دعوة الشيخ الامام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-
دعوة سنّية سلفية على منهاج النبوة،
وقد كتب الله لها القبول على نحوٍ لم يَسبق له مثيل،
فتأثر بها المصلحون والدعاة المخلصون في عامة بلاد المسلمين ممن تجرّدوا للحق وأحبّوه وآثروه على غيره،
فلم تَحُل بينهم وبين اتباع الحقّ والدليل عصبية ولا قومية ولا طائفية،
وهذا القبول لم يكن محصوراً في الجزيرة العربية،
فالدعوات التي قامت في بلاد المسلمين متأثرة بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية كثيرة،
حتى إنه لم تخل دولة من دول المسلمين إلا ووجد فيها من يقوم بدعوة التوحيد
متأثراً بدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب الإصلاحية المباركة
، فحمل لواء هذه الدعوة شخصيات علمية،
وهيئات وجمعيات ومؤسسات شرعية..
وهذه الدعوة الإصلاحية المباركة لم تبلغ ما بلغته من الانتشار والذيوع ولم يُهيّئ ما هُيّئ لها من التمكين إلا بعد جهدٍ كبير،
وصبرٍ عظيم،
وابتلاء وامتحان قلَّ مثيله،
وهي سنّة الله تعالى في المصلحين قديماً وحديثاً،
يُبتلون ويؤذون فيصبرون ثم تكون العاقبة لهم،
قال تعالى: {أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون} الآيتين، وقال صلى الله عليه وسلم: «أشدّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل» ؟؟.
والشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- قد نال أوفر الحظَّ والنصيب من هذا الابتلاء،
فلقي من العداوة
والخصومة ما لم يَلْقَه كثير من المصلحين،
لا سيما في أول دعوته، فقد خالفه وعارضه كثير من الناس على اختلاف طبقاتهم ومراتبهم، وأوذي في ذلك أذىً شديداً.