​* عدد الحروف العربية : من كتاب دراسة المخارج والصفات
للدكتور جمال القرش
تسعة وعشرون حرفًا باتفاق البصريين (1).
من العلماء من رتبها ترتيبًا مخرجيًا ، كـ ( سيبويه والداني) أي الهمزة والألف ، والهاء ..) .
ومنهم من رتبها ترتبيًا أبجديًا ، أي : ( ألف ، وباء ، وتاء ) .
قال الإمام سيبويه :
فأصل الحروف العربية تسعة وعشرون حرفًا : ( الهمزة ، والألف ، والهاء ، والعين ، والحاء ، والغين ، والخاء ، والكاف ، والقاف ، والضاد ، والجيم ، والشين , والياء ، واللام ، والراء ، والنون ، والطاء ، والدال ، والتاء ، والصاد ، والزاي ، والسين ، والظاء ، والذال ، والثاء ، والفاء ، والباء ، والميم ، والواو .
وتكون خمسة وثلاثون حرفًا بحروف هن فروع ، وأصلها من التسعة والعشرين ، وهي:
1- النون الخفيفة . 2- الهمزة التي بين بين .
3- والألف التي تمال إمالة شديدة. 4- والشين التي كالجيم .
5- والصاد التي تكون كالزاي . 6- وألف التفخيم اهـ (2) .
وجمعها الشاطبي في قوله :
أهاع حشا غاو خلا قارئ كما
جرى شرط يسرى ضارع لاح نوفلا
رعى ظُهر دين تـمَّه ظل ذي ثنا
صفا سجل زهد في وجوه بنى ملا
نأخذ أربعة (أهاع) بكمالها ، ثم من (حشا) إلى آخرها أو ل كل كلمة فأول.
وقد أشار الطيبي في كتابه المفيد بقوله :
وعدة الحروف للهجاء
تسع وعشرون بلا امتراء
أولها الهمزة لكن سميت
بألف مجازًا إذ قد صورت
بها في الابتداء حتما وهي في
سواه بالواو ويا وألف
ودون صورة فما للهمز ما
مر للتخفيف إليه علما(1)
* تميز بعض الحروف : قال الإمام مكي : اعلم أن الحروف التسعة والعشرين المشهورة قد اشتركت في استعمالها لغات العرب ، ولغات العجم ، إلا (الظاء) فإنها للعرب خاصة ، وقد قيل إن (الحاء) أيضًا انفردت بها العرب .
وقال: ستة أحرف انفردت بكثرة استعمالها العرب ، وهي قليلة في لغات بعض العجم ، ولا توجد ألبتة في لغات كثيرة منهم ، وهي ( العين ، والصاد ، والضاد ، والقاف ، والظاء ، والثاء ) اهـ (2) .
* كمال عددها : قال العلامة محمد مكي نصر : ولم يكمل عددها إلا في لغة العرب إذ لا همزة في لغة العجم ، إلا في الابتداء ، ولا ضاد إلا في العربية (1) .* الحرف والحركة أيهما قبل الآخر؟ : اختلف النحويون وأهل النظر فيهما:
الفريق الأول: يرى أن الحروف قبل الحركات ، واستدلوا على ذلك بعلل منها:
1- أنَّ الحرف يسكن ويخلو من الحركة ، ثم يتحرك بعد ذلك فالحركة ثانية
2- أنَّ الحرف يقوم بنفسه ولا يضطر إلى حركة، والحركة لا بد لها من حرف
3- أنَّ من الحروف ما لا يدخله حركة كالألف ، فلا حركة بدون حرف ، فدل عدم انفراد الحركة بدون حرف على تقدم الحروف في القوة على الحركات .
الفريق الثاني: يرى أن الحركات قبل الحروف ، واستدلوا على ذلك بعلل منها:
أن الحركات إذا أشبعت تولدت منها الحروف ، نحو الضمة تتولد منها الواو ، والكسرة تتولد منها الياء.. إلخ ، فعلم أن الحركات أصل للحروف .
قال مكي: وهو رأي ضعيف لأن الحركات التي تتولد منها الحروف لا تنفرد بنفسها ، ولا بد أن تكون على حروف ، فكيف تسبق الحروف؟ (2) .
والراجح الرأي الأول ، قال ابن جني : فمحال أن تكون الحركة في المرتبة قبل الحرف ، وهو مذهب سيبويه كذلك (3) .
أقسام الحرف : 1- أصلية، وهي : التسعة والعشرين حرفًا المشهورة .
2- فرعية، وهي التي تخرج من مخرجين وتردد بين حرفين.
(1) إلا المبرد فإنه جعل الألف والهمزة واحدًا ، باعتبار أن كل حرف يوجد مسماه في أول اسمه ، فالألف أولها همزة ، فتكون ثمانية وعشرين حرفًا .
ورد الملا: إن كان كذلك فيلزم أن الهمزة تكون هاء لأنها أول اسمها . اهـ المنح الفكرية: (33).
وقال الشيخ أسامة عبد الوهاب: والحق أنهما حرفان بدليل إبدال أحدهما من الآخر ، والشيء لا يبدل من نفسه اهـ انظر : الدرر البهية : 14 .
(2) انظر : الكتاب لـ (سيبويه ) 4/431 .
(1) قال الإمام مكي : والهمزة لا صورة لها تعرف بها ، وإنما يستعار لها صورة غيرها ، فمرة يستعار لها صورة ( الألف ، أو الواو ، أو الياء )، ومرة لا تكون لها صورة ، وهي حرف ثقيل تصرفت فيه العرب ، فأتت به على سبعة أوجه (محققًا ، ومخففًا ، ومبدلاً بغيره ، وملقى حركته على ما قبله ، ومحذوفًا ، ومثبتًا ، ومسهلاً ا هـ باختصار الرعاية : 94.
(2) انظر: الرعاية: (113) .
(1) من نهاية القول المفيد : 48.
(2) انظر: الرعاية: (99) .
(3) انظر: سر صناعة الإعراب : 32.
أصل المبحث من كتاب دراسة المخارج والصفات ل جمال القرش​