تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: حديث (فَيَغْفِرُها اللَّهُ لهمْ ويَضَعُها على اليَهُودِ والنَّصارى)

  1. #1

    افتراضي حديث (فَيَغْفِرُها اللَّهُ لهمْ ويَضَعُها على اليَهُودِ والنَّصارى)

    أخرج مسلم في صحيحه [2770]، فقال:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَبَّادِ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا شَدَّادٌ أَبُو طَلْحَةَ الرَّاسِبِيُّ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
    " يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِذُنُوبٍ أَمْثَالِ الْجِبَالِ، فَيَغْفِرُهَا اللَّهُ لَهُمْ، وَيَضَعُهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فِيمَا أَحْسِبُ أَنَا "،
    قَالَ أَبُو رَوْحٍ: لَا أَدْرِي مِمَّنْ الشَّكُّ، قَالَ أَبُو بُرْدَةَ: فَحَدَّثْتُ بِهِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: أَبُوكَ حَدَّثَكَ هَذَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ: نَعَمْ". اهـ.
    وأخرجه البيهقي في البعث [90] من طريق الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ، فقال: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي جَبَلَةَ، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ، ثنا شَدَّادٌ أَبُو طَلْحَةَ الرَّاسِبِيُّ، به.
    أنكره الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة، فقال:
    "الراوي شك فيها، وهو عندي شداد أبو طلحة الراسبي، أو الراوي عنه حرمي بن عمارة،
    ولكن هذا قد قال - وهو أبو روح -: «لا أدري ممن الشك» فتعين أنه الراسبي، لأنه متكلم فيه من قبل حفظه، وإن كان ثقة في ذات نفسه". اهـ.
    قلتُ: لعله هو من أبي روح حرمي بن عمارة نفسه ففي الترغيب والترهيب (2/193) لإسماعيل الأصبهاني من طريق:
    إبراهيم بن محمد بن عرعرة، عن حرمي بن عمارة، به، فذكر الحديث وفيه يقول أبو روح هو حرمي بن عمارة -: "لا أدري الشك مني أو منه". اهـ.
    قلتُ: شداد بن سعيد أبو طلحة الراسبي "ثقة"، كذا قال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وزهير بن حرب الحرشي والبزار وابن شاهين بالإضافة أنه أخرجه له مسلم.
    فأما قول ابن حبان: "ربما أخطأ"، والدارقطني: "معتبر"، فليس في كلامهما أية تضعيف له، بل ويعضد ذلك قول ابن عدي: "ليس له كثير حديث ولم أر له حديثا منكرا وأرجو أنه لا بأس به". اهـ.
    والوحيد الذي ضعفه عبد الصمد بن عبد الوارث وهو جرح غير مفسر.
    وقد روى أبو حاتم الرازي حديثه هذا كما أخرج ابن لال في جزء من حديثه عن شيوخه [20]، من طريق عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه، فقال:
    قال حدثنا عصمة بن الفضل، قال حدثني حرمي بن عمارة، قال:

    حدثنا أبو طلحة الراسبي - قال أبو حاتم اسمه شداد بن سعيد -، قال: حدثنا غيلان بن جرير، [عن أبي بردة] عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

    وقد توبع فيما أخرجه الروياني في مسنده [506]، فقال: نا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، نا الْحَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ، نا أَبُو طَلْحَةَ، عَنْ غَيْلانَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنِ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
    " تُحْشَرُ هَذِهِ الأُمَّةُ عَلَى ثَلاثَةِ أَصْنَافٍ: صِنْفٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وَصِنْفٍ يُحَاسَبُونَ حِسَابًا يَسِيرًا، وَصِنْفٍ يَجِيئُونَ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَمْثَالُ الْجِبَالِ الرَّاسِيَةِ، فَيَسْأَلُ اللَّهُ عَنْهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ،
    فَيَقُولُ: مَا هَؤُلاءِ؟ فَيَقُولُونَ: هَؤُلاءِ عِبَادٌ مِنْ عِبَادِكِ، قَالَ: حُطُّوها عَنْهُمْ وَاجْعَلُوهَا عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَأَدْخِلُوهُمْ بِرَحْمَتِي الْجَنَّةَ ". اهـ.
    وأخرجه ابن لال كما في الغرائب الملتقطة [3574] من طريق يعقوب بن سفيان، قال:
    حدثنا حجاج بن نصير، حدثنا أبو طلحة شداد بن سعيد الراسبي، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري، رفعه.
    وتوبع فيما أخرجه ابن الفاخر في موجبات الجنة [298] من طريق الطبراني، فقال:
    ثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني، ثنا إسماعيل بن عمرو، ثنا عثمان بن صالح، عن شداد بن أبي طلحة الراسبي، عن غيلان بن جرير، به.
    وإقوله: "عثمان بن صالح"، فيه نظر ولعل هناك خطأ في النسخة حيث وقع سقط للحديث، سيما وأني لم أقف عليه عند الطبراني في كتبه وغيره.
    فإن الحديث لا يعرف إلا من حديث الحجاج بن نصير فيبدو أن الخبر به إدراج فقد روي صدر هذا الحديث في أحاديث أخرى ليست فيها هذه الزيادة، فلعله مما تلقنه الحجاج كما هو موصوف بقبول التلقين.
    ونفس هذه العلة في حديث ءاخر أخرجه الروياني في مسنده [589]، فقال:
    نا مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ الأَيْلِيُّ، نا سَلامَةُ بْنُ رَوْحٍ، نا عَقِيلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:
    " أُمَّتِي ثَلاثَةُ أَثْلاثٍ: ثُلَّةٌ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ، وَثُلَّةٌ يُحَاسَبُونَ حِسَابًا يَسِيرًا، ثُمَّ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ، وَثُلَّةٌ يُمْخَضُونَ وَيُكْشَفُونَ،
    ثم تَأْتِي الْمَلائِكَةُ فَيَقُولُونَ: وَجَدْنَاهُمْ يَقُولُونَ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ: صَدَقُوا، لا إِلَهَ إِلا أَنَا، أَدْخِلُوهُمُ الْجَنَّةَ بِقَوْلِهِمْ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ، وَاحْمِلُوا خَطَايَاهُمْ عَلَى أَهْلِ النَّارِ ".
    فَهِيَ الَّتِي قَالَ اللَّهُ: {وليحملن أثقالهم وَأَثْقَالا مَعَ أَثْقَالِهِمْ} وَتَصْدِيقُهَا فِي الَّتِي ذَكَرَ اللَّهُ فِيهَا الْمَلائِكَةَ، قَالَ اللَّهُ: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} يُكْشَفُ وَيُمْخَضُ،
    {وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ} وَهُوَ الَّذِي يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، {وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} فَهَذَا الَّذِي يَلِجُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَلا عَذَابٍ، بِإِذْنِ اللَّهِ يَدْخُلُونَهَا جَمِيعًا لَمْ يُفَرَّقْ بَيْنَهُمْ {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}،
    وَقَالُوا جَمِيعًا: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ}، ثُمَّ قَالَ: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا}. اهـ.
    أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره والطبراني في المعجم الكبير.
    قلتُ: يبدو أن الزيادة التي في المتن والاستشهادات بالآيات من تفسير الزهري وصنيعه أما العلة فمن سلامة بن روح "ليس بالقوي محله عندي محل الغفلة"، كذا قال أبو حاتم الرازي وقيل لم يسمع من عمه عقيل.
    لكن يبقى الحجة في رواية شداد أبي طلحة الراسبي فإن تعليل البيهقي وتابعه الألباني فيه نظر إذ قرنا روايته بروايات أخرى ذات متابعة ناقصة.
    والأحاديث التي أعل بها حديث شداد ينبغي أن تقويه فإنها تدور معناها في إطار المفاداة كما أوَّل البيهقي وحديث شداد أبين وأوضح.
    وما ذكره الألباني من مخالفته لبعض الآيات فما ذكره الزهري في تفسير الحديث بالآيات غنية عن الرد.
    قال أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني: وفي ذلك رجاء عظيم للمؤمن إذ يدفع إليه فداؤه من الكفار.
    فإن قيل: كيف يضع الله –تعالى- ذنوب المسلمين على اليهود والنصارى، وقد قال الله –تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} وقال تعالى: {كل نفس بما كسبت رهينة} ؟ وقالوا أيضاً: هذا يرده العقل.
    والجواب: إن الخبر إذا صح وجب قبوله، وقد قال الله تعالى: {وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم} قال بعض العلماء: لله –تعالى- بالمسلمين من الألطاف ما لا يصل إليه أوهامهم ولا يتصورها عقولهم،
    ومن شديد النقمة للكفار ما لا يقدر قدره، وإذا جاز أن يكفر الإنسان مدة يسيرة فيعاقبه الله في النار أبد الأبد فلم لا يجوز أن يضع عليه من ذنوب المسلمين ما لم يفعله)). اهـ.
    والله أعلم.
    .

  2. #2

    افتراضي رد: حديث (فَيَغْفِرُها اللَّهُ لهمْ ويَضَعُها على اليَهُودِ والنَّصارى)

    أظن الشك من حرمي بن عمارة.
    فقد أنكر عليه العلماء بعض الأحاديث عن شعبة.
    وقد فهم أبو بكر الأثرم من كلام أحمد بن حنبل أن في حرمي بن عمارة غفلة.
    وما جاء في رواية مسلم احتمالية وقوع في الشك في جمبع الرواة.
    فقد قيدته رواية إسماعيل الأصبهاني من طريق أصح:
    الثقة الحافظ إبراهيم بن محمد بن عرعرة، عن حرمي بن عمارة.
    وفيه يقول حرمي بن عمارة -: "لا أدري الشك مني أو منه". اهـ.
    واللفظ غير محفوظ لانفراد حرمي بن عمارة بها كما ذكر البيهقي.
    فلعل الرواية رويت بالمعنى؛ لذا خرجه مسلم في الشواهد.
    والله أعلم.
    .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي رد: حديث (فَيَغْفِرُها اللَّهُ لهمْ ويَضَعُها على اليَهُودِ والنَّصارى)

    كتب الله أجركم .

  4. #4

    افتراضي رد: حديث (فَيَغْفِرُها اللَّهُ لهمْ ويَضَعُها على اليَهُودِ والنَّصارى)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو انس مشاهدة المشاركة
    كتب الله أجركم .
    بارك الله فيك.
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •