أين أدباء الفضيلة ؟!
مجلة البيان(كلمة قصيرة)العدد252 شعبان 1429هـ-أغسطس 2008م
(بنات الرياض)رواية تحكي بعض المغامرات العبثية الهابطة وتصوَّر الفتيات في أسوأ صورة،احتفى بها بعض الإعلاميين ،وأصبحت مادة للإشادة والإطراء ،ليس لمستواها الفني ،وبلاغتها الأدبية ،وجاذبيتها القصصية،بل لجُرأتها في التمرُّد والثورة على القِيّم...!
ويبدو أن ذلك حفَّز بعض القُصَّاص للسير في طريق الأضواء ،فظهرت لنا بعد ذلك رواية (شباب الرياض) لتكتمل صورة السقوط.
فالمجتمع بفتياته وشبابه مصابُ بحالة متشنّجة من السُّعار الجنسي،وغارق في مستنقعات الهوى والرذيلة،ولا يعرف إلا المغامرات الهابطة،وليس له همُّ إلا الجري وراء الشهوات!
وحتى لا يُختزل المجتمع في فتيات الرياض ظهرت رواية (نساء على خط الاستواء)لتتحدث عن عبثيات فتيات جدة ،ولكي يكون المشهد أكثر اتَّساعاً جاءت رواية (سعوديات).
بريق الأضواء يزداد لمعاناً ،وهو كالنار تتهافت حولها الجنادب والحشرات،ولهذا تكاثر أدعياء الإبداع والأدب ،وازداد استمرار نزيف الروايات بصورة فجَّة وغير مسبوقة في مشهدنا الثقافي .
ويعبَّر عن فساد هذا النزيف عناوين ذلك الذي يسمونه إبداعاً...
(فسوق)،(اختلاس)،( رق بلدي)،(جاهلية)،(ا لقارورة)...إنها أمارات صارخة لمحتواها الرخيص ،فهي تجمع بين مشاهد الفحش الأخلاقي ،وأنفاق التمرد الفكري.
إننا إزاء نوع من الأدب الرغبوي الذي يتطلع إلى صياغة المجتمع وَفق أهوائه وشهواته ،ويلهث من أجل تلميع السقطات الفكرية وإبرازها.
إن هذا العبث يصرخ في وجوه أدباء الفضيلة ،ويستحثهم لملء الساحة الأدبية بإبداعهم الرزين وحِسَّهم الراقي ،فالمسألة ليست مجرد أعمال فنية ،بل جهاد وذبُّ عن الدين والأخلاق ،ودعوة إلى تماسك المجتمع .
نعم! لن يجد هؤلاء الأدباء الحفاوة والإشادة في كثر من المنابر الإعلامية ،لكنهم سيجدون القراء.