عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا عَلَى مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, وَصَلُّوا خَلْفَ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ».
حديث موضوع.
وقد روي هذا الحديث عن ابن عمر ﭭ من طرق:
الطريق الأول: عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر.
أخرجه الطبراني في «الكبير» (12/ 474) (13622)، وابن عبد البر في «الاستذكار» (8/ 237)، من طريق محمد بن الفضل بن عطية، عن سالم الأفطس، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر ﭭ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، به.
قال الهيثمي في «المجمع» (2/ 211): «رواه الطبراني في الكبير، وفيه محمد بن الفضل بن عطية، وهو كذاب».
قلت: محمد بن الفضل بن عطية، أطبق الأئمة على أنه كذاب، وقد تقدم ذكر كلام الأئمة فيه في غير موضع من هذا الكتاب.
وأخرجه الدارقطني (1761)، وأبو نعيم في «تاريخ أصبهان» (2/ 290)، وابن الجوزي في «التحقيق» (730)، وفي «العلل المتناهية» (712)، من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي, عن عطاء بن أبي رباح, عن ابن عمر ﭭ, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، به.
وعثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، كذاب أيضًا.
الطريق الثاني: عن مجاهد عن ابن عمر.
أخرجه الدارقطني (1763)، ومن طريقه ابن الجوزي في «التحقيق» (731)، وفي «العلل المتناهية» (713)، من طريق أبي عبد الله محمد بن عيسى بن حيان المدائني، قال: حدثنا محمد بن الفضل بن عطية, قال: حدثنا سالم بن الأفطس, عن مجاهد, عن ابن عمر ﭭ, عن النبي صلى الله عليه وسلم، به.
وتقدم بيان حال محمد بن الفضل بن عطية.
الطريق الثالث: عن نافع عن ابن عمر.
أخرجه ابن عدي في «الكامل» (8/ 68)، وابن المظفر في «غرائب مالك» (74)، وتمام في «فوائده» (401)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (13/ 160)، ونجم الدين النسفي في «أخبار سمرقند» (ص450)، وابن الجوزي في «التحقيق» (733)، وفي «العلل المتناهية» (715)، من طريق عثمان بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر ﭭ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، به.
قال ابن عدي: «وهذا بهذا الإسناد باطل عن مالك».
قلت: عثمان بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان.
قال البيهقي: «كذاب».
وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 76): «عثمان بن عبد الله القرشي الأموي، أبو عمرو، يروي عن الليث بن سعد، ومالك، وابن لهيعة، ويضع عليهم الحديث، كتب عنه أصحاب الرأي، لا تحل كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار»اهـ.
وقال ابن عدي في «الكامل» (8/ 68): «عثمان بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، حدث عن مالك، وحماد بن سلمة، وابن لهيعة، وغيرهم، بالمناكير كلها، يكنى أبا عمرو، وكان يسكن نصيبين ودار البلاد، وحدث في كل موضع بالمناكير عن الثقات»، ثم ذكر له عدة أحاديث، ثم قال: «وهذه الأحاديث عن ابن لهيعة التي ذكرتها، لا يرويها غير عثمان بن عبد الله هذا، ولعثمان غير ما ذكرت من الأحاديث، أحاديث موضوعات».
وقال الذهبي في «الميزان» (3/ 46): «قال الخطيب: عثمان بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عبد الرحمن بن الحكم بن أبي العاص الأموي، قال: وهكذا نسبه الحاكم، ونسبه غيره إلى عثمان بن عفان، فقال: عثمان بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن محمد بن عبد الملك بن سليمان بن عبد الملك بن عبد الله بن عنبسة بن عمرو بن عثمان بن عفان.
قلت [الذهبي]: هذا كذب، ونسب طويل، ولا يحتمل أن يكون بينه وبين عثمان بن عفان عشرة آباء، بل ولا ستة»اهـ.
وأخرجه ابن عدي في «الكامل» (4/ 328)، وأبو بكر الميانجي في «الغرائب» (50)، والدارقطني (1762)، والخطيب في «تاريخ بغداد» (13/ 177)، وابن الجوزي في «التحقيق» (734)، وفي «العلل المتناهية» (716)، من طريق خالد بن إسماعيل أبي الوليد المخزومي، قال: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع, عن ابن عمر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، به.
قلت: خالد بن إسماعيل أبو الوليد المخزومي، كذاب وضاع.
قال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 343): «يروي عن عبيد الله بن عمر العجائب، لا يجوز الاحتجاج به بحال، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار».
وقال ابن عدي في «الكامل» (4/ 325): «خالد بن إسماعيل، أبو الوليد المخزومي، يضع الحديث على ثقات المسلمين».
وأخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (7/ 446)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (36/ 221)، وابن الجوزي في «التحقيق» (732)، وفي «العلل المتناهية» (714)، من طريق وهب بن وهب، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر ﭭ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، به.
قلت: وهب بن وهب أبو البختري، كذاب.
قال ابن معين في «رواية الدوري» (2717): «أبو البختري كان يأخذ بيتًا فيتذكر عامة الليل يضع الحديث».
وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (8/ 170): «وهب بن وهب، أبو البختري، القاضي، سكتوا عنه، كان وكيع يرميه بالكذب».
وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (9/ 25، 26): «حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، قال: قال شعيب بن إسحاق: كذابَا هذه الأمة وهب بن وهب ورجل آخر سماه.
حدثني محمد بن عوف الحمصي، قال سألت أحمد بن حنبل عن أبي البختري، فقال: مطروح الحديث.
حدثنا محمد بن حمويه بن الحسن، قال: سمعت أبا طالب أحمد بن حميد، قال: قلت لأحمد بن حنبل: أحد يضع الحديث؟ قال: نعم أبو البختري الذي كان قاضيًا، كان كذابًا يضع الحديث، روى أشياء لم يروها أحد.
حدثنا أحمد بن سلمة، حدثنا إسحاق بن منصور، قال أحمد بن حنبل: أبو البختري أكذب الناس.
قال إسحاق بن راهويه كما قال: كان كذابًا.
حدثنا ابن أبي خيثمة، فيما كتب إليَّ، قال: سمعت أبي يقول: لو اجتريت أن أقول لأحد: إنه يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لقلت: أبو البختري.
سألت أبي عن أبي البختري، فقال: كان كذابًا.
سمعت أبا زرعة، وذكرت له شيئًا من حديث أبي البختري، فقال: لا تجعل في حوصلتك شيئًا من حديثه»اهـ.
قال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» (605): «متروك الحديث».
وقال العقيلي في «الضعفاء» (6/ 235): «لا أعلم لأبي البختري حديثًا مستقيمًا، كلها بواطيل».
وقال ابن حبان في «المجروحين» (2/ 415): «وهب بن وهب أبو البختري القاضي، كان ممن يضع الحديث على الثقات، كان إذا جنَّه الليل سهر عامة ليله يتذكر الحديث ويضع، ثم يكتبه ويحدِّث به، لا تجوز الرواية عنه، ولا تحل كتابة حديثه، إلا على جهة التعجب»اهـ.
وقال الدارقطني في «الضعفاء والمتروكين» (556): «بغدادي، كذاب».
وقال ابن الجوزي في «التحقيق» (1/ 61): «وهب بن وهب، كان من رؤساء الكذابين».
وأخرجه أبو نعيم في «تاريخ أصبهان» (2/ 290)، من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي, عن نافع, عن ابن عمر ﭭ, عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، به.
عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، كذاب، كما تقدم.
الطريق الرابع: عن سعيد بن جبير عن ابن عمر.
أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (10/ 320)، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد، قال: حدثنا أبو الحسن بن أبان، قال: حدثنا إسحاق بن سنين، قال: حدثنا نصر بن الحريش الصامت، قال: حدثنا المشمعل بن ملحان، عن سويد بن عمر، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر ﭭ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، به.
♦ إسحاق بن سنين.
ذكره الذهبي في «الميزان» (1/ 189)، وقال: «قال الحاكم: ليس بالقوي. وقال مرة: ضعيف. وقال الدارقطني: ليس بالقوي».
♦ ونصر بن الحريش الصامت.
ذكره الذهبي في «الميزان» (5/ 14)، وقال: «قال الدارقطني: ضعيف».
♦ ومشمعل بن ملحان.
ذكره الذهبي في «الميزان» (4/ 335)، وقال: «ضعفه الدارقطني».
♦ وسويد بن عمر، لم أقف له على ترجمة.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/143971/#ixzz6huw125Zb