حكم الطلاق عبر الهاتف
أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة
السؤال
♦ الملخص:
رجل طلق امرأته ثلاث مرات عبر الهاتف وهو مسافر، ثم حدث أن راجَعها، ويسأل: هل يجوز ذلك؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
طلقت زوجتي لشرائها سيارة دون علمي ولطلبها الطلاق، فلما اشتد الحديث بيننا، طلقتها ثم أرجعتها بعد يومين، والمرة الثانية كنت في مشكلة مالية كبيرة، وأسكن في شقة بالإيجار، ولم تُرِدْ أن تأتيَ إليَّ؛ إذ إنها من محافظة بعيدة، وكانت حبلى وسقط جنينها، وطلبت الطلاق، كما أنني كنت في حالة غير مستقرة؛ نظرًا لِما أمرُّ به منذ رجوعي من السفر بعد خسارة مادية كبيرة، وتم التقريب بيننا عن طريق الأهل وذهبت إليها وراجعتها، ومرَّ أكثر من سنتين والأمور طبيعية بيننا، وفوجئتُ بطلبها للطلاق دون عذر أو سبب، وألَحَّت في طلبه، وأنا أعلم أنها مع ذلك شخص محترم لكنها عصبية جدًّا، المهم أنها طلبت الطلاق وطلبت مؤخرها لسبب لا أعلمه، وكان بيننا وسيطٌ أخبرني أن أخاها رهن قضية وتحتاج إلى المال، وأنها لا تريد العيش معك، وتريد الزواج من بلدها، وألْمَحتْ إلى أن هناك شخصًا تودَّد إليها، فقمت على الفور بتطليقها للمرة الثالثة، إلا أنه تبيَّن لي أنه لم يتودد إليها أحدٌ، وأن هذا الكلام كان بدافع الغيرة، وأن سيارتها تعرضت لحادث وكانت بحاجة للمال، علمًا يا شيخ بأن المرات الثلاثة التي طلقتها فيها كنت مسافرًا، وعندما سألتها عن طلبها الطلاق، أقرَّت أنها لم تكن تستوعب أنني سأطلقها رغم طلبها، وأنها كانت قد فقدت حملها، وكانت في ظروف غير مناسبة، وتحت ضغط أرجعتها إلى عصمتي وأنا أيضًا مسافر عبر الهاتف، وهي الآن في بيتي، ما الحكم يا مولانا؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد:
أولًا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.مرحبًا بك أيها الأخ الفاضل، ونسأل الله لك الهداية والتوفيق، والسداد والتيسير.
ثانيًا: إذا كانت ألفاظ الطلاق صريحة؛ كطلَّقْتُكِ، أو أنت طالق، أو مطلقة؛ فقد وقع الطلاق، وبما أنك طلقتها ثلاث مرات بعد رجعة، فلا تحلُّ لك حتى تنكح زوجًا غيرك؛ زواج رغبة. أما كونُك طلَّقْتَها وأنت في الغربة، فلا يمنع من وقوع الطلاق، فلا يُشترط في إيقاع الطلاق حضور الزوجة، بل يقع الطلاق بحضورها وبغيابها على السواء؛ حيث لم يشترط الشرع حضورها من عدمه. وإرجاعك لها بعد المرة الثالثة لا يجوز لك، فواجب عليك أن تفارقها. وننصحك بالذهاب لأحد من أهل العلم؛ لسماعك وتحديد ألفاظ الطلاق، أو توضِّح لنا الألفاظ، بارك الله فيك، والله أعلم، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
رابط الموضوع: https://www.alukah.net/fatawa_counse...#ixzz6f6WddbD3