تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الايضاح والتبيين لكيفية البراءة من الشرك والمشركين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي الايضاح والتبيين لكيفية البراءة من الشرك والمشركين

    البيان الواضح لما ينبغي أن يكون عليه كل مسلم تجاه كل ما يعبد من دون الله -
    تجاه العابد والمعبود
    فالركن الأول من شهادة التوحيد وهو الكفر بالطاغوت أو بما يعبد من دون الله،
    يتحقق بما يأتي:

    اعتقاد بطلان عبادة غير الله، وكل معبود سوى الله
    1-ترك عبادة غير الله وبغضها وإنكارها
    2-البراءة ممن عبد غير الله
    الأمر الأول : اعتقاد بطلان عبادة غير الله، وكل معبود سوى الله
    وذلك يكون بأن تعتقد أن كل معبود غير الله عز وجل باطل لا يستحق شيئا من العبادة
    ، وتعتقد أن كل عبادة صُرفت لغير الله باطلة وضلال وشرك بالله عز وجل،
    وتعتقد أن كل منهج ودين يخالف دين الإسلام، وكل تشريع لم يأذن به الله فهو كفر بالله عز وجل وضلال وجاهلية
    والدليل قوله تعالى:
    ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ)." لقمان: من الآية:30
    وقوله تعالى: ( فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ)." يونس: من الآية:32
    وقال عز وجل: ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)." آل عمران:85
    وقال تعالى: ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ)." المائدة: من الآية:50".
    فكل عبادة لغير الله فهى شرك وضلال و كل حكم سوى أحكام الله فهو حكم الجاهلية
    وقال: ( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)." الجاثـية:18"
    . فما كان من عند الله فهو شريعة الله ودينه الذي ارتضاه، وما سواه فأهواء قوم لا يعلمون
    ومثال المعبودات والمناهج الباطلة في واقعنا المعاصر
    1-الأضرحة والقبور والمشاهد التي يعتقد في أهلها الولاية والشفاعة والنفع والضر وتدعى مع الله ويذبح لها ويتبرك بها ويستشفى ويستسقى بها ويصرف لها ما هو من حق الله الخالص
    2-الحكام المبدلين لشريعة الله المشرعين لما لم يأذن به.
    3-القوانين الوضعية التي يحتكم إليها من دون شريعة الله والتي جُعلت ندا لأحكام الله
    4-الأديان المخالفة للإسلام كالعلمانية والديموقراطية واليهودية والنصرانية والماركسية والبوذية وغير ذلك
    فلا بد من اعتقاد أن كل ما عبد من دون الله باطل وعبادته كفر بالله،
    وأن ما خالف دين الإسلام باطل واتباعه أو الرضا به كفر بالله
    الأمر الثاني: ترك واجتناب عبادة غير الله وبغضها وإنكارها
    فلا يكفي اعتقاد بطلان عبادة غير الله بل لابد من اجتنابها والابتعاد عنها بالكلية وبغضها وإنكارها بالقلب بغضا شديدا
    قال تعالى: ( قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)." الأنعام: من الآية19".
    ففيها البراءة من الشرك
    وقال تعالى: ( وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)." النحل: من الآية:36".
    فيها الأمر باجتناب ما يعبد من دون الله
    وقال تعالى: (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ) الزمر:17
    وفيها أن اجتناب الطاغوت يعني اجتناب عبادته
    وقال سبحانه: ( وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)." المدثر:5". الرجز: الأصنام،
    وهجرها تركها والبراءة منها.
    وعن جَابِرُ بن عبد اللَّهِ قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول ((من لَقِيَ اللَّهَ لَا يُشْرِكُ بِهِ شيئا دخل الْجَنَّةَ وَمَنْ لَقِيَهُ يُشْرِكُ بِهِ دخل النَّارَ)) رواه مسلم . وفيه تحذير شديد من الوقوع في عبادة شيء من دون الله وهو معنى (يشرك به
    وقال عز وجل: ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ)." آل عمران: من الآية:64".
    وفيها اشتراط ترك الشرك ليكون الرجل مسلما
    وذكر الله عز وجل من حال المشركين أنهم يكْبُر ويَعْظُم عليهم ترك الشرك بالله؛
    لأنهم يحبونه أشد الحب وتنشرح له صدورهم وقد اعتادوه وألفوه عن آبائهم وأجدادهم
    قال تعالى: ( كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ)." الشورى: من الآية:13
    وقال تعالى: ( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )." الزمر:45
    فلا يكره التوحيد ويبغضه ويستبشر بالشرك ويفرح به إلا مشرك كافر.
    فلابد من بغض الشرك بجميع أنواعه بغضاً شديداً أشد من بغض ما سواه من المحرمات
    وكذلك لابد من تركه واجتنابه ب
    ،
    وقد جاءت دعوة جميع الرسل بترك عبادة غير الله واجتناب ما يعبد من دونه،
    ولهذا كان التوحيد هو لب الخلاف بين الرسل وقومهم الذين ردوا هذه الدعوة ولم يؤمنوا بها وأصروا على الاستمرار على عبادة غير الله
    كما قال تعالى عن قوم نوح: ( وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً)." نوح:23".
    فود وسواع ويغوث ويعوق ونسرا أسماء رجال صالحين ماتوا على التوحيد ولكن لغلو قومهم فيهم عبدوهم مع الله،
    فدعاهم نوح عليه السلام للكفر بهذه الألهة واجتناب عبادتها فأبوا واستكبروا وأصروا على عبادتها من دون الله إلا قليل ممن آمن مع نوح
    وقال قوم هود: ( أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا)." لأعراف: من الآية:70".
    وقالوا: ( وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ)." هود: من الآية:53". فتأمل هاتين الآيتين تجد أن الرسل كانوا يدعون قومهم لترك عبادة غير الله والتوجه بالعبادة لله وحده وهو حقيقة قول لا إله إلا الله
    وقال كفار قريش: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً)." صّ: من الآية:5".
    فهم دائما ينكرون التوحيد (توحيد الألوهية) الذي لا يتحقق إلا بترك عبادة غير الله والكفر بألوهية ما سواه
    فلا يكفي اعتقاد بطلان عبادة غير الله،
    بل لابد من بغضها، وإنكارها وتركها واجتنابها بالكلية.
    وبغير ذلك لا يصح إسلام أحد أبداً

    فمن فعل شيئاً من هذا الشرك الأكبر وتوجه بعبادة لغير الله فقد حبط عمله وصار من المشركين،
    قال تعالى: ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)." الزمر:65
    وقال تعالى: {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ } يونس106 ، أي المشركين
    الأمر الثالث : البراءة ممن أشرك بالله فعبد معه غيره
    مادام الكفر بما يعبد من دون الله هو الركن الأول في كلمة التوحيد، وعرفنا أنه يعني اعتقاد بطلان كل معبود غير الله وأن عبادة غير الله كفر وشرك بالله، ويعني اجتناب هذا الشرك والابتعاد عنه وبغضه وإنكاره؛
    فالذي يشرك بالله ويتخذ من دونه معبودا لم يأتِ بهذا الركن بل أتى بنقيضه تماما
    فكيف يكون مؤمنا بلا إله إلا الله؟!
    بل الحقيقة أن كافر بها ولو كان ممن يقولها بلسانه ويدعي أنه مؤمن بها،
    فالإيمان بلا إله إلا الله لا يكون بغير معرفة واعتقاد وقول وعمل
    فمن عبد غير الله واتخذ من دونه إلها وجبت البراءة منه ومما يعبده ويدين به،
    ولا يتحقق الكفر بما يعبد من دون الله بدون الكفر والبراءة من عابديه
    وتتحقق هذه البراءة بتكفير من أشرك بالله، ولم يأتِ بالتوحيد ودان بغير دين الإسلام، وبغضهم ومعاداتهم
    فلا يصح الإيمان بلا إله إلا الله بغير الكفر بألوهية ما عبد من دون الله،
    ومن المعلوم أن كل معبود من دون الله له من يعبده ويُصرف له ما لا ينبغي أن يصرف إلا لله وبهذه العبادة صار إلها مع الله،
    وإذا كان الشرط الأول للإيمان بلا إله إلا الله هو الكفر بهذه المعبودات،
    فإن الكفر بها لا يتحقق إلا بالبراءة التامة منها ومما يصرف لها من العبادة وممن يعبدها مع الله،
    يعني لابد من البراءة من المعبود ومن عبادته ومن عابديه،
    ولا تتحقق واحدة منها دون الأخرى
    فلا يستقيم ولا يصح البراءة من المعبود دون البراءة من عبادته
    ولا يستقيم أيضا ولا يصح البراءة من المعبود وعبادته دون البراءة ممن جعله معبودا وصرف له العبادة من دون الله
    وليست البراءة من المعبود بأولى من البراءة من العابد،
    وهل يصير العبد المخلوق إلها معبودا إلا بوجود من أشركه مع الله وعبده معه؟

    بل إن الله عز وجل قدم البراءة من العابد على البراءة من المعبود في أكثر من آية من آيات كتابه البينات،
    قال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)(الممتح نة: من الآية4
    وقال تعالى: (وأعتزلكم وما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي)(مريم: من الآية48
    وقال تعالى: (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ )(مريم: من الآية49
    وقال عز وجل: (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوه ُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ)(الكهف : من الآية16

    وكما قلنا لايصير العبد المخلوق إلها يعبد مع الله إلا بوجود من يؤلهه ويعبده مع الله،
    وكمثال لذلك الآلهة التي كانت موجودة في قوم نوح فما هي إلا تماثيل نحتها أناس ربما لم يصلوا إلى الشرك في ذلك الوقت يوم أن نحتوها وبعد موت هؤلاء اتخذها من بعدهم آلهة تعبد كما يعبد الله الواحد القهار، ولولا أولئك المشركون لما صارت آلهة معبودة مع الله ولبقت مجرد تماثيل ترمز لرجال صالحين كانوا فبادوا
    فلو أن رجلا في عهد نوح سمع بما يدعو إليه نوحا عليه السلام فأراد أن يتبعه فترك عبادة غير الله واعتقد أن ما كان يعبده باطل لا يستحق العبادة وأن الله وحده هو المستحق للعبادة،
    فهل تراه يعتبر نفسه أنه كان على حق في عبادة غير الله؟!
    هذا لا يستقيم أبدا
    بل الصواب سيعتبر نفسه أنه كان على باطل وضلال في شركه بالله وأن الحق هو توحيد الله وإفراده بالعبادة،
    وبالتالي سيعتبر من لم يوحد الله واستمر على عبادة غيره أنهم على ضلال وباطل،
    وسوف يتبرأ منهم كما تبرأ من آلهتهم ودينهم
    .
    وهذا ما نقصده بالبراءة من المشركين
    ومثال آخر
    هذه القبور التي تعبد اليوم من دون الله فلولا ما يفعله المشركون عندها وما يعتقدونه فيها لما زاد عن كونها قبورا لأناس كانوا أحياء يأكلون ويشربون ويحتاجون لما يحتاج إليه البشر الضعفاء فماتوا وقُبروا في هذه القبور وهي كغيرها من سائر القبور الأخرى،
    ولكن المشركين عظموها وغلوا في محبة أصحابها حتى عبدوهم مع الله فصارت آلهة تعبد مع الله الواحد الأحد وطواغيت تقدس من دون الله
    فهل تستقيم البراءة منها دون البراءة ممن اتخذها وصيرها آلهة من دون الله؟
    هل يصح في الفطر السليمة والعقول المستقيمة والملة الحنيفية أن نعتقد أن هذه القبور آلهة باطلة لا تستحق شيئا من العبادة وأن عبادتها كفر وشرك بالله تناقض الإسلام وتبطله،
    ولا نعتقد كفر وضلال من عبدها، بل نجعلهم في زمرة الموحدين ونساويهم بمن يعبدون الله وحده ولا يشركون به شيئا ويكفرون بما يعبد من دونه؟
    هل يستوي من يكفر بهذه القبور مع من يعبدها؟
    كلا والله، لايستوي دين من وحد الله وكفر بما يعبد من دونه
    مع دين من جهل التوحيد وجعل مع الله آلهة أخرى
    قال تعالى: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) (الأنعام:19
    وقال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)." الأنعام:
    كيف يكون المشرك الذي جعل العبادة شِرْكَةً بين الله وبين خلقه مسلما على دين إبراهيم عليه السلام والأنبياء جميعا؟؟
    لقد أعلن جميع رسل الله براءتهم من كل من عبد غير الله وكفروا بهم وأبغضوهم وعادوهم،
    قال تعالى: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)(الممتح نة: من الآية4).
    والله عز وجل أمرنا بإتباع ملة إبراهيم، وجعله للناس إماماً، واتخذه خليلاً،
    وملة إبراهيم هي الحنيفية وهي البراءة من الشرك والمشركين
    كما قال تعالى:(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُون َ* إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ)." الزخرف:27:26
    وقال عز وجل:(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)." الأنعام:74".
    فحكم على أبيه وقومه بالضلال المبين؛
    لعبادتهم الأصنام من دون رب العالمين
    وكذلك قوله:(أَفَرَأَيْ تُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ)." الشعراء: من الآية:75: 77:76
    وبرَّأ خليليه إبراهيم ومحمدا عليهما السلام، من كل من خالف دين الإسلام ولم يأتِ بالتوحيد، من اليهود والنصارى والوثنيين.
    قال تعالى: ( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ). " آل عمران:67
    وقال تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)." الأنعام: من الآية:159
    وقال عز وجل: ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ). " يوسف:108
    فكل من أشرك بالله وعبد معه غيره فالله ورسله بريئون منه وكذلك سائر المؤمنين
    والله عز وجل لا يقبل غير الإسلام دينا،
    ولا يصح إسلام بلا توحيد،
    فكل من لم يعبد الله وحده مخلصا له الدين فليس من المسلمين
    ،
    فوجب البراءة منه ومما يدين به، والحكم عليه بأنه من المشركين
    قال تعالى: ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإسْلامُ)." آل عمران: من الآية:19".
    وقال سبحانه: (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّين َ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا)." آل عمران: من الآية:20
    وقال تعالى: ( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا)." البقرة: من الآية:137".
    فأصل الدين واحد لا يتغير،
    وكل مسلم لابد أن يأتي بهذا الأصل الذي اتفقت عليه جميع الرسالات وإلا لم يكن من المهتدين
    قال تعالى: ( وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)." الأنعام: من الآية:88".
    فلا يصح مع الشرك عمل ولا عبادة ولا دين
    وقال سبحانه: ( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)." الأنعام:82". فلابد في صحة الدين من إيمان صحيح لا يخالطه شرك
    وقال تعالى: ( وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً)." النساء: من الآية:125". وهذا هو الإسلام دين الله،
    لأنه ليس لله إلا دين واحد،
    وهو أحسن الأديان،
    فدل على أن من استسلم لله وحده واتبع ما جاءت به رسله وكان على الحنيفية ملة إبراهيم متبرئاً من الشرك وأهله فهو المسلم؛
    وما سواه فمشرك كافر
    الشرك والتوحيد ضدان لا يجتمعان أبدا ،
    فترك الشرك الأكبر كله شرط في صحة الإسلام،
    ولا يجادل في هذا من عرف الله وما جاءت به رسله
    وقد أمر الله عز وجل نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يتبرأ من الكافرين، وأن يصارحهم بهذه البراءة،
    فقال تعالى: ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ* وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ* وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)." الكافرون:6:1
    وهذه السورة يسميها العلماء سورة التوحيد، فهي براءة من الشرك والمشركين
    وفيها مصارحتهم ومخاطبتهم بأنهم كافرون بالله: ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)
    البراءة من عبادتهم وهي الشرك بالله ومن معبوداتهم:
    ( لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُون).( وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُم
    وصفهم بأنهم لا يعبدون الله، ولو زعموا أنهم يعبدونه وأنهم على دينه:
    (وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ
    فعبادة المشرك باطلة كلها غير مقبولة حتى ما كان منها لله، لأن شركه بربه وخالقه قد أحبط عمله كله، وأخرجه من دين الله الذي لا يقبل سواه
    وإذا تأملت قوله تعالى: ( وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)." لقمان: من الآية:32". علمت أن المشرك يعبد الله ويعبد غيره، فلا يكون عابداً لله ولا مسلما له، لأن العبادة والإسلام لا يصح إلا بترك الشرك والبراءة منه، فتأمل هذا جيداً
    وختم الله عز وجل هذه السورة بقوله تعالى:
    ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ).
    فدين من وحد الله فَعَبَدَه وحده ولم يشرك به شيئا هو الإسلام، ولا يمكن أن يجتمع مع من أشرك بالله على دين واحد أبداً، ولا يمكن أن يستويان أبداً،
    بل كل واحد منهما متبرئ مما عليه الآخر، ولا يشاركه فيه،
    فلا يمكن أن يكون الموحد عابد لغير الله،
    ولا يمكن أن يكون المشرك عابداً لله وحده.
    فكيف يصح مع هذا كله القول بأن البراءة من المشركين ليس من أصل الدين ويمكن أن يتحقق الإسلام من غير هذه البراءة؟
    وكيف يقبل العقلاء القول بأن الحكم بالإسلام لمن عبد غير الله وجعل معه آلهة أخرى لا يعارض الإسلام الذي بعث الله به رسله وأنبياءه؟!!
    ، لا يصح هذا ولا يُقبل ، وليس هذا من دين الله في شيء.
    هذه هي حقيقة الكفر بما يعبد من دون الله،
    وهي الصفة الشرعية للكفر بالطاغوت الركن الأول في التوحيد، وشطر كلمة الإخلاص لا إله إلا الله.

    وقد جعل الله عز وجل الكفر بالطاغوت شرطا لصحة وقبول الإيمان بلا إله إلا الله،
    فقال تعالى: ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى)." البقرة: من الآية:256
    وقال عليه السلام فيما يرويه مسلم عن أبي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ عن أبيه
    أَنَّهُ سمع رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول
    (من قال لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ من دُونِ اللَّهِ حَرَّمَ اللَّهُ مَالَهُ وَدَمَهُ وَحِسَابُهُ على اللَّهِ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الايضاح والتبيين لكيفية البراءة من الشرك والمشركين

    البراءة من الشرك وأهله شرط في صحة الإسلام بالإجماع
    قال الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله تعالى -:«لا يصح دين الإسلام إلاَّ بالبراءة من هؤلاء - أي الطواغيت المعبودة من دون الله - وتكفيرهم، كما قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ} [البقرة: 256]»
    .وقال عبد الرحمن بن حسن:«أجمع العلماء سلفًا وخلفًا من الصحابة، والتابعين، والأئمة، وجميع أهل السنَّة، أن المرء لا يكون مسلمًا، إلاَّ بالتجرُّد من الشرك الأكبر، والبراءة منه وممن فعله، وبغضهم ومعاداتهم بحسب الطاقة والقدرة، وإخلاص الأعمال كلها لله، كما في حديث معاذ الذي في الصحيحين: «فإنَّ حقَّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا»
    قال الحازمى
    لا تتحقق ولا تتم البراءة من المعبودات إلا بالبراءة من العابدين ، ، وسيأتي كلام ابن القيم رحمه الله تعالى أن ثلاثة متلازمة :
    - البراءة من الشرك . - والبراءة من المعبودات . - والبراءة من العابدين . كلها متلازمة ، يعني لن يتحقق الوصف من البراءة من الشرك إلا بالبراءة من المعبودات ، ولن يتحقق لك الوصف بالبراءة من المعبودات إلا بالبراءة من العابدين كلها متلازمة ، .
    فقال رحمه الله تعالى : فإن أهل الملل متفقون على أن الرسل جميعهم نهوا عن عبادة الأصنام ، وكفّروا من يفعل ذلك
    إجماع الأنبياء والمرسلين على تكفير عباد الأوثان ، فإذا ادَّعَى مدَّعٍ الخلاف رددت عليه بهذا القول ،
    وبما مر سابقًا من أن وصف الإسلام لن يتحقق إلا بماذا ؟ إلا بالبراءة من الشرك ، يعني ترك الشرك ، فهو داخل في مفهوم لا إله إلا الله .

    قال : وكفروا من يفعل ذلك ، وأن المؤمن لا يكون مؤمنًا - لن يتحقق له وصف الإيمان - حتى يتبرأ من عبادة الأصنام وكل معبود سوى الله .. إلى أن قال :
    وهذا أكثر - هذا أي الذي ذكره رحمه الله تعالى فيما سبق ، تكفير عباد الأصنام -
    وهذا أكثر وأظهر عند أهل الملل من اليهود والنصارى فضلاً عن المسلمين من أن يحتاج أن يُستشهد عليه بنص خاص .
    يعني لا نحتاج أن نقول ماذا ؟ هات الدليل على أن عباد القبور كفار ،
    قل : هذا أظهر ما يكون من الدين ،
    الرسالة أو خلاصة الرسالة وزبدة الرسالة في إبطال عبادة ما سوى الله تعالى ، وتكفير هؤلاء العابدين .
    أظهر من أن يحتاج أن يستشهد عليه بنص خاص ،
    فإن اليهود والنصارى يُكفّرون عباد الأصنام ،
    وعار على مسلم ينتسب إلى الإسلام أن يكون اليهود والنصارى أعرف بعبادة الأصنام وأنها كفر ، ويكفرون عباد الأصنام
    وهو يدعي الإسلام ومع ذلك يكون أدنى منهم .

    قال ابن القيم رحمه الله تعالى في (( اجتماع الجيوش )) الجزء الثالث صفحة أربع وتسعين :
    وسورة
    ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [ الكافرون : 1]
    فيها إيجاب عبادته وحده لا شريك له . لأنها تدل

    على إثبات النوع الثاني من نوعي التوحيد .
    التوحيد الأول : توحيد علمي اعتقادي ، ويدل عليه سورة الإخلاص .
    والتوحيدالثاني:عملي إرادي قصدي فعلي، ويدل عليه سورة الكافرون . قال رحمه الله تعالى : وسورة ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [ الكافرون :
    فيها إيجاب عبادته وحده لا شريك له ، والتبري من عبادة كل ما سواه ،
    ولا يتم أحد التوحيدين إلا بالآخر . لا يتم إلا بالآخر ،...بالبراءة من المعبودات ، والبراءة من الشرك ، والبراءة كذلك من الفاعلين .

    وقال في (( مدارج السالكين )) :
    والجامع لهذا كله تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله علمًا ومعرفة ، وعملاً وحالاً وقصدًا ،
    وحقيقة هذا النفي والإثبات الذي تضمنته هذه الشهادة هو الفناء والبقاء - يعني على اصطلاح الصوفية -
    فيفنى عن تأليه ما سواه علمًا وإقرارًا وتعبدًا ، ويبقى بتأليهه وحده ، فهذا الفناء وهذا البقاء -يعنى ؟ النفي والإثبات -
    هو حقيقة التوحيد الذي عليه المرسلون ، وأنزلت به الكتب ، وخُلقت لأجله الخليقة ، وشُرعت له الشرائع ، وقام عليه سوق الجنة ، وأُسس عليه الخلق والأمر .

    ولوازمه البراء والولاء . الولاء للمؤمنين لإيمانهم ، والبراء من الكافرين والمشركين لكفرهم وشركهم .
    قال : البراء من عبادة غير الله . وليس المراد فقط البراءة من العبادة لغير الله تعالى ، وإنما من المعبودات ومن العابدين .
    كما قال تعالى :
    ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [ الممتحنة : 4] .
    وقال :
    ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ [ الزخرف : 26 ، 27] . وقال أيضًا : ﴿ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا[ الأنعام : 78 ، 79] . وقال الله تعالى لرسوله
    r : ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ [ الكافرون : 1 ، 2] .. إلى آخرها .
    انظر هذه الآيات مزجها وذكرها ابن القيم رحمه الله تعالى في سياق واحد ،
    وكلها يُفسر بعضها بعضًا ،
    فالبراءة إذا جاءت مجملة في موضع فتفصيلها يكون في موضع آخر ، ولا يُعارض بين الآيات .

    قال رحمه الله تعالى : وهذه براءة منهم - منهم ممن ؟ من المشركين ،
    يعني هذه الآيات كلها التي سردها وذكرها - وهذه براءة منهم ومن معبودهم وسماها براءة من الشرك .
    يعني أطلق على البراءة من المعبودات ومن العابدين براءة من الشرك ، لماذا ؟ لأنها متلازمة ،
    كلٌّ منها يفسِّر الآخر ويفسَّر كذلك بالآخر ،
    فإذا قيل : براءة من الشرك . وجاء في القرآن ذلك
    ﴿ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
    فهي براءة من الشرك وبراءة من المعبود وبراءة من العابد ،
    لو تبرأ من الشرك دون المعبودات ما صح توحيده ولا إسلامه ،
    وإذا تبرأ من المعبودات ومن الشرك دون العابد لم يصح له توحيد ولا إسلام ،
    ولذلك قال ابن القيم رحمه الله تعالى مفسرًا لهذه الآيات كلها حينئذٍ تحمل ما لم يذكره على ما ذكره
    . قال : وهذه - أي الآيات المذكورة في البراءة - براءة منهم - يعني من المشركين ، من الكفار يتبرأ منهم - ومن معبودهم ، وسماها براءة من الشرك . لأن النبي
    صلى الله عليه وسلم قال في سورة ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ « فإنها براءة من الشرك » . أي من المشرك وشركه ،
    ولذلك جاء النص بماذا ؟ ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ خطاب لماذا ؟ للعابدين .
    إذًا الخطاب أولاً للعابدين ،
    فدل ذلك على أن البراءة يدخل فيها البراءة من العابدين ،

    وقال في (( أحكام أهل الذمة )) الجزء الأول صفحة أربعمائة سبعة وثمانين :
    وجعل سبحانه لعباده المسلمين أُسوة حسنة في إمام الحنفاء ومن معه من المؤمنين ، إذ تبرءوا ممن ليس على دينهم .

    تبرءوا ممن؟من أشخاص ليسوا على دينهم،
    وعرفنا أن المشرك على ملة وعلى دين مباين لملة إبراهيم عليه السلام ودين إبراهيم عليه السلام ،
    حينئذٍ لم يتحقق
    له وصف الإيمان الذي يستقل به عن غيره إلا بمعاداة والبراءة من غيره .
    قال رحمه الله تعالى : إذ تبرءوا ممن ليس على دينهم
    امتثالاً لأمر الله ، وإيثارًا لمرضاته وما عنده .

    ........
    قال رحمه الله تعالى : ولا يتم الإيمان إلا بالبراءة منهم . لا يتم الإيمان قال بعض المبتدعة في هذا الزمان : إذا جاءت مثل هذه النصوص ماذا ؟ لا يتم كمال الإيمان ، وليس أصل الإيمان .
    وهذا باطل وكذب على الأئمة .

    قال : ولا يتم الإيمان إلا بالبراءة منهم ، والولاية تنافي البراءة ، فلا تجتمع البراءة والولاية أبدًا . لا تجتمع ، مسلم ولا يتبرأ من الكفار لا يجتمعان ، بل هو كافر ، صار مثلهم . فلا تجتمع البراءة والولاية أبدًا ، والولاية إعزاز ، فلا تجتمع هي وإذلال الكفر أبدًا ،
    والولاية صلة ، فلا تجامع معاداة الكافر أبدًا .

    وقال في (( الجواب الكافي )) : فلا تصح الموالاة إلا بالمعاداة ، كما قال تعالى عن إمام الحنفاء المحبين أنه قال لقومه : ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ [ الشعراء : 75 - 77] ،
    يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : فلم يصح لخليل الله هذه الموالاة والْخُلة إلا بتحقيق هذه المعاداة .

    قال رحمه الله تعالى : فإنه لا ولاء إلا بالبراءة من كل معبود سواه ، قال تعالى : ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ ﴾ .. ،وقال تعالى : ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [ الزخرف : 26 - 28] .
    ويدخل في هذه الكلمة البراءة من العابدين ، أي جعل هذه الموالاة لله ، والبراءة من كل معبود سواه كلمة باقية في عقبه يتوارثها الأنبياء وأتباعهم بعضهم عن بعض وهي كلمة لا إله إلا الله ، وهي التي وَرَّثها إمام الحنفاء لأتباعه إلى يوم القيامة

    ولذلك البراءة وتكفير المشركين داخل في مقتضيات الكلمة ،
    وأما أقوال أئمة الدعوة ، فقد قال إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في (( الدرر السنية )) كما في الجزء الثاني الصفحة اثنين وعشرين في رسالته المشهورة بـ
    (( أصل دين الإسلام وقاعدته ))
    قال رحمه الله تعالى : أصل دين الإسلام وقاعدته أمران :
    الأول : الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له ، والتحريض على ذلك ، والموالاة فيه ، وتكفير من تركه . يعني من ترك التوحيد وجب على المسلم إذا أراد أن يحقق أصل الدين أن يكفره ،
    الثاني : الإنذار عن الشرك في عبادة الله ، والتغليظ في ذلك ، والمعاداة فيه ، وتكفير من فعله . يعني تكفير من فعله ، أي تكفير من فعل الشرك ، حينئذٍ داخل في مفهوم أصل الدين .
    ثم قال : والمخالفون في ذلك أنواع .
    والمخالف المراد به هنا ماذا ؟ الكافر ، لأنه ليس محقِّقًا للوصف ، الذي هو ذكره بماذا ؟ بالأمر الأول
    والثاني .
    قال : فأشدهم مخالفة من خالف في الجميع ، ومن الناس من عبد الله وحده ولم يُنكر الشرك ولم يعادِ أهله ، ومنهم من عاداهم ولم يكفرهم . هذا داخل في ماذا ؟ في أعداء الدين ، أنه ماذا ؟ أنه عداهم ، جعل بينه وبين ماذا ؟ بين المشركين معاداة ، لكن لم تصل هذه المعاداة إلى ماذا ؟ إلى تكفيرهم ، هل حقق أصل الدين ؟ الجواب : لا . قال : ومنهم من عاداهم ولم يكفرهم ، ومنهم من لم يحب التوحيد ولم يبغضه ، ومنهم من كفرهم وزعم أنه مسبة للصالحين . يعني كذلك كفرهم لكن ماذا ؟ جعل ذلك ماذا ؟ أنه مسبة للصالحين وتنقص لهم . ومنهم من لم يبغض الشرك ولم يحبه ، ومنهم من لم يعرف الشرك ولم ينكره ، ومنهم من لم يعرف التوحيد ولم ينكره ، ومنهم وهو أشد الأنواع خطرًا من عمل بالتوحيد ، لكن لم يعرف قدره ، ولم يبغض من تركه ، ولم يكفرهم،ومنهم من ترك الشرك وكرهه ، ولم يعرف قدره ، ولم يعاد أهله ، ولم يكفرهم ، وهؤلاء قد خالفوا ما جاءت به الأنبياء من دين الله سبحانه وتعالى ، والله أعلم .
    قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله تعالى كما في (( الدرر )) الجزء الثامن الصفحة مائتين وأربع وستين :
    أنه ما من أحدٍ إلا وهو يدَّعِي الإسلام لنفسه .
    يزعم ماذا ؟ أنه مسلم ، وهذه مجرد دعوى لا بد من ماذا ؟ لا بد من إثبات ، لا بد من حقيقة . قال : ولكل قول حقيقة ،
    وقد ذكر شيخنا رحمه الله تعالى تعريفًا جامعًا لأصل الإسلام .
    الذي يتحقق به ماذا ؟ وصف الإسلام ، ادّعى أنه مسلم ، ولم يأتِ بأصل الدين لم يحقق أصل الدين ، هذه الدعوى باطلة أم صحيحة ، الدعوى باطلة ، ولذلك
    قال : وقد ذكر شيخنا . يعني به الشيخ محمد رحمه الله تعالى .
    وقد ذكر شيخنا رحمه الله تعالى تعريفًا جامعًا لأصل الإسلام ،
    قال : أصل دين الإسلام وقاعدته أمران . وذكرهما ، ثم ذكر المخالفين ، ثم قال : فيقال لهذا المسكين تفطن في نفسك هل أنت داخل في هذه الأنواع ؟ - أنواع المخالفين ، هل أنت واحد منهم ؟ انظر وابحث ، وكل إنسان أعرف بنفسه - فإن كنت فيها فما أسلمت حتى يثبت لك الإسلام .
    إن كنت واحدًا من هذه الأنواع التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى فحينئذٍ ماذا ؟ لست مسلمًا ، لا بد من ماذا ؟ لا بد من أن يتحقق بأصل الدين ، فمن لم يُكفّر المشركين وحكم عليهم بالإسلام حينئذٍ يكون داخلاً في ماذا ؟ في هذه الأنواع كلها ، أليس كذلك ؟ فلا يكون محققًا لأصل الدين . قال : فإن كنت فيها فما أسلمت حتى يثبت لك الإسلام .
    وقال الشيخ محمد رحمه الله تعالى في (( مفيد المستفيد )) :
    وتأمل - تدبر - أن الإسلام لا يصح إلا بمعاداة أهل الشرك الأكبر - لن يصح ، ولن يقوم لك أساس في الإسلام ، ولن يثبت لك وصف الإسلام إلا بمعاداة أهل الشرك الأكبر - وإن لم يعادهم فهو منهم . الآية السابقة
    ﴿ وَمَن يَتَوَلَّهُم ﴾ فهو داخل منهم ، وإن لم يعادهم فهو منهم وإن لم يفعله ، يعني ليست العبرة في محاربة الشرك ماذا ؟ مجانبة الشرك ، يظن البعض أنه ماذا ؟ إذا لم يعبد غير الله تعالى سلم له دينه ، قل : لا ، بقي أشياء أخرى ، أليس كذلك ؟ بقي أشياء أخرى وهي ماذا ؟ أن تحكم عليهم بماذا ؟ بالكفر والشرك ، ليسوا مسلمين ، تنفي عنهم وصف الإسلام ، وأما إذا قلت : ما لي وما لهم لن أسأل عنهم ، لن يسألني الله عز وجل لا في قبري ولا يوم القيامة ولن يحاسبني ، لن يسألني عن تكفير الكافر ، نقول : لا ، أنت تُسأل وتحاسب ، الكفار من اليهود والنصارى والمشركين هذا مما داخل هو في مفهوم الكلمة ، وإذا حصل نقص حينئذٍ زال عنك وصف الإسلام . إذًا ستحاسب أو لا ؟ ستحاسب ، فأنت مأمور بالإتيان بهذه الكلمة وبما لا تصح إلا به ، ولذلك قال : تأمل أن الإسلام لا يصح . باطل وإن ادعاه من ادعاه ، لا يصح إلا بمعاداة أهل الشرك والأكبر ، وإن لم يعادهم فهو منهم وإن لم يفعله ،
    وقد ذكر في ((
    الإقناع))عن الشيخ تقي الدين أن من دعا علي بن أبي طالب فهو كافر ، وأن من شك في كفره فهو كافر . فإذا كان هذا حال من شك في كفره مع عداوته له ومقته له ، فكيف بمن يعتقد أنه مسلم ؟ إذا اعتقد أنه مشرك ولم يعاده فهو ملحق به ، كيف لو أثبت له وصف الإسلام ، صار ماذا ؟ أشد كفرًا من الأول .
    قال : فكيف بمن يعتقد أنه مسلم ولم يعاده ؟ فكيف بمن أحبه ؟ فكيف بمن جادل عنه ؟
    وما أكثر المجادلين اليوم عن المشركين ،
    ولذلك تورَّعون عن أن يصفوا المشركين بماذا ؟ بالشرك ، ثم بعد ذلك يأتون إلى ماذا ؟ إلى من كفرهم فيوصف بكونه خارجيًّا ،
    وهذا من أعجب ما يكون عند هؤلاء
    ،أنهم لايصفون المشركين بماذا ؟ بالشرك،ويقولون:هؤلاءمسلمون،ولابد من تحقق الشروط وانتفاء الموانع ، وإذا جاءوا عند من كفرهم قالوا ماذا ؟ هذا مذهب الخوارج والمعتزلة ،.
    قال رحمه الله تعالى : فكيف بمن أحبه ؟ فكيف بمن جادل عنه ؟ هو يتورع عن أن يصف هؤلاء بماذا ؟ بالمشركين ،
    يقول : لا ، كيف أنت تموت ثم بعد ذلك تصف شخصًا بالكفر ، لا ، حاش وكلا . فالبراءة حينئذٍ تكون بماذا ؟ فيرفع الوصف الشرك عن هؤلاء المشركين ثم لا يتورع في أن يصف الموحدين بماذا ؟ بكونه خارجيًّا أو تكفيريًّا .

    وقال الشيخ محمد كذلك في (( الدرر )) الجزء الثامن الصفحة مائة وثلاثة عشر :
    فإذا عرفت هذه المسألة عرفت أن الإنسان لا يستقيم له دين ولا إسلام ، ولو وحّد الله وترك الشرك ، إلا بعداوة المشركين ، والتصريح لهم بالعداوة والبغضاء .

    وقال كذلك في (( الدرر )) الجزء الثاني الصفحة مائة وتسع قال :
    وأنت يا مَن مَنَّ الله عليه بالإسلام ، وعرف أن ما من إله إلا الله ، لا تظن أنك إذا قلت : هذا هو الحق ، وأنا تارك ما سواه ، لكن لا أتعرض للمشركين ، ولا أقول فيهم شيئًا . لا تظن أن ذلك يحصل لك به الدخول في الإسلام . لن تدخل في الإسلام إلا بتصريح بكفرهم وتكفيرهم .
    قال : لا تظن أن ذلك يحصل
    لك به الدخول في الإسلام ، بل لا بد من بغضهم ، وبغض من يحبهم ، ومسبتهم ، ومعاداتهم ، كما قال أبوك إبراهيم ، والذين معه : ﴿ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ . وقال تعالى : ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى [ البقرة : 256] .. الآية ، وقال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [ النحل : 36] .
    ولو يقول رجل : أنا أتبع النبي صلى الله عليه وسلم وهو على الحق ، لكن لا أتعرض اللات والعزى ، ولا أتعرض أبا جهل وأمثاله ، ما علي منهم . لم يصح إسلامه ، ما يصح إسلامه ، لماذا ؟ لا بد أن يتبرأ من هؤلاء المشركين في زمن النبي r وإلى قيام الساعة ، فكل من تلبّس بالشرك فهو مشرك ، والبراءة لازمة له ،
    وتكفيرهم لازم له . قال رحمه الله تعالى :
    وأما مجادلة بعض
    المشركين بأن هؤلاء الطواغيت ما أمروا الناس بهذا ، ولا رضوا به ، فهذا لا يقوله إلا مشرك مكابر ،
    فإن هؤلاء ما أكلوا أموال الناس بالباطل ، ولا ترأسوا عليهم ، ولا قربوا من قربوا إلا بهذا ، وإذا رأوا رجلاً صالحًا استحقروه ، وإذا رأوا مشركًا كافرًا تابعًا الشيطان قربوه وأحبوه وزوجوه بناتهم ، وعدوا ذلك شرفًا . وهذا كله يدل على ماذا ؟ على ما ذكرنا سابقًا .

    وقال رحمه الله تعالى في (( الدرر )) الجزء الثاني الصفحة مائة وستة عشر :
    فالله الله إخواني ، تمسكوا بأصل دينكم أوله وآخره ، أُسَّه ورأسه ، وهو شهادة أن لا إله إلا الله ، واعرفوا معناها ، وأحبّوا أهلها ، واجعلوهم إخوانكم ولو كانوا بعيدين ،
    واكفروا بالطواغيت ، وعادوهم ، وأبغضوا من أحبهم ، أو جادل عنهم ، أو لم يكفرهم ،
    أو قال : ما علي
    َّ منهم .
    أو قال : ما كلفني الله بهم . فقد كذب هذا على الله وافترى ،
    بل كلفه الله بهم ، وفرض عليه الكفر بهم والبراءة منهم ، ولو كانوا إخوانه وأولاده ،
    فالله الله تمسكوا بأصل دينكم لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئًا ، اللهم توفنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين .

    إذًا ما عليّ منهم ، ما لي وما لهم ، نقول : هذا داخل في ماذا ؟ في كونه لا بد أن يكفر بالطاغوت ،
    فالمشرك لا بد من تكفيره ، ولذلك
    ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ ﴾ هذا واجب عليه ، لا بد أن يحقق هذا الوصف ،
    وعلمنا أن الطاغوت يدخل فيه ماذا ؟ الأوثان وعبادة الأوثان وكذلك عباد الأوثان .

    قال الشيخ محمد كذلك كما في (( الرسائل الشخصية )) الجزء الأول الصفحة مائتين اثنين وأربعين ، وفي (( الدرر )) كذلك الجزء العاشر الصفحة تسع وخمسين
    قال : وأنا إلى الآن أطلب الدليل من كل من خالفني .

    رحمه الله تعالى كتب وكتب وَكتب ، وما وجد إلا ماذا ؟ إلا التصنيف فقط ، لأنه ماذا ؟ على منهج الخوارج إلى آخره ، وأتى بدين جديد ، ومذهب خامس ،
    هذا الذي أجابوا به ،
    وأما الأدلة التي طرحها فليس ثَمَّ إجابة البتة ،
    وهذا شأنها البدع في كل زمان ،
    إذا طُرحت الأدلة وجيء بقول الله
    تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم ،
    وجئنا استئناسًا بكلام أهل العلم لن تجد إلا ماذا ؟ إلا احذر من هذا ، لا تأخذ منه عقيدة ، هذا تكفيري ، هذا خارجي إلى آخر ما عندهم من أباطيل ،
    أما الرد على الأدلة ومناقشة الأدلة فليس عندهم شيء البتة ، لماذا ؟
    لأنهم يعلمون أنهم يفترون على الله تعالى الكذب ،
    لو كان عندهم دليل واحد لجادلوا به ، لكن ليس عندهم إلا ماذا ؟
    إلا أباطيل وشبه يتمسكون بها ،
    ولذلك الشيخ رحمه الله تعالى ينازع ويجادل هؤلاء أن يأتوا بماذا ؟
    بأدلة من الكتاب والسنة تدل على بطلان دعوته ، وهيهات هيهات
    .
    قال: وأنا إلى الآن أطلب الدليل من كل من خالفني ،
    فإذا قيل له : استدل ، أو اكتب ، أو أذكر . حاد عن ذلك وتبين عجزه -
    - لكن يجتهدون الليل والنهار في صدّ الجهال عن سبيل الله ، ويبغونها عوجًا . [بتصرف واختصار من رسالة الادلة والبراهين]

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •