تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرًا وباطنًا

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرًا وباطنًا

    أجمع العلماء على أن من سبَّ النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين، فهو كافر مرتد يجب قتله؛ يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "إن سب الله أو سب رسوله كفرٌ ظاهرًا وباطنًا، وسواءٌ كان السابُّ يعتقد أن ذلك محرم، أو كان مستحلًّا له، أو كان ذاهلًا عن اعتقاده، هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل".
    ثم نقل أقوال الأئمة رحمهم الله ومنها: قول الإمام أحمد رحمه الله: من شتم النبي صلى الله عليه وسلم قُتل، وذلك أنه إذا شتم فقد ارتد عن الإسلام، ولا يشتم مسلم النبي صلى الله عليه وسلم.
    وقول القاضي أبي يعلى: من سب الله أو سب رسوله، فإنه يكفر، سواء استحل سبه، أو لم يستحله".
    وقول ابن راهويه: قد أجمع المسلمون أن من سب الله أو سبَّ رسوله صلى الله عليه وسلم، أو دفع شيئًا مما أنزل الله، أو قتل نبيًّا من أنبياء الله، أنه كافر بذلك، وإن كان مقرًّا بكل ما أنزل الله؛ الصارم المسلول 2 /13-16.
    وقال الإمام الشنقيطي في أضواء البيان: "اعلم أن عدم احترام النبي صلى الله عليه وسلم المشعر بالغض منه، أو تنقيصه صلى الله عليه وسلم، والاستخفاف أو الاستهزاء به، ردة عن الإسلام وكفر بالله، وقد قال تعالى في الذين استهزؤوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وسخروا منه في غزوة تبوك: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [سورة التوبة 65-66].
    ومما يدل على صحة هذا الإجماع: قول الله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ * يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾ [التوبة:61 - 66].
    فهذه الآيات الكريمة نص في المسألة لا تحتاج إلى مزيد شرح أو بيان، فهذه الآية نص في أن الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفر، فالسب بطريق الأولى، وقد دلت الآية أيضًا على أن من تنقص رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كفر جادًّا أو هازلًا.
    وقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [الأحزاب:57].
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الآيات الدالات على كفر الشاتم وقتله، أو على أحدهما إذا لم يكن معاهدًا، وإن كان مظهرًا للإسلام، فكثيرة مع أن هذا مجمع عليه كما تقدم حكاية الإجماع عن غير واحد؛ منها قوله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ ﴾ إلى قوله: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ إلى قوله: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَه ﴾، فعلم أن إيذاء رسول الله محادة لله ولرسوله؛ لأن ذكر الإيذاء هو الذي اقتضى ذكر المحادة، فيجب أن يكون داخلًا فيه، ولولا ذلك لم يكن الكلام مؤتلفًا إذا أمكن أن يقال: إنه ليس بمحاد، ودلَّ ذلك على أن الإيذاء والمحادة كفر؛ لأنه أخبر أن له نارَ جهنم خالدًا فيها، ولم يقل: "هي جزاؤه"، وبين الكلامين فرق، بل المحادة هي المعاداة والمشاقة، وذلك كفر ومحاربة، فهو أغلظ من مجرد الكفر، فيكون المؤذي لرسول الله صلى الله عليه وسلم كافرًا عدوًّا لله ورسوله، محاربًا لله ورسوله؛ لأن المحادة اشتقاقها من المباينة بأن يصير كل واحد منهما في حد كما قيل: "المشاقة: أن يصير كل منهما في شق، والمعاداة: أن يصير كل منهما في عدوة".
    وفي الحديث أن رجلًا كان يسب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "من يكفيني عدوي"، وهذا ظاهر قد تقدم تقريره، وحينئذ فيكون كافرًا حلال الدم؛ لقوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ ﴾ [المجادلة: 20]، ولو كان مؤمنًا معصومًا، لم يكن أذلَّ؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِي نَ ﴾ [المنافقون: 8]، وقوله: ﴿ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ [المجادلة: 5]، والمؤمن لا يكبت كما كبت مكذِّبو الرسل قط، ولأنه قد قال تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [المجادلة: 22]، فإذا كان من يواد المحاد ليس بمؤمن، فكيف بالمحاد نفسه؟ وقد قيل: إن من سبب نزولها أن أبا قحافة شتم النبي صلى الله عليه وسلم، فأراد الصديق قتله، أو أن ابن أُبي تنقَّص النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذن ابنه النبي صلى الله عليه وسلم في قتله لذلك، فثبت أن المحاد كافر حلال الدم.
    وأيضًا فقد قطع الله الموالاة بين المؤمنين وبين المحادين لله ورسوله، والمعادين لله ورسوله، فقال تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ ﴾ [المجادلة: 22]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ ﴾ [الممتحنة: 1]، فعلم أنهم ليسوا من المؤمنين)؛ الصارم المسلول (1/24).




    رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/143992/#ixzz6i0aOxCgh
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرًا وباطنًا

    أما اليوم تجد من المنافقين من يدافع عن من سب النبي صلى الله عليه وسلم!!!
    نسأل الله العافية
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرًا وباطنًا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    أما اليوم تجد من المنافقين من يدافع عن من سب النبي صلى الله عليه وسلم!!!
    نسأل الله العافية

    بارك الله فيك اختى الفاضلة أم علي طويلبة علم

    دفاع المنافقين وتبريراتهم لا تعد ولا تحصى فهم حائط الصد المنيع فى الذَبّ عن أعداء الاسلام
    قال الامام ابن القيم رحمه الله
    وأما النفاق :
    فالداء العضال الباطن الذى يكون الرجل ممتلئا منه وهو لا يشعر فإنه أمر خفي على الناس وكثيرا ما يخفى على من تلبس به فيزعم أنه مصلح وهومفسد
    فالأكبر : يوجب الخلود في النار في دركها الأسفل
    وهو أن يظهر للمسلمين إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وهو في الباطن منسلخ من ذلك كله مكذب به لا يؤمن بأن الله تكلم بكلام أنزله على بشر جعله رسولا للناس يهديهم بإذنه وينذرهم بأسه ويخوفهم عقابه
    وقد هتك الله سبحانه أستار المنافقين
    وكشف أسرارهم في القرآن وجلى لعباده أمورهم ليكونوا منها ومن أهلها على حذر
    وذكر طوائف العالم الثلاثة فى أول سورة البقرة...
    فى المنافقين

    ثلاث عشرة آية لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم وشدة فتنتهم على الإسلام وأهله فإن بلية الإسلام بهم شديدة جدا لأنهم منسوبون إليه وإلى نصرته وموالاته وهم أعداؤه
    يخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وإصلاح
    وهو غاية الجهل والإفساد
    فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه
    وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه
    وكم من علم له قد طمسوه
    وكم من لواء له مرفوع قد وضعوه
    وكم ضربوا بمعاول الشبه فى أصول غراسه ليقلعوها
    وكم عموا عيون موارده بآرائهم ليدفنوها ويقطعوها

    فلا يزال الإسلام وأهله منهم فى محنة وبلية
    ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية
    ويزعمون أنهم بذلك مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون
    يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون

    اتفقوا على مفارقة الوحي فهم على ترك الاهتداء به مجتمعون
    وتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون
    يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا
    ولأجل ذلك اتخذوا هذا القرآن مهجورا
    درست معالم الإيمان في قلوبهم فليسوا يعرفونها
    ودثرت معاهده عندهم فليسوا يعمرونها
    وأفلت كواكبه النيرة من قلوبهم فليسوا يحيونها
    وكسفت شمسه عند اجتماع ظلم آرائهم وأفكارهم فليسوا يبصرونها
    لم يقبلوا هدى الله الذي أرسل به رسوله ولم يرفعوا به رأسا
    ولم يروا بالإعراض عنه إلى آرائهم وأفكارهم بأسا

    خلعوا نصوص الوحي عن سلطنة الحقيقة وعزلوها عن ولاية اليقين
    وشنوا عليها غارات التأويلات الباطلة
    فلا يزال يخرج عليها منهم كمين بعد كمين
    نزلت عليهم نزول الضيف على أقوام لئام فقايلوها بغير ما ينبغي لها من القبول والإكرام
    وتلقوها من بعيد

    ولكن بالدفع فى الصدور منها والأعجاز
    وقالوا :
    ما لك عندنا من عبور وإن كان لا بد فعلى سبيل الاجتياز
    -مدارج السالكين (1/377).

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرًا وباطنًا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه
    وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه
    وكم من علم له قد طمسوه
    وكم من لواء له مرفوع قد وضعوه
    وكم ضربوا بمعاول الشبه فى أصول غراسه ليقلعوها
    وكم عموا عيون موارده بآرائهم ليدفنوها ويقطعوها

    فلا يزال الإسلام وأهله منهم فى محنة وبلية
    ولا يزال يطرقه من شبههم سرية بعد سرية
    ويزعمون أنهم بذلك مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون
    يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون

    اتفقوا على مفارقة الوحي فهم على ترك الاهتداء به مجتمعون
    وتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون
    يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا
    ولأجل ذلك اتخذوا هذا القرآن مهجورا
    درست معالم الإيمان في قلوبهم فليسوا يعرفونها
    ودثرت معاهده عندهم فليسوا يعمرونها
    وأفلت كواكبه النيرة من قلوبهم فليسوا يحيونها
    وكسفت شمسه عند اجتماع ظلم آرائهم وأفكارهم فليسوا يبصرونها
    لم يقبلوا هدى الله الذي أرسل به رسوله ولم يرفعوا به رأسا
    ولم يروا بالإعراض عنه إلى آرائهم وأفكارهم بأسا

    خلعوا نصوص الوحي عن سلطنة الحقيقة وعزلوها عن ولاية اليقين
    وشنوا عليها غارات التأويلات الباطلة
    فلا يزال يخرج عليها منهم كمين بعد كمين
    نزلت عليهم نزول الضيف على أقوام لئام فقايلوها بغير ما ينبغي لها من القبول والإكرام
    وتلقوها من بعيد

    ولكن بالدفع فى الصدور منها والأعجاز
    وقالوا :
    ما لك عندنا من عبور وإن كان لا بد فعلى سبيل الاجتياز
    نعم
    قال ابن القيم رحمه الله :
    "وجملة أمرهم أنهم في المسلمين كالزغل في النقود،
    يروج على أكثر الناس لعدم بصيرتهم بالنقد،
    ويعرف حاله الناقد البصير من الناس، وقليل ما هم.
    وليس على الأديان أضرّ من هذا الضرب من الناس،
    وإنما تفسد الأديان من قِبلهم،
    ولهذا جَلَّى الله أمرهم في القرآن،
    وأوضح أوصافهم،
    وبيّن أحوالهم،
    وكرّر ذكرهم؛
    لشدة المؤنة على الأمّة بهم وعِظم البلية عليهم بوجودهم بين أظهرهم،
    وفرط حاجتهم إلى معرفتهم والتحرّز من مشابهتهم والإصغاء إليهم، فكم قطعوا على السالكين إلى الله طريق الهدى،
    وسلكوا بهم سبل الردى،
    وعَدُوهم ومنّوهم،
    ولكن وعدوهم الغرور،
    ومنّوهم الويل والثبور".

    طريق الهجرتين (719).

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرًا وباطنًا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوسفيان مشاهدة المشاركة
    نعم

    ويعرف حاله الناقد البصير من الناس، وقليل ما هم.
    وليس على الأديان أضرّ من هذا الضرب من الناس،
    وإنما تفسد الأديان من قِبلهم،

    نعم
    إن بلية الإسلام بالمنافقين شديدة ، لأنهم منسوبون إليه، وهم أعداؤه في الحقيقة، يُخرجون عداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علم وصلاح، وهو غاية الجهل والإفساد.
    المنافقون هم أولياء الكافرين، أعداء المؤمنين
    ، يمكرون بهم،
    ويدلون على عوراتهم،
    ويطعنون في دينهم وفى نبيهم صلى الله عليه وسلم ،
    ويتصلون بأعدائهم،
    وقد جاء في القرآن ما يدل على أنهم لا يريدون الخير بالمؤمنين،
    ويتربصون بهم الدوائر،
    ويفرحون بمصابهم،
    ويحزنون لنصرهم،
    ويريدون الكفر لهم،
    قال الله تعالى في المنافقين [إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا] {آل عمران:120}
    وتتلخص حقيقة المنافقين
    في قول الله تعالى [هُمُ العَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ] {المنافقون:4}.
    إن منافقي زماننا هذا لا يخرجون عن أوصاف المنافقين المذكورين في القرآن؛
    فهم يكرهون شريعة الله تعالى
    وينفرون من التحاكم إليها [وَإِذَا دُعُوا إِلَى الله وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ]
    لقد حذّر القرآن الكريم من النفاق وصفات المنافقين في آيات كثيرة،
    ومما يوجب مزيد الحذر من المنافقين
    أنهم كثيرون منتشرون في بقاع الأرض،
    كما قال ابن القيم رحمه الله:
    "كاد القرآن أن يكون كله في شأنهم، لكثرتهم على ظهر الأرض، ،
    انه لا فارق بين نفاق الأمس ونفاق اليوم من حيث الجوهر،
    أما الظروف فقد اختلفت،
    فالنفاق بالأمس البعيد أيام تمكين الدين كان
    ذُلاً يستخفي،
    وضعفاً يتوارى ،
    وخضوعاً مقموعاً يمثله عمالقة أقزام ،
    حيات وعقارب موطوءة تكاد ألاّ تنفث السم إلاّ وهي تلفظ الحياة.
    كان تمكين الدين وقتها يمكّن المؤمنين من جهاد أولئك الأسافل باليد واللسان والقلب وبإقامة الحدود،
    فلا يُرى أحدهم إلاّ وهو محاصر مكدود،
    أو محدود مجلود.
    أما اليوم،
    فالنفاق صرح ممرد،
    وقواعد تتحرك،
    وقلاع تُشيّد،
    إنه اليوم دولة بل دول ذات هيئات وأركان،
    إنه أحلاف وتكتلات وكيانات،
    بل معسكرات ذات قوة وسلطان،
    سلطان سياسي
    واقتصادي
    وإعلامي
    وثقافي،
    يمارس الضرار في كل مضمار
    فما هو الموقف الشرعي تجاه المنافقين؟
    الجواب
    يتمثل ذلك في أمور:
    أولاً: النهي عن موالاتُهم والرُكون إليهم
    ثانياً: زجرُهم
    ثالثاً: عدم المجادلة أو الدفاع عنهم
    رابعاً: جهادُهم والغلظةُ عليهم لكف شرهم،
    خامساً: تحقيرُهم وعدم تسويدُهم:
    فعن بريدة مرفوعاً: ((لا تقولوا للمنافق سيّد،
    فإنه إنّ يك سيداً فقد أسخطتم ربكم عز وجل)).
    سادساً: عدم الصلاة عليهم
    إن الحرب بين معسكر الايمان والكفر
    حرب مستمرة منذ عقود طويلة،
    واليوم ناب عنهم فيها منافقون علمانيون أصبحوا يحاربون الدين وأهله
    تارة باسم الحرب على الرجعية،
    وتارة على أعداء التقدمية،
    وتارة ضد اعداء حرية الرأى والتعبير
    وتارة ضد المتطرفين الأصوليين،
    وما كان بإمكان الغرب أن يقوم بهذه الحرب لوحده
    لولا وجود مخلصين له في الداخل؟
    هل يستطيع الغرب أن يعلن الحرب وينفذ بهذه الجرأة والشراسة والشمول
    لولا استنادها إلى مواقف أكثر جراءة وشراسة وشمولاً من المنافقين.
    وإلا فمن للغرب ؟؟؟ بالتدخل المباشر في الأحوال الداخلية لكثير من الدول
    في صوغ مناهجها
    والتحكم في إعلامها
    وتوجيه الرأي العام بها
    ومحاصرة الدعوة فيها ؟ .
    إنهم المنافقون..الذين يتكلمون بألسنتنا
    ويتسمون بأسماءنا ولكنهم حرب على ديننا وعقديتنا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرًا وباطنًا

    وما العمل مع المنافقين عند إغوائهم لعامة بالمسلمين من خلال التحسين والتقبيح العقلي مقابل النص!!!
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرًا وباطنًا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    وما العمل مع المنافقين عند إغوائهم لعامة بالمسلمين من خلال التحسين والتقبيح العقلي مقابل النص!!!
    بارك الله فيك
    المنافقون يسعَون لتوفير الغِطاء الشَّرعي لأعمالِهم، فلمَّا كانوا مُبطنِين النِّفاق،
    فإنَّهم يُحاولون بشتَّى الطُّرق -عن طريق الكذِب والخداع- ألاَّ يظهر منْهم للنَّاس ما يدلُّ على نفاقِهم؛
    فلِذا يسعون أن يصبغوا أعمالَهم بالشَّرع، ويُلْبِسونَها لبوس الدِّين يرفضون من أحكام الشريعة ما لا يوافق أهواءهم وأهواء الذين كفروا
    يرفضون حكم الله : لأن إيمان المنافقين مجرد ادّعاء باللسان، ومخالفٌ لما في قلوبهم من الشك والتكذيب، فإنهم يرفضون شرع الله -تعالى- ويحاربونه بكل ما أُوتوا من القوة، لا سيّما أن حكم الله -تعالى- يعارض مصالحهم الدنيوية، ولا يحقق أهواءهم ورغباتهم، بينما يقدّسون القوانين الوضعية التي اخترعتها عقول البشر، ويلتزمون بها، ويتخذونها ديناً لهم؛ لأنها توافق أهواءهم ومصالحهم، وقد بيّن الله -تعالى- صفتهم هذه في القرآن الكريم حيث قال: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ)
    -يرفضون أحكام الشريعة، ؛ لأنها شريعة الله لكل المسلمين، وهم يرون أن لهم من النظر والفكر والعقل ما يجعلهم لا يقبلون بإيمانٍ كإيمان سائر الناس.-
    يبيحون المحرمات تحت ذريعة الحريات الشخصية ينادون بتغريب الاسلام عن المجتمعات،
    ويطالبون الامة بالتخلي عن دينها وثقافتها وأخلاقها، ويجعلون ذلك عنوان التقدُّم والرُّقي والحضارة
    كل ذلك وغيره من الفساد والإفساد يفعلونه، ويدعون إليه، ويطالبون به تحت مُسمَّى الإصلاح، ويزعمون أنهم مصلحون، وأنهم مخلصون ، وأنهم ما أرادوا إلا سعادة أُمَّتهم ورقيّها
    يقول شيخ الاسلام ابن تيمية :
    "ذم الله عز وجل المدَّعين الإيمان بالكتب كلها وهم يتركون التحاكم إلى الكتاب والسنة، ويتحاكمون إلى بعض الطواغيت المعظمة من دون الله،
    كما يصيب ذلك كثيرًا ممن يدعي الإسلام وينتحله في تحاكمهم إلى مقالات الصابئة الفلاسفة أو غيرهم،
    أو إلى سياسة بعض الملوك الخارجين عن شريعة الإسلام من ملوك الترك وغيرهم،
    وإذا قيل لهم: تعالوا إلى كتاب الله وسنة رسوله
    أعرضوا عن ذلك إعراضًا،
    وإذا أصابتهم مصيبة في عقولهم ودِينهم ودنياهم بالشبهات والشهوات، أو في نفوسهم وأموالهم عقوبة على نفاقهم،
    قالوا: إنما أردنا أن نحسن بتحقيق العلم بالذوق، ونوفق بين الدلائل الشرعية والقواطع العقلية
    التي هي في الحقيقة ظنون وشبهات"؛
    [الفتاوى 12/339 - 340، بتصرف يسير].
    ويقول أيضًا: "ومعلوم باتفاق المسلمين أنه يجب تحكيم الرسول في كل ما شجر بين الناس في أمر دِينهم ودنياهم في أصول دِينهم وفروعه،
    وعليهم كلهم إذا حكم بشيء ألا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما حكم،
    ويسلموا تسليمًا"؛ [الفتاوى 7/37 - 38]
    وقال ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة (ص423):
    (...فأولياؤه وخاصته وحزبه لَمَّا شهدت عقولهم وفطرهم أنه أهل أن يعبد وإن لم يرسل إليهم رسولاً، ولم ينزل عليهم كتابًا، ولو لم يخلق جنة أو نارًا، علموا أنه لا شيء في العقول والفطر أحسنُ من عبادته، ولا أقبح من الإعراض عنه، وجاءت الرسل وأنزلت الكتب لتقرير ما استَودع سبحانه في الفطر والعقول من ذلك، وتكميله وتفضيله وزيادته حسنًا إلى حسنه، فاتفقت شريعته وفطرته وتطابقا، وتوافقا، وظهر أنهما من مشكاة واحدة، فعبدوه وأحبوه ومجَّدوه وحمَدوه بداعي الفطرة، وداعي الشرع، وداعي العقل).
    وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله في الجواب الكافي (ص139):
    (فإن الكمال الإنساني مدارُه على أصلين: معرفة الحق من الباطل، وإيثاره عليه، وما تفاوتُ منازل الخَلق عند الله تعالى في الدنيا والآخرة إلا بقدر تفاوت منازلهم في هذين الأمرين، وهما اللذان أثنى الله سبحانه على أنبيائه بهما في قوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ ﴾ [ص: 45]؛ فالأيدي: القوة في تنفيذ الحق، والأبصار: البصائر في الدِّين، فوصفهم بكمال إدراك الحق، وكمال تنفيذه.
    فماذا بعد الحق إلا الضلال؟ فأنى تؤفكون؟!

    والمنافقون لفساد قلوبهم أشد الناس إعراضاً عن دين الله كما أخبر الله عنهم بقوله : ( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً ) النساء/61 .
    وتصرفات المنافقين تدور مع مصالحهم فإذا لقوا المؤمنين أظهروا الإيمان والموالاة غروراً منهم للمؤمنين , ومصانعة , وتقية , وطمعاً فيما عندهم من خير ومغانم .. وإذا لقوا سادتهم وكبرائهم قالوا نحن معكم على ما أنتم عليه من الشرك , والكفر كما قال سبحانه عنهم : ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون ، الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ) البقرة/14-15 .
    وللمنافقين صفات كثيرة أشرها وأخطرها الكفر بالله قال تعالى :
    ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ ) البقرة/13 .
    ومن صفاتهم العداوة والحسد للمؤمنين كما قال سبحانه :
    ( إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون ) التوبة/50
    ومن صفاتهم الاستهزاء بالله ورسوله ودينه كما قال سبحانه : ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ، لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ) التوبة/65- 66 .
    ومن صفاتهم الفساد في الأرض بالكفر والنفاق والمعاصي .. قال تعالى : ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) البقرة/11-12 .
    ومن صفاتهم البهتان والكذب كما أخبر الله عنهم بقوله : ( وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ ) التوبة/56 .
    ومن صفاتهم الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف والبخل بالمال كما أخبر الله عنهم بقوله : ( المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون ) التوبة/67 .
    ومن صفاتهم الطمع والجشع .. ( ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ) التوبة/58 .
    ومن صفاتهم ما بينه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : ( أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً , ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر , وإذا وعد أخلف , وإذا خاصم فجر ) رواه مسلم/53 .
    ومن صفاتهم الاهتمام بالمظهر و فساد المخبر وزخرفة القول كما قال الله عنهم : ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ) المنافقون/4 .
    وإذا كان الكفار عدواً مبيناً من الخارج فإن المنافقين عدواً خفياً من الداخل , وهم أعظم ضرراً و أشد خطراً على المسلمين لأنهم يخالطونهم ويعلمون أحوالهم ..
    وقد قضى الله أن مصير الكافرين و المنافقين إلى جهنم : ( إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً ) النساء/140 .
    لكن المنافقين لعظيم ضررهم في أسفل النار كما قال سبحانه : ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ) النساء/145 .وحيث أن خطر الكفار و المنافقين على الأمة الإسلامية عظيم لذا أمر الله رسوله بجهادهم فقال : يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير


  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2020
    المشاركات
    362

    افتراضي رد: سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرًا وباطنًا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    وما العمل مع المنافقين
    قال تعالى ( ياأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير )
    وقوله تعالى في المنافقين ( فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ) .
    وقال تعالى ( ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله )
    قال تعالى ( ولا تصلي على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره )
    وقال تعالى ( استغفر لهم أو لا تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ) .
    وقال تعالى ( فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله ) الآيات
    وقال تعالى ( ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبلا ) .
    وقال تعالى ( فأعرض عنهم وتوكل على الله )
    وقال تعالى ( عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين )
    وقال تعالى ( لئن لم ينته المنافقون ـ الى قوله ـ لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا ملعونين اينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا )
    وقال تعالى ( لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم )
    وقال تعالى ( لا تقم فيه أبدا )
    وقال تعالى ( ياأيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين )
    وفي الحديث ( لا تقولوا للمنافق سيدا ) الحديث .
    وفي الحديث : فقال له عوف بن مالك كذبت ولكنك منافق اهـ قال في التيسير في شرح كتاب التوحيد 1 / 558 فيه المبادرة في الإنكار والشدة على المنافقين وجواز وصف الرجل بالنفاق إذا قال أو فعل ما يدل عليه .
    قال ابن القيم في الهدي 2/81 :
    أن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في جهاد المنافقين بالحجة واللسان ، وأمره أن يقبل علانيتهم ويكل سرائرهم الى الله ، وأن يجاهدهم بالعلم والحجة ، وأمر أن يعرض عنهم ويغلظ عليهم وأن يبلغ القول البليغ الى نفوسهم ونهى عن أن يصلي عليهم وأن يقوم على قبورهم وأخبر أنه إن استغفر لهم فلن يغفر الله لهم
    فهذه سيرته مع المنافقين اهـ

    قال ابن القيم في الزاد 3/11
    وأما جهاد الكفار والمنافقين فأربع مراتب بالقلب واللسان والمال والنفس وجهاد الكفار أخص باليد وجهاد المنافقين أخص باللسان .
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية في الفتاوى 7 / 620
    : فإن قيل فالله قد أمر بجهاد الكفار والمنافقين فى آيتين من القرآن فإذا كان المنافق تجري عليه أحكام الإسلام فى الظاهر فكيف يمكن مجاهدته ؟ قيل ما يستقر فى القلب من إيمان ونفاق لابد أن يظهر موجبه فى القول والعمل كما قال بعض السلف : ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه ، وقد قال تعالى فى حق المنافقين ( ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفهم فى لحن القول )
    فإذا أظهر المنافق من ترك الواجبات وفعل المحرمات ما يستحق عليه العقوبة عوقب على الظاهر ،
    ولا يعاقب على ما يعلم من باطنه بلا حجة ظاهرة ،
    ولهذا كان النبى صلى الله عليه وسلم يعلم من المنافقين من عرفه الله بهم وكانوا يحلفون له وهم كاذبون ، وكان يقبل علانيتهم ويكل سرائرهم الى الله ،
    واساس النفاق الذي بنى عليه وأن المنافق لابد أن تختلف سريرته وعلانيته وظاهره وباطنه ،
    ولهذا يصفهم الله فى كتابه بالكذب كما يصف المؤمنين بالصدق قال تعالى ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون وقال والله يشهد إن المنافقين لكاذبون وأمثال هذا كثير .
    وقوله تعالى ( فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا )
    قال ابن القيم : أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم فيهم بثلاثة أشياء :
    أحدهما الإعراض عنهم إهانة لهم وتحقيرا لشأنهم وتصغيرا لأمرهم لا إعراض متاركة وإهمال وبهذا يعلم أنها غير منسوخة .
    الثاني قوله ( وعظهم ) وهو تخويفهم عقوبة الله وبأسه ونقمته إن أصروا على التحاكم الى غير رسوله صلى الله عليه وسلم وما أنزل عليه .
    الثالث قوله ( وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا ) أي يبلغ تأثيره إلى قلوبهم ليس قولا لينا لا يتأثر به المقول له وهذه المادة تدل على بلوغ المراد بالقول فهو قول يبلغ به مراد قائله من الزجر والتخويف ويبلغ تأثيره إلى نفس المقول له ليس هو كالقول الذي يمر على الأذن صفحا وهذا القول البليغ يتضمن ثلاثة أمور :
    أحدها عظم معناه وتأثير النفوس به .
    الثاني فخامة الفاظه وجزالتها .
    الثالث كيفية القائل في إلقائه إلى المخاطب فإن القول كالسهم والقلب كالقوس الذي يدفعه وكالسيف والقلب كالساعد الذي يضرب به وفي متعلق قوله ( في أنفسهم) قولان :
    أحدهما بقوله بليغا أي قولا بليغا في أنفسهم وهذا حسن من جهة المعنى ضعيف من جهة الإعراب لأن صفة الموصوف لا تعمل فيما قبلها .
    والقول الثاني أنه متعلق بقل وفي المعنى على هذا قولان :
    أحدهما قل لهم في أنفسهم خاليا بهم ليس معهم غيرهم بل مسرا لهم النصيحة والثاني أن معناه قل لهم في معنى أنفسهم كما يقال قل لفلان في كيت وكيت أي في ذلك المعنى قلت وهذا القول أحسن اهـ.
    قال ابن حزم في المحلى 11 / 218 قال تعالى ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ) أما من يعلم أنه منافق وكافر فإنه عليه السلام يجاهده بعينه بلسانه والإغلاظ عليه حتى يتوب ، ومن لم يعلمه بعينه جاهده جملة بالصفة وذم النفاق والدعاء إلى التوبة .
    قال ابن حزم في قال تعالى ( ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم ) ليس دع على اطلاقه فلا يدخل ترك القتال والدعوة الى الاسلام وجهاد المنافقين يختلف نوعه بحسب القوة والضعف فكان في أول الإسلام الدفع بكل مشروع سوى القتل )
    قال ابن القيم : الزاد 3/6 : وكذلك جهاد المنافقين إنما هو بتبليغ الحجة وإلا فهم تحت قهر أهل الإسلام قال تعالى ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير ) فجهاد المنافقين أصعب من جهاد الكفار ، وهو جهاد خواص الأمة وورثة الرسل والقائمون به أفراد في العالم والمشاركون فيه والمعاونون عليه وإن كانوا هم الأقلين عددا فهم الأعظمون عند الله قدرا ، ولما كان من أفضل الجهاد قول الحق مع شدة المعارض مثل أن تتكلم به عند من تخاف سطوته وأذاه كان للرسل صلوات الله عليهم وسلامه من ذلك الحظ الأوفر وكان لنبينا صلوات الله وسلامه عليه من ذلك أكمل الجهاد وأتمه اهـ
    قال شيخ الاسلام ابن تيمية في الصارم المسلول 2 / 441 واذا كان من شريعته ان يتألف الناس على الاسلام بالاموال العظيمة ليقوم دين الله وتعلو كلمته فلان يتألفهم بالعفو اولى واحرى
    فلما انزل الله براءة ونهاه عن الصلاة على المنافقين والقيام على قبورهم وامره ان يجاهد الكفار والمنافقين ويغلظ عليهم نسخ جميع ما كان المنافقون يعاملون به من العفو كما نسخ ما كان الكفار يعاملون به من الكف عمن سالم ولم يبقى الا اقامة الحدود واعلاء كلمة الله في حق الانسان .
    قال ابن تيمية في الصارم المسلول 3 / 659 ...ولان المنافق اذا كان جهاده باقامة الحد عليه كجهاد الذي في قلبه مرض وهو الزاني اذا زنى لم يسقط عنه حده اذا اظهر التوبة بعد اخذه لاقامة الحد عليه كما عرفت ولانه لو قبلت علانيتهم دائما مع ثبوت ضدها عنهم لم يكن الى الجهاد على النفاق سبيل اهـ

    ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى :

    ( الواجب على الأمة الإسلامية أن تقابل كل سلاح يصوب نحو الإسلام بما يناسبه ، فالذين يحاربون الإسلام بالأفكار والأقوال يجب أن يبين بطلان ما هم عليه بالأدلة النظرية العقلية ، إضافة إلى الأدلة الشرعية ، حتى يتبين بطلان ما هم عليه .
    والذين يحاربون الإسلام من الناحية الاقتصادية يجب أن يدافعوا ، بل أن يُهاجموا إذا أمكن بمثل ما يحاربون به الإسلام ، ويبين أن أفضل طريقة لتقويم الاقتصاد على وجه عادل هي طريقة الإسلام ، والذين يحاربون الإسلام بالأسلحة ، يجب أن يقاوموا بما يناسب تلك الأسلحة ، ولهذا قال الله تعالى :
    ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِي نَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) التوبة/73 .
    ومن المعلوم أن جهاد المنافقين ليس كجهاد الكفار ، لأن جهاد المنافقين يكون بالعلم والبيان ، وجهاد الكفار يكون بالسيف والسهام ) .
    [ فتاوى علماء البلد الحرام ص 1733 ].


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: سب النبي صلى الله عليه وسلم كفر ظاهرًا وباطنًا

    جزاكم الله خيرا
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •