تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 41

الموضوع: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

    السؤال
    ما حكم من يقول أنه يستطيع التعامل والاستفادة من الجن المسلم في معرفة مواقع كنوز الأرض وكذلك في مساعدة الناس على معرفة شخص ارتكب جرماً ما كالسرقة وغيرها؟ أرجو التفصيل في ذلك.
    وهل يُسمح لنا كمسلمين تصديق من يدعي هذه الأمور؟ وكيف نستطيع التناصح في هذا الشأن إن كان خطأ؟
    الحقيقة التردد يعود إلى سؤالي لشيخ سعودي على الهاتف الساخن وقال: لا بأس بالاستعانة بهم. ولكن لا أشعر أن كلامه صحيح وإلا لشاع استخدام الجن المسلم في عصر الصحابة فهم أولى بالاستفادة بهذه الأمور.
    جزاكم الله خيراً.
    الجواب

    هذا من الدجل؛ فيجب الحذر منه، وهؤلاء الدجالون يلبسون على الناس فيخلطون بين طريقتهم وبين ما يعرض لبعض المسلمين من تبدي بعض الجنّ لهم وكلامهم في مواقع عارضة بغير اختيار منهم، وإنما يسمعون بعض كلام الجن فيكون في بعضه حق وفي بعضه باطل، وهذا حصل لبعض الصحابة وبعض الأئمة في مواقف عارضة، وكانوا يأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر، ولم يكونوا يبحثون عن الجنّ ويتطلبون خروجهم، ولم يكونوا يصاحبونهم ولا يستمتعون بهم، ولا يلبّون لهم ما تريده الشياطين، ولا يعزمون عليهم العزائم ليظهروا لهم وليجيبوهم على أسئلتهم واستشرافاتهم كما يفعله هؤلاء الجهلة الدجالون ابتغاء الشهرة وابتغاء المنزلة عند الناس والطمع في أموالهم.
    ويزيد بعضهم الادعاء بأن لديه جنّا مسلمين يأمرونه بالخير ويعينونه عليه، وأنه يستعين بذلك على نفع المسلمين بإخبارهم بأماكن سحر المسحورين، وتعيين من أصابهم بالعين، ونحو ذلك، وهذا كلّه من الفتنة والضلال ، وقد حصل به من الفتنة شيء عظيم وفساد كبير لدى بعض الناس، وحصل بسبب ذلك من الفتن والعداوات بسبب تصديق أولئك الجنّ الذين يُزعم أنهم مسلمون ما الله به عليم؛ فقطّعت أرحام، وفسدت صداقات، وجرت محن لأسر كثيرة بسبب هذا الدجل.
    وشتان بين رجل صالح يقرأ على ممسوس فيخاطبه الجنّي فيكون في كلامه صواب لا يعتمده إلا بعد التثبت من صحته، ولا يجعل ذلك عادة له في تطلّب الجنّ والبحث عنهم، وبين رجل قد استمرأ مصاحبتهم حتى استحوذوا عليه.
    وقد جُرّب على بعض هؤلاء وحقق الأمر فيهم فتبيّن أنهم سحرة، وأنهم إنما يتظاهرون بالتدين خديعة للناس، ومكراً بهم ليأمنوا على أنفسهم ، ولتروج تجارتهم.
    وقد يُبتلى بهذا الأمر بعض أهل الصلاح والخير فيأتيه الجنّ ويخبرونه بأمور وأعاجيب يرى صدقها لأجل أن يفتتن بهم ويصدّقهم ويصاحبهم ثم يملون عليه ما يشاؤون إذا رأوا تعلّقه بهم وحاجته إليهم كما حصل لكثير من المفتونين، وقد تفطّن لذلك بعض الرقاة الصالحين فاحترزوا من فتنتهم ولم يستعينوا بهم فسلموا بذلك.
    وأما إخبار الجنّ بمواضع الكنوز فهذا لا يكون إلا على سبيل الفتنة ، يفتنون به من يطمعون في الاستحواذ عليه، فمن كان يكفيه الإيهام أوهموه حتى يتّبعهم ويضيع وقته وماله وجهده ولا يفلح في شيء مما يطلبه، ومن كان ذا تمنّع عنهم وهم يطمعون فيه ربما فتنوه بما يرى تحقّقه حقيقة حتى إذا طمع هو فيهم وانقاد إليهم استحوذوا عليه، وتعسّر عليه الخلاص منهم، وقد قال الله تعالى في الشيطان: {كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير}.
    والخلاصة أن يفرّق بين من يتطلّب الجنّ ويستحضرهم ويصاحبهم وبين من يعرضون له بغير اختياره ولا طلبه ولا يجاوز في حديثه معهم القدر المشروع ولا يعتمد عليهم في شيء من شؤونه؛ ولا يصدّقهم فيما يقولون، بل إذا أخبروا بشيء ورأى من القرائن ما يحتمل صدقهم تثبّت منه؛ فهذا مصيب، وذلك مفتون.

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

    السؤال
    ما حكم الطواف بالقبور إذا كان لا يعتقد فيها النفع والضر ولكن يفعله تقليدا لقومه؟
    هل يعد فعله شرك أكبر أم أصغر أم فعل محرم فقط؟

    الجواب
    الطواف حول القبور لا يخلو من حالين:
    الأولى: أن يطوف على القبر متقرّباً إلى المقبور فيه؛ ليستشفع به أو يسأله حاجة من الحوائج أو يصرف له أيّ نوع من أنواع العبادة؛ فهذا مشرك شركاً أكبر؛ لأنّه صرف العبادة لغير الله تعالى.
    فإذا كان لا يعتقد فيه النفع والضرّ؛ ولا يسأله حاجة من الحوائج لكنّه يتقرّب إليه بالطواف تقليداً لقومه فهو قد أشرك شركاً أكبر بصرفه عبادة الطواف لغير الله تعالى، ولا يعذر بتقليده لقومه في ذلك، فإنّ عامّة أعداء الرسل كانوا يحتجّون بذلك فلم ينفعهم هذا العذر عند الله تعالى؛ كما قال تعالى: {وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمّة وإنا على آثارهم مقتدون}.

    الحالة الثانية: أن يطوف حول القبر متقرّباً إلى الله تعالى لا إلى صاحب القبر، ويدعو الله تعالى لا يدعو صاحب القبر، لكنّه يظنّ أن طوافه حول قبر الرجل الصالح عمل يحبّه الله وقربة يتقرّب بها إليه؛ فهذا لم يصرف العبادة لغير الله تعالى، لكنّه شابه المشركين وابتدع في الدين؛ وعمله هذا مردود غير مقبول؛ لأنّه تعبّد الله تعالى بعمل غير مشروع؛ فيحكم على عمله بأنّه بدعة، ووسيلة إلى الشرك.
    لكنّه لا يعدّ مشركاً شركاً أكبر لأنّه لم يصرف العبادة لغير الله تعالى.

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

    السؤال
    يحكم العلماء على بعض الأعمال القادحة في التوحيد بأنها: من وسائل الشرك الأكبر، أو شرك أصغر، أو نوع من الشرك، فما الفرق بين هذه الثلاثة؟
    هل وسائل الشرك الأكبر هي شرك أصغر صارت وسيلة للشرك الأكبر؟، وما يقال عنه شرك أصغر، هل المقصود أنه شرك أصغر فقط وليس من وسائل الشرك الأكبر؟، ونوع من الشرك، هل هو دون الشرك الأصغر؟ أرجو التوضيح بارك الله فيكم.

    الجواب
    وسائل الشرك الأكبر قد تكون من أعمال الشرك الأصغر وقد تكون من غيرها؛ وهي مسألة يعرف مدلولها من اسمها فتشمل كل ما كان وسيلة للشرك الأكبر؛ فالطيرة شرك أصغر قد يغلو فيها العبد فيستعيذ بغير الله ويعبد غيره فيكون مشركاً شركاً أكبر.
    والبناء على القبور ورفعها وتجصيصها عمل محرم وهو كبيرة من الكبائر ووسيلة من وسائل الشرك الأكبر، لكنه لا يعدّ شركاً أصغر.
    وأمّا نوع الشرك فهو العمل الذي يتوقف في حكم صاحبه على نيته ويحصل فيه اشتباه بين الحد الذي يصل به العبد إلى الشرك وما هو دون ذلك؛ فيقال هذا فيه نوع شرك، كتهنئة الكفار بأعيادهم فإن التهنئة عمل ظاهر له أصل باطن وهو عمل القلب، وهذه التهنئة محرّمة ، وحكم صاحبها في الشرك وعدمه يعتمد على قصده ونيّته ؛ فإن كان يهنئهم رضا بما يعملون من الشرك فهو مشرك، وإن كان يهنئهم تهنئة مجاملة وقلبه منكر لشركهم وكفرهم فلا يكفر بذلك، وإن كان مخلّطاً بأن يكون في قلبه شيء من تعظيم الكفار ومحبة فسقهم وغنائهم ويغفل عن إنكار ما هم عليه من الشرك والكفر بالله جل وعلا فهذا هو الذي توقف في تكفيره بعض أهل العلم كابن القيم وغيره، وبعضهم قال عمله هذا فيه نوع شرك، أي ليس هو بالشرك الصريح الذي يستبين حكم فاعله، وليس حاله حال السالم من الشرك المتبرئ منه.

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

    السؤال
    العبادة هي: غاية الخضوع .. هل من دليل شرعي على هذا التعريف؟
    ورأيت ابن تيمية أضاف لها غاية الحب ..
    فهل من صرف العبادة لغير الله دون غاية الحب لا يسمى عابداً، كمن عبده لمصلحة أو لدنيا لا حباً في المعبود ولا رغبة؟

    الجواب
    الذي لا يخضع مستنكف ومستكبر عن الانقياد لربّه جلّ وعلا والتذلل له ؛ قال الله تعالى: {ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعاً فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأمّا الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذاباً أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا}
    وقال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين}
    .
    واستعمال لفظ العبادة في لغة العرب يدلّ على هذا المعنى ، وقد ذكرت شواهده في مواضع فلتراجع، والخلاصة أن العبادة تقوم على ثلاثة معانٍ دلّ عليها لسان العرب : الذلّ والمحبّة والتعظيم
    ومن انتفى منه أحد هذه المعاني فليس بعابد.
    وأمّا التعبير بغاية الحب وغاية الذل فهو على وصف الكمال في العبادة ويستعمله علماء السلوك لمناسبة كلامهم في معنى العبادة لمعنى التقرّب؛ فلا يفهم منه أنّ من لم يجد في نفسه غاية الحبّ وغاية الذل أنه كافر ليس بعابد لله تعالى، فهذا غير مراد لعلماء السلوك، وإلا لزم منه تكفير كلّ من يركتب معصية ولو كانت صغيرة؛ لأنه حين فعله للمعصية لم يحقق غاية الذل وغاية الحب؛ فلا توزن مسائل الاعتقاد بقواعد علم السلوك.
    وأمّا في علم الاعتقاد فما قصد به التقرّب بتذلّل وخوف وجاء فهو عبادة ؛ فمن صرف ذلك لغير الله عزّ وجلّ ففي قلبه عبودية له، وهذه العبودية قد تكون شركاً أكبر كما يفعله المشركون بدعاء الأنداد، وقد يكون شركاً أصغر كما يفعله بعض عصاة المسلمين ممن في قلوبهم عبودية للدنيا ولبعض من يعشقون حتى يعصون الله عزّ وجلّ لأجلهم فيما لا يرتكبون به ناقضاً من نواقض الإسلام.
    فقولك : ".فهل من صرف العبادة لغير الله دون غاية الحب لا يسمى عابداً" لا يصحّ ؛ فبحث مسائل غاية الحبّ وغاية الذل هو في مسائل علم السلوك عند الحديث عن التقرّب إلى الله تعالى بأنواع العبادات وكيف يحقّق وصف الإحسان فيها حتى يكون من عباد الله المقرّبين .
    وأمّا في علم الاعتقاد فكلّ من عبد غير الله جلّ وعلا فهو مشرك كافر؛ فالعبرة بكون فعله عبادة ؛ فمن دعا لله ندّا أو ذبح لغير الله أو نذر لغير الله ؛ فهو مشرك كافر.
    ويمكن الجمع بين الأمرين باعتبار أن غاية الحبّ وغاية الذل هو ما يعتصم به العبد من ارتكاب ما ينقض إسلامه ؛ أي لا يقدّم محبة غير الله على محبّة الله فيرتكب لأجله ناقضا من نواقض الإسلام ؛ فيكون بهذا الاعتبار غاية حبّه لله تعالى؛ وإن كان قد يقع منه بعض المعاصي لكن له حدّ لا يتجاوزه وغاية لا يبلغها أحد من المخلوقين في قلبه مهما كان.
    لكن هذا المعنى قد لا يُفهم إلا بشرح وتوضيح، والاعتماد في مسائل الاعتقاد على الأمور الجليّة أولى.

    وأمّا قولك: "كمن عبده لمصلحة أو لدنيا لا حباً في المعبود ولا رغبة"
    بهذا الاعتبار لا يسمّى عابداً لانتفاء الحبّ، لكنه قد يقع في الشرك من جهة شرك الطاعة، وهي مسألة افتراضية؛ لأنه لا يعقل أن يقدّم طاعة الطاغوت على طاعة الله ظاهراً وباطناً وليس في قلبه محبّة للطاغوت.
    ومن قدّم طاعة الطاغوت على طاعة الله تعالى حتى يرتكب لأجله ناقضاً من نواقض الإسلام كأن يصدّقه في دعواه الألوهية، أو يتابعه في تحليل الحرام وتحريم الحلال، أو يصدّقه فيما يلزم من تكذيب خبر الله عزّ وجلّ وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ونحو ذلك من نواقض الإسلام فهو مشرك كافر.
    ومن ادّعى أنه لم يفعل ذلك إلا رهبة وخوفاً من الطاغوت لا رغبة فيما عنده ؛ فيقال له: إن هذا هو أصل طاعة الضعفاء للذين استكبروا التي استحقّوا بها وصف الكفر والخلود في نار جهنّم؛ لأنّهم تابعوهم وأطاعوهم فيما ادّعوه من أمور الكفر بالله جلّ وعلا.
    ولو أنّهم برؤوا من ذلك ولو في بواطنهم إذ كانوا مستضعفين وأسلموا قلوبهم لله جلّ وعلا لجعل الله لهم مخرجاً ، ولَمَا استحقوا وصف الكفر؛ لأنّ الله لم يجعل لأحدٍ من الخلق سلطاناً على القلوب يكره أصحابها على ما يريد، لكنّهم هو الذين تابعوهم ظاهراً وباطناً فاستحقّوا العذاب لذلك، وإن كان الذي حملهم على تلك الطاعة هو الخوف والرهبة من حكم الطاغوت لكنّها لمّا لم تقابل ببراءة من الباطن بل رضوا بذلك واطمأنوا به استحقّوا وصف الكفر وما يترتب عليه من العذاب؛ ويوم القيامة يقول لهم الذين استكبروا: {أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين}
    وهم قد صدّوهم عن سبيل الله لكن كان صدّهم في الظاهر وفيما يقدرون عليه، وأمّا في الباطن فلا يملكون هذا الصدّ، ولا يمكن لمخلوق أن يكره قلب مخلوق على ما يريد إلا أن يكون هو الذي يستجيب له، كما يقول الشيطان يوم القيامة لأوليائه: {وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم}.

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

    السؤال
    هل العبادة غاية الخضوع الظاهري أم الباطني؟ وكيف ينطبق هذا على الذبح والنذر لغير الله؟
    وهل إن خضعت الزوجة لزوجها غاية الخضوع كأن تقبل قدماه كل صباح تصير مشركة؟

    الجواب
    أصل الخضوع في الباطن، ويظهر أثره على الجوارح.
    ومن ذبح لغير الله فقد أشرك بالله جلّ وعلا وخضع للطاغوت بما صرف له من العبادة؛ وهذا خضوع في أمر عظيم وهو أمر العبادة، و ليس كذلك خضوع الزوجة المسلمة لزوجها؛ فإنّه خضوع لا يحمل على أن تعبده من دون الله ولا أن ترتكب لأجله ناقضاً من نواقض الإسلام؛ فمن فعلت ذلك فقد أشركت.
    وأمّا أنها تطيعه في طاعة الله عزّ وجلّ ولو بالغت في التودّد إليه واللين له والخضوع الذي لا يصاحبه تذلّل قلب لغير الله جلّ وعلا؛ فهذا لا يعدّ خضوع عبادة.
    ولا تكون بذلك قد صرفت عبادة لغير الله تعالى؛ لأن معنى العبادة لم يتحقق في فعلها، وأمّا من يكون في قلبها تعلّق بالزوج وهو التذلّل القلبي الذي يصحبه خوف ورجاء ويحمل على تقديم طاعة الزوج على طاعة الله تعالى فتعصي الله لأجله؛ فهذه قد وقعت في ما يقدح توحيدها، ووقعت في عبودية صغرى للزوج وتعلق قلبها به، ومن تعلّق شيئا دون الله عُذّب به، وأمّا من بلغ بها هذا التذلّل إلى درجة ترتكب معها ناقضا من نواقض الإسلام لأجل طاعة زوجها فهذه قد اتخذته إلهاً من دون الله، والعياذ بالله.

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

    السؤال
    "فإذا كان التنديد في جعل العبادة لغير الله، صار التنديد أكبر، صار شركا أكبر.
    وإذا كان التنديد فيه جعل غير الله جل وعلا نِدًّا لله في عمل ولا يبلغ ذلك الشرك الأكبر، فإنّه يكون تنديد أصغر وهو الشرك الأصغر".

    ما هو الفرق بين صرف العبادة لغير الله وجعل غير الله جل وعلا ندا لله في عمل؟
    في الحقيقة أشكل علي ذلك أرجو ضرب أمثلة لذلك.

    الجواب
    عبادة غير الله عز وجل شرك أكبر فلا يستحق العبادة إلا الله ، ومتى عبد المرء غير الله مع الله فقد أشرك بالله جل وعلا ، ويكون الشرك أكبر إذا كان فيه صرف العبادة لغير الله عز وجل كالدعاء والاستعانة والاستغاثة والذبح والنذر وغيرها. فهذا قد اتخذ من دون الله أنداداً يعبدهم ويشرك بهم مع الله في عبادته ، وهو التنديد الأكبر.
    وإذا كان العبد قد أخلّ ببعض آداب التوحيد من غير قصد عبادة غير الله عز وجل كأن يحلف بغير الله ولا يقصد بذلك عبادة المحلوف به وإنما جرى هذا القسم على لسانه أو جهلاً منه بحرمته مع اعتقاده بأنه لا يستحق العبادة إلا الله فهذا لم يشرك بالله الشرك الأكبر ولم يتخذ من دون الله أنداداً يعبدهم من دون الله فيكون تنديده تنديداً أصغر
    وكذلك قول القائل: ما شاء الله وشئت، ولولا الله وفلان ، مع اعتقاده بأن النفع والضر بيد الله وحده وأنه لا يكون إلا ما أراده الله ، وأن كل ما سوى الله فهو عبد مأمور مدبَّر ؛ فهذا لم يبلغ به تنديده إلى درجة التنديد الأكبر لأنه لم يعبد غير الله ، وإنما قال قولاً شركياً يخالف آداب التوحيد ، وهو قول محرَّم ويعد تنديداً أصغر ؛ كما جاء في السنن أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت ؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أجعلتني لله نداً؟! [عبد العزيز الداخل]

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

    السؤال
    كيف نجمع بين هذا المعنى وبين الحديث ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ..))؟


    الجواب
    هذا القتال ليس لأجل إكراههم على الدخول في الدين؛ وقد قال الله تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم: {أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين} وهذا استفهام إنكاري يحمل معنى النفي؛ أي لن تستطيع أن تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين، لأنّ وصف الإيمان لا يتحقق إلا بقول القلب وعمل القلب، وهو أمر خفيّ لا يمكن لأحد أن يكره غيره عليه، وإنما يملك أن يدعوه ويرغّبه ويرهّبه فإن استجاب له بقلبه حصل هذا الوصف.
    والقتال المأمور به لأجل تبليغ دعوة الله تعالى وإظهار دينه، ولذلك فإنّ من كان من أهل الكتاب والمجوس وأراد أن يبقى على دينه ويسالم المسلمين ويدفع الجزية قُبلت منه الجزية ولم يقاتل، ولو كان القتال لأجل إكراهه على الدين لم يكن لقبول الجزية وجه.
    ومما يوضّح هذا أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله) ولم يقل: (أمرت أن أقتل الناس) وفرق كبير بين مدلول اللفظتين، فإن القتال لا يكون إلا للفئة الممتنعة ذات الشوكة، وهؤلاء الكفار المتسلطون على من في سلطانهم من الناس ويمتنعون من الدخول في دين الله والحكم بما أنزل وتبليغ دعوة الإسلام إلى من في بلدانهم ، ولذلك كانت مقاتلتهم إذا لم يستجيبوا واجبة عند القدرة حتى يدخلوا في دين الله أو يعطوا الجزية وهم صاغرون، ويشترط عليهم أن لا يمنعوا أحداً من الدخول في دين الله وأن لا يظاهروا على المسلمين؛ فإن أبوا عُلم أنهم إنما يريدون الصدّ عن دين الله ومنع من في سلطانهم من الدخول في الإسلام؛ فلذلك يستحقون القتال.
    وأما أفراد الكفار غير المقاتلين فإنهم لا يقتلون هكذا؛ لأنهم إما أن يكون في بلاد المسلمين بعهد أمان أو في بلاد الكفار التي يقدمها بعض المسلمين بعقد فلا يحلّ لهم أن يُحدثوا في تلك البلاد حدثاً من قتل أو نحوه.
    وإنما يجوز قتل بعض أفراد الكفار في أحوال مخصوصة كالجاسوس وشديد الأذيّة للمسلمين إذا ظُفر به في غير عهد ولا عقد أمان؛ فإنّه يُقتل بأمر الحاكم المسلم، ولو افتات أحد من أفراد المسلمين فقتله فإنّ أمره إلى الحاكم إما أن يجيز عمله أو يدفع ديته إذا كان من قوم بينهم وبين المسلمين ميثاق؛ كما دفع النبيّ صلى الله عليه وسلم للمشركين دية الرجلين الذين قتلهما عمرو بن أميّة الضمري في وقت هدنة لم يكن يعلم بها، ولو كان الأمر بالقتل يتناولهما لم يكن لدفع الدية وجه.
    فهذا كله مما تعرف به مقاصد الأمر بقتال الكفار، وأنه ليس لأجل إكراههم على الدخول في الدين، وإنما لأجل إزالة حكم أئمة الكفر الذين يصدون عن سبيل الله.

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

    السؤال - ما معنى (الحور بعد الكور).
    الجواب
    الحور في هذا الموضع الرجوع إلى الضلالة ، فالحور يطلق على معان منها الرجوع كما قال تعالى: {إنه ظن أن لن يحور} أي يرجع إلينا.

    وقال لبيد:
    وما المرء إلا كالشهاب وضوئه = يحور رماداً بعد إذ هو ساطع
    والكور إحكام الأمر وحسن إدارته مأخوذ من تكوير العمامة على الرأس ، فكورها إدارتها على الرأس وشدها وإحكامها، والحور نقضها.
    والتعوذ من الحور بعد الكور هو من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم في السفر ، يروى (الكور) ويروى (الكون) ففي صحيح مسلم من حديث عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكون ودعوة المظلوم وسوء المنظر في الأهل والمال). وهكذا هي رواية الترمذي بالنون ، وفي مسند الإمام أحمد وسنن النسائي بالراء (الحور بعد الكور)
    وفي مسند الإمام أحمد وصحيح ابن خزيمة : سئل عاصم - وهو بن سليمان الأحول - الرواي عن عبد الله بن سرجس : ما الحور ؟ قال : أما سمعته يقول حار بعدما كان

    وقال أبو عيسى الترمذي : (ومعنى قوله: (الحور بعد الكون أو الكور - وكلاهما له وجه - يقال: إنما هو الرجوع من الإيمان إلى الكفر أو من الطاعة إلى المعصية ، إنما يعني الرجوع من شيء إلى شيء من الشر).
    وهو كما قال الله تعالى: {ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً}

    وقول عاصم : (حار بعدما كان ) هو من الأقوال السائرة عند العرب.
    وفي معناه قول الإيادي وهو من أقدم شعر العرب
    أين الذين بنوا فطال بناؤهم = وتمتعوا بالأهل والأولاد
    فإذا النعيم وكل ما يُلهى به = يوماً يصير إلى بلى ونفاد

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

    السؤال
    كيف يمكن ترسيخ عقيدة الولاء والبراء عند المسلمين؟
    الجواب
    نشر العلم الشرعي والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة ، والبدء بالمسائل المهمة التي يحتاجونها لتصحيح العقيدة وفهم معنى الشهادتين كما يجب وفهم مقتضاهما ؛ فإذا عرفوا ذلك كما يجب صحت عقيدة الولاء والبراء بإذن الله ، فإن من عرف الله كما ينبغي وأسلم له كما يجب أحبه وأحب أولياءه وأبغض أعداءه.
    ومن عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يجب وعرف مقتضى الإيمان برسالته أحبه وأحب سنته وأحب من ينصر سنته وأبغض من يحاربها.
    السؤال
    ما هي الثمرات الحاصلة في التمسك بعقيدة الولاء والبراء؟
    الجواب
    هي دليل على صحة الإيمان.

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

    السؤال: ما المقصود بالتفريق بين الله ورسله؟
    الجواب
    المقصود التفريق بين الله ورسله في الإيمان؛ فيزعم أنه يؤمن بالله، وهو لا يؤمن ببعض رسله، ومن كفر برسول من الرسل فقد كفر بالرسل جميعاً، ومن كفر بالرسل فقد كفر بالله، وإن زعم أنه مؤمن.
    فالإيمان بالله والإيمان برسله متلازمان لا يفترقان.
    ومن زعم أنه مؤمن بالله، وهو كافر بالرسل فقد فرَّق بين الله ورسله.

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

    - السؤال: قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الأبيات التي نقلتموها لنا شيخنا "الخوض في فعل الإله بعلة"، ما المقصود بالعلة هنا؟
    الجواب
    العلة هي سبب الفعل وحكمته.
    ويعني بالخوض في تعليل أفعال الله تعالى الكلام في أسباب أفعال الله بغير علم.
    والمؤمن يؤمن بأن الله تعالى حكيم عليم وأنه لا يفعل شيئاً إلا وله فيه حكمة علمها جل وعلا، وإن لم يعلمها أحد من خلقه، وكم يخفى على الناس من حِكَم أفعال الله جل وعلا.

    وهؤلاء الجاهلون الخائضون في تعليل أفعال الله بغير علم، على أصناف:
    - فمنهم من اعترض على بعض تلك الأفعال وزعموا أن عدم فعلها خير وأفضل ، وهؤلاء إمامهم إبليس إذ خاصم إبليس ربه لما أمره بالسجود، وقال: {أأسجد لمن خلقت طيناً} وقال: {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين}.
    - ومنهم من قال بأن الأفعال لا علة لها، وأنها تحكّم محض ، فيفعل ما شاء من غير أن يكون في ما فعله ما تقتضيه الحكمة ، وهذا قول الجبرية.
    - ومنهم من احتج بالقضاء والقدر على رضا الله عز وجل بما يقع من الكفر والفسوق والعصيان ، وهذا كاحتجاج الكفار لما قالوا: {لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء}

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

    قال ابن جرير رحمه الله في تفسير آية التوبة: اقتباس:
    (يقول تعالى ذكره للمؤمنين به وبرسوله: لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم بطانة وأصدقاء تفشون إليهم أسراركم، وتطلعونهم على عورة الإسلام وأهله، وتؤثرون المكث بين أظهرهم على الهجرة إلى دار الإسلام {إن استحبوا الكفر على الإيمان} يقول: إن اختاروا الكفر بالله على التصديق به والإقرار).

    فهل يعتبر المكث بين أظهر الكفار ردة عن الإسلام؟
    الجواب
    مكث المسلم في بلاد الكفار ؛ له أحوال:
    الحالة الأولى: أن يستطيع إظهار شعائر دينه ، ويجد في بلاد المسلمين متسعاً؛ فالهجرة في حقه مستحبة؛ إلا إذا كان مقامه لحاجة يعذر بها؛ فالحكم لما تقتضيه المصلحة الشرعية؛ فمن كان يسمح له بالدعوة إلى الله وتعليم المسلمين المقيمين في تلك البلاد ونحو ذلك فالبقاء له أوكد ما لم يخش الفتنة على نفسه.
    الحالة الثانية: أن لا يستطيع إظهار شعائر دينه في بلاد الكفار ولا يستطيع الهجرة إلى بلاد المسلمين إما لما يخشاه من أذى المنافقين وكيدهم وإما لعدم قدرته على الهجرة فهذا معفو عنه معذور في إقامته، ويجب عليه أن يتقي الله ما استطاع ، وفي هذا الصنف قوله تعالى: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِ ينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا . فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا}
    الحالة الثالثة: أن لا يستطيع إظهار شعائر دينه في بلاد الكفار، وهو قادر على الهجرة إلى بلاد يأمن فيها بإقامة شعائر دينه؛ فهذا مكثه محرم وهو كبيرة من كبائر الذنوب ، وفي هذا الصنف قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}
    فإن بقاءه في بلاد الكفار وهو قادر على الهجرة يعرضه لفتن عظيمة قد يخذل بسبب مخالفته لهدى الله عز وجل الواجب في الهجرة ؛ فيضل ويرضى بالكفر ويعمل أعمال الكافرين ويرتكب ما ينقض إسلامه ويخرجه من الملة والعياذ بالله.
    فمن وصل الأمر به إلى استحباب الكفر على الإيمان بارتكاب ناقض من نواقض الإسلام فهو كافر مرتد.
    ومن لم يصل به الأمر إلى ذلك كان بقاؤه في بلاد الكفار على هذه الحال محرماً لا يجوز ، وصاحبه متوعد بالعذاب الشديد، لكن لا يحكم بكفره؛ ما دام محافظاً على إسلامه ولم يرتكب ما ينقضه.

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

    السؤال -
    الأمر الثاني:
    أن الأولين يدعون مع الله أناسا مقربين عند الله. إما أنبياء، وإما أولياء، وإما ملائكة، أو يدعون أشجارا أو أحجارا مطيعة لله ليست عاصية.

    لم أفهم هذه الفقرة.

    الجواب
    المشركون الأولون الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم كان منهم من يعبد اللات والعزى وهبل ومناة وغيرها من الأصنام والأشجار والأحجار ، وهذه الأصنام لا تسمع دعاء من يدعوها من دون الله ولم تأمر أحداً أن يعبدها من دون الله، بل هي تسبح بحمد الله كما قال الله تعالى: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} ، ومن مشركي العرب من يعبد الملائكة من دون الله عز وجل ، ومن مشركي أهل الكتاب من يعبد عيسى عليه السلام وأمه، ومنهم من يعبد العزير ، وهؤلاء صالحون لا يرضون أن يعبدهم أحد من دون الله.
    ومن عبدهم من دون الله ومات ولم يسلم فهو مشرك كافر وحكمه في الآخرة الخلود في نار جهنم والعياذ بالله، مع أنه كان يعبد أناساً صالحين.
    وأما المشركون في زمان الشيخ رحمه الله فكانوا يعبدون أناساً كفرة فجرة فسقة يزيّنون للناس الشرك بالله ، ويدعون الناس لعبادتهم، ويزعمون أنهم أولياء لله، ويلبسون على الناس بحيل وخرافات وأكاذيب حتى يغتر بهم من يغتر، ومن حيلهم أنهم يشيعون في الناس أن فلان بن فلان ولي من أولياء الله ، وهو رجل معتوه لا يعقل، فيقولون إنه ولي وعقله مجذوب عند الله، وأن الله لا يرد شفاعته إذا شفع لأحد، فيأتيه بعض الجهلة ويعطونه النذور ويسألونه قضاء الحوائج والشفاعة لهم عند الله ، حتى إن من هؤلاء المجذوبين من يبول في الطرقات أمام الناس، وهؤلاء المشركون يتمسحون به ويتبركون به، نسأل الله العافية.
    فإذا مات جعلوا على قبره ضريحاً وجعلوا له مقاماً وسدنة ومكاناً لاستقبال النذور والذبائح ويطاف حوله ويسجد له ويدعى من دون الله.
    ونحن نعلم أن كل من أشرك بالله فهو كافر ضال خارج عن دين الإسلام، لكن أي الفريقين أكثر ضلالاً وسفاهة: الأولون الذين يدعون عيسى وعزير والملائكة أو بعض الحجارة التي لا تعلم عن دعاء عابديها أم هؤلاء المشركون الذين يدعون من دون الله أناساً فجرة فسقة يزعمون أنهم أولياء ، أو مجانين معتوهين لا يعقلون؟

    فمن هذه الجهة يكون المشركون المتأخرون أكثر ضلالاَ وسفاهة من المشركين الأولين.

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

    السؤال
    هل معنى معرفة الله: أي تعرف أنه الإله الذي يستحق العبادة وهكذا، ثم بعد هذه المعرفة تخلص العبادة له سبحانه، أم هناك معنى آخر؟
    الجواب
    المعرفة تطلق على معنيين:
    المعنى الأول: المعرفة العامة ، وهي التي تعني مجرد العلم
    والمعنى الثاني: المعرفة الخاصة ، وهي التي تستلزم العمل بموجبها ، وهذه هي المعرفة المحمودة
    وأما الأولى إذا لم يقم العبد بما تقتضيه من العمل فهي حجة على العبد والعياذ بالله.
    كما قال الله تعالى عن الكفار: (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) وقال عن اليهود: (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون)

    ومعرفة الله تشمل معرفة ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، والقيام بما تقتضيه هذه المعرفة من توحيد الله في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

    السؤال
    الفرق بين رجاء العبادة والرجاء الجائز من المخلوقين؟

    الجواب

    المقصود التفريق بين رجاء العبادة والرجاء الجائز من المخلوقين
    فرجاء العبادة لا يجوز صرفه لغير الله جل وعلا ، ومن صرفه لغير الله تعالى فهو مشرك

    ورجاء العبادة له لوازم ومقتضيات اعتقادية وتعبدية لا تشتبه بالرجاء الجائز من المخلوقين

    فرجاء العبادة يستلزم اعتقاد أن المرجو مستقل بالنفع والضر ويتضمن تفويض الأمر إليه وتعلق القلب به والتقرب إليه لتحقيق ما يرجوه العبد فهذا الرجاء من صرفه لغير الله فهو مشرك كافر.

    وأما رجاء المخلوقين فهو على ثلاثة أقسام:
    القسم الأول: رجاء جائز ، كأن يرجو نفع من أقدره الله عز وجل على نفعه في أمر من الأمور المباحة التي جرت سنة الله تعالى بإقدار بعض عباده عليها
    كأن يرجو المحتاج من الموسر مالاً يقضي به شؤونه فهذا الرجاء ونحوه جائز إذا لم يعتقد أنه مستقل بالنفع والضر ولم يتعلق قلب الراجي بالمرجو

    القسم الثاني: رجاء محرم وهو شرك أكبر ، كرجاء المشركين في آلهتهم التي يعبدونها من دون الله أنها تشفع لهم عند الله أو أنها تقربهم إلى الله زلفى ، وكرجاء بعض عباد الأولياء بأنهم ينجونهم من الكربات ويدفعون عنهم البلاء ويجلبون لهم النفع ونحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله

    القسم الثالث: رجاء محرم أيضاً ولكنه شرك أصغر ، وهو تعلق القلب بمن يرجوهم من المخلوقين فيما أقدرهم الله عز وجل عليه ، فهذا من شرك الأسباب كتعلق بعض المرضى بالرقاة والأطباء تعلقاً قلبياً يغفلون معه عن أن الشفاء بيد الله عز وجل

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

    سؤال بارك فيكم
    ما الفرق بين خوف السر وخوف التعبد؟

    الجواب
    خوف السر نوع من أنواع خوف التعبد يفرده بعض العلماء بالذكر تنبيهاً وله وإلا فمرادهم به ما صرحوا بالتمثيل له بخوف عباد القبور والأولياء
    وهؤلاء في الحقيقة جمعوا أنواعاً من الشرك منها اعتقادهم أن أولئك الأموات يطلعون على ما يعملون ، واعتقادهم قدرتهم على المؤاخذة وإحلال العقوبة والسخط ، وخوفهم أن يقطعوا عنهم المدد أو يتخلوا عن الشفاعة لهم ونحو ذلك
    فلذلك تجد بعضهم إذا سمع أحداً يذكر أحد أؤلئك الأموات بسوء أو ينهى عن الغلو فيهم يرى عليه أثر الخوف من غضب ذلك الولي
    وإذا تأملت الأمر وجدت أن الذي يقع منه خوف السر هذا قد وقع في أنواع من الشرك والعياذ بالله.

    وخوف السر هذا فيه معاني التعبد من الرهبة والخشية وتعلق القلب بالمعبود والالتجاء إليه وهذه عبادات عظيمة من صرفها لغير الله تعالى فقد أشرك ، والعياذ بالله تعالى من الشرك.

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

    شيخنا الفاضل، أحسن الله إليكم
    السؤال
    قلتم في الكشاف التحليلي لثلاثة الأصول الآتي:
    اقتباس:
    ويرتب الدراسة في ذلك فيبدأ بالمنهج الإجمالي ثم التأصيلي ثم التحليلي ثم منهج التقرير ثم المنهج التلخيصي

    فلو تحددون مناهج الشروح الموجودة على ثلاثة الأصول، بمعنى:
    هل شرح الشيخ الفوزان على ثلاثة الأصول يعتبر منهج إجمالي
    وشرح الشيخ العثيمين يعتبر تأصيلي
    وشرح الشيخ صالح آل الشيخ هو التحليلي
    وشرح الشيخ ابن قاسم في حاشيته هو التقريري
    وشرح الشيخ ابن باز هو التلخيصي؟

    هل هذا الترتيب صحيح؟
    الجواب
    شرح الشيخ ابن باز إجمالي
    وشرح الشيخ ابن عثيمين تحليلي
    وشرح الشيخ صالح آل الشيخ تأصيلي
    وشرح الشيخ القوزان : تلخيصي
    وشرح ابن قاسم تقريري

    هذا من حيث الوصف العام لطريقة الشرح، وإن كان قد يقع لبعضهم في بعض الدروس عناية بجوانب أخرى من الشرح ، وهذا أمر يدركه الطالب بالدربة.

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

    السؤال
    قال الشيخ عبدالله الفوزان : اقتباس:
    (قولـه : {والرَّبُّ هو المعبودُ . معنى (المعبود)، أي : المستحق لأن يُعبد دون سواه، وليس المراد أن من معاني الرب : المعبود، وإلا لزم منه أن كل ما عبد من دون الله فهو رب، وهذا ليس بصحيح)

    السؤال: في شرح الشيخ البراك قال: إن (من معاني الرب المعبود) ، وكذلك أجد في قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:64] أفهم تأكيد للمعنى أن الرب من معاني المعبود، فما صحة قول الشيخ الفوزان؟
    الجواب
    الرب هو الجامع لجميع معاني الربوبية من الخلق والملك والإنعام والتدبير والتربية والإصلاح
    فالربوبية لها معنيان:
    ربوبية عامة بالخلق والملك والإنعام والتدبير، وهذه عامة لجميع المخلوقات
    وربوبية خاصة لأوليائه جل وعلا بالتربية الخاصة والهداية والإصلاح والنصرة والتوفيق والتسديد والحفظ.
    والله تعالى هو الرب بهذه الاعتبارات كلها
    فهذا هو معنى لفظ (الرب)
    ويطلق في النصوص ويراد به المعبود ، لأن العبادة من لوازم الربوبية،
    كما في كما في سؤال العبد في قبره: من ربك؟
    المراد به من معبودك الذي تعبده؟
    والرب الحق هو الله ، وهو المعبود الحق، فهذه المعاني تجتمع في حق الله تعالى اجتماعاً صحيحاً
    وأما ما عبد من دون الله، فليس معبوداً بحق، وليس برب على الحقيقة، وإنما اتخذ رباً ، واتخذ إلها،
    كما في الآية المستشهد بها في السؤال، وكما في قوله تعالى: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله)
    قال عدي بن حاتم: يا رسول الله إنا لسنا نعبدهم
    قال النبي صلى الله عليه وسلم: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه و يحلون ما حرم الله فتستحلونه ؟
    قال عدي: بلى
    قال صلى الله عليه وسلم : ( فتلك عبادتهم ) رواه أحمد والترمذي وحسنه جماعة من أهل العلم.
    ففهم عدي - رضي الله عنه - من هذا اللفظ معنى العبادة، لأن اتخاذ الشيء رباً معناه عبادته، لأن الربوبية تستلزم العبادة
    ولذلك قال الله تعالى في أول أمر في القرآن الكريم: (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم...).

    فإذا قيل: الرب هو المعبود، فهذا الإطلاق صحيح باعتبار
    وإذا قيل: من معاني الرب فصحيح باعتبار آخر.

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

    السؤال
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تلميذ ابن القيم

    السلام عليكم
    لي سؤال هام في جزئية التحاكم إلى الطاغوت، وهو هل يجوز التحاكم إلى الطاغوت إذا كانت مسألة النزاع مع الخصم حكمها في شرع أو قانون هذا الطاغوت مما يوافق شرع الله؟ علما بأنه يحكم بغير شرع الله في غالب المسائل الأخرى؟ وهذه الحالة عند عدم التمكن من وجود قاضي مسلم يحكم بشرع الله في هذه المسألة وبعد استفراغ الوسع في البحث عنه وعدم تحصيله، وكان المتحاكم مضطرا لتحصيل حقه بهذه الكيفية فهل يكفر المتحاكم إلى الطاغوت في هذه الحالة ولم؟
    الجواب
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    إذا لم يوجد حاكم شرعي كأن يكون صاحب الحق في بلاد كافرة واعتدي عليه بأخذ حقه فإنه يجوز له المطالبة بحقه في محاكمهم
    ففي سنن البيهقي من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: لما ضاقت علينا مكة وأوذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتنوا ورأوا ما يصيبهم من البلاء والفتنة في دينهم وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يستطيع دفع ذلك عنهم وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم في منعة من قومه وعمه لا يصل إليه شيء مما يكره ما ينال أصحابه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بأرض الحبشة ملكا لا يظلم أحد عنده فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا مما أنتم فيه فخرجنا إليها أرسالا حتى اجتمعنا ونزلنا بخير دار إلى خير جار أمنا على ديننا ولم نخش منه ظلما وذكر الحديث بطوله
    وهو من حديث محمد بن إسحاق قال: حدثني الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم سلمة.
    وهو حديث حسن يحتج به.
    والشاهد من الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يظلم عنده أحد) أي أنه لا يقر الظلم ، وهذا يعني تحريه للعدل والإنصاف، ولم يكن النجاشي قد أسلم
    فلو حصلت عليهم مظلمة واحتاجوا إلى التحاكم إليه فيها لأنصفهم.
    وهذا دليل جواز التحاكم إلى من يعلم أن من شأنه إقامة العدل ورفع الظلم كما يحصل في كثير من البلدان ، أما التحاكم الذي فيه تعبد لغير الله تعالى وتقديم قرابين وسؤال للكهان فلا يجوز بحال.

    الجواب من الشيخ عبد العزيز الداخل

    أخي الكريم كان السؤال محدداً في حالة أشرت إليها بقولك:
    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تلميذ ابن القيم

    لي سؤال هام في جزئية التحاكم إلى الطاغوت، وهو هل يجوز التحاكم إلى الطاغوت إذا كانت مسألة النزاع مع الخصم حكمها في شرع أو قانون هذا الطاغوت مما يوافق شرع الله؟ علما بأنه يحكم بغير شرع الله في غالب المسائل الأخرى؟ وهذه الحالة عند عدم التمكن من وجود قاضي مسلم يحكم بشرع الله في هذه المسألة وبعد استفراغ الوسع في البحث عنه وعدم تحصيله، وكان المتحاكم مضطرا لتحصيل حقه بهذه الكيفية فهل يكفر المتحاكم إلى الطاغوت في هذه الحالة ولم؟


    فالسؤال كان عن المضطر للتحاكم إلى من يحكم بغير ما أنزل الله ليأخذ حقه ممن ظلمه إذ لا يوجد في بلده حاكم شرعي يأخذ له حقه ولا يمكنه ترك حقه لحرج يلحقه بسبب ذلك
    فهذا الرجل يجوز له التحاكم إلى من يعرف أن من شأنه إقامة العدل فيأخذ له حقه
    أما إذا كان ذلك التحاكم يفضي به إلى تقديم قرابين أو سؤال للكهان ونحو ذلك كما يفعله بعض الوثنيين فلا يجوز له ذلك بحال.

    فإن النبي صلى الله عليه وسلم بعث وللعرب طريقتان في الحكم والتحاكم
    الطريقة الأولى: تحكيم أولي النهى والرأي منهم فيجتهدون في الإصلاح وإنصاف المظلوم ، وهذا أمر معروف مشتهر وفي إثباته أحاديث وآثار وأخبار مشتهرة عن العرب
    ومن ذلك حديث يزيد بن المقدام بن شريح بن هانئ الحارثي عن أبيه عن جده قال حدثني هانئ بن يزيد أنه : لما وفد إلى النبي صلى الله عليه و سلم مع قومه فسمعهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يكنونه بأبي الحكم، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال: (( إن الله هو الحكم وإليه الحكم؛ فلم تكنيت بأبي الحكم؟ ))
    قال: لا، ولكن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم فرضي كلا الفريقين.
    قال: ما أحسن هذا !
    ثم قال: ما لك من الولد؟
    قلت: لي شريح وعبد الله ومسلم (بنو هانئ)
    قال: فمن أكبرهم؟
    قلت: شريح.
    قال: فأنت أبو شريح ودعا له ولولده). رواه البخاري في الأدب المفرد والنسائي وأبو داوود والطبراني والبيهقي كلهم من طرق عن يزيد به.
    والحديث صححه الألباني في عدة مواضع من كتبه
    زاد البخاري في روايته: (وإن هانئا لما حضر رجوعه إلى بلاده أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال: أخبرني بأي شيء يوجب لي الجنة
    قال: عليك بحسن الكلام وبذل الطعام).
    والشاهد قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أحسن هذا)
    وهو صلى الله عليه وسلم لا يقر حكم الطواغيت،
    ولكن من كان من شأنه تحري العدل والإصلاح والإنصاف ورفع الظلم ولم يكن لديه علم بالشريعة واحتاج الناس إلى حكمه فحكم بينهم باجتهاده فإنه لا يكفر
    وكذلك من تحاكم إليه عند الحاجة وعدم وجود من يحكم بالشريعة فإنه لا يكفر
    ثم غالب هؤلاء يوفقون للحكم الصواب لصلاح نياتهم ، فإن أخطأوا جهلاً مع عدم تعمد مخالفة حكم الله ورسوله فهم معذورون إذ كان هذا مبلغهم من العلم وقد احتاج الناس إليهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر) متفق عليه من حديث أبي هريرة وعمرو بن العاص.
    أما من يحكم بغير ما أنزل الله وهو يتمكن من معرفة حكم الله ورسوله فهو المبطل وفي تكفيره تفصيل يأتي عند دراسة كتاب التوحيد بإذن الله.

    والطريقة الثانية: طريقة الكهان ولها تفاصيل يطول المقام بذكرها
    والمقصود أن التحاكم إلى الكهان والسحرة وأئمة الكفر ومن كان في التحاكم إليه نوع تعبد وتقديم قرابين فلا يجوز بحال من الأحوال
    ومن تحاكم إليهم مريداً مختاراً غير مكره فهو كافر لا شك في كفره.
    وليس في هذه الطريقة خلاف أعلمه بين أهل العلم.

    وإنما التفصيل في الطريقة الأولى ولها أحوال يأتي تفصيلها في موضعها بإذن الله
    ولكن الخلاصة فيها
    أن من أراد التحاكم إلى من عرف عنه الحكم بغير ما أنزل الله مختاراً مع وجود من حاكم شرعي يحكم بما أنزل الله فهو كافر .
    وأما المحتاج إلى التحاكم إليهم لعدم وجود من يحكم بما أنزل الله فلا يكفر بذلك كما سبق بيانه.
    وهو في حقيقة الأمر غير مريد للتحاكم إليهم ولكن ألجأته الحاجة لذلك
    والله تعالى يقول: (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وإلى ما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت...)
    فعلق الحكم بالإرادة.

    وهذا الذي قلته في هذه المسألة هو الذي عليه عمل أكثر المسلمين اليوم في البلاد التي التي تحكم القوانين الوضعية، وعليه فتوى أكثر أهل العلم في بلدنا.

    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تلميذ ابن القيم
    أشكرك يا شيخ للإجابة على هذه المسألة الحرجة وأرجو أن يتسع صدرك للملاحظات الآتية والرد عليها :
    1- الظلم في مكة كان واقعا على المسلمين المستضعفين من مشركي مكة الظلمة وليس من محاكمهم الطاغوتية وهذا واضح في الحديث الشريف الذي ذكرته في جوابك فهم تعرضوا للإيذاء والاضطهاد بسبب تمسكهم بدينهم وهذا ما دفع الرسول - صلى الله عليه وسلم - لإرشادهم إلى النجاشي حيث لا ظلم ولا إيذاء منه ابتداء لأحد، وليس مقصوده الفرار من التحاكم إلى مشركي مكة الظالمين إلى التحاكم إلى المشرك العادل - أي النجاشي - .


    الجواب
    ليس مأخذ الاستدلال ما كان يعانيه المسلمون المستضعفون في مكة
    وإنما كان الاستدلال من عموم لفظ الحديث الشريف: فقوله: (لا يظلم عنده أحد) فيه إقرار للتحاكم عند الحاجة أي إذا وقع ظلم عليهم أو بغي من أحد عليهم فإنه لا يقر الظلم ، وهذا الوصف معتبر جداً في هذه المسألة، ويكفيك أنه من كلام من لا ينطق عن الهوى، والله تعالى يعلم ما تؤول إليه حال الأمة فجعل في كلامه وكلام نبيه الهدى والشفاء والبيان

    وقد حصل التحاكم إلى النجاشي في قصة عمرو بن العاص وأصحابه ومطالبتهم تسليم جعفر وأصحابه وتناظروا عند النجاشي وحكم النجاشي بما حكم به مما هو معروف من حديث الزهري في المسند وسيرة ابن إسحاق وغيرهما.
    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تلميذ ابن القيم
    2- النجاشي قبل إسلامه كان يحكم بما صح عنده من شريعة عيسى - عليه السلام - وحتى عندما أسلم لم يكن يعرف أحكام الإسلام كلها، ولم يقدر على إظهار دينه وتطبيق ما عرفه من شريعة الإسلام دائما لأن قومه يخالفونه كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية، بل إن أحكام الإسلام لم يكتمل نزولها في العهد المكي بل معظمها نزل في العهد المدني فهل تقاس هذه الحالة على محاكم الطواغيت اليوم؟ وهل يجوز التحاكم إليها لمجرد تطبيقها لمبادئ العدالة حتى لو لم تحكم ابتداءا باسم الله وشرعه؟

    الجواب
    دعوى أن النجاشي كان يحكم بشريعة عيسى عليه السلام تحتاج إلى دليل، وقد دخل على النصارى تحريف كثير في كتبهم
    ولو قدر –تنزلاً – أنه كان يحكم بشريعة عيسى عليه السلام لم يكن في ذلك دليل على جواز تحاكم المسلم إلى من يحكم بالإنجيل.

    وأنا لم أقل بجواز التحاكم إلى القوانين الوضعية ، وإنما كان السؤال منك محدداً في حال عدم الاختيار لحاجة المظلوم لأخذ حقه، وعدم وجود من يحكم بما أنزل الله.
    وسبق تفصيل ذلك.

    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تلميذ ابن القيم

    3- هل استثنى الله تعالى- من آيات الطاغوت في كتابه - الطاغوت العادل في التحاكم إليه؟ وهل علة عبادة الطاغوت الخضوع لشرعه وحكمه أم تقديم القرابين وسؤال الكهان؟
    علما بأني لا أقصد جدالا ولكني أريد إصابة الحق في المسألة. فاعذرني وأرجو أن تجيبني شاكرا لك.

    الجواب
    الطاغوت هو كل مُعظَّمٍ أو متعظِّم بالباطل
    وتحكيمه كفر، هذا من حيث الأصل.
    وفي هذه المسألة الكبيرة تفصيل مهم، وأحوال تختلف بسببها الأحكام كما سبق بيان بعضها وسيأتي تفصيلها بإذن الله تعالى عند دراسة كتاب التوحيد.
    وأنتم في دراسة هذا المتن لا يطلب منكم التوسع في هذه المسائل ، بل التوسع فيها في بداية الطلب خلل منهجي كبير.


  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: الأجوبة المرضية عن الاسئلة العقدية للشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل - متجدد

    السؤال
    ما الفرق بين الحب في الله والحب لله؟
    الجواب
    المراد أن الحب في الله يختص غالباً بالأشخاص ؛ فيقال: أحب فلاناً في الله، وأحبه لله.
    وأما الأعمال والأقوال والأمكنة والأزمنة فيقال في شأنها أنها تحب لله.


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •