الأمة لا تخلو من نماذج فذة في كل ميدان


أحمد قوشتي عبد الرحيم


مما تتميز به أمة الإسلام أنها في كل عصر ومصر لا تخلو من نماذج فذة في كل ميدان ، وقد تكون هذه النماذج قليلة وربما نادرة ، ويصعب مشابهتها تماما في الباب الذي تميزت فيه ، كما لا يطلب من الناس كلهم أن يكونوا مثلها .
لكن وجودها - في حد ذاته- باب خير ، وسبب للتثبيت ، ورفع للهمم ، وطاقة أمل في إمكان تكرار هذا النموذج ، ولا يصح بحال أن تسلط عليها سهام النقد ، أو يطلب منها أن تكون كغيرها بحجة أن ما تفعله غير واقعي ، فكل ميسر لما خلق له .
- فقد تجد من يطيل القيام ويواصل الصيام عمره كله دون كلل أو ملل.
- أو من مكث عشرات السنين يعلم القرآن احتسابا بلا مقابل .
- أو من يعلم العلم وينشر الكتب ولا يأخذ عليها أجرا قط .

- أو من يخفي عبادته وعلمه في زمن كل ما فيه يدعو للتفاخر والتباهي والنشر .
- أو يجوب البلاد شرقا وغربا داعيا إلى الله .
- أو من ينقطع عشرات السنين لتحقيق تراث الأمة ونشره ، وإتقان علوم الملة المختلفة دون تباه أو إعلان .
- أو من يقوم على أعمال الخير وكفالة أعداد جمة من اليتامى والأرامل والفقراء ولا يعلم به إلا الله .
- أو تلك الزوجة التي أطاعت زوجها وصبرت على أذاه وتنازلت عن قليل أو كثير من حقوقها لوجه الله ، ولم تتبرم ، أو تتمرد ، أو تشكو للقريب والبعيد .
- أو ذلك الزوج الذي صبر على زوجته وأذاها ، وحرص على بقاء بيته ومصلحة أولاده لوجه الله ، متجرعا الغصص ، ومؤثرا مصلحة غيره على راحته .
- أو تلك الفتاة العفيفة الطاهرة ، غضيضة الطرف ، حيية النفس التي ما اختلطت برجل أجنبي أبدا ، ولا تبرجت ، ولا همت بريبة قط .

- أو ذلك الشاب العفيف الذي غض بصره في زمن تطارده الفتن والصور المحرمة في كل مكان يذهب إليه بل في جوف بيته .
- أو ذلك الداعية الذي جهر بالحق وتحمل كل ما يحصل له من أجل إبلاغ دين الله للناس .
فاللهم أكثر من هذه القدوات الطيبة ، وأبقها في الأمة مصابيح هداية ، ومنارات للتقى .