تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أعظم ما أمر الله به هو التوحيد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي أعظم ما أمر الله به هو التوحيد

    أمر الله جميع الناس وخلقهم للتوحيد والإخلاص ، وخلقهم ليعبدوه
    ، وأمرهم بأن يعبدوه وحده في صلاتهم ، وصومهم ، ودعائهم ، وخوفهم ، ورجائهم ، وذبحهم ، ونذرهم ،
    وغير ذلك من أنواع العبادة ، كله لله ،
    كما قال تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُواْ إِلَّا إِيَّاهُ } ،
    وقال : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ،
    وقال سبحانه : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ } .
    هذه العبادة هي التي خلق لها الناس ،
    خلق لها الثقلان وهي توحيد الله ، وطاعة أوامره ، واجتناب نواهيه ،
    قال تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونَ } : يعني يوحدوني في العبادة ، ويخصوني بها ، بفعل الأوامر ، وترك النواهي
    قال تعالى : { وَاعْبُدُواْ اللهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا } إلى غير ذلك من الآيات .

    وأعظم ما أمر الله به التوحيد . وهو إفراد الله بالعبادة
    فتقصده بالعبادة دون كل من سواه ،
    فلا تعبد معه صنما ولا نبيا ولا ملكا ولا حجرا ولا جنيا ولا غير ذلك .
    وأعظم ما نهى عنه الشرك ؛
    والشرك دعوة غيره معه ،
    وقد قال سبحانه : { وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } ،
    وقال سبحانه : { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } ،
    وفي (الصحيحين) : أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
    سئل : أيُّ الذَّنْبِ أعظم ؟ قال : أنْ تجعلَ لله نِدًّا وهو خلقك .
    قيل : ثم أيّ ؟ قال : أن تقتلَ ولدَك خشيةَ أن يطعمَ معك .
    قيل : ثم أي ؟ قال : أن تزني بحليلة جارك "
    .
    فبين ـ صلى الله عليه وسلم ـ
    أن الشرك أعظم الذنوب وأشدها وأخطرها .
    وفي الحديث الآخر يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
    " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر . قلنا : بلى يا رسول الله ! قال : الإشراك بالله"
    .
    الحديث متفق عليه .
    فالتوحيد هو إفراد الله بالعبادة .
    والشرك : هو دعوة غير الله مع الله . تدعوه أو تخافه أو ترجوه أو تذبح له أو تنذر أو غير ذلك من أنواع العبادة . هذا الشرك الأكبر سواء كان المدعو نبيا أو جنيا ، أو شجرا أو حجرا أو غير ذلك ،
    ولهذا قال تعالى : { وَاعْبُدُواْ اللهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا } ،
    فــ {شَيْئًا } : نكره في سياق النهي ،
    فتعم كل شيء ،
    وقال سبحانه : { وَمَا أُمِرُواْ إِلَّا لِيَعْبُدُواْ اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } ،
    فأعظم ما أمر الله به التوحيد ، وهو إفراد الله بالعبادة .
    وأعظم ما نهى الله عنه هو الشرك بالله عز وجل ، كما تقدم .
    ولهذا أكثر سبحانه وتعالى في القرآن من الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك .

    - من شرح كتاب الأصول الثلاثة
    - للشيخ العلامة عبد العزيز بن باز (رحمه الله )


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أعظم ما أمر الله به هو التوحيد

    إن أعظم ما أمر الله به هو التوحيد،
    قال تعالى: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِي نَ وَالْمُؤْمِنَات ِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ
    وقال سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ [الإسراء: 23]،
    وفي حديث معاذ رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    ((يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً)) وفي حديث معاذ الآخر قال صلى الله عليه وسلم:
    ((فليكن أول ما تدعوهم إليه: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رس
    قال الإمام ابن أبي العز رحمه الله:
    (اعلم أن التوحيد هو أول دعوة الرسل وأول منازل الطريق، وأول مقام يقوم فيه السالك إلى الله عز وجل... ولهذا كان الصحيح أن أول واجب يجب على المكلف شهادة أن لا إله إلا الله، ، ولا القصد إلى النظر ، ولا الشك ،
    فالتوحيد أول ما يدخل به في الإسلام، وآخر ما يخرج به من الدنيا،
    فهو أول واجب وآخر واجب)
    قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله في شرح منظومته :
    أول واجب على العبيد معرفة الرحمن بالتوحيد
    إذ هو من كل الأوامر أعظم وهو نوعان أيا من يفهم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: أعظم ما أمر الله به هو التوحيد

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " وأعظم نعمته عليهم أن أمرهم بالإيمان وهداهم إليه، فهؤلاء همِ أهل النعمة المطلقة المذكوريِن في قوله: ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) " انتهى من "جامع المسائل" (4/284) .
    وقال أيضا :
    "فَمِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَأَشْرَفِ مِنَّةٍ عَلَيْهِمْ:
    أَنْ أَرْسَلَ إلَيْهِمْ رُسُلَهُ؛ وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمْ كُتُبَهُ؛
    وَبَيَّنَ لَهُمْ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.
    وَلَوْلَا ذَلِكَ لَكَانُوا بِمَنْزِلَةِ الْأَنْعَامِ وَالْبَهَائِمِ
    بَلْ أَشَرَّ حَالًا مِنْهَا
    فَمَنْ قَبِلَ رِسَالَةَ اللَّهِ وَاسْتَقَامَ عَلَيْهَا فَهُوَ مِنْ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ
    وَمَنْ رَدَّهَا وَخَرَجَ عَنْهَا فَهُوَ مِنْ شَرِّ الْبَرِيَّةِ وَأَسْوَأُ حَالًا مِنْ الْكَلْبِ وَالْخِنْزِيرِ وَالْحَيَوَانِ الْبَهِيمِ
    " انتهى من "مجموع الفتاوى" (19/100) .
    فتبين أن أعظم نعم الله على عبده أن يوفقه إلى الإيمان به وبرسله ،
    والتزام دينه وشرعه ؛
    وإذا كان الله جل جلاله هو رب الخلق جميعا ،
    وهو خالقهم ومدبرهم ومصرف أمورهم
    ، وهو أيضا حليم لا يعجل على خلقه سبحانه ، ولا يؤاخذهم بظلمهم وما كسبت أيديهم ؛
    فإن هذا إنما يكون نعمة في حق من عرفه ، وآمن به ، واتبع هداه ؛
    وأما من كفر به وعصاه ، واغتر بحلمه وستره فاجترأ عليه ،
    فإن ذلك ينقلب وبالا عليه ، وزيادة في نكاله وعذابه .
    بل حتى نعم الدنيا ، من الرزق والعافية ، والمال والولد ونحو ذلك ،
    إنما يكون نعمة حقيقية في حق من شكرها وعرف قدرها ،
    لا في حق من كفرها ، وعصى الله فيها .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " وَأعظم نعْمَة أنعمها الله على الْعباد هِيَ الْإِيمَان ،
    وَهُوَ قَول وَعمل يزِيد وَينْقص يزِيد بِالطَّاعَةِ والحسنات وَينْقص بالفسوق والعصيان ،
    فَكلما ازْدَادَ الْإِنْسَان عملا للخير ازْدَادَ إيمَانه ؛
    هَذَا هُوَ الايمان الْحَقِيقِيّ الْمَذْكُور فِي قَوْله تَعَالَى اهدنا الصِّرَاط الْمُسْتَقيم صِرَاط الَّذين أَنْعَمت عَلَيْهِم
    بل نعم الدُّنْيَا نعْمَة الدّين ؛
    وَهل هِيَ نعْمَة أم لَا ؟
    فِيهِ قَولَانِ مشهوران للْعُلَمَاء من أَصْحَابنَا وَغَيرهم ؛
    وَالتَّحْقِيق :
    أَنَّهَا نعْمَة من وَجه ، وَإِن لم تكن نعْمَة تَامَّة من كل وَجه .
    وَأما الإنعام بِالدّينِ ، من فعل الْمَأْمُور وَترك الْمَحْظُور :
    فَهُوَ الْخَيْر كُله ، وَهُوَ النِّعْمَة الْحَقِيقِيَّة عِنْد أهل السّنة ؛
    إِذْ عِنْدهم أَن الله هُوَ الَّذِي أنعم بِالْخَيرِ كُله ... " انتهى من "مختصر الفتاوى المصرية" (268) .
    والحاصل :
    أن أعظم نعم الله على عباده :
    أن يوفقهم إلى معرفته وتوحيده ،
    واتباع رسله ، والتزام شرعه ؛
    وأما نعم الدنيا فإنما تكون نعمة في حق من وضعها موضعها ،
    واستعان بها على طاعة ربه.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •