"النوال في تحرير ما للمفسرين من أقوال" (20)

اكتب في (قوقل) (النوال. وأول الآية) التي تريد معرفة ملخص آراء المفسرين فيها.

قال الرازي رحمه الله في من يفهم آيات القرآن على الآراء الضعيفة: "أقول حقاً: إن الذين يتبعون أمثال ذلك قد حرموا الوقوف على معاني كلام الله تعالى حرماناً عظيماً".

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قال الله تعالى: (إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ)
القول الراجح أن المراد أن النار مغلقة بأعمدة طويلة أو أبوابها مغلقة بأعمدة طويلة.

والآن إلى ذكر أقوال المفسرين في الآية.
اختلف في المراد بقوله تعالى: (في عمد ممددة) على قولين:
القول الأول: أن المراد أن النار مغلقة بأعمدة طويلة أو أبوابها مغلقة بأعمدة طويلة, فلا مطمع لهم في الخروج أو الخلاص أو الانفكاك. (اقتصر عليه الماتريدي*)
وفي بمعنى الباء.
قال قتادة: في قراءة عبد الله بن مسعود: (إنها عليهم مؤصدة بعمد ممدة).

القول الثاني: أن المراد أن أهل النار مقيدين أو يعذبون بعمد ممددة بطريقة الله أعلم بها.
فالمعنى: إنها عليهم مؤصدة حال كونهم في عمد ممدة.
(رجح هذا القول ابن جرير*), (واقتصر عليه ابن عطية*, وابن عاشور*, والشنقيطي* كما نقله عنه مكمل أضواء البيان,).
(وذكر القولين دون ترجيح البغوي*, والزمخشري*, والقرطبي*, والرازي*, وابن كثير*)

والقول الأول هو الأقرب, لأنه هو الظاهر والمتبادر من الآية, ولا يحتاج إلى تقدير محذوف بخلاف القول الثاني, والله أعلم.

قال الزمخشري: والمعنى : أنه يؤكد يأسهم من الخروج وتيقنهم بحبس الأبد، فتؤصد عليهم الأبواب وتمدد على الأبواب العمد، استيثاقاً في استيثاق.
قال: ويجوز أن يكون المعنى إنها عليهم مؤصدة، موثقين في عمد ممددة مثل المقاطر التي تقطر فيها اللصوص. اللهم أجرنا من النار يا خير مستجار.
والله تعالى أعلم.

للاطلاع على مقدمة سلسلة (النوال)
انظر هنا
https://majles.alukah.net/t188624/