الموضوع: أعظم ثلاثة قواعد عند تميز أهل السنة والجماعة عن غيرهم

أصولٌ سبب الإخلال بها ضلال أهل البدع، وهي أهم ثلاثة أصول في العقيدة:

١-«أهل السنة والجماعة لا يأخذون معتقداتهم إلا من كتاب الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم»
فلا يجوز للمسلم أن يأخذ إعتقاده إلا من هـٰذين المصدرين ولا ثالث لهما ولقد شهدت الأدلة بأن من استمسك وأعتصم بالكتاب والسنة فإنه على الهدى والخير
يقول الله عز وجل: {واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]
ويقول سبحانه: {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} [الأعراف:170]

ويقول* النبي ﷺ : "لقد تركت فيكم ما إن إعتصمتم به لن تضلوا، كتاب الله وسنة نبيه" [رواه الحاكم في مستدركه (ح317) والبيهقي في سننه (20395) وجّوده ابن الملقن في البدر المنير]

ويقول عليه الصلاة والسلام: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين من بعدي، تمسكوا به وعضوا عليها بالنواجذ". [رواه أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح].

فإذن ليس لأهل السنة أصول غير تلك الأصول يسوقون منها معتقداتهم، وإنما يقصرون الإعتقاد بالكتاب والسنة.
* وهذا الأصل متحققٌ في كتاب - شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية - العقيدة الواسطية.


الأصل الثاني - وهو أصل عظيم وقاعدة كبيرة عند أهل السنة والجماعة - وهو:
[لا يجوز لنا أن نفهم أدلة الكتاب والسنة إلا على مقتضى فهم سلف الأمة : من الصحابة والتابعين وأتباعهم من أهل القرون المفضلة.]

ففهم الأعتقاد فهمٌ توقيفيٌ لا يجوز الإجتهاد فيه.* إن كثيرا من أهل البدع يستدلون ببدعهم بالكتاب والسنة، لكن بغير فهم سلف الأمة، وكل من فهم النص* بخلاف فهم سلف الأمة فلم يأخذ بنصوص الكتاب حقيقة.* لأن الكتاب والسنة ليس ألفاظ فقط بل ألفاظ ومعاني.** فهذا الأصل أصل في الأنتفاع من الأصل الأول؛ فلا ينتفع المسلم بالكتاب والسنة إلا إذا فهمهما بفهم سلف الصالح.

الأصل الثالث: [لا يجوز إقحام العقل في مسائل الغيبيات]
فلا يجوز لأي أحد أن يدخل عقله في مسائل الغيبيات؛ ولأن عقيدة أهل السنة كلها مبنية على غيبيات.* فهي مبنية على الإيمان بالله والله غيب، وعلى الإيمان بالاسماء والصفات وعلى الجنة والنار والحوض والصراط والميزان والملائكة وغيرهم فكلهم من الغيبيات فلا يجوز للعقل الضعيف أن يتقحم في استكشافه.* وكثير من الناس ضلوا في باب العقائد، لأنهم أرادوا أن يتقحموا* بأمور الغيب وأن يبحروا في عالمها. ولذلك أنكروا علو الله؛ لأنهم أقحموا عقولهم الهيّنة في استكشاف كيفيته، وأنكروا استواء الله على عرشه وأنكروا يده بل أنكروا حتى عذاب القبر؛ لأنهم أدخلوا عقولهم - المنعدمة* للإدراك* في الغيب - في استكشاف كيفياتها.

خاتمة: كل الطوائف والفرق الذين ضلوا - من غير استثناء جميع الفرق الإثتنان والسبعون فرقه كل الذين ضلوا - في باب العقائد إنما سبب ضلالهم الإخلال بواحدة من هذه الأصول الثلاث، ويسمى الإخلال بأصل من هذه الأصول: أصول سبب الإخلال بها ضلال أهل البدع.

تم تفريغه نصيا من شرح الشيخ وليد السعيدان حفظه الله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

بارك الله فيكم، قال عليه الصلام والسلام:
(...وتفترقُ أمَّتي على ثلاثٍ وسبعينَ ملَّةً ، كلُّهم في النَّارِ إلَّا ملَّةً واحِدةً ،
قالوا : مَن هيَ يا رسولَ اللَّهِ ؟
قالَ : ما أَناعلَيهِ وأَصحابي ). رواه الترمذي وحسنه الألباني.