إن كثيراً من الناس يستعدون لشهر رمضان المبارك بتوفير ما يحتاجونه من مستلزمات الحياة من طعام وشراب، وكأن شهر رمضان أصبح شهراً للطعام وللأكل والشراب والنوم والخمول والكسل، لا شهراً للطاعة والعبادة والجهاد والعمل، هذا هو حالنا في هذه الأيام إلا من رحمه الله، أما صحابة محمد وسلف هذه الأمة الصالح فكانوا يستقبلون رمضان ويستعدون له ويتهيئون لقدومه قبل أن يأتي بستة أشهر يقولون: "اللهم بلغنا رمضان"، فإذا جاء رمضان أجهدوا أنفسهم في طاعة الرحمن، وفي التقرب إلى الله الواحد الديان، فإذا انقضى الشهر الكريم ودعوه بقية العام يقولون: "اللهم تقبل منا رمضان"، فكان عامهم كله رمضان، وكانت حياتهم كلها رمضان.

فرضي الله عنكم يا أيها السلف يوم علمتم أن الحياة بسنينها وأعوامها ينبغي أن تصرف في مرضاة الله، ويوم علمتم أن الحياة ليست حياة الأكل والشرب والشهوة إنما هي حياة الطاعة والعبودية والاتصال بالله الواحد جل في علاه.


يا متعب الجسم كم تشقى لراحته…أتعبت جسمك فيما فيه خسران
أقبل على الروح واستكمل فضائلها…فأنت بالروح لا بالجسم إنسان
يا عامراً لخراب الدار مجتهداً…بالله هل لخراب الدين عمران
فزاد الروح أرواح المعاني……وليس بأن طعمت ولا شربت
فأكثر ذكره في الأرض دأباً…لتذكر في السماء إذا ذكرت
ونادِ إذا سجدت له اعترافاً…بما ناداه ذو النون ابن متى