شيخنا الفقيه الفرضي المُتفنِّن فضيلة الشَّيخ صالح بن أحمد الشَّامي "أبو تحسين"، أدام الله نفعَه، وأحسن على الدَّوام صُنعَه، عالمٌ قد زانَ علمه العمل، وفاضلٌ قرَّت بحُسن فضله المُقل.
وُلدَ ببلدة "دوما" في ريف دمشق عام 1353هـ،1934م، ونشأ على العلم والعمل، ولازم الطَّلب حتى اكتمل، وتربَّى في حجر والده العلَّامة أحمد الشَّامي مفتي دوما على كمال الصِّيانة، والعفَّة والدِّيانة، التحقَ بمعهد العلوم الشَّرعيًّة بالجمعيَّة الغرَّاء بدمشق، وتتلمذ فيه على كبار المشايخ: كالشَّيخ عبدالرَّحمن الطِّيبي، والشيخ عبدالغنيِّ الدَّقر، والشَّيخ عبد الكريم الرِّفاعي، والشَّيخ عبدالوهَّاب الحافظ دبس وزيت، والشَّيخ أحمد الجبَّاوي، والشَّيخ نايف العبَّاس، والشَّيخ خالد أنخل، ثمَّ بعد تخرُّجه من المعهد عام1373هـ، 1954م، صادفَ افتتاح كليَّة الشَّريعة بالجامعة السُّوريَّة دمشق، وعميدها الدكتور مُصطفى السِّباعي، فواصل دراسته فيها، وفاقَ على أقرانه، وأحرز قصب السَّبق في ميدانه، فكان ترتيبه الأوَّل على دفعته، وهي أوَّل دفعة تخرَّجت من الكليَّة عام 1377هـ،1958م، بعدها اشتغلَ في ميدان الدَّعوة والتَّربية والتَّعليم، خطيبًا في جوامع بلدته دوما، ومدرِّسًا للتَّربيَّة الإسلاميَّة في عدَّة مناطق سوريَّة حتى عام1400هـ، 1980م، ثمَّ انتقل مُدرِّسًا للعلوم الشَّرعيَّة في المعاهد العلميَّة التَّابعة لجامعة الإمام محمَّد بن سعود الإسلاميَّة وبقي فيها حتى عام 1418هـ،1998م.
صنَّف تصانيف مُفيدة، وألَّف تواليف في الإفادة عتيدة، مع إجادته فنَّ التَّلخيص والاختصار، كتهذيب وترتيب كتب الإمام ابن القيِّم الجوزيَّة، وتهذيب كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نُعيم الأصبهاني، والمهذَّب من إحياء علوم الدِّين للغزالي، والمهذَّب من الشِّفا بتعريف حقوق المُصطفى للقاضي عياض، وترتيب كتاب: مشارق الأنوار على صحاح الآثار للقاضي عياض.
وتقريبه السَّيرة والخصائص النَّبويَّة: مثل كتاب: من مَعين السِّيرة، وكتاب: مِن مَعين الشَّمائل، وكتاب: من مَعين الخصائص النَّبوية، وكتاب: السِّيرة النبوية تربية أمَّة وبناء دولة، وكتاب: سيرة النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم في بيته، وكتاب: أضواءّ على دراسة السِّيرة، وكتاب: هكذا فهم الصَّحابة، وكتاب: أهل الصِّفَّة بعيدًا عن الوهم والخيال، وكتاب: الغرانيق قصةٌ دخيلةٌ على السِّيرة النَّبويَّة.
وتأسيسه علم الجمال الإسلامي، مثل: كتاب الظَّاهرة الجماليَّة في الإسلام، وكتاب ميادين الجمال في الظَّاهرة الجماليَّة، وكتاب التَّربية الجماليَّة في الإسلام، وكتاب الفنُّ الإسلامي التزامٌ وإبداع.
وتيسيره علم الفرائض، مثل كتاب: الفرائضُ فقهًا وحسابًا.
وله جهود مُضنية في ترتيب دوواين السُّنَّة السَّاطعة، الَّتي أثمرت فصارت كالرِّياض اليانعة، مثل كتاب: جامع الأصول التِّسعة، وكتاب: معالم في السُّنَّة النَّبويَّة، وكتاب: الجامع بين الصَّحيحين، وكتابُ: الوافي بما في الصَّحيحين، وترتيبُ كتاب: الأدب المفرد للإمام البخاري، وكتاب: زوائد السُّنن على الصَّحيحين، وكتاب: زوائد ابن خزيمة وابن حبَّان والمستدرك على الكتب التسعة، وكتاب: زوائد السُّنن الكبرى للبيهقي على الكتب السِّتَّة، وكتاب: زوائد الموطَّأ والمُسند على الكتب السِّتَّة، وكتاب: ترتيب وتبويب مسند الإمام أحمد.
ولا يزال شيخنا مُكبًّا على التَّعليم والمطالعة، والتَّفهيم والمراجعة، حفظه الله ورعاه وبارك في صحَّته وعلمه وعمله.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/culture/0/145089/#ixzz6n1LQpxL9