محلّا خبر ما، وعلامة الجرّ الياء.
    وجملة: «إن هذا إلّا خلق ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    (138) (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (معذّبين) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما، وعلامة الجّر الياء.
    وجملة: «ما نحن بمعذّبين» لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
    الصرف:
    (الواعظين) : جمع الواعظ، اسم فاعل من الثلاثيّ وعظ باب ضرب، وزنه فاعل.
    (خلق) : اسم بمعنى طبيعة المرء وشيمته، وزنه فعل بضمّتين.
    (معذّبين) : جمع معذّب، اسم مفعول من الرباعيّ عذّب، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 139 الى 140]
    فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُم ْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة، والثانية عاطفة (إنّ في ذلك ...
    العزيز الرحيم) مرّ إعرابها «10» .
    جملة: «كذّبوه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أهلكناهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة كذبوه.
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 141 الى 152]
    كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (145)
    أَتُتْرَكُونَ فِي ما هاهُنا آمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً فارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150)
    وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (152)

    الإعراب:
    (كذّبت ثمود ... ربّ العالمين) مرّ إعراب نظيرها «11» مفردات وجملا.
    (146) (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ، و (الواو) في (تتركون) نائب الفاعل (في ما) متعلّق ب (تتركون) ، (هاهنا) اسم إشارة مبنيّ، مسبوق بحرف التنبيه، في محلّ نصب ظرف مكان متعلّق بمحذوف صلة ما (آمنين) حال منصوبة من نائب الفاعل.
    وجملة: «تتركون ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول السابق.
    (147) (في جنّات) متعلّق بما تعلّق به الموصول ما، لأنه بدل منه بإعادة الجارّ.
    (148) وجملة: «طلعها هضيم ... » في محلّ جرّ نعت لنخل.
    (149) (من الجبال) متعلّق ب (تنحتون) بتضمينه معنى تتّخذون «12» ، (فارهين) حال منصوبة من فاعل تنحتون.
    وجملة: تنحتون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تتركون.
    (150) (فاتّقوا الله وأطيعون) مرّ إعرابها «13» ، مفردات وجملا ...
    (151) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة، وعلامة الجزم في (تطيعوا) حذف النون ... والواو فاعل.
    وجملة: «لا تطيعوا ... » معطوفة على جملة اتّقوا ...
    (152) (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للمسرفين (في الأرض) متعلّق ب (يفسدون) «14» ، (لا) نافية.
    وجملة: «يفسدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «لا يصلحون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    الصرف:
    (148) هضيم: صفة مشتقّة من الثلاثّي هضم باب فرح أي رقّ ولان، وزنه فعيل بمعنى مفعول.
    (149) فارهين: جمع فاره من الثلاثيّ فره بمعنى حذق ومهر باب كرم، اسم فاعل وزنه فاعل.
    البلاغة
    1- المجاز: في قوله تعالى وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ.
    نسبة الإطاعة إلى الأمر مجاز، وهي للأمر حقيقة، وفي ذلك من المبالغة ما لا يخفى ويجوز أن تكون الاطاعة مستعارة للامتثال، لما بينهما من الشبه في الإفضاء إلى فعل ما أمر به، أو مجازا مرسلا عنه للزومه له.
    الإرداف: في قوله تعالى الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ.
    لما كان «يفسدون» لا ينافي إصلاحهم أحيانا أردف بقوله تعالى وَلا يُصْلِحُونَ لبيان كمال إفسادهم وأنه لم يخالطه إصلاح أصلا.
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 153 الى 154]
    قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) ما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154)

    الإعراب:
    (إنّما) كافّة ومكفوفة (من المسحّرين) متعلّق بخبر المبتدأ أنت.
    جملة: «قالوا..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أنت من المسحّرين ... » في محلّ نصب مقول القول.
    (154) (ما) نافيّة (إلّا) للحصر (مثلنا) نعت لبشر مرفوع «15» (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (بآية) متعلّق ب (ائت) (كنت) فعل ماض ناقص- ناسخ- في محلّ جزم فعل الشرط (من الصادقين) متعلّق بخبر كنت.
    وجملة: «ما أنت إلّا بشر ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول «16» .
    وجملة: «ائت ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن كنت صادقا فأت بآية.
    وجملة: «إن كنت من الصادقين» لا محلّ لها تفسيريّة.. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
    الصرف:
    (المسحّرين) ، جمع المسحّر، اسم مفعول من الرباعيّ سحّر، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 155 الى 156]
    قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156)

    الإعراب:
    (لها) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (شرب) الأول (الواو) عاطفة (لكم) مثل لها والمبتدأ (شرب) الثاني.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «هذه ناقة ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «لها شرب ... » في محلّ رفع نعت لناقة.
    وجملة: «لكم شرب ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لها شرب «17» .
    (156) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (بسوء) متعلّق ب (تمسّوها) بمعنى تنالوها (الفاء) فاء السببيّة (يأخذكم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببيّة، (عذاب) الفاعل ...
    وجملة: «لا تمسّوها ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر في حيّز القول أي: لا تزاحموها في وقت شربها ولا تمسّوها ...
    الصرف:
    (شرب) ، اسم للماء المشروب، أو لنصيب منه، وزنه فعل بكسر فسكون.

    [سورة الشعراء (26) : الآيات 157 الى 159]
    فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذابُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة، والثانية عاطفة.
    جملة: «عقروها ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أصبحوا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    (158- 159) (الفاء) عاطفة (إنّ في ذلك ... العزيز الرحيم) مرّ إعرابهما «18» مفردات وجملا.
    وجملة: «أخذهم العذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    الفوائد
    - قصة ناقة صالح وعقرها:
    ذكر القرطبي ما يلي:
    أوحى الله إلى صالح، أن قومك سيعقرون ناقتك، فقال لهم ذلك، فقالوا: ما كنا لنفعل، فقال لهم صالح: إنه سيولد في شهركم هذا غلام يعقرها، ويكون هلاككم على يديه، فقالوا: لا يولد في هذا الشهر ذكر إلا قتلناه، فولد لتسعة منهم في ذلك الشهر، فذبحوا أبناءهم، ثم ولد للعاشر، فأبى أن يذبح ابنه، وكان لم يولد له من قبل، فكان ابن العاشر أزرق أحمر، فنبت نباتا سريعا، فكان إذا مرّ بالتسعة قالوا: لو كان أبناؤنا أحياء لكانوا قبل هذا. وغضب التسعة على صالح، لأنه كان سببا لقتلهم أبناءهم، فتعصبوا، أو تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله، فقالوا: نخرج إلى سفر، فيرى الناس سفرنا، فنكون في غار، حتى إذا كان الليل، وخرج صالح إلى مسجده، أتيناه فقتلناه، ثم قلنا:ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون، فيصدقوننا ويعلمون أنا قد خرجنا إلى سفر، وكان صالح لا ينام معهم في القرية، بل كان ينام في المسجد، فإذا أصبح أتاهم فوعظهم.
    فلما دخلوا الغار أرادوا أن يخرجوا، فسقط عليهم الغار فقتلهم، فرأى ذلك الناس ممن كان قد اطلع على ذلك، فصاحوا في القرية: يا عباد الله، أما رضي صالح أن أمر بقتلهم أولادهم حتى قتلهم، فاجتمع أهل القرية على عقر الناقة.
    وروي أن مسطعا، ألجأ الناقة إلى مضيق في شعب، فرماها بسهم، فأصاب رجلها فسقطت، ثم ضربها قدار، وقيل: إنه قال لا أعقرها حتى يرضوا أجمعين، فكانوا يدخلون على المرأة في خدرها فيقولون: أترضين؟ فتقول: نعم، وكذلك صبيانهم.
    ولذلك ضرب ب «قدار» المثل في الشؤم. وفي ذلك يقول زهير:
    وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم ... وما هو عنها بالحديث المرجم
    متى تبعثوها تبعثوها ذميمة ... وتضر إذا ضريتموها فتضرم
    فتعرككم عرك الرحى بثفالها ... وتلقح كشافا ثم تنتج فتتئم
    فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم ... كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم
    أي أنها تلدكم أبناء، كل واحد منهم يضاهي في الشؤم عاقر الناقة قدار بن سالف. وكان من حق زهير أن يقول: كأحمر ثمود ولكنه قال: كأحمر عاد. وبذلك جانبه الصواب، وجلّ من لا يخطئ.
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 160 الى 166]
    كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ (160) إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ (161) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (162) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (163) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (164)
    أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ (166)

    الإعراب:
    (كذّبت قوم لوط ... على ربّ العالمين) مرّ إعراب نظيرها «19» مفردات وجملا ...
    (165) (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ التقريعيّ (من العالمين) متعلّق بحال من الذكران ...
    وجملة: «تأتون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    (166) (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (لكم) متعلّق ب (خلق) ، (من أزواجكم) متعلّق بحال من العائد المقدّر «20» ، (بل) للإضراب الانتقاليّ (قوم) خبر مرفوع (عادون) نعت لقوم مرفوع ...
    وجملة: «تذرون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة تأتون.
    وجملة: «خلق لكم ربّكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «أنتم قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة ...
    الصرف:
    (165) الذكران: جمع الذكر، اسم لما هو ضدّ الأنثى، وزنه فعل بفتحتين، ووزن الذكران فعلان بضمّ فسكون، وثمّة جموع أخرى هي ذكور بضمّ الذال وذكارة بكسر الذال.
    (166) عادون: فيه إعلال بالحذف أصله عاديون- بياء قبل الواو- استثقلت الضمّة على الياء فسكّنت ونقلت حركتها إلى الدال قبلها ... ثمّ حذفت لالتقائها ساكنة مع الواو فأصبح عادون زنة فاعون (173- البقرة) .
    البلاغة
    الإبهام: في قوله تعالى ما خَلَقَ لَكُمْ.
    وقد أراد به أقبالهنّ، وفي ذلك مراعاة للحشمة والتصون. و «من» تحتمل البيان، وتحتمل التبعيض.
    __________
    (1) في الآية السابقة (118) .
    (2) أو متعلّق بحال من الضمير المفعول في (أنجيناه) وما عطف عليه.
    (3) في الآية (117) من هذه السورة.
    (4) في الآيتين (67، 68) من هذه السورة.
    (5) في الآيات (105- 109) من هذه السورة.
    (6) أو في محلّ نصب نعت لآية، والرابط مقدّر أي تعبثون بها.
    (7) يجوز أن تكون الجملة حالا بمعنى راجين الخلود.
    (8) في الآية (108) من هذه السورة.
    (9) أو بمحذوف نعت لسواء.
    (10) مفردات وجملا، في الآيتين (67، 68) من هذه السورة.
    (11) في الآيات (105- 109) من هذه السورة. [.....]
    (12) أو (من) بمعنى في.
    (13) في الآية (108) من السورة.
    (14) أو متعلق بحال من فاعل يفسدون.
    (15) (مثلنا) لم يزد بالإضافة تعريفا.
    (16) أو بدل من جملة مقول القول.
    (17) والرابط مقدّر أي لكم شرب من دونها ... ويجوز أن تكون الجملة استئنافيّة من غير الرابط، أو اعتراضيّة.
    (18) في الآيتين (67، 68) ، من هذه السورة.
    (19) في الآيات (105- 109) ، من هذه السورة.
    (20) أو تمييز للموصول (ما) .

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  11. #431
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة الشعراء
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء التاسع عشر
    (الحلقة 431)
    من صــ 115الى صـ 129




    [سورة الشعراء (26) : آية 167]
    قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ (167)

    الإعراب:
    مرّ إعراب نظيرها مفردات وجملا «1» .

    [سورة الشعراء (26) : الآيات 168 الى 169]
    قالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ (168) رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ (169)

    الإعراب:
    (لعملكم) متعلّق بالقالين «2» ، (من القالين) خبر إنّ ...
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّي ... من القالين» في محلّ نصب مقول القول.
    (169) (ربّ) منادى مضاف منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) المحذوفة مضاف إليه، و (النون) في (نجّني) نون الوقاية (أهلي) معطوف على الضمير الياء في (نجّني) بالواو، منصوب، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء، و (الياء) مضاف إليه (ما) حرف مصدريّ «3» .
    والمصدر المؤوّل (ما يعملون) في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ب (نجّني) .
    وجملة: «ربّ» ... لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «نجّني ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «يعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    الصرف:
    (القالين) ، جمع القالي، اسم فاعل من الثلاثيّ قلى- أي أبغض- وفي (القالين) إعلال بالحذف أصله القاليين- بياءين ساكنتين- حذفت إحداهما- لام الكلمة- وبقيت علامة الإعراب، وزنه الفاعين.
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 170 الى 175]
    فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (170) إِلاَّ عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ (171) ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (172) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (173) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (174)
    وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (175)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة (أهله) معطوف على ضمير الغائب في (نجّيناه) بالواو، منصوب (أجمعين) توكيد منصوب «4» ، وعلامة النصب الياء.
    جملة: «نجّيناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    (171) (إلّا) أداة استثناء (عجوزا) منصوب على الاستثناء (في الغابرين) متعلق بنعت ل (عجوزا) .
    (172) وجملة: «دمّرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    (173) (الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (أمطرنا) ، (مطرا) مفعول به منصوب «5» ، (الفاء) عاطفة (ساء) فعل ماض لإنشاء الذّم (مطر) فاعل فعل الذّم مرفوع ... والمخصوص بالذم محذوف تقديره مطرهم.
    وجملة: «أمطرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دمّرنا.
    وجملة: «ساء مطر المنذرين» لا محلّ لها معطوفة على جملة أمطرنا.
    (174- 175) (إنّ في ذلك ... العزيز الرحيم) مرّ إعرابهما «6»
    الفوائد
    - فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ:
    أشرنا فيما سبق إلى أن أفعال المدح ثلاثة: نعم، وحبّ، وحبذا.
    وأن أفعال الذم ثلاثة أيضا، وهي:
    بئس، وساء، ولا حبذا.
    ونزيد على ذلك أن جمل هذه الأفعال إنشائية وليست خبرية. وهذه الأفعال لا تتصرف، لأنها لا تتضمن معنى الحدث الذي يلازم التصرف.
    - ملاحظة: حبذا: فعل مركب من «حبّ» و «ذا» اسم إشارة.
    - ملاحظة ثانية: يتقدم التمييز على المخصوص بالذم نحو:
    ألا حبذا قوما سليم فإنهم ... وفوا وتواصوا بالإعانة والصبر
    ويجوز تأخيره عن نحو:
    حبذا الصبر شيمة لامرئ رام ... مباراة مولع بالمغاني
    - ملاحظة ثالثة: «ذا» الكائنة في «حبذا» تلتزم الإفراد والتذكير وإن كان المخصوص غير ذلك، ويجب أن نراعي في تمييز هذا الباب خمسة أمور: للإيجاز نحيلك على المطولات من كتب النحو.
    ويمكن أن نقدر التمييز في الآية التي نحن بصددها فنقول «ساء مطرا مطر المنذرين» ويمكن غير ذلك. فتأمل واختر ...
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 176 الى 184]
    كَذَّبَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ (176) إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ (177) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (178) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (179) وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلى رَبِّ الْعالَمِينَ (180)
    أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ (181) وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ (182) وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (183) وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ (184)

    الإعراب:
    (كذّب أصحاب ... على ربّ العالمين) مرّ إعراب نظيرها مفردات وجملا «7» .
    (181) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (من المخسرين) متعلّق بخبر تكونوا.
    وجملة: «أوفوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «8» .
    وجملة: «لا تكونوا ... » لا محل لها معطوفة على جملة أوفوا ...
    (182) (الواو) عاطفة (بالقسطاس) متعلّق بحال من فاعل زنوا أي متلبسين بالقسطاس.
    وجملة: «زنوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوفوا..
    (183) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (أشياءهم) مفعول به ثان منصوب (لا تعثوا) مثل لا تبخسوا (في الأرض) متعلّق ب (تعثوا) ، (مفسدين) حال منصوبة مؤكّدة لمعنى عاملها.
    وجملة: «لا تبخسوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوفوا ...
    وجملة: «لا تعثوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوفوا ...
    (184) (الواو) عاطفة (الذي) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (الجبلّة) معطوف بالواو، على ضمير الخطاب المفعول منصوب، (الأولين) نعت للجبلّة منصوب مثله وعلامة النصب الياء.
    وجملة: «اتّقوا ... » لا محلّ لها معطوفة على أوفوا ...
    وجملة: «خلقكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    الصرف:
    (المخسرين) ، جمع المخسر، اسم فاعل من الرباعيّ أخسر، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
    (الجبلّة) ، اسم بمعنى الخلائق والأمم مأخوذ من الجبل لشدّتهم، وزنه فعلّة بكسر الفاء والعين وفتح اللام المشدّدة، وثمّة لغات أخرى في لفظها.
    الفوائد
    الأيكة فيها قراءتان:
    أ- الأيكة: وهي الشجر الملتف أو الغيضة.
    ب- ليكة: وهي اسم القرية التي سكنها قوم شعيب.
    وعلى ذلك الأيكة التي هي الغيضة أو الشجر الملتف بعضه على بعض نذكر بعض ما قاله الشعراء: في الأيك وحمامه الصادح على أفنانه. قال أحدهم:
    أيبكي حمام الأيك من فقد إلفه ... وأصبر عنها إنني لصبور
    وأنشد الرياشي لأحدهم:
    دعوت فوق أفنان من الأيك موهنا ... مطوقة ورقاء في إثر آلف
    فهاجت عقابيل الهوى إذ ترنمت ... وشبت ضرام الشوق تحت الشراسف
    بكت بجفون دمعها غير ذارف ... وأغرت جفوني بالدموع الذوارف
    وقال عوف بن محلّم:
    ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر ... وغصنك ميّاد ففيم تنوح
    أفق لا تنح من غير شيء فإنني ... بكيت زمانا والفؤاد صحيح
    ولوعا فشطت غربة دار زينب ... فها أنا أبكي والفؤاد جريح
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 185 الى 187]
    قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (185) وَما أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا وَإِنْ نَظُنُّكَ لَمِنَ الْكاذِبِينَ (186) فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (187)

    الإعراب:
    (قالوا إنّما ... المسحّرين) مرّ إعرابها مفردات وجملا «9» ، (ما أنت ... مثلنا) مرّ إعرابها «10» . (إن) مخففة من الثقيلة مهملة «11» ، (اللام) هي الفارقة (من الكاذبين) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله نظنّك.
    وجملة: «إن نظنّك لمن الكاذبين» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
    (187) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (علينا) متعلّق ب (أسقط) ، (من السماء) متعلّق بنعت ل (كسفا) ، (إن كنت من الصادقين) مرّ إعرابها «12» .
    وجملة: «أسقط ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي:
    إن كنت صادقا فأسقط.
    وجملة: «كنت من الصادقين ... » لا محلّ لها تفسيريّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
    [سورة الشعراء (26) : آية 188]
    قالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ (188)

    الإعراب:
    (ما) حرف مصدريّ «13» . والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم) .
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «ربّي أعلم ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «تعملون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 189 الى 191]
    فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كانَ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة، والثانية عاطفة، واسم (كان) ضمير مستتر يعود على عذاب يوم الظلّة ...
    وجملة: «كذّبوه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أخذهم عذاب ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «إنّه كان عذاب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    (إنّ في ذلك ... العزيز الرحيم) مرّ إعرابهما مفردات وجملا «14» .
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 192 الى 199]
    وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196)
    أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (اللام) هي المزحلقة للتوكيد ...
    والضمير في (إنّه) يعود على القرآن الكريم.
    جملة: «إنّه لتنزيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    (193) (به) متعلّق بحال من الروح أي متلبّسا به، والعامل فيها نزل ...
    وجملة: «نزل به الروح ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) «15» .
    (194- 195) (على قلبك) متعلّق ب (نزل) ، (اللام) تعليليّة (تكون) مضارع ناقص- ناسخ- منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من المنذرين) متعلّق بخبر تكون (بلسان) متعلّق ب (نزل) «16» ، (مبين) نعت ثان للسان مجرور.
    والمصدر المؤوّل أن تكون في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (نزل) .
    وجملة: «تكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    (196) (الواو) عاطفة (اللام) مزحلقة للتوكيد (في زبر) متعلّق بخبر إنّ.
    وجملة: «إنّه لفي زبر..» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه لتنزيل ...
    (197) (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ التقريعيّ (الواو) عاطفة (لهم) متعلّق بحال من آية (آية) خبر يكن منصوب (أن) حرف مصدريّ ونصب ...
    والمصدر المؤوّل (أن يعلمه علماء ... ) في محلّ رفع اسم يكن.
    وجملة: «لم يكن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه لفي زبر.
    وجملة: «يعلمه علماء ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    (198) (الواو) عاطفة (لو) حرف شرط غير جازم- امتناع لامتناع- (على بعض) متعلّق ب (نزّلناه) ...
    وجملة: «لو نزّلناه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لم يكن لهم آية.
    (199) (الفاء) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (قرأه) ، (ما) نافية (به) متعلّق بمؤمنين الخبر.
    وجملة: «قرأه عليهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نزّلناه.
    وجملة: «ما كانوا به مؤمنين» لا محلّ لها جواب شرط غير جازم (لو) .
    الصرف:
    (192) تنزيل: مصدر بمعنى اسم المفعول أي المنزل، وزنه تفعيل.
    (195) عربيّ: اسم منسوب إلى عرب- اسم جنس جمعيّ- وزنه فعليّ بفتح الفاء والعين.
    (198) الأعجمين: جمع الأعجم وهو مخفّف من الأعجميّ- بياء النسب- اسم لمن لا يتكلّم العربيّة، فهو وصف على وزن أفعل ومؤنّثه عجماء، وقياس جمعه عجم بضمّ فسكون، وجمع جمع السالم نظرا لأصله في النسب، وهو من عجم يعجم باب كرم، كان في لسانه لكنة.
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 200 الى 203]
    كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203)

    الإعراب:
    (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله سلكناه، والضمير الغائب في الفعل يعود على القرآن الكريم بحذف مضاف أي: سلكنا تكذيبه (في قلوب) متعلّق ب (سلكناه) .
    جملة: «سلكناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    (201) (لا) نافية (به) متعلّق ب (يؤمنون) ، (حتّى) حرف غاية وجرّ (يروا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد حتّى.
    والمصدر المؤوّل (أن يروا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق ب (يؤمنون) المنفي.
    وجملة: «لا يؤمنون ... » في محلّ نصب حال من المجرمين أو من الهاء.
    وجملة: «يروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    (202) (الفاء) عاطفة (يأتيهم) مضارع منصوب معطوف على (يروا) ، (بغتة) مصدر في موضع الحال «17» أي: مباغتا (الواو) واو الحال (لا) نافية ...
    وجملة: «يأتيهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يروا.
    وجملة: «هم لا يشعرون ... » في محلّ نصب حال.
    وجملة: «لا يشعرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
    (203) (الفاء) عاطفة (يقولوا) مضارع منصوب معطوف على يأتيهم، وعلامة النصب حذف النون ... و (الواو) فاعل (هل) حرف استفهام بمعنى التحسر أو الطمع في المحال ...
    وجملة: «يقولوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يأتيهم.
    وجملة: «هل نحن منظرون ... » في محلّ نصب مقول القول.
    الفوائد
    - شروط جمع المذكر السالم:
    يشترط له ثلاثة شروط:
    أ- أن لا تلحقه تاء التأنيث، فلا يجمع هذا الجمع من الأسماء مثل: طلحة، ولا من الصفات نحو علّامة، لئلا يجتمع فيهما علامتا التأنيث والتذكير، وهما النقيضان..
    ب- أن يكون لمذكر، فلا يجمع هذا الجمع من الأسماء علم المؤنث، نحو زينب، ولا صفة المؤنث نحو حائض.
    ج- أن يكون عاقلا لأن هذا الجمع مخصوص بالعقلاء، فلا يجمع نحو «شوشو» علما لكلب و «سابق» صفة لفرس، وأن لا يكون مركبا تركيبا مزجيا ولا إسناديا. وفيه بعض التفصيلات تجاوزناها بغية الإيجاز ومراعاة لخطة الكتاب.
    [سورة الشعراء (26) : آية 204]
    أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (204)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (الفاء) عاطفة (بعذابنا) متعلّق ب (يستعجلون) .
    جملة: «يستعجلون» لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
    أيغفلون عن حالهم من طلب الإنظار فيستعجلون بعذابنا.
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 205 الى 207]
    أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جاءَهُمْ ما كانُوا يُوعَدُونَ (206) ما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يُمَتَّعُونَ (207)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام (الفاء) استئنافيّة (متّعناهم) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (سنين) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (متّعناهم) ، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر.
    جملة: «رأيت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «متّعناهم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه الاستفهام الآتي أي: لم يغن عنهم تمتّعهم ...
    (206) (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل جاءهم «18» ، و (الواو)في (يوعدون) نائب الفاعل.
    وجملة: «جاءهم ما كانوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة متّعناهم.
    وجملة: «كانوا يوعدون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «يوعدون ... » في محلّ نصب خبر كانوا، والعائد محذوف.
    (207) (ما) الأول اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب مفعول به عامله أغنى وهو للإنكار والنفي «19» ، (عنهم) متعلّق ب (أغنى) ، (ما) حرف مصدريّ «20» والواو في (يمتّعون) نائب الفاعل.
    والمصدر المؤوّل (ما كانوا ... ) في محلّ رفع فاعل أغنى ...
    وجملة: «أغنى ... » في محلّ نصب مفعول به ثان لفعل رأيت بمعنى أخبرني.
    وجملة: «كانوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «يمتّعون ... » في محلّ نصب خبر كانوا.

    [سورة الشعراء (26) : الآيات 208 الى 209]
    وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ لَها مُنْذِرُونَ (208) ذِكْرى وَما كُنَّا ظالِمِينَ (209)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (قرية) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به (إلّا) للحصر (لها) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (منذرون) .
    جملة: «ما أهلكنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لها منذرون ... » في محلّ نصب حال من قرية- أو نعت لها- (209) (ذكرى) مفعول لأجله عامله منذرون «21» ، (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (ما) نافية.
    وجملة: «ما كنّا ظالمين» معطوفة على جملة لها منذرون أو حاليّة من الضمير في (لها) .

    [سورة الشعراء (26) : الآيات 210 الى 212]
    وَما تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّياطِينُ (210) وَما يَنْبَغِي لَهُمْ وَما يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (ما) نافية (به) متعلّق ب (تنزّلت) «22» .
    جملة: «ما تنزّلت به الشياطين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    (211) (الواو) عاطفة (ما) نافية، وفاعل (ينبغي) ضمير مستتر يعود على كتاب الله الحكيم أي ليس من مطلبهم ومبتغاهم (لهم) متعلّق ب (ينبغي) ، (الواو) عاطفة (ما) مثل الأولى.
    وجملة: «ما ينبغي ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «ما يستطيعون ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    (212) (عن السمع) متعلّق ب (معزولون) ، (اللام) المزحلقة للتوكيد.
    وجملة: «إنّهم ... لمعزولون ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    الصرف:
    (معزولون) ، جمع معزول، اسم مفعول من الثلاثيّ عزل، وزنه مفعول.
    __________
    (1) في الآية (116) من هذه السورة.
    (2) النحاة يجعلون التعليق في خبر محذوف تقديره قال- بتنوين اللام- و (من القالين) هو نعت للخبر المحذوف، بدعوى أن صلة (ال) الموصول لا تعمل في ما قبل الموصول ...
    (3) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف.
    (4) أو مفعول مطلق إن قصد به المصدر.
    (5) أو مفعول مطلق إن قصد به المصدر. [.....]
    (6) في الآيتين (67، 68) من هذه السورة.
    (7) في الآيات (105- 109) من هذه السورة.
    (8) أو استئناف في حيّز القول.
    (9) في الآية (153) من هذه السورة.
    (10) في الآية (154) من هذه السورة.
    (11) إذا دخلت (إن) المخفّفة على جملة فعلية- والفعل ناسخ- وجب إهمالها.
    (12) في الآية (154) من هذه السورة.
    (13) واسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف أي تعملونه.
    (14) في الآيتين (67، 68) من هذه السورة.
    (15) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    (16) أو متعلّق بالمنذرين ... وأجاز العكبري جعله بدلا من (به) بإعادة الجارّ أي ناطقا باللغة العربيّة.
    (17) أو مفعول مطلق نائب عن المصدر لأنه ملاقيه في المعنى أي يبغتهم بغتة أو هو نوعه أي إتيان المباغتة.
    (18) وهو أيضا مفعول رأيت على التنازع.
    (19) هذا إذا كان دالّا على شيء، وهو في محلّ نصب مفعول مطلق إن دلّ على مصدر بمعنى الإغناء. [.....]
    (20) أو اسم موصول في محلّ رفع فاعل، والعائد محذوف أي يمتّعونه.
    (21) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هذه ذكرى، والجملة اعتراضيّة.
    (22) والضمير في (به) يعود على القرآن الكريم.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  12. #432
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة النمل
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء التاسع عشر
    (الحلقة 432)
    من صــ 129الى صـ 142




    [سورة الشعراء (26) : الآيات 213 الى 220]
    فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214) وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217)
    الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (220)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف حال من (إلها) ، ومنع (آخر) من التنوين لأنه صفة على وزن أفعل (الفاء) فاء السببيّة (تكون) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء (من المعذّبين) متعلّق بمحذوف خبر تكون.
    والمصدر المؤوّل (أن تكون ... ) في محلّ رفع معطوف على مصدر مأخوذ من النهي السابق أي لا يكن منك دعوة لعبادة إله آخر فحصول العذاب لك.
    جملة: «لا تدع ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    (214- 215) (الواو) عاطفة في الموضعين (لمن) متعلّق ب (خفض) ، (من المؤمنين) متعلّق بحال من فاعل اتّبعك.
    وجملة: «أنذر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تدع.
    وجملة: «اخفض ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تدع ...
    وجملة: «اتّبعك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    (216) (الفاء) عاطفة (عصوك) فعل ماض مبنيّ على الضم المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين في محلّ جزم فعل الشرط ... و (الواو) فاعل، و (الكاف) مفعول به (الفاء) الثانية رابطة لجواب الشرط (ما) حرف مصدريّ «1» .
    وجملة: «إن عصوك ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «إنّي بريء ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    والمصدر المؤوّل (ما تعملون ... ) في محلّ جرّ ب (من) متعلّق ببريء.
    (217) (الواو) عاطفة (على العزيز) متعلّق ب (توكّل) .
    وجملة: «توكّل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنذر ...
    (218) (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ نعت ثان للعزيز (حين) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (يراك) .
    وجملة: «يراك ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «تقوم ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    (219- 220) (الواو) عاطفة (تقلّبك) معطوف على ضمير المفعول في (يراك) ، منصوب (في الساجدين) متعلق بالمصدر تقلّبك «2» ، (هو) ضمير منفصل في محلّ نصب توكيد للضمير المتّصل اسم إنّ على سبيل الاستعارة «3» .
    وجملة: «إنّه هو السميع ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    الفوائد
    وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ:
    عند ما نزلت هذه الآية دعا رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) أقاربه إلى دار عمه أبي طالب فكانوا أربعين رجلا، قد يزيدون واحدا وينقصون.
    فقال: يا بني عبد المطلب، لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم، أكنتم مصدقي؟ «أو كما قال» قالوا: نعم، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ...
    وفي رواية أنه قال: يا بني عبد المطلب، يا بني هاشم، يا بني عبد مناف، افتدوا أنفسكم من النار، فإني لا أغني عنكم شيئا ... !
    وتختلف الروايات ولكنها جميعها تخرج من مشكاة واحدة ... !
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 221 الى 223]
    هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ (223)

    الإعراب:
    (هل) حرف استفهام (على من) متعلّق ب (تنزّل) لأنه اسم استفهام له الصدارة، وقد حذفت إحدى التاءين من فعل تنزّل.
    جملة: «أنبّئكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تنزّل ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي أنبّئكم الثاني والثالث. وقد علّق الفعل بالاستفهام.
    (222) (على كلّ) متعلّق ب (تنزّل) الثاني (أثيم) نعت لأفاك مجرور.
    وجملة: «تنزّل (الثانية) » في محلّ نصب بدل من (تنزّل) الأولى.
    (223) والضمير في (يلقون) إمّا أن يعود على الشياطين، أو على كلّ أفّاك بحسب معناه، وكذلك الضمير في (أكثرهم) ، (الواو) عاطفة ...
    وجملة: «يلقون ... » في محلّ نصب حال من الشياطين، أو في محلّ جرّ نعت لكلّ أفّاك بحسب عودة الضمير «4» .
    وجملة: «أكثرهم كاذبون ... » معطوفة على جملة يلقون لها محلّ أو ليس لها.
    الصرف:
    (أفاك) ، صيغة مبالغة من الثلاثيّ أفك باب ضرب، وزنه فعّال بفتح الفاء وتشديد العين، الجمع: أفّاكون.
    [سورة الشعراء (26) : الآيات 224 الى 227]
    وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ (226) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة، والجملة لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يتّبعهم الغاوون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الشعراء) .
    (225) (الهمزة) حرف استفهام، وعلامة الجزم في (تر) حذف حرف العلّة (في كلّ) متعلّق ب (يهيمون) «5» .
    وجملة: «لم تر ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «يهيمون ... » في محلّ رفع خبر أنّ ...
    والمصدر المؤوّل (أنّهم ... يهيمون) في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي ترى.
    (226) (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ نصب مفعول به «6» ، (لا) نافية.
    وجملة: «يقولون ... » في محلّ رفع خبر أنّ (الثاني) .
    والمصدر المؤول (أنّهم يقولون ... ) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
    وجملة: «لا يفعلون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    (227) (إلّا) أداة استثناء (الذين) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء (الصالحات) مفعول به منصوب وعلامة النصب الكسرة (كثيرا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته (من بعد) متعلّق ب (انتصروا) ، (ما) حرف مصدريّ.
    والمصدر المؤوّل (ما ظلموا ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه ...
    و (الواو) في (ظلموا) نائب الفاعل (الواو) عاطفة (السين) حرف استقبال (أيّ) اسم استفهام منصوب مفعول مطلق عامله ينقلبون.
    وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «عملوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «ذكروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «انتصروا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «سيعلم الذين ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الشعراء يتّبعهم.
    وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
    وجملة: «ينقلبون ... » في محلّ نصب سدّت مسدّ مفعولي يعلم.
    المعلّق بالاستفهام.
    الصرف:
    (الشعراء) جمع شاعر اسم فاعل من الثلاثي شعر- نظم الشعر- وزنه فاعل والجمع فعلاء.
    البلاغة
    التمثيل: في قوله تعالى أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ.
    ذكر الوادي والهيوم: فيه تمثيل لذهابهم في كل شعب من القول، واعتسافهم وقلة مبالاتهم، بالغلوّ في المنطق ومجاوزة حدّ القصد فيه، حتى يفضلوا أجبن الناس على عنترة، وأشحهم على حاتم، وأن يبهتوا البرّي، ويفسقوا التقي.
    الفوائد
    1- الشعر والإسلام:
    كثير من الناس فهم هذه الآية على غير وجهها، فحسب أن الشعر حرام بجملته، وأن الشعراء ضالون جميعهم. وهذا فهم قاصر، ومجانف للحق والحقيقة، وهل الشعر إلا كلام يرد فيه الجيد المحمود، ويرد فيه الوسط العادي. فهو مثل الكلام المعتاد الذي لا يوصف بالحسن ولا بالرداءة، ويرد فيه البذيء المفحش، أو الشر الصراح، فهذا سيء، وقائله مجرم، ولا نستطيع أن نخرجه من فحوى الآية ومضمونها.
    ثم أليس وقد كان للرسول شعراء ينافحون عنه وعن الإسلام، وكان (صلّى الله عليه وسلّم) يحضهم ويحثهم على قول الشعر كفاحا عن الدين ونفاحا عن المؤمنين.
    وأليس وقد كان يستمع لحسان وغيره، ينشدون شعرهم في مسجده وبحضرته (صلّى الله عليه وسلّم) .
    وأليس وقد استمع إلى كعب بن زهير وهو ينشده قصيدته المشهورة: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول، فيعفو عنه بعد أن كان قد هدر دمه.
    بل ويخلع عليه بردته التي ابتاعها منه معاوية بثلاثين ألف درهم. واتخذها من بعده الخلفاء شعارا يرتدونها في الأعياد وفي المراسم.
    وقد عرف عن الخلفاء الراشدين أنهم كانوا يقرضون الشعر، ولو على قلة. وكان أشعرهم علي.
    وكان رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول إن من الشعر لحكمته..!
    وقد قفز الشعر قفزة عملاقة في ظل الخلافة الاسلامية. وقد أهدت إلينا العهود الاسلامية الزاهرة نخبة من الشعراء، ما كان لهم أن ينبغوا هذا النبوغ لو كانت الشريعة الاسلامية تقف ضد الشعر وتطارد الشعراء.
    وإن ورود الاستثناء في آخر الآية إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا إلخ يجعل ذمّ الشعراء محصورا في شعراء المشركين الذين آذوا الرسول وآذوا الدين.
    2- سطيح الغساني:
    أول كاهن في العرب، وكان جسده يدرج كما يدرج الثوب، وكان أبدا منسطحا على الأرض، وقد عمرّ (150) عاما، ومات في الليلة التي ولد فيها الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) . لقد أنذر بسيل العرم قبل وقوعه.
    وقد أرسل إليه ملك الفرس رسولا يسأله عن رؤيا رآها، ومعجزات حصلت ليلة مولد الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) .
    فأخبر سطيح بقوله: إذا ظهرت التلاوة، وفاض وادي السماوة، وظهر صاحب الهراوة، فليست الشام لسطيح بشام، يملك منهم ملوك وملكات بعدد ما سقط من الشرفات، وكل ما هو آت آت «والله أعلم» .
    سورة النّمل
    من الآية 1 إلى الآية 55

    [سورة النمل (27) : الآيات 1 الى 3]
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    طس تِلْكَ آياتُ الْقُرْآنِ وَكِتابٍ مُبِينٍ (1) هُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (3)

    الإعراب:
    (آيات) خبر المبتدأ تلك، مرفوع، والإشارة إلى آيات السورة (الواو) عاطفة (كتاب) معطوف على القرآن مجرور.
    جملة: «تلك آيات القرآن ... » لا محلّ لها ابتدائيّة ...
    (2- 3) (هدى) خبر ثان مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة «7» ، (للمؤمنين) متعلّق ببشرى، (الذين) اسم موصول في محلّ جرّ نعت للمؤمنين «8» ، (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (هم) الثاني في محلّ رفع توكيد للأول (بالآخرة) متعلّق ب (يوقنون) .
    وجملة: «يقيمون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «يؤتون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «هم ... يوقنون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة «9» .
    وجملة: «يوقنون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) الأول.
    البلاغة
    1- التنكير: في قوله تعالى وَكِتابٍ مُبِينٍ:
    نكّر الكتاب المبين، ليبهم بالتنكير، فيكون أفخم له، كقوله تعالى فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ. أما عطفه على القرآن مع أنه هو القرآن نفسه، فهو من قبيل عطف إحدى الصفتين على الأخرى كقولك: هذا فعل السخي والجواد الكريم، لأن القرآن هو المنزل المبارك المصدّق لما بين يديه، فكان حكمه حكم الصفات المستقلة بالمدح.
    2- تكرير الضمير: في قوله تعالى وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ.
    كرر الضمير، حتى صار معنى الكلام: ولا يوقن بالآخرة حق الإيقان إلا هؤلاء الجامعون بين الإيمان والعمل الصالح، لأن خوف الآخرة يحملهم على تحمل المشاق.
    3- التعبير بالاسمية والفعلية: في قوله تعالى الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ فإن الإيمان والإيقان بالآخرة أمر ثابت مطلوب دوامه، ولذلك أتى به جملة اسمية، وجعل خبرها فعلا مضارعا، فقال «وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ» ، للدلالة على أن إيقانهم يستمر على سبيل التجدد أما إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، مما يتكرر ويتجدد في أوقاتهما المعينة، ولذلك أتى بهما فعلين، فقال الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ.
    [سورة النمل (27) : الآيات 4 الى 5]
    إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ (4) أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ (5)

    الإعراب:
    (بالآخرة) متعلّق ب (لا يؤمنون) ، (لهم) متعلّق ب (زيّنا) ، (الفاء) عاطفة.
    جملة: «إنّ الذين.. زيّنا» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لا يؤمنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «زيّنا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «هم يعمهون» في محلّ رفع معطوفة على جملة زيّنا ...
    وجملة: «يعمهون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
    (5) (أولئك) مبتدأ، خبره (الذين) ، (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (سوء) ، (هم ... الأخسرون) مثل (هم ... يوقنون ... ) «10» .
    وجملة: «أولئك الذين ... » في محلّ رفع خبر ثان ل (إنّ) .
    وجملة: «لهم سوء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني.
    وجملة: «هم ... الأخسرون ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لهم سوء «11» .
    [سورة النمل (27) : آية 6]
    وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ (6)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (اللام) هي المزحلقة، ونائب الفاعل في (تلقّي) ضمير مستتر تقديره أنت (من لدن) متعلّق ب (تلقّي) .
    جملة: «إنّك لتلقّى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تلقّى ... » في محلّ رفع خبر إنّ ...

    الصرف:
    (تلقّى) ، فيه إعلال بالقلب، أصله تلقّي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، ورسمت قصيرة بياء غير منقوطة لأنها خامسة.
    [سورة النمل (27) : الآيات 7 الى 8]
    إِذْ قالَ مُوسى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ ناراً سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جاءَها نُودِيَ أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها وَسُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (8)

    الإعراب:
    (إذ) اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (لأهله) متعلّق ب (قال) ، (السين) حرف استقبال (منها) متعلّق ب (آتيكم) الأول «12» ، (بخبر) متعلّق ب (آتيكم) الأول (بشهاب) متعلّق ب (آتيكم) الثاني (قبس) بدل من شهاب مجرور «13» .
    جملة: «قال موسى ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجملة اذكر المقدرّة لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إني آنست..» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «آنست نارا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «سآتيكم ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «آتيكم (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة آتيكم (الأولى) .
    وجملة: «لعلّكم تصطلون» لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: «تصطلون ... » في محلّ رفع خبر لعلّ.
    (2) (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب نودي، ونائب الفاعل في (نودي) ضمير مستتر تقديره هو أي موسى «14» ، (أن) حرف تفسير «15» ، (من) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع نائب الفاعل (في النار) متعلّق بمحذوف صلة الموصول (من) ، (من حولها) مثل من في النار ومعطوف عليه، (الواو) استئنافيّة (سبحان) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره نسبّح (ربّ) نعت للفظ الجلالة مجرور مثله ...
    وجملة: «جاءها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «نودي ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «بورك ... » لا محلّ لها تفسيريّة..
    وجملة: « (نسبّح) سبحان ... » لا محلّ لها استئنافيّة ...
    الصرف:
    (تصطلون) ، فيه إبدال تاء الافتعال طاء، أصله تصتلون، فلمّا جاءت التاء بعد الصاد قلبت طاء.
    (بورك) ، فيه قلب الألف واوا لسكونها وتحرّك ما قبلها بالضمّ لمناسبة البناء للمجهول.
    البلاغة
    استعمال «أو» بدل الواو: في قوله تعالى سَآتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ.
    آثر «أو» على الواو، لنكتة بلاغية رائعة، فإن «أو» تفيد التخيير، وقد بنى الرجاء على أنه إن لم يظفر بحاجتيه جميعا لم يعدم واحدة منهما: إما هداية الطريق، وإما اقتباس النار هضما لنفسه واعترافا بقصوره نحو ربه.
    الفوائد
    - تصطلون:
    أصل الكلمة: تصتلون. ولكن حسب القاعدة التي تجنح دائما لتسهيل النطق، فعند ما وقعت التاء بعد الصاد، إحداهما مرققة والثانية مفخمة، وقد نجم عن ذلك صعوبة في الانتقال لبعد المخرجين عن بعضهما اقتضى قلب التاء طاء لتوحد المخرجين أو تقاربهما وبالتالي سهولة النطق بهما فتبصر ... !
    __________
    (1) أو اسم موصول في محلّ جرّ والعائد محذوف أي تعملونه.
    (2) و (في) بمعنى مع، أو متعلّق بحال من ضمير الخطاب في (تقلّبك) ، أي ساجدا في الساجدين.
    (3) أو ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ خبره (السميع) ، والجملة خبر إنّ.
    (4) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة فلا محلّ لها.
    (5) يجوز أن تكون متعلّقا بمحذوف خبر، وجملة يهيمون حالا من الضمير في الخبر، أو خبرا ثانيا.
    (6) أو نكرة موصوفة، والجملة بعدها نعت لها ... والعائد محذوف على كلّ حال.
    (7) يجوز أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف تقديره هي ... أو حالا من آيات، وعلامة النصب الفتحة المقدّرة.
    (8) أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم ...
    (9) أو في محلّ نصب حال من فاعل يقيمون ويؤتون.
    (10) في الآية السابقة.
    (11) يجوز أن تكون معطوفة على جملة أولئك الذين، أو معطوفة على الموصول خبر أولئك. [.....]
    (12) أو بحال من خبر- نعت تقدّم على المنعوت-
    (13) يجوز أن يكون نعتا له من قبيل الوصف بالمصدر.
    (14) يجوز أن يكون نائب الفاعل هو المصدر المؤوّل: أن بورك ... أو هو ضمير المصدر المفهوم من الفعل أي: النداء.
    (15) تقدّمها فعل بمعنى القول دون حروفه ... أو هي حرف مصدريّ، والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف أي بأن بورك، متعلّق ب (نودي) ...
    ويجوز أن تكون المخفّفة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف أي بأنّه بورك من في النار ...


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  13. #433
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة النمل
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء التاسع عشر
    (الحلقة 433)
    من صــ 142الى صـ 165





    [سورة النمل (27) : الآيات 9 الى 12]
    يا مُوسى إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) وَأَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10) إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (11) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَ
    خْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آياتٍ إِلى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (12)
    الإعراب:
    (موسى) منادى مفرد علم مبنيّ على الضمّ المقدّر في محلّ نصب، و (الهاء) في (انّه) هو ضمير الشأن في محل نصب اسم إنّ (العزيز) نعت للفظ الجلالة مرفوع (الحكيم) نعت ثان مرفوع.
    جملة: «النداء ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّه أنا الله ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «أنا الله ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    (10) (الواو) عاطفة و (الفاء) كذلك (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب (ولّى) ، (مدبرا) حال منصوبة مؤكّدة لمضمون عاملها (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة، والثانية نافية (لديّ) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (يخاف) المنفيّ. والياء الثانية من المشددة في محلّ جرّ بالإضافة.
    وجملة: «ألق ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
    وجملة: «رآها ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «تهتزّ..» في محلّ نصب حال من مفعول رآها.
    وجملة: «كأنّها جانّ ... » في محلّ نصب حال من فاعل تهتزّ «1» .
    وجملة: «ولّى ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «لم يعقّب ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب الشرط.
    وجملة النداء الثانية في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر.
    وجملة: «لا تخف ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «إنّي لا يخاف ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة وجملة: «لا يخاف ... المرسلون ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    (11) (إلّا) أداة استثناء «2» ، (من) اسم موصول في محلّ نصب على الاستثناء المنقطع «3» ، (ثمّ) حرف عطف (حسنا) مفعول به منصوب (بعد) ظرف منصوب متعلّق ب (بدّل) ، (الفاء) تعليليّة (رحيم) خبر ثان مرفوع.
    وجملة: «ظلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «بدّل» لا محلّ لها معطوفة على جملة ظلم.
    وجملة: «إنّي غفور ... » لا محلّ لها تعليليّة لمقدّر أي فأغفر له فإنّي غفور «4» .
    (12) (الواو) عاطفة (في جيبك) متعلّق ب (أدخل) ، (تخرج) مضارع مجزوم جواب الطلب (بيضاء) حال منصوبة (من غير) متعلّق بحال ثانية من فاعل تخرج (في تسع) متعلّق بحال ثالثة من فاعل تخرج أي آية في تسع آيات «5» ، (إلى فرعون) متعلّق بحال من تسع آيات «6» ، (فاسقين) نعت ل (قوما) منصوب وعلامة النصب الياء.
    وجملة: «أدخل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تخف «7» .
    وجملة: «تخرج ... » لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء أي: إن تدخل يدك ... تخرج ...
    وجملة: «إنّهم كانوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

    [سورة النمل (27) : الآيات 13 الى 14]
    فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (13) وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْ ها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة (لمّا جاءتهم) مثل لمّا رآها «8» ، (مبصرة) حال منصوبة من آياتنا.
    وجملة: «جاءتهم آياتنا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «هذا سحر ... » في محلّ نصب مقول القول.
    (14) (الواو) عاطفة (بها) متعلّق ب (جحدوا) ، (الواو) حاليّة (ظلما) مصدر في موضع الحال «9» ، منصوب (الفاء) استئنافيّة (كيف) اسم استفهام مبني في محلّ نصب خبر كان.
    وجملة: «جحدوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
    وجملة: «استيقنتها أنفسهم ... » في محلّ نصب حال من فاعل جحدوا بتقدير قد.
    وجملة: «انظر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول النظر- أو بتقدير الجارّ- وقد علّق الفعل بالاستفهام.
    الصرف:
    (مبصرة) ، مؤنّث مبصر، اسم فاعل من أبصر الرباعي في معنى المفعول على طريقة المجاز العقليّ.
    البلاغة
    الاستعارة المكنية التخييلية: في قوله تعالى فَلَمَّا جاءَتْهُمْ آياتُنا مُبْصِرَةً.
    جعل الأبصار لها، وهو حقيقة لمتأمليها، للملابسة بينها وبينهم، لأنهم إنما يبصرون بسبب تأملهم فيها، فالإسناد مجازي، من باب الإسناد إلى السبب.
    ويجوز أن تجعل الآيات، كأنها تبصر فتهدي، لأن العمي لا تقدر على الاهتداء فضلا أن تهدي غيرها، فيكون في الكلام استعارة مكنية تخييلية مرشحة.

    [سورة النمل (27) : الآيات 15 الى 26]
    وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً وَقالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنا عَلى كَثِيرٍ مِنْ عِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15) وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ وَقالَ يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هذا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وَقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ (19)
    وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّه ُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24)
    أَلاَّ يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُخْفُونَ وَما تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (علما) مفعول به ثان منصوب (الواو) عاطفة (لله) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ الحمد (الذي) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (على كثير) متعلّق ب (فضّلنا) ، (من عباده) متعلّق بنعت لكثير.
    جملة: «القسم المقدّرة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «آتينا ... » لا محلّ لها جواب القسم.
    وجملة: «قالا ... » لا محلّ لها معطوفة على مقدّر أي: فعملا بما أعطيناهما وقالا الحمد لله ...
    وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «فضّلنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    (16) (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب «10» ، (الناس) بدل من أيّ- أو عطف بيان- مرفوع لفظا (منطق) مفعول به ثان منصوب «11» (من كلّ) متعلّق ب (أوتينا) ، (اللام) هي المزحلقة للتوكيد (المبين) نعت للفضل مرفوع.
    وجملة: «ورث سليمان ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ورث.
    وجملة: «النداء وجوابها:» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «علّمنا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «أوتينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
    وجملة: «إنّ هذا لهو الفضل ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
    وجملة: «هو الفضل ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    (17) (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لسليمان) متعلّق ب (حشر) ، (جنوده) نائب الفاعل مرفوع (من الجنّ) متعلّق بحال من جنوده (الفاء) عاطفة، والواو في (يوزعون) نائب الفاعل.
    وجملة: «حشر ... جنوده» لا محلّ لها معطوفة على جملة قال ...
    وجملة: «هم يوزعون» لا محلّ لها معطوفة على جملة حشر ...
    وجملة: «يوزعون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
    (18) (حتى) حرف ابتداء (على واد) متعلّق ب (أتوا) ، وعلامة الجرّ الكسرة المقدّرة على الياء المحذوفة للتخفيف (يا أيّها النمل) مثل يا أيّها الناس (لا) نافية «12» ، (يحطمنّكم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع، والنون نون التوكيد (الواو) واو الحال (لا) نافية.
    وجملة: «أتوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «قالت نملة ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «النداء وجوابه ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ادخلوا ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «لا يحطمنّكم سليمان» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «هم لا يشعرون» في محلّ نصب حال.
    وجملة: «لا يشعرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
    (19) (الفاء) عاطفة (ضاحكا) حال من فاعل تبسّم مؤكّدة لمضمون الفعل «13» ، (من قولها) متعلّق ب (ضاحكا) «3» والنون في (أوزعني) نون الوقاية (التي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لنعمتك (عليّ) متعلّق ب (أنعمت) ، وكذلك (على والديّ) لأنه معطوف على الأول.
    والمصدر المؤول (أن أشكر ... ) في محلّ نصب مفعول به ثان عامله أوزعني.
    والمصدر المؤوّل (أن أعمل ... ) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل الأول.
    (برحمتك) متعلّق بحال من مفعول أدخلني أي متلبّسا برحمتك (في عبادك) متعلّق ب (أدخلني) .
    وجملة: «تبسّم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالت نملة.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تبسّم.
    وجملة النداء جوابه ... في محلّ نصب مقول القول «14» .
    وجملة: «أوزعني ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «أشكر ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «أنعمت ... » لا محلّ لها صلة الموصول (التي) .
    وجملة: «اعمل» لا محل لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
    وجملة: «ترضاه ... » في محلّ نصب نعت ل (صالحا) .
    وجملة: «أدخلني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أوزعني.
    (20) (الواو) عاطفة (ما) اسم استفهام مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (لي) .
    متعلّق بمحذوف خبر المبتدأ (ما) ، (لا) نافية (أم) هي المنقطعة بمعنى بل (من الغائبين) متعلّق بمحذوف خبر كان.
    وجملة: «تفقد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قال «15» .
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تفقّد.
    وجملة: «ما لي ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «لا أرى ... » في محلّ نصب حال من الياء في (لي) .
    وجملة: «كان من الغائبين» لا محلّ لها استئنافيّة.
    (21) (اللام) لام القسم لقسم مقدّر في المواضع الثلاثة (أعذّبنه) مثل يحطمنّكم وكذلك (أذبحنّه، يأتينيّ) ، (عذابا) مفعول مطلق منصوب نائب عن المصدر لأنه اسم المصدر (أو) حرف عطف في الموضعين (بسلطان) متعلّق ب (يأتينّي) «16» .
    وجملة: «أعذّبنّه ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
    وجملة: «أذبحنّه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعذّبنّه.
    وجملة: «يأتيني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أعذّبنّه «17» .
    (22) (الفاء) عاطفة (غير) ظرف زمان أو مكان «18» منصوب متعلّق ب (مكث) ، (بما) متعلّق ب (أحطت) «19» ، (به) متعلّق ب (تحط) ، (من سبأ) متعلّق ب (جئتك) ، (بنبإ) متعلّق بحال من فاعل جئتك أي متلبّسا بنبإ.
    وجملة: «مكث ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي:
    فجاء الهدهد فمكث ...
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة مكث.
    وجملة: «أحطت ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «لم تحط به» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) «20» .
    وجملة: «جئتك ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أحطت.
    (23) (الواو) عاطفة في الموضعين (من كلّ) متعلّق ب (أوتيت) ، (لها) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ عرش.
    وجملة: «إنّي وجدت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «وجدت ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «تملكهم» في محلّ نصب نعت لامرأة.
    وجملة: «أوتيت ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تملكهم «21» .
    وجملة: «لها عرش ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تملكهم.
    (24) (الواو) عاطفة (قومها) معطوفة على الضمير المفعول في (وجدتها) ، (للشمس) متعلّق ب (يسجدون) ، (من دون) متعلّق بحال من الشمس (الواو) حاليّة (لهم) متعلّق ب (زيّن) ، (الفاء) عاطفة (عن السبيل) متعلّق ب (صدّ) (الفاء) عاطفة لربط المسبّب بالسبب (لا) نافية.
    وجملة: «وجدتها ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «يسجدون ... » في محلّ نصب حال من مفعول وجدت وما عطف عليه.
    وجملة: «زيّن لهم الشيطان ... » في محلّ نصب حال «22» .
    وجملة: «صدهم ... » معطوفة على جملة زيّن.. في محلّ نصب.
    وجملة: «هم لا يهتدون» معطوفة على جملة صدّهم.. في محل نصب.
    وجملة: «لا يهتدون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
    (25) (ألّا) حرف مصدرّي ونصب، ولا النافية «23» (لله) متعلّق ب (يسجدوا) ، (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (في السموات) متعلّق بالخبء لأنه بمعنى المخبّأ «24»
    ... (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به.
    والمصدر المؤوّل (ألّا يسجدوا) في محلّ نصب بدل من أعمالهم، أي زيّن لهم الشيطان عدم السجود ... وما بين البدل والمبدل منه اعتراض.
    وجملة: «يسجدوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «يخرج ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «يعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يخرج.
    وجملة: «تخفون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) ، والعائد محذوف «25» .
    وجملة: «تعلنون» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني والعائد محذوف.
    (26) (إلّا) أداة استثناء (هو) ضمير منفصل في محلّ رفع بدل من الضمير المستكنّ في الخبر المقدّر موجود (ربّ) بدل من الضمير المنفصل مرفوع «26» .
    وجملة: «الله لا إله إلّا هو ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز قول الهدهد.
    وجملة: «لا إله إلّا هو» في محلّ رفع خبر المبتدأ (الله) .
    الصرف:
    (16) منطق: اسم لكلّ لفظ يعبّر به عمّا في الضمير، وزنه مفعل بفتح الميم وكسر العين.
    (18) النمل: اسم جنس للحيوان المعروف واحدته نملة، وزنه فعل بفتح فسكون.
    (19) ضاحكا: اسم فاعل من (ضحك) الثلاثي وزنه فاعل.
    (20) الهدهد: اسم جنس للطائر المعروف، واحده هدهدة بضم الهاءين بينهما دال ساكنة وهدهدة بضم ثم كسر ثم فتح، وهداهدة بضم الهاء الأولى وكسر الهاء الثانية، والجمع هداهد زنة عساكر، وهداهيد زنة مفاتيح، ووزن الهدهد فعلل بضم الفاء واللام وسكون العين ويصح الضم ثم الفتح ثم الكسر..
    (22) سبأ: اسم علم لبلاد في منطقة اليمن، وزنه فعل بفتحتين.
    (25) الخبء: مصدر خبأ يخبأ باب فتح، وقصد به في الآية المفعول ... أو هو اسم لما يخبّأ في أرض أو سماء.
    البلاغة
    1- التنكير: في قوله تعالى وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً.
    التبعيض والتقليل من التنكير، وكما يرد للتقليل من شأن المنكر، فكذلك يرد للتعظيم من شأنه، فظاهر قوله «وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ وَسُلَيْمانَ عِلْماً» في سياق الامتنان تعظيم العلم الذي أوتياه، كأنه قال: علما أي علم، وهو كذلك، فإن علمهما كان مما يستعظم ويستغرب، ومن ذلك علم منطق الطير وسائر الحيوانات الذي خصهما الله تعالى به وكل علم بالاضافة إلى علم الله تعالى قليل ضئيل.
    2- استعمال حرف الجر: في قوله تعالى حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى وادِ النَّمْلِ.
    فعدّى أتوا بعلى لأن الإتيان كان من فوق، فأتى بحرف الاستعلاء. وقد رمق أبو الطيب المتنبي هذه السماء العالية فقال:
    فلشد ما جاوزت قدرك صاعدا ... ولشدّ ما قربت عليك الأنجم
    وقال: عليك، دون: إليك، لأن قرب الأنجم من جهة العلو.
    3- الاستعارة التمثيلية: في قوله تعالى قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ.
    كأنها، لما رأتهم متوجهين إلى الوادي، فرت عنهم، مخافة الهلاك، فتبعها غيرها، وصاحت صيحة تنبهت بها ما بحضرتها من النمل فتبعتها. فشبه ذلك بمخاطبة العقلاء ومناصحتهم، ولذلك أجروا مجراهم، حيث جعلت هي قائلة وما عداها من النمل مقولا له، فيكون الكلام خارجا مخرج الاستعارة التمثيلية، ويجوز أن يكون استعارة مكنية.
    4- جناس التصريف: في قوله تعالى وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ:
    وجناس التصريف: هو اختلاف صيغة الكلمتين، بإبدال حرف من حرف، إما من مخرجه، أو من قريب من مخرجه، وهو من محاسن الكلام الذي يتعلق باللفظ، بشرط أن يجيء مطبوعا، أو يصنعه عالم بجوهر الكلام، يحفظ معه صحة المعنى وسداده ولقد جاء هاهنا زائدا على الصحة فحسن، وبدع لفظا ومعنى. ألا ترى أنه لو وضع مكان بنبإ بخبر، لكان المعنى صحيحا، وهو كما جاء أصح، لما في النبأ، من الزيادة التي يطابقها وصف الحال.

    يتبع

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  14. #434
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة النمل
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء التاسع عشر
    (الحلقة 434)
    من صــ 142الى صـ 165





    الفوائد
    1- منطق الطير:
    قال مقاتل: وأحسبه أخذ قوله من الاسرائيليات: كان سليمان جالسا في معسكره، وكانت مساحته مائة فرسخ في مائة، خمسة وعشرون للجن، وخمسة وعشرون للإنس، وخمسة وعشرون للطير، وخمسة وعشرون للوحش، وقد نسجت له الجن بساطا من ذهب وإبريسم فرسخا في فرسخ، فرأى بلبلا على شجرة، فقال لجلسائه: أتدرون ما يقول هذا الطائر. قالوا: الله ونبيه أعلم. قال يقول: أكلت نصف ثمرة فعلى الدنيا العفاء. ومر بهدهد فوق شجرة، فقال: استغفروا الله يا مذنبون.
    وصاحت أثنى أحد الطيور فأخبر أنها تقول: ليت ذا الخلق لم يخلقوا. وصاح طاووس فقال يقول: كما تدين تدان وصاح خطاف فقال يقول: قدموا خيرا تجدوه، وصاح طيطوي فقال يقول: سبحان ربي الأعلى وقال الحدأة فجرى يقول: كل شيء هالك إلا وجهه.
    والقطاة تقول: من سكت سلم، والببغاء تقول: ويل لمن الدنيا همه. والديك يقول:
    اذكروا الله يا غافلون. والنسر يقول: يا ابن آدم عش ما شئت آخرك الموت. والعقاب يقول: في البعد من الناس أنس. والضفدع يقول: سبحان ربي الأعلى ... !
    2- سأل سائل: ما الذي أضحك سليمان؟
    وجاء الجواب: الذي أضحكه شيئان:
    الأول: اعتراف النملة برحمته ورحمة جنوده، وقولها وهم لا يشعرون، إذ لو شعروا لم يفعلوا.
    الثاني: سروره بما آتاه الله، من إدراكه لغة النملة، وهي على ما هي، من الضالة والقماءة.
    3- الحال قسمان:
    مبينه ومؤكده:
    أ- الحال المبينة: وهي التي لا يستفاد معناها بدونها، مثل «جاء خالد راكبا» فلا يستفاد معنى الركوب إلا بذكر الحال «راكبا» .
    ب- المؤكدة: وهي التي يستفاد معناها بدون ذكرها، وهي على أقسام: نتجاوزها ونحيل القارئ على المطولات من كتب النحو.
    4- سبأ:
    هي بلاد واقعة جنوب غربي الجزيرة العربية، في بلاد اليمن. وقد ذكرت في كتب العهد القديم، وفي مؤلفات العرب واليونان، وأنها كانت على جانب عظيم من الحضارة، وأن أهلها كانوا يتعاطون تجارة الذهب والفضة والأحجار الكريمة.
    5- بلقيس: هي ابنة شراحيل بن أبي سرج بن الحارث بن قيس بن صيفي بن سبأ وقيل: كان أبوها من عظماء الملوك.
    وسبأ هو أبو قبائل اليمن التي تفرقت بعد حادثة سد مأرب.
    6- اتفق الشافعي وأبو حنيفة، على أن سجدات القرآن أربع عشرة سجدة. واختلفا في سجدة ص وسجدتي الحج.
    7- قصة سيل العرم:
    من أساطير العرب: أن سبأ هو أبو قبائل العرب المتفرقة بسبب سد مأرب.
    وكانت سبأ من أحسن بلاد الله وأخصبها وأكثرها شجرا وماء، وقد ذكر الله أنها كانت جنتين عن يمين وشمال وكانت مسيرة شهر للراكب المجدّ، يسير في جنان من أولها إلى آخرها، لا تواجهه الشمس ولا يفارقه الظل، مع تدفق الماء، وصفاء الهواء، واتساع الفضاء، فمكثوا ما شاء الله، لا يعاندهم ملك إلا قصموه. وكانت بلاده في بدء الزمان تركبها السيول، فجمع ملك حمير أهل مملكته، فشاورهم في دفع السيل، فأجمعوا على حفر مسارب له حتى توصله إلى البحر. فحشد أهل مملكته، حتى صرف الماء، واتخذ سدا في موضع جريان الماء من الجبال، ورصفه بالحجارة والحديد، وجعل فيه مجاري للماء في استدارة الذراع، فإذا جاء السيل، تصرف ماؤه في المجاري إلى جناتهم ومزروعاتهم، بتقدير يعمهم نفعه. ولما انتهى الملك إلى عمرو بن عامر، وكان أخوه عمران كاهنا، فأتته كاهنة تدعى ظريفة، فأخبرته بدنو فساد السد وفيض السيل، وأنذرته، فجمع أهل مأرب، وصنع لهم طعاما، وأخبرهم بشأن السيل، فأجمعوا على الجلاء.
    [سورة النمل (27) : الآيات 27 الى 28]
    قالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكاذِبِينَ (27) اذْهَبْ بِكِتابِي هذا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ماذا يَرْجِعُونَ (28)

    الإعراب:
    (السين) حرف استقبال (الهمزة) للاستفهام (أم) هي المتّصلة معادلة لهمزة الاستفهام (من الكاذبين) متعلّق بخبر كنت.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة «سننظر ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «صدقت ... » في محلّ نصب مفعول ننظر المعلّق بالاستفهام.
    وجملة: «كنت من الكاذبين» في محلّ نصب معطوفة على جملة صدقت.
    (28) (بكتابي) متعلّق ب (اذهب) «27» ، (هذا) عطف بيان على كتابي- أو بدل منه- في محلّ جرّ (الفاء) عاطفة (إليهم) متعلّق ب (ألقه) ، (ثم) حرف عطف (عنهم) متعلّق ب (تولّ) ، (الفاء) عاطفة (ماذا) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب مفعول به عامله يرجعون «28» متضمنا معنى يردون الجواب.
    وجملة: «اذهب ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «ألقه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة اذهب.
    وجملة: «تولّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ألقه.
    وجملة: «انظر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تولّ.
    وجملة: «يرجعون ... » في محلّ نصب مفعول به عامله انظر المعلّق بالاستفهام.
    الصرف:
    (28) تولّ: فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء، مضارعه (يتولّى) ، وزنه تفعّ.

    [سورة النمل (27) : الآيات 29 الى 31]
    قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (30) أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31)

    الإعراب:
    (أيّها) منادى نكرة مقصودة مبنيّ على الضمّ في محلّ نصب ... وها للتنبيه (الملأ) بدل من أيّ مرفوع لفظا (إليّ) متعلّق ب (ألقي) ، (كتاب) نائب الفاعل مرفوع.
    جملة: «قالت..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «النداء وجوابه.. في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إنّي ألقي ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «ألقي إليّ كتاب ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    (30) (من سليمان) متعلّق بمحذوف خبر إنّ (بسم) متعلّق بمحذوف تقديره ابتدائي «29» ...
    وجملة: «إنّه من سليمان» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «إنّه بسم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّه من سليمان.
    وجملة: (ابتدائي) بسم الله ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    (31) (ألّا) حرف مصدريّ ونصب، وحرف نفي «30» ، (عليّ) متعلّق ب (تعلوا) ، (الواو) عاطفة، والنون في (ائتوني) نون الوقاية (مسلمين) حال منصوبة من فاعل ائتوني.
    والمصدر المؤوّل (ألا تعلوا ... ) في محلّ نصب لفعل محذوف تقديره أطلب- مفعول به- أي: أطلب عدم العلوّ عليّ «31» .
    وجملة: «تعلوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) «32» .
    وجملة: « (أطلب) عدم العلوّ» لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «ائتوني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف البيانيّ.

    [سورة النمل (27) : آية 32]
    قالَتْ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي ما كُنْتُ قاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ (32)

    الإعراب:
    (يأيّها الملأ) مرّ إعرابها «33» ، والنون في (أفتوني) نون الوقاية (في أمري) متعلّق ب (أفتوني) ، (أمرا) مفعول به لاسم الفاعل قاطعة «34» ، (حتّى) حرف غاية وجرّ (تشهدون) منصوب بأن مضمرة بعد حتّى، وعلامة النصب حذف النون ... والواو فاعل، و (النون) للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة للفاصلة.
    جملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أفتوني ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «ما كنت قاطعة ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ- أو تعليليّة- وجملة: «تشهدون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر والمصدر المؤوّل (أن تشهدوا ... ) في محلّ جرّ ب (حتّى) متعلّق باسم الفاعل قاطعة.
    الصرف:
    (قاطعة) ، مؤنّث قاطع، اسم فاعل من قطع الثلاثيّ، وزنه فاعل.

    [سورة النمل (27) : آية 33]
    قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ماذا تَأْمُرِينَ (33)

    الإعراب:
    (أولو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو فهو ملحق بجمع المذكّر (أولو) الثاني معطوف على الأول (إليك) متعلّق بخبر المبتدأ الأمر (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (ماذا تأمرين) مثل ماذا يرجعون. «35»
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «نحن أولو ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «الأمر إليك ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
    وجملة: «انظري ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي إن عزمت على أمر فانظري.
    وجملة: «تأمرين ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام، والفعل بمعنى التفكّر.
    البلاغة
    الإيجاز: في قوله تعالى قالُوا نَحْنُ أُولُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي ماذا تَأْمُرِينَ إيجاز عجيب، فهو أولا يدل على تعظيم المشورة، وتعظيم بلقيس أمر المستشار وهو ثانيا يدل على تعظيمهم أمرها وطاعتها. وفي قولهم «وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ» وقولهم «فَانْظُرِي ماذا تَأْمُرِينَ» إيجاز يسكر الألباب قال أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني، في كتابه إعجاز القرآن: «فإن الكلام قد يفسده ويعميه التخفيف منه والإيجاز، وهذا مما يزيده الاختصار بسطا، لتمكنه ووقوعه موقعه،ويتضمن الإيجاز منه تصرفا يتجاوز محله وموضعه. إلى أن يقول: «وأنت لا تجد في جميع ما تلونا عليك إلا ما إذا بسط أفاد، وإذا اختصر كمل في بابه وجاد، وإذا سرح الحكيم في جوانبه طرف خاطره، وبعث العليم في أطرافه عيون مباحثه، لم يقع إلا على محاسن تتوالى وبدائع تترى» .
    الفوائد
    1- أولو ...
    هي جمع بمعنى «ذوو» أي أصحاب، لا واحد له. وقيل اسم جمع واحده «ذو» بمعنى صاحب، وهو من حيث إعرابه بالحروف ملحق بجمع المذكر السالم.
    ومؤنثه «أولات» ومفرده «ذات» . وقد جرى التنويه عن الملحقات بهذا الجمع، فعاوده في موطنه من هذا الكتاب.
    2- ماذا ...
    تقدم الكلام في «ماذا» بأكثر من موضع، ونعود فنلخص لك قول ابن هشام في هذا الصدد لما له من فائدة:
    يرى ابن هشام أن ل «ماذا» أربعة وجه:
    الأول: أن تكون «ما» استفهامية، و «ذا» اسم إشارة، نحو «ماذا الوقوف؟» .
    الثاني: أن تكون «ما» استفهامية و «ذا» موصولة، كقول لبيد:
    ألا تسألان المرء ماذا يحاول ... أنحبّ فيقضي أم ضلال وباطل
    كقولك: لماذا جئت؟
    الرابع: أن تكون «ماذا» كلها اسم جنس بمعنى شيء، أو موصولا بمعنى الذي. وقد اختلف في قول الشاعر:

    دعي ماذا علمت سأتقيه ... ولكن بالمغيّب نبيئني [سورة النمل (27) : الآيات 34 الى 35]
    قالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوها وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِها أَذِلَّةً وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَناظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (35)

    الإعراب:
    (أذلّة) مفعول به ثان منصوب عامله جعلوا (الواو) عاطفة- أو استئنافيّة- (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يفعلون «36» ، والواو في (يفعلون) يعود على مرسلي الرسالة.
    جملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «إنّ الملوك ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة الشرط وجوابه في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «دخلوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «أفسدوها ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «جعلوا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
    وجملة: «يفعلون ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هؤلاء «37» والجملة الاسميّة هؤلاء يفعلون في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
    عاطفة (ناظرة) معطوف على مرسلة مرفوع (بم) متعلّق ب (يرجع) ، وما اسم استفهام حذفت ألفه لدخول حرف الجرّ عليه.
    وجملة: «إنّي مرسلة ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
    وجملة: «يرجع المرسلون» في محلّ نصب مفعول به لاسم الفاعل ناظرة المعلّق بالاستفهام «38» .
    الصرف:
    (أعزّة) ، جمع عزيز، صفة مشبّهة لفعل عزّ الثلاثيّ باب ضرب، وزنه فعيل والجمع أفعلة، وثمّة جموع أخرى هي: عزاز بكسر العين، وأعزّاء زنة أفعلاء- بتشديد الزاي-.
    (35) (الواو) عاطفة (إليهم) متعلّق بمرسلة (بهديّة) متعلّق بمرسلة (الفاء) (مرسلة) ، مؤنّث مرسل، اسم فاعل من (أرسل) الرباعيّ وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
    (ناظرة) ، مؤنث ناظر، اسم فاعل من (نظر) الثلاثيّ وزنه فاعل.
    (هديّة) ، مؤنّث هديّ، اسم لما يعطى للإكرام وغيره، جمعه هدايا وهداوى.
    __________
    (1) أو حال ثانية من المفعول.
    (2) أو حرف بمعنى (لكن) .
    (3) أو في محلّ رفع بدل من (المرسلون) ، ويجوز أن يكون (من) اسم شرط مبتدأ خبره جملة ظلم ...
    (4) أو هي تعليل لجواب الشرط المقدّر وتقديره فأغفر له.
    (5) أو متعلّق بمحذوف تقديره اذهب ...
    (6) يجوز تعليقه في الفعل المقدّر اذهب ...
    (7) وعلى هذا فما بين الجملتين اعتراض.
    (8) في الآية (10) من هذه السورة.
    (9) أي ظالمين، فالعامل فيها فعل جحدوا ... ويجوز أن يكون (ظلما) مفعولا لأجله أي جحدوا بها لظلمهم.
    (10) و (ها) للتنبيه لا محل لها. [.....]
    (11) المفعول الأول صار نائب فاعل ل (علمنا) .
    (12) جاء الفعل بعدها مؤكدا بالنون حملا لها في اللفظ على الناهية.
    (13) أو حال مقدّرة لأن التبسّم ابتداء الضحك.
    (14) يجوز أن تكون جملة النداء اعتراضيّة دعائيّة، وجملة أوزعني مقول القول.
    (15) أو هي استئنافيّة في معرض قصة سليمان عليه السلام.
    (16) أو بحال من فاعل يأتيني أي متلبسا بسلطان.
    (17) العطف هنا اقتضته الصناعة الإعرابيّة، أمّا المعنى فإنّ (أو) قبله بمعنى إلّا أي لأعذّبنّه إلّا أن يأتيني، أو لأذبحنّه إلّا أن يأتينيّ ...
    (18) يجوز أن يكون مفعولا مطلقا نائبا عن المصدر بكونه صفته أي مكثا غير بعيد.
    (19) (ما) موصول أو نكرة موصوفة.
    (20) يجوز أن تكون في محلّ جرّ نعت ل (ما) النكرة.
    (21) أو في محلّ نصب حال من فاعل تملكهم بتقدير قد.
    (22) يجوز أن تكون استئنافيّة في حيّز القول.
    (23) أو هي زائدة والمصدر المؤوّل في محلّ جرّ ب (إلى) المقدّر، متعلّق ب (يهتدون) ، أي لا يهتدون الى السجود. [.....]
    (24) أو متعلّق بحال منه إذا كان اسما لما يخبّأ من أشياء جامدة.
    (25) يجوز أن تكون صلة الموصول الحرفيّ (ما) ، ولا تقدير للعائد.
    (26) أو هو خبر ثان للمبتدأ (الله) .
    (27) أو بمحذوف حال من فاعل اذهب.
    (28) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر، وجملة يرجعون صلة، والجملة الاستفهاميّة في محلّ نصب مفعول انظر المعلّق بالاستفهام.
    (29) أو متعلّق بفعل محذوف تقديره (أبدا) .
    (30) يجوز أن يكون (أن) حرف تفسير، و (لا) ناهية، والمضارع بعدها مجزوم..
    ويستحسن أن يكتبا منفصلين.
    (31) يجوز أن يكون في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو.
    (32) يجوز أن تكون الجملة تفسيريّة إذا أعربت (لا) ناهية.
    (33) في الآية (29) من هذه السورة.
    (34) أو منصوب على نزع الخافض، والأصل قاطعة في أمر أي جازمة به..
    (35) في الآية (28) من هذه السورة.
    (36) ويجوز أن يتعلّق بفعل يفعلون أن كان الضمير يعود على الملوك، والكلام مستأنف من الله تعالى
    (37) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة إذا كانت من قول الله تعالى لا من كلامها. [.....]
    (38) أي منتظرة رجوع الرسل بأيّ ردّ سيعودون.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  15. #435
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة النمل
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء التاسع عشر
    (الحلقة 435)
    من صــ 165الى صـ 177


    [سورة النمل (27) : الآيات 36 الى 37]
    فَلَمَّا جاءَ سُلَيْمانَ قالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمالٍ فَما آتانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّ هُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّ هُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ (37)

    الإعراب:
    (الفاء) عاطفة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب قال، وفاعل (جاء) ضمير يعود على رسول الملكة (سليمان) مفعول به منصوب، ومنع من التنوين للعلمية وزيادة ألف ونون (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ التوبيخيّ، والنون الثانية في (تمدّونن) للوقاية قبل ياء المتكلّم المحذوفة للتخفيف (بمال) متعلّق بفعل تمدّونن (الفاء) تعليليّة (ما) اسم موصول مبتدأ في محلّ رفع، خبره (خير) ، (ممّا) متعلّق بخير (بل) للإضراب الانتقاليّ (بهديّتكم) متعلّق ب (تفرحون) .
    جملة: «جاء ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «تمدّونن ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ما آتاني الله ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «آتاني الله ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
    وجملة: «آتاكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثاني.
    وجملة: «أنتم ... تفرحون» لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «تفرحون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنتم) .
    (37) (إليهم) متعلّق ب (ارجع) ، (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (نأتينّهم) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع ... و (النون) نون التوكيد، و (هم) ضمير مفعول به (بجنود) متعلّق بحال من فاعل نأتينّ (لا) نافية للجنس (قبل) اسم لا مبنيّ على الفتح في محلّ نصب (لهم) متعلّق بخبر لا، وكذلك (بها) ، (الواو) عاطفة (لنخرجنّهم) مثل لنأتينّهم (منها) متعلّق ب (نخرجنّهم) ، (أذلّة) حال منصوبة (الواو) واو الحال ...
    وجملة: «ارجع ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة القسم المقدّرة ... في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن لم يأتوني مسلمين فو الله لنأتينّهم ...
    وجملة: «نأتينّهم ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
    وجملة: «لا قبل لهم ... » في محلّ جرّ نعت لجنود.
    وجملة: «نخرجنّهم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نأتينّهم.
    وجملة: «هم صاغرون» في محلّ نصب حال مؤكّدة.
    الفوائد
    1- نونا التوكيد ...
    آ- هما نون التوكيد الثقيلة، ونون التوكيد الخفيفة. وقد اجتمعتا في قوله تعالى: لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً.
    ب- ما يؤكد وما لا يؤكد من الأفعال:
    1- يؤكد الأمر بهما مطلقا، نحو: أكرمنّ جارك، والدعاء كقوله «فأنزلن سكينة علينا» .
    2- ولا يؤكد الماضي بهما مطلقا.
    3- ويؤكد المضارع بهما، وله في توكيدهما ست حالات، نحيلك بها على المطولات.
    ج- حكم آخر الفعل المؤكد بهما:
    1- إذا أكدنا الفعل بأحد نوني التوكيد، وكان مسندا إلى اسم ظاهر أو ضمير الواحد المذكر، فتح آخره لمباشرة النون له، ولم يحذف منه شيء، سواء أكان صحيح الآخر أم معتلّة، نحو «وَلَيَنْصُرَنّ َ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ» . إلا أن نون الرفع تحذف للجازم وللناصب في الأفعال الخمسة.
    2- إذا أسند الفعل المؤكد لنون الإناث زيد ألفا بين النونين، نون النسوة ونون التوكيد.
    3- إذا أسند الفعل المؤكد إلى واو الجماعة أو ياء المؤنثة المخاطبة، إذا كان صحيحا حذفت نون الرفع للناصب أو الجازم، وإذا كان مرفوعا حذفت لتوالي الأمثال، وحذفت واو الجماعة أو ياء المخاطبة لالتقاء الساكنين- نحو: «لتنصرنّ يا قوم» و «لتجلسنّ يا هند» .
    د- تنفرد الخفيفة عن الثقيلة بأربعة أحكام:
    أولا- لا تقع بعد الألف الفارقة بينها وبين نون الإناث: لالتقاء الساكنين فلا تقول: «اسعينان» .
    ثانيا- أنها لا تقع بعد ألف الاثنين بسبب التقاء الساكنين.
    ثالثا- أنها تحذف إذا وليها ساكن كقول: الأضبط بن قريع:
    لا تهين الفقير علّك أن ... تركع يوما والدهر قد رفعه
    رابعا- أن تعطى في الوقف حكم التنوين، فإذا وقعت بعد فتحة قلبت ألفا نحو «لنفسعا ولنكونا» .
    وقد ألمحنا لبعض الجزئيات من أحكامها فيما سبق من هذا الكتاب، كما نشير الى وجود تفصيلات عنهما في المطولات، فعد إليها واتخذ من الصبر جنّة، بغية الفائدة.

    [سورة النمل (27) : آية 38]
    قالَ يا أَيُّهَا الْمَلَؤُا أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38)

    الإعراب:
    (يا أيّها الملأ) مرّ إعرابها «1» ، (أيكم) اسم استفهام مبتدأ مرفوع (بعرشها) متعلّق ب (يأتيني) ، (قبل) ظرف منصوب متعلّق ب (يأتيني) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب، والنون في (يأتوني) نون الوقاية (مسلمين) حال.
    والمصدر المؤوّل (أن يأتوني ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أيّكم يأتيني ... » لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «يأتيني ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أيّكم) .
    وجملة: «يأتوني ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .

    [سورة النمل (27) : آية 39]
    قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39)

    الإعراب:
    (من الجن) متعلّق بنعت لعفريت (آتيك) مضارع مرفوع، وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة ... و (الكاف) مفعول به «2» ، (به) متعلّق ب (آتيك) ، (قبل) ظرف منصوب متعلّق ب (آتيك) ، (أن) حرف مصدريّ ونصب (من مقامك) متعلّق ب (تقوم) .
    والمصدر المؤوّل (أن تقوم ... ) في محلّ جرّ مضاف إليه.
    (الواو) واو الحال (عليه) متعلّق بقويّ، بحذف مضاف أي على حمله (اللام) المزحلقة للتوكيد (أمين) خبر ثان.
    جملة: «قال عفريت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «أنا آتيك ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «آتيك به» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنا) .
    فضل أو بفعل محذوف تقديره فضّل ...
    (الهمزة) للاستفهام (أم) حرف عطف معادل للهمزة (الواو) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) كافّة ومكفوفة (لنفسه) متعلّق ب (يشكر) ، (الواو) عاطفة (من) مثل الأول (الفاء) رابطة لجواب لشرط (كريم) خبر ثان مرفوع.
    جملة: «قال الذي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «عنده علم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «أنا آتيك ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «آتيك به ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (أنا) .
    وجملة: «يرتدّ إليك طرفك ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «رآه مستقرّا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «هذا من فضل ... » في محلّ نصب مقول القول الثاني.
    وجملة: «يبلوني ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «أشكر ... » في محلّ نصب بدل من الياء في (يبلوني) .
    وجملة: «أكفر ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة أشكر.
    وجملة: «من شكر ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «شكر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
    وجملة: «إنّما يشكر ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «من كفر ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من شكر.
    وجملة: «كفر ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
    وجملة: «إنّ ربّي غنّي ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    الصرف:
    (مستقرّا) ، اسم فاعل من (استقرّ) السداسيّ، وزنه مستفعل بضمّ الميم وكسر العين.
    البلاغة
    الكناية: في قوله تعالى قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ.
    كناية عن الاسراع، والطرف هو تحريك أجفانك إذا نظرت، فوضع موضع النظر ولما كان الناظر موصوفا بإرسال الطرف وصف برد الطرف، ووصف الطرف بالارتداد، وعليه قوله:
    وكنت إذا أرسلت طرفك رائدا ... لقلبك أتعبتك المناظر
    [سورة النمل (27) : آية 41]
    قالَ نَكِّرُوا لَها عَرْشَها نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ (41)

    الإعراب:
    (لها) متعلّق ب (نكّروا) ، (ننظر) مضارع مجزوم جواب الطلب، والفاعل نحن (الهمزة) للاستفهام (أم) حرف عطف معادل للهمزة (من الذين) متعلّق بمحذوف خبر تكون (لا) نافية.
    جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «هكذا عرشك ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «3» .
    وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «كأنّه هو ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «أوتينا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «4» .
    وجملة: «كنّا مسلمين» في محلّ نصب معطوفة على جملة أوتينا.
    البلاغة
    السر في التشبيه: في قوله تعالى كَأَنَّهُ هُوَ:
    تشبيه مرسل، عدلت إليه عن مقتضى السؤال، ومقتضاه أن تقول: هو هو لسر دقيق جدا، وذلك أن «كأنه» عبارة عن قرب الشبه عنده، حتى شكك نفسه في التغاير بين الأمرين، فكاد يقول: هو هو، وتلك حال بلقيس. وأما هكذا هو، فعبارة جازم بتغاير الأمرين، حاكم بوقوع الشبه بينهما لا غير، فلهذا عدلت إلى العبارة المذكورة في التلاوة لمطابقتها لحالها.
    [سورة النمل (27) : آية 43]
    وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّها كانَتْ مِنْ قَوْمٍ كافِرِينَ (43)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ رفع فاعل صدّ (من دون) متعلّق بحال من العائد المحذوف (من قوم) متعلّق بمحذوف خبر كانت (كافرين) نعت لقوم مجرور وعلامة الجرّ الياء.
    جملة: «صدها ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كانت تعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «تعبد ... » في محلّ نصب خبر كانت.
    وجملة: «إنّها كانت ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «كانت من قوم ... » في محلّ رفع خبر إنّ.

    [سورة النمل (27) : آية 44]
    قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها قالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (44)

    الإعراب:
    (لها) متعلّق ب (قيل) ، (الفاء) عاطفة (لجّة) مفعول به ثان منصوب (عن ساقيها) متعلّق ب (كشفت) وعلامة الجر الياء فهو مثنّى (ممرّد) نعت لصرح مرفوع (من قوارير) متعلّق بنعت ثان لصرح (ربّ) منادى مضاف منصوب وعلّامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) مضاف إليه (مع) ظرف منصوب متعلّق بحال من فاعل أسلمت (لله) متعلّق ب (أسلمت) ، (ربّ) نعت للفظ الجلالة مجرور.
    جملة: «قيل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ادخلي ... » في محلّ رفع نائب الفاعل «5» .
    وجملة: «رأته ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «حسبته ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «كشفت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حسبته.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «إنّه صرح ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة النداء ... لا محل لها اعتراضيّة دعائيّة.
    وجملة: «إنّي ظلمت ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ظلمت نفسي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «أسلمت ... » في محل رفع معطوفة على جملة ظلمت.
    الصرف:
    (الصرح) ، اسم جامد للقصر أو صحن الدار، وزنه فعل.
    (لجّة) ، اسم للماء أو لموجه، وزنه فعلة بضمّ فسكون، جاءت عينه ولامه من حرف واحد.
    (ساقيها) ، مثنّى ساق، اسم للجارحة المعروفة، وزنه فعل بفتحين، وفيه إعلال بالقلب أصله سوق بفتح السين والواو، فلمّا تحرّكت الواو بعد فتح قلبت ألفا، جمعه سوق وزنه فعل بضمّ فسكون، وسيقان وأسوق بفتح الهمزة وضمّ الواو، والساق مؤنّث اللفظ على الغالب.
    (ممرّد) ، اسم مفعول من (مرّد) الرباعيّ أي ملّس، وزنه مفعّل بضمّ الميم وفتح العين المشدّدة.
    (قوارير) ، جمع قارورة، اسم لإناء الزجاج، وزنه فاعولة، ووزن قوارير فواعيل، وسمّيت بذلك لأن الأشياء تقرّ بداخلها، وقصد بها في الآية مادّتها أي الزجاج.
    البلاغة
    التجنيس: وهو تآلف الكلمتين في تأليف حروفهما وهو هنا في قوله تعالى أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ
    الفوائد
    1- قيل: إن سليمان تزوج بلقيس ملكة اليمن ...
    وكان يزورها في الشهر مره، فيقيم عندها ثلاثة أيام. وقد ولدت له، وقد أمرها على ملكها ... وقيل غير ذلك. فقد زعموا أن سليمان زوّجها ذا تبع من ملوك اليمن وهم الأذواء ... !
    2- الصرح ...
    ورد في كتب التفسير، أن سليمان أمر أن يبني لبلقيس قصرا على طريقها إليه، وطلب أن يكون هذا القصر من الزجاج الأبيض، وقد جرى من تحته الماء، وألقي فيه من دواب البحر السمك وغيره، ثم وضع لسليمان سريره في صدر المجلس، فلما رأت الماء لجة خافت، وظنت أنه يراد إغراقها، ونظرت إلى كرسي سليمان على الماء، فدهشت، ثم وجدت نفسها مجبرة على اجتياز الماء، فكشفت عن ساقيها، وكان يراد من خلال ذلك امتحان عقلها وعرض المعجزات عليها، وليس كما يزعم بعضهم أن سليمان أراد التحقيق من وجود الشعر على ساقيها، فإن ذلك لا يليق بمقام النبوة وترفعها عن الدنيات.
    __________
    (1) في الآية (29) من هذه السورة.
    (2) يجوز أن يكون اسم فاعل خبر مرفوع ... والكاف مضاف إليه.
    (3) هي جملة مقول القول في الأصل.
    (4) أو لا محلّ لها استئنافيّة، وكلّ من الإعرابين بحسب تقدير ضمير المتكلّم في (أوتينا) كما جاء في الحاشية (2) .
    (5) لأنها في الأصل مقول القول.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  16. #436
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة النمل
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء التاسع عشر
    (الحلقة 436)
    من صــ 177الى صـ 187


    [سورة النمل (27) : آية 45]
    وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ (45)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (إلى ثمود) متعلّق ب (أرسلنا) ، (صالحا) عطف بيان على (أخاهم) ، (أن) حرف تفسير «1» وقد حرّك بالكسر لالتقاء الساكنين، (الفاء) عاطفة (إذا) حرف للفجاءة.
    جملة: «أرسلنا ... » لا محلّ لها جواب قسم مقدّر.
    وجملة: «اعبدوا ... » لا محلّ لها تفسيريّة «2» .
    وجملة: «هم فريقان ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
    وجملة: «يختصمون» في محلّ رفع نعت ل (فريقان) .
    [سورة النمل (27) : آية 46]
    قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46)

    الإعراب:
    (قوم) منادى مضاف منصوب وعلامة النصب الفتحة المقدّرة على ما قبل الياء المحذوفة للتخفيف، و (الياء) مضاف إليه (لم) حرف جرّ واسم استفهام حذفت ألفه في محلّ جرّ متعلّق ب (تستعجلون) ، (بالسيّئة) متعلّق بفعل تستعجلون، بحذف مضاف، أي بطلب السيّئة (قبل) ظرف زمان متعلّق ب (تستعجلون) ، (لولا) حرف تحضيض (لعلّكم) حرف ترج ونصب، والواو في (ترحمون) نائب الفاعل.
    جملة: «قال..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة النداء وجوابه ... في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «تستعجلون» لا محلّ لها جواب النداء.
    وجملة: «تستغفرون ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «لعلّكم ترحمون» لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «ترحمون» في محلّ رفع خبر لعلّ.
    [سورة النمل (27) : آية 47]
    قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47)

    الإعراب:
    (بك) متعلّق ب (اطّيّرنا) وكذلك (بمن) ، (معك) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف صلة من (عند) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ (طائركم) ، (بل) للإضراب الانتقاليّ، والواو في (تفتنون) نائب الفاعل.
    جملة: «قالوا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «اطّيّرنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «طائركم عند الله ... » في محلّ نصب مقول القول الثاني.
    وجملة: «أنتم قوم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «تفتنون» في محلّ رفع نعت لقوم.
    الفوائد
    - قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ ...
    تحدثنا عن الطيرة فيما سبق من هذا الكتاب، وعن رأي الإسلام فيها، فلا حاجة للعودة إليها والحديث عنها. فعد إليها في سورة الأعراف من هذا الكتاب.
    [سورة النمل (27) : آية 48]
    وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (48)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (في المدينة) متعلّق بخبر كان (في الأرض) متعلّق ب (يفسدون) ، (لا) نافية.
    جملة: «كان في المدينة تسعة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يفسدون ... » في محلّ رفع نعت ل (تسعة ... ) «3» .
    وجملة: «لا يصلحون» في محلّ رفع معطوفة على جملة يفسدون.
    البلاغة
    التمام أو التتميم: في قوله تعالى وَلا يُصْلِحُونَ وهذا الفن هو أن تأتي في الكلام كلمة إذا طرحت منه نقص معناه في ذاته أو في صفاته ولفظه تام.
    فإن قوله «وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ» شأنهم الإفساد البحت، وقد كانوا كما يروى عتاة غلاظا، وهم الذين أشاروا بعقر الناقة، لمراغمة صالح، وإثارة حفيظته، ومنهم قدار بن سالف المشهور بالشؤم، وقد تقدم ذكره، ولكن قوله يفسدون في الأرض لا يدفع أن يندر منهم أو من أحدهم بعض الصلاح، فتمم الكلام بقوله «وَلا يُصْلِحُونَ» دفعا لتلك العذرة أن تقع، أو أن يخالج بعض الأذهان شك في أنها ستقع. وبذلك قطع كل رجاء في إصلاح أمرهم وحسن حالهم.
    الفوائد
    - تمييز العدد وتذكيره وتأنيثه:
    أ- إذا كان مميز العدد- ما بين الثلاثة والعشرة- اسم جنس، أو اسم جمع الذي، ليس له مفرد من لفظه، مثل: قوم ورهط،فيجرّ ب «من» ، فنقول: «عشرة من القوم لقيتهم، وقال تعالى: فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ وقد يجرّ بإضافة العدد إليه نحو: «وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ» .
    ب- إذا كان مميز العدد «من الثلاثة الى العشرة وما بينهما» جمعا أضفنا العدد إليه، فكان مجرورا بالاضافة، نحو: ثلاثة رجال وثلاث نساء.
    ج- أما التذكير والتأنيث فيعتبر مع اسمي الجمع والجنس بحسب حالهما، باعتبار عود الضمير عليهما تذكيرا وتأنيثا.
    فيعطى العدد عكس ما يستحقه ضميرهما من التأنيث والتذكير، فإذا كان الضمير مؤنثا ذكّر العدد وإن كان مذكر أنّث العدد، فنقول: ثلاثة من الغنم عندي.
    فقد انّثنا العدد لأننا نذكر ضمير الغنم فنقول: غنم كثير، ونقول: ثلاث من البط لأننا نقول بط كثيرة. ولكن نقول: ثلاث أو ثلاثة من البقر لأن البقر وضميره يجوز تذكيره وتأنيثه د- اسم الجمع حكمه حكم المذكر، إن كان لمن يعقل. وحكمه حكم المؤنث، إن كان لما لا يعقل. وفي ذلك نظر.
    وعند ما يختلف النحاة نحيلك على المطولات.
    ملاحظة هامة:
    التذكير والتأنيث مع الجمع يعتبر حسب مفرده، فإن كان مفرده مذكرا أنثنا العدد وإن كان مفرده مؤنثا ذكرنا العدد.
    الرهط: هو النفر من ثلاثة الى عشرة وقد يجمع على أرهط وأراهط على خلاف بين النحاة.
    [سورة النمل (27) : آية 49]
    قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّه ُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (49)

    الإعراب:
    الفاعل في (قالوا) يعود على بعض القوم يقول لبعض (بالله) متعلّق ب (تقاسموا) ، (اللام) لام القسم (نبيتنّه) مضارع مبنيّ على الفتح في محلّ رفع (أهله) معطوف على الضمير المفعول في (نبيّتنه) ، (ثمّ) حرف عطف (لنقولنّ) مثل لنبيّتنه (لوليّه) متعلّق ب (نقولنّ) ، (ما) نافية (الواو) عاطفة- أو حاليّة- (اللام) المزحلقة للتوكيد.
    جملة: «قالوا» لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
    وجملة: «تقاسموا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «نبيّتنّه ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
    وجملة: «نقولنّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
    وجملة: «ما شهدنا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إنّا لصادقون» في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول «4» .
    البلاغة
    - تقاسموا:
    فاعل وتفاعل: صيغتان للمشاركة، تفيد كل منهما أن أكثر من واحد اشتركا في الفعل، لذلك دعيت بصيغة المشاركة.

    [سورة النمل (27) : الآيات 50 الى 53]
    وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (53)

    الإعراب:
    (مكرا) مفعول مطلق منصوب في الموضعين للفعلين (الواو) حاليّة (لا) نافية.
    وجملة: «مكروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «مكرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «هم لا يشعرون» في محلّ نصب حال.
    وجملة: «لا يشعرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
    (51) (الفاء) استئنافيّة (كيف) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب خبر كان (أنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (الواو) عاطفة (قومهم) معطوف على الضمير المفعول في (دمّرناهم) ، (أجمعين) توكيد معنوي للضمير والقوم، منصوب وعلامة النصب الياء «5» .
    وجملة: «انظر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كان عاقبة..» في محلّ نصب مفعول انظر المعلّق بالاستفهام كيف.
    وجملة: «دمّرناهم ... » في محلّ رفع خبر أنّا.
    والمصدر المؤوّل (أنّا دمّرناهم ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق بعاقبة أي بأنا دمّرناهم «6» .
    (52) (الفاء) عاطفة (تلك) اسم إشارة مبتدأ خبره بيوتهم (خاوية) حال منصوبة من البيوت والعامل الإشارة (بما) متعلّق بخاوية، والباء سببيّة، وما حرف مصدريّ (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) لام الابتداء للتوكيد (آية) اسم إنّ منصوب (لقوم) متعلّق بآية بمعنى عظة وعبرة.
    وجملة: «تلك بيوتهم ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة كان عاقبة «7» .
    وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «إنّ في ذلك لآية ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «يعلمون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم.
    (53) (الواو) عاطفة في الموضعين (الذين) موصول مفعول به في محلّ نصب.
    وجملة: «أنجينا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة تلك بيوتهم.
    وجملة: «آمنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «كانوا يتّقون» لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «يتّقون» في محلّ نصب خبر كانوا.
    البلاغة
    الاستعارة: في قوله تعالى وَمَكَرْنا مَكْراً.
    مكر الله: إهلاكهم من حيث لا يشعرون. شبه بمكر الماكر على سبيل الاستعارة.
    الفوائد
    3- فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ ...
    مرّ معنا ذكر تأنيث الفعل وتذكيره، وفي هذه الآية ذكّر الفعل «كان» رغم أن الفاعل «عاقبة» وهو مؤنث، إلا أنه لا يعقل وفي هذه الحالة يجوز تأنيث الفعل وتذكيره فتبصّر.
    وتأنيث الفعل هو إلحاق تاء التأنيث في آخره إذا كان ماضيا، وإيجاد تاء المضارعة في أوله إذا كان مضارعا. والتذكير حذفهما. ولتمام هذا الحديث يجب أن تعاوده في مواطنه، فإنه بحث شائق، جدير بالدرس والتحقيق.
    1- مرّ معنا منذ قريب قصة الرهط المؤلف من تسعة رجال الذين ائتمروا على أن يقتلوا صالحا فسقط عليهم الكهف فقتلهم جميعا.
    2- الإنسان يمكر، وأما الله فلا يمكر، وإنما أسند المكر الى الله للمشاكلة، وهو فن من فنون البلاغة ألمحنا اليه فيما سبق، وتعريف المشاكلة: هي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته

    [سورة النمل (27) : الآيات 54 الى 55]
    وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (لوطا) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (إذ) ظرف متعلّق بالفعل المحذوف «8» (لقومه) متعلّق ب (قال) ، (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ التوبيخيّ (الواو) واو الحال ...
    جملة: « (اذكر) لوطا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «قال ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «تأتون ... » في محلّ نصب مقول القول.
    (55) (الهمزة) ذكرت لتأكيد الإنكار (اللام) المزحلقة للتوكيد (شهوة) حال منصوبة من الرجال (من دون) متعلّق بحال من الفاعل (بل) للإضراب والابتداء ...
    وجملة: إنّكم لتأتون ... لا محلّ لها استئناف بيانيّ «9» .
    وجملة: «تأتون الرجال ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «أنتم قوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تجهلون ... » في محلّ رفع نعت لقوم.
    وجملة: «أنتم تبصرون ... » في محل نصب حال.
    وجملة: «تبصرون» في محلّ رفع خبر المبتدأ أنتم.
    الفوائد
    من قصص القرآن «قصة لوط» ...
    رحل إبراهيم عن مصر، واصطحب معه في سفره لوطا، ورجعا من هذه البلاد بمال كثير وخير وفير، ونزلا بتلك الأرض المقدسة، ولكن ضاقت بأنعامهما وأغنامهما، فنزح لوط عن محلة عمه إبراهيم، واستقر به المقام بمدينة سدوم.
    كان أهلها ذوي أخلاق فاسدة، ونوايا سيئة، لا يتعفّفون عن معصية، ولا يتناهون عن منكر ... وقد ابتدعوا فاحشة لم يسبقوا إليها، فكانوا يأتون الذاكران، ويذرون ما خلق الله لهن من النساء.
    أوحى الله إلى لوط، أن يدعوهم إلى عبادة الله، وأن يذروا ما هم عليه من الفواحش: فجعلوا أصابعهم في آذانهم، وقد عميت بصائرهم، وألقي الران في قلوبهم، فواعدوا لوطا ومن آمن معه، وعزموا على إبعادهم عن قريتهم.
    سأل لوط ربه أن ينصره على هؤلاء القوم الفاسقين، ويوقع بهم العذاب الأليم.
    استجاب الله دعاءه، وبعث ملائكة إلى هذه القرية الظالم أهلها، لينزلوا بهم سوء العذاب. ومرّ الرسل على إبراهيم أولا، فأخبروه بمهمتهم، وبشروه بغلام عليم.
    خاف إبراهيم على لوط والذين آمنوا معه، فطمأنه الرسل، وأخبره أن لوطا ومن آمنوا معه لن يصيبهم العذاب، وسيكونون من الناجين.
    ونزل الرسل بدار لوط، وتسامع القوم بهذا الضيف الذي حلّ بدار لوط، وكان الملائكة بصورة شباب من أنضر الناس عودا، وأجملهم وجها، فطمع بهم قوم لوط، وأحاطوا بدار لوط، يريدون الوصول إلى ضيفه.
    وقد غشيت لوط سحابة من الحزن، وتملكته ثورة من الغضب، وقد رأى القوم يقتحمون داره، ويحاولون الاعتداء على ضيفه.
    ولما رأى الملائكة ما عليه لوط من الحزن والوجد، ردّوا لهفته، وسكنوا روعته، وقالوا: يا لوط إنا رسل ربك، جئنا لإنقاذك ودفع العدوان عنك، فلن يصل هؤلاء الكفرة إليك.
    وأمروه أن يسري هو وأهله، ويتركوا هذه القرية التي تأذّن الله أن يجعل عاليها سافلها.
    خرج لوط هو وأهله، وفارق القرية وأهلها غير آسف عليها، وجاءها أمر الله، فزلزلت أرضها، وجعل عاليها سافلها، ثم غشيت بمطر من سجيل، فأصبحت دارهم بلقعا، وبيوتهم خاوية بما ظلموا «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ» .
    __________
    (1) أو حرف مصدريّ ... والمصدر المؤوّل (أن اعبدوا ... ) في محلّ جرّ بباء محذوفة، متعلّق ب (أرسلنا) .
    (2) أو لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    (3) أو في محلّ جرّ نعت لرهط. [.....]
    (4) أو في محلّ نصب حال من فاعل شهدنا.
    (5) يجوز أن يكون حالا منهما.
    (6) ويجوز أن يكون بدلا من عاقبة في محلّ رفع ... أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي والجملة استئناف بيانيّ.
    (7) يجوز أن تكون الجملة استئنافيّة فلا محلّ لها.
    (8) أو بدل من (لوطا) بدل اشتمال على معنى قول لوط في ذلك الحين.
    (9) أو في محلّ نصب بدل من جملة تأتون الفاحشة ...

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  17. #437
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة النمل
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء العشرون
    (الحلقة 437)
    من صــ 187الى صـ 201





    الجزء العشرون
    بقية سورة النمل
    من الآية 56- إلى الآية 93 سورة القصص آياتها 88 آية سورة العنكبوت من الآية 1- إلى الآية 45

    [سورة النمل (27) : آية 56]
    فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة (ما) نافية (جواب) خبر كان مقدّم (إلّا) أداة حصر (أن) حرف مصدريّ ...
    والمصدر المؤوّل (أن قالوا ... ) في محلّ رفع اسم كان.
    من قريتكم) متعلّق ب (أخرجوا) .
    جملة: «ما كان جواب..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «قالوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «أخرجوا..» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إنّهم أناس ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «يتطهّرون» في محلّ رفع نعت لأناس.

    [سورة النمل (27) : الآيات 57 الى 58]
    فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (58)

    الإعراب:
    (الفاء) استئنافيّة (أهله) معطوفة على الضمير المفعول في (أنجيناه) ، (إلّا) أداة استثناء (امرأته) منصوب على الاستثناء المنقطع أو المتّصل (من الغابرين) متعلّق ب (قدّرناها) .
    جملة: «أنجيناه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «قدّرناها ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    (58) (الواو) عاطفة (عليهم) متعلّق ب (أمطرنا) ، (مطرا) مفعول به منصوب «1» ، (الفاء) استئنافيّة (ساء) فعل ماض لإنشاء الذمّ ...
    والمخصوص بالذمّ محذوف تقديره مطرهم.
    وجملة: «أمطرنا ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «ساء مطر ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    الفوائد
    - من قصص القرآن «قصة لوط» :
    رحل إبراهيم عن مصر، واصطحب معه في سفره لوطا، ورجعا من هذه البلاد بمال كثير، وخير وفير، ونزلا بتلك الأرض المقدسة. ولكن ضاقت بأنعامهما واغنامهما فنزح لوط عن محلة عمه إبراهيم، واستقر به المقام بمدينة سدوم.
    كان أهلها ذوي أخلاق فاسدة، ونوايا سيئة، لا يتعفّفون عن معصية، ولا يتناهون عن منكر. وقد ابتدعوا فاحشة لم يسبقوا إليها، فكانوا يأتون الذكران، ويذرون ما خلق الله لهن من النساء. أوحى الله إلى لوط أن يدعوهم إلى عبادة الله، وأن يذروا ما هم عليه من الفواحش، فجعلوا أصابعهم في آذانهم، وقد عميت أبصارهم. وألقي الران على قلوبهم.
    فتوعدوا لوطا ومن آمن معه، وعزموا على إبعادهم عن قريتهم.
    سأل لوط ربه أن ينصره على هؤلاء القوم الفاسقين، ويوقع بهم العذاب الأليم.
    استجاب الله دعاءه، وبعث ملائكة إلى هذه القرية الظالم أهلها. لينزلوا بهم سوء العذاب ومرّ الرسل على إبراهيم أولا، فأخبروه بمهمتهم، وبشروه بغلام عليم.
    خاف إبراهيم على لوط والذين آمنوا معه، فطمأنه الرسل وأنبأوه أن لوطا ومن آمنوا معه لن يصيبهم العذاب، وسيكونون من الناجين. ونزل الرسل بدار لوط.
    وتسامع القوم بهذا الضيف الذي حلّ بدار لوط، وكان الملائكة بصورة شباب من أنضر الناس عودا وأجملهم وجها، فطمع بهم قوم لوط، وأحاطوا بدار لوط، يريدون الوصول إلى ضيفه.
    وقد غشيت لوط سحابة من الحزن، وتملكته ثورة من الغضب، وقد رأى القوم يقتحمون داره ويحاولون الاعتداء على ضيفه.
    ولما رأى الملائكة ما عليه لوط من الحزن والوجد، ردّوا لهفته، وسكنوا روعته، وقالوا: يا لوط إنا رسل ربك جئنا لإنقاذك ودفع العدوان عنك، فلن يصل هؤلاء الكفرة إليك. وأمروه أن يسري هو وأهله، ويتركوا هذه القرية التي تأذن الله أن يجعل عاليها سافلها.
    خرج لوط هو وأهله. وفارق القرية وأهلها غير آسف عليها. وجاءها أمر الله، فزلزلت أرضها، وجعل عاليها سافلها، ثم غشيت بمطر من سجيل، فأصبحت دارهم بلقعا، وبيوتهم خاوية بما ظلموا «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ» .
    [سورة النمل (27) : الآيات 59 الى 64]
    قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ تَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63)
    أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (64)

    الإعراب:
    (لله) متعلّق بخبر المبتدأ الحمد (الواو) عاطفة (سلام) مبتدأ مرفوع «2» ، (على عباده) خبر المبتدأ (الذين) موصول نعت لعباده (الهمزة) للاستفهام (أم) هي المتّصلة حرف عطف (ما) حرف مصدريّ «3» ...
    والمصدر المؤوّل (ما يشركون) في محلّ رفع معطوف على لفظ الجلالة المبتدأ أي شركهم.
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «الحمد لله» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «سلام على عباده ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
    وجملة: «اصطفى ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) ، والعائد محذوف.
    وجملة: «يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    (60) (أم) هي المنقطعة بمعنى بل والهمزة (من) اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره محذوف تقديره كمن لم يخلق ... «4» ، (لكم) متعلّق ب (أنزل) ، (من السماء) متعلّق ب (أنزل) ، (الفاء) عاطفة (به) متعلّق ب (أنبت) والباء سببيّة (ذات) نعت لحدائق منصوب «5» ، (ما) نافية (لكم) متعلّق بخبر كان (أن) حرف مصدريّ ...
    والمصدر المؤوّل (أن تنبتوا ... » في محلّ رفع اسم كان.
    (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (إله) مبتدأ مرفوع «6» ، (مع) ظرف منصوب متعلّق بخبر المبتدأ إله (بل) للإضراب الانتقاليّ.
    وجملة: «من خلق ... (كمن لم يخلق) ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «خلق السموات» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «أنزل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «أنبتنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل وفي ضمير المتكلّم التفات.
    وجملة: «ما كان لكم ... » في محلّ نصب نعت لحدائق «7» .
    وجملة: «تنبتوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «أإله مع الله» لا محلّ لها استئناف.
    وجملة: «هم قوم ... » لا محلّ لها استئناف.
    وجملة: «يعدلون» في محلّ رفع نعت لقوم.
    (61) (أم) في المواضع الأربعة مثل (أم) السابقة (من جعل) مثل من خلق (قرارا) مفعول به ثان عامله جعل، (خلالها) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول ثان عامله جعل الثاني و (لها) مفعول ثان عامله جعل الثالث و (بين) ظرف منصوب متعلّق بمفعول ثان عامله جعل الرابع (أإله مع الله) مثل الأولى (بلى) مثل الأول (لا) نافية ...
    وجملة: «من جعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «جعل الأرض ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «جعل ... أنهارا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «جعل ... رواسي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «جعل ... حاجزا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «أإله مع الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «أكثرهم لا يعلمون» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لا يعلمون» في محلّ رفع خبر المبتدأ (أكثرهم) .
    (62) (أم من يجيب ... ) مثل أم من خلق (إذا) ظرف زمان للزمن المستقبل مجرّد من الشرط متعلّق ب (يجيب) ، (خلفاء) مفعول به ثان عامله يجعلكم (أإله مع الله) مثل الأولى (قليلا) مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو صفته عامله تذكّرون (ما) زائدة لتأكيد القلّة.
    وجملة: «من يجيب ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يجيب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «دعاه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «يكشف ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «يجعلكم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «أإله مع الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تذكّرون» لا محلّ لها استئنافيّة.
    (63) (أم من يهديكم) مثل أم من خلق ... (في ظلمات) متعلّق ب (يهديكم) ، (من يرسل ... ) مثل من يهديكم ومعطوفة عليها (بشرا) حال منصوبة من الرياح (بين) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (بشرا) «8» ، (عما) متعلّق ب (تعالى) ، وما حرف مصدري» .
    وجملة: «من يهديكم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يهديكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «يرسل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) (الثاني)(9) .
    وجملة: «أإله مع الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تعالى الله ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يشركون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    (64) (أم من يبدأ ... ) مثل أم من خلق (ثمّ) حرف عطف، (من يرزقكم) مثل من يبدأ ومعطوف عليه (من السماء) متعلّق ب (يرزقكم) ، (هاتوا) أمر جامد مبنيّ على حذف النون «10» قياسا على نظيره المسند إلى واو الجماعة (كنتم) ماض ناقص مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط (صادقين) خبر كنتم منصوب، وعلامة النصب الياء.
    وجملة: «يبدأ الخلق ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «يعيده ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
    وجملة: «يرزقكم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
    وجملة: «أإله مع الله» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «هاتوا برهانكم» في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «كنتم صادقين» لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
    الصرف:
    (60) حدائق: جمع حديقة اسم للبستان عليه حائط وزنه فعيلة بمعنى مفعولة لأن الحائط أحدق بها.
    (بهجة) ، اسم من (بهجه) بمعنى أفرحه باب فتح، وهو الحسن والنضارة، وزنه فعلة بفتح فسكون.
    (61) حاجزا: اسم فاعل من حجز الثلاثيّ، وزنه فاعل.
    (62) المضطر: اسم مفعول من الخماسيّ اضطرّ، وزنه مفتعل بضمّ الميم وفتح العين، وفيه إبدال التاء طاء ... انظر الآية (126) من سورة البقرة.
    البلاغة
    الالتفات: في قوله تعالى فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ.
    التفات من الغيبة إلى التكلم بنون العظمة، لتأكيد اختصاص الفعل بحكم المقابلة بذاته تعالى، والإيذان بأن إنبات تلك الحدائق المختلفة الأصناف والأوصاف والألوان والطعوم والروائح والاشكال- مع مالها من الحسن البارع والبهاء الرائع- بماء واحد أمر عظيم لا يكاد يقدر عليه إلا هو وحده عز وجل.
    الفوائد
    - همزة الاستفهام:
    تحدثنا فيما سبق عن بعض خصائص همزة الاستفهام، وسنوفي هنا البحث عن هذه الهمزة:- هي أصل أدوات الاستفهام، بل هي- كما قال- سيبويه «حرف الاستفهام الذي لا يزول عنه لغيره، وليس للاستفهام في الأصل غيره. وإنما تركوا- همزة الاستفهام في «من، ومتى، وهل ونحوهن» حيث أمنوا الالتباس، ولهذا خصّت بأحكام: أحدها: جواز حذفها، سواء تقدمت على «أم» كقول عمر بن أبي ربيعة:
    فوالله ما أدري وإن كنت داريا ... بسبع رمين الجمر أم بثمان
    أراد: أبسبع.
    أم لم تتقدم على أم، كقول: الكميت:
    طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا مني وذو الشيب يلعب
    الثاني: أنها ترد لطلب التصور نحو:
    «أخالد مقبل أم علي» .
    ولطلب التصديق نحو «أمحمد قادم» ؟ وبقية أدوات الاستفهام مختصة بطلب التصديق فقط.
    الثالث: أنها تدخل على الإثبات كما تقدم، وعلى النفي، نحو «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ» .
    الرابع: تمام التصدير فهي لا تذكر بعد «أم» فلا نقول: أقرأ خالد أم أكتب؟
    ولكن نقول: أقرأ خالد أم هل كتب؟ وكذلك تقدم على العاطف «الواو أو الفاء أو ثمّ» تنبيها على أصالتها في التصدير، مثل:
    «أولم ينظروا» «أفلم يسيروا» «أثمّ إذا ما وقع آمنتم به» ، أما أخواتها فتتأخر عن حروف العطف، نحو «وكيف تفكرون، فأين تذهبون، فأنى تؤفكون، فأي الفريقين» .
    الخامس: تختلف همزة الاستفهام عن غيرها في أمور كثيرة، وما يجوز فيها لا يجوز بغيرها:
    1- يجوز أن يأتي بعدها اسم منصوب، نحو: أعبد الله ضربته، وأعمرا قتلت أخاه، ففي هذا تضمر بين الهمزة والاسم المنصوب فعلا، ومثل ذلك: أزيدا مررت به أم عمرا.
    2- دخول همزة الاستفهام على همزة الوصل: إذا دخلت همزة الاستفهام على همزة الوصل ثبتت همزة الاستفهام وسقطت همزة الوصل، لأن همزة الاستفهام نابت عن همزة الوصل بالتوصل إلى النطق بالساكن. نحو: أبن زيد أنت؟
    ونحو «أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ» «أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ» «افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً» قال ابن قيس الرقيات:
    فقالت أبن قيس ذا ... وبعض الشيب يعجبها
    3- همزة الاستفهام وا لقسم:
    تقول: «آلله» مستفهما مع التأكيد بالقسم، وكذلك «ايم الله» و «ايمن الله» فهمزة الاستفهام نابت عن واو القسم، وجرّ بها المقسم به ولا تحذف هنا همزة الوصل في لفظ الجلالة أو «ايم» أو «أيمن» وإنما تجعل مدة، مثلها هنا كمثلها لو دخلت على غير القسم. فتقول: «آلرجل فعل ذلك» فهمزة الاستفهام هنا حملت معنيين، الاستفهام ونيابة الواو في القسم، فإذا قلت «آلله لتفعلنّ» فكأنك قلت:
    «أتقسم بالله لتفعلنّ» .
    4- دخول همزة الاستفهام على «ال» التعريفية: إذا دخلت همزة الاستفهام على ال التعريف، أبقيت الأولى همزة، وحوّلت الثانية إلى مدة، كقولك: «آلرجل قال ذاك» ونابت الألف في الرسم عن الهمزتين، نحو «آلساعة جئت» . ومن ذلك قوله تعالى:
    «آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ» «آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ » «آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ» .
    5- خروج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي:
    تخرج الهمزة عن الاستفهام الحقيقي، فترد لثمانية معان.
    أ- التسوية: سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ.
    ب- الإنكار الابطالي: نحو: أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ؟ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكافٍ عَبْدَهُ؟
    ج- الإنكار التوبيخي: أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ؟
    د- التقرير: نحو أنصرت بكرا وأ بكرا نصرت؟
    هـ- التهكم نحو: قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا؟
    والأمر نحو: «أَأَسْلَمْتُمْ » أي أسلموا.
    ز- التعجّب نحو: أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ.
    ح- الاستبطاء نحو: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ؟
    ط- الالتفات في قوله: «فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ» بعد قوله «أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً» فقد انتقل في نقل الإخبار من الغيبة إلى التكلم عن ذاته في قوله فأنبتنا، والسر فيه تأكيد اختصاص فعل الإنبات بذاته تعالى وللإيذان بأن إنبات الحدائق المختلفة الأصناف وما يبدو فيها من تزاويق الألوان وتحاسين الصور ومتباين الطعوم، ومختلف الروائح المتفاوتة في طيب العرف والأريج كل ذلك لا يقدر عليه إلا قادر خالق وهو الله وحده، ولذلك رشح هذا الاختصاص بقوله بعد ذلك «ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها» .
    [سورة النمل (27) : الآيات 65 الى 66]
    قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (65) بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ (66)

    الإعراب:
    (لا) نافية (من) اسم موصول فاعل يعلم في محلّ رفع «11» (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من (الغيب) مفعول به منصوب (إلّا) للاستثناء بمعنى غير «12» ، (الله) لفظ الجلالة وإلّا قبله نعت للموصول مرفوع «13» ، (الواو) عاطفة (ما) نافية (أيّان) ظرف زمان منصوب عامله (يبعثون) والواو فيه نائب الفاعل.
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لا يعلم ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «ما يشعرون ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
    وجملة: «يبعثون» في محلّ نصب مفعول به عامله يشعرون المعلّق بأيّان الاستفهاميّ، وهو مضمّن معنى يعرفون.
    (66) (بل) للإضراب الانتقاليّ في المواضع الثلاثة (في الآخرة) متعلّق ب (ادّارك) ، (في شكّ) متعلّق بخبر المبتدأ (هم) (منها) متعلّق بنعت لشكّ، و (منها) الثاني متعلّق بالخبر (عمون) .
    وجملة: «ادّارك علمهم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «هم في شك منها ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «هم منها عمون» لا محلّ لها استئنافيّة.
    __________
    (1) على معنى الحجارة أو وسائل العذاب ... أو مفعول مطلق على معنى المصدر.
    (2) الذي سوغ الابتداء به، وهو نكرة، دلالته على المدح.
    (3) أو اسم موصول في محلّ رفع مبتدأ، والعائد محذوف.
    (4) وقدّر الخبر تقديرات أخرى بحسب المعنى أي: يكفر بنعمته ويشرك به، أو ...
    خير أم ما يشركون ... إلخ.
    (5) أفرد لأن المنعوت جمع غير عاقل.
    (6) نكرة معتمدة على الاستفهام.
    (7) يجوز أن تكون في محلّ نصب حال من حدائق لأنه تعرّف بالوصف.
    (8) أي قبل المطر. [.....]
    (9) أو موصول، والعائد محذوف.
    (10) ليس له مضارع ولا ماض.
    (11) يجوز أن يكون مفعولا به، و (الغيب) بدلا من الموصول، وفاعل يعلم هو لفظ الجلالة، أي لا يعلم الأشياء التي تحدث في السموات والأرض الغائبة عنّا إلّا الله- وهو قول ابن هشام.
    (12) أو أداة استثناء بمعنى لكن ليكون الاستثناء منقطعا لأن الاتصال يقتضي أن الله من جملة من في السموات والأرض أي له مكان ... وعلى هذا لفظ الجلالة مبتدأ خبره محذوف تقديره يعلم الغيب.
    (13) يجوز أن يكون بدلا من الموصول إذا لم تقدّر إلّا بمعنى غير، أي لا يعلم الغيب أحد إلّا الله.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  18. #438
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة النمل
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء العشرون
    (الحلقة 438)
    من صــ 202الى صـ 213





    [سورة النمل (27) : الآيات 67 الى 68]
    وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (إذا) ظرف للمستقبل متضمن معنى الشرط متعلّق بمحذوف يفسره ما بعده أي أنخرج إذا كنّا ... (الواو) عاطفة (آباؤنا) معطوف على الضمير المتّصل اسم كان «1» مرفوع (الهمزة) مثل الأولى (اللام) المزحلقة للتوكيد.
    وجملة: «قال الذين ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «كفروا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة الشرط وفعله وجوابه في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «كنّا..» في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «إنّا لمخرجون» لا محلّ لها تفسير لجواب الشرط المقدّر.
    (68) (اللام) لام القسم لقسم مقدّر و (نا) ضمير نائب الفاعل للمبنيّ للمجهول (وعدنا) ، (هذا) اسم إشارة مبنيّ في محلّ نصب مفعول به (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع توكيد للضمير المتّصل نائب الفاعل (آباؤنا) معطوف على الضمير المتّصل (نا) ، مرفوع (قبل) اسم مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (وعدنا) ، (إن) نافية (إلّا) أداة حصر (أساطير) خبر المبتدأ (هذا) .
    وجملة: «وعدنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.
    وجملة: «إن هذا إلّا أساطير ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    [سورة النمل (27) : الآيات 69 الى 70]
    قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69) وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70)

    الإعراب:
    (في الأرض) متعلّق ب (سيروا) ، (الفاء) عاطفة (انظروا ... المجرمين) مرّ إعراب شبيهها «2» .
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «سيروا ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «انظروا ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة سيروا.
    وجملة: «كان عاقبة ... » في محلّ نصب مفعول به لفعل النظر المعلّق بالاستفهام.
    (70) (الواو) عاطفة (لا) ناهية جازمة (عليهم) متعلّق ب (تحزن) المنفي (في ضيق) متعلّق بخبر تكن (ما) حرف مصدريّ «3» والمصدر المؤوّل (ما يمكرون) في محلّ جرّ ب (من) متعلّق بضيق.
    وجملة: «لا تحزن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل.
    وجملة: «لا تكن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قل.
    وجملة: «يمكرون» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    الصرف:
    (ضيق) ، مصدر ضاق باب ضرب، وزنه فعل بفتح فسكون.
    [سورة النمل (27) : آية 71]
    وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (71)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (متى) اسم استفهام مبنيّ في محلّ نصب على الظرفيّة الزمانية متعلّق بمحذوف خبر مقدم للمبتدأ (هذا) (الوعد) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان- مرفوع (كنتم) ماض ناقص في محلّ جزم فعل الشرط.
    جملة: «يقولون ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «متى هذا الوعد ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «كنتم ... » لا محلّ لها استئنافيّة ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
    [سورة النمل (27) : آية 72]
    قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72)

    الإعراب:
    (عسى) فعل ماض تام فاعله المصدر المؤوّل (أن يكون ... ) ، واسم يكون ضمير الشأن محذوف (لكم) متعلّق ب (ردف) بتضمينه معنى قرب «4» ، (بعض) فاعل ردف مرفوع (الذي) موصول مضاف إليه في محلّ جرّ.
    وجملة: «قل ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «عسى أن يكون ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «يكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «ردف ... بعض ... » في محلّ نصب خبر يكون.
    وجملة: «تستعجلون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    [سورة النمل (27) : الآيات 73 الى 75]
    وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (73) وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ (74) وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (75)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (اللام) المزحلقة للتوكيد (ذو) خبر مرفوع وعلامة الرفع الواو (على الناس) متعلّق بفضل (الواو) عاطفة (لا) نافية.
    جملة: «إنّ ربّك لذو..» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «لكنّ أكثرهم ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «لا يشكرون» في محلّ رفع خبر لكنّ.
    (74) (الواو) عاطفة (اللام) مثل الأولى (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ.
    نصب مفعول به، والعائد محذوف (الواو) عاطفة (ما) الثاني مثل الأول ومعطوف عليه ...
    وجملة: «إنّ ربّك ليعلم ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ ربّك لذو ...
    وجملة: «يعلم..» في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «تكنّ صدورهم ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الأول.
    وجملة: «يعلنون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) الثانيّ.
    75 (الواو) عاطفة (ما) نافية (غائبة) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ (في السماء) متعلّق بنعت لغائبه (إلّا) أداة حصر (في كتاب) متعلّق بخبر لغائبه ...
    وجملة: «ما من غائبة..» لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ ربّك لذو ...
    الصرف:
    (غائبة) ، قيل هو اسم فاعل من الثلاثيّ غاب زيدت فيه التاء للمبالغة، وقيل هو مصدر مثل العاقبة والعافية، وقيل هو اسم وليس صفة كالنطيحة والذبيحة، والوزن فاعلة.
    الفوائد
    - أقسام التاء المربوطة التي تلحق الأسماء:
    أ- تكون علامة للتأنيث، ولها أحكام وتفصيلات نتجاوزها للاختصار، نحو قائم وقائمة. ويستثني من دخول هذه التاء خمسة أوزان:
    1- فعول نحو امرأة جسور 2- فعيل نحو امرأة جريح 3- مفعال نحو امرأة منحار.
    4- مفعيل نحو امرأة معطير 5- مفعل نحو امرأة مغشم ففي سائر هذه الصفات يستوي الرجل والمرأة في تجردهما من هذه التاء.
    ب- تكون للفصل. وتاء الفصل تفصل الواحد من جنسه، نحو «ثمرة» . وتفصل الجنس من واحده، نحو «كماة» .
    ج- تاء العوض: وهي التي تأتي عوضا عن فاء الاسم عند حذفه نحو عدة، أو عينه نحو إقامة، أو لامه نحو سنة.
    د- تاء التعريب:وهي تأتي لتعريب الأسماء الأعجمية.
    هـ- تاء المبالغة: وتلحق الوصف للدلالة على المبالغة فيه، نحو راوية ونسّابة وعلّامة إلخ. لكثير الرواية والخبير بالأنساب وكثير العلم وغزيره.
    [سورة النمل (27) : الآيات 76 الى 77]
    إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) وَإِنَّهُ لَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77)

    الإعراب:
    (على بني) متعلّق ب (يقصّ) ، وعلامة الجرّ الياء ملحق بجمع المذكر (الذي) اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه (فيه) متعلّق ب (يختلفون) .
    جملة: «إنّ هذا القرآن ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يقصّ ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «هم فيه يختلفون» لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «يختلفون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
    (77) (الواو) عاطفة (اللام) المزحلقة للتوكيد (للمؤمنين) متعلّق ب (رحمة) وجملة: «إنّه لهدى ... » لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    [سورة النمل (27) : الآيات 78 الى 81]
    إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بِحُكْمِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (78) فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاءَ إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80) وَما أَنْتَ بِهادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81)

    الإعراب:
    (بينهم) ظرف منصوب متعلّق ب (يقضي) ، (بحكمه) متعلّق ب (يقضي) ، (الواو) عاطفة- أو حالية- (العليم) خبر ثان للمبتدأ هو ...
    جملة: «إن ربّك يقتضي ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «يقضي ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «هو العزيز ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة يقضي «5» .
    (79) (الفاء) رابطة لجواب شرط مقدّر (على الله) متعلّق ب (توكّل) ، (على الحقّ) متعلّق بخبر إنّ.
    وجملة: «توكّل ... » في محلّ جزم جواب شرط مقدّر أي: إن أردت الفوز فتوكّل ...
    وجملة: «إنّك على الحق ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    (80) (لا) نافية في الموضعين (الدعاء) مفعول به ثان لفعل تسمع الثاني وحذف الأوّل لدلالة الثاني عليه (ولّوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين (مدبرين) حال مؤكّدة لمضمون الفعل.
    وجملة: «إنّك لا تسمع ... » لا محلّ لها استئناف فيه تعليل ثان للتوكّل.
    وجملة: «لا تسمع ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «لا تسمع (الثانية) ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة لا تسمع الأولى.
    وجملة: «ولّوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله.
    (81) (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (أنت) ضمير في محلّ رفع اسم ما (هادي) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (العمي) مضاف إليه مجرور (عن ضلالتهم) متعلّق بهادي بتضمينه معنى صارف (إن) نافية (إلّا) أداة حصر (من) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (بآياتنا) متعلّق ب (يؤمن) ، (الفاء) تعليليّة.
    وجملة: «ما أنت بهادي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنك لا تسمع.
    وجملة: «إن تسمع إلّا من ... » لا محلّ لها تعليل لما سبق.
    وجملة: «يؤمن..» لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «هم مسلمون» لا محلّ لها تعليليّة.
    البلاغة
    التتميم: في قوله تعالى «إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ» .
    تقييد النفي لتتميم التشبيه وتأكيد النفي، فإنهم- مع صممهم عن الدعاء إلى الحق- معرضون عن الداعي، مولون على أدبارهم ولا ريب في أن الأصم لا يسمع الدعاء مع كون الداعي بمقابلة صماخه، قريبا منه، فكيف إذا كان خلفه أو بعيدا منه.
    [سورة النمل (27) : آية 82]
    وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ (82)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (عليهم) متعلّق ب (وقع) ، (لهم) متعلّق ب (أخرجنا) ، (من الأرض) متعلّق بفعل أخرجنا (بآياتنا) متعلّق ب (يوقنون) المنفي.
    والمصدر المؤوّل (أنّ الناس كانوا ... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف متعلّق ب (تكلّمهم) أي بأنّ الناس.
    جملة: «وقع القول ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «أخرجنا ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «تكلّمهم» في محلّ نصب نعت لدابّة.
    وجملة: «كانوا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
    وجملة: «لا يوقنون» في محلّ نصب خبر كانوا.
    الفوائد
    - دابة الأرض:
    ليس لدينا نص يحدد لنا نوعها وماهيتها، وليس علينا إلا أن نؤمن بالغيب بما أخبر عنه سبحانه وتعالى، وهو أعلم بها، ولا يضيرنا أن نجهلها، كما لا يفيدنا أن نجري وراء العلم بها، وحسبنا أن نقول بها وبما يشابهها من المغيبات «الله أعلم بذلك» .

    [سورة النمل (27) : الآيات 83 الى 84]
    وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (84)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره أذكر (من كلّ) متعلّق بحال من (فوجا) ، (ممن) متعلّق بما تعلّق به الجارّ (من كلّ) لأنه بدل منه (بآياتنا) متعلّق ب (يكذّب) ، (الفاء) عاطفة والواو في (يوزعون) نائب الفاعل.
    جملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «نحشر ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «يكذّب ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
    وجملة: «هم يوزعون» في محلّ جرّ معطوفة على جملة نحشر.
    وجملة: «يوزعون» في محلّ رفع خبر (هم) .
    (84) (حتّى) حرف ابتداء (الهمزة) للاستفهام التقريعيّ (بآياتي) متعلّق ب (كذّبتم) ، (بها) متعلّق ب (تحيطوا) ، (علما) تمييز منصوب (أم) هي المنقطعة بمعنى بل (ماذا) اسم استفهام في محلّ نصب مفعول به عامله تعملون «6» .
    وجملة: «جاؤوا ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «كذّبتم ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «لم تحيطوا ... » في محلّ نصب معطوفة على مقول القول «7» .
    وجملة: «كنتم تعملون» لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «تعملون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
    الصرف:
    (فوج) ، اسم جمع بمعنى الجماعة، وزنه فعل بفتح فسكون، والجمع أفواج وفؤوج بضمّ الفاء.
    [سورة النمل (27) : آية 85]
    وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ (85)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (عليهم) متعلّق ب (وقع) ، (ما) حرف مصدريّ، (الباء) حرف جرّ للسببيّة (الفاء) عاطفة، (لا) نافية.
    والمصدر المؤوّل (ما ظلموا ... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (وقع) .
    جملة: «وقع القول ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ظلموا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    وجملة: «هم لا ينطقون» لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
    وجملة: «لا ينطقون» في محلّ رفع خبر المبتدأ هم.
    [سورة النمل (27) : آية 86]
    أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (86)

    الإعراب:
    (الهمزة) للاستفهام التوبيخيّ (أنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (اللام) للتعليل (يسكنوا) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (فيه) متعلّق ب (يسكنوا) .
    والمصدر المؤوّل (أنّا جعلنا ... ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يروا.
    والمصدر المؤوّل (أن يسكنوا) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (جعلنا) ، ومفعول جعلنا الثاني محذوف تقديره مظلما «8» .
    (الواو) عاطفة (النهار مبصرا) معطوفان على المفعولين الأول والثاني «9» ، (في ذلك) متعلّق بخبر إنّ (اللام) لام الابتداء للتوكيد (آيات) اسم إنّ منصوب وعلامة النصب الكسرة (لقوم) متعلّق بنعت لآيات.
    جملة: «يروا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «جعلنا ... » في محلّ رفع خبر أنّ.
    وجملة: «يسكنوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    وجملة: «إنّ في ذلك لآيات ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم.
    الفوائد
    1- مرّ معنا أن «جعل» في إحدى حالتيها تنصب مفعولين، وقد اشتملت هذه الآية على حالتي جعل، ففي قوله تعالى أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ نصبت مفعولا واحدا وهو الليل، إلا إذا اعتبرنا جملة «لِيَسْكُنُوا فِيهِ» حلّت محل المفعول الثاني، وقوله تعالى وَالنَّهارَ مُبْصِراً النهار مفعول أول، و «مبصرا» مفعول ثان ... أي «وجعلنا النهار مبصرا» .
    2- يقول الزمخشري في وصف بعض الكلمات التي يسندها الله إلى نفسه «ألا ترى إلى قوله «صنع الله» و «وعد الله» و «فطرة الله» بعد ما وسمها بإضافتها إليه بسمة التعظيم، كيف تلاها قوله: «الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ» «وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً» ، و «لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعادَ» ، «لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ» .
    __________
    (1) جاز العطف من غير ضمير التأكيد المنفصل لوجود الفاصل (ترابا) .
    (2) في الآية (51) من هذه السورة في الجزء التاسع عشر.
    (3) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي يمكرونه.
    (4) أو اللام زائدة، وضمير الخطاب مفعوله ... جاء في القاموس ردفه كسمع ونصر تبعه.
    (5) أو في محل نصب حال.
    (6) أو (ما) اسم استفهام مبتدأ (ذا) اسم موصول خبر، وجملة كنتم تعملون صلة ذا.
    (7) يجوز أن تكون الجملة حاليّة زيادة في التوبيخ أي: أكذّبتم بها من غير فهمها والتأمّل فيها.
    (8) يجوز أن يكون الفعل (جعلنا) بمعنى خلقنا، فلا تقدير حينئذ. [.....]
    (9) أو هما مفعولان لفعل محذوف دلّ عليه الفعل المذكور، والعطف حينئذ من عطف الجمل.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  19. #439
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة النمل
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء العشرون
    (الحلقة 439)
    من صــ 213الى صـ 222





    [سورة النمل (27) : الآيات 87 الى 90]
    وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ (87) وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ (88) مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (90)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (يوم) مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر «1» ، (في الصور) نائب الفاعل لفعل ينفخ (الفاء) عاطفة (في السموات) متعلّق بمحذوف صلة من، وكذلك (في الأرض) للموصول الثاني (إلّا) أداة استثناء (من) موصول في محلّ نصب على الاستثناء، وفاعل (شاء) ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الواو) حاليّة (كلّ) مبتدأ مرفوع «2» ، (داخرين) حال منصوبة من فاعل أتوه.
    جملة: « (اذكر) يوم ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «ينفخ في الصور ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ...
    وجملة: «فزع من ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينفخ ...
    والماضي في حكم المضارع لتحقّق وقوعه.
    وجملة: «شاء ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث.
    وجملة: «كلّ أتوه ... » في محلّ نصب حال ممّن في السموات والأرض.
    وجملة: «أتوه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (كلّ) .
    (88) (الواو) عاطفة (جامدة) مفعول به ثان عامله تحسبها (الواو) حاليّة (مرّ) مفعول مطلق منصوب (صنع) مفعول مطلق لفعل محذوف منصوب (الذي) موصول في محلّ جرّ نعت للفظ الجلالة (ما) حرف مصدريّ «3» .
    والمصدر المؤوّل (ما تفعلون) في محلّ جرّ بالباء متعلّق بخبير.
    وجملة: «ترى ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة ينفخ في الصور.
    وجملة: «تحسبها ... » في محلّ نصب حال من فاعل ترى.
    وجملة: «هي تمرّ ... » في محلّ نصب حال من الضمير المستتر في جامدة.
    وجملة: (صنعت) صنع ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «أتقن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «إنّه خبير ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «تفعلون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    (89) (من) اسم شرط جازم مبنيّ في محلّ رفع مبتدأ (بالحسنة) متعلّق بحال من فاعل جاء أي متلبّسا بها (الفاء) رابطة لجواب الشرط (له) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ خير (منها) متعلّق بخير (الواو) حاليّة (من فزع) متعلّق ب (آمنون) ، (يومئذ) متعلّق ب (آمنون) .
    وجملة: «من جاء ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «جاء بالحسنة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
    وجملة: «له خير ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «هم ... آمنون ... » في محلّ نصب حال «4» .
    (90) (من جاء بالسيّئة) مثل من جاء بالحسنة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (وجوههم) نائب الفاعل لفعل كبّت مرفوع (في النار) متعلّق ب (كبّت) ، (هل) حرف استفهام للنفي، و (الواو) في (تجزون) نائب الفاعل (إلّا) أداة حصر (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، والعائد محذوف أي تعملونه.
    وجملة: «من جاء (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة من جاء (الأولى) .
    وجملة: «جاء بالسيّئة ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
    وجملة: «كبّت وجوههم» في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم، والجملة الاسميّة في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «هل تجزون ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر، والقول المقدّر حال من الضمير في وجوههم «5» .
    وجملة: «كنتم تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «تعملون ... » في محلّ نصب خبر كنتم.
    الصرف:
    (88) جامدة: مؤنّث جامد اسم فاعل من الثلاثيّ جمد، وزنه فاعل وهي فاعلة.
    (مرّ) مصدر مرّ الثلاثيّ باب نصر، وثمّة مصدران آخران هما مرور ولكنه عدل إلى الماضي للإشعار بتحقق الفزع وثبوته وأنه كائن لا محالة، واقع على أهل السموات والأرض، لأن الفعل الماضي يدل على وجود الفعل وكونه مقطوعا به.
    الطباق: في قوله تعالى وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ.
    طباق عجيب بين الجمود والحركة السريعة، فجعل ما يبدو لعين الناظر كالجبل في جموده ورسوخه ولكنه سريع يمر مرورا حثيثا كما يمر السحاب، وهذا شأن الأجرام العظام المتكاثرة العدد إذا تحركت لا تكاد تتبين حركتها.
    وقد وصف الزمخشري هذه الآيات وصفا بليغا فقال:
    «فانظر إلى بلاغة هذا الكلام، وحسن نظمه وترتيبه، ومكانة إضماده، ورصانة تفسيره، وأخذ بعضه بحجزة بعض، كأنما أفرغ إفراغا واحدا. ولأمر ما أعجز القوى، وأخرس الشقاشق. ونحو هذا المصدر إذا جاء عقيب كلام، جاء كالشاهد بصحته والمنادي على سداده، وأنه ما كان ينبغي أن يكون إلا كما قد كان» .
    الفوائد
    - مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها: يلاحظ في هذه الآية وفي التي تليها أن جواب الشرط جاء مقترنا بالفاء، وذلك لأن جواب الشرط أتى جملة اسمية. وهذا يدعونا لتكرار مواضع اقتران جواب الشرط بالفاء، وقد أراحنا بعضهم بجمعها في هذا البيت من الشعر: إذ قال:
    اسمية طلبية وبجامد ... وبما ولن وقد وبالتسويف
    [سورة النمل (27) : الآيات 91 الى 92]
    إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (92)

    الإعراب:
    (إنّما) كافّة ومكفوفة (التاء) ضمير في محلّ رفع نائب الفاعل (أن) حرف مصدريّ ونصب ...
    والمصدر المؤوّل (أن أعبد) في محلّ نصب مفعول به عامله أمرت.
    (هذه) اسم إشارة في محلّ جرّ مضاف إليه (البلدة) بدل من اسم الإشارة مجرور (الذي) اسم موصول في محلّ نصب نعت لربّ (الواو) اعتراضيّة (له) متعلّق بخبر محذوف للمبتدأ كلّ (الواو) عاطفة (أن أكون) مثل أن أعبد (من المسلمين) متعلّق بمحذوف خبر أكون.
    والمصدر المؤوّل (أن أكون) في محلّ نصب مفعول به عامله أمرت الثاني.
    جملة: «أمرت ... » لا محلّ لها استئنافيّة «6» .
    وجملة: «أعبد ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «حرّمها ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
    وجملة: «له كلّ ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
    وجملة: «أمرت (الثانية) » لا محلّ لها معطوفة على جملة أمرت (الأولى) .
    وجملة: «أكون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثاني.
    (92) (الواو) عاطفة (أن أتلو) مثل أن أعبد (الفاء) استئنافيّة (من) اسم شرط جازم في محلّ رفع مبتدأ (اهتدى) فعل ماض مبنيّ على الفتح المقدّر في محلّ جزم فعل الشرط (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) مثل الأولى (لنفسه) متعلّق ب (يهتدي) ، (الواو) عاطفة (من ضلّ) مثل من اهتدى (الفاء) رابطة لجواب الشرط (إنّما) مثل الأولى (من المنذرين) متعلّق بخبر المبتدأ أنا.
    والمصدر المؤوّل (أن أتلو ... ) في محلّ نصب معطوف على المصدر المؤوّل (أن أكون) .
    وجملة: «أتلو ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) الثالث.
    وجملة: «من اهتدى ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «اهتدى ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) .
    وجملة: «إنّما يهتدي ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «من ضلّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة من اهتدى.
    وجملة: «ضلّ ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (من) الثاني.
    وجملة: «قل ... » في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
    وجملة: «أنا من المنذرين ... » في محلّ نصب مقول القول، والرابط مع الشرط مقدّر أي قل له.
    البلاغة
    الاحتراس: في قوله تعالى وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ:
    احتراس بديع وقد تقدم ذكر هذا الفن، وأنه يؤتى به دفعا لتوهم يتوجه على الكلام، فقد أضاف سبحانه اسمه إلى مكة تشريفا لها وذكرا لتحريمها، ولما أضاف اسمه إلى البلدة والمخصوصة بهذا التشريف أتبع ذلك إضافة كل شيء سواها إلى ملكه، قطعا لتوهم اختصاص ملكه بالبلدة المشار إليها، وتنبيها على أن الاضافة الأولى إنما قصد بها التشريف، لا لأنها ملك الله تعالى خاصة.
    [سورة النمل (27) : آية 93]
    وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93)

    الإعراب:
    (الواو) عاطفة (لله) خبر المبتدأ الحمد (السين) حرف استقبال (الفاء) عاطفة (الواو) استئنافيّة (ما) نافية عاملة عمل ليس (غافل) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ما (ما) الثاني حرف مصدريّ «7» .
    والمصدر المؤوّل (ما تعملون) في محلّ جرّ ب (عن) متعلّق بغافل.
    جملة: «قل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما أمرت «8» .
    وجملة: «الحمد لله ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «سيريكم ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «تعرفونها ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة سيريكم.
    وجملة: «ما ربّك بغافل ... » لا محل لها استئنافيّة.
    وجملة: «تعملون ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما) .
    الفوائد
    - في ختام سورة النمل نحيل القارئ على ما ذكره الباقلاني في تفسير هذه السورة وتحليلها ومواطن الإعجاز فيها، فقد قال فيها ما يحسن قوله، وإن كان لا يطال بلاغة القرآن ذو طول أو حول. فمن شاء فليرجع إلى ما قاله الباقلاني في معرض الحديث عن مواطن البلاغة في هذه السورة.
    سورة القصص
    آياتها 88 آية
    [سورة القصص (28) : الآيات 1 الى 3]

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    طسم (1) تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ (2) نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3)

    الإعراب:
    (عليك) متعلّق ب (نتلو) ، وكذلك (من نبأ) «9» ، (بالحقّ) متعلّق بحال من فاعل نتلو أو من مفعوله (لقوم) متعلّق ب (نتلو) أي من أجل ...
    جملة: «تلك آيات ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
    وجملة: «نتلو ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «10» .
    وجملة: «يؤمنون ... » في محلّ جرّ نعت لقوم.
    __________
    (1) أو معطوف على الظرف السابق (يوم نحشر ... ) في الآية (83) من هذه السورة.
    (2) دلّ على عموم، وهو على تقدير مضاف إليه أي كلّهم.
    (3) أو اسم موصول في محل جر والعائد محذوف أي تفعلونه.
    (4) يجوز عطفها على الاستئنافيّة فلا محلّ لها.
    (5) لأن المضاف هو جزء من المضاف إليه.
    (6) يجوز أن تكون في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر أي قل لهم: إنّما ...
    (7) أو اسم موصول في محلّ جرّ، والعائد محذوف أي تعملونه.
    (8) في الآية (91) من هذه السورة.
    (9) من لابتداء الغاية، ويجوز أن تكون تبعيضيّة فالجارّ نعت للمفعول المقدّر أي شيئا من نبأ موسى ...
    (10) أو في محلّ رفع خبر المبتدأ (تلك) ، والرابط مقدّر أي نتلوها ... و (آيات) بدل من الإشارة، أو هي خبر ثان ... ويجوز أن تكون في محلّ نصب حال من آيات والعامل الإشارة.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  20. #440
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,475

    افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

    كتاب الجدول في إعراب القرآن
    سورة القصص
    محمود بن عبد الرحيم صافي
    الجزء العشرون
    (الحلقة 440)
    من صــ 223الى صـ 235






    [سورة القصص (28) : الآيات 4 الى 13]
    إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ (6) وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما كانُوا خاطِئِينَ (8)
    وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (9) وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ (12) فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (13)

    الإعراب:
    (في الأرض) متعلّق ب (علا) ، (شيعا) مفعول به ثان عامله جعل (منهم) متعلّق بنعت لطائفة (من المفسدين) متعلّق بمحذوف خبر كان.
    جملة: «إنّ فرعون علا ... » لا محلّ لها استئنافيّة بيانيّة.
    وجملة: «علا ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    وجملة: «جعل ... » في محلّ رفع معطوفة على جملة علا.
    وجملة: «يستضعف ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ «1» .
    وجملة: «يذبّح ... » لا محلّ لها بدل من جملة يستضعف.
    وجملة: «يستحيي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة يذبّح ...
    وجملة: «إنّه كان ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-.
    وجملة: «كان من المفسدين» في محلّ رفع خبر إنّ.
    (5) (الواو) عاطفة (أن) حرف مصدريّ ونصب (على الذين) متعلّق ب (نمنّ) ، (في الأرض) متعلّق ب (استضعفوا) .
    والمصدر المؤوّل (أن نمنّ) في محلّ نصب مفعول به عامله نريد.
    (الواو) عاطفة في الموضعين (نجعلهم) منصوب معطوف على (نمنّ) في الموضعين (أئمّة) مفعول به ثان منصوب عامله نجعلهم الأول، وكذلك (الوارثين) عامله نجعلهم الثاني.
    وجملة: «نريد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ فرعون علا.
    وجملة: «نمنّ ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «استضعفوا ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) .
    وجملة: «نجعلهم (الأولى) » لا محلّ لها معطوفة على جملة نمنّ.
    وجملة: «نجعلهم (الثانية) «لا محلّ لها معطوفة على جملة نجعلهم الأولى.
    (الواو) عاطفة (نمكّن) منصوب معطوف على (نمنّ) ، (لهم) متعلّق ب (نمكّن) ، (في الأرض) مثل لهم (نري) منصوب معطوف على (نمكّن) بالواو (منهم) متعلّق ب (يحذرون) ، (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به ثان عامله نري، والعائد محذوف.
    وجملة: «نمكّن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نمنّ.
    وجملة: «نري ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نمنّ.
    وجملة: «كانوا يحذرون..» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
    وجملة: «يحذرون ... » في محلّ نصب خبر كانوا..
    (الواو) عاطفة (إلى أمّ) متعلّق ب (أوحينا) ، (أن) تفسيريّة «2» ، (الفاء) عاطفة (عليه) متعلّق ب (خفت) (الفاء) رابطة لجواب الشرط (في اليمّ) متعلّق ب (ألقيه) ، (الواو) عاطفة في المواضع الثلاثة (لا) ناهية جازمة في الموضعين (إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (إليك) متعلّق ب (رادّوه) ، (من المرسلين) متعلّق بمحذوف مفعول به لاسم الفاعل جاعلوه ...
    وجملة: «أوحينا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نريد ...
    وجملة: «أرضعيه» لا محلّ لها تفسيريّة ...
    وجملة: «خفت عليه ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
    وجملة: «ألقيه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «لا تخافي ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب الشرط.
    جملة: «لا تحزني ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تخافي ...
    وجملة: «إنّا رادّوه ... » لا محلّ لها تعليل للنهي المتقدّم ...
    (8) (الفاء) عاطفة (اللام) لام العاقبة (لهم) متعلّق بمحذوف حال من (عدوا) خبر (يكون) المنصوب بأن مضمرة.
    والمصدر المؤوّل (أن يكون ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (التقطه) .
    وجملة: «التقطه آل ... » لا محلّ معطوفة على استئناف مقدّر أي:
    فوضعته في التابوت وألقته في اليم فقذفه الموج إلى الساحل فالتقطه آل ...
    وجملة: «يكون لهم عدوّا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمرة.
    وجملة: «إنّ فرعون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة بين المتعاطفين.
    وجملة: «كانوا خاطئين ... » في محلّ رفع خبر إنّ.
    (9) (الواو) عاطفة (قرّة) خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو (لي) متعلّق بنعت لقرّة عين (لك) مثل لي ومعطوف عليه (لا) ناهية جازمة (عسى) فعل ماض تام (أن) حرف مصدريّ ونصب ...
    والمصدر المؤوّل (أن ينفعنا ... ) في محلّ رفع فاعل عسى.
    (أو) حرف عطف (نتّخذه) منصوب معطوف على (ينفعنا) ، (ولدا) مفعول به ثان منصوب (الواو) حاليّة، والضمير (هم) يعود على آل فرعون (لا) نافية.
    وجملة: «قالت امرأة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة التقطه آل ...
    وجملة: « (هو) قرّة ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «لا تقتلوه ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
    وجملة: «عسى أن ينفعنا ... » لا محلّ لها تعليليّة.
    وجملة: «ينفعنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «نتّخذه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ينفعنا.
    وجملة: «هم لا يشعرون ... » في محلّ نصب حال «3» .
    وجملة: «لا يشعرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
    (10) (الواو) عاطفة (إن) مخففّة من الثقيلة مهملة وجوبا (اللام) هي الفارقة (به) متعلّق ب (تبدي) و (الباء) سببيّة- أي تبدي القول بسببه- (لولا) حرف شرط غير جازم (أن) حرف مصدريّ (على قبلها) متعلّق ب (ربطنا) .
    والمصدر المؤوّل (أن ربطنا ... ) في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف أي لولا ربطنا ... موجود. (اللام) للتعليل (تكون) مضارع ناقص منصوب بأن مضمرة بعد اللام (من المؤمنين) خبر تكون.
    والمصدر المؤول (أن تكون ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ربطنا) .
    وجملة: «أصبح فؤاد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالت امرأة ...
    وجملة: «كادت لتبدي ... » لا محلّ لها استئنافيّة تعليليّة.
    وجملة: «تبدي به» في محلّ نصب خبر كادت.
    وجملة: «لولا ربطنا (موجود) » لا محلّ لها استئناف بيانيّ، وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي لأبدت قولها.
    وجملة: «ربطنا ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) .
    وجملة: «تكون من المؤمنين» لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    (11) (الواو) عاطفة (لأخته) متعلّق ب (قالت) ، والضمير في (قصّيه) يعود على موسى (به) متعلّق ب (بصرت) ، (عن جنب) متعلّق بحال من فاعل بصرت أو الهاء في (به) ، (الواو) حاليّة (لا) نافيّة ...
    وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة أصبح فؤاد ...
    وجملة: «قصّيه ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «بصرت ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر.
    وجملة: «هم لا يشعرون ... » في محلّ نصب حال.
    وجملة: «لا يشعرون ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (هم) .
    (12) (الواو) عاطفة (عليه) متعلّق ب (حرّمنا) (قبل) اسم ظرفيّ مبنيّ على الضمّ في محلّ جرّ متعلّق ب (حرّمنا) (الفاء) عاطفة، وفاعل (قالت) ضمير مستتر يعود على أخت موسى (هل) حرف استفهام (على أهل) متعلّق ب (أدلكم) (لكم) متعلّق ب (يكفلونه) ، (الواو) حاليّة (له) متعلّق بالخبر (ناصحون) .
    وجملة: «حرّمنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة قالت ...
    وجملة: «قالت ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة حرّمنا.
    وجملة: «هل أدلّكم ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «يكلفونه ... » في محلّ جرّ نعت لأهل بيت.
    وجملة: «هم له ناصحون ... » في محلّ نصب حال.
    (13) (الفاء) عاطفة (إلى أمّه) متعلّق ب (رددناه) ، (كي) حرف مصدريّ ونصب (الواو) عاطفة (لا) نافية (تحزن) منصوب معطوف على (تقرّ) ...
    والمصدر المؤوّل (كيّ تقرّ ... ) في محلّ جرّ بلام مقدّرة متعلّق ب (رددناه) ..
    (الواو) عاطفة (اللام) لام العلّة (تعلم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام (الواو) حاليّة و (لا) نافية.
    وجملة: «رددنا ... » لا محلّ لها معطوفة على محذوف مستأنف أي: فأجيبت فجاءت بأمّه فأذن لها فأرضعته فرددناه ...
    وجملة: «تقرّ عينها ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (كي) .
    وجملة: «لا تحزن ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة تقرّ.
    وجملة: «تعلم ... » لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
    والمصدر المؤوّل (أن تعلم ... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (رددناه) فهو معطوف على المصدر السابق.
    والمصدر المؤوّل (أنّ وعد الله حقّ) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي تعلم.
    وجملة: «لكنّ أكثرهم ... » في محلّ نصب حال.
    وجملة: «لا يعلمون ... » في محلّ رفع خبر لكنّ.
    الصرف:
    (7) خفت: فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله خافت بسكون الفاء، فلمّا التقى ساكنان حذف حرف العلّة، وكسرت الخاء لمناسبة حركة عين الفعل فهو من الباب الرابع،وزنه فلت بكسر الفاء.
    (8) حزنا: مصدر حزن الثلاثيّ بمعنى أحزن- أحزن باب نصر، وزنه فعل بفتحتين، واستعمل المصدر بمعنى اسم الفاعل أي محزنا لهم.
    (7) ألقيه: فيه إعلال بالحذف لمناسبة التقاء الساكنين بدءا من المضارع تلقين ... التقت ياء الفعل مع ياء المخاطبة- وكلاهما ساكن- فحذفت لام الكلمة، وزنه أفعيه.
    (10) فارغا: اسم فاعل من الثلاثيّ فرغ، وزنه فاعل.
    (12) المراضع: جمع مرضع- أو مرضعة- اسم فاعل من أرضع الرباعيّ، وزنه مفعل بضمّ الميم وكسر العين.
    البلاغة
    الاسناد المجازي: في قوله تعالى إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ.
    حيث أسند الذبح إلى فرعون، وليس هو الفاعل الحقيقي، وإنما هو مجرد آمر بالذبح، وجنود فرعون هم الفاعل الحقيقي، فإسناد كلمة الذبح إلى فرعون مجازي.
    الاطناب: في قوله تعالى وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي.
    هذا قسم نادر من أجمل أقسام الاطناب، وهو أن يذكر الشيء فيؤتى به بمعان متداخلة، إلا أن كل معنى مختص بخصيصة ليست للآخر، فالخوف غم يلحق الإنسان لمتوقّع، والحزن غم يلحقه لواقع، وهو فراقه والأخطار المحدقة به، فنهيت عنها جميعا، وآمنت بالوحي إليها، وعدت بما يسليها ويطمئن قلبها، ويلمؤه غبطة وسرورا.
    الاستعارة: في قوله تعالى وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ.
    التحريم: استعارة للمنع، لأنّ من حرم عليه الشيء فقد منعه، ألا ترى إلى قولهم: محظور وحجر، وذلك لأن الله منعه أن يرضع ثديا، فكان لا يقبل ثدي مرضع قط، حتى أهمهم ذلك.
    الفوائد
    1- رسم القرآن:
    قلنا فيما سبق أن رسم القرآن الكريم مغاير في كثير من كلماته الرسم المصطلح عليه في كتابة اللغة العربية، ونسوق على ذلك هذه الأمثلة من هذه الآية:
    «ايت، نتلوا، همن» .
    ففي الأولى حذف الألف، وفي الثانية وضع الألف بعد الواو وحقها أن لا توضع لأن الواو من أصل الكلمة. وفي الثالثة حذفت الألف الساكنة. وذلك كثير في القرآن الكريم، وهو بحاجة لمن يستقرئه ويخرجه في رسالة.
    2- جدّة التعبير أ- أَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً.
    ب- لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها.
    ج- فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ.
    هذه الأمثلة الثلاثة من التعبير القرآني، وغيرها كثير في القرآن الكريم، تقدم لنا صورة واضحة من الإبداع والابتكار في الأسلوب العربي، مما لم يصل إليه، ولم يدن منه من قريب أو بعيد كاتب ولا شاعر. إنه الوحي والتنزيل من رب العالمين، ليقدم صورة من الإعجاز للناس، علّهم يؤمنون به، وما كان أكثر الناس بمؤمنين.
    3- فرعون وهامان:
    اسمان أعجميان ممنوعان من الصرف. والمانع لهما العلمية والعجمي. ولذلك يجران بالفتحة. وقد نوهنا سابقا أن الاسم لا يمنع من الصرف إلا أن يشتمل على علتين من العلل المانعة من الصرف، إلا في حالتين، فتكفى علّة واحدة، والحالتان هما:
    صيغتا منتهى الجموع مفاعل ومفاعيل، وألف التأنيث سواء الممدودة أم المقصورة مثل حمراء وسلوى وليلى.
    أ- ملاحظة هامة: صيغة منتهى الجموع تمنع من الصرف سواء أكانت جمعا حقيقيا أم كانت اسما لمفرد جاء على صيغة منتهى الجموع نحو: «شراحيل وسراويل» .
    ب- العلل المانعة من الصرف:
    أ- صيغة منتهى الجموع.
    ب- ألف التأنيث الممدودة والمقصورة.
    ج- العلمية وهي ذات سبعة مواضع.
    1- المؤنث بالتاء المربوطة، أو المؤنث تأنيثا معنويا. الأول كفاطمة، والثاني كسعاد.
    2- العلم الأعجمي، مثل إبراهيم وانطون.
    3- العلم الموازن للفعل، مثل يشكر ويزيد.
    4- العلم المركب تركيبا مزجيا، نحو بعلبك.
    5- العلم المزيد بالألف والنون، نحو عثمان.
    6- العلم المعدول على وزن (فعل) نحو عمر.
    7- العلم المزيد في آخره ألف للإلحاق، مثل: أرطى وذفرى.
    د- الصفة وهي ذات ثلاثة مواضع.
    1- أن تكون الصفة على وزن «أفعل» مثل «أحمر وأفضل» .
    2- أن تكون الصفة على وزن «فعلان» مثل «عطشان وسكران» .
    3- أن تكون الصفة «معدولة» وذلك في موضعين:
    أ- في الاعداد مثل «أحاد وموحد» وثناء ومثنى، وثلاث ومثلث إلخ.
    ب- والثاني «أخر» نحو مررت بنساء أخر.
    4- لام العاقبة:
    أنكر البصريون تسميتها لام العاقبة، وأطلق عليها الزمخشري «لام العلة»والعلة فيها مجاز وليست حقيقة. ذلك أن الدافع إلى الالتقاط لم يكن ليكون لهم عدوا وحزنا، ولكن لمحبتهم له، وبغية تنبيه. كمن يقول «ضربته ليتأدب» والحقيقة أنهم التقطوه للمحبة. فكانت عاقبته للعداوة. ولذلك سمّيت اللام «لام العاقبة» .
    5- موسى وفرعون:
    ورد في تعريب كلمة «موسى» أن «مو» هي الماء و «سا» هي الشجر، ولعلهم شبهوا «موسى» بالماء والشجر اللذين ينبتان من الأرض، لأنهم التقطوه من النهر، ولم يعلموا له أبا وأمّا، وإنما وجدوه بينهم، وهو موسى بن عمران، ويتصل نسبه ب «يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم» .
    وبقيت إسرائيل في مصر من عهد يوسف إلى عهد موسى، أي عهد فرعون الذي بعث موسى إليه، وكان فرعون هذا على جانب كبير من العتو والغلظة وطول العمر، واسمه «الوليد بن مصعب» وقد اتخذ بني إسرائيل بمثابة العبيد، يبنون له ويحرثون، ويتقاضى من باقيهم الجزية وقد رأى في المنام نارا أتت من جانب القدس، فأحرقت القبط، فسأل تعبير رؤياه فقيل له: يخرج من بني إسرائيل رجل يكون على يده هلاك مصر، فأمر بقتل كل مولود يلد لبني إسرائيل حتى كاد يفنيهم، ثم عدل عن ذلك، وراح يقتل أبناءهم عاما ويتركهم عاما، فولد هارون في السنة التي لا يقتل فيها الأبناء، وولد موسى في السنة التي يقتلهم فيها. فلما وضعته أمه حزنت، فأوحى الله إليها أن ضعيه في تابوت، ثم ألقيه في اليم. فصنعت تابوتا، ووضعته فيه، وألقته في النيل، وقالت لأخته قصيّه، فحمله الماء حتى أدخله بين أشجار متكاثفة تحت قصر فرعون، فخرجت جواري فرعون يغتسلن، فوجدن التابوت، فأدخلناه إلى آسية امرأة فرعون، فلما رأته أحبته وأخبرت به فرعون فأراد ذبحه، وخشي أن يكون المولود الذي حذر منه، فلم تزل به آسية حتى تركه لها. وذلك قوله تعالى فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً وسوف نتابع رواية القصة على ضوء الآيات التالية إن شاء الله.
    [سورة القصص (28) : الآيات 14 الى 15]
    وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوى آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِها فَوَجَدَ فِيها رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هذا مِنْ شِيعَتِهِ وَهذا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قالَ هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15)

    الإعراب:
    (الواو) استئنافيّة (لمّا) ظرف بمعنى حين متضمّن معنى الشرط متعلّق بالجواب آتيناه (حكما) مفعول به ثان منصوب (الواو) اعتراضيّة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله نجزي.
    جملة: «بلغ ... » في محلّ جرّ مضاف إليه ... وجملة الشرط وفعله وجوابه لا محلّ لها استئنافيّة.
    وجملة: «استوى ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة بلغ أشدّه.
    وجملة: «آتيناه ... » لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
    وجملة: «نجزي ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
    (15) (الواو) عاطفة (على حين) حال من فاعل دخل (من أهلها) متعلّق بنعت لغفلة (فيها) متعلّق ب (وجد) (من شيعته) خبر للمبتدأ هذا، وكذلك (من عدوّه) ، (الفاء) عاطفة (من شيعته) الثاني متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذي (على الذي) متعلّق ب (استغاثه) بتضمينه معنى استنصره (من عدوّه) الثاني متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذي الثاني (الفاء) عاطفة في الموضعين (عليه) متعلّق ب (قضى) ، (من عمل) خبر المبتدأ هذا (مضلّ) خبر ثان (مبين) نعت لمضلّ ...
    وجملة: «دخل ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة الاستئناف.
    وجملة: «وجد ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة دخل.
    وجملة: «يقتتلان ... » في محلّ نصب نعت لرجلين.
    وجملة: «هذا من شيعته» في محلّ نصب حال من فاعل يقتتلان «4» .
    وجملة: «هذا من عدوّه» في محلّ نصب معطوفة على جملة هذا من شيعته.
    وجملة: «استغاثة ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة وجد.
    وجملة: «وكزه موسى ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة استغاثة ...
    وجملة: «قضى عليه.» لا محلّ لها معطوفة على جملة وكزه موسى.
    وجملة: «قال ... » لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
    وجملة: «هذا من عمل ... » في محلّ نصب مقول القول.
    وجملة: «إنّه عدوّ ... » لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ.-
    الصرف:
    (استغاث) فيه إعلال بالقلب أصله استغيث، نقلت فتحة الياء إلى الغين ثم قلبت الياء ألفا.
    الفوائد
    - إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ:
    سبق لنا وتعرضنا لتعداد الخبر وتكراره. ونعيد لأذهان القارئ ما قلناه:
    لا يكون الخبر متعددا إذا كان التعدد ينبئ عن صفة مشتركة، كما إذا قلنا: فلان طويل قصير أي إنه «مربوع» أو «متوسط القامة ففي هذه الحالة لا نقول» ب «تعدد الخبر» ومن التعدد قوله تعالى: إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ.
    - تتمة قصة موسى وفرعون:
    لقد تبنّى فرعون موسى، فأصبح ابن فرعون، وقد نشدوا له المرضعات فصدّ عن اثدائهن جميعها، وكانت أخته تقتفي أثره، فلما رأت إضرابه عن الرضاعة عرضت عليهم أن تأتيهم بامرأة ترضعه، فأتتهم بأمه، فأعطته ثديها فأخذ يرضعه، وكادت أمه أن تظهرهم على أمره وأمرها «لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها» .
    وبعد حين عرضته آسية على فرعون، فراح موسى ينتف في لحيته، فراع ذلك فرعون، ودعا بالذباحين ليذبحوه، فما زالت زوجة فرعون تستعطف زوجها، وقد قدمت له ثمرة وجمرة فمد يده إلى الجمرة وأخذها ووضعها في فمه فأحرقته، وبذلك أدرك فرعون عدم إدراكه فعفا عنه، فلما أصبح يافعا كان يركب مع فرعون ويذهب معه حيث يذهب. وقد علم موسى أن فرعون قد ركب إلى بلدة، فلحق به وقد أخليت له فرأى إسرائيليا وقبطيا يقتتلان، فاستغاثه الاسرائيلي، فوكز موسى القبطي فقضى عليه فندم موسى على فعلته، وقال: إن هذا من عمل الشيطان «إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ» ...
    وللقصة تتمة نأتي عليها في الآيات القادمة بإذن الله.
    __________

    (1) أو في محلّ نصب حال من فاعل جعل، ويتبعها في المحل جملة يذبح ...
    (2) يجوز أن تكون مصدريّة،! والمصدر المؤوّل (أن أرضعيه ... ) في محلّ جرّ بباء محذوفة متعلّق ب (أوحينا) .
    (3) وهي حال من فاعل لفعل مقدّر أي: أطاعوها وهم لا يشعرون بعاقبة أمرهم معه. [.....]
    (4) أو لا محلّ لها استئناف بيانيّ.

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •