قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمة الله [منهاج السنة 5/103]:
والرافضة فيهم من هو متعبد متورع زاهد, لكن ليسوا في ذلك مثل غيرهم من أهل الأهواء. فالمعتزلة أعقل منهم وأعلم وأدين والكذب والفجور فيهم أقل منه في الرافضة. والزيدية من الشيعة خير منهم أقرب إلى الصدق والعدل والعلم وليس في أهل الأهواء أصدق ولا أعبد من الخوارج, ومع هذا فأهل السنة يستعملون معهم العدل والإنصاف ولا يظلمونهم. فإن الظلم حرام مطلقا كما تقدم بل أهل السنة لكل طائفة من هؤلاء خير من بعضهم لبعض, بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض. وهذا مما يعترفون هم به ويقولون أنتم تنصفوننا ما لا ينصف بعضنا بعضا. وهذا لأن الأصل الذي اشتركوا فيه أصل فاسد مبنى علي جهل وظلم وهم مشتركون في ظلم سائر المسلمين فصاروا بمنزلة قطاع الطريق المشتركين في ظلم الناس.
ولا ريب أن المسلم العالم العادل أعدل عليهم وعلى بعضهم من بعض. والخوارج تكفر أهل الجماعة, وكذلك أكثر المعتزلة يكفرون من خالفهم, وكذلك أكثر الرافضة ومن لم يكفر فسق. وكذلك أكثر أهل الأهواء يبتدعون رأيا ويكفرون من خالفهم فيه. وأهل السنة يتبعون الحق من ربهم الذي جاء به الرسول ولا يكفرون من خالفهم فيه, بل هم أعلم بالحق وأرحم بالخلق كما وصف الله به المسلمين بقوله: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) [آل عمران] قال أبو هريرة: "كنتم خير الناس للناس" وأهل السنة نقاوة المسلمين فهم خير الناس للناس.