تقدم لخطبتي لكني أرتبط بآخر!

أجاب عنها : أميمة الجابر


السؤال:





السلام عليكم، أنا طالبة جامعية في السنة النهائية، من أسرة متدينة وملتزمة ومعروفة بالبلد، يتقدم لي الكثير، ولكن كان أبي يؤجل الخطبة لإكمال دراستي، لكن هذا العام زاد من يتقدم لي، وآخر من تقدم إنسان محترم ومتدين، لكن اشترط أن أعيش مع والديه المسنين في قرية بعيدة عن بيت أهلي، واشترط أيضا أن أعمل، وهذا ما جعلني أشعر أنه يريد راتبي، لم أرفض ولم أقبل هذا الشخص لأن قلبي معلق بآخر، وعدني أنه سيتقدم بعد إنهاء دراستي، أنا أخاف أرفض هذا الشخص أن يشك أهلي أني أنتظر ذلك الشخص وتضيع هذه الفرصة مني، أو أقبل وأعيش حياتي في ألم وندم؟











الجواب:

إن الزواج السعيد هو الزواج القائم على أساس متين يقول الله تعالى: {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة:109].
كلنا يتمني أن تسعدي بحياة مليئة بالدفء العاطفي، لكن هل من تحبينه إنسان على خلق ودين، مثلا هل تأكدت مثلا أنه محافظ على صلاته في ميعادها، ذو خلق وصلاح واستقامة وسيرة حسنة وأسرة طيبة؟
هل يملك عملا يستطيع أن يفتح بيته، هل لديه السكن المناسب للزواج، هل هو كفء لك؟ فعندما يتقدم إليك سوف يقبله أهلك بسرعة دون تردد؟
إذا كانت كل هذه الشروط موجودة فيه، فلم يبق على انتهاء دراستك غير شهور قليلة فلا مانع من انتظاره إذا كان إنسانا فعلا جادا في كلامه، ولكن بشرط مهم هو أن يبدي جديته الإيجابية، مع أهلك وأسرتك، وأن تتوقفي تماما عن التواصل معه حتى يتقدم بشكل رسمي لأن الطاعة لا تبدأ بمعصية، وذلك إرضاء لربك وحماية لك ولسمعتك وهو خلق البنت المسلمة حقاً، التي تحترم ثقة أبويها، و تخاف الله.
فإذا رفض، فذلك دليل على أنه لا يخاف عليك وليس جاداً وليس من أهل المروءة ولا يستحقك.
أما بالنسبة للمتقدم الجديد فهو صاحب خلق ومتدين كما وصفتِ لا خلاف في ذلك، ولكن لا تتسرعي بالموافقة، تمهلي واستخيري جيداً واستشيري، فشروطه هذه فيها نظر، فمثلا شرطه لخروجك للعمل هذا دليل أنه لا يستطيع أن يتكفل بمصاريف البيت وحده ويريد معاونتك معه، وهذا الأمر قد يخلق جواً من المشاكل وأنتم في بداية حياتكم.
أيضاً يريد العيش في قريته مع والديه المسنين فأنا أحترم فيه هذا فهما والداه وعليه رعايتهما، لكن هذه القرية بعيدة عن أهلك وستسكنين مع أسرة جديدة عليك، فهل طبيعتك تسمح بهذا وهل قدراتك تناسب ذلك.... فلا أدري هل هذه فرصة لك أم لا؟!، وهل هذا الشخص لديه باءة الزواج أو لا؟!
أنصحك بالدعاء وعدم التعجل في قرارك وهذه الفترة ستأتي لك إن شاء الله الكثير من الفرص، أهم شيء حافظي على علاقتك بالله تعالي، وأكثري من الدعاء، واهتمي بالصلاة في مواعيدها، وركعتين في جوف الليل خير من الدنيا وما فيها، ينزل الله تعالي فيها إلي السماء الدنيا يقول: "من يدعوني أستجب له، من يسألني أعطيه، من يستغفرني أغفر له"، وثقي بالله تعالى خيرا فالله تعالى عند ظن عبده به.