تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 25

الموضوع: استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    457

    افتراضي استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لو أن رجلاً ظلم ثم ابتلاه الله تعالى بالمرض نتيجة ظلمه , فهل يصح أن نعتقد أنه لولا ظلمه لما أصابه هذا المرض , أو بمثال آخر لو أن رجلاً قاد سيارته بسرعة جنونية ثم حصل له حادث , فهل يصح القول أنه لولا السرعة لما وقع له الحادث .

    أم أن الصحيح أن نعتقد أن مرض الرجل كان حاصلاً حاصلاً بقدر الله تعالى سواء ظلم أم لم يظلم , وأن الحادث الذي وقع فيه الرجل كان واقعلاً واقعلاً حتى لو لم يسرع الرجل .

    يعني هل يصح ربط الأقدار ببعضها , أم أن الأقدار منفصله عن بعضها والسبب مجرد سبب لا أكثر ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,018

    افتراضي رد: استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

    إصابة الشخص بمرض مسبب له سبب بلا شك لكن لا يجزم أن السبب ذنب لأنه يحتمل أن السبب إبتلاء ، و لهذا قد يبتلى الشخص و هو لم يذنب

    و ترتب المسببات على الأسباب يحصل إذا شاء الله و قد لا يريد الله ذلك فلا يترتب المسبب على السبب مثل كون النار برداً و سلاماً على إبراهيم

    و ذلك لأن السرعة و الذنب سببان أما المرض و الحادث فمسببان ، و المسببات مرتبطة بأسباب و موانع و ترتب المسببات على الأسباب و امتناعها عند الموانع لا ينكر لكن مسبب الأسباب و المانع بالموانع هو الله و ليست الأسباب و الموانع تؤثر بذاتها ، فلا يصح قول لولا السرعة لما وقع الحادث لأنها لا تؤثر بذاتها و إنما يقال قدر الله و ما شاء فعل و لا مانع من أن يقال أن السرعة كانت من أسباب الحادث

    هذا مقتضى كلام العلماء و الله أعلم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

    بارك الله فيك ولكن في كلامك عن العلاقة بين السبب والمسبب بعض الميل الى قول الأشعرية، والله أعلم. ولعل الأحسن أن يقال، أن المسبَب لكي يقع، فلابد له من اجتماع جملة من الأسباب والمقدمات، يظهر لنا بعضها ويخفى علينا أكثرها.. فان شاء الله وقوع المسبب، جمع الأسباب التي نحيط نحن بها والتي ربما أخذنا بها من باب الاعتياد والمشاهدة أو وقعنا فيها بغير عمد أو علم، الى الأسباب الأخرى التي لا نحيط بها علما ولا نراها، حتى لزم بذلك الجمع مضي السنة الكونية وهي وقوع المسبب الناتج عن اجتماع تلك الأسباب. ودعني أضرب على ذلك المعنى مثالا.. تأمل لو أن رجلا أراد أن يسافر، ما الأسباب التي يأخذ بها؟ يعد المتاع والزاد والراحلة، ثم ينتقي الطريق التي علم أنها بحكم الاعتياد والمشاهدة، هي الطريق المفضية الى حيث يريد.. ثم ماذا؟ ثم يتوكل على الله ويمضي في طريقه.. هذه من الأسباب المفضية الى وصوله ولكنها ليست هي كل الأسباب! فمنها مثلا أن يكون الطريق الذي اختاره خاليا من العوائق والموانع التي قد تعطله وتمنعه من المضي فيه! فلو أنه اذ وصل الى نقطة معينة من الطريق وجده قد انسد لانهيار جبل مثلا أو خلافه، وما كان يحيط علما بهذا، أفيسعه الوصول الى مراده اذ ذاك؟ كلا! فما السبب؟ السبب أن هناك أسباب تخفى عليه يلزم أن تجتمع بأمر الله جميعا حتى تؤدي تلك الأسباب التي أخذ بها صاحبنا هذا الى الغاية التي أرادها منها! وهكذا في كل عمل نعمله!
    قد يذاكر المرء للامتحان ويجتهد لذلك أشد الاجتهاد، ثم اذا به في طريقه الى الامتحان تصدمه سيارة من حيث لا يدري ولا يحتسب - مثلا! فلعله فرط في الأخذ بأسباب السلامة في الطريق، ولعله أخذ بكل ما في وسعه من تلك الأسباب ولكن قضى الله أن يحرمه سببا ما كان يحيط بعلمه، بل وربما ما كان يمكنه الأخذ به حتى لو علم به، انما يقضيه الله ان شاء لمن يشاء، فامتنع المراد من تلك الأسباب التي بذل فيها ما بذل!! وهكذا.
    وكمثال للأسباب التي لا يعلمها الا الله ولا يد للعبد فيها ولا تحكم فيها، أقول أن مجرد امساك الواحد منا بكوب المياه ليشرب، هذا يشتمل على أسباب لا يعلم عدها الا الله، لا يملك الواحد منا أن يسببها بنفسه أو حتى أن يدركها أو يحيط بها ابتداءا!! فتأمل كم الاشارات العصبية التي يقضي الله أن تتحرك من المخ الى الأنامل حتى تتحرك تلك الأنامل وتمتد لتقبض على كوب المياه! أنت ما فعلت الا أن أصدرت أمرا من عقلك الى يدك لتمتد! هذا هو غاية ما أخذت أنت به من الأسباب، ولكن وراء ذلك من الأسباب الخافية عليك ما الله به عليم! فلو قضى سبحانه أن يتم لك مرادك، عملت تلك الأسباب جميعا فيما قضت سنته الكونية أن يفضي اجتماعها اليه، والا قضى عز وجل أن يعطل واحدا منها، فتعجز أنت أو تتعثر يدك أو يفلت الكوب من يدك وينسكب الماء على الأرض وتظل أنت تتأمل في عجب، لماذا سقط الكوب مني وكيف سقط؟؟
    سبحان الله العظيم!
    ومن هنا فهل سرعة السيارة كانت سببا في الحادث؟ نعم ولا شك! ولكن كم من مسرع ينجو ولا يصيبه شيء، والعكس صحيح! فالله لما قدر على هذا المسرع بالذات أن يصاب بما أصيب به، منع عن عمله سببا من أسباب السلامة، سواءا كان ذلك السبب بوسعه أن يأخذ به ولا يفوته ولكنه كتب عليه أن يفرط فيه أو يهمل، أو كان ذلك السبب خارجا عن ارادته كلية، وما كان يسعه وهو على تلك الحال - مهما عمل - أن يأخذ به لينجو، كأن يتجنب - مثلا - انفجار اطار السيارة بسبب مسمار في الطريق ينغرس فيها لا يمكن أن يراه رجل يمشي على رجليه ويدقق النظر في الطريق فضلا عن أن يجتنبه قائد سيارة مسرعة! ينفجر الاطار فيختل توازن السيارة وينفلت زمامها فتنحرف في الطريق ثم... يقع مراد رب العالمين تبارك وتعالى، ولا راد لقضائه!
    فالسبب يفضي الى المسبب ولكنه لا يتحقق كونه سببا الا اذا أراد الله ذلك، فجمعه الى غيره من الأسباب التي باجتماعها يتحقق المسبب، وتفضي المقدمات الى النتيجة.. والله أعلم وأحكم.
    أما قضية الابتلاء والعقوبة فهذه قضية أخرى.. ينزل الله بالناس النوازل فقد تكون في حق بعض الناس امتحانا وفي حق غيرهم عقوبة، وهناك علامات للتمييز في ذلك، فالعقوبة ان جلبت لصاحبها الأجر والمثوبة لا تكون عقوبة! وبالتالي فلو أن رجلا ابتلي بمرض فصبر عليه واحتسب وصدق في ذلك، فجزاؤه أجر ورفعة في الدرجة عند الله، فكيف تكون هذه عقوبة وقد رفعت درجته؟؟ وقد قال عليه السلام لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه ذنب، أو كما قال عليه السلام! فكفارة الذنب ليست عقوبة، ورفعة الدرجة عند الصبر والاحتساب ليست عقوبة، أما الذي يجزع ولا يصبر فهذا معاقب في الدنيا بهذا البلاء وفي الآخرة كذلك..
    ان الله اذا قضى شيئا سبب له أسبابه، فان أراد نزول البلاء بعبد - سواءا كان ذلك عقوبة أو امتحانا - جمع له الأسباب المفضية اليه عند اجتماعها، علم الانسان بها أو لم يعلم!
    فهل كان سيصاب الانسان بنفس الحادث لو لم يمش في ذلك الطريق ولم يسرع؟ أقول والله أعلم، بل كان سيصاب به ولابد، وكان سيمشي في ذلك الطريق بالذات في تلك الساعة بالذات ولابد، لأن الذي كتب عليه وقوع الحادث هو الذي كتب عليه أيضا أن يأخذ بما أخذ به من أسباب وقوعه على نحو ما جرى، وبأن يترك أسباب درء ذلك على نحو ما جرى!!
    فسؤالك هل يصح ربط الأقدار ببعضها؟ جوابه ببساطة: ومن الذي فصلها عن بعضها أصلا؟ الأسباب تفضي الى النتائج.. وكما كانت النتائج مقدرة، فان الأسباب كذلك مقدرة، كتبها الله وقدرها، علمنا بما علمنا منها وجهلنا بما جهلنا، والله أعلى وأعلم.
    معذرة أخي الكريم قد أطلت واستطردت، أسأل الله ألا يكون في كلامي ابهام أو شطط.. فما أصبت فيه فمن الله وما أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان، والله الموفق المستعان.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    342

    افتراضي رد: استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

    أقترح :ترك الكلام في القدر حتى يسلم لكم دينكم فالقدر سر لله في خلقه

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    86

    افتراضي رد: استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

    القدر هو قدرة الرحمن ، فمن شك في القدر شك في قدرة الله على كل شيء، فالواجب هو التسليم، والتعبد لله بالرضا والصبر ، والاطمئنان لما اختاره الله للمصاب وأنه خير من العافية التي لم تقدر له .

    وإن الله عز وجل لما قدّر الأقدار وكتبها = كتب معها أسبابها ، فلا يقال : لو أني لم أظلم لم تصبني أو لو أني لم أسق السيارة لم يحدث الحادث .

    ولو هذه في هذا المقام لا تجوز لأن فيها عدة محاذير للسامع أو للمتكلم منها التحسر عدم الصبر والاعتراض على القدر أو التشكيك فيه.

    وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم ( لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سُقت الهدي ولجعلتها عمرة) فمراده التعليم .

    س: هل نقول : لو أنك لم تسرع لم يحصل الحادث - للتعليم .
    الجواب : نعم، بشرط التقييد في غير ما حصل من الماضي ، وإلا فإنه يفيد التشكيك في القدر عند السامع، بل الأولى التركيز على أن ما حصل هو أمرٌ قُدِّر وانتهى فالواجب الصبر لأن واجب الوقت هو الصبر لا التفتيش عن القدر .

    وأيضاً يقال : ليس كل تعليم لأمرٍ مضى يسلم من المؤاخذة لأنها على حسب السامعين فقد يكون قول الإنسان وقصده سليماً ولكنه فتنة للسامعين، فيجب التفطن لهذا وعدم استخدام لو إلا في مقام يجتنب فيه المحاذير، والحث على التسليم للقدر وأنه بلاء وتصحيح لسلوك الإنسان .

    وسرّ المسألة : أن الله أخفى عنا المقدور فهو سر الله في خلقه فالواجب على الإنسان أن يعمل بما أوجبه الله عليه لا بما يفعله الله فيه.

    ومن أسباب الضلال الخوض في أفعال الله ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون )، فالواجب عدم الخوض في الغيب والقدر لأننا لم نكلف بذلك، ولو انشغلنا بما كُلِّفنا به لم ننتهي منه ولكان ذلك خيراً لنا .
    ولو لاقيت ربك دون ذنب**وناقشك الحساب إذاً هلكتا
    ولم يظلمك في عمـلٍ ولكن**عسير أن تقوم بما حمـلـتا

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,018

    افتراضي رد: استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

    الأخ أبو الفداء

    قولي أن الأسباب لا تؤثر بذاتها أي بلا مشيئة الله و إنما الله جعلها مؤثرة ، و قد يسلبها التأثير أحياناً مثل كون النار برداً و سلاماً على إيراهيم و لا أعني أن الله لم يجعلها مؤثرة دائماً كما هو قول الأشاعرة و إنما جعلها علامة على حصول المقدور فقط

    و لعلي لو قلت لا تؤثر بغير مشيئة الله بدل قولي لا تؤثر بذاتها لم يحصل لبس لكن لم أوفق في التعبير عما أريد ، فهي تؤثر لكن بمشيئة الله

    علماً أني أخذت الكلام من الشيخ العز ابن عبد السلام في القواعد الكبرى ! لكن مع شرح الشيخ ابن غديان و لم أوفق في التعبير كما أسلفت

    و جزاك الله خيراً على التنبيه

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    457

    افتراضي رد: استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة من صاحب النقب مشاهدة المشاركة
    فلا يصح قول لولا السرعة لما وقع الحادث لأنها لا تؤثر بذاتها و إنما يقال قدر الله و ما شاء فعل و لا مانع من أن يقال أن السرعة كانت من أسباب الحادث
    وهل يمنع أن أقول " لولا أنك أسرعت ما قدر الله لك الحادث " , أو بمثال آخر قولهم لمن دعى عليه أحد والديه " لولا دعاء والدك عليك لما قدّر الله لك تلك العقوبه " .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    457

    افتراضي رد: استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن رشد مشاهدة المشاركة
    أقترح :ترك الكلام في القدر حتى يسلم لكم دينكم فالقدر سر لله في خلقه
    لا بد للمسلم أن يعرف كيف يؤمن بالقدر , فكثير من الناس تجهل الايمان الصحيح بالقدر , ويترتب على ذلك عقائد فاسدة وأعمال باطلة , أما الخوض في القدر وهو التوسع الغير مبرر في الكلام عن القدر فهذا لا شك أنه مذموم والأولى تركه .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    457

    افتراضي رد: استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستور الحال مشاهدة المشاركة
    وإن الله عز وجل لما قدّر الأقدار وكتبها = كتب معها أسبابها ، فلا يقال : لو أني لم أظلم لم تصبني أو لو أني لم أسق السيارة لم يحدث الحادث .
    هل تريد أن تقول أن جميع الأقدار جبرية قهرية لا مجال للإنسان أن يختار فيها بمشيئة الله تعالى , مثال على ذلك :

    " شاب لديه القدرة الكاملة على الزواج لكنه أعزب ويقول إن العزوبية قدر قهري لا يمكنني الخلاص منه ولو شاء الله لقدر لي أن أتزوج ولنفعني بالأسباب , ولكن لأن الله تعالى قدّر لي أن أبقى عازباً ولهذا قدّر لي ظروف تجعلني لا أفكر في الزواج "

    هل يعتبر هذا الشاب مؤمن إيمان صحيح بالقدر أم أنه يعتقد بعقيدة الجبرية ؟

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    457

    افتراضي رد: استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    وبالتالي فلو أن رجلا ابتلي بمرض فصبر عليه واحتسب وصدق في ذلك، فجزاؤه أجر ورفعة في الدرجة عند الله، فكيف تكون هذه عقوبة وقد رفعت درجته؟؟ وقد قال عليه السلام لا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه ذنب، أو كما قال عليه السلام! فكفارة الذنب ليست عقوبة، ورفعة الدرجة عند الصبر والاحتساب ليست عقوبة، أما الذي يجزع ولا يصبر فهذا معاقب في الدنيا بهذا البلاء وفي الآخرة كذلك..
    ان الله اذا قضى شيئا سبب له أسبابه، فان أراد نزول البلاء بعبد - سواءا كان ذلك عقوبة أو امتحانا - جمع له الأسباب المفضية اليه عند اجتماعها، علم الانسان بها أو لم يعلم!
    وماذا لو جزع عند اول البلاء ثم صبر بعذ ذلك ؟

    على هذا قد يحتج من عصى الله تعالى ثم عاقبه الله تعالى - قدر يحتج بالقدر- فيقول قدّر الله لي أن أعصيه حتى يعاقبني فماذا أفعل لا مشيئة لي في فعل المعصية .

    لا أدري كلامك يا أخ أبو الفداء قريب من كلام الجبرية ! وربما أكون قد أسئت فهمك أعذرني .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

    بل عقيدته في القدر غير صحيحة ولا شك، وجوابه أن يقال له خذ بأسباب الزواج ان كانت في مقدورك، وتوكل على الله، فان شاء الله يسرها لك وتزوجت، والا لم تزل تحاول حتى يقضي الله فيك أمره، ولا يمكنك الجزم بأن الله قد كتب عليك أن تموت بلا زواج - مثلا!! ونحن لا نعلم ما كتب علينا وقدر لنا الا بعد وقوعه، والا فلا زلنا نملك الاختيار فيما نحن فاعلون ولا ندري ما الله فاعل بنا، ولا يجوز لنا الاحتجاج بالقدر على ترك الأخذ بالأسباب أو على الوقوع في المعاصي، لأننا كنا نملك الاختيار فيها ولم يجبرنا أحد على التفريط فيها! والله المستعان.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

    "وماذا لو جزع عند اول البلاء ثم صبر بعذ ذلك ؟ على هذا قد يحتج من عصى الله تعالى ثم عاقبه الله تعالى , قدر يحتج بالقدر فيقول قدّر الله لي أن أعصيه حتى يعاقبني فماذا لا مشيئة لي في فعل المعصية . لا أدري كلامك يا أخ أبو الفداء قريب من كلام الجبرية ! وربما أكون قد أسئت فهمك أعذرني ."

    بارك الله فيك، نحن في جميع الأحوال لا ندري اذا ما نزل البلاء بنا هل هو عقوبة أم امتحان، والذي ذكرته من كون الأمر قد يكون في موقف العبد منه اشارة له، لعله لم يكن دقيق العبارة.. والقصد أنك اذا ما صبرت واحتسبت، فانك ترجو أن يكون لك على ذلك الأجر والثواب عند الله، أو تكفير الذنوب، وهذا ان كتبه الله لك - ولا تملك الا أن ترجوه من الله بعد الصبر والاحتساب - فانه يكون خيرا لك ولا شك، في ذات موقفك وتعاملك مع النازلة نفسها.. هذا ان صبرت وشكرت واحتسبت، أما ان جزعت ولم تصبر، كان ذلك علامة على أن الله لم يرد لك التوفيق في ذلك البلاء حال نزوله، اذ بلاك كذلك حياله بسوء العمل وسوء الظن بالله، فلو بقيت على ذلك حتى الموت كان نزوله عليك عقوبة لك في الدنيا والآخرة! فالقول بأنه سبحانه أراد بك سوءا من تلك البلية مطلقا، هذا يتحقق ان لم تتب وتستغفر ولم تؤب الى الله جل وعلا وبقيت على موقف السوء من تلك البلية حتى الغرغرة.. ولكن لا يزال باب الانابة مفتوحا ما دام في العمر بقية.. ولازلت تملك الرجوع والتوبة ما دام في الصدر أنفاس. ولعل تائبا عن سوء ظن وعمل وقع منه حيال بلية نزلت به في سابق أمره أن تكون توبته تلك أعظم أجرا وأحب الى الله من صبر مؤمن صابر أو محتسب صبر عند الصدمة الأولى حال نزول البلاء!
    أما أن يقول العبد المبتلى لقد جزعت ولم أصبر وقضي الأمر في حقي فأنا معاقب في الدنيا والآخرة مقضي علي بالهلكة فهذا قول الجبرية وهو قول باطل ولا شك، وأستغفر الله ان كانت عبارتي في المشاركة التي عقبت عليها قاصرة أو ينقصها تفصيل ضروري، أو تؤدي الى بهذا المعنى، بارك الله فيك وجزاك عني خيرا.
    وفي جميع الأحوال فالله أعلم بالفتنة أو البلاء هل يكون نزوله كفارة أو رفع درجة أو عقوبة، هذه لا يعلمها الا الذي أحاط بأمر العبد في ماضيه ومستقبل أمره، والذي يعلم ظاهر الخلق جميعا وباطنهم وحده لا شريك له.. وما دامت فينا حياة فعلينا بالأخذ بأسباب السلامة والنجاة، ومن ذلك التوبة عما وقع فيه الواحد منا من قبل من سوء عمل وتصرف أو سوء ظن بالله - والعياذ بالله - من جراء فتنة أو بلاء أو محنة نزلت به.. والله أعلى وأعلم.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    457

    افتراضي رد: استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    بل عقيدته في القدر غير صحيحة ولا شك، وجوابه أن يقال له خذ بأسباب الزواج ان كانت في مقدورك، وتوكل على الله، فان شاء الله يسرها لك وتزوجت، والا لم تزل تحاول حتى يقضي الله فيك أمره، ولا يمكنك الجزم بأن الله قد كتب عليك أن تموت بلا زواج - مثلا!! .
    هو يملك الأسباب ولكن لديه " ظروف تمنعه " فهو إذاً يحتج بالموانع بأنها قهرية , أما الجزم فهو مقيد بالموانع بمعنى أي أنه يقول طلما هناك موانع فلا نفع بالأسباب وهذا قدر الله ولا مفر منه فأبقى عازباً حتى يرفع الله الموانع وينفع بالأسباب .

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    457

    افتراضي رد: استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك، نحن في جميع الأحوال لا ندري اذا ما نزل البلاء بنا هل هو عقوبة أم امتحان
    بل نعلم علم اليقين إن كان عقوبة أم بلاء , يقول الله تعالى بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره القيامة 14
    فمن كان حاله الصلاح والتقى فما أصابه إنما هو بلاء من الله تعالى , ومن كان حاله خلاف ذلك فما أصابه إنما هو عقوبة من الله تعالى ببعض ما قدمة يداه , ويعفو الله عزّ وجل عن كثير .

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

    بارك الله فيك، ليس هذا لازما، فقد يعاقب العبد الصالح كذلك على ذنب اقترفه فيصبح البلاء نقمة عليه لشيء في نفسه لا يعلمه الا الله، وقد يسري عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم "حتى اذا ما كان بينه وبين الجنة الا ذراع عمل بعمل أهل النار فدخلها" نسأل الله حسن الخاتمة.. وقد يثمر البلاء في العبد الفاسق بل والمشرك في مقابل ذلك توبة ترفعه الى أعلى من منزلة ذلك العبد الصالح، في عاقبة أمره، وهذا هو مرادي في أن الجزم بهذه المسألة - أعني هل كان نزول البلاء بالعبد خيرا له أم شرا له، عقوبة له أم كفارة أم رفعا للدرجات - ليس لنا القول به بيقين، ولكننا قد يغلب على ظننا كونه عقوبة لظاهر الحال، ونجزم بأنه عقوبة فقط لو أن المجرم المبتلى به مات عليه، كما كان مع فرعون وقارون وغيرهما.. أما لو بقي له بقية من العمر ونجا من البلاء فالله أعلم بعاقبة أمره بعد ذلك، وعلمه عند الله وحده، فالاسلام يجب ما قبله والتوبة تجب ما قبلها، ولو تسبب ذاك البلاء للعبد الفاجر في توبة صادقة قبل موته، فاننا نقول حينئذ أنه كان بلاءا جلب على صاحبه الخير الكثير، ولا نجزم بأنه كان في نفس الوقت عقوبة بالضرورة.
    ومع ذلك فالله يقول: ((مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً)) [النساء : 79]
    فقضاء الله على عباده قضاء عادل على كل حال، ولكنه لا ينفك كذلك عن صفة الرحمة حتى عند انزال العقوبة على المستحقين، ولا يصيبنا السوء الا من كسب أيدينا، ولكننا أجهل من أن نقرر بأن بلاءا بعينه هو من السوء! وما دمنا نملك الطاعة والاخبات والتوبة وحسن العمل ازاء البلاء النازل، فاننا نرجو أن ندخل في قوله صلى الله عليه وسلم "عجبت لأمر المؤمن، فان أمره كله له خير، ان أصابته سراء شكر فكان خيرا له وان أصابته ضراء صبر فكان خيرا له".. فحتى وان كان ما يصيبنا في ظاهره من السوء، فانه يكون خيرا لنا ان أخذنا بأسباب العاقبة الحسنة وبموجبات رحمة ربنا، والعاقبة للمتقين، نسأل الله أن نكون من أهل العاقبة الحسنة والخاتمة الحسنة، والله الموفق.
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,018

    افتراضي رد: استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

    الأخ شرياس قولك : وهل يمنع أن أقول " لولا أنك أسرعت ما قدر الله لك الحادث " , أو بمثال آخر قولهم لمن دعى عليه أحد والديه " لولا دعاء والدك عليك لما قدّر الله لك تلك العقوبه " .

    إجابة هذا السؤال أظن أننا سنجدها في شروح كتاب التوحيد في باب ما جاء في لو ، فلعلك أو أحد الإخوة يبحث في ذلك أما أنا فاعتذر لأني مشغول ، و لعلي إذا وجدت وقتاً أنقلها

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    45

    افتراضي رد: استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

    للفائدة :
    من صحيح السنة
    1- (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف . وفي كل خير . احرص على ما ينفعك واستعن بالله . ولا تعجز . وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا . ولكن قل : قدر الله . وما شاء فعل . فإن لو تفتح عمل الشيطان )
    2- ( اتق دعوة المظلوم ، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب ) .

    و لمن يتدبر القرآن :
    - عقاب الظالم :
    (لَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ )
    (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَار)
    - الابتلاء :
    (وَلَنَبْلُوَنّ كُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)

    والله المستعان

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

    شكر الله لك يا أخ كفتة نقل الفائدة، وغفر لك قولك "بعيدا عن التنطع والجدل".. وغفر لنا تنطع من وقع منا في التنطع. ولعله لا يخفى عليك أن تعميمك بهذا القول قد أصاب سائر المتحاورين في هذا الموضوع، سامحك الله.. فأذكرك - من صحيح السنة أيضا - بقوله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"!
    ولعلي لا أرجع الى التعقيب على هذا الموضوع حتى لا أتهم "بالتنطع" والله المستعان!
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    45

    افتراضي رد: استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

    قد حذفت ما ساءك ، رغم أنه وصف لمشاركتي ، ووصف المشاركة لايلزمه إثبات خلافه لباقي المشاركات .. وقد روي عن عمر رضي الله عنه ( لا تظنن بكلمة خرجت من في أخيك سوء وأنت تجد لها في الخير محملا )

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,278

    افتراضي رد: استفسار حول مسألة تتعلق بالقدر ؟

    بارك الله فيك ونفع بك أخي الكريم، وغفر لي حملي للكلام على محمل السوء.. وشكر لك ما أضفته من فوائد.
    أخوك المذنب المبتلى أبو الفداء
    أبو الفداء ابن مسعود
    غفر الله له ولوالديه

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •