هل ورد حديث : نعم الماء ماء غرس.
هل ورد حديث : نعم الماء ماء غرس.
هذا وجدته في إحدى المقالات مذكورا بالمعنى.
ولقظ الحديث هو ما خرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (١/٥٠٤)، فقال:
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَاصِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَكَمِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «نِعْمَ الْبِئْرُ بِئْرُ غَرْسٍ هِيَ مِنْ عُيُونِ الْجَنَّةِ وَمَاؤُهَا أَطْيَبُ الْمِيَاهِ» ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُسْتَعْذَبُ لَهُ مِنْهَا وَغُسِّلَ مِنْ بِئْرِ غَرْسٍ".
وعليه نقل منه ابن كثير والصالحي والزبيدي وغيرهم.
بينما فطن السيوطي فنقله عنه بلفظ: "نِعْمَ الْبِئْرُ بِئْرُ غَرْسٍ هِيَ مِنْ عُيُونِ الجَنَّةِ وَماؤُهَا أَطْيَبُ الْمِيَاهِ". انتهى.
وهذا هو الصواب، وأما قوله: "وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُسْتَعْذَبُ لَهُ مِنْهَا وَغُسِّلَ مِنْ بِئْرِ غَرْسٍ".
فهذا مدرج من قول ابن سعد تمهيدا لتخريجه الإسناد التالي فقال:
"أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يُسْتَعْذَبُ لَهُ مِنْ بِئْرِ غَرْسٍ وَمِنْهَا غُسِّلَ".
وخرج ابن سعد عدة أحاديث في شأن بئر غرس ومدارها على الواقدي.
قال الصالحي: "في أسانيده هذه كلها محمد بن عمر الأسلمي".
وحكم عليه السيوطي بالإرسال، وحكم عليه الألباني بأنه موضوع.
والله أعلم.
جزاكم الله خيرا.
للفائدة:
فيض القدير (6/ 286)
9268 - (نعم البئر بئر غرس) بفتح الغين المعجمة وسكون الراء وسين مهملة وقيل هي بضم الغين. بئر بينها وبين مسجد قباء نحو نصف ميل شرقي المسجد إلى جهة الشمال بين النخيل وتعرف ناحيتها بها وكانت خربت فجددت بعد السبع مئة وماؤها غزير (هي من عيون الجنة وماؤها أطيب المياه) وذرعها فيما ذكره ابن النجار في تاريخ المدينة طولا: سبعة أذرع منها ذراعان ماؤها وعرضها عشرة أذرع ولو لم يكن من فضلها إلا أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم غسل منها بوصية منه لكفى. قال الحافظ العراقي: والآبار التي كان يتطهر منها سبعة: بئر أريس وبئر حاء وبئر رومة وبئر غرس وبئر بضاعة وبئر البصة وبئر السقيا أو العهن وبئر جمل
(ابن سعد) في طبقاته (عن عمر بن الحكم مرسلا)