السؤال:
♦ الملخص:
امرأة تعمل سكرتيرة في جامعة، وقبِلت هدايا من أهل أحد الطلاب مرتين، وتسأل عن حكم ذلك.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله، وبارك الله بكم:
أنا موظفة في جامعة، أعمل سكرتيرة إدارية، وتعاملنا مع الطلاب، حدثت مشكلة مع طالب، وكاد يُفصَل بسببها، وأعنتُهُ على احتواء الأمر، وبعد فترة جاء والداه، وقدما لي عطرًا كهدية، فرفضتها، لكنَّ الأمَّ ألحَّت عليَّ كي أقبلها، فأخذتُها على مَضَضٍ لأني خجلتُ من أن أردَّها، وقالت لي: هي ليست رشوة، إنما هي شكرٌ لكِ على موقفكِ مع ابني، وحصل شيءٌ آخرُ فقد جاءت أمٌّ بعد نجاح ابنتها من الكويت، وقدمت لي حقيبة هديةً، فرفضتها قطعًا، إلا أنها قالت لي أن النبي عليه السلام قبِلَ الهدية، ولوهلة كدتُ أبكي، فقبِلتها، ولكن قدمتها هديةً لفتاة؛ لأنني خِفتُ أن أحتفظ بها، هل عليَّ ردُّ الهدايا لأصحابها؟ هذا صعب جدًّا؛ لأنهم مغتربون، وقلبي غير مرتاح؛ لأنني قرأتُ حديثًا للرسول صلى الله عليه وسلم: ((فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ أَوْ بَيْتِ أُمِّهِ، فَيَنْظُرَ يُهْدَى لَهُ أَمْ لَا؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ))؛ [رواه البخاري ومسلم]، هل أتوب، وكفى؟ أفيدوني، وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
جزاكِ الله خيرًا أيتها الأخت الكريمة على حرصكِ وتحريِّكِ الحلالَ، والأمر فعلًا كما ذكرتِ أنه لا يجوز للموظف أخذُ هدايا ممن يتعامل معهم في وظيفته؛ للحديث الذي ذكرتِهِ، فإنَّ أَخْذ هذه الهدايا - حتى ولو كانت النية حسنة في بداية الأمر - قد يؤدي بعد ذلك إلى فساد واستمالة قلب هذا الموظف لِفِعْلِ أمرٍ ممنوع لمصلحة صاحب هذه الهدايا، ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الأمر، سواء كانت النية صالحة أو لا، سدًّا لباب الذريعة؛ لأن الشريعة لو فتحت هذا الباب، وافترضنا أن بعضَ الموظفين لن يقع في محظور لصالح صاحب الهدية، فسوف يقع الكثيرون في ذلك، لذلك أغلقت الشريعة هذا الباب تمامًا.
فعليكِ - أختنا الكريمة - استغفار الله تعالى من الهدية التي قبِلتِها أولًا، والله تعالى يقبل التوبة عن عباده، بل هو سبحانه بكرَمِهِ ومَنِّه، يبدِّل السيئات حسنات.
ولا تقبلي منهم شيئًا آخرَ بعد ذلك، مهما ألَحُّوا عليكِ، ولا بد أن تُخبريهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، كلُّ هذا بلطف ولِينٍ، ولكِ الأجر إن شاء الله تعالى.
وفَّقنا الله وإياكم إلى كل خير.
https://www.alukah.net/fatawa_counsels/0/145630/