السؤال:
♦ الملخص:
فتاة أرادت ممارسة اللغة، فتعرفت على شاب إيراني ملحد، وتناقشَا في كثير من الأمور الدينية، فأصابها الشك في كثير مما تعلَم، وتزعزع إيمانُها بالله، وتسأل: كيف يعود إيمانُها كسابق عهده؟
♦ التفاصيل:
أردتُ ممارسة اللغة، فاستعملت تطبيقًا على الهاتف يسمح بالتحدث مع آخرين ممن يتعلمون اللغة أيضًا، تعرفت على شاب إيراني، كنا نتحدث لنتعلم اللغة أكثر، وقد عرفت أنه كان مسلمًا ثم ارتدَّ، وأردت مساعدته؛ لأنه لم يكن واثقًا في قراره بالإلحاد، ولأنني شعرت أنه يحتاج لذلك، بحكم أنني أستطيع أن أطَّلعَ على مصادرَ كثيرة باللغة العربية، وأيضًا لأنني أُعجبتُ به، كنا نناقش كثيرًا المواضيع الدينية، حتى إنني وجدت أن كثيرًا من المواضيع الدينية لم أتعمق فيها من قبلُ، وأنه ينقصني كثيرٌ من المعلومات، لم أستطع أن أردَّ على كثير مما يسأل، وحاولت جاهدة البحث عن أجوبة، ووجدت أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لم أستطع أن أعرف صحتها من ضَعفها، كما أنني كنت أجد تفاسير كثيرة لنفس الآية من القرآن، ووجدت كثيرًا من آراء العلماء متنافرة، شعرت بالحزن الشديد؛ لأنني أصبحت أتشكَّك في كثير مما أقرأ، أشعر أن قوة إيماني ليست كما كانت من قبل أن أتعمق في الدين، أحب الله عز وجل، وأخشى على ديني، وأريد أن يعود إيماني قويًّا كما كان، ولقد أقلعتُ عن محادثة الشاب؛ لأنني خشيتُ أن أكون قد اقترفت معصية بتحدُّثي إليه، لكنَّ ذلك لا يكفي، فأنا أريد أن يرضى الله عني، وأن أتخلص من ش****، فأرجو المساعدة، وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فلا شك - أختنا الكريمة - أنكِ أخطأتِ، وارتكبتِ معصية بالكلام مع هذا الشاب؛ لِمَا يؤدي إليه هذا الأمر من مفاسدَ كبيرة، فعليكِ أن تتوبي إلى الله تعالى من هذا الأمر، وألَّا تعودي إليه مرة أخرى.
إن المسلم دائمًا في حاجة إلى علمٍ يدفع به الشُّبُهات، وفي حاجة أيضًا إلى إيمانٍ يدفع به الشهوات، وطريق تحصيل العلم الذي تدفعين به الشبهات:
أولًا: أن تحضري دروس علماء أهل السنة في بلدكِ.
ثانيًا: أن تقرئي في كتب عقائد أهل السنة، وأنا أنصحكِ بالكتب الآتية:
1- كتاب أصول الإيمان؛ لمجموعة علماء.
2- كتاب شرح العقيدة الطحاوية؛ للشيخ عبدالرحمن البراك.
3- كتاب شرح الأصول الثلاثة؛ للشيخ ابن عثيمين.
4= كتاب شرح العقيدة الواسطية؛ للشيخ ابن عثيمين.
وغيرها من كتب عقائد أهل السنة والجماعة.
وأما طريق زيادة الإيمان الذي تدفعين به الشهوات:
أولًا: الإكثار من الطاعات؛ مثل: الصلاة والذِّكْرِ وقراءة القرآن.
ثانيًا: القراءة في كتب الرقائق والسِّيَر، وأنا أنصحكِ بالكتب الآتية:
1- كتاب رياض الصالحين.
2- كتاب هذا الحبيب يا محب؛ للشيخ أبي بكر الجزائري.
واعلمي أنكِ إن قمتِ بذلك، فأنتِ على طاعة من أفضل الطاعات التي يعبد العبد بها ربه سبحانه وتعالى، وهي تعلُّم العلم الشرعي.
أسأل الله تعالى لكِ التوفيق والتسديد، والنجاح والفلاح.
والحمد لله رب العالمين.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6skS9VkRM