تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: لَيُوشِكَنَّ أَنْ يُصَبَّ عَلَيْكُمَ الشَّرُّ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى يَبْلُغَ الْفَيَافِيَ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,962

    افتراضي لَيُوشِكَنَّ أَنْ يُصَبَّ عَلَيْكُمَ الشَّرُّ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى يَبْلُغَ الْفَيَافِيَ

    قال ابن أبي شيبة في المصنف [ 38554] :
    حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ :
    لَيُوشِكَنَّ أَنْ يُصَبَّ عَلَيْكُمَ الشَّرُّ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى يَبْلُغَ الْفَيَافِيَ .
    قَالَ : قِيلَ : وَمَا الْفَيَافِيُ يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ؟
    قَالَ : الأَرْضُ الْقَفْرُ .

    هل له حكم الرفع؟

  2. #2

    افتراضي رد: لَيُوشِكَنَّ أَنْ يُصَبَّ عَلَيْكُمَ الشَّرُّ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى يَبْلُغَ الْفَيَافِيَ

    أورده ابن أبي شيبة في مصنفه "[ ج 8 : ص 638 ] فقال :
    حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: " لَيُوشِكَنَّ أَنْ يُصَبَّ عَلَيْكُمُ الشَّرُّ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى يَبْلُغَ الْفَيَافِيَ "، قَالَ: قِيلَ: وَمَا الْفَيَافِي يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: " الْأَرْضُ الْقَفْرُ ". اهـ. قلتُ: إسناده موقوف صحيح قوي متصل ، رجاله ثقات ، رجاله رجال الشيخين.
    وله متابعة في السنن الواردة في الفتن للداني [ ج 1 : ص 55 ] قال :
    حَدَّثَنَا ابْنُ عَفَّانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا نَصْرٌ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا الْخَصِيبُ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ:
    قَالَ حُذَيْفَةُ: " يُصَبُّ عَلَيْكُمُ الشَّرَّ صَبًّا حَتَّى يَبْلُغَ الْفَيَافِي ".

    فلعل الفيافي ءاخر ما يمتلأ به الفساد في الأرض ففي التفسير للبغوي :
    وذكر ابن إسحاق، وابن جريج، ومقاتل، وبلغوا به ابن مسعود يرفعه، قَالَ: " ليس من سنة بأمطر من أخرى، ولكن الله قسم هذه الأرزاق، فجعلها في السماء الدنيا، في هذا القطر ينزل منه كل سنة بكيل معلوم ووزن معلوم، وإذا عمل قوم بالمعاصي حول الله ذلك إلى غيرهم، فإذا عصوا جميعا صرف الله ذلك إلى الفيافي والبحار ".

    بل الفيافي حدود دولة يمتلئ بها جهنم ويشهد ذلك في الحلية لأبي نعيم [ ج 2 : ص 311 ] :
    عن أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ، يَقُولُ: " إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ طُرُقٌ وَلا فَيَافٍ وَلا مَنْزِلٌ هُنَالِكَ لأَحَدٍ مَنْ أَخْطَأَتْهُ الْجَنَّةُ صَارَ إِلَى النَّارِ ". اهـ.
    وإن كان هذا مقطوعًا إلا أنه يشهد له حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعًا.
    ففي تاريخ دمشق لابن عساكر :
    عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " أَمَا رَأَيْتُمُ الصَّبْغَاءَ شَجَرَةٌ تَنْبُتُ فِي الْفَيَافِي فَيَكُونُ آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ رَجُلٌ يَكُونُ عَلَى شَفَتِهَا ... ". اهـ. ورواه مسلم في صحيحه.
    وفائدة أخرى أن
    ءاخر ما يسلم المؤمن من النار هي الفيافي فهي حدود جهنم وما يرخص له الخروج منها إلا فرارًا من العذاب
    حتى في الدنيا مثل

    كونها مكان الرهبة والبعد عن الفتن ففي الزهد والرقائق لابن المبارك [ ج 1 : ص 418 ] فقال:
    حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَاسْتَقْبَلَهُ قَوْمٌ، فَقَالُوا: أَيْنَ تُرِيدُ؟
    فَقَالَ: " أُرِيدُ الْعَيْشَ "، قَالُوا: تَرَكْتَ الْعَيْشَ، وَرَاءَكَ الْقَرْيَةُ وَالْخِصْبُ وَالنَّاسُ، وَأَنْتَ تَدْخُلُ الْفَيَافِيَ، قَالَ: " فَمَا تَعُدُّونَ الْعَيْشَ؟ "، قَالُوا: الطَّعَامَ، وَالشَّرَابَ، وَاللِّبَاسَ، قَالَ: لا، " الْعَيْشُ أَنْ تُجِيبَكَ أَطْوَارُكَ إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ عز وجل ". اهـ.

    بل هو مكان يلجأ فيه الناس فرارًا من السلاطين والملوك من آذاهم وفتنتهم
    روى ابن أبي الدنيا في الإشراف في منازل الأشراف فقال:
    حَدَّثَنِي شَيْخٌ، مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: أَوْصَى رَجُلٌ ابْنَهُ، فَقَالَ: " يَا بُنَيَّ اغْتَنِمْ مُسَالَمَةَ مَنْ لا يَدِينُ لَكَ بِمُحَارَبَتِهِ ، وَلْيَكُنْ هَرَبُكَ مِنَ السُّلْطَانِ إِلَى الْوَحْشِ فِي الْفَيَافِي حَتَّى تَأْمَنَ سِعَايَةَ السَّاعِي بِكَ وَطَمَعَ الطَّامِعِ فِيكَ ... ". اهـ.

    بل الشر فيها مكنون في الوحوش وضلال طرقها ورياحها فلا يأمن راكبها :
    فقد روى ابن أبي الدنيا في الهواتف الجنان :
    قَالَ عَبِيدٌ بن الأبرص: "
    يَأَيُّهَا الْمَرْءُ قَدْ أُنْجِيتَ مِنْ غَمَرٍ ... وَمِنْ فَيَافٍ تُضِلُّ الرَّاكِبَ الْهَادِي
    هَلا تُخَبِّرُنَا بِالْحَقِّ نَعْرِفُهُ ... مَنِ الَّذِي جَادَ بِالنَّعْمَاءِ فِي الْوَادِي ". اهـ.


    فكيف بالعيش فيها ؟ وما أشد غربتها!
    إذ يفر المرء بدينه من الملوك والسلاطين حتى إنهم ليرسلون أعيانهم في الفيافي ليغتالوه فيقتلوه خوفًا من أصواتهم في تسليط شغب القوم على كرسيه.

    روى الدينوري في المجالسة وجواهر العلم :
    إِنَّ مُوسَى لَمَّا هَرَبَ مِنْ فِرْعَوْنَ وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ، وَجَدَ عَلَيْهَا الْجَارِيَتَيْن ِ تَذُودَانِ، فَقَالَ: مَا لَكُمَا عَوْنٌ؟ قَالَتَا: لا. فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ، فَقَالَ:{رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}، وَلَمْ يَسَلِ اللَّهَ أَجْرًا عَلَى دِينِهِ، فَلَمَّا أَعْجَلَ بِالْجَارِيَتَي نِ الانْصِرَافُ، أَنْكَرَ ذَلِكَ أَبُوهُمَا، وَقَالَ: مَا أَعْجَلُكُمَا الْيَوْمَ؟ ! قَالَتَا: وَجَدْنَا رَجُلا صَالِحًا فَسَقَى لَنَا، فَقَالَ: فَمَا سَمِعْتُمَاهُ يَقُولُ؟ قَالَ: قَالَتَا: سَمِعْنَاهُ يَقُولُ:{رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}.
    قَالَ: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هَذَا جَائِعًا، تَنْطَلِقُ إِلَيْهِ إِحْدَاكُمَا فَتَقُولُ لَهُ: إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا، فَأَتَتْهُ تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ، قَالَ: عَلَى إِجْلالٍ، قَالَتْ:{إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا}.
    قَالَ: فَجَزِعَ مِنْ ذَلِكَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ، وَكَانَ طَرِيدًا فِي فَيَافِي الصَّحْرَاءِ، فَأَقْبَلَ وَالْجَارِيَةُ أَمَامَهُ، فَهَبَّتِ الرِّيحُ، فَوَصَفَتْهَا لَهُ، كَانَتْ ذَاتَ خُلُقٍ، فَقَالَ لَهَا: كُونِي خَلْفِي، وَأَرِينِي السَّمْتَ، فَلَمَّا بَلَغَ الْبَابَ دَخَلَ، إِذَا طَعَامٌ مَوْضُوعٌ، فَقَالَ: لَهُ شُعَيْبٌ عَلَيْهِ السَّلامُ: أَصِبْ يَا فَتًى مِنْ هَذَا الطَّعَامِ، قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلامُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ. قَالَ شُعَيْبٌ: وَلِمَ؟ قَالَ مُوسَى: لأَنَّا فِي أَهْلِ بَيْتٍ لا نَبِيعُ دِينَنَا بِمِلْءِ الأَرْضِ ذَهَبًا، قَالَ شُعَيْبٌ: لا وَاللَّهِ، وَلَكِنَّهَا عَادَتِي وَعَادَةُ آبَائِي، نُطْعِمُ الطَّعَامَ وَنُقْرِي الضَّيْفَ، فَجَلَسَ مُوسَى فَأَكَلَ، فَإِنْ كَانَتْ هَذِهِ الدَّنَانِيرُ عِوَضًا لِمَا سَمِعْتَ مِنْ كَلامِي، فَلأَنْ أَرَى أَكْلَ الْمَيْتَةِ وَالدَّمَ فِي حَالِ الضَّرُورَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ آخُذَهَا.
    فَقَالَ أبَوُ حَازِمٍ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَمَّا كَانُوا عَلَى الصَّوَابِ، وَكَانَتِ الأُمَرَاءُ تَحْتَاجُ إِلَى الْعُلَمَاءِ، فَكَانَتِ الْعُلَمَاءُ تَفِرُّ بِدِينِهَا مِنَ الأُمَرَاءِ، فَاسْتَغْنَتِ الأُمَرَاءُ عَنِ الْعُلَمَاءِ، وَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ عَلَى الْمَعْصِيَةِ، فَشُغِلُوا وَانْتَكَسُوا، وَلَوْ كَانَ عُلَمَاؤُنَا هَؤُلاءِ يَصُونُونَ عِلْمَهُمْ لَمْ تَزَلِ الأُمَرَاءُ تَهَابُهُمْ ". اهـ.

    لذا فالحياة كراعي الغنم في الفيافي ورد في مسند الروباني :

    عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: " يَعْجَبُ رَبُّكَ مِنْ رَاعِي الْغَنَمِ فِي رَأْسِ الشُّعْبَةِ لِلْجَبَلِ يُؤَذِّنُ بِالصَّلاةِ وَيُصَلِّي، فَيَقُولُ اللَّهُ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلاةَ يَخَافُ مِنِّي، غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ ". اهـ.

    والله أعلم.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,962

    افتراضي رد: لَيُوشِكَنَّ أَنْ يُصَبَّ عَلَيْكُمَ الشَّرُّ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى يَبْلُغَ الْفَيَافِيَ

    جزاكم الله خيراً.

  4. #4

    افتراضي رد: لَيُوشِكَنَّ أَنْ يُصَبَّ عَلَيْكُمَ الشَّرُّ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى يَبْلُغَ الْفَيَافِيَ

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيراً.
    جزاك الله خيرًا.

  5. #5

    افتراضي رد: لَيُوشِكَنَّ أَنْ يُصَبَّ عَلَيْكُمَ الشَّرُّ مِنَ السَّمَاءِ حَتَّى يَبْلُغَ الْفَيَافِيَ

    ويشهد لذلك ما روي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ قَالَ:
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ المُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الجِبَالِ وَمَوَاقِعَ القَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ)) . اهـ.
    صحيح البخاري: كتاب الفتن. باب التعرب في الفتنة. رقم (7088).
    شرح الحديث



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •