يقول شيخ الإسلام ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ -ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ- :”
وكل من عَلَّق قلبه بالمخلوقات أن ينصروه أو يرزقوه أو أن يهدوه خضع قلبه لهم ; وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك ; وإن كان في الظاهر أميرًا لهم مدبرًا لهم متصرفا بهم ; فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر فالرجل ﺍﺫﺍ ﺗﻌﻠﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺒﺎﺣﺔ ﻟﻪ ، ﻳﺒﻘﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﺃﺳﻴﺮﺍ ﻟﻬﺎ ، ﺗﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ ﻭﺗﺘﺼﺮﻑ ﺑﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ ، ﻭﻫﻮ ﻓﻰ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺳﻴﺪﻫﺎ ، ﻷﻧﻪ ﺯﻭﺟﻬﺎ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻮ ﺃﺳﻴﺮﻫﺎ ﻭﻣﻤﻠﻮﻛﻬﺎ ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺇﺫﺍ ﺩَﺭَﺕ ﺑﻔﻘﺮﻩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ، ﻭﻋﺸﻘﻪ ﻟﻬﺎ ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺣﻴﻨﺌﺬ ﺗﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﻋﺒﺪﻩ ﺍﻟﻤﻘﻬﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻣﻨﻪ ، ﺑﻞ ﺃﻋﻈﻢ ، ﻓﺈﻥ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺃﺳﺮ ﺍﻟﺒﺪﻥ ، ﻭﺍﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻌﺒﺎﺩ ﺍﻟﺒﺪﻥ .
فإن من إستُعْبِدَ بدنُه واستُرِقَ لا يبالي إذا كان قلبه مستريحا من ذلك مطمئنا بل يمكنه الاحتيال في الخلاص .
وأما إذا كان القلب – الذي هو المَلِكُ – رقيقا مستعبدا متيَّما لغير الله فهذا هو الذُّلُ والأَسْرُ المحض …
ولو كان في الظاهر ملك الناس
” ﺍﻧﺘﻬﻰ. 》[ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ (١٠١٨٥) ]