تفسير: (ويقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين)




الآية: ﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ﴾.
السورة ورقم الآية: المائدة (53).

♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي
: ﴿ ويقول الذين آمنوا ﴾ المؤمنون إذا هتك الله ستر المنافقين: ﴿ أهؤلاء
يعنون: المنافقين ﴿ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ﴾ حلفوا بأغلظ الأيمان ﴿ إنهم لمعكم ﴾ إنَّهم مؤمنون وأعوانكم على مَنْ خالفكم ﴿ حبطت أعمالهم ﴾ بطل كلُّ خيرٍ عملوه بكفرهم ﴿ فأصبحوا خاسرين ﴾ صاروا إلى النَّار وورث المؤمنون منازلهم من الجنَّة.

تفسير البغوي "معالم التنزيل": وَحِينَئِذٍ ﴿ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾، قَرَأَ أَهْلُ الكوفة: ﴿ وَيَقُولُ ﴾، بالواو والرفع على الاستئناف وَقَرَأَ أَهْلُ الْبَصْرَةِ بِالْوَاوِ وَنَصْبِ اللَّامِ عَطْفًا عَلَى أَنْ يَأْتِيَ، أَيْ: وَعَسَى أَنْ يَقُولَ الَّذِينَ آمَنُوا، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِحَذْفِ الْوَاوِ وَرَفْعِ اللَّامِ، وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الْعَالِيَةِ، اسْتِغْنَاءً عَنْ حرف العطف لملابسة هَذِهِ الْآيَةِ بِمَا قَبْلَهَا، يَعْنِي: يَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا فِي وَقْتِ إِظْهَارِ اللَّهِ تَعَالَى نِفَاقَ الْمُنَافِقِينَ ، ﴿ أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ ﴾، حَلَفُوا بِاللَّهِ، ﴿ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ ﴾، أَيْ: حَلَفُوا بِأَغْلَظِ الْأَيْمَانِ، ﴿ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ﴾،
أَيْ: إنهم لمؤمنون، يُرِيدُ أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ حِينَئِذٍ يَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَذِبِهِمْ وَحَلِفِهِمْ بِالْبَاطِلِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ ﴾، بَطَلَ كُلُّ خَيْرٍ عَمِلُوهُ، ﴿ فَأَصْبَحُوا خاسِرِينَ ﴾، خَسِرُوا الدُّنْيَا بِافْتِضَاحِهِم ْ، وَالْآخِرَةَ بِالْعَذَابِ وَفَوَاتِ الثَّوَابِ.



رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/115954/#ixzz6karm6DDh