بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً الخبر الذي أوردته كما قلت في كتاب المعرفة والتاريخ للفسوي .
ذُكِرَ مِشْكَانُ الدِّمَشْقِيُّ وَكَانَ جَلِيسًا لِأَبِي الدَّرْدَاءِ
فقَالُوا إِنَّهُ لَرَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ رَجُلٍ يُحِبُّ السُّلْطَانَ .
فَقَالَ: اللَّهمّ عُذْرًا . لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَهُ فِي الْقَوَارِسِ في البحر وإشتد علينا فنقلد مُصْحَفَهُ.
ثُمَّ جَاءَنِي فَضَرَبَ فَخِذِي فَقَالَ يَا ابن أبي زكريا أي شيء تَخَافُ وَدِدْتُ أَنَّهَا تُجَلْجِلُ بِي وَبِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
ورجعت الى أصل الكتاب في الشاملة فوجدته من
تحقيق الشيخ أكرم ضياء العمري .
والخبر كما تري في السياق التالي
وَقَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدٌ قَالَ حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ
قَالَ كُنْتُ فِي مَجْلِسِ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا الدِّمَشْقِيِّ فَذُكِرَ مِشْكَانُ الدِّمَشْقِيُّ
وَكَانَ جَلِيسًا لِأَبِي الدَّرْدَاءِ
فقَالُوا إِنَّهُ لَرَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ رَجُلٍ يُحِبُّ السُّلْطَانَ .
فَقَالَ: اللَّهمّ عُذْرًا . لَقَدْ رَأَيْتُنَا مَعَهُ فِي الْقَوَارِسِ في البحر واشتد علينا فنقلد مُصْحَفَهُ . ثُمَّ جَاءَنِي فَضَرَبَ فَخِذِي فَقَالَ يَا ابن أبي زكريا أي شيء تَخَافُ . وَدِدْتُ أَنَّهَا تُجَلْجِلُ بِي وَبِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . انتهى .
وذكر العمري في حاشيته أن الخبر في حلية الأولياء
ووجدته في حلية وطبقات الأصفياء بالسياق التالي
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا ابْنُ أَبِي عَاصِمٍ ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ
ثنا ضَمْرَةُ عَنِ ابْنِ أَبِي جَمِيلَةَ . قَالَ ذُكِرَ عِنْدَ ابْنِ أَبِي زَكَرِيَّا مُشْكَانُ .
وَكَانَ جَلِيسًا لِأَبِي الدَّرْدَاءِ . فَقَالُوا إِنَّهُ يَجْلِسُ إِلَى السُّلْطَانِ .
فَقَالَ غَفْرًا دَعُوهُ عَنْكُمْ . فَقَدْ رَأَيْتُهُ مَعَنَا فِي الْبَحْرِ وَنَحْنُ فِي الْفَرَادِيسِ وَقَدِ اشْتَدَّ عَلَيْنَا الْبَحْرُ. وَهَمَّتْنَا أَنْفُسُنَا . فَتَقَلَّدَ مُصْحَفَهُ ثُمَّ جَاءَنِي
فَقَالَيَا ابْنَ أَبِي زَكَرِيَّا وَدِدْتُ أَنْ يُجَلْجَلُ بِي وَبِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . انتهى .
وبهذا يتبين أن كلمة نقلد هي في الحقيقة َتَقَلَّدَ وهي بصيغة المفرد .
وكلمة نقلد تكاد تكون بلا معنى بصيغة الجمع مع أنني ظننت في البداية أنه ربما قصد أنهم يقرأون بقراءة المصحف الذي معه .
وفي مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار
لمحمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ التميمي أبو حاتم الدارمي البُستي المتوفى 354هـ .
عبد الله بن أبى زكريا واسم أبيه إياس بن يزيد من العرب من قراء أهل الشام وعبادهم وفصحاء أهلها وزهادهم كنيته أبويحيى .
مات في ولاية هشام بن عبد الملك . انتهى .
وفي الثقات لابن حبان
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الشَّامِيُّ وَاسْمُ أَبِيهِ إِيَاسُ بْنُ يَزِيدَ مِنَ الْعَرَبِ
يَرْوِي عَنْ مُعَاوِيَةَ كُنْيَتُهُ أَبُو يَحْيَى وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ .
روى عَنهُ أهل الشَّام مَاتَ فِي ولَايَة هِشَام بْن عَبْد الْمَلِكِ وَهُوَ مِنَ الْخُزَاعَةِ .
ووجدت أنه ليس له ترجمة في سير أعلام النبلاء .
وفي الطبقات الكبرى لابن سعد
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الْخُزَاعِيُّ وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ صَاحِبَ غَزْو . وَكَانَ مِنْ أَهْلِ دِمَشْقَ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ .
وفي سيرة عمر بن عبد العزيز على ما رواه الإمام مالك بن أنس وأصحابه
لعبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث بن رافع أبو محمد المصري المتوفى 214هـ . تحقيق أحمد عبيد .
فقد ذكر الخبر التالي
وَبعث عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى عبد الله بن أبي زَكَرِيَّا وَكَانَ من صلحاء أهل الشَّام فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ لَهُ عمر يَا ابْن أبي زَكَرِيَّا هَل تَدْرِي لم بعثت إِلَيْك قَالَ لَا . قَالَ لأمر لست ذاكره لَك حَتَّى تحلف لي . قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا تَسْأَلنِي شَيْئا إِلَّا فعلته . قَالَ لَهُ فاحلف لي . فَلَمَّا حلف لَهُ قَالَ ادْع الله أَن يميتني . قَالَ بئس الْوَافِد أَنا للْمُسلمين وَأَنا إِذا عَدو لأمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم . قَالَ هاه قد حَلَفت لي . فَقَالَ الْحَمد لله . ودعا لَهُ . ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ لَا تبقني بعده . وَأَقْبل صبي صَغِير لعمر فَقَالَ وَهَذَا فَإِنِّي أحبه فَدَعَا لَهُ قَالَ فَمَاتَ عمر وَمَات ابْن أبي زَكَرِيَّا وَمَات الصَّبِي . انتهى .
وإن كانت كل هذه تحتاج حتماً لدراسة وتحقيق إلا أن
عبد الله ابن أبي زكريا ثقة ثبت .
فدل هذا عندي أنه ما كان ليسكت على تقلد مشْكَانُ الدِّمَشْقِيُّ للمصحف
إن كان وضعه تميمة . وهم كانوا في عرض بحر وأهوال .
فرددت الأمر إلى أن مشكاة هذا قد علق المصحف لكثرة تعاهده للقرءان كما يضع أحدنا مصحفاً صغير الحجم في جيب قميصه .
ومع هذا بحثت عن ترجمة لصاحبنا مشكان هذا فوجدت أن اسمه في القاموس بضم الميم كما ذكر هذا في موضع نسيت اسمه .
وما قدرت أن أعرف اسمه لأبحث عن ترجمة له .
وكما ذكرت لم أجد ترجمة لابن أبي زكريا صاحبنا هذا .
ثم نظرت الى السند في تحقيق العمري فوجدته في المعرفة
أوردها ابو نعيم من طريق ضمرة أيضا (الحلية 5/ 151) ووقع فيه (ابن أبي جميلة) وهو تصحيف.
أقول ما ذكره أنه هوعَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْلَةَ .
ووجدت ذكره في لسان الميزان للذهبي
قال علي بن أبي حملة
مولى قريش شيخ ضمرة بن ربيعة القرشي الحمصي أبو علي الرملي .
ما علمت به بأساً ولا رأيت أحداً إلى الآن تكلم فيه وهو صالح الأمر.
ولم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة مع ثقته .
وإذا كان ثقة ولم يتكلم فيه أحد فكيف نذكره في الضعفاء .
وكان يكنى أبا نصر . قرأ على عطية بن قيس وروى واثلة بن الإسقع
قال البخاري مات سنة ست عشرة ومائتين .
و سَعِيدٌ و ضَمْرَةُ لم أستطع معرفة اسميها بالكامل لأخذ فكرة سريعة عن حكم الحديث فعلمي في مصطلح علوم الحديث بقدر باع وصاع .
أطلنا عليك البحث تسامحنا .
وربي أعلم وأجل ،،،