فبالله الجبار دعونا نلغيها من ألسنتنا وأقلامنا
تعظيما للوط ورسالة لوط عليه الصلاة والسلام

.....

الحمد لله الحيي القائل في محكم كتابه

كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ .

وبعد

هذا ما تجدونه في معجم المناهي اللفظية للعلامة بكر أبو زيد رحمة الله عليه
يقول

اللواط ... يحْمِلُ لفْظُ: ((لَوَطَ)) في لسان العرب، معنى: الحب، والإلصاق، والإلزاق. لكن لا يُعرف أن مصدره: ((اللواط)) هو بمعنى اكتفاء الرجال بالرجال في الأدبار. إلا أن المعنى لُغة لا يأبي دخوله في مشموله، ومن ثم إطلاقه عليه؛ لتوفر معانيه في هذه:
((الفِعْلة)) من جهة قوة الباعث: الحب والشهوة للذكران، انظر إلى قول الله - تعالى - عن قوم لوط في تقريعه ولومه لهم -: {إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ} [لأعراف:81] ، فقوله: ((شهوة)) فيه معنى الحب الذي هو من معاني ((لَوَطَ)) ؛ ولهذا صار: ((لُوْط)) اسم علم من لاط بالقلب، أي: لصق حبه بالقلب.
هذا من جهة قوة الباعث على الفعل: ((الحب)) وكذا من جهة: ((الفعل)) الذي فيه إلصاق، وإلزاق، كما تقول العرب: لاط فُلان حوضه، أي: ((طيَّنَّة)) .
وفي الصحيحين، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعاً: ((.... ولتقُوْمنَّ الساعة وهو يُليط حوضه فلا يُسقى فيه)) .
{أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ} [لأعراف: من الآية80] .
كما سمى: ((الزنا)) : ((فاحشة)) فقال - سبحانه: {وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً} [الاسراء:32] .
وسماه النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((عمل قوم لوط)) في أحاديث منها حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من وجدتموه يعمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به)) رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه.
وقد اختلفت تراجم المحدثين فالترمذي - مثلاً - قال: ((باب ما جاء في حد اللوطي)) .
وأبو داود، وابن ماجه، قالا: ((باب فيمن عمِل عَمَلَ قوم لوط)) .
ومثله اختلاف أسماء مؤلفاتهم في ذلك: فكتاب ((ذم اللواط)) للهيثم بن خلف الدوري، المتوفى سنة (307 هـ) وكتاب: ((القول المضبوط في تحريم فعل قوم لوط)) لمحمد بن عمر الواسطي، المتوفى سنة (849 هـ) على أن الراغب الأصفهاني، المتوفى سنة (502 هـ) قد حلَّ هذا الإشكال في كتابه: ((المفردات)) : ص/ 459 فقال: ((وقولهم: تلوّط فُلان، إذا تعاطى فِعل قوم لوط، فمن طريق الاشتقاق، فإنه اشتق من لفظ: لوطٍ، الناهي عن ذلك لا من لفظ المتعاطين له)) انتهى.
ثم لهذا نظائر في الحقائق الشرعية مثل لفظ: ((الإسرائيليات)) وإسرائيل هو: يعقوب، والنبي - صلى الله عليه وسلم - إنما قال: ((حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)) .
ومثل لفظ: ((القدرية)) نسبة إلى القدر، ومذهبهم، الباطل نفيه، فيقولون: لا قدر والأمر أُنُف.
ومثل ما جاء في تعبد النبي - صلى الله عليه وسلم - في غار حراء؛ إذ جاء بلفظ: ((يتحنَّثُ في غار حِراء)) ومعلوم أن: ((الحنث)) الإثم، ومواطنه، فيزاد: تعبد معتزلاً مواطن الإثم. وهكذا في أمثالها كثير.
ثم إن للعرب في كلامها أساليب أخر، منها:
إطلاق السبب على المسبب.
وإطلاق المسبب على السبب.

وإطلاق البعض على الكل.
وإطلاق الكل على البعض.
وإطلاق الفعل على مقاربه.
وكل هذه معروفة عند البلاغيين وهي من علوم القرآن البلاغية.
ومن أساليب العرب في كلامهم:
النسبة إلي المتضايفين على سبيل النحت، مثل: عبدشمس: عبشمي. والنسبة إلى المضاف إليه على الأغلب مثل: عبد القيس: قيسي. ومثل: ((بني إسرائيل)) يُقال: إسرائيلي. وفي عصرنا يقال: ((العزيزية)) نسبة إلى: عبد العزيز. و ((الرحمانية)) نسبة إلى: ((عبد الرحمن)) لكن في تسويغ ذلك بالنسبة إلى أسماء الله تعالى نظر؛ لأن من الإلحاد في أسماء الله تعالى تسمية مشركي العرب أصنامهم على سبيل الإلحاد في أسماء الله تعالى مثل: ((اللات)) من ((الإله)) و ((العزى)) من ((العزيز)) .. ومنه هنا: عمل قوم لوطٍ: لوطي. ويراد به النسبة إلى نهيه، لا إلى لوط عليه السلام.
ومحال أن يخطر ببال أحد خاطر سوء في حق نبي الله لوط - عليه السلام - أو في حق نبي الله يعقوب - عليه السلام -.
ولهذا فلا تلتفت إلى ما قاله بعض من كتب في: قصص الأنبياء - عليهم السلام - من أهل عصرنا، فأنكر، فأنكر هذه اللفظة: ((اللواط)) وبنى إنكاره على غلط وقع فيه بيان الحقيقة اللغوية لمعنى ((لاط)) وأن مبناها على ((الإصلاح)) فإن الحال كما تقدم من أن مبناها على: الحب والإلزاق، والإلصاق، وقد يكون هذا إصلاحاً وقد يكون إفساداً، حسب كل فعل وباعثه والله أعلم.
وبعد تقييد ما تقدم تبين لي بعد استشارة واستخارة، أن جميع ما قيدته من استدلال استظهرته لا يخلو من حمية للعلماء الذين تتابعوا على ذلك، والحمية لنبي الله لوط - عليه السلام - وهو معصوم، أولى وأحرى، والله - سبحانه وتعالى - يقول: {هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ إِلَّا الْأِحْسَانُ} [الرحمن:60] فكيف ننسب هذه الفعلة الشنعاء: ((الفاحشة)) إلى نبي الله: لوط - عليه السلام -
ولو باعتباره ناهياً، ولو كان لا يخطر ببال مسلم أدني إساءة إلى لوط - عليه السلام -؟
ولعل من آثار هذه النسبة أنّك لا تجد في الأعلام من اسمه لوط إلا على ندرة. فهذا - مثلاً - ((سير أعلام النبلاء)) ليس فيه من اسمه لوط، سوى واحد: أبو مخنف لوط بن يحيى.
هذا جميعه أقوله بحثاً، لا قطعاً، فليحرره من كان لديه فضل علم زائد على ما ذكر؛ ليتضح الحق بدليله. والله المستعان.
انتهى كلامه رحمه الله .

يقول يوسف بن سلامة وهو أقلكم علماً
بالله الحيي التوفيق والالهام
والله منذ أمد طويل ومن قبل أن أطلع على كلام الشيخ بكر أبو زيد هذا
كنت أنفر من هذه الكلمة .
وما انقضى عجبي من استخدام هذه الكلمة القبيحة من أولي الأقلام .
وما زلت استقبحها وأتألم من سمعاها ذباً عن نبي الله لوط عليه الصلاة والسلام .
انظر الى لغة العرب بأسرها فهل تجد لهذه الفعلة الشنعاء اسماً .
لا تجد ولا كلمة واحدة . لأن هذا الفعل كان مستقبحاً أشد الاستقباح عند العرب فلا تجد لها اسماً وهم كانوا في جاهلية جهلاء .
وانظر الى أسماء الأسد مثلاً والسيف فكم ترى لهما من أسماء .
مئات الأسماء تجد لهما .
وكلمات أخري ترى لها بالعشرات .إلا إتيان الذكر للذكر فلا تجد لها اسماً .
فبالله العظيم لماذا تأخذ كلمة لوط ويستخرج كلمة تظهر وكأنها استخرجت من كلمة لوط .
ثم انظر الى قول الشيخ رحمه الله أنه نادراً ما تجد أحداً اسمه لوط وتعلة هذا ارتباط هذا الفعل باسم لوط . فلماذا بالجبار القهار ذي القوة المتين ما فتأت ترى الكلمة على لسان بعض العلماء .
وربي العظيم لا أدري .
وقولهم أن كلمة اللوطية الصغرى وردت على لسان ابن عمر .
فكيف لحديث ضعيف به يقام حجة على فعل قبيح شنيع كهذا .
ما الخطب يا قوم .
ولا أعلم حقيقة بعض التعاجيب التي نراها في بعض المصنفات .
فبالله الجبار دعونا نلغيها من ألسنتنا وأقلامنا تعظيما للوط ورسالة لوط عليه الصلاة والسلام .

كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ .

الحمد لله رب العالمين ،،،