درس الشيخ الشاعر مصطفى قاسم عباس في معهد خالد بن الوليد الشرعي في حمص في بداية دراسته وها هو بعد عشر سنين يكتب لاشياخه همسات الوفاء
همَسَاتُ الوفاءِ
يا قلب طيفٌ للأحبة جــــــــــــاء * وأزال عن وجه الزمــــــــــا ن غطاء
فجلست منتشيا لروعة مــــا أرى * وأريجهم قد عطر الأجـــــــــــ ـــــواء
والذكريات تبعثرت أفيــــــــاؤها * فمضـــى الخيالُ يلملمُ الأفيــــــــــ ــاء
ساهرتُ ذاك الطيــــــفَ ثم تبعته * يسري لحمصَ بلهفة إســـــــــــــ ـراء
- أنا من حماة إليك حمصٌ ساقني * حبٌّ قديـــــــــــم ٌ ما زج الأحشــــــــاء
حبٌّ لأشياخٍ أظــــل مدى المدى * عبداً, وإن ذكـــــــــــــ ــــروا أهيم ولاء
غادرتها والدمــعُ يُغرق مهجتي * وشربت من كأس الفــــــــراق عنــــاء
متنسما يا حمـــصُ أنسام الصَّبا * وأرى الصِّــــــــــ ــــــــبا فيها كحُلم ناءَ
لو كان أمـري ما تركت ديارَها * لكنّ ربي قـــــــــدّر الأشـــــــــــ ـــــياء
ورحلت في طلب العلوم مسافراً * ووجدت من فضـــــــل الإله عــــــزاء
أنّى رحلت ففي المساء يزورني * طيفٌ لأشــــــــــــ ـــــــياخي يشعُّ سناء
أنى رحلت ففي سواد العين هم * والمعهد الشــــــــــــ ـــرعيُّ لي يتراءى
أرنوا إلـــــى قلبي بعينِ محبتي * فأراهُمُ ضمن الفــــــــــؤا د ســــــــــماء
وأقول في نفسي ودمعي ساجمٌ * والقلبُ يقــــــــــــط ر لوعـــــــــة ونقاء:
ليت الزمـــان يعود بي أدراجَه * لكــــــنَّ دهـــــــــــــ ـراً لا يعود وراء
أشياخِ مهمـــا قلت أبقى عاجزا * عن شكـركم, فلذا أغض حيـــــــــــــ ـاء
مصطفى قاسم عباس