تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: والله رأيت زوجاته من الحور العين يتسابقن إلى إحتضانه ..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي والله رأيت زوجاته من الحور العين يتسابقن إلى إحتضانه ..

    ثم قال النبي-صلى الله عليه وسلم-:* *جُليْبِيب قتلت سبعًا من الكفار ثم قُتلت ، أنت مني وأنا منك ، أنت مني وأنا منك ، أنت مني وأنا منك ، ثم أشاح عنه برأسه-صلى الله عليه وسلم-يميناً ..* *قال :*
    *أتدرون لِمَ أشحت بوجهي يمينا ..؟*
    *قالوا: لِمَ يا رسول الله ..؟*
    *قال: والله رأيت زوجاته من الحور العين يتسابقن إلى إحتضانه ، وأعرفه رجلاً غيوراً ، فأشحت بوجهي حتى لايغار.

    ماصحة هذا الحديث؟

  2. #2

    افتراضي رد: والله رأيت زوجاته من الحور العين يتسابقن إلى إحتضانه ..

    الظاهر أن هذا الحديث مركب من حديثين

    الأول حديث جليبيب وهو حديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" (2472) عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَانَ فِي مَغْزًى لَهُ، فَأَفَاءَ اللهُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟» قَالُوا: نَعَمْ، فُلَانًا، وَفُلَانًا، وَفُلَانًا، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟» قَالُوا: نَعَمْ، فُلَانًا، وَفُلَانًا، وَفُلَانًا، ثُمَّ قَالَ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟» قَالُوا: لَا، قَالَ: «لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا، فَاطْلُبُوهُ» فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَى، فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ، فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «قَتَلَ سَبْعَةً، ثُمَّ قَتَلُوهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ» قَالَ: فَوَضَعَهُ عَلَى سَاعِدَيْهِ لَيْسَ لَهُ إِلَّا سَاعِدَا النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَحُفِرَ لَهُ وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَلَمْ يَذْكُرْ غَسْلًا

    والثاني ما أخرجه الحاكم في "المستدرك" (2463) ، والبيهقي في "الدلائل" (221/4) من طريق مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ أَسْوَدُ اللَّوْنِ، قَبِيحُ الْوَجْهِ، مُنْتِنُ الرِّيحِ، لَا مَالَ لِي، فَإِنْ قَاتَلْتُ هَؤُلَاءِ حَتَّى أُقْتَلَ أَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . فَتَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَأَتَى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَقْتُولٌ، فَقَالَ: «لَقَدْ أَحْسَنَ اللهُ وَجْهَكَ، وَطَيَّبَ رُوحَكَ، وَكَثَّرَ مَالَكَ» قَالَ: وَقَالَ لِهَذَا أَوْ لِغَيْرِهِ: «لَقَدْ رَأَيْتُ زَوْجَتَيْهِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ تُنَازِعَانِهِ جُبَّتَهُ عَنْهُ يَدْخُلَانِ فِيمَا بَيْنَ جِلْدِهِ وَجُبَّتِهِ»
    قال الحاكم: ((هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ)) ، ووافقه الذهبي.
    وقال الذهبي في "التاريخ" (281/1) ، و"السير" (73/1): ((هذا حديث صحيح)). وصححّه كذلك ابن الملقن في "البدر المنير" (97/9) ، والألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (1381).

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: والله رأيت زوجاته من الحور العين يتسابقن إلى إحتضانه ..

    جزاكم الله خيراً.

  4. #4

    افتراضي رد: والله رأيت زوجاته من الحور العين يتسابقن إلى إحتضانه ..

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد المحترف مشاهدة المشاركة
    والثاني ما أخرجه الحاكم في "المستدرك" (2463) ، والبيهقي في "الدلائل" (221/4) من طريق مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَمَّادٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي رَجُلٌ أَسْوَدُ اللَّوْنِ، قَبِيحُ الْوَجْهِ، مُنْتِنُ الرِّيحِ، لَا مَالَ لِي، فَإِنْ قَاتَلْتُ هَؤُلَاءِ حَتَّى أُقْتَلَ أَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: «نَعَمْ» . فَتَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَأَتَى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَقْتُولٌ، فَقَالَ: «لَقَدْ أَحْسَنَ اللهُ وَجْهَكَ، وَطَيَّبَ رُوحَكَ، وَكَثَّرَ مَالَكَ» قَالَ: وَقَالَ لِهَذَا أَوْ لِغَيْرِهِ: «لَقَدْ رَأَيْتُ زَوْجَتَيْهِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ تُنَازِعَانِهِ جُبَّتَهُ عَنْهُ يَدْخُلَانِ فِيمَا بَيْنَ جِلْدِهِ وَجُبَّتِهِ»
    قال الحاكم: ((هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ)) ، ووافقه الذهبي.
    وقال الذهبي في "التاريخ" (281/1) ، و"السير" (73/1): ((هذا حديث صحيح)). وصححّه كذلك ابن الملقن في "البدر المنير" (97/9) ، والألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (1381).
    هذا معلول، فيه مؤمل بن إسماعيل العدوي "صدوق سيئ الحفظ"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب، وقال محمد بن نصر المروزي: "إذا انفرد بحديث وجب أن يتوقف ويتثبت فيه لأنه كان سيئ الحفظ ، كثير الغلط". اهـ.
    وأما وقع عند الحاكم في المستدرك [2 : 93]، فقال: أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادٌ، أَنْبَأَ ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، به.
    قلتُ: قال البيهقي في السنن الكبرى (9/142) :
    "لَمْ أَكْتُبْهُ مَوْصُولا إِلا مِنْ حَدِيثِ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، وَقَدْ تَكَلَّمُوا فِيهِ "، رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِيهِ مُرْسَلا، وَرُوِي عَنْ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ فِيهِ قِصَّةٌ شَبِيهَةٌ بِهَذِهِ، إِلا أَنَّهَا بِإِسْنَادٍ مُرْسَلٍ". اهـ.
    لعله من العنزي أو الناسخ ونحوه حيث أدخل حديثا في حديث فإن البيهقي والذهبي وابن كثير وغيرهم لم ينقلوه عن موسى بن إسماعيل التبوذكي البتة مما يدل على أنه لا أصل له عن التبوذكي.
    قال الحاكم عن العنزي: "ولم يزل مقبولًا في الحديث مع ما كان يرجع إليه من السلامة"، قال أبو الطيب المنصوري: " والمراد بالسلامة هنا الغفلة وحسن الظن في غير موضعه، والله أعلم". اهـ، [الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم].
    وهناك متابعة لا تفرح بها تؤكد على وهاء الحديث وهو فيما خرجه الثعلبي في تفسيره (9/429) بإسناد فيه ابن المحبر معروف بالوضع، فقال:
    وحدثنا أبو محمد المخلدي، أنا أبو الوفاء المؤمل بن الحسن الماسرجسي، ثنا محمد بن إسماعيل بن سالم، ثنا داود ابن المحبر بن قحذم، ثنا حماد بن سلمة، به.
    وأصل حديث عثمان بن سعيد الدارمي هو ما خرجه الحاكم في المستدرك [2 : 136]، فقال:
    أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
    "كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ فَخَرَجَتْ سَرِيَّةٌ، فَأَخَذُوا إِنْسَانًا مَعَهُ غَنَمٌ يَرْعَاهَا، فَجَاءُوا بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَكَلَّمَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُكَلِّمَ،
    فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: إِنِّي آمَنْتُ بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ، فَكَيْفَ بِالْغَنَمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَإِنَّهَا أَمَانَةٌ وَهِيَ لِلنَّاسِ الشَّاةُ وَالشَّاتَانِ وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: " احْصِبْ وُجُوهَهَا تَرْجِعْ إِلَى أَهْلِهَا "، فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنْ حَصْبَاءَ أَوْ تُرَابٍ، فَرَمَى بِهَا وُجُوهَهَا،
    فَخَرَجَتْ تَشْتَدُّ حَتَّى دَخَلَتْ كُلُّ شَاةٍ إِلَى أَهْلِهَا، ثُمَّ تَقَدَّمَ إِلَى الصَّفِّ، فَأَصَابَهُ سَهْمٌ فَقَتَلَهُ، وَلَمْ يُصَلِّ لِلَّهِ سَجْدَةً قَطُّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " أَدْخِلُوهُ الْخِبَاءَ "،
    فَأُدْخِلَ خِبَاءَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهِ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ: " لَقَدْ حَسُنَ إِسْلامُ صَاحِبِكُمْ، لَقَدْ دَخَلْتُ عَلَيْهِ، وَإِنَّ عِنْدَهُ لَزَوْجَتَيْنِ لَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ". اهـ.
    وخرجه قوام السنة في دلائل النبوة [1 : 182] فقَالَ: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، ثنا يُونُسُ، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، به.
    ققال الحاكم: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ". اهـ، قلتُ: فيه شرحبيل بن سعد "صدوق اختلط بأخرة"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب.
    وقال عنه محمد بن إسحاق المطلبي: "تعجب ممن يحدث عنه"، ومرة: "نحن لا نروى عنه شيئا". اهـ.
    قلتُ: محمد بن إسحاق رواه عن أبيه مرسلا فيما خرجه ابن الأثير [4 : 355]، فقال: أخبرنا عُبَيْد الله بن أحمد، بإسناده، عن يونس، عن ابن إسحاق، قَالَ: حَدَّثَنِي والدي إسحاق بن يسار:
    أن راعيا أسود أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محاصر لبعض حصون خيبر، ومعه غنم لَهُ كَانَ فيها أجيرا لرجل من يهود،
    فقال: يا رسول الله، اعرض عَلَي الإسلام، فعرضه عَلَيْهِ، فأسلم، وَكَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحقر أحدا يدعوه إلى الإسلام،
    فقال الأسود: كنت أجيرا لصاحب هَذِه الغنم، وهي أمانة عندي، فكيف أصنع بِهَا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اضرب وجوهها، فإنها سترجع إلى ربها ".
    فقام الأسود، فأخذ حفنة من التراب، فرمى بِهَا فِي وجوهها، وقال: ارجعي إلى صاحبك، فوالله لا أصحبك، فرجعت مجتمعة كأن سائقا يسوقها، حَتَّى دخلت الحصن،
    ثُمَّ تقدم الأسود إلى ذَلِكَ الحصن ليقاتل مع المسلمين، فأصابه حجر فقتله، وما صلى صلاة قط، فأتي بِهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع خلفه، وسجى بشملة كانت عَلَيْهِ،
    فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه، ثُمَّ أعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم إعراضا سريعا، فقالوا: يا رسول الله، أعرضت عَنْهُ؟ فقال: " إن معه لزوجتين من الحور الْعَين ". اهـ.

    قال ابن الأثير: "أخرجه أبو نعيم، وَأَبُو عمر". اهـ. وأخرجه ابن قدامة المقدسي في إثبات صفة العلو [6]، من طريق: أبي عُثْمَانَ الأُمَوِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: خَرَجَ عَبْدٌ أَسْوَدُ لِبَعْضِ أَهْلِ خَيْبَرَ فِي غَنَمٍ لَهُ، إلخ" اهـ.
    وله شاهد فيما خرجه ابن عدي في الكامل [7 : 431]، فقال: أخبرنا بهلول بْنُ إِسْحَاقَ بِهِ بَهْلُولُ الأَنْبَارِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالا:
    ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ صَالِحٍ الْكَلاعِيُّ فِي قَرْيَةٍ مِنَ الْقُرَى يُقَالُ لَهَا: حَمَاةُ فِي نَاحِيَةِ حِمْصَ، عَنِ الْحَسَنِ، وَقَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
    " أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيَمْنَعُ سَوَادِي وَدَمَامَةُ وَجْهِي مِنْ دُخُولِي الْجَنَّةِ، قَالَ: لا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا اتَّقَيْتَ رَبَّكَ وَآمَنْتَ بِمَا جَاءَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ... إلخ". اهـ.
    وذكر حديثا طويلا جدا وأدخل فيه أحاديث أخرى منه حديث جلبيب رضي الله عنه، وآفة الإسناد هو محمد بن عمر الكلاعي "منكر الحديث"، كذا قال ابن عدي وغيره.
    وخرج البيهقي في شعب الإيمان [4315] من طريق ابن ديزيل الهمذاني، فقال: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْعَتَكِيُّ، نا رَبِيعَةُ بْنُ كُلْثُومِ بْنِ حُرٍّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
    أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِخِبَاءِ أَعْرَابِيٍّ وَهُوَ فِي أَصْحَابِهِ يُرِيدُونَ الْغَزْوَ، فَرَفَعَ الأَعْرَابِيُّ نَاحِيَةً مِنَ الْخِبَاءِ، فَقَالَ: مَنِ الْقَوْمُ؟ فَقِيلَ لَهُ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ يُرِيدُونَ الْغَزْوَ،
    فَقَالَ: هَلْ مِنْ عَرَضِ الدُّنْيَا يُصِيبُونَ؟ قِيلَ لَهُ: نَعَمْ، يُصِيبُونَ الْغَنَائِمَ، ثُمَّ تُقَسَّمُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، فَعَمَدَ إِلَى بَكْرٍ لَهُ فَاعْتَقَلَهُ وَسَارَ مَعَهُمْ، فَجَعَلَ يَدْنُو بَكْرُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعَلَ أَصْحَابُهُ يَذُودُونَ بَكْرَهُ عَنْهُ،
    فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: دعوا لِي النَّجْدِيَّ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ لِمَنْ مُلُوكِ الْجَنَّةِ، قَالَ: فَلَقُوا الْعَدُوَّ، فَاسْتُشْهِدَ، فَأُخْبِرَ بِذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَاهُ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ مُسْتَبْشِرًا أَوْ قَالَ مَسْرُورًا يَضْحَكُ،
    ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْنَاكَ مُسْتَبْشِرًا تَضَحَكُ، ثُمَّ أَعْرَضْتَ عَنْهُ، فَقَالَ: أَمَّا مَا رَأَيْتُمْ مِنِ اسْتِبْشَارِي أَوْ قَالَ سُرُورِي، فَلَمَّا رَأَيْتُ مِنْ كَرَامَةِ رُوحِهِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَأَمَّا إِعْرَاضِي عَنْهُ، فَإِنَّ زَوْجَتَهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ الآنَ عِنْدَ رَأْسِهِ ". اهـ.
    قلتُ: الإسناد فيه انقطاع بين زياد بن مخرق وبين ابن عمر رضي الله عنهما قال المزي: "لم يذكر [زياد] سماعا من [ابن عمر]".
    قال السيوطي: "له طريق ءاخر عن ابن مسعود رضي الله عنه، فقال كما في اللآلئ [2 : 420]:
    قَالَ ابْن عساكر: أَنْبَأَنَا جدي القاضي أَبُو الْمُفَضَّل يَحْيَى بْن عَلِيّ، أَنْبَأَنَا أبو الْقَاسِم عَبْد الرَّزَّاق بْن عَبْد اللَّه الكلاعي، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِم عَبْد الرَّحْمَن بْن عَبْد الْعَزِيز بْن أَحْمَد السراج، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن مُحَمَّد بن هِشَام بحلب،
    حدثنا أَبُو الْحَسَن مُحَمَّد بْن عامر بْن مرداس بْن هَارُون السَّمَرْقَنْدِ يّ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّد عصام بْن يُونُس بْن قدامة الْبَاهِلِيّ بملخ، عَنْ مَنْصُور، عَنْ عَلْقَمَة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:
    " بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَجْلِسٍ لَهُ، إِذْ أَقْبَلَ أَعْرَابِيٌّ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ حَتَّى جَاءَ فَوَقَفَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنَا مُحَمَّدٌ.
    فَنَزَلَ الأَعْرَابِيُّ فَجَثَا عَلَى يَدَيْهِ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِيَ الْيَوْمَ خَمْسَةَ أَيَّامٍ خَرَجْتُ مِنْ أَهْلِي أَطْلُبُ الإِسْلامَ.
    فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَنْ يُسَلِّمَ قَلْبُكَ وَلِسَانُكَ، وَأَنْ تُصَلِّيَ الْخَمْسَ وَإِنْ كَانَ لَكَ مَالٌ تُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِكَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ، وَتَغْتَسِلَ مِنَ الْجَنَابَةِ وَتُؤْمِنَ بِاللَّهِ.
    قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِذَا فَعَلْتُ هَذَا فَأَنَا مُسْلِمٌ؟ قَالَ: نَعَمْ.
    ثُمَّ رَكِبَ رَاحِلَتَهُ فَسَارَ هُنَيْهَةً فَسَقَطَ مِنْ بَعِيرِهِ فِي جُحْرِ جُرَذٍ، فَوُقِصَ مَيِّتًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: قُومُوا إِلَى أَخِيكُمْ فَخُذُوا فِي جِهَازِهِ، فَجَاءُوا بِهِ فَوَضَعُوهُ،
    فَحَوَّلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلموَجْهَهُ عَنْهُ سَاعَةً، فَغَسَّلْنَاهُ وَكَفَّنَّاهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ أَدْخَلَهُ قَبْرَهُ، ثُمَّ قَالَ: مُدُّوا عَلَيَّ ثَوْبًا.

    فَمَكَثَ طَوِيلا، ثُمَّ خَرَجَ وَإِنَّ الْعَرَقَ لَيَتَحَادَرُ مِنْهُ فَسُئِلَ عَنْهُ، فَقَالَ: أَمَا تَحَوُّلُ وَجْهِي فَلِمَنْ نَزَلْنَ عَلَيْهِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ بِأَيْدِيهِمُ الثِّمَارُ تُلْقِمُهُ، أَمَا رَأَيْتُمْ إِلَى خُضْرَةِ شَفَتَيْهِ؟ قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.
    قَالَ: " إِنَّهُ لَمْ يَطْعَمْ مِنْ خَمْسَةِ أَيَّامٍ شَيْئًا، وَأَمَّا جِلْسَتِي فِي قَبْرِهِ، فَلَقَدْ نَزَلَتْ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ كُلُّهُنَّ، قُلْنَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ زَوِّجْنَا بِهِ، فَمَا خَرَجْتُ حَتَّى زَوَّجْتُهُ سَبْعِينَ حَوْرَاءَ ". اهـ.
    قلتُ: في إسناده مجاهيل إلى منصور.

    قال السييوطي في اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة [2 : 417] ناقلا عن الخطيب فقال:
    أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّد الْحَسَن بْن عَلِيّ بْن أَحْمَد بْن بشار النَّيْسابوريّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن محمويه العسكري،
    حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الْوَلِيد الْأَنْطَاكِيّ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْن دَاوُد، حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الملك، عَنْ مُحَمَّد بْن المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:
    " خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِبِلٍ أَكَلَتْ نَوًى، فَبَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ فِي مَسِيرِنَا إِذْ نَحْنُ بِرَاكِبٍ مُقْبِلٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَخَالُ الرَّجُلَ يُرِيدُكُمْ.

    فَوَقَفَ، وَوَقَفْنَا، فَإِذَا بِأَعْرَابِيٍّ عَلَى قَعُودٍ لَهُ، فَقُلْنَا: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلَ الرَّجُلُ؟ فَقَالَ: أَقْبَلْتُ مِنْ أَهْلِي وَمَالِي، أُرِيدُ مُحَمَّدًا.
    فَقُلْنَا: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أعْرِضْ عَلَيَّ الإِسْلامَ.
    فَقَالَ: تَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ: فَقَالَ: أَقْرَرْتُ.
    قَالَ: وَتُؤْمِنُ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْبَعْثِ وَالْحِسَابِ.
    فَقَالَ: أَقْرَرْتُ.
    فَجَعَلَ لا يُعَرَّفُ شَيْئًا مِنْ شَرَائِعِ الإِسْلامِ، إِلا قَالَ: أَقْرَرْتُ.
    فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ وَقَعَتْ يَدُ بَعِيرِهِ فِي سِكَّةٍ، فَإِذَا الْبَعِيرُ لِجَنْبِهِ وَإِذَا الرَّجُلُ لِرَأْسِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَدْرِكُوا صَاحِبَكُمْ فَابْتَدَرْنَاه ُ، فَسَبَقَ إِلَيْهِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ وَحُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ فَإِذَا الرَّجُلُ قَدْ مَاتَ،
    فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: اغْسِلُوا صَاحِبَكُمْ.

    فَغَسَّلْنَاهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُعْرِضٌ عَنْهُ، وَكَفَّنَّاهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا فَرَغْنَا، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: هَذَا الَّذِي تَعِبَ قَلِيلا وَنَعِمَ طَوِيلا، هَذَا الَّذِي مَنِ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ.
    قُلْنَا: رَأَيْنَاكَ أَعْرَضْتَ عَنْهُ وَنَحْنُ نُغَسِّلُهُ.
    قَالَ: إِنِّي أَحْسَبُ أَنَّ صَاحِبَكُمْ مَاتَ جَائِعًا إِنِّي رَأَيْتُ زَوْجَتَيْهِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ، وَهُمَا يَدُسَّانِ فِي فِيهِ ثِمَارَ الْجَنَّةِ ".
    قال الخطيب: "لَا يَصِّح، والحمل فِيهِ عَلَى مُحَمَّد بْن عَبْد الملك الْأَنْصَارِيّ الضرير المَدِينيّ، كَانَ يضع الْحَدِيث". اهـ.
    قال السيوطي: كلا، فقد أَخْرَجَهُ أَحْمَد فِي مُسْنَده، عَنْ إِسْحَاق بْن يُوسُف، عَنْ أَبِي حيان، عَنْ زَاذَان، وعَنْ أسود بْن عامر، عَنْ عَبْد الْحَمِيد بْن جَعْفَر، عَنْ ثَابِت، عَنْ زَاذَان، عَنْ جرير بْن عَبْد اللَّه بطوله،
    وأَخْرَجَهُ ابْن أَبِي حاتم في تفسيره من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس بطوله،
    وأخرجه ابن أبي حاتم منْ مرسل بَكْر بْن سوادة، وأَخْرَجَهُ عَبْد بْن حُمَيد فِي تفسير منْ مرسل إِبْرَاهِيم التَّيْميّ، كلاهما باختصار، وَقَدْ سقط الجميع فِي التفسير المأثور. اهـ.
    قلتُ: أبو حيان تصحيف لأبي جناب وهو يحيى بن أبي حية الكلبي "ضعفوه لكثرة تدليسه"، كذا قال الحافظ ابن حجر.
    وأما الرواية الأخرى ففي الإسناد عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء "مجهول"، كذا قال البيهقي، وثابت بن أبي صفية أبو حمزة الثمالي ضعيف.
    وقد خولف عبد الحميد فيما خرجه الطبراني في المعجم الكبير [2329]، فقال:
    حَدَّثَنَا علانُ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ مَاغِمَهْ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْهياجي، ثنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا أَبُو حَمْزَةَ الثُّمَالِيُّ ثَابِتُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الْيَقْظَانِ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ:
    خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَوَاحِلِنَا مِنَ الْمَدِينَةِ وَهِي آكِلَةُ النَّوَى فَرَفَعَ لَهُ شَخْصٌ، فَقَالَ: " هَذَا رَجُلٌ لا عَهْدَ لَهُ بِالطَّعَامِ "، فَأَسْرَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم السَّيْرَ وَأَسْرَعْنَا مَعَهُ،
    فَإِذَا فَتًى شَابٌّ قَدِ اسْتَلْقَتْ شَفَتَاهُ مِنْ أَكْلِ لِحَى الشَّجَرِ فَسَأَلْتُهُ: " مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ؟ " فَقَالَ: أُرِيدُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم لأُبَايِعَهُ، قَالَ: " فَأَنَا مُحَمَّدٌ، أَنَا رَسُولُ اللَّهِ "،
    فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ دُلَّنِي عَلَى الإِسْلامِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: " تَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِرُّ بِمَا جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ "، قَالَ: أَقْرَرْتُ، قَالَ: " وَتُقِيمُ الصَّلاةَ "، قَالَ: أَقْرَرْتُ، قَالَ: " وَتَصُومُ رَمَضَانَ "،
    قَالَ: أَقْرَرْتُ، قَالَ: " وَتَحُجُّ الْبَيْتَ "، قَالَ: أَقْرَرْتُ، ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ جَرِيرٌ: وَازْدَحَمْنَا عَلَيْهِ حِينَ أَنْشَأَ يَصِفُ لَهُ الإِسْلامَ نَنْظُرُ إِلَى أَيِّ شَيْءٍ يَنْتَهِي صِفَتُهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَانْصَرَفْنَا،
    فَوَقَعَتْ يَدُ بَكْرِهِ فِي أَخَافِيقِ الْجِرْذَانِ فَانْدَقَّتْ عُنُقُهُ، فَالْتَفَتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " عَلَيَّ الرَّجُلُ "، فَوَجَدْنَاهُ قَدِ انْثَنَتْ عُنُقُهُ، فَمَاتَ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَيْهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهُ بِوَجْهِهِ،
    فَقَالَ: " احْمِلُوهُ إِلَى الْمَاءِ "، فَغَسَّلْنَاهُ وَكَفَّنَّاهُ وَحَنَّطْنَاهُ، ثُمَّ قَالَ: " احْفُرُوا لَهُ وَالْحِدُوا لَحْدًا فَإِنَّ اللَّحْدَ لَنَا وَالشَّقَّ لِغَيْرِنَا "، وَجَلَسَ عَلَى قَبْرِهِ لا يُحَدِّثُنَا بِشَيْءٍ،
    ثُمَّ قَالَ: " أَلا أُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثِ هَذَا الرَّجُلِ؟ هَذَا مِمَّنْ عَمِلَ قَلِيلا وَأُجِرَ كَثِيرًا، مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ عز وجل: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} إِنِّي أَعْرَضْتُ عَنْهُ وَمَلَكَانِ يَدُسَّانِ فِي فَمِهِ ثِمَارَ الْجَنَّةِ ". اهـ.
    فزاد عبيد الله عن أبي حمزة في الإسناد راويا اسمه عثمان بن عمير أبو اليقظان البجلي " ضعيف واختلط وكان يدلس ويغلو في التشيع"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب.

    وأما رواية ابن عباس خرجه ابن أبي حاتم الرازي في تفسيره [7546]، فقال:
    حَدَّثنا أَبِي، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، ثنا مِهْرَانُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال:
    كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَسِيرٍ سراة، إِذْ عَرَضَ لَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ خَرَجْتُ مِنْ بِلادِي وَتِلادِي وَمَالِي لأَهْتَدِيَ بِهُدَاكَ، وَآخُذَ مِنْ قَوْلِكَ،
    فَمَا بَلَغْتُكَ حَتَّى مَا لِيَ طَعَامٌ إِلا مِنْ خَضِرِ الأَرْضِ، فَاعْرِضْ عَلَيَّ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَبِلَ، فَازْدَحَمْنَا حَوْلَهُ، فَدَخَلَ خُفَّ بَكْرِهِ فِي بَيْتِ جُرْذَانٍ،
    فَتَرَدَّى الأَعْرَابِيُّ فَانْكَسَرَتْ عُنُقُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " صَدَقَ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ، لَقَدْ خَرَجَ مِنْ بِلادِهِ وَتِلادِهِ وَمَالِهِ، يَهْتَدِي بِهُدَايَ، وَيَأْخُذُ مِنْ قَوْلِي،
    فَمَا بَلَغَنِي حَتَّى مَالَهُ طَعَامٌ إِلا مِنْ خَضِرِ الأَرْضِ، أَسَمِعْتُمْ بِالَّذِي عَمِلَ قَلِيلا وَجُزِيَ كَثِيرًا؟ هَذَا مِنْهُمْ، أَسَمِعْتُمْ بِالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ، أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ؟ فَإِنَّ هَذَا مِنْهُمْ ". اهـ.
    قلتُ: هذا إسناد منكر، فيه مهران بن أبي عمر العطار "صدوق سيء الحفظ، له أوهام"، كذا قال الحافظ ابن حجر في التقريب، وفيه أيضا عبد الأعلى بن عامر الثعلبي ضعيف.
    والله أعلم.
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •