تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 8 الأولىالأولى 12345678 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 143

الموضوع: للمشاركة والنقاش !!

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    الرقية بالبقرة ﻻ أصل لها

    ▪️الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله

    أحسن الله إليكم، وهذا يقول: بعض الرقاة يأمر المريض بأن يقرأ سورة البقرة كاملة في جلسة واحدة، والبعض الآخر يقول: "ليس هناك دليل يخصص ذلك، بل يقرأ ما شاء من القرآن"، فأيهما أصح؟

    الشيخ: هذا هو الصحيح، أن الأمر بقراءة سورة البقرة كاملة لا أصل له ولا دليل عليه، وهو تكليف أيضا بالمشقة،

    والرقية تكون بالآيات، مثل سورة الفاتحة، سورة الإخلاص، سورة الفلق، سورة الناس، تكون بهذه السور الكريمة، سورة الفاتحة لأنها أصل الرقية،

    ⛔ولم يرد أن البقرة تكون رقية، إنما جاء أن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، ولم يأت ما يأمر بقراءتها على المريض، نعم.

    ما توجيهكم ؟

    وفي الحديث


    في الصحيح: ((اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا* لْبَطَلَةُ)). قَالَ مُعَاوِيَةُ: بَلَغَنِي أَنَّ*الْبَطَلَ َ: السَّحَرَةُ.


    الجواب

    لا إشكال على جواب شيخنا العلامة مجدد العصر .

    لان من يتخذ ذلك على الأغلب أنها رقية ووسيلة لكسب الأموال من الرقية . لكن لو قرات في

    البيت لنزلت السكينة وهربت الشياطين

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    ������الرقية بالبقرة ﻻ أصل لها

    ▪️الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله

    ������أحسن الله إليكم، وهذا يقول: بعض الرقاة يأمر المريض بأن يقرأ سورة البقرة كاملة في جلسة واحدة، والبعض الآخر يقول: "ليس هناك دليل يخصص ذلك، بل يقرأ ما شاء من القرآن"، فأيهما أصح؟

    الشيخ: هذا هو الصحيح، أن الأمر بقراءة سورة البقرة كاملة لا أصل له ولا دليل عليه، وهو تكليف أيضا بالمشقة،

    ���������� ��والرقية تكون بالآيات، مثل سورة الفاتحة، سورة الإخلاص، سورة الفلق، سورة الناس، تكون بهذه السور الكريمة، سورة الفاتحة لأنها أصل الرقية،

    ⛔ولم يرد أن البقرة تكون رقية، إنما جاء أن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، ولم يأت ما يأمر بقراءتها على المريض، نعم.

    ما توجيهكم ؟

    وفي الحديث


    في الصحيح: ((اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا* لْبَطَلَةُ)). قَالَ مُعَاوِيَةُ: بَلَغَنِي أَنَّ*الْبَطَلَ َ: السَّحَرَةُ.


    الجواب

    لا إشكال على جواب شيخنا العلامة مجدد العصر .

    لان من يتخذ ذلك على الأغلب أنها رقية ووسيلة لكسب الأموال من الرقية . لكن لو قرات في

    البيت لنزلت السكينة وهربت الشياطين
    بارك الله فيك
    صحت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بفضل سورة البقرة، وأنها تطرد الشياطين، وتبطل السحر.
    يعجز السَّحَرة عن صاحِب سورة البقرة ، وكذلك عن البيت الذي تُقرأ فيه .
    قال عليه الصلاة والسلام : اقرءوا سورة البقرة ، فإن أخذها بَرَكة ، وتَرْكها حَسْرة ، ولا تستطيعها البَطَلة . قال معاوية بن سلاّم : بَلَغَني أن البَطَلَة السَّحَرة . رواه مسلم
    و الشيطان يهرب من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة.
    قال صلى الله عليه وسلم : لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان يَنْفُر مِن البيت الذي تُقْرأ فيه سورة البقرة . رواه مسلم .

    وقال صلى الله عليه وسلم: من قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهاراً لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام.. وفي المستدرك مثله عن أبي هريرة رضي الله عنه، إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة.
    قال الشيخ ابن باز رحمه الله
    ثبت في الحديث الصحيح أن الرسول صلى عليه وسلم قال: اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة هذا يدل على أن قراءة سورة البقرة، وقراءة القرآن والإكثار من الذكر من أسباب طرد الشيطان والحماية من شره، فيشرع للمرأة وللرجل أن يكون لهم نصيب من القراءة في البيت من قراءة القرآن، والإكثار من ذكر الله؛ لأن ذلك من أسباب السلامة من شر عدو الله الشيطان، الله يقول سبحانه: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
    قال ابن القيم -رحمه الله- في كتابه زاد المعاد: فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية، والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبداً، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض، والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها؟!! فما من مرض من أمراض القلوب، والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه، وسببه، والحمية منه لمن رزقه الله فهما في كتابه، قال تعالى: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [العنكبوت:51]. فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله، ومن لم يكفه القرآن فلا كفاه الله. انتهى كلامه رحمه الله.

    بعض الرقاة يأمر المريض بأن يقرأ سورة البقرة كاملة في جلسة واحدة، والبعض الآخر يقول: "ليس هناك دليل يخصص ذلك، بل يقرأ ما شاء من القرآن"، فأيهما أصح؟

    س: ما حكم الرقية بسورة البقرة لجميع الأمراض أو بعضها، والمداومة على ذلك يوميا، وما رأي سماحتكم في بعض الرقاة الذين يأمرون مرضاهم بأن يقرؤوها أربعين يوما لعلاج السحر أو العين؟ وما حكم قراءتها بنية الزواج أو الحمل أو الحصول على وظيفة، حيث يأمر بذلك بعض مفسري الأحلام؟


    ج: إن القرآن كله شفاء للقلوب من الشك والنفاق وغيرهما كما أنه شفاء للأجسام إذا رقي به عليها سواءً كان ذلك بسورة كاملة أو بآيات منه لعموم قوله تعالى:
    وَنُنَـزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ
    ، والرقية عند الحاجة مشروعة شرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بفعله وقوله وإقراره، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله: كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين والإخلاص وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها متفق عليه، وعنها رضي الله عنها قالت: أمرني رسول الله أو أمر أن يسترقى من العين ، متفق عليه، ورقى أبوسعيد رضي الله عنه اللديغ بفاتحة الكتاب وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك. ولم يرد في السنة تخصيص الرقية بسورة البقرة، ولزوم قراءتها كاملة في مجلس واحد أو في عدة مجالس وتكرار ذلك مدة أربعين يوما أو أقل أو أكثر مع ورود الأحاديث الصحيحة في فضلها وفضل قراءتها كما أنه لم يرد في السنة قراءتها بنية حصول الزواج أو الحمل أو الوظيفة كما يوصي بذلك الرقاة ومفسرو الأحلام. ومثل هذه الأمور تحتاج إلى دليل من الشرع ولا نعلم دليلا يدل على ذلك. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    بارك الله فيك اخى الفاضل حسن المطروشى الاثرى -
    صحت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بفضل سورة البقرة، وأنها تطرد الشياطين، وتبطل السحر.
    يعجز السَّحَرة عن صاحِب سورة البقرة ، وكذلك عن البيت الذي تُقرأ فيه .
    قال عليه الصلاة والسلام : اقرءوا سورة البقرة ، فإن أخذها بَرَكة ، وتَرْكها حَسْرة ، ولا تستطيعها البَطَلة . قال معاوية بن سلاّم : بَلَغَني أن البَطَلَة السَّحَرة . رواه مسلم
    و الشيطان يهرب من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة.
    قال صلى الله عليه وسلم : لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان يَنْفُر مِن البيت الذي تُقْرأ فيه سورة البقرة . رواه مسلم .

    وقال صلى الله عليه وسلم: من قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهاراً لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام.. وفي المستدرك مثله عن أبي هريرة رضي الله عنه، إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة.
    قال الشيخ ابن باز رحمه الله
    ثبت في الحديث الصحيح أن الرسول صلى عليه وسلم قال: اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم، فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة هذا يدل على أن قراءة سورة البقرة، وقراءة القرآن والإكثار من الذكر من أسباب طرد الشيطان والحماية من شره، فيشرع للمرأة وللرجل أن يكون لهم نصيب من القراءة في البيت من قراءة القرآن، والإكثار من ذكر الله؛ لأن ذلك من أسباب السلامة من شر عدو الله الشيطان، الله يقول سبحانه: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ
    قال ابن القيم -رحمه الله- في كتابه زاد المعاد: فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية، والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، وما كل أحد يؤهل ولا يوفق للاستشفاء به، وإذا أحسن العليل التداوي به، ووضعه على دائه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه لم يقاومه الداء أبداً، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض، والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها؟!! فما من مرض من أمراض القلوب، والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه، وسببه، والحمية منه لمن رزقه الله فهما في كتابه، قال تعالى: أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [العنكبوت:51]. فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله، ومن لم يكفه القرآن فلا كفاه الله. انتهى كلامه رحمه الله.

    بعض الرقاة يأمر المريض بأن يقرأ سورة البقرة كاملة في جلسة واحدة، والبعض الآخر يقول: "ليس هناك دليل يخصص ذلك، بل يقرأ ما شاء من القرآن"، فأيهما أصح؟

    س: ما حكم الرقية بسورة البقرة لجميع الأمراض أو بعضها، والمداومة على ذلك يوميا، وما رأي سماحتكم في بعض الرقاة الذين يأمرون مرضاهم بأن يقرؤوها أربعين يوما لعلاج السحر أو العين؟ وما حكم قراءتها بنية الزواج أو الحمل أو الحصول على وظيفة، حيث يأمر بذلك بعض مفسري الأحلام؟


    ج: إن القرآن كله شفاء للقلوب من الشك والنفاق وغيرهما كما أنه شفاء للأجسام إذا رقي به عليها سواءً كان ذلك بسورة كاملة أو بآيات منه لعموم قوله تعالى:
    وَنُنَـزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ
    ، والرقية عند الحاجة مشروعة شرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بفعله وقوله وإقراره، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله: كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين والإخلاص وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها متفق عليه، وعنها رضي الله عنها قالت: أمرني رسول الله أو أمر أن يسترقى من العين ، متفق عليه، ورقى أبوسعيد رضي الله عنه اللديغ بفاتحة الكتاب وأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك. ولم يرد في السنة تخصيص الرقية بسورة البقرة، ولزوم قراءتها كاملة في مجلس واحد أو في عدة مجالس وتكرار ذلك مدة أربعين يوما أو أقل أو أكثر مع ورود الأحاديث الصحيحة في فضلها وفضل قراءتها كما أنه لم يرد في السنة قراءتها بنية حصول الزواج أو الحمل أو الوظيفة كما يوصي بذلك الرقاة ومفسرو الأحلام. ومثل هذه الأمور تحتاج إلى دليل من الشرع ولا نعلم دليلا يدل على ذلك. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

    اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    جزاكم الله خيرا

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    التوجيه الرابع

    قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل شيخ

    لا يصح اطلاق الأديان السماوية ولا الأديان الابراهيمة على النصرانية واليهودية

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا
    جزاك الله خيرا اخى حسن على إثرائك للعلم النافع

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    التوجيه الرابع

    قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل شيخ

    لا يصح اطلاق الأديان السماوية ولا الأديان الابراهيمة على النصرانية واليهودية
    نعم بارك الله فيك -
    هناك توجيهات مختلفة للعلماء فى هذه المسألة منها التوجيه الذى ذكرته اخى الفاضل حسن المطروشى الاثرى عن الشيخ صالح ال الشيخ
    قال الشيخ صالح ال الشيخ على قول الطحاوى رحمه الله
    دين الله في الأرض والسماء واحد"، كما قال الطحاوي فحينئذٍ ليس عندنا أديان سماوية ولا الأديان الثلاثة، ومن عبر عن اليهودية والنصرانية والإسلام أو غيرها أيضاً بأنها أديان سماوية، هذا غلط عقدي , وغلط أيضاً على الشريعة وعلى العقيدة؛ لأن الدين واحد كما قال جل وعلا: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ , فالدين الذي جاء من السماء من عند الله وارتضاه الله في السماء , وارتضاه في الأرض واحد , ليس باثنين وليس بثلاثة.
    فمن الغلط قول القائل: الأديان السماوية الثلاثة: اليهودية والنصرانية والإسلام، بل ليس ثم إلا دين سماوي واحد وهو الإسلام فقط؛ على التفصيل الذي ذكرنا في المسألة الأولى.
    فشريعة عيسى تسمى النصرانية، وشريعة موسى عليه السلام تسمى اليهودية،
    أو تقول: اليهودية والنصرانية وغير ذلك،
    لكن لا تنسب هذه بالثلاث يقول القائل: أديان السماوية الثلاثة؛ لأنه كما قال الطحاوي هنا: دين الله واحد، ليس متعدداً.

    وهذه ذهب إليها جمع من النصارى ومن اليهود في تصحيح كل الديانات، يعني من القرون الأولى في أن النصرانية دين من الله , وأن اليهودية دين من الله والإسلام دين من الله، وهذا لا شك أنه باطل ومخالف لنصوص الكتاب والسنة , وللإجماع في أن الله جل وعلا لا يرضى إلا الإسلام كما قال جل وعلا: وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً , وقال: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ , وقال جل وعلا: هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَـذَا يعني من قبل يعني عند الرسل السالفة.

    وقال الشيخ صالح ال الشيخ
    لفظ الديانات السماوية لا أصل له في الشريعة، ولا أصل له في كلام أحد من كلام أهل العلم، وإنما الدين السماوي واحد -إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ - وحتى بعض الخاصة بعض طلبة العلم راج عليه ما يوجد في الجرائد والمجلات وفي الإعلام الديانات السماوية الثلاثة.
    الدين السماوي واحد - إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ - وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ -
    وإنما هذه شرائع سماوية مختلفة هذه ملل مختلفة
    أما الدين لفظ الدين إنما هو واحد،
    ولا يمكن أن ينسب إلى السماء إلا دين واحد وهو دين الإسلام، أديان الله الثلاثة وليس كذلك،
    دين الله واحد وهو الإسلام لهذا قال جل وعلا - لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا -
    وقال - مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا - يعني اليهودية المحرفة - وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا - وقال هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا .
    [ المصطلحات وأثرها على العلم والثقافة ]
    وقال
    السؤال :أحسن الله إليكم معالي الشيخ كثرت الدعاوى في هذه الأيام إلى ما يسمى وحدة الأديان، وأن تجتمع المئذنة بجانب الكنيسة، أو ما يسمى التسامح الديني، فما تعليقكم أحسن الله إليكم؟
    الجواب :
    أولا الأديان كثيرة - لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ -
    لكن الدين الذي أنزله الله من السماء واحد لا يتعدد -إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ- إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ(131 )وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[البقرة:131-132]
    الإسلام العام هو الذي جاء من عند الله، الشرائع مختلفة، لهذا يثقل شرعا قول من يقول الديانات السماوية، فليس ثَم ديانات سماوية إنما الدين الذي من السماء واحد، والشرائع هي التي تختلف قال جل وعلا - لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا [المائدة:48]
    وقال نبينا صلى الله عليه وسلم فيما رواه معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال «الأنبياء إخوة لعلات الدين واحد والشرائع شتى».

    فإذن من هذا نخلص إلى بطلان قول من قال الديانات السماوية، ويوجد ديانات لكن لا يصح أن يقال أنها سماوية؛ لأن من السماء لم يأتِ إلا دين واحد وهو دين الإسلام فالنصرانية واليهودية من السماء شرائع، لكن الدين هو الإسلام، يجوز أن تقول دين النصرانية ودين اليهودية على اعتبار أن المقصود بالدين هنا الشريعة، كما قال جل وعلا - مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ?[يوسف:76] يعني في شريعة الملك،
    لكن إذا أضيف إلى السماء فهذا لا يصح ولا يصلح

    وقال أيضاً في شرح الطحاوية في موطن آخر :
    الرّسل دينهم واحد والله جل وعلا لم يبعث رسولا إلا بدين الإسلام؛
    ولكن الشّرائع تختلف كما قال جل وعلا -لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا
    ، وقال إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ
    وقال وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ - يعني سواء أكان من قبل محمد عليه الصلاة والسلام أم كان بعد محمد ( لا يقبل الله من أحد إلا الإسلام،
    فالرّسل جميعا دينهم واحد كما صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال «الأنبياء إخوة لعلاّت الدين واحد والشرائع شتى».

    وهذا يبين لك أن أهل الإسلام وخاصة أهل السنة والجماعة لا يقولون ولا يعتقدون بأنّ الأديان التي جاءت من السماء متعددة، كما يقول الجاهل الأديان السماوية،
    فالسماء التي فيها الرب جل جلاله وتقدس في علاه ليس منها إلا دين واحد، وهو الإسلام،
    جاء به آدم عليه السلام،
    وجاء به نوح وجاء به جميع المرسلين إلى نبينا محمد
    (، فدين موسى عليه الإسلام،
    ودين عيسى عليه الإسلام، ودين إبراهيم عليه الإسلام، وهكذا،
    فجميع المرسلين جاؤوا بدين الإسلام الذي لا يقبل الله جل وعلا من أحد سواه -إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ? ومن الباطل قول القائل الأديان السّماوية،
    ففي هذا القول تفريق بين الرسل؛
    لأن الرسل دينهم واحد نصدّقهم كلهم على ما جاءوا به ل
    م يأتوا بعقائد مختلفة ولا بأخبار مختلفة غيبية فكل الرسل يصدق بعضهم بعضا فيما أخبروا به عن غيب الله جل وعلا، ما يتعلق بأسماء الله جل وعلا وبصفاته بذاته العلية جل وعلا بالجنة بالنار، فالأخبار ليس فيها نسخ، الأخبار ليس فيها تغيير ما بين رسول ورسول، فالأمور الغيبية كل ما جاءت به الرسل فيها حق.
    لهذا نصدق إجمالا بكل ما جاءت به الرسل، ونحبهم جميعا ونتولاهم جميعا، وننصرهم جميعا ننصر دينهم -دين الإسلام- الذي جاءت به الرسل جميعا
    وقال الشيخ صالح ال الشيخ
    وقد ثبت على النبي ( أنه قال «الأنبياء إخوة لعَلاَّت الدين واحد والشرائع شتى» فدين كل نبي الإسلام، لم يأت نبي بغير دين الإسلام، ولهذا لا يصح أن يقال: إنه جاء من عند الله جل وعلا أديان مختلفة وديانات متعددة. فقول من يقول الديانات السماوية، هذا باطل، وقول من يقول: الديانات الإلهية. هذا باطل في الشرع؛ لأن الدين واحد، والله جل وعلا لم يأت من عنده إلا دين واحد وهو الإسلام، ولا يرضى عنده إلا الإسلام، فليس ثَم ديانات سماوية، وإنما هو دين واحد يجب على كل البشر قبل محمد عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ وبعده أن يدخلوا في الإسلام؛ لأن الله جل وعلا لا يرضى دينا إلا الإسلام، فقوله مثلا ?إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإسْلامُ?[آل عمران:19]، هذا عام يشمل جميع الأزمنة وجميع الفترات من لدن خلق الخليقة إلى أن يرث المخلوقات جل وعلا، فلا يقبل من أحد دينا إلا دين الإسلام........

    **********************

    التوجيه الثانى - فى المسألة للشيخ ابن عثيمين
    السؤال:
    هذه رسالة وردتنا من صلاح عبد الرحمن آل عبد الله من الرياض: كلمة الأديان السماوية؛ هل يجوز إطلاق هذه الكلمة علماً بأننا إذا أطلقناها فقد أقررنا بأن هناك أديان أرضية، وهل تدخل هذه الكلمة في باب البدع لأنها لم تؤثَر عن المصطفى عليه السلام؟
    الجواب:
    الشيخ: نقول الأديان السماوية؛ لأن هناك أديان أرضية؛ لأن الدين ما دان به عبد ربه، سواء كان من شريعة أم من شرائع البشر، ومن المعلوم أن هناك أناس يدينون بغير دين شرعي، يعتقدون أن يسجدوا للبقر، وأن يسجدوا للصنم، وغير ذلك. والله تعالى لم يشرع هذا في أي كتاب كان ولا على لسان أي رسول كان. وعلى هذا فهذه الديانة التي يدينون بها ليست من شريعة الله، فليست سماوية، وأما الأديان السماوية فهي التي شرعها الله عز وجل؛ لأنها نزلت من السماء، إلا أنه يجب أن يعلم السائل وغيره أن جميع الأديان السماوية منسوخة بالدين الإسلامي، وأنها الآن ليست مما يدان به لله عز وجل؛ لأن الذي شرعها ووضعها ديناً هو الذي نسخها بدين محمد صلى الله عليه وسلم، وكما أن النصارى مُقرون بأن دين المسيح قد نسخ شيئاً كثيراً من دين موسى عليه الصلاة والسلام وأنه يجب على أتباع موسى عليه الصلاة والسلام أن يتبعوا عيسى فإننا كذلك أيضاً نقول أن الإسلام ملزم للنصارى أن يدينوا به ولجميع الأمم أن يدينوا بالإسلام؛ لأن العبرة للمتأخر، فالمتأخر من شريعة الله، وقد قال الله تعالى عن عيسى أنه قال لقومه: ﴿يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد﴾. وهذه البشارة من عيسى عليه الصلاة والسلام لمحمد صلى الله عليه وسلم تدل على أنه يجب على بني إسرائيل من النصارى واليهود وغيرهم أن يتبعوه؛ إذ إنه لولا أن تكون الرسالة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم شاملة لهم لم يكن لبشراهم بها فائدة، فلولا أنهم ينتفعون من هذه الرسالة باتباعها ما صار لهم بها فائدة إطلاقاً. والمهم أنني أقول: يجب أن يعلم السائل وغيره أننا وإن عبرنا بالأديان فليس معنى ذلك أن نقر بأنها باقية، بل نقول أنها منسوخة بدين واحد فقط هو دين الإسلام، وأن الدين القائم الذي يرضى الله تعالى أن يدين به العباد له إنما هو دين الإسلام وحده فقط، قال الله تعالى: ﴿ورضيت لكم الإسلام ديناً﴾، وقال تعالى: ﴿ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه﴾. والله الموفق.
    وسئل ايضا الشيخ ابن عثيمين
    السؤال: على هذا يجوز لنا أن نقول: الأديان السماوية.
    الشيخ: يجوز لنا أن نقول الأديان السماوية، ولكن ليس على أنها الآن ثابتة. إطلاق هذه الكلمة يجوز، لكن إذا كان يفهم منها أن هذه الأديان باقية وأنها مَرْضية عند الله فإنه لا يجوز إطلاقها إلا مقرونة ببيان الحال؛ بأن يقال: معنى أنها سماوية يعني أنها مما أنزله الله تعالى على الرسل، لكنه نسخ -ما عدا الإسلام- بالإسلام.
    ****************************** **

    والجمع اخى الكريم حسن المطروشى الاثرى لتوجيه الشيخ صالح ال الشيخ مع توجيه الشيخ ابن عثيمين فى الفتوى التالية
    السؤال
    بعض الناس يقولون : إن الأديان المسيحية واليهودية هي أديان سماوية ،
    فالسؤال هل هي حقا كلها سماوية ؟
    الجواب
    الحمد لله.
    إطلاق " الأديان السماوية " على اليهودية والنصرانية فيه تفصيل :
    أولا :
    فمن أراد أصول هذه الأديان وشرائعها التي أنزلت على موسى وعيسى عليهما السلام ، وما اشتمل عليهما التوراة والإنجيل المنزلين من الهدى والنور ، فهي لا شك أديان سماوية بهذا الاعتبار ، والإسلام إنما جاء يكمل هذه الأديان تكميلا مهيمنا ، وناسخا ، والقرآن الكريم نزل مصدقا لما سبق من الكتب الإلهية .
    يقول عز وجل : ( إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيّ ُونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ) المائدة/ 44 .
    ثم قال سبحانه : ( وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ )المائدة/ 46 إلى أن قال عز وجل : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ) المائدة/ 48 .
    فهي كتب سماوية منزلة في أصلها من عند الله سبحانه ، يصدق بعضها بعضا فيما اتفقت عليه ، وتنسخ شريعة القرآن ما سبقها من الشرائع .
    ثانيا :
    أما من يقصد بإطلاقه " الأديان السماوية " ما عليه اليهود والنصارى اليوم من عقائد محرفة ، وكتب مبدلة ، وشرائع منسوخة مشوهة ، فهذا إطلاق باطل لا يصح ؛ لأن التحريف الذي أصاب هاتين الديانتين قطع الصلة بين واقعهما الحالي وبين السماء ، فلم تعد سماوية أبدا ، بل هي ـ على تلك الحال ـ أديان أرضية ، ابتدعها أحبارهم ورهبانهم ، فيها نسبة النقائص لله عز وجل ، والشرك ، والتثليث واتهام الأنبياء ، والغفلة عن اليوم الآخر والحساب .
    وبهذا نعلم أن إطلاق " الأديان السماوية " في سياق الحديث عن اليهودية والنصرانية بعد البعثة المحمدية ، جائز لا حرج فيه ، على اعتبار أن هذا الإطلاق يراد به هذه الديانات في أصلها السابق الذي نزلت عليه ، وأساس التوحيد الذي بعثت به ، وإن حرفت وشوهت بعد ذلك . فلا ينبغي التكلف في رد هذا الوصف مطلقا ، ولا يجوز المسارعة إلى اتهام من يستعمله من المسلمين .
    ولهذا وجدنا العديد من العلماء ممن يستعمله في سياق حديثه عن هذه الأديان ، فيطلق "الأديان السماوية"، أو "الكتب السماوية" ، ويقصد بها الاعتبار الأول ، أي يقصد أنها سماوية في أصلها المنزل ، وإن مسها التحريف أو النسخ عقب ذلك .
    وممن وقفنا على استعماله لهذا الوصف : شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (ت728هـ) ،
    حيث يقول في تقرير مهم ، يستعمل فيه وصف "السماوية" لهذه الرسالات ، ثم يبين أن الدين المرضي عند الله جل جلاله هو الإسلام :
    " وأما الكتب السماوية المتواترة عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام :
    فناطقة بأن الله لا يقبل من أحد دينا سوى الحنيفية ، وهى الإسلام العام: عبادة الله وحده لا شريك له ، والإيمان بكتبه ورسله واليوم الآخر ، كما قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ وبذلك أخبرنا عن الأنبياء المتقدمين وأممهم قال نوح: فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وقال في إبراهيم: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وقال موسى يَاقَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ ... " انتهى من "مجموع الفتاوى" (35/188) .
    ثم بعده تلميذه ابن القيم رحمه الله (ت751هـ) ، حيث يقول : " وصرحت الكتب السماوية بوجوب طاعته ومتابعته وهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى" .
    انتهى من "إعلام الموقعين" (1/5) .
    ثم سعد الدين التفتازاني (ت743هـ) في " شرح المقاصد " (4/50) حيث قال : " فما بال الكتب السماوية والأحاديث النبوية مشعرة في مواضع لا تحصى بثبوت ذلك " .
    ثم بدر الدين العيني الحنفي (ت855هـ) في كتابه " نخب الأفكار " (7/41)، حيث يقول: " وأما الكافر الذي يعتقد دينا من الأديان الباطلة أو كتابًا من الكتب السماوية ... إلخ ".
    وأبو السعود (ت982هـ) في " إرشاد العقل السليم " (6/118) حين قال : " ( لكل أمة ) : كلام مستأنف ، جيء به لزجر معاصريه صلى الله عليه وسلم من أهل الأديان السماوية عن منازعته ، صلى الله عليه وسلم ".
    ومن بعده الألوسي (ت1270هـ) في " روح المعاني " (8/76)، (9/185)، والقاسمي (ت1332هـ) في " إصلاح المساجد " (ص137)، ومحمد أنور شاه الكشميري (ت1353هـ) في " العرف الشذي " (1/415)، وفي " فيض الباري " (1/246)، ومحمد رشيد رضا (ت1354هـ) في " الوحي المحمدي " (ص55)، وفي "تفسير المنار" (1/278).
    وأيضا استعمل هذا الإطلاق الشيخ ابن باز رحمه الله (ت1420هـ) ، كما في " مجموع فتاوى ابن باز " (1/309)، حيث يقول : " الغريب أن هؤلاء الناس [يعني بعض القوميين] يخاصمون الإسلام بعنف ، ويحاربون أمته بجبروت ، ويهادنون الأديان الأخرى ، من سماوية وأرضية " .
    وقال رحمه الله أيضا:
    " ينبغي أن يعلم القارئ أن الأديان السماوية قد دخلها من التحريف والتغيير ما لا يحصيه إلا الله سبحانه ، ما عدا دين الإسلام " انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (2/ 183) .
    وسئل الشيخ ابن عثيمين (ت1421هـ) رحمه الله السؤال الآتي :
    " كلمة " الأديان السماوية " هل يجوز إطلاق هذه الكلمة ، علماً أننا إذا أطلقناها فقد أقررنا بأن هناك أديانا أرضية ، وهل تدخل هذه الكلمة في باب البدع ؛ لأنها لم تؤثر عن المصطفى عليه الصلاة والسلام ؟
    فأجاب رحمه الله تعالى :
    : " نعم ، نقول " الأديان السماوية " لأن هناك أدياناً أرضية ؛ لأن الدين مادان به العبد ربه ، سواء كان من شريعة الله سبحانه وتعالى أم من شرائع البشر ، ومن المعلوم أن هناك أناسا يدينون بغير دين شرعي ، يعتقدون ديانة أن يسجدوا للبقر ، وأن يسجدوا للصنم ، وغير ذلك ، والله تعالى لم يشرع هذا في أي كتاب كان ، ولا على لسان أي رسول كان ، وعلى هذا فهذه الديانة التي يدينون بها ليست من شريعة الله فليست سماوية .
    وأما الأديان السماوية فهي التي شرعها الله عز وجل ؛ لأنها نزلت من السماء ، إلا أنه يجب أن يعلم السائل وغيره أن جميع الأديان السماوية منسوخة بالدين الإسلامي ، وأنها الآن ليست مما يدان به لله عز وجل ؛ لأن الذي شرعها ووضعها ديناً هو الذي نسخها بدين محمد صلى الله عليه وسلم ، وكما أن النصارى مُقرُّون بأن دين المسيح قد نَسَخَ شيئاً كثيراً من دين موسى عليه الصلاة والسلام ، وأنه يجب على أتباع موسى عليه الصلاة والسلام أن يتبعوا عيسى ، فإننا كذلك أيضاً نقول إن الإسلام مُلزِم للنصارى أن يدينوا به ، ولجميع الأمم أن يدينوا بالإسلام ؛ لأن العبرة للمتأخر فالمتأخر ، من شريعة الله ، وقد قال الله تعالى عن عيسى إنه قال لقومه ( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ )
    وهذه البشارة من عيسى عليه الصلاة والسلام بمحمد صلى الله عليه وسلم ، تدل على أنه يجب على بني إسرائيل من النصارى واليهود وغيرهم أن يتبعوه ، إذ إنه لو لم تكن الرسالة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم شاملة لهم ، لم يكن لبشراهم بها فائدة ، فلولا أنهم ينتفعون من هذه الرسالة باتباعها ، ما كان لهم فيها فائدة إطلاقاً .
    والمهم أنني أقول يجب أن يعلم السائل وغيره أننا - وإن عَبَّرنا بالأديان السماوية - فليس معنى ذلك أننا نقر بأنها باقية ، بل نقول إنها منسوخة بدين واحد فقط ، هو دين الإسلام ، وأن الدين القائم الذي يرضى الله تعالى أن يدين به العباد له ، إنما هو دين الإسلام وحده فقط ، قال الله تعالى : ( وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً )، وقال تعالى : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ) والله الموفق .
    فضيلة الشيخ : على هذا يجوز لنا أن نقول الأديان السماوية ؟
    فأجاب رحمه الله تعالى :
    " يجوز لنا أن نقول الأديان السماوية ، ولكن ليس على أنها الآن ثابتة ، إطلاق هذه الكلمة يجوز لكن إذا كان يفهم منها أن هذه الأديان باقية ، وأنها مرضية عند الله : فإنه لا يجوز إطلاقها إلا مقرونة ببيان الحال ، بأن يقال معنى أنها سماوية : يعني : أنها مما أنزله الله تعالى على الرسل ، لكنه نسخ - ماعدا الإسلام – بالإسلام .
    فضيلة الشيخ : ولكن هذه الأرضية على غير حق؟
    فأجاب رحمه الله تعالى :
    وحتى الأديان السماوية التي كانت في وقتها حقاً ، هي الآن منسوخة بالإسلام " .
    انتهى من " فتاوى نور على الدرب للعثيمين " (4/ 2، بترقيم الشاملة آليا) .
    والله أعلم . المصدر الاسلام سؤال وجواب

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    ولا الأديان الابراهيمة على النصرانية واليهودية
    نعم بارك الله فيك
    السؤال
    تثار حاليا هذه الكلمة , هل يجوز قول " الأديان الإبراهيمية " ؟
    الجواب
    الحمد لله.
    معركة المصطلحات من أخطر التحديات الفكرية التي يواجهها المفكرون والمثقفون ، بل عدها الأئمة والعلماء أحد أخطر المزالق التي يقع في مصيدتها المختصون ، فضلا عن غيرهم ؛ ذلك أن بريق المصطلح واعتياده يخفي وراءه الوجه الشاحب الذي يحمله ، ومع كثرة استعماله تختلط الأوراق ، وتمرر المشاريع الهدامة ، ويغدو المحارب لذلك الوجه القبيح غريبا بين الناس ، وساعتئذ تكون قد نجحت الفكرة .
    هذا هو حال مصطلحات " الأديان الإبراهيمية أو " وحدة الأديان "، أو " الديانة العالمية " ونحوها من الألقاب التي ظهر استعمالها في أواخر القرن الماضي ، كلها تحمل في طياتها معاني حسنة مقبولة ، كمثل التعايش ، والسلام ، ومعاملة أهل الكتاب بالبر والقسط كما أمر الله عز وجل ، بل ويمكن للمسلم أن يقصد كل ذلك تحت مظلة " عقد الذمة " الذي جاء به القرآن الكريم ، ولكن استعمال هؤلاء الملبسين لتلك المعاني الحسنة التي لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية ، إنما هو - في الغالب - جسر للمعاني الباطلة الهدامة ، وستار لحقيقة " الخلط " بين الأديان ، وليس مجرد " الحوار "، بل الخلط الذي تفقد معه العقيدة الإسلامية جوهرها القائم على شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، لتصبح الفكرة الأهم هي الوصول إلى الله تعالى ، سواء عن طريق اليهودية أو النصرانية أو الإسلام ، فلا فرق عند أصحاب هذه الدعوة بين تلك الأديان ، فإنما هي طرق متعددة ومتكافئة تدل على الله عز وجل ،
    والله عز وجل يقول : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) آل عمران/85.
    وهي دعوة سابقة قديمة ، أطلقها بعض اليهود والنصارى ، يريدون أن يتنازل المسلمون عن أحقية عقيدتهم ، بأن يقبلوا - على الأقل - اعتبار أديانهم أديان حق ونجاة في الآخرة ،
    ولكن كان الجواب واضحا صريحا في القرآن الكريم : ( وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) البقرة/135.
    وحين أصروا على الانتساب إلى ملة إبراهيم عليه السلام كذبهم القرآن الكريم ؛ لأن ملة إبراهيم : إنما هي ملة التوحيد والإيمان بجميع الأنبياء ، واليهود والنصارى وقعوا في الشرك وفي تكذيب الأنبياء .
    يقول الله جل وعلا :
    ( وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ . فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُ مُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ . قُلْ أَتُحَاجُّونَنَ ا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ . أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ . تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) البقرة/135-141.
    فتأمل كيف حصر طريق الهداية بطريق واحد ، وهو إيمان اليهود والنصارى بمثل ما آمن به المسلمون من التوحيد وشهادة أن محمدا رسول الله .
    فإياك أن يغرك هذا الخلط ، الذي سماه القرآن الكريم " اللبس وذلك في قوله جل وعلا : ( وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) البقرة/42،
    قال قتادة رحمه الله : " لا تلبسوا اليهودية والنصرانية بالإسلام ، إن دين الله الإسلام ، واليهودية والنصرانية بدعة ليست من الله " انتهى من " تفسير ابن أبي حاتم " (1/98) .
    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " قول القائل : المعبود واحد وإن كانت الطرق مختلفة ، ونحو ذلك من الأقوال والأفعال التي تتضمن إما كون الشريعة النصرانية واليهودية المبدلتين المنسوختين موصلة إلى الله ؛
    وإما استحسان بعض ما فيها مما يخالف دين الله ، أو التدين بذلك ، أو غير ذلك مما هو كفر بالله وبرسوله ، وبالقرآن وبالإسلام ، بلا خلاف بين الأمة الوسط في ذلك ، وأصل ذلك المشابهة والمشاركة "
    انتهى من " اقتضاء الصراط المستقيم " (1/540) .

    ويقول الشيخ بكر أبوزيد رحمه الله :
    " ليعلم كل مسلم عن حقيقة هذه الدعوة : أنها فلسفية النزعة ، سياسية النشأة ، إلحادية الغاية ، تبرز في لباس جديد ، لأخذ ثأرهم من المسلمين : عقيدة ، وأرضا ، وملكا ، فهي تستهدف الإسلام والمسلمين في :
    1. إيجاد مرحلة التشويش على الإسلام ، والبلبلة في المسلمين ، وشحنهم بسيل من الشبهات ، والشهوات ؛ ليعيش المسلم بين نفس نافرة ، ونفس حاضرة .

    2. قصر المد الإسلامي ، واحتواؤه .

    3. تأتي على الإسلام من القواعد ، مستهدفة إبرام القضاء على الإسلام واندراسه ، ووهن المسلمين ، ونزع الإيمان من قلوبهم ، وَوَأده .

    4. كف أقلام المسلمين وألسنتهم عن تكفير اليهود والنصارى وغيرهم ممن كفرهم الله ، وكفرهم رسوله صلى الله عليه وسلم - إن لم يؤمنوا بهذا الإسلام ، ويتركوا ما سواه من الأديان .

    5. وتستهدف صياغة الفكر بروح العداء للدين في ثوب وحدة الأديان ، وتفسيخ العالم الإسلامي من ديانته ، وعزل شريعته في القرآن والسنة عن الحياة ، حينئذ يسهل تسريحه في مجاهل الفكر ، والأخلاقيات الهدامة ، مفرغا من كل مقوماته ، فلا يترشح لقيادة أو سيادة ، وجعل المسلم في محطة التلقي لمَا يملى عليه من أعدائه ، وأعداء دينه ، وحينئذٍ يصلون إلى خسة الغاية : القفز إلى السلطة العالمية بلا مقاومة .

    6. وتستهدف إسقاط جوهر الإسلام واستعلائه ، وظهوره وتميزه ، بجعل دين الإسلام المحكم المحفوظ من التحريف والتبديل في مرتبة متساوية مع غيره من كل دين محرف منسوخ ، بل مع العقائد الوثنية الأخرى .

    7. وترمي إلى تمهيد السبيل " للتبشير بالتنصير " والتقديم لذلك بكسر الحواجز لدى المسلمين ، وإخماد توقعات المقاومة من المسلمين ؛ لسبق تعبئتهم بالاسترخاء والتبلد .

    8. ثم غاية الغايات : بسط جناح الكفرة من اليهود والنصارى والشيوعيين وغيرهم على العالم بأسره ، والتهامه ، وعلى العالم الإسلامي بخاصة ، وعلى العالم العربي بوجه خاص ، وعلى قلب العالم الإسلامي ، وعاصمته : " الجزيرة العربية " بوجه أخص ، في أقوى مخطط تتكالب فيه أمم الكفر وتتحرك من خلاله ؛ لغزو شامل ضد الإسلام والمسلمين بشتى أنواع النفوذ : الفكري ، والثقافي ، والاقتصادي ، والسياسي ، وإقامة سوق مشترك ، لا تحكمه شريعة الإسلام ، ولا سمع فيه ولا طاعة لخلق فاضل ولا فضيلة ، ولا كسب حلال ، فيفشو الربا ، وتنتشر المفسدات ، وتدجن الضمائر والعقول ، وتشتد القوى الخبيثة ضد أي فطرة سليمة ، وشريعة مستقيمة .
    وإنا لنتلو قول الله تعالى : ( إنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ) الأعراف/155" انتهى .

    ويقول أيضا رحمه الله – في ختام رسالته السابقة –:
    " يجب على المسلمين الكفر بهذه النظرية " وحدة كل دين محرف منسوخ مع دين الإسلام الحق المحكم المحفوظ من التحريف والتبديل الناسخ لما قبله ". وهذا من بدهيات الاعتقاد والمسلمات في الإسلام .
    ويجب على أهل الأرض اعتقاد تعدد الشرائع وتنوعها ، وأن شريعة الإسلام هي خاتمة الشرائع ، ناسخة لكل شريعة قبلها ، فلا يجوز لبشر من أفراد الخلائق أن يتعبد الله بشريعة غير شريعة الإسلام .
    ويجب على جميع أهل الأرض من الكتابيين وغيرهم الدخول في الإسلام بالشهادتين ، والإيمان بما جاء في الإسلام جملة وتفصيلا ، والعمل به ، واتباعه ، وترك ما سواه من الشرائع المحرفة والكتب المنسوبة إليها ، وأن من لم يدخل في الإسلام فهو كافر مشرك .
    ولا يجوز لأحد من أهل الأرض اليوم أن يبقى على أي من الشريعتين : " اليهودية والنصرانية " فضلا عن الدخول في إحداهما ، ولا يجوز لمتبع أي دين غير الإسلام وصفُهُ بأنه مسلم ، أو أنه على ملة إبراهيم .
    " انتهى من رسالة
    " الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان " (ص5-103)
    المصدر الاسلام سؤال وجواب

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    جزاك الله خيرا

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    التوجيه الخامس


    ما رأيكم
    ‏حادثة غريبة
    ،،
    في سنة ١٣٦٨هـ:
    طلّق أحد أبناء أعيان مكة المكرمة زوجته، وهي حامل باعترافه .. ثم بعد ٥ سنوات وضعت مولودها !
    وحدث الخلاف..
    ورفعت القضية إلى القاضي الشيخ حسن المشاط
    فأثبت نسبته لوالده.
    في حين رفض والده ذلك.
    فرفعت القضية إلى الملك عبدالعزيز آل سعود


    والحكاية مذكورة ف الكتب . ....

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    ‏‎وذكر الثعالبي في (لطائف المعارف) أنه حمل بهرم بن حيان أربع سنين لذلك سمي هرم.
    - وكان الضحاك بن مزاحم يقول: "ولدت وأنا ابن سنتين وقد خرجت ثناياي".
    إلى غير ذلك من الأخبار التي ذكرت قصص طول مدة الحمل ...

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    ‏‎وذكر الثعالبي في (لطائف المعارف) أنه حمل بهرم بن حيان أربع سنين لذلك سمي هرم.
    - وكان الضحاك بن مزاحم يقول: "ولدت وأنا ابن سنتين وقد خرجت ثناياي".
    إلى غير ذلك من الأخبار التي ذكرت قصص طول مدة الحمل ...
    بارك الله فيك اخى حسن المطروشى الاثرى
    سأنقل فقط بعض ما ورد فى المسألة
    السؤال
    ما هي أطول مدة تمكثها المرأة وهي حامل؟ أود أن أعرف ما هي أكثر مدة للحمل ، وما أطول مدة له ؛ حيث إني قد قرأت هذه القتوى برقم (120178) ، وبسبب هذه الفتوى قد دار نقاش بيني وبين الوالد ، حيث إن الوالد من أهل الاختصاص في مسائل الحمل ، حيث إنه يعمل طبيب أشعة تشخيصية ، وهو يقول باستحالة هذا الحمل طبّاً ، وإن كان قد حدث قبل ذلك ، وهو ما استنكره بشدة ، فهو غالبا لم يكن حملاً حقيقيّاً ، وإنما اشتباه بحمل ، أو حمل كاذب ، وقد استدل الوالد بآية (وحمله وفصاله ثلاثون شهراً) ، كما استدل بأدلة طبية كثيرة تمنع هذه المدة من طول الحمل ويقول إنه بذلك قد فتح الباب لإلحاق أحد الأولاد برجل ليس هو أباه ! . وما جاء في الفتوى هو كلام العلماء رحمهم الله جميعا ، غير أنه لم يستدل بحديث إلا بحديث ( الولد للفراش ) متفق عليه ، وما أعرفه أن هذا الحديث عن عائشة قالت‏ :‏ ‏" ‏اختصم سعد بن أبي وقاص وعبد بن زمعة إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم فقال سعد ‏:‏ يا رسول اللّه ابن أخي عتبة بن أبي وقاص عهد إليَّ أنه ابنه انظر إلى شبهه ، وقال عبد بن زمعة‏ :‏ هذا أخي يا رسول اللّه ولد على فراش أبي فنظر رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم إلى شبهه فرأى شبهًا بيِّناً بعتبة فقال ‏:‏ (هو لك يا عبد بن زمعة الولد للفراش وللعاهر الحجر واحتجبي منه يا سودة بنت زمعة) قال ‏:‏ فلم ير سودة قط‏ ‏‏.‏ ففي هذا لم يذكر مدة حمل وغير ذلك مما استدل به على هذه المسألة . أفتونا مأجورين ، هل هناك تناقض بين الدِّين والعلم ، مع أن القرآن قد وقَّت للحمل والرضاعة عامين وستة أشهر على الأكثر .
    الجواب
    الحمد لله.
    أولاً :
    مسألة " أطول مدة لحمل المرأة " من مسائل الخلاف بين علماء الشرع ، وهي ضيقة الخلاف عند الأطباء ، وأضيق منها في قوانين الأحوال الشخصية في غالب العالم العربي .
    أما عند علماء الشرع : فقد اختلفوا في أقصى مدة تمكثها المرأة وهي حامل إلى أقوال :
    1. أقصى مدة للحمل : هي المدة المعهودة ، وهي تسـعة أشـهر، وبه قال أصحاب المذهب الظاهري .
    2. أقصى مدة للحمل : سنَة واحدة ، وهو قول محمد بن عبد الحكم ، واختاره ابن رشد .
    3. سنتان ، وهو مذهب الحنفية .
    4. ثلاث سنين ، وهو قول الليث بن سعد .
    4. أربع سنين ، وهو مذهب الشافعية ، والحنابلة ، وأشهر القولين عند المالكية .
    5. خمس سنين ، وهي رواية عن الإمام مالك .
    6. ست سنين ، وهي رواية عن الزهري ، ومالك .
    7. سبع سنين ، وبه قال ربيعة الرأي ، وهي رواية أخرى عن الزهري ، ومالك .
    8. لا حد لأكثر الحمل ، وهو قول أبي عبيد ، والشوكاني ، وقال به من المعاصرين : المشايخ : الشنقيطي ، وابن باز ، والعثيمين .
    انظر : " المحلى " لابن حزم ( 10 / 316 ) ، " المُغني " لابن قدامة المقدسي ( 9 / 116 ) ، " أضواء البيان " ( 2 / 227 ) .
    وأما عند الأطباء : فقد اختلفوا على ثلاثة أقوال :
    1. عشرة أشهر .
    2. 310 يوماً .
    3. 330 يوماً .
    وأما في قوانين الأحوال الشخصية في غالب البلاد العربية : فقد ذهبوا إلى تحديد المدة بسنة ، ومنهم من حسبها باعتبارها سنة شمسية – وهم الأكثر - ، ومنهم من نصَّ على كونها سنَة قمرية .
    والذي اختاره كثير من الباحثين المعاصرين : أن أقصى مدة حمل للمرأة ما بين التسعة أشهر إلى السنَة ، وهو قول ابن عبد الحكم ، وابن رشد ، رحمهما الله ، وليس بعيداً عن قول الأطباء ، وهو مطابق لقوانين الأحوال الشخصية في كثير من البلاد الإسلامية .
    وأما القول بأن الحمل يمكن أن يمتد لسنوات فهو أمرٌ مرفوض في عالم الطب ، ولذا رفضه غالب الباحثين المعاصرين .
    وقد طعن ابن حزم رحمه الله في صحة الأخبار التي اعتمد عليها أولئك العلماء، وقالوا بأن الحمل يمكن أن يمتد لسنوات . فقال رحمه الله – تعليقاً على الأخبار التي تروى عن نساء حملن لعدة سنين - :
    "وكلُّ هذه : أخبارٌ مكذوبةٌ ، راجعةٌ إلى مَنْ لا يَصْدق ، ولا يُعرف من هو ، ولا يجوز الحكم في دين الله تعالى بمثل هذا" انتهى .
    "المحلى" (10/316) .
    وقد استدل من قال من الفقهاء بامتداد مدة الحمل إلى سنوات كثيرة ببعض الأحاديث والآثار ، غير أنها ضعيفة لا يثبت بها مثل هذا الحكم .
    وقد تتبعها ابن حزم رحمه الله بالتضعيف ، والإنكار .
    ثانياً :
    أما أقوال الباحثين المعاصرين في هذه المسألة فنذكر بعضها :
    1. جاء في التوصيات الصادرة عن " المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية " في موضوع " أقصى مدة الحمل " – الندوة الثالثة سنة 1987 م - :
    يستمر نماء الحمل منذ التلقيح حتى الميلاد معتمداً في غذائه على المشيمة ، والاعتبار : أن مدة الحمل بوجه التقريب : مائتان وثمانون يوماً ، تبدأ من أول أيام الحيضة السوية السابقة للحمل .
    فإذا تأخر الميلاد عن ذلك : ففي المشيمة بقية رصيد يخدم الجنين بكفاءة لمدة أسبوعين آخرين , ثم يعاني الجنين المجاعة من بعد ذلك ، لدرجة ترفع نسبة وفاة الجنين في الأسبوع الثالث والأربعين , والرابع والأربعين , ومن النادر : أن ينجو من الموت جنين بقي في الرحم خمسة وأربعين أسبوعاً .
    ولاستيعاب النادر والشاذ : تُمد هذه المدة اعتباراً من أسبوعين آخرين ، لتصبح ثلاثمائة وثلاثين يوماً , ولم يُعرف أن مشيمة قدِرت أن تمدَّ الجنين بعناصر الحياة لهذه المدة , وقد بالغ القانون في الاحتياط مستنداً إلى بعض الآراء الفقهية ، بجانب الرأي العلمي , فجعل أقصى مدة الحمل : سنَة . انتهى .
    2. وقد ذكر الأستاذ عمر بن محمد بن إبراهيم غانم في خاتمة كتابه " أحكام الجنين في الفقه الإسلامي " النتائج التي توصل إليها ، ومنها :
    - أن أقصى مدة للحمل هي : سنَة قمرية واحدة ، ولا عبرة لما ذهب إليه الفقهاء من أقوال تزيد عن هذه المدة ، بنيت على الظنون ، والأوهام ، ولا أساس لها من الحقيقة ، بل إن معطيات العلم الحديث تبددها . انتهى .
    3. وقال الدكتور محمد سليمان النور في مقاله " مدّة الحمل بين الفقه والطب وبعض قوانين الأحوال الشخصية المعاصرة " :
    وترجح للباحث أنها ثلاثمائة وثلاثون يوماً ، ويمكن أن تزيد إذا ثبت بالفحص ما يتسمى عند الأطباء بـ " السبات " ، وهو يحدث عندما يتم الحمل ، وفي مرحلة ما يتوقف هذا الحمل عن النمو لفترة ، لكنه موجود حيٌّ ، وفق الفحوصات ، والاختبارات الطبية ، فتزيد مدة الحمل بقدر زيادته ، واختلف الأطباء في أكثر مدة الحمل على ثلاثة آراء : أنها : عشرة أشهر ، ( 310 ) يوماً ، ( 330 ) يوماً ، وهي آراء متقاربة ، وأحوطها : الرأي الأخير ، وعلل بعض الأطباء حكايات الحمل الممتد لسنين بعدة تعليلات ، وهي : الحمل الوهمي أو الكاذب ، الخطأ في الحساب من بعض الحوامل ، ظهور أسنان عند بعض المولودين حديثاً ، موت الحمل في بطن أمه وبقاؤه فيها مدة طويلة ، عدم صحة هذه الأخبار .
    وذهبت قوانين الأحوال الشخصية المعاصرة ، ومشروعات قوانين الأحوال الشخصية في كثير من البلاد الإسلامية : إلى أن أكثر مدة الحمل : سنًة واحدة .
    " مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية الكويتية " ، عدد شعبان ، 1428 هـ .
    4. وقال الدكتور عبد الرشيد بن محمد أمين بن قاسم :
    وبالتأمل في الأقوال السابقة : يظهر لي : أن أقصى مدة الحمل التي تبنى عليها الأحكام الشرعية : هي المدة المعهودة ، تسعة أشهر ، والتي قد تزيد أسابيع محدودة ، كما هو الواقع ، أما المدد الطويلة : فهي نادرة ، والقاعدة الفقهية أن " الاحتمالات النادرة لا يُلتفت إليها " ، والقاعدة : " العبرة بالغالب ، والنادر لا حكم له " ، والواقع المعاصر يبدِّد وهم القائلين بامتداد حمل امتد لسنوات ، حيث يولد في العام الواحد عشرات الملايين من البشر ، ولو قدِّر وجود أمثال هذا الحمل : لتناقلته وسائل الإعلام ، والأطباء ، حيث إنهم يهتمون بنقل ما هو أقل من هذا الحدَث بكثير ، وقد اختار هذا الرأي : عامة الباحثين المعاصرين ، الذين تناولوا هذه المسألة .
    " أقل وأكثر مدة الحمل ، دراسة فقهية طبية " ( ص 10 ) – ترقيم الشاملة - .
    وأخيراً .. الذي يمكن أن يقال في هذه المسألة : إذا ثبت طبياً ، ثبوتاً أكيداً لا شبهة فيه ، أن الحمل لا يمكن أن يبقى كل هذه السنوات الطويلة ، فلا مفر من القول بذلك ، لأن الشرع لا يمكن أن يأتي بما يخالف الواقع أو الحس .
    والمسألة ليس فيها نص من القرآن أو السنة حتى نقول إن الدين تصادم مع العلم ، وإنما هي اجتهادات لأهل العلم المرجع فيها إلى الوجود ؛ أي أن من قال بقول ما ، ذكر أنه قد وجد في الواقع ما يشهد له ويؤيده .
    ولهذا قال ابن رشد رحمه الله :
    "وهذه المسألة مرجوع فيها إلى العادة ، والتجربة ، وقول ابن عبد الحكم ، والظاهرية : هو أقرب إلى المعتاد ، والحُكم : إنما يجب أن يكون بالمعتاد ، لا بالنادر ولعله أن يكون مستحيلاً" انتهى .
    "بداية المجتهد" (2/358) .
    وقال ابن عبد البر رحمه الله :
    "وهذه مسألة لا أصل لها إلا الاجتهاد ، والرد إلى ما عُرف من أمر النساء" انتهى .
    "الاستذكار" (7/170) .
    وحينئذ يمكن الاعتذار عن العلماء الذين قالوا بجواز المدة الطويلة ، بأنهم بنوا ذلك على أخبار ظنوا ـ حينئذ ـ ثبوتها ، وبنوا الأمر على السلامة .
    وللوقوف على معنى قوله تعالى : (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً) : الأحقاف/15 : انظر جواب السؤال رقم : (102445) .
    وللوقوف على شرح حديث عبد بن زمعة : انظر جواب السؤال رقم : ( 100270 ) .
    والله أعلم
    المصدر: الإسلام سؤال وجواب

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    السؤال

    جاء في أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، للشيخ محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي بعد ذكر خلاف أهل العلم في أقصى أمد الحمل: ... قال مقيده - عفا الله عنه -: أظهر الأقوال دليلًا أنه لا حدَّ لأكثر أمد الحمل، وهو الرواية الثالثة عن مالك، كما نقله عنه القرطبي; لأن كل تحديد بزمن معين لا أصل له ولا دليل عليه، وتحديد زمن بلا مستند صحيح لا يخفى سقوطه، والعلم عند الله تعالى.
    انطلاقًا من هذا, وبناء على تشوف الشارع للحوق النسب، وعلى أن الحدود تدرأ بالشبهات، وكل ما يدرأ الحد يلحق معه النسب, فما الحكم في امرأة طلقت منذ اثنتي عشرة سنة، ولم ير عليها ارتياب، وكانت قد خطبت عدة مرات ولم يتم العقد عليها لظروف خارجية, وإذا بها اليوم يظهر عليها حمل, وتدعي نسبته للزوج المطلق منذ اثنتي عشرة سنة, فهل تقبل دعواها؟ وعلى تقدير قبولها فهل يُمكَّن الزوج من اللعان إذا لم يبادر في نفي النسب؟
    نريد أن تكون الإجابة حسب المذهب المالكي، مع ذكر أقوال المذاهب الأخرى في المسألة.
    جزاكم الله خيرًا.


    الإجابــة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
    فأقصى ما اطلعنا عليه في كتب الفقه المالكي عن الإمام مالك في أكثر مدة للحمل أنها: سبع سنين, وروي عنه: أربع سنين، وروي: خمس, وروي: ست, قال الإمام أبو عمر ابن عبد البر في الكافي: خمس سنين .. هذا أكثر الحمل، وقد روي عن مالك: أربع سنين، وروي عنه ست, وسبع، والأول أصح عنه. اهـ.
    وقد حكى القرطبي عند تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} [الرعد: 8] عن الإمام مالك رواية بأنه لا حد لأكثره, ولكن لم نطلع على هذه الرواية في كتب الفقه المالكي, وجاء في المدونة: قلت: أرأيت إذا طلق الرجل امرأته ثلاثًا, أو طلاقًا يملك الرجعة، فجاءت بولد لأكثر من سنين, أيلزم الزوج الولد أم لا؟ قال: يلزمه الولد في قول مالك إذا جاءت بالولد في ثلاث سنين, أو أربع سنين, أو خمس سنين, قال ابن القاسم: وهو رأيي في الخمس سنين, قال: كان مالك يقول ما يشبه أن تلد له النساء إذا جاءت به يلزم الزوج, قلت: أرأيت إن جاءت به بعد الطلاق لأكثر من أربع سنين جاءت بالولد لست سنين, وإنما كان طلاقها طلاقًا يملك الرجعة أيلزم الولد الأب أم لا؟ قال: لا يلزم الولد الأب ههنا على حال؛ لأنا نعلم أن عدتها قد انقضت, وإنما هذا حمل حادث, قال مالك: إذا جاءت بالولد لأكثر مما تلد له النساء لم يلحق الأب. اهـ.
    وقال ابن رشد في بداية المجتهد: الذين أوجبوا اللعان في وقت الحمل اتفقوا على أن له نفيه في وقت العصمة، واختلفوا في نفيه بعد الطلاق، فذهب مالك إلى أنه له ذلك في جميع المدة التي يلحق الولد فيها بالفراش، وذلك هو أقصى زمان الحمل عنده، وذلك نحو من أربع سنين عنده، أو خمس سنين، وكذلك عنده حكم نفي الولد بعد الطلاق إذا لم يزل منكرًا له. اهـ.
    فعلى مذهب مالك لا تقبل دعوى هذه المرأة بعد طلاقها باثنتي عشرة سنة, بل ويقام عليها الحد، جاء في المدونة: قلت: فإن قعدت إلى أقصى ما تلد له النساء, ثم جاءت بالولد بعد ذلك لستة أشهر فصاعدًا، فقالت المرأة: هو ولد الزوج، وقال الزوج: ليس هذا بابني, قال: القول قول الزوج، ليس هو له بابن؛ لأنا قد علمنا أن عدتها قد انقضت، وهذا الولد إنما هو حمل حادث، قلت: ويقيم على المرأة الحد؟ قال: نعم. اهـ.
    وكلام الفقهاء في مسألة أكثر مدة الحمل قد تباين تباينًا عظيمًا، فمن قائل: لا حد لأكثره، كأبي عبيد, والشوكاني, واختاره الشنقيطي - كما ذكر السائل - ومن قائل: سبع سنين، ومن قائل: ست، وهكذا إلى قائل بسنة واحدة، كمحمد بن عبد الحكم، واختاره ابن رشد, ومنهم من قال: بأن أقصى مدة للحمل هي المدة المعهودة تسـعة أشـهر، وبه قال داود وابن حزم من الظاهرية, وقد ذكر الحافظ ابن عبد البر هذا الخلاف في الاستذكار ثم قال: وهذه مسالة لا أصل لها إلا الاجتهاد, والرد إلى ما عرف من أمر النساء. اهـ.
    والمعتمد عند جمهور الفقهاء أن المرأة لو طلقت فجاءت بولد بعد أكثر مدة الحمل، فإن الولد لا يلحق بالزوج، دون الحاجة إلى اللعان، قال ابن قدامة في المغني: إن وضعته لأكثر من أربع سنين من حين الطلاق، وكان بائنًا، انتفى عنه بغير لعان؛ لأننا علمنا أنها علقت به بعد زوال الفراش, وإن كان رجعيًا، فوضعته لأكثر من أربع سنين منذ انقضت العدة، فكذلك؛ لأنها علقت به بعد البينونة. اهـ.
    وقال الشيرازي في التنبيه في الفقه الشافعي: من تزوج بامرأة فأتت بولد يمكن أن يكون منه لحقه نسبه, ولا ينتفي عنه إلا بلعان، وإن لم يمكن أن يكون منه بأن يكون له دون عشر سنين, أو كان مقطوع الذكر والأنثيين جميعًا ... أتت بولد لأكثر من أربع سنين من حين اجتمع معها انتفى عنه من غير لعان. اهـ. وقد سبق النقل بذلك عن الإمام مالك.
    وأما عند الحنفية فأكثر مدة الحمل عندهم سنتان, فلا يثبت نسب ولد المطلقة إن جاءت به بعد هذه المدة، قال الشبلي في حاشيته على تبيين الحقائق: الحكم في المبانة أن نسب ولدها يثبت إلى سنتين من وقت الطلاق. اهـ.
    وجاء في لسان الحكام: المبتوتة يثبت نسب ولدها إذا جاءت به لأقل من سنتين، وإن جاءت به لتمام سنتين من وقت الفرقة لم يثبت؛ لأن الحمل حادث بعد الطلاق. اهـ.
    وفي خصوص قول السائل: إن الحدود تدرأ بالشبهات، وكل ما يدرأ الحد يلحق معه النسب: فجوابه أن الشبهة التي تدرأ الحد يشترط أن لا تكون ضعيفة، وضابط كون الشبهة قوية أو ضعيفة ـ في حال رجوع الشبهة إلى خلاف العلماء ـ هو النظر في درجة القول المخالف الذي بنى عليه صاحب الشبهة، فإن كان قولًا قويًا فالشبهة قوية، وإن كان قولًا ضعيفًا أو شاذًا فالشبهة ضعيفة, وليس من شك في أن القول بأن أمد الحمل لا حد لأقصاه قول ضعيف, ثم إنه ليس كل قول أو خلاف ما يعتبر شبهة تدرأ الحد؛ بدليل أنه في المذهب المالكي يحد واطئ المستأجرة, وهذا يخالف مذهب الإمام أبي حنيفة جاء في المغني لابن قدامة: وإذا استأجر امراة لعمل شيء فزنى بها أو استأجرها ليزني بها وفعل ذلك، أو زنى بامرأة ثم تزوجها أو اشتراها فعليهما الحد, وبه قال أكثر أهل العلم, وقال أبو حنيفة: لا حد عليهما في هذه المواضع؛ لأن ملكه لمنفعتها شبهة دارئة للحد, ولا يحد بوطء امرأة هو مالك لها, ولنا عموم الآية والاخبار, ووجود المعنى المقتضي لوجوب الحد, وقولهم: إن ملكه منفعتها شبهة ليس بصحيح.
    وهنا ننبه على أن إلحاق النسب بالباطل فيه مفاسد كبيرة،
    قال العز بن عبد السلام في قواعد الأحكام:
    إذا أتت الزوجة بالولد لدون أربع سنين من حين طلقها الزوج بعد انقضاء عدتها بالأقراء فإنه يلحقه, مع أن الغالب الظاهر أن الولد لا يتأخر إلى هذه المدة,
    فإن قيل:
    إ
    نما لحقه لأن الأصل عدم الزنا وعدم الوطء بالشبهة والإكراه،
    قلنا:وقوع الزنا أغلب من تأخر الحمل إلى أربع سنين إلا ساعة واحدة،
    وكذلك الإكراه والوطء بالشبهة، ولا يلزم على ذلك حد الزنا؛ فإن الحدود تسقط بالشبهات،
    بخلاف إلحاق الأنساب فإن فيه مفاسد عظيمة،
    منها: جريان التوارث، ومنها: نظر الولد إلى محارم الزوج، ومنها: إيجاب النفقة, والكسوة, والسكنى، ومنها: الإنكاح, والحضانة. اهـ.
    والله أعلم. المصدر الاسلام سؤال وجواب

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    جاء في أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، للشيخ محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي بعد ذكر خلاف أهل العلم في أقصى أمد الحمل: ... قال مقيده - عفا الله عنه -: أظهر الأقوال دليلًا أنه لا حدَّ لأكثر أمد الحمل، وهو الرواية الثالثة عن مالك، كما نقله عنه القرطبي; لأن كل تحديد بزمن معين لا أصل له ولا دليل عليه، وتحديد زمن بلا مستند صحيح لا يخفى سقوطه، والعلم عند الله تعالى.
    قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: أما أكثر أمد الحمل فلم يرد في تحديده شيء من كتاب ولا سنة والعلماء مختلفون فيه وكلهم يقول بحسب ما ظهر له من أحوال النساء فذهب الإمام أحمد والشافعي إلى أن أقصى أمد الحمل أربع سنين وهو إحدى الروايتين المشهورتين عن مالك والرواية المشهورة الأخرى عن مالك خمس سنين وذهب الإمام أبو حنيفة إلى أن أقصاه سنتان وهو رواية عن أحمد وهو مذهب الثوري وبه قالت عائشة رضي الله عنها وعن الليث ثلاث سنين وعن الزهري ست وسبع وعن محمد بن الحكم سنة لا أكثر وعن داود تسعة أشهر -وقال ابن عبد البر هذه مسألة لا أصل لها إلا الاجتهاد والرد إلى ما عرف من أمر النساء وقال القرطبي روى الدارقطني عن الوليد بن مسلم قال قلت لمالك بن أنس إني حدثت عن عائشة أنها قالت لا تزيد المرأة في حملها على سنتين قدر ظل المغزل فقال سبحان الله من يقول هذا هذه جارتنا امرأة محمد بن عجلان تحمل وتضع في أربع سنين وكانت تسمى حاملة الفيل، وروي أيضاً بينما مالك بن دينار يوماً جالس إذ جاءه رجل فقال يا أبا يحيى ادع لامرأتي حبلى منذ أربع سنين قد أصبحت في كرب شديد فغضب مالك وأطبق المصحف ثم قال ما يرى هؤلاء القوم إلا أنا أنبياء ثم قرأ ثم دعا ثم قال اللهم هذه المرأة إن كان في بطنها ريح فأخرجه عنها وإن كان في بطنها جارية فأبدلها غلاماً فإنك تمحو وتثبت وعندك أم الكتاب ورفع مالك يده ورفع الناس أيديهم وجاء الرسول إلى الرجل فقال أدرك امرأتك فذهب الرجل فما حط مالك يده حتى طلع الرجل من باب المسجد على رقبته غلام جعد قطط ابن أربع سنين قد استوت أسنانه ما قطعت سراره.وروي أيضاً أن رجلاً جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين إني غبت عن امرأتي سنتين فجئت وهي حبلى فشاور عمر الناس في رجمها فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه يا أمير المؤمنين إن كان لك عليها سبيل فليس لك على ما في بطنها سبيل فاتركها حتى تضع فتركها فوضعت غلاماً قد خرجت ثنيتاه فعرف الرجل الشبه فقال أبني ورب الكعبة فقال عمر عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ لولا معاذ لهلك عمر.وقال الضحاك وضعتني أمي وقد حملت بي في بطنها سنتين فولدتني وقد خرجت سني، ويذكر عن مالك أنه حمل به في بطن أمه سنتان وقيل ثلاث سنين ويقال إن محمد بن عجلان مكث في بطن أمه ثلاث سنين فماتت به وهو يضطرب اضطراباً شديداً فشق بطنها وأخرج وقد نبتت أسنانه وقال حماد بن سلمة إنما سمي هرم بن حيان هرماً لأنه بقي في بطن أمه أربع سنين.وذكر الغزنوي أن الضحاك ولد لسنتين وقد طلعت سنه فسمي ضحاكاًوعن عباد بن العوام قال ولدت جارة لنا لأربع سنين غلاماً شعره إلى منكبيه فمر به طير فقال له كش.
    قال مقيده عفا الله عنه أظهر الأقوال دليلاً أنه لا حد لأكثر أمد الحمل وهو الرواية الثالثة عن مالك كما نقله عنه القرطبي لأن كل تحديد بزمن معين لا أصل له ولا دليل عليه وتحديد زمن بلا مستند صحيح لا يخفى سقوطه والعلم عند الله تعالى.أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن للشيخ محمد الأمين الشنقيطي 2/ 227

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    وهذا بحث جيد فى المسألة
    أكثر مدة الحمل

    قبل الشروع في بيان هذه النازلة نقول
    بأن هذه المسألة ليس فيها نص من القرآن أو السنة،
    وإنما هي اجتهادات لأهل العلم المرجع فيها إلى الوجود،
    أي:
    أن من قال بقول ما، ذكر أنه قد وجد في الواقع ما يشهد له ويؤيده.
    قال ابن عبد البر -رحمه الله-: "وهذه مسألة لا أصل لها إلا الاجتهاد، والرد إلى ما عُرف من أمر النساء"،ولبيان هذه النازلة نقول:
    أولًا: تنازع الفقهاء والأطباء والباحثون قديمًا وحديثًا في أكثر مدة للحمل بعد اتفاقهم على أن أقل مدة للحمل ستة أشهر، لكنهم تنازعوا في أكثر المدة التي تقضيها المرأة وهي حامل على قولين
    :
    الأول: أن أقصى مدة الحمل هي المدة المعهودة تسعة أشهر.
    الثاني:
    أنه يمكن أن يمتد الحمل أكثر من تسعة أشهر،
    وأصحاب هذا القول اختلفوا في أكثر الحمل على أقوال منها:

    أن أقصى مدة الحمل سنة واحدة لا أكثر،
    وفي قول آخر: إن الحمل قد يستمر إلى سنتين،
    وفي قول ثالث:
    إن أقصى الحمل أربع سنين،
    وهناك أقوال أخرى في هذه المسألة:
    وهذه الأقوال المتعددة إنما حكيت على ما توارد على السمع عندهم من أن هناك حملًا امتد لهذا الأمد.
    ثانيًا: موقف الطب من أكثر الحمل:الذي يظهر من خلال أقوال الأطباء أنهم لا يقبلون بأن ثمة حمل يمتد لسنة فضلًا عن سنوات طويلة، وقالوا بأن الفقهاء الذين تعددت آراؤهم في المسألة قد بنوا على ما توارد على أسماعهم وما بلغهم عن نساء امتد عندهن الحمل لفترات طويلة.
    ثالثًا:
    ثمرة الخلاف:
    ثمرة الخلاف تظهر في إثبات النسب للزوج المتوفى أو المطلق، وكذلك الإلزام بالنفقة عند من يقول به والميراث للطفل المولود، ولزوم العدة للمرأة وإقامة حد الزنا وغيرها من الأحكام الهامة.رابعًا: بيان القول الراجح في هذه المسألة:الذي يظهر لنا أن أقصى مدة الحمل التي تبنى عليها الأحكام الشرعية هي المدة المعهودة تسعة أشهر، وقد تزيد أسابيع محدودة كما هو الواقع، أما المدد الطويلة فهي نادرة،
    والقاعدة الفقهية أن "الاحتمالات النادرة لا يلتفت إليها"،
    وأيضًا "العبرة بالغالب، والنادر لا حكم له".
    قال ابن رشد الحفيد في هذه المسألة:
    "وهذه المسألة مرجوع فيها إلى العادة والتجربة،
    وقول ابن عبد الحكم والظاهرية هو أقرب إلى المعتاد،
    والحكم إنما يجب أن يكون بالمعتاد لا بالنادر، ولعله أن يكون مستحيلًا"

    .قلنا: ولا يعني هذا القطع بنفي وقوع حمل امتد طويلًا كسنة أو سنتين أو ثلاث أو أربع مع كونه نادرًا جدًّا، وذلك للأمور الآتية:
    1 - حديث ابن صياد والذي ثبت أنه ولد لسنة: ففي حديث أبي ذر -رضي الله عنه- قال: لأن أحلف عشر مرارًا أن ابن صائد هو الدجال أحب إلي من أن أحلف مرة واحدة أنه ليس به،
    قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثني إلى أمه: "سلها كم حملت؟ "، قال: فأتيتها فسألتها فقالت: حملت به اثني عشر شهرًا، قال: ثم أرسلني إليها فقال:"سلها عن صيحته حين وقع". قال: فرجعت إليها فسألتها، فقالت: صاح صيحة الصبي ابن شهر
    .وعامة العلماء على أن الدجال غير ابن صياد، فقد دخل مكة والمدينة وله ابن من التابعين الأجلاء الذي روى بعض الأحاديث، ومن الثابت أن الدجال لا يولد له ولا يدخل مكة والمدينة إنما كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبعض الصحابة يشكون في أمره، وكان فيه شيء من تلبس الجان. - أنه بين حين وآخر يوجد حمل وصلت مدته ثلاث سنوات أو أكثر أو أقل
    2-3 - وجود الشواذ في الخلق مقطوع به، فقد ثبت ولادة سبعة توائم في بطن واحد بخلاف المعهود، ووجود أطفال ولدوا برأسين، وغير ذلك كثير مما هو نادر وواقع، ولا يمتنع أن توجد على جهة الشذوذ مشيمة لها قدرة على إمداد الطفل لفترة طويلة على غير المعهود كما هو حال المعمرين في هذا الزمان والذين تجاوزت أعمار بعضهم قرنًا ونصفًا من الزمان.
    [قال العلامة ابن باز رحمه الله :
    أكثر مدة الحمل على المذهب أربع سنين ، وذهب بعض أهل العلم إلى أن مدة الحمل لا حد لأكثرها وهو الأرجح دليلا .]
    4- ما جاء عن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية حيث ثبت لديه حمل دام سبع سنين حين كان يشغل منصب القضاء، وحين أورد ذلك على الأطباء في مناقشات مجمع الفقه الإِسلامي بالرابطة حاروا في الجواب. وهذا ما تناقلته وسائل الإعلام.
    فإذا أضفنا هذه الأخبار المعاصرة لما ورد في كتب الفقه والتاريخ من وجود نساء حملن لمدد طويلة، أفادت هذه الأخبار وجود هذا النوع من الحمل وإن كان شاذًّا ونادرًا.
    والخلاصة: أن الذي يمكن أن يقال في هذه المسألة:
    إنه إذا ثبت طبيًّا ثبوتًا أكيدًا لا شبهة فيه أن الحمل لا يمكن أن يبقى كل هذه السنوات الطويلة، فلا مفر من القول بذلك؛ لأن الشرع لا يمكن أن يأتي بما يخالف الواقع أو الحس، فهما يشهدان على أن أقصى الحمل هي المدة المعهودة تسعة أشهر، والتي قد تزيد بضعة أسابيع، وهو الذي يبنى عليه الأحكام الشرعية.

    فإذا ادعت المرأة وجود حمل تجاوز المدة المعهودة يلزم أن تثبت ذلك بالبينة الموجبة لتصديق قولها،
    كأن تشهد النساء بوجود هذا الحمل وظهور علاماته الواضحة -التي لا تلتبس مع الحمل الكاذب- كحركة الجنين،
    أو تثبت ذلك عن طريق تحليل البول أو الدم أو الموجات الصوتية (السونار)
    أو غير ذلك مما يقطع بوجود الحمل من عدمه؛
    لأن الأصل عدم امتداد الحمل عن المدة المعهودة،
    ولقطع باب الادعاء،
    ولكون هذا الحمل ينبني عليه أحكام كثيرة،
    ويمكن للقضاة في هذا الزمان الاعتماد على الأجهزة الطبية الحديثة التي تحدد عمر الجنين بدقة،
    إضافة إلى البصمة الوراثية والتي تحدد الأبوين بنسبة 99 %.
    [ من كتاب الفقه الميسر]

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    جزاكم الله خيرا

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    التوجيه السادس

    .‏|[ حكم قول ( فلان مثلي الأعلى ) ]|

    ▪️قال الشيخ صالح ال الشيخ -حفظه الله-:

    " فلا يجوز ان يطلق على أحد أنه مثل أعلى لك ، لا في أمورك ولا في سلوكك، مثلًا يقال :
    من مثلك الأعلى ؟

    فيقال : مثلي الأعلى فلان من الصحابة ، أو من العلماء أو نحو ذلك ،

    ‏المثل الأعلى هو الله ﷻ فلا يجوز أن يقال : فلان هو المثل الأعلى ...". [١] انتهى

    ونذكركم بقوله ﷻ :
    ﴿ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [٢]

    والأجدر والأفضل القول :
    من هو قدوتك وأسوتك ؟
    ‏وكما هو معلوم أن المسلمون قد اختار لهم الله ﷻ سيدنا محمد ﷺ لهم قدوة وأسوة كما قال ﷻ :
    ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾ [٣]
    ‏_____________________
    [١] شرح الفتوى الحموية الكبرى.
    [٢] سورة النحل آية ٦٠
    [٣] سورة الأحزاب آية ٢١


    ولذا جاء النهي عنه .

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن المطروشى الاثرى مشاهدة المشاركة
    التوجيه السادس

    .‏|[ حكم قول ( فلان مثلي الأعلى ) ]|

    ▪️قال الشيخ صالح ال الشيخ -حفظه الله-:

    " فلا يجوز ان يطلق على أحد أنه مثل أعلى لك ، لا في أمورك ولا في سلوكك، مثلًا يقال :
    من مثلك الأعلى ؟

    فيقال : مثلي الأعلى فلان من الصحابة ، أو من العلماء أو نحو ذلك ،

    ‏المثل الأعلى هو الله ﷻ فلا يجوز أن يقال : فلان هو المثل الأعلى ...". [١] انتهى

    ونذكركم بقوله ﷻ :
    ﴿ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [٢]

    والأجدر والأفضل القول :
    من هو قدوتك وأسوتك ؟
    ‏وكما هو معلوم أن المسلمون قد اختار لهم الله ﷻ سيدنا محمد ﷺ لهم قدوة وأسوة كما قال ﷻ :
    ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾ [٣]
    ‏_____________________
    [١] شرح الفتوى الحموية الكبرى.
    [٢] سورة النحل آية ٦٠
    [٣] سورة الأحزاب آية ٢١


    ولذا جاء النهي عنه .
    نعم بارك الله فيك هذا توجيه الشيخ صالح ال الشيخ
    وللعلماء توجيهات أخرى
    السؤال
    ما حكم قول: "أنت مثلي الأعلى"؟
    الجواب
    فهذا القول يطلق ويراد به: النموذج الذي يقتدى به، ويُتأسى به في جانب معين من جوانب الحياة، وهذا الإطلاق بهذا الاعتبار لا بأس به.
    وأما وصف فلان بأن له المثل الأعلى مطلقًا، فهذا لا يجوز؛ لأن المثل الأعلى لا يكون إلا لله تعالى.
    وكذا وصف فلان بأنه قدوة مطلقة في جميع شؤون الحياة، فهذا لا ينبغي إلا للرسول صلى الله عليه وسلم القائل فيه ربه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا {الأحزاب:21}.
    وقد سئل الشيخ ابن عثيمين: ما رأي فضيلتكم في قول: "إن فلانًا له المثل الأعلى"، أو" فلان كان المثل الأعلى"؟
    فأجاب بقوله: هذا لا يجوز على سبيل الإطلاق، إلا لله سبحانه وتعالى، فهو الذي له المثل الأعلى.
    وأما إذا قال: "فلان كان المثل الأعلى في كذا كذا"، وقيَّده، فهذا لا بأس به. انتهى.
    وقال الشيخ ابن باز: أما إن أريد من هو المثل الأعلى في المنهج والسيرة، فإنه يفسر بالرسول صلى الله عليه وسلم؛ فإنه أكمل الناس هديًا وسيرةً وقولًا وعملًا، وهو المثل الأعلى للمؤمنين في سيرتهم وأعمالهم وجهادهم وصبرهم، وغير ذلك من الأخلاق الفاضلة، كما قال الله سبحانه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب:21]، وقال في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4]، قالت عائشة -رضي الله عنها-: كان خلقه القرآن. والمعنى أنه كان عليه الصلاة والسلام يعمل بأوامر القرآن، وينتهي عن نواهيه، ويتخلق بالأخلاق التي أثنى القرآن على أهلها، ويبتعد عن الأخلاق التي ذم القرآن أهلها. انتهى.
    المصدر الاسلام سؤال وجواب

    السؤال : سائل من الرياض يقول: يرد سؤال يتكرر دائما في المقابلات الصحفية وخلافها وهو: من هو مثلك الأعلى وتختلف الإجابة باختلاف الأشخاص هناك من يقول: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهناك من يقول: والدي وهكذا.
    ما رأي سماحتكم حفظكم الله في هذا السؤال وما علاقته بآية سورة النحل رقم 60 وهي قوله تعالى: لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وكذا آية سورة الروم رقم 27 وهي قوله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الحكيم؟ أفيدونا أثابكم الله.
    الجواب
    المعنى يختلف فيما أشرت إليه
    فإذا أريد بيان من هو الأحق بالوصف الأعلىفالجواب
    هو الله وحده؛ لأنه سبحانه هو الذي له المثل الأعلى في كل شيء ومعناه الوصف الأعلى،
    وهو سبحانه الكامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله لا شبيه له ولا كفو له ولا ندَّ له،
    وهذا المعنى هو المراد في الآيتين الكريمتين المذكورتين في سؤالك،
    وقد قال الله تعالى : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۝ اللَّهُ الصَّمَدُ ۝ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ۝ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص: 1 - 4] وقال سبحانه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11].
    أما إن أريد من هو المثل الأعلى في المنهج والسيرة
    فإنه يفسر بالرسول صلى الله عليه وسلم فإنه أكمل الناس هديا وسيرة وقولا وعملا،
    وهو المثل الأعلى للمؤمنين في سيرتهم وأعمالهم وجهادهم وصبرهم وغير ذلك من الأخلاق الفاضلة
    كما قال الله سبحانه: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب: 21]
    وقال سبحانه في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم: 4]
    قالت عائشة رضي الله عنها: (كان خلقه القرآن)
    والمعنى أنه كان -عليه الصلاة والسلام- يعمل بأوامر القرآن وينتهي عن نواهيه ويتخلق بالأخلاق التي أثنى القرآن على أهلها ويبتعد عن الأخلاق التي ذم القرآن أهلها.
    والله ولي التوفيق
    -https://binbaz.org.sa/fatwas-

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    وفقكم الله

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: للمشاركة والنقاش !!

    التوجيه السابع

    قال الشيخ العلامة المحدث ابن باز رحمه الله واسكنه فسيح جناته
    هم من بني آدم ويخرجون في آخر الزمان، وهم في الشرق من جهة الشرق، وكان الترك منهم فتركوا وراء السد وبقي يأجوج ومأجوج من وراء السد، والأتراك كانوا خارج السد، فالمقصود أن يأجوج ومأجوج هم من شعوب الجهات الشرقية، الشرق الأقصى، والظاهر والله أعلم أنهم في آخر الزمان يخرجون من الصين الشعبية*.....

    وكذلك راي للشيخ ابن سعدي رحمه الله واسكنه فسيح جناته

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •