ماذا قال العلماء والمشايخ؟
رمضان في ظل كورونا للعام الثاني


وائل رمضان


يستقبل المسلمون شهر رمضان للعام الثاني على التوالي في ظل انتشار جائحة كوفيد-19، التي فرضت قيود الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وفي هذه الظروف الاستثنائية التي قللت فيها فترات المكوث في المساجد، مع التخفيف في الصلوات وصلاة القيام (التراويح) ومع غياب كثير من مظاهر العبادات الجماعية التي اعتادها المسلمون في رمضان، كإفطار الصائم في المساجد، والاعتكاف وغيره من العبادات، توجهنا بأسئلة عدة للمشايخ لمعرفة رأيهم عن أهم الأعمال التي تقربنا إلى الله في ظل هذه الظروف الاستثنائية.

تزامن وقت العبادة مع وقت البلاء

في البداية بين رئيس اللجنة العلمية في جمعية إحياء التراث الإسلامي الشيخ محمد الحمود النجدي أنه يحل علينا شهر رمضان المبارك، في ظروف استثنائية، والمسلم في مثل هذه الظروف يكثر من العبادة والدعاء والالتجاء إلى الله والإنابة إليه، ويكثر الطرق على أبواب الخير من بر وإحسان وصدقة ودعاء والتجاء وصيام وقيام، ويسارع في الخيرات ويبادر إلى الصالحات، ولا سيما عند تزامن وقت البلاء مع وقت العبادة والتوبة في شهر رمضان، وهذا المؤمَّل في المسلم الحق، وهو ما يميِّزه عن غيره ممن لا يملكون دينًا قويمًا كدين الإسلام في عقيدته وشرائعه وأحكامه وأخلاقه، ولا يليق بالمسلم هنا التكاسل أو التخاذل، فضلًا عن الاقتصار على الخوف والقلق ومتابعة ما قيل وقال.

شهر الصيام والقرآن والقيام

فرمضان شهر الصيام، والقرآن والقيام، والعتق من النار، شهر القوة في الإيمان، والصحة في الأبدان، شهر الجود والكرم والبذل، شهر التزاور والصفح والتسامح، والتجاوز عن عباد الله، بل شهر التصالح مع الله، والرجوع بالتوبة إليه، شهر ترفع فيه الأيدي بالدعوات، وتجأر فيه الألسن بطلب غفران السيئات، شهر تفضَّل فيه الباري -جل شأنه- بفتح أبواب الجنان، وغلق أبواب النيران، وتصفيد مردة الشياطين، وهيأ فيه الأسباب لتطهير أرواح المؤمنين، وتنقية نفوس المخبتين.

استقبال السلف لرمضان

لكن هناك بونا شاسعا بين استقبال السلف لرمضان، وبين استقبال كثير من المسلمين اليوم، فقد كان السلف -رحمهم الله- يفرحون بقدومه، ويحمدون الله على إدراكه، كما أمرهم الله فقال: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون}، كيف لا؟ وهو ركن ركين، يقوم عليه صرح الدين. يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بُني الإسلام على خمس: شهادة أنْ لا إله إلاّ الله، وانَّ محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصَوم رمضان، وحج البيت». متفق عليه.

بشارة النبي - صلى الله عليه وسلم

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يزف البشارة لصحابته بقدوم رمضان، فيقول: «أتاكم رمضان، شهرٌ مبارك، فرضَ الله -عز وجل- عليكم صيامه، تُفتَح فيه أبوابُ السماء، وتُغلَق فيه أبوابُ الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدة الشَّياطين، لله فيه ليلة هي خيرٌ من ألف شهر، من حُرِمَ خيرها فقد حُرم». رواه النسائي، قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-: «كيف لا يُبشَّر المؤمن بفتح أبوابِ الجنان؟ كيف لا يُبشر المُذْنب بغلقِ أبوابِ النيران؟ كيف لا يُبشر العاقل بوقتٍ يُغَلُّ فيه الشيطان؟ منْ أين يشبه هذا الزمانَ زمان؟».

أقوال السلف في استقبال رمضان

وعن أقوال السلف وحالهم عند استقبال رمضان وفرحهم به قال الشيخ النجدي: قال مُعَلَّى بن الفضل: «كانوا يَدْعون الله ستة أشْهر أنْ يُبلِّغهم رمضان، ثم يَدْعونه ستة أشْهر أنْ يتقبله منهم»، وكان يحيى بن أبي كثير يقول: «اللهم سلِّمنا إلى رمضان، وسلِّم لنا رمضان، وتسَلَّمه منا متقبلا».

وقال ابن رجب: «بلوغُ شهر رمضان وصيامُه، نعمةٌ عظيمة على من أقدره الله عليه، ويدل عليه حديث الثلاثة الذين استُشهد اثنان منهم، ثم مات الثالث على فراشِه بعدهما، فَرُئِي في النَّوم سابقاً لهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أليس صلَّى بعدهما كذا وكذا صلاةً، وأدْرك رمضان فصامه، فوالذي نفسي بيده، إنَّ بينهما لأبعدَ مما بين السماء والأرض». رواه ابن ماجة وصححه الألباني، فرمضان إذًا نعمةٌ جليلة تستوجب الشكر، قال النووي -رحمه الله-: «اعلم أنَّه يُستحب لمن تجددَّتْ له نعمةٌ ظاهرة، أو اندفعتْ عنه نقمةٌ ظاهرة، أنْ يسجدَ شكراً لله -تعالى-، وأن يحمد الله -تعالى-، أو يُثني عليه بما هو أهله» الأذكار.

رمضان مدرسة للقرآن

وأضاف الشيخ النجدي أن الصحابة كانوا يعدون رمضان مدرسة للقرآن، تلاوة، واستماعاً، وفهماً، وتدبراً، وعملاً، فإنه الشهر الذي أنزل الله -تعالى- فيه القرآن، كما قال -تعالى-: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} البقرة، فيمدح -تعالى- شهر الصيام من بين سائر الشهور، بأن اختاره من بينهم لإنزال القرآن العظيم فيه، واختصه بذلك، وقد ورد في الحديث بأنه الشهر الذي كانت الكتب الإلهية تنزل فيه على الأنبياء، فروى الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-: عن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أنزلت صُحف إبراهيم في أول ليلةٍ منْ رمضان، وأنزلت التوراة لستٍ مضين منْ رمضان، والإنجيل لثلاث عشْرة خلت من رمضان، وأنزل الله القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان».

دراسة القرآن في رمضان

وفي الصحيحين: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة»، قال ابن رجب -رحمه الله-: «دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان، والاجتماع على ذلك، وعرض القرآن على من هو أحفظ له، وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان، ولا سيما ليلا؛ لأنَّ في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن المدارسة كانت ليلا، ولأن الليل تنقطع فيه الشواغل، ويجتمع فيه الهمُّ، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر، كما قال -تعالى-: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلا} (المزمل: 6)». أهـ لطائف المعارف بتصرف، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان، ترك جميع الأعمال، وأقبل على قراءة القرآن، وكان محمد بن إسماعيل البخاري يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختمة.

مدرسة للجود والكرم

وعن الجود والكرم في رمضان بين الشيخ النجدي أن رمضان كان مدرسة للصحابة -رضوان الله عليهم- للجود والكرم والصدقات، ونزع الشح من النفوس، والمسارعة إلى الخيرات والعطاء. فعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلِّ ليلةٍ من رمضان، فيدارسه القرآن. فلرسول الله صلى الله عليه وسلم " أجودُ بالخير من الريح المُرْسلة». متفق عليه. وزاد أحمد: «لا يُسأل عن شيء إلا أعطاه»، وقال الإمام الذهبي: «وبلغنا أن حماد بن أبي سليمان كان ذا دنيا متسعة، وأنه كان يُفطِّر في شهر رمضان خمسمائة إنسان، وأنه كان يعطيهم بعد العيد لكل واحد مائة درهم».

فرمضان السلف غير رمضان كثير منَّا اليوم، تنافس في الخيرات، وتزاحم في القيام بالطاعات، ومضمار للفوز بالجنات، قال الحسن البصري -رحمه الله-: «إنَّ الله جعلَ رمضان مضماراً لخَلقه، يَسْتبقون فيه إلى مرضاته، فسَبَق قومٌ ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا، فالعجبُ من اللاعب الضاحك! في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون».

ثم ختم الشيخ النجدي حديثه قائلاً: هذا رمضان السلف، فكيف رمضان عند الخَلف؟

إدراك رمضان بالقلب

من جهته أكد الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف الشيخ حمد الأمير أن كثيرا من الناس بل أغلبهم يدرك رمضان بجسده، وقليل منهم من يدرك رمضان بقلبه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر»، وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابك أحد أو جهل عليك، فلتقل إني صائم إني صائم»، فنفهم من هذا الحديث أن هناك حقيقة للصيام، وهى أننا أمسكنا عن المباح وهو الأكل والشرب والجماع امتثالا لأمر الله -تعالى-، فإذا لابد أن نمسك عن الحرام الذي نتعدى به على الآخرين باللسان، فيقول النبي - صلى الله عليه وسلم - «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْل فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».

من هنا فإن رمضان يحتاج إلى قلب، وليس إلى بدن فقط، نعم تدخل الأبدان في رمضان لكن من حقق ما وعده الله -عز وجل- في رمضان وهى مغفرة الذنوب كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقد من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، من هنا فالجائزة العظيمة التي نحتاجها جميعا هي أن يغفر الله ذنوبنا فنصل إلى هذه الغاية.

نصائح إيمانية في استقبال شهر رمضان

من جهته بين رئيس إدارة الكلمة الطيبة د. خالد سلطان أنه لابد بدايةً من التضرع إلى الله ودعائه بالتوحيد الخالص، واتباعا لهدى سيد الخلق رسولنا الكريم أن يرفع عنا هذا البلاء والداء الذي عم وطم، والله خير مسؤول.

وذكر السلطان بعض النصائح المهمة في التعامل مع رمضان في ظل هذه الجائحة ومنها ما يلي:

- راجع مسائل الصيام أولا لتدخل في الصيام على علم ولا يفوتك من أجرها شيء بسبب الجهل؛ فلا يستوى من يعلم ومن لا يعلم.

- اعتن بتطبيق السنن على نفسك، وفز بأجرها؛ فهي ذات علاقة كبيرة بالأحكام، ومنها تأخير السحور وتعجيل الفطور.

- كن لصيقا لكتاب الله واختمه في هذا الشهر -على الأقل- ختمتين الأولى قراءةً، والثانية تفسيرا؛ لتجمع بين أجر القراءة وتدبرها؛ فالأصل في القرآن التدبر والتفكر.

- أدِّ الصلوات الخمس في أوقاتها والرجال في المساجد.

- احرص على قيام الليل في رمضان كله، سواء مع جماعة المسجد أم جماعة المنزل أم منفردا.

- شارك في حضور مجالس الذكر في المسجد ولو كان المجلس قصيرا، ففي هذه المجالس من الأجور مالا يوجد في غيرها.

- لا تنس تفطير بعض الصائمين، سواء كانوا من الفقراء أم مما تقدمه للأهل والجيران والأصدقاء، فاحتسبه فأجره جزيل.

- اجعل من أوقات الحظر وقتا للاقتراب من الأسرة؛ فخطط لفعاليات تتناسب مع الشهر وحرمته حتى تقضي الأوقات، وتعمر بالخيرات، وسمر الإنسان مع أهله من هدي نبينا محمد -صلوات الله وسلامه عليه.

- صل الأرحام والجيران والخلان عن طريق برامج التواصل الاجتماعي؛ فهي صلة وقربى لله لمن احتسب.

- واذا دخلت العشر الأخير من رمضان فشمر عن ساعد الجد واجتهد فيها، علك تدرك ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، أي ٨٥ عاما هجريا أو يزيدون.

موسم عظيم للطاعات

وعن أفضل الأعمال التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في شهر رمضان، ولا سيما في ظل جائحة كورونا وإجراءات الحظر وقلة الأوقات المتاحة للوجود في المساجد، قال الأستاذ بكلية الشريعة جامعة الكويت أ. د. وليد الربيع: شهر رمضان المبارك موسم عظيم للطاعات، واغتنام الأوقات في القربات، وكان بعض الناس قبل زمان الجائحة يشتكي من قلة الوقت بسبب النوم في النهار، وضياع الوقت في الليل بين زحمة الشوارع وازدحام الأسواق، أو السهر في الاجتماعات العائلية أو في مشاهدة الإعلام الترفيهي وغير ذلك من الملهيات والأعذار التي يسوغ بها بعض الناس ضياع الزمان في هذا الشهر الكريم، أما في العام الماضي في الحظر الكلي، وفي الزمن الحاضر من خلال الحظر الجزئي فيتوفر وقت كبير ومساحة واسعة للقربات، والموفق من أدرك ذلك وعمل على نجاته ورفعة درجاته بإذن الله -تعالى.

قراءة القرآن

وعن العبادات التي يمكن الإكثار منها في الحظر الجزئي قال د. وليد: إن أهم هذه الأعمال قراءة القرآن، ففي حديث فاطمة -رضي الله عنها- عن أبيها - صلى الله عليه وسلم - أنه أخبرها: «أنّ جبريل -عليه السلام- كان يعارضه القرآن كل عام مرةً، وأنّه عارضه في عام وفاته مرتين«متفق عليه، وفي حديث ابن عباس: «أنّ المدارسة بينه وبين جبريل كانت ليلاً«متفق عليه، قال ابن رجب: «فدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلاً؛ فإنّ الليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر».

قيام الليل

وأضاف د. الربيع أن من العبادات المهمة التي يمكن الإكثار منها «قيام الليل»، فبعد صلاة التراويح في المساجد يمكن أن يجعل المسلم لبيته نصيبًا من صلاته، فيحيي ليله بالصلاة والقرآن، فليس التطوع قاصرا على المسجد، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها» فقيل: لمن يا رسول الله؟ قال: «لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والناس نيام» رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني، وقال: «أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» (رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم -: «من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه».

وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يصلي من الليل ما شاء الله حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة، ثم يقول لهم الصلاة الصلاة ويتلو: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى}، وكان ابن عمر يقرأ هذه الآية: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} قال: ذاك عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، قال ابن أبي حاتم: وإنما قال ابن عمر ذلك لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان بالليل وقراءته حتى أنه ربما قرأ القرآن في ركعة، وعن علقمة بن قيس قال: «بت مع عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - ليلة فقام أول الليل ثم قام يصلي، فكان يقرأ قراءة الإمام في مسجد حيه يرتل ولا يراجع، يسمع من حوله ولا يرجع صوته، حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين أذان المغرب إلى الانصراف منها ثم أوتر» وقال نافع: كان ابن عمر -رضي الله عنهما- يقوم في بيته في شهر رمضان، فإذا انصرف الناس من المسجد أخذ إداوةً من ماءٍ ثم يخرج إلى مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم لا يخرج منه حتى يصلي فيه الصبح، أخرجه البيهقي وكان محمد بن إسماعيل البخاري يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختمة.

الجود والكرم

وأضاف د. الربيع أن من الأعمال المميزة في رمضان الإكثار من الجود والكرم في شهر رمضان: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم - أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، إنّ جبريل -عليه السلام- كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم - القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجود بالخير من الريح المرسلة«متفق عليه، قال الشافعي -رضي الله عنه -: أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداءً برسول الله -صلى الله عليه وسلم -، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصَّوم والصلاة عن مكاسبهم، وكان ابن عمر -رضي الله عنهما- يصوم ولا يفطر إلاَّ مع المساكين، فإذا منعه أهله عنهم لم يتعشَّ تلك الليلة، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجِفْنَةِ، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً، يقول يونس بن يزيد: كان ابن شهاب إذا دخل رمضان فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام.

إعادة تأهيل المسلم

أما عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية في مصر الشيخ شريف الهواري فقال: هناك العديد من المعاني الإيمانية التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في مدرسة رمضان، ولا سيما في ظل هذه الظروف مع جائحة كرونا، وفي ظل قلة الأوقات المتاحة في المساجد وأنا أعدها -من وجهة نظري- إعادة لتأهيل المسلم إيمانيا ونفسيا ليجدد علاقته بربه، ويجدد الإيمان في قلبه.

الإيمان والاحتساب

أول هذه المعاني هو ضرورة الاهتمام بقضية الإيمان والاحتساب؛ لأنها من المعاني المهمة جدًا التي تغذى القلب، وتعلي الهمة، وتدفع إلى العمل بكامل الطاقة الجدية، ولذلك فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يدعونا للاهتمام بهذا المعنى كما في أحاديث كثيرة منها قوله - صلى الله عليه وسلم -: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبة».

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، وإيمانا: أي بالله -عز وجل- الذي خلقك لعبادته لتتقيه -سبحانه وتعالى-، فأنت تقوم بما كلفت به من الواجبات، وتحرص على النوافل والمستحبات إيمانا به واحتسابا للأجر عنده -سبحانه وتعالى- يوم لقائه، هذه القضية كفيلة وجديرة أن تسمو وترتقي بنا، لو حققناها بالمفهوم الصحيح الذي أريد من هذه الأحاديث المباركة.

استحضار النية الصالحة

وأضاف الشيخ الهواري بناء على ما سبق فإنه ينبغي لنا أن نستصحب هذا المعنى فلا نقوم بأي عمل سواء قولا أم فعلا أم رد فعل إلا باستحضار نية إيمانا بالله واحتساب الأجر عنده، حتى يكون في ميزان حسناتك، وحتى تنال الأجر والثواب العظيم، وحتى يكون القلب مرتبطا بخالقه فلا يتحرك حركة ولا حتى سكنة ولا يقول قولا، ولا يقعل فعلا إلا بمنطلق الإيمان والاحتساب، هذا معنى عظيم جدا، ولو لم نخرج إلا به من رمضان لكفانا.

نية لكل يوم على حدة

وأكد الشيخ الهواري أنه ينبغي أيضًا أن ندرب أنفسنا على استحضار نية لكل يوم على حدة وهو الراجح من أقوال السلف، مستشهدين بأحاديث صحيحة «من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له»، وحديث «من لم يبيت الصيام فلا صيام له«أي تستحضر لكل يوم على حدة، وسائر الوجبات الأخرى كالكفارات والنذور والقضاء فلابد أن تستحضر له نية قبل الفجر، ورأى بعضهم أنَّ النية الواحدة تكفي لجميع رمضان، وأما صيام النفل فلو حتى قرابة الظهر تستطيع أن تنوي وتصوم مادام أنك لم تأكل ولم تشرب ولم تجامع، وإن لم تبيت النية من الليل، الشاهد: هذا كله لتتعلم قبل الدخول في العمل أن تستحضر النية لتميز بين العادة والعبادة ومن الأعمال وبعضها، ثم تلج من باب النية والمقصد والإرادة إلى باب الإيمان وباب الاحتساب وهذا يسمو بنا ويرتقي.

نيل المغفرة الواسعة

ثم بين الشيخ الهواري أنه يضاف لهذا العمل - وهو الإيمان والاحتساب- ما ألحق به في الحديث: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»، «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبة»، «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبة»، أي: أن تكون أحرص ما تكون في رمضان لنيل هذه المغفرة الواسعة؛ لأنك في أعظم مواسم المغفرة، وهذا معنى عظيم جدا وراق، أي بإمكانك إن حققت الإيمان والاحتساب سواء في الصيام أم في القيام أم في تحري ليلة القدر، كل هذا إذا كان إيمانا واحتسابا سيغفر لك تلك الذنوب التي كانت، ولن تحاسب عليها، ولن تسأل عنها ولن تفضح بها، ضع هذا في حسبانك وبين عينيك وقل لن تخرجي يا نفسي من رمضان إلا بإذن الله بمغفرة وبعتق من النيران، ولذلك ذكرها بحديث النبي -[- حديث المنبر وله روايات عدة، صعد الدرجة الأولى فاعترضه جبريل، وطلب منه هذا المطلب العجيب، من أدرك رمضان فلم يغفر له أبعده الله قل آمين فقال: آمين، خاب وخسر من أدرك رمضان ولم يغفر له قل آمين فقال: آمين. رغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له قل: آمين فقال: آمين» أي مرغ أنفه في التراب إذلالا له وتوبيخا لكونه ضيع فرصة ثمينة كهذه، فلو أننا استحضرنا هذا المعنى لكان حافزا لنا لنيل هذه المغفرة.

القرب من الله -عز وجل

وعن أعظم الأعمال التي دعا إليها الشيخ الهواري القرب من الله -تعالى- وقال: إن رمضان فرصة للقرب من الله -عز وجل-، وتنمية هذا الشعور وترسيخه، فأنت في رمضان خلافا لغيره من الأيام تستحضر الرقابة، لا تأكل ولا تشرب، وبإمكانك أن تغلق الأبواب وتفعل لعظيم الشعور بالقرب من الله -عز وجل-؛ لأن الله معك يسمع ويري ومطلع عليك لا يخفى عليه منك شيء لا في السر ولا في الجهر، فنم هذا المعنى؛ لأنه من أعظم الإيمان، سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - «أي الإيمان أعظم قال: أن تعلم أن الله معك حيثما كنت» وهذا الشعور موجود في رمضان، حتى عند بعض الفساق، تراهم يمتنعون عن بعض مظاهر العصيان والذنوب بصورة أو بأخرى، وهذا لا شك يشعر بأن ثمة رقابة غير طبيعية موجودة، وهذا النوع من القرب يؤدي بك -بإذن الله تبارك وتعالى- إلى استصحابه؛ فرب رمضان هو رب سائر الأشهر والأيام والليالي واللحظات فيعطيك رقابة ذاتية جميلة جدا من الله -تبارك وتعالى.

رمضان فرصة للتغيير

وعن ثمرات رمضان التي يحصلها العبد من الصيام والقيام وسائر الأعمال قال الشيخ الهواري: إن رمضان فرصة لنتغير: فبرنامج الطعام والشراب يتغير، وبرنامج العمل يتغير، وبرنامج النوم يتغير، وبرنامج الطاعات المفروضة يكون أكثر اتزانا وانضباطا، برنامج الحرص على النوافل سواء القبلية أم البعدية، وسواء في الصلوات أم في سائر الطاعات والقربات، شيء رائع، الإقبال على القرآن يتغير، فأنت تقبل على القرآن إقبالا شديدا في رمضان خلاف سائر الأشهر كما بينا ذلك مرارا، وحرصك على السنة يزداد ويتضح ويكون قويا، معان كثيرة جدا تتغير، فمثلا أنت تترك الحلال والمباح من الفجر الصادق إلى غروب الشمس من طعام وشراب وجماع وما شابه ذلك، فهذا شيء أصلا حلال عليك ومباح لك فأنت تتركه بفرحة وسرور لكونك صائما، سبحان الله العظيم! فما بالك أنت ترتكب المحرمات والمكروهات وأنت تعلم الحكم الشرعي فيها ابتداء؟ فينبغي أن تنتبه لهذا المعنى العظيم، ويعد رمضان فرصة ودورة تدريبية مكثفة على ترك الحلال والمباح فمن باب أولى ترك الحرام والمكروه.

التسابق في كل خير

من جهته بين مستشار الوقف السني الشيخ فتحي الموصلي أنَّه من المهم جدًا الوقوف على أهم الأعمال في كل عبادة من العبادات، وفي كل موسم من المواسم؛ فإن العبد في مواسم العبادات والطاعات يجتهد في التنافس وفي تحصيل الخيرات والتسابق في تكثير الحسنات، ومن ثم يسعى لكي يظفر بالحسنات والطاعات وبأسباب المغفرة وتحصيل الفضائل والمكرمات، وفي رمضان شهر الخيرات والطاعات ينبغي للمسلم أن يتسابق في كل خير، وأن يحرص على كل طاعة ولا سيما تلك الطاعات التي تتعلق بهذا الشهر وهى من خصائصه ألا وهى «الصيام»، فعبودية الصيام، ثم عبودية «الصلاة وقيام الليل»، ثم عبودية «قراءة القرآن»، ثم عبودية «العمل والاجتهاد»، صيام فصلاة فقيام فإحسان فعمل فاجتهاد.

ثم أكد أنه ينبغي للمسلم أن ينظر إلى أمور عدة وهو يستقبل هذا الشهر الفضيل:

طريق الشرع لا طريق العقل

أن العلم بأفضل الأعمال يعلم عن طريق الشرع لا عن طريق العقل، ويعرف بالنص لا بالعرف، ولهذا ننظر في رمضان ما الأعمال التي فضلها الشرع وما الأعمال التي ترتب عليها الثواب العظيم؟ فقطعا إن أعظم الأعمال في هذا الشهر ما ذكرناه: صيام في النهار وقيام في الليل وبينهما تلاوة القرآن، مع الاجتهاد في الزكاة والإحسان والصدقة والمثابرة بالأعمال والاجتهاد في الطاعات.

الواجبات أفضل الأعمال

أن أفضل الأعمال أن يؤدي العبد الواجب، ثم يجتهد ويعمل بعد ذلك على حفظه وتكثيره ورعايته وزيادة ثوابه وتكثير سننه، فهذا جاء في الحديث القدسي» ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه «؛ لهذا جعل الله -تعالى- أعظم المحبوبات إليه أداء الواجب، ثم أن يشتغل العبد بتكميل هذا الواجب بالنوافل والسنن.



النجدي: شهر رمضان مدرسة ربانية تربوية إيمانية

أكد رئيس اللجنة العلمية في جمعية إحياء التراث الإسلامي الشيخ محمد الحمود النجدي أنَّ رمضان مدرسة ربانية للصحابة -رضوان الله عليهم- لتعويد النفس على صيام النوافل بعد رمضان، لأنهم سمعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَاعَدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا«متفق عليه، وكذلك وكان رمضان مدرسة لهم لتعويد النفس على قيام الليل، لما فيه مِن تكفير السيئات، ورفعة الدرجات، وما يجلبه من نور في الوجه، وحب يلقى في قلوب العباد، قال سعيد بن المسيب -رحمه الله-: «إنَّ الرجل ليُصلي بالليل، فيجعل اللهُ في وجه نُوراً يُحبّه عليه كلّ مسلم، فيراه مَنْ لم يره قط فيقول: إني لأحب هذا الرجل»، وقيل للحسن البصري -رحمه الله-: «ما بالُ المتهجدِّين بالليل مِنْ أحْسنِ الناس وجُوها؟ فقال: لأنَّهم خَلوا بالرحمن، فألبسهم من نوره».


الأمير: رمضـان شهر التوبة الصادقة والتقوى والطاعة

وعن كيفية استقبال رمضان قال الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف الشيخ حمد الأمير: كما يستعد الإنسان في مثل هذه الأيام ويفكر بأشياء كثيرة جدا بتهيئة المكان وتهيئة الطعام أود أن أوجه لتهيئة أخرى وهي التي ينبغي أن نؤكدها:

الأمر الأول: توبة إلى الله صادقة، فلا يدخل رمضان إلا وقد تبت إلى الله من كل ذنب، تمعن في نفسك وانظر في أعمالك إن كان هناك تقصير في طاعة أو معصية فيجب أن تتوب منها.

الأمر الثاني: أن تتقي الله حيثما كنت، وتقوى الله هي العمل بالطاعات وترك المعاصي، حتى يتهيأ القلب لتحقيق الغرض العظيم لرمضان قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

الأمر الثالث: أن تختار لنفسك صحبة صالحة تعينك على طاعة الله -تبارك وتعالى- .

الربيع: رمضان شهر الصيام والقيام والدعاء وقراءة القرآن

عن حال السلف مع القرآن في رمضان قال الأستاذ بكلية الشريعة جامعة الكويت د. وليد الربيع: حرص السلف -رحمهم الله- على الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان، فكان الأسود بن يزيد يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليالٍ، وكان مالك بن أنس إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسة أهل العلم، ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف، وكان الإمام أحمد يختمه في كل أسبوع، فإذا دخل رمضان ختمه في الأسبوع مرتين: في الليل مرة وفي النهار مرة، وكان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن، وكان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين، وكان قتادة يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاثٍ، فإذا جاء العشر ختم كل ليلةٍ.



السلطان: توجيهات ربانية وإيمانية وصحية

بين رئيس إدارة الكلمة الطيبة د. خالد سلطان أن من رحمة الله بنا أن رفع الله عن أمة الإسلام الإصر حين قال الله (فعلت) بعدما أمر المؤمنين بالدعاء في خواتيم سورة البقرة وهما الآيتان اللتان نزلتا على رسول الله من تحت العرش وفيهما {رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا}، فصيامنا هذا العام كسابقه في العام الماضي يدخل علينا والجائحة الكرونية مخيمة علينا بقدر الله، والدولة تقوم بالإجراءات الاحترازية حماية لصحتنا ولتخفيف آثار هذه الجائحة.



الهواري: رمضان موسم عظيم لإجابة الدعاء وقبوله



أكد عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية في مصر الشيخ شريف الهواري أن رمضان موسم عظيم في إجابة الدعاء؛ فالصائم له دعوة لا ترد قبل طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وقيل حين فطره أي ساعة الإفطار، وإن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله بأمري الدنيا والآخرة إلا استجاب الله له ذلك في كل ليله، «وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - أي الدعاء أسمع قال: ليل الجوف الآخر»، ووقت السحور أيضا «تسحروا فإن في السحور بركة«فينبغي أن نلتمس البركات، وندعو الله في هذا الوقت المبارك، قال -تعالى-{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُ وا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.





الموصلي:أفضل الأعمال في كل وقت ماكان واجباً في وقته

قال مستشار الوقف السني الشيخ فتحي الموصلي: إن أفضل الأعمال في كل وقت ما كان واجبا في ذلك الوقت: أي الاعتناء بواجب الوقت، بل نحن نحتاج إلى الاعتناء بكل ساعة من هذا الشهر العظيم، فإن كانت ساعة صيام شغلناها بعبودية الإمساك وحفظ اللسان والجوارح والمعاصي والآثام، وإن كانت ساعة تلاوة قرآن حفظناها بالتدبر والإكثار من الذكر والقراءة، وإن كانت ساعة قيام وصلاة في الليل حفظناها بالخشوع والانقياد، وإن كانت ساعة إحسان بادرنا إلى الزكاة، وإن كانت ساعة عمل بادرنا إلى إتقان العمل في تلك الساعة «فأفضل الأعمال في كل وقت ما كان واجبا في ذلك الوقت».